الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى على اله وصحبه افضل صلاة واتم التسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. اما بعد فقد قال المؤلف ورحمة الله تعالى معتقد اهل السنة والجماعة الايمان بما وردت به السنة الصحيحة من صفات كما هي قال الى امثال هذه الاحاديث التي يخبر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه بما يخبر به فان الفرقة الناجية اهل السنة والجماعة يؤمنون بذلك كما يؤمنون بما اخبر الله به في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. بل هم الوسط في فرق الامة. كما ان الامة هي الوسط هي الوسط في قوله الى امثال هذه الاحاديث الى اخره. لما كان ما ذكره المؤلف من الاحاديث ليس هو كلما ورد في باب صفات من الاخبار نبه على ان امثال هذه الاحاديث التي ذكرها مما يخبر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم عن ربه بما يخبر بك فإن حكمه كذلك وهو وجوب الإيمان بما يتضمنه من اسماء الله وصفاته. ثم عاد فأكد معتقد اهل السنة والجماعة وهم انه وهم انهم يؤمنون بما وردت به السنة الصحيحة من صفات كايمان كايمانهم بما اخبر الله في كتابه من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل. ثم اخبر عن اهل السنة والجماعة بانهم وسط بين في الضلال والزيغ من هذه الامة. كما ان هذه الامة وسطهم بين الامم السابقة. قال تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا. ومعنى وسطا عدولا خيارا كما ورد كما ورد الحديث بذلك. فهذه الامة وسط بين الامم التي تجنح الى الغلو الضار والامم التي تميل الى التفريط المهلك. فان من اهم الامم فان فان من الامم من غلا في المخلوقين وجعل لهم من صفات الخالق وحقوقه ما جعل كالنصارى الذين غلوا في المسيح والرهبان ومنهم من جفا الانبياء ومن الانبياء واتباعهم ومنهم من جفى الانبياء واتباعهم حتى قتلهم ورد دعوتهم كاليهود الذين قتلوا زكريا ويحيى وحاولوا قتل المسيح ورموهم والبهتان. واما هذه الامة فقد امنت بكل رسول ارسله الله واعتقدت رسالتهم وعرفت لهم قام هاتهم الرفيعة التي فضلهم الله بها. ومن الامم ايضا من استحلت كل خبيث وطيب ومنها من حرم وما الطيبات غلوا ومجاوزة. واما هذه الامة فقد احل الله لها الطيبات وحرم عليها الخبائث. الى غير ذلك من الامور التي من الله على هذه الامة الكاملة بالتوسط فيها. فكذلك اهل السنة والجماعة متوسطون بين الامة المبتدعة التي انحرفت عن الصراط المستقيم. اهل السنة والجماعة اهل السنة وسط بين الطوائف في باب صفات فهم وسط في باب صفات الله سبحانه وتعالى بين اهل التعطيل الجهمية واهل التمثيل المشبهة قوله فهم وسط وفي باب سواة الله الى اخره يعني ان اهل السنة والجماعة وسطوا في باب الصفات بين من ينفيها ويعطل الذات العلية ويعطل العلية عنها ويحرفهم ما ورد فيها من الايات والاحاديث عن معانيها الصحيحة الى ما يعتقده هو من معان بلا دليل صحيح ولا عقل صريح كقولهم رحمة الله ارادته الاحسان ويده قدرته وعينه حفظه ورعايته واستواؤه على عرشه استيلاؤه الى امثال ذلك من انواع النفي والتعطيل التي اوقعهم فيها سوء ظنهم بربهم وتوهمهم وتوهمهم ان قيام هذه الصفات ان قيام هذه الصفات به لا لا يعقل الا على النحو الموجود في في قيامها بالمخلوق. ولقد احسن القائل حيث يقول فيقولون على الرحمن ما لا يعلمون. وقصارى امر من اوله ام ظنوا الظنون وانما سمي اهل التعطيل جهمية نسبة الى الجهم بن صفوان الترمذي رأس الفتنة والضلال. وقد وقد توسع وقد توسع في هذا اللفظ حتى اصبح يطلق على كل من نفى شيئا من الاسماء والصفات فهو شامل لجميع فرق النفاة من فلاسفة معتزلة واشعرية وقرامطة باطنية. فاهل السنة والجماعة وسط بين هؤلاء الجهمية النفاة وبين اهل التمثيل المشبهة الذين شبهوا الله بخلقه ومثلوه بعباده. وقد رد الله على الطائفتين بقوله ليس كمثله شيء. فهذا يرد على المشبهة وقوله وقوله وهو السميع البصير يرد على المعطلة. واما اهل الحق فهم الذين يثبتون الصفات لله تعالى اثباتا بلا تمثيل. وينزهونه عن مشابهة المخلوقات تنزيها بلا تعطيل. فجمعوا واحسن ما عند الفريقين اعني التنزيه والاثبات وتركوا ما اخطأوا واساءوا فيه من التعطيل والتشبيه. اهل السنة امتي وسط بين الطوائف هباب افعال الله. وهم من عباد افعال الله بين الجبرية. طيب الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ساق شيخ الاسلام رحمه الله تعالى احاديث لا ساق الاحاديث الدالة على صفات الله عز وجل من سنة رسول الله صلى الله عليه عليه وسلم. ثم ذكر قاعدة المطردة في هذا المقام ان اهل السنة يثبتون ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب وكل ما صح اسناده عن رسول الله فانهم يؤمنون به وايمانهم هو الاقرار بمعناه الاقرار بمعناه بعمل المقتضاه من غير تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل. ولا يردون شيئا من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم بشناعة المبتدعة والضلال وانما يسلمون بذلك كله. فكل ما سيق من الاحاديث وصح اسناد النبي صلى الله عليه وسلم وكان مساق مساق الصفة فان اهل السنة يقبلونه يقرون به ويؤمنون بمقتضاه ومعناه وينفون عنه التحريف والتعطيل تمثيلا والتكييف ويؤمنون كما جاء عن الله عز وجل. او جاء عن رسوله صلى الله عليه وسلم. وهذا منهج اذنهم يثبتون من غير تكييف والتكييف ذكرناه وانه اي شيء ذكرنا التكييف هو ان يكيف الصفة على شيء في ذهنه ان يكيفها على شيء تصوره في في ذهنه. اما التمثيل هو ان يمثله بما بما يشابه شيئا او مر به فشاهده التمثيل بما بما له مثله في الواقع بما له مثل في الواقع اما بالمشاهدة او بالسماع فان يمسوه بهذا الذي سمعوا اما التكييف فقد يكون لا لا ليس له به اه سابق علم برؤية او بعلم او بسماع وانما التكييف يتعلق بالاذهان والتمثيل يتعلق بالأعيان والأبصار. هذا الفرق بين التكييف والتمثيل. ايضا كذلك انهم لا يحرفون والتحريف هو صرف والانحراف باللفظ عن معناه وعن لفظه الى معنى ولفظ غير مراد عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والتحريف كما ذكرنا انه ينقسم الى قسمين تحريف الالفاظ وتحريف المعاني وكل تحريف لفظ ينبني عليه تحريف للمعنى اذا حرف اللفظ فيلزم تحريف اللفظ تحريف المعنى. ولا يلزم من تحريف المعنى تحريف اللفظ. فالمبتدعة جمعوا بين التحريفين. حرفوا الالفاظ وحره المعالي. ففي مثل قوله تعالى وكلم الله موسى تكليما قالوا وكلم الله موسى تكليما الله موسى تكليما فحرفه لفظا وحرفوه معنى. وفي الاستواء حرفه اللفظ والمعنى فقالوا استوى بمعنى منهم من قال ان هذا تحريف لفظي ومنهم من قال انه تحريف معنوي ليس لفظي. والصحيح الذي هنا ان كل تعطيل فهو تحريف. كل تعطيل فهو تحريف وكل تحريف فهو ايضا تعطيل فهو تعطيل الله ولاسمائه ولصفاته. اذا لا يحرفون ولا يعطلون ولا يمثلون ولا يكيفون اهل السنة فاهل السنة هذا الباب سواء ما جاء عن النبي وسلم او ما جاء عن ربنا سبحانه وتعالى وهم في ذلك كله وسطا اي ها اهل السنة والجماعة والفرقة الناجية المنصورة هم وسط وسط بمعنى انهم عدول خيار ووسط ايضا له متوسطون بين اهل بين اهل الضلال افراطا وتفريطا وغلوا وجفاء. فهم في باب الامم كلهم هم وسط بين جميع الطوائف جميع الكفار هم وسط فبين اليهود والنصارى في عيسى هم وسط فاليهود جفوا وصفوا عيسى بانه بانه ابن زنية لعنهم الله. والنصارى غلوا فجعلوه ابنا لله عز وجل. فجاء اهل الاسلام فوصفوه بانه لانه عبد الله ورسوله وانه ابن مريم البتول عليها السلام رضي الله عنها. اذا هذا كون وسط في باب وسط في الامم وهم ايضا بين اهل بين اهل الاسلام المنتسبون للاسلام هم وسط في ذلك. في باب الاسماء والصفات هم وسط بين وبين المجسمة. فالمعطلة الذين عطلوا اسماء الله وصفاتهم ولم يثبتوا الا الا ذات عن الاسماء والصفات هؤلاء جافوا في حق ربنا سبحانه وتعالى وفرطوا فيما اوجب فيما يجب لله عز وجل وقابل هؤلاء المعطلة بانواعهم واصنافهم قابلهم المجسمة كالهاشمية والجوابرية وغيرهم او من ممن يقال وذلك تهمس وابن الجوابري وايضا ابن مقاتل وايضا ابن الحكم ابن هشام فكان هؤلاء الاعداد يشبهون ويجسمونه تجسيم الاخلاق تجسيم الخلق فيرون ان يد الله كايد الخلق وسمعوا كسمع الخلق وبصره كبصر الخلق ولا شك ان هذا باطل وكفر بالله من الجهتين. الجهامية كفر بالتعطيل والمجسم كفروا من تجسيم. اما اهل السنة اثبتوا ما اثبته الله بنفسه واثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم ومع اثباته لما اثبته الله ورسوله فانهم لا يمثلون الله بخلقه ولا ولا يكيفون صفاته ولا يعطلونها بل يثبتون كما جاءت عن الله ورسوله الله عليه وسلم. هذا ما يتعلق في باب صفات الله عز وجل. وعندما ترى في في حال اهل المبتدعة تراهم يسمون هذا التعطيل يسمونه توحيده حتى اصل المعتزلة اصلا عنده من اصولهم الخمسة سموه باصل التوحيد. وذلك انهم يقولون ان اثبات الصفات لله عز وجل يقتضي تجسيم ويقتضي التمثيل ويقتضي التعدد ويقتضي التعدد وذلك انهم قالوا اذا اثبتنا صفات متعددة واسماء متعددة فاننا نعني بذلك تعدد الاله تعدد الاله فكما انهم يعيبون قالوا كما ان العيب عن النصارى تعدد الاله بانه والله والابن وروح القدس فنحن والله اذا عتبتنا هذي الاسماء جعلنا كم اله؟ الهات او الهة كثيرة ولا شك ان هذا قول باطل. فصفات الله عز وجل هي من ذاته وليس وليست خارجة عن ذاته سبحانه وتعالى. فالصفات قائمة بذات الله عز وجل. واسماء ايضا دلالات دلالات على ربنا سبحانه وتعالى لا ان اسم السميع والبصير غير الله سبحانه وتعالى بل هو بل هو الله من جهة الدلالة ومن جهة المعاني هم هذه الاسماء مترادفة فكل اسم يدل على معنى لا يدل عليه الاسم الاخر. اذا هذه الشبهة الباطلة عند الجهمية قعدوا بها قاعدة التوحيد وبنوا على هذا الاصل الفاسد والباطل ان الله معطل من جميع الصفات حتى قصروا ان الله ذات مجردة عن الصفات ذات مجرد وانما اثبتوا فقط الوجود المطلق اثبتوا الوجود المطلق او اثبتوا بعض الصفات كالحياة والعلم والقدرة عطلوا الله من جميع صفاته وكل من اخذ بشيء من اهل الباطل فقد عطل شيئا من صفات الله عز وجل فمنهم من عطل الصفات عطل الصفات الذاتية ومنهم من عطل الصفات الفعلية ومنهم من عطل جميع الصفات كلها لله عز وجل. اما اهل السنة فهم اثبتوا ولم يكيفوا ولم يمثلوا. اذا هم بين الجهمية الذين يعطلون صفات الله وبين المجسم الذين يثبتون ويبالغون افرطوا في باب الاثبات حتى يقول احدهم اعفوني من اللحية والفرج واثبتوا بعد ذلك ما شئتم اي كل ما شئتم انا اثبته لله عز وجل ويمن الله يقعد وان الله يزور يزور اولياءه ويزورونه ويجالسهم ويجالسونه ويخالطهم ويخالطونه. وهذا كفر بالله عز وجل باجماع باجماع اهل السنة ثم اياك بعد ذلك انهم وسط في باب افعال الله بين بين الجبرية والقدرية وهذا سيأتي ايضاح ان شاء الله في الدرس القادم