بسم الله والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيد المرسلين نبينا محمد عليه وعلى اله افضل الصلاة واتم التسليم. اللهم انفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم فصل وقد دخل فيما ذكرناه من الايمان بالله الايمان بما اخبر الله به في كتابه. وتواتر عن رسوله واجمع عليه سلف الامة. من انه سبحانه وفوق سماواته على عرشه بائن على خلقه وهو سبحانه معهم اينما كانوا يعلم ما هم عاملون كما جمع بين ذلك في قوله عندك بين على خلقه ولا من خلقه بائن على خلقه العبارة الصحيحة دائن من خلقه ما في مشكلة طيب في العصر يا شيخ يقول بائن علي على خلقه. هذا صح بائن علي على خلقه اصح او بائن من خلقه لكن بائن على خلقه فيها تحتمل معنى صحيح نقول دائما العري على خلقه طيب وهو سبحانه معهم اينما كانوا يعلم ما هم عاملون. كما جمع بين ذلك في قوله هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها. وهو معكم اينما كنتم والله بما تعملون بصير. وليس معنى قول وليس على قوله وهو معكم انه مختلط بالخلق فان هذا لا توجبه اللغة بل القمر اية من ايات الله من اصغر مخلوقاته وهو موضوع في السماء وهو ومع المسافر وغير المسافر اينما كان. وهو سبحانه فوق عرشه رقيب على خلقه مهيمن عليهم. مطلع عليهم الى غير ذلك من معاني ربوبيته وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من انه فوق العرش وانه معنا حق على حقيقته. لا يحتاج الى تحريف ولكن يصان عن الظنون ولكن يصان عن الظنون الكاذبة مثل اي يظن ان ظاهر قوله في السماء ان السماء تظله او او تقله وهذا باطل باجماع اهل العلم والايمان فان الله قد وسع كرسيه السماوات والارض وهو يمسك السماوات والارض ان تزولا ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه. ومن اياته ان تقوم السماء والارض بامر قوله وقد دخل فيما ذكرناه من الايمان صرح المؤلف هنا بمسألة علو الله تعالى واستوائه على عرشه بائنا من خلقه كما اخبر الله عن ذلك في وكما تواتر الخبر بذلك عن رسوله. وكما اجمع عليه سلف الامة الذين هم اكمل اكملها علما وايمانا. مؤكدا بذلك ما سبق ان ذكره في هذا الصدد ومشددا النكير على من انكر ذلك من الجهمية والمعتزلة ومن تبعهم من الاشاعرة. ثم بين ان استوائه على عرشه لا ينافي معيته وقربه من خلقه فان المعية ليس معناها الاختلاط والمجاورة الحسية وضرب لذلك مثلا بالقمر الذي هو موضوع في السماء وهو مع المسافر وغيره اينما كان بظهوره واتصال نوره فاذا جاز هذا بالنسبة للقمر وهو من اصغر مخلوقات اوقات الله افلا يجوز بالنسبة الى اللطيف الخبير الذي احاط به عباده علما وقدرة والذي هو شهيد مطلع عليهم يسمعهم ويراهم ويعلم سرهم اجواءهم بل العالم كله سماواته وارضه من العرش الى الفرش كله بين يديه سبحانه كانه بندق بندقة بندقة في يد احدنا. كانه كأنه بندقة في يد احدنا افلا يجوز لمن هذا شأنه ان يقال انه مع خلقه مع كونه عاليا عليهم بائنا منهم فوق عرشه بلى يجب الايمان بكل من علوه تعالى ومعيته واجب الايمان بكل نعم يجب بلى يجب الايمان بكل من علوه تعالى ومعيته واعتقاده ان ذلك كله حق على حقيقته من غير ان يساء فهم ذلك او ويحمل على معان فاسدة كأن يفهم من قوله وهو معكم معية الاختلاط والامتزاج كما يزعمه الحلولية او يفهم او يفهم من قوله في السماء ان السماء ظرف حاوي له محيط به. كيف وقد وسع كرسيه السماوات والارض جميعا؟ وهو الذي يمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه سبحان من لا يبلغه وهم الواهمين كذا وهم الواهمين من الواهمين سلام عليكم. فسبحان من لا يبلغه وهم الواهمون. ولا تدركه افهام العالمين. وهم الواهمين صحيظ النعمة. نعم. كمل. فصل وقد دخل فبذلك الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذا الفصل او هذا الفصل يتعلق بمسألة علو الله عز وجل والجمع بين علوه ومعيته وهذه المسألة قد وقع بين المنتسبين يا اسلام خلاف في معناها وتبيينها ومقتضاها بين من عطل الله عز من علوه ولم يثبت علو الله سبحانه وتعالى وقال ان الله سبحانه وتعالى في كل مكان وان الله عز وجل في الارض وفي السماء وفي وفي الشمال والجنوب وانه لا يخلو منه واحتج بايات من كتاب الله عز وجل منها قوله تعالى وهو الذي في السماء اذا هو في الارض اله وقوله وهو معكم اينما كنتم وقالوا هذه هذه الايات تدل على ان الله سبحانه وتعالى في كل مكان وحملوا معنى العلو الذي جاء في كتاب الله عز وجل ان معناه وعلو القهر والقدرة والقوة وليس معناه علو الذات وقالت طائفة اخرى ان الله سبحانه وتعالى عالم على خلقه سبحانه وتعالى وانه وانه ينسب الى العلو لكن لا يحد بجهة ولا ولا يشار اليه بجهة فيقال له العلو بذاته وعلو القهر والقدر لكن لا نشير الى السماء انه في السماء. وهؤلاء وان كانوا اسلم من الطائفة الاولى الا انهم ايظا على نوع من والزيغ. واما اهل السنة اهل السنة وعوام المسلمين. فانهم اثبتوا علو الله عز وجل واخذوا بالنصوص ولم ولم يضربوا النصوص بعضها ببعض فقالوا ان الله سبحانه وتعالى مستو على عرشه وساقوا الادلة الكثيرة على فوقية الله وعلوه وانه عال على مخلوقاته. واثبتوا ايضا معيته لخلقه وانه محيط بخلقه بسمعه وبصره واحاطته قالوا ان الله معنا ان الله معنا سبحانه وتعالى بعلمه وبسمعه وببصره واحاطته وليس ممازجا لنا وبهذا اجمع اهل السنة على هذا القول ونقل الاجماع عن غير واحد ونقل الاجماع غير واحد من اهل العلم ان الله عز وجل مستو عال على عرشه سبحانه وتعالى وهذه المسألة قد دلت عليها النصوص والنقول وتظافرت عليها الادلة ودل عليها العقل والنقل والفطرة ان الله سبحانه وتعالى فوق عرشه بل قال ابن القيم ان ان ان ادلة علو الله تربو على الف دليل على الف دليل في كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم. والفطرة كما ذكرت تدل على ذلك بل العقل ايضا يدل على علو الله عز وجل. هذه المسألة هي اه الذي اجمع عليها السوء كفروا كل من قال ان الله حال في مخلوقاته او حال في ارضه واوان الله في كل مكان وسموا هؤلاء باهل لولا الاتحاد او الحلولية الذين يقولون الله في كل مكان. هذه مسألة. المسألة الثانية مسألة كيف نجمع بين علو الله ومعيته لخلقه؟ وهل الله هي بذاته حقيقة او هي بعلمه وسمعه وبصره. الذي عليه المتقدمون من سلف الامة ولا يعرف بينهما خلاف في ذلك. ان المعية في قوله تعالى وهو معكم ان المراب ذلك العلم والسمع والبصر والاحاطة ونحن اقرب قالوا بعلمه وسمعه وبصره لا بذاته وذهب شيخ الاسلام عندما اعترض عليه بانهم تؤولون ايات الله عز وجل وتقولون ان قوله وهو معكم ليس بحقيقته ليس حقيقة وانما هو وانما هو بعلمه قالوا انتم اولتم لان ظاهر الاية ان الله معنا حقيقة بذاته. فقال شيخ حتى ينفي هذه الدعوة التي ادعاها ادعاها المخالفون من الجهمية وغيرهم قال قال رحمه الله تعالى وهو قوله وقوله لا يعارضنا عليه اهل السنة لان مفاد قوله هو قول اهل السنة. فقال هو معنا بذاته حقيقة ومعنا بذاته حقيقة واثبت معية الله لخلقه بذاته ووافق اهل السنة في المعنى وخالفهم في العبارة فوافقهم ان الله معنا فوافقهم ان معنا غير ممازج ومخالط وجعل لذلك مثالا من خلقه وهو القمر فقالوا كموضوع في السماء وهو معنى حقيقة بجرمه فانت تقول صرت انا والقمر ومن سمعك صدقك ان القبر كان معك بذاته. مع ان القمر في بالعلو وانت في السول وكذلك لو ان رجلا يمشي في سطح وتمشي معه وانت في الارض وتتجاورا في مشيكما لقلت مشيت انا وفلان معي. وهو معك حقيقة وان وان كان مبينا غير ممازج ومخالط لك. فقال شيخ الاسلام ان الله معنا بذاته حقيقة ولا يلزم من معيته لنا ان ليكونوا مازجا مخالطا لمخلوقاته. وعلى هذا يكون الخلاف لان هناك من انكر لان هناك من انكر عن شيخ الاسلام قوله معنا بحق معنا بذاته حقيقة وقال ان هذا لفظ بالعيد لم يقله السلف ولم ينهك عنه المتقدمون من اهل السنة شيخ الاسلام ان هذا الخلاف هو ان عند الشيخ عندما ذكر المعنى الصحيح افادنا ان الخلاف معه خلاف لفظي لا حقيقي لانه صبوا قوله في قول اهل السنة وان الله غير مازج ولا مخالط لمخلوقاته وهذا الذي يتفق عليه اهل السنة جميعا ويكون معنا بذاته اي معنا بسمعه وبصره واحاطته وهو ايضا بذاته انه انه يبصر المخلوق ويراه ويسمعه ويعلم سكناته وحركاته سره وعلانيته يكون معنا حقيقة. هذا هو المعروف. ولذلك فنقول الله عالي في علوه قريب في دنوه سبحانه وتعالى فلا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء فلا تعارض بين ايات الاستواء وايات الفوقية وايات العلو وبين قوله وهو معكم اينما كنتم فهو معنا حقيقة وهو بذاته فوق فوق عرشه سبحانه وتعالى. فاصبحت عبارة شيخ الاسلام بمعنى حقيقة انها بمعنى انه آآ على ظاهر الاية انه معنا من غير ممازجة ولا مخالطة ولا مخالطة وهذا هو اما قول الحرية فانهم قالوا معنا وانه مخالط ممازج لنا بل كفروا نسأل الله العافية بقولهم لانه يحل في اوليائه ويحل في خلقه اما اتحادا واما حلولا لعنهم الله. هذه هي المسألة الثانية نعم فصل وقد دخل في ذلك الايمان بانه قريب مجيب كما جمع بين ذلك في قوله. واذا سألك عبادي عني فاني قريب. الاية وقوله صلى الله عليه وسلم ان الذي تدعونه اقرب الى احدكم من عنق راحلته من عنق راحلته. وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه تفوقيته فانه سبحانه ليس كمثله شيء في جميع نعوته وهو علي في دنوه قريب في علوه. سبحانه. قوله وقد دخل في ذلك الايمان الى اخره يجب الايمان بما وصف الله به نفسه من انه قريب مجيب فهو سبحانه قريب ممن يدعوه ويناجيه. يسمع دعاءه ونجواه ويجيب دعاءه متى شاء وكيف شاء فهو تعالى قريب قرب العلم والاحاطة كما قال تعالى ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اليه من حبل الوريد وبهذا يتبين يتبين انه لا منافاة اصلا بينما ذكر في الكتاب والسنة. من قربه تعالى ومعيته وبين ما فيهما من علوه تعالى اوقيته. فهذا كل فهذه كلها نعوت له على ما يليق به سبحانه. ليس كمثله شيء في شيء منها فصل الايمان هذي مسألة اخرى مسألة قرب الله ودنوه من خلقه قرب الله ودنوه يختلف باختلاف حال العبد فمن الناس من يكون الله اقرب اليه اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد. فهذا قرب خاص بذلك الساجد قرب خاص باهل عرفة يدنو الله من يدنو الله عشية عرفة من اهل الموقف يباهي بهم ملائكته هذا قرب ودنو خاص باهل عرفة قرب من الله عز وجل لاهل الايمان والتوحيد والاخلاص عند الثلث الاخير من الليل فيتعرض لعباده فيقول هل من سائل فاعطيه؟ هل للمستغفر فاغفر له الحديث فهذا قرب خاص لبعض اولياءه ولبعض عباده واما القرب الذي يعنيه هنا وهو قرب الاحاطة والسمع والبصر فهذا قرب يقسم اهل العلم معية الى قسمين معية خاصة ومعية عامة معية بمعنى ان معية عامة انه محيط بخلقه يسمعهم ويبصرهم ويراهم ولا يخفى منهم شيئا سبحانه وتعالى. ومعية خاصة تزيد على هذه المعية السابقة النصرة والتأييد والتمكين والحفظ والرعاية والكلاءة ويكلأ عباده من كل شر هذه معية خاصة بالمؤمنين الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ان الله مع الصابرين ان الله آآ مع الصادقين تشابه هذه الايات فهي معية خاصة باهل الايمان باهل الايمان. فلا تنافي بين دنو الله وقربه واجابته لمن دعاه وبين واستواه على العرش وهي متفرعة المسألة التي قبله وهي اثبات علو الله سبحانه وتعالى. وانه مع عباده قريب مجيب كما جاء في حديث موسى الاشعري ذكر هنا عندما اه كان مع اصحاب فاخذوا يرجون بالدعاء فقاسم اربعوا على انفسكم ان الذي تدعون ليس باصم ولا غائبا انه اقرب الى احدكم من من عنق راحلته. ومعنى ذلك ان الله قريب يسمع السر واخفى فالذي يرفع صوته بالتكبير ولذلك يقول ابن الامام يقول الامام الشافعي ان من السنة ان لا يجهر المسلم بذكره وتكبيره آآ اذكاره وذلك فيه فوائد كما ذكر ابن القيم اولا ان ذلك ادعى في الاخلاص. وثانيا انه اقوى في ايمان العبد حيث انه اسر علم ان الله يسمع سره ونجواه فالذي يرفع صوته كانه يظن ان الله لا يسمع الا اذا رفع بخلاف الذي بالذي يخافت في دعائه وذكره يعلم انه ان الله يسمعه اذا اسر واذا اعلن. ايضا ثالث من الادب ان ان السائل الذي الذي آآ لربه في عبوديته ان يكون خاضعا ذليلا منكسرا ورفع الصوت ينافي ينافي ذلك بخلاف خفظه فانه ينادي على الذل والخضوع لمن ساله ودعاه. اذا آآ ربنا سبحانه وتعالى قريب مجيب يسمع دعاء الداعي ويسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ويرى نياط عروقها وانتقال دمها من مفصل في مفصل سبحانه وتعالى فلا يخفى عليه شيء في الارض ولا في السماء فهذه التي ذكر شيخ الاسلام انه قريب في علوه علي في دنوه فهو جمع بين العلو والقرب وبين آآ الدنو والعلو. فالله علي وهو قريب والله قريب وهو علي سبحانه وتعالى فلا تنافي بين هذا وهذا ولا تلازم انه يلزم من علوه اه ان يكون غير سامع وغير قريب وغير مجيب ولا يلزم من دنوه ايضا انه وقربه انه مازج مخالط بل هو قريب مجيب اقرب الينا من من حبل الوريد وهو بذاته فوق عرشه سبحانه وتعالى والله اعلم واحكم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد