الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين. قال امير المؤمنين في الحديث الامام البخاري رحمه الله باب لا يقول عبدي حدثنا محمد بن عبيد الله قال حدثني ابن ابي حازم عن عن العلاء عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقل احدكم عبدي امتي كلكم عبيد الله وكل نسائكم اماء الله وليقل غلام جاريتي وفتاي وفتاتي بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله الا باب لا يقول عبدي اي من كان تحته مملوك او رقيق فلا يجوز له ان يقول عن مملوكه عبدي ولا عن مملوكته امتي لان هذا اللفظ وان لم يقصد به قائله حقيقة العبودية وانما قصد الملك وكونه مملوكا له الا ان فيه سوء ادب مع الله تبارك وتعالى ولهذا جاء النهي عنه والمنع منه تأدبا مع الله جل وعلا في هذا المقام العظيم والباب الجليل العبودية التي هي حق الله جل وعلا على عباده حتى وان لم يقصد حتى وان لم يقصد بقوله عبدي هذا المعنى وانما قصد به انه مملوك له فلا يجوز له استخدام هذا اللفظ لما فيه من الايهام ولما فيه ايظا من سوء الادب مع الله تبارك وتعالى وايضا في هذا سد للذريعة ذريعة الشرك بالله عز وجل والوقوع في الباطل والاسلام جاء بالتوحيد وحمى حماه وحذر من الشرك وسد الوسائل والذرائع التي تفظي اليه وهذا من كمال هذا الدين وعظمته حمى التوحيد وسد كل ذريعة تفظي بالانسان الى الشرك بالله تبارك وتعالى سواء كانت الذريعة قولية او كانت الذريئة فعلية ولا يجوز للانسان ان يستهين بلفظ من الالفاظ او كلمة من الكلمات بحجة انه لم يقصد الباطل ولم يقصد الضلال وانما اراد خيرا وقصد خيرا واراد نفعا لا يحل له مهما كان الامر او المبرر ان يستعمل الفاظا فيها باطل او فيها ذريعة للباطل سواء كان فيها باطل او فيها ذريعة للباطل ولا يشفع له قوله انني اردت خيرا او لم اقصد شرا او لم اقصد هذا المعنى الباطل لان الشريعة الاسلامية جاءت مع تقرير التوحيد بحماية حماه ومع ابطال الشرك جاءت بسد ذرائعه والوسائل المفضية له ليبقى تبقى النفوس صافية مخلصة لله تبارك وتعالى بعيدة عن الباطل وعن كل ذريعة تفظي بالانسان الى الباطل ومن هذا القبيل نهي النبي عليه الصلاة والسلام ان يقول الرجل عن مملوكه عبدي وعن مملوكته امتي قال عليه الصلاة والسلام كلكم عباد الله وكلكم وكل نسائكم اماء الله كلكم عباد الله ان اراد بقوله كلكم ايا اهل الاسلام فهذه العبودية الخاصة التي هي العبودية لالوهية الله تبارك وتعالى بالذل له والخضوع والقيام بطاعته سبحانه وتعالى وعبادته كما امر وان اريد العبودية العبودية العامة كما في قوله ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا فهذه تشمل المسلم والكافر والبر والفاجر كلهم عباد لله باعتبار انهم مماليك له وخاضعون لتدبيره وطوع مشيئته سبحانه وتعالى وتسخيره كلكم عبيد الله وكل نسائكم اماء الله ولهذا جاء في دعاء الهم قال عليه الصلاة والسلام ان يقول اللهم اني عبدك وابن عبدك وابن امتك اي انا ابن عبدك عبد لك وابن عبد لك وانا عبد لك وابن امة لك فانا عبد مسخر ومخلوق مدبر امره بيد مالكه تبارك وتعالى امره بيد مالكه تبارك وتعالى وهذا المعنى خاص بالله تبارك وتعالى ولما كان في قول المالك في في شأن مملوكه عبدي او امتي فيه فهذا الايهام للباطل وفيه هذه الذريعة للشرك جاء الاسلام بالنهي عن ذلك والمنع منه اورد المصنف هنا رحمه الله حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقل احدكم عبدي امتي اي لا يقل لملك يمينه اذا كان رجلا عبدي وملك يمينه اذا كانت امرأة امتي لا يقول ذلك لماذا؟ قال كلكم عبيد الله وكل نسائكم اماء الله فان قال وقائل لم اقصد العبودية التي هي لله وانما قصدت العبودية التي هي الرق انه رقيق لي ومملوك لي واردت هذا المعنى يقال له حتى وان لم تقصد هذا المعنى فانك لو قصدته لوقعت في امر كبار وجرم هو اعظم جرم وان لم تقصد ذلك فهذا فيه ايهام للباطل وفي اللفظ ما فيه آآ وفي اللفظ ما ما فيه من الذريعة للوقوع في الباطل والتعالي على على عباد الله تبارك وتعالى وايضا دخول الغرور والخيلا ونحو ذلك من المعاني الباطلة على من يستهين بهذه الالفاظ قال لا قال كلكم عباد الله وكل نسائكم اماء الله وليقل غلامي جارية وفتاي وفتاتي وهذه الكلمات الغلام والجارية والفتى والفتاة تطلق على المملوك وعلى غير المملوك ولهذا كان في استعمالها السلامة وليس في استعمالها ايهام باطل او ذريعة له ولهذا ارشد اليها صلوات الله وسلامه عليه وبين انها هي التي يناسب ان تقال في مثل هذا المقام يقال غلامي جاريتي فتاي فتاة وهي كلمات تقال في حق المملوك وفي حق غير المملوك في حق المملوك وفي حق غير المملوك وليس فيها ايهام للباطل كما في اللفظة الاولى التي نهى عنها صلوات الله وسلامه عليه ومن فوائد هذا الحديث العظيمة ان المربي والمعلم والواعظ والناصح اذا بين للناس امرا منكرا او لفظا باطلا درجوا عليه واعتادوا على الاتيان به ان يذكر لهم البديل الصحيح واللفظ المناسب قال الله تعالى لا تقولوا راعنا وقولوا انظرن فينهى عن الباطل او اللفظ الذي فيه ايهام باطل ثم يذكر في الوقت نفسه اللفظ البديل والكلمة المناسبة التي ليس فيها خطأ وهذا النهج يتكرر كثيرا في احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام كما في هذا الحديث وكما ايضا في الحديث الاتي تترجم في الترجمة القادمة نعم قال رحمه الله باب هل يقول سيدي حدثنا حجاج بن منهال قال حدثنا حماد بن سلمة عن ايوب وحبيب وهشام عن محمد عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن احدكم عبدي وامتي ولا يقولن المملوك ربي وربتي وليقل فتاي وفتاتي وسيدي وسيدتي كلكم مملوكون والرب الله عز وجل ثم عقد المصنف رحمه الله هذه الترجمة قال باب هل يقول سيدي الترجمة هنا تتعلق بالمملوك والترجمة التي قبلها تتعلق بمالكه الترجمة التي قبله تتعلق بالمالك انه ليس له ان يقول عن مملوكه عبدي وعن مملوكته امتي وهذه الترجمة تتعلق بالمملوك نفسه بماذا يخبر عن مالكه فهل يقول ربي وهو يقصد بقوله ربي اي مالك لان من معاني الرب المالك او انه ليس له ان يقول هذا اللفظ واذا كان ليس له ان ان يقول هذا اللفظ فما الذي يسوغ له ان يقوله في مثل هذا المقام قال رحمه الله هل يقول سيدي واتى بها بهذه الصيغة صيغة الاستفهام هل يقول سيدي والحديث الذي ساقه رحمه الله حديث ابي هريرة فيه ارشاد النبي عليه الصلاة والسلام الى قول هذه اللفظة بدل لفظة ربي بارشاد الى قول هذه اللفظة بدل لفظة ربي. قال وليقل فتاوى وفتاتي وسيدي وسيدتي فارشد عليه الصلاة والسلام الى قول هذه اللفظة ثم ساق المصنف رحمه الله بعد هذا الحديث حديث عبدالله ابن السخير الذي فيه قول النبي عليه الصلاة والسلام عندما قالوا له انت سيدنا؟ قال السيد الله وهذا الذي لاجله طرح الامام البخاري رحمه الله هذه المسألة بصيغة استفهام وجعل الترجمة بهذه الصيغة هل يقول سيدي لان استخدام هذه اللفظة فيه تفصيل بينه اهل العلم وذلك ان السيادة المطلقة لله تبارك وتعالى كما قرر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين بقوله انما السيد الله انما انما السيد الله والسيد هو العظيم الذي كمل بعظمته والشريف الذي كمل في شرفه والذي اتصف بالصفات العالية النعوت العظيمة وهذا وهذه السيادة بهذا المعنى ليست الا لله تبارك وتعالى ولهذا قال عليه الصلاة والسلام انما السيد الله لكن قد يكون المخلوق سيادة النسبية والسيادة مفهومها هنا ومعناها اي الرئاسة او الزعامة او او الولاية كما في قول النبي عليه الصلاة والسلام قوموا الى سيدكم فهذا فهذه السيادة على معنى مخصوص ليست على معنى مطلق وانما هي على معنى مخصوص واضح من قوله صلوات الله وسلامه عليه اه قوموا الى سيدكم وفي القرآن والف يا سيدها لدى الباب اي زوجها وبعلها لان له الرئاسة وله ولاية فهي سيادة نسبية مخصوصة وعندما تطلق هذه اللفظة بهذا القيد مرادا بهذا المعنى لم يبقى فيها الاشكال الذي يرد عندما يؤتى بهذه اللفظة على وجه الاطلاق الموهم للسيادة المطلقة كان كان يقول السيد هكذا بان التي تفيد الاستغراق او كما جاء في الحديث قال قالوا انت سيدنا وابن سيدنا فقال لهم عليه الصلاة والسلام لا يستجرينكم الشيطان ولهذا التفصيل في هذه المسألة على ضوء الاحاديث التي وردت عن النبي عليه الصلاة والسلام هو الذي يجب ان يصار اليه لا بأس ان تطلق هذه اللفظة على معنى مخصوص وبامر مقيد ولا تطلق على المعنى العام ولا تضاف الى المخلوق بالاطلاق الذي يفيد باطلا او يكون ذريعة الى باطل ولما استمرأ اقوام فهذا الامر واستهانوا به اظفوا على من يلقبونهم بالسادة او السيد اضفوا عليهم من المعاني والصفات ما لا يليق الا بالله تبارك وتعالى فاعتقدوا في بعض من يلقبونهم بالسادة او بالسيد اعتقدوا فيهم علم المغيبات والتأثير في المخلوقات موتا وحياة ومنعا وعطاء واعطوهم من الخصائص والصفات ما لا يليق الا برب العالمين ثم جرهم ذلك الى صرف انواع من العبادة لهم استغاثة بهم والتجاء اليهم وتوكلا عليهم وخضوعا وذلا بين يديهم الى غير ذلك من معاني العبودية التي هي حق لله تبارك وتعالى ونبينا عليه الصلاة والسلام قرر التوحيد وحمى حماه صلوات الله وسلامه عليه وهذا من كمال نصحه وعظيم حرصه صلوات الله وسلامه عليه قد قال الله تعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ولهذا يجب باستعمال هذا اللفظ ان يحترز من ذرائع الباطل وابواب الغلو ومجالات الضلال وهي عديدة وكثيرة فاذا احتاج الى استخدام هذا اللفظ فانه يستخدم في حدود معينة وفي اطر مخصوصة لا توهموا باطلا ولا تدل على ظلال ولا تفظي اليه اورد المصنف رحمة الله عليه في هذه الترجمة حديثين الحديث الاول حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يقولن احدكم عبدي وامتي وما يتعلق بهاتين اللفظتين سبق بيانه والكلام عليه في الترجمة السابقة فلا نقف عند ولا يقولن المملوك ربي وربتي لا يقولن المملوك اي في حق مالكه او في حق مالكته ربي وربتي لماذا لان المملوك عبد مكلف وليلحظ هذا الامر ولينتبه اليه تقريرا لقاعدة سد الذريعة المفظية للباطل والموقعة في الشرك بالله جل وعلا المملوك عبد مكلف مأمور بعبادة الله عز وجل والخضوع له فنهي ان يقول عن مالكه ربي حتى وان كان يقصد بهذه اللفظة معنى من معاني الرب وهو المالك لان من معاني الرب ومن مدلولات هذه اللفظة المالك حتى وان كان لم يقصد الا هذا المعنى اي مالك وانا رقيق له فلا يجوز له ان يطلق هذه اللفظة لماذا؟ لانه عبد لله ومكلف ومأمور بطاعة الله عز وجل ومطلوب منه الخضوع لله جل وعلا فاذا اطلق هذه اللفظة بحق مخلوق قال ربي في حق المخلوق قال عنه ربي هذه اللفظة مع قوله لها وتكررها على لسانه تجره الى ماذا تجره الى نوع من الذل والخضوع والعبودية التي هي حق لله تبارك وتعالى وليس احدا فيها حق بل هي حقه جل وعلا فتجره هذه اللفظة ولهذا منع من استعمالها لانها ذريعة للباطل ووسيلة مفظية الى الظلال ونبينا عليه الصلاة والسلام كما تقدم بيان ذلك لما قرر التوحيد حمى حماه ولما نهى عن الشرك سد الوسائل التي تفضي اليه والذرائع التي تؤدي اليه نصحا للامة وبيانا للهدى منه صلوات الله وسلامه عليه قال ولا يقولن المملوك ربي وربتي لا يقولن المملوك لانه كما قدمت عبد مكلف مأمور لكن عندما نقول عن غير المكلف نقول رب الدار او رب الابل او رب المال او نحو ذلك من الاطلاقات هل المحظور هنا قائم هل المحظور هنا قائم؟ ليس قائما لان هذه الاشياء ليست مكلفة ولا وليست ما ما مقصودة بالتكليف والامر بالعبادة والذل والخضوع ولهذا المحذور منتفي ولهذا يصح ان ان يقال رب الابل او يقارب بالدار او رب المال بمعنى صاحبه لان ربي معناه صاحب وبمعنى مالك هذا من معانيها في اللغة فاللفظ هنا لا لا لا يوهم باطلا ولا يفضي اليه ولهذا التحقيق في اطلاق رب في حق المخلوق انه يمنع منها في حالتين الحالة الاولى اطلاقها على المخلوق محلاة بال كان يقال في مخلوق من مخلوقات الرب فهذا باطل والعياذ بالله لا يقال في حق مخلوق من مخلوقات هذه الكلمة الرب وايضا الحالة الثانية هي التي جاء بيانها في هذا الحديث لا يقول المملوك ربي لا يقول المملوك ربي واذا كان المملوك لا يقول هذه الكلمة فغير المملوك من باب اولى غير المملوك من باب اولى فلا يقل احد في حق من له ولاية عليه او سلطة ربي لانها اه لفظة آآ فيها من ايهام الباطل وذريعة الضلال آآ آآ ما هو امر واضح وظاهر العيان ولهذا جاء نهي النبي صلوات صلوات الله وسلامه عليه بالنهي عن ذلك والمنع منه قال ولا يقولن المملوك ربي وربتي ثم ذكر البديل الصحيح الذي لا اشكال فيه قال وليقل فتاي وفتاتي وليقل فتاي وفتاتي اي بدل قوله عبدي وامتي وسيدي وسيدتي بدن قوله ربي وربتي فافاد ذلك جواز استعمال هذه اللفظة في هذا في هذا المجال او في هذا الخصوص او بهذا الخصوص او بهذا القيد يجوز استعمال هذه اللفظة ان ان يقول المملوك في في في حق مالكه سيدي ويريد باطلاقه هذه اللفظة السيادة النسبية التي هي بمعنى الرئاسة او الولاية او ملك ففي هذا الحدود اه اه يجوز ان يقول هذه الكلمة اما في غير هذه المجالات فان في ذلك ذريعة الى التعظيم الباطل والاطراء المنهي عنه والغلو في المخلوقين واتباع خطوات الشيطان التي تجر الانسان الى الامور التي حرمها الله سبحانه وتعالى بل الى الامور التي تناقض مقصود الخلق وهو العبودية والذل لله تبارك وتعالى وحده ثم ذكر في خاتمة الحديث تعليلا لما ذكر. قال كلكم مملوكون والرب الله عز وجل كلكم مملوكون اي لله تبارك وتعالى والله مالككم وبيده تدبير تدبيركم وتسخير اموركم والتصرف فيكم كل ذلك بيده تبارك وتعالى والرب الله عز وجل هو الذي له الربوبية على خلقه اجمعين خلقا وملكا وتصرفا وتدبيرا وعطاء ومنعا الى غير ذلك من معاني الربوبية. نعم قال رحمه الله حدثنا مسدد قال حدثنا بشر ابن المفضل قال حدثنا ابو مسلمة عن ابي نظرة عن مطرف قال قال ابي انطلقت في وفد بني عامر الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا انت سيدنا. قال السيد قالوا وافضلنا فضلا واعظمنا طولا. قال فقال قولوا بقولكم ولا يسجد ولا يستجرين الشيطان ثم اورد المصنف رحمه الله هذا الحديث حديث مطرف عن ابيه وابيه هو عبد الله ابن السخير اه رضي الله عنه يقول عبد الله انطلقت في وفد بني عامر الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا انت سيدنا قالوا انت سيدنا فقال عليه الصلاة والسلام السيد الله فقال عليه الصلاة والسلام السيد الله مضى تقرير ان السيادة المطلقة لله رب العالمين جل وعلا فهو السيد الذي له الملك وبيده الامر واليه الامر وهو المسخر المعطي المانع المدبر الذي له الصفات العلا وله النعوت العظيمة هذا لله تبارك وتعالى والسيد اسم من اسمائه كما يدل على ذلك هذا الحديث فهو اسم من اسمائه تبارك وتعالى وهو من اسمائه التي تدل على معان عديدة لا على معنى مفرد وهو من اسمائه التي تدل على معان عديدة لا على معنى مفرد لان من اسماء الله تبارك وتعالى ما يدل على معنى مفرد ومنها ما يدل على معان عديدة فمن امثلة ما يدل على معنى مفرد العليم والسميع والبصير والرحيم والغفور ونحو هذه الاسماء فهذه اسماء دالة على معان مفردة السميع يدل على ثبوت السمع والبصيرة البصر والرحيم الرحمة والغفور المغفرة وهكذا وهناك اسماء حسنى لله تبارك وتعالى ليست دالة على معنى مفرد كهذه الاسماء وانما هي دالة على معان معان عديدة كالحميد والمجيد والسيد والصمد وذو الجلال وذو الاكرام ونحو هذه الاسماء فهذه اسماء دالة على معان عديدة فالسيد يدل على اه التصرف التدبير التسخير الملك يدل على كمال الصفات وعظمة النعوت فهذه معان يدل عليها هذا الاسم فالله تبارك وتعالى هو السيد اي العظيم الكامل في عظمته الرحيم الكامل في رحمته المنعم الكامل في انعامه وعطائه الى غير ذلك من المعاني العظيمة التي يدل عليها هذا الاسم فالسيد هو الله تبارك وتعالى السيد هو الله هو الذي بيده الامور وبيده التسخير وبيده العطاء وبيده المنع وبيده القبض وبيده البسط الامر بيده تبارك وتعالى ونبينا عليه الصلاة والسلام مخلوق من مخلوقات الله تبارك وتعالى قال الله سبحانه وتعالى له ليس لك من الامر شيء الامر لله يا فاطمة لا اغني عنك من الله شيئا. الامر لله سبحانه وتعالى سيادة المطلقة لله رب العالمين هو الذي بيده التصرف وبيده العطاء وبيده القبض وبيده المنع الامر بيده جل وعلا ولهذا اطلاق هذه اللفظة بالتعميم تجر الانسان الى نوع من الغلو او نوع من الاطراء الباطل الذي يفضي بالانسان الى الوقوع في الشرك بالله سبحانه وتعالى او في عبادة المخلوقين ولهذا آآ سد النبي صلى الله عليه وسلم هذه الذريعة فلما قالوا انت سيدنا قال السيد الله قال السيد الله وهذا لا يتنافى مع قوله فيما صح عنه عليه الصلاة والسلام انا سيد ولد ادم لان السيادة التي ذكرها هنا هي السيادة النسبية ليست السيادة المطلقة المطلقة التي هي يجرها يجر اليها اطلاق هذا اللفظ او الاتيان بهذا اللفظ بالاطلاق الذي او او مواجهة المخلوق به الذي يجر الى الغلو في المخلوقين والرفع من درجتهم واعطائهم من الخصائص ما لا يليق بالله تبارك وتعالى. واشرت انفا ان من استمرأ هذه اللفظة تهانى بشأنها وقع كثير منهم في اعطاء من لقبوا بالسادة امورا هي من خصائص رب العالمين فادعوا في بعضهم انهم يعلمون الغيب ودعوا في بعضهم انهم يدبرون الامر ودعوا في بعضهم ان بيدهم الموت والحياة الى غير ذلك من المعاني الباطلة ولهذا ايضا وقع بعضهم في صرف انواع انواع من العبادة لغير الله تبارك وتعالى من المقبولين الذين لا يملكون لانفسهم منعا ولا منعا ولا عطاء ولا خفظا ولا رفعا فظلا عن ان يملكوا شيئا من ذلك لغيرهم ثم ترى المبتلين بهذه المغالاة الباطلة عكوفا عند وقبور هؤلاء خاضعين متذللين راجين طامعين يعرضون عليهم حاجاتهم ويطلبون منهم ما لا يطلب الا من الله تبارك وتعالى. يأتي احد هؤلاء الى قبر عبد من عباد الله ومخلوق من مخلوقات الله تبارك وتعالى ثم يقول انا لائذ بجنابك ثم يقول ان لم تنقذني فمن الذي ينقذني ثم يقول ان لم تخلصني فمن الذي يخلصني ثم يقول مالي من الوذ به سواك او نحو ذلك من الكلمات التي هي نتيجة من نتائج الغلو واثر من ولهذا قال الناصح الامين صلوات الله وسلامه عليه لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا عبد. فقولوا عبد الله ورسوله تقول عبد الله ورسوله فان الانسان اذا التزم بما وجه اليه صلوات الله وسلامه عليه وارشد اليه من افتين افة الجفاء وافة الغلو قال قولوا عبد الله فهذه يسلم بها الانسان من افة الغلو ورسوله هذه يسلم بها من افة الجفاء. فيكون في في بهذا بقول هذا الذي وجه اليه النبي صلى الله عليه وسلم سالما من افتي الغلو والجفاء. ويكون ويكون بذلك في الوسطية التي سمة اهل الاسلام وعلامة اهل الاستقامة قال الله تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا والوسط هو العدل الخيار الذي لم يقع في غلو الغاليين ولم يقع في جفاء الجافين بل هو متوسط بين ضلالتي هؤلاء وباطليهم ولهذا قال عليه الصلاة والسلام فقولوا عبد الله ورسوله اي لتسلموا من الافتين من افة الغلو بقولكم عبد الله فالعبد لا يعبد العبد لا يعطى شيء من خصائص الرب العبد لا يعطى شيئا من صفات الرب وورسوله هذه يسلم بها الانسان من الجفاء في عرف انه لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ويعرف مقامه العلي ومنزلته الرفيعة ومكانته الشريفة وانه صلوات الله وسلامه عليه خير عباد الله وانه بلغ البلاغ المبين وانه افضل الانبياء واشرف المرسلين صلوات الله وسلامه عليه فيكون في هذا الباب متوسطا معتدل معتدلا لا غاليا ولا ولا جافيا وخيار الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها قال قالوا انت انت سيدنا؟ قال السيد الله خانوا وافضلنا فظلا واعظمنا طولا افظلنا فظلا واعظمنا طولا هذا وصف النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فهو افضل عباد الله واحسنهم في في الكرم والعطاء والبذل والسخاء فهو افظلهم عليه الصلاة والسلام واعظمهم. وقد قال عليه الصلاة والسلام ان اتقاكم لله واعلمكم بالله انا وافضل الناس صلوات الله وسلامه عليه في الكرم وفي البذل وفي العطاء وفي الجود وفي كل ابواب الخير ولهذا قال عنه رب العالمين لقد اه لقد جاء لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر فهو عليه عليه الصلاة والسلام اسوة حسنة لانه في كل خصلة من خصال الخير امام صلوات الله وسلامه عليه وقدوة تمم الخير وكمل جوانبه وحقق العبودية لله سبحانه وتعالى بابهى صورها واتم حللها واجمل مظاهرها صلوات الله وسلامه عليه فكان اعبد الناس لله واعظم الناس خضوعا وذلا وطواعية لله تبارك وتعالى واعظمهم انكسار بين يديه وهو مع ذلك كله لا يريد ان يرفع فوق قدره او ينزل فوق منزلته. ولهذا جاء في سياق حديث اخر في هذه اه في هذا الاطلاق عندما قالوا له عليه الصلاة والسلام انت سيدنا وابن سيدنا قال ما اريد ان تنزلوني فوق منزلتي التي انزلني الله اياها قال ما اريد ان ان تنزلوني منزلة فوق منزلتي التي انزلني الله اياها وهي منزلة العبودية منزلة العبودية لا يريد ان يغالى فيه وان يطرأ عليه الصلاة والسلام ويغال في مدحه مما يجر بالانسان ويفضي به الى الباطل والعياذ بالله منع من ذلك كله صلوات الله من من ذلك كله صلوات الله وسلامه عليه نصحا للناس وتحذيرا لهم من هذه الامور التي تزر الى الغلو والباطل قالوا وافظلنا فظلا واعظمنا طولا. قال قولوا بقولكم ولا يستجرينكم الشيطان قال قولوا بقولكم اي اي بقولكم المعتاد البعيد عن اطلاق الفاظ فيها آآ مدح او فيها فيها اطراء او فيها مغالاة او نحو ذلك. فقولوا بقولكم المعتاد قولوا بقولكم المعتاد وكلامكم الذي اه تقولونه دون ان ان ان تصيروا الى الفاظ فيها غلو او الفاظ فيها اطراء فقوله قولوا بقولكم فيه النهي عن الغلو فيه صلوات الله وسلامه عليه كما يوضح هذا المعنى قوله صلى الله عليه وسلم لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى ابن مريم فانما انا تقول عبدالله ورسوله ثم ختم عليه الصلاة والسلام هذا الحديث العظيم بذكر ما بذكر من من هو وراء هذه الافات افات الضلال والغلو وخطوات الباطل قال ولا يستجرينكم الشيطان. ولا يستجرينكم الشيطان. منبها صلوات الله وسلامه عليه ان شيطان من وراء الانسان يدفعه الى المغالاة الباطلة يدفعه الى المغالاة الباطلة ويستجره اليها ويجعله جريا عليها ووكيلا عنه ونائبا فيها عبر خطوات يتدرج بها مع الانسان الى ان يصل الى مقامات اه في الغلو خطيرة غاية الخطورة ولهذا قال لا يستجرئنكم الشيطان اي احذروا خطوات الشيطان واحذروا مداخل الشيطان واحذروا مصائد الشيطان لان الشيطان يدخل على الانسان من مداخل خفية ويدخل على يدخل على الانسان من مداخل خفية ويدخل عليه من مداخل يعلم ان الانسان يحبها ومن ذلكم على سبيل المثال عندما يرى قلب المسلم يتحرك حبا في الرسول عليه الصلاة والسلام وحبا في تعظيم الرسول عليه الصلاة والسلام يدخل عليه من من مدخل الحب والتعظيم الى ان يجعله يقوم بامور يوهمه انها من الحب ومن التعظيم فتخرجه عن الجادة السوية والصراط المستقيم ولهذا حذر عليه الصلاة والسلام قال لا يستجرينكم الشيطان. كانه يقول انتبهوا الشيطان من وراء الناس في هذا الباب من وراء الناس في هذا الباب يدفعهم الى الغلو يدفعهم الى الاطراء الى الثناء على المخلوقين الى ان يظفوا على المخلوقين على بعظهم من الصفات والالقاب ما لا يليق الا بالله تبارك وتعالى فنبينا عليه الصلاة والسلام يرشد الى الاعتدال والى الاتزان والى التوسط والى البعد عن الغلو الذي اهلك من كان قبلنا كما قال عليه الصلاة والسلام واياكم والغلو فانما اهلك من كان قبلكم الغلو في الدين. وانا لنسأل الله تبارك وتعالى ان يعمر قلوبنا بمحبة نبينا عليه الصلاة والسلام وان يحشرنا يوم القيامة تحت لوائه. وان يمن علينا اجمعين بان نشرب من حوضه الشريف شربة لا نظمأ بعدها ابدا وان يجمعنا واياه في جنات النعيم وان يعيذنا من الغلو فيه او في غيره من مخلوقات انه تبارك وتعالى ولي ذلك والقادر عليه. نعم قال رحمه الله باب الرجل راع في اهله حدثنا عارم قال حدثنا حماد بن زيد عن ايوب عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. فالامير راع وهو مسؤول والرجل راع على اهله وهو مسئول والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسؤولة الا وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ثم عقد الامام البخاري رحمه الله فهذه الترجمة باب الرجل راع في اهله مر معنا في ترجمة تقدمت قريبا ان الراعي هو الحافظ المؤتمن الذي ولي امرا وطلب منه حفظه والعناية به فيقال راع لانه حافظ ومؤتمن على هذا الامر الذي وليه ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام الرجل راع في اهله وهو مسؤول عن رعيته راع في اهله ومسئول عن رعيته اي ان الله عز وجل ائتمنه عليهم وحمله امانة حفظهم وتأديبهم وتربيتهم وتنشئتهم على الخير ويسأله عن ذلك تبارك وتعالى يوم القيامة. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون فبين اه رأى جل وعلا ان ان الانسان مسئول عن اهله وعن ولده وانه يسأل عنهم يوم القيامة ومطالب في هذه الدنيا ان يقيهم من النار بالنصيحة والتعليم والتوجيه والتوجيه والتربية والدلالة على الخير والتحذير من الباطل مطالب بذلك وورب العالمين يسأله يوم القيامة عنا اه ما قام به تجاه من كان مؤتمنا عليهم مطلوبا اه مطالبا برعايتهم قال باب الرجل راع في اهله وساق رحمه الله حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالامير راع وهو مسؤول والرجل راع على اهله وهو مسؤول والمرأة راعية على بيت زوجها وهي مسؤولة الا كلكم الا وكل راع وكلكم مسؤول عن رعيته والكلام على هذا الحديث وبيان شيء من معانيه ومضامينه مر في ترجمة تقدمت معنا قريبا. نعم. قال رحمه الله مسدد قال حدثنا اسماعيل قال حدثنا ايوب عن ابي قلابة عن ابي سليمان مالك ابن الحويرث رضي الله عنه قال اتينا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن شببة متقاربون. فاقمنا عنده عشرين ليلة. فظن ان اشتهينا اهلينا فسألنا عمن تركنا في اهلينا فاخبرناه. وكان رفيقا رحيما. فقال ارجعوا الى اهليكم فعلموهم وامروهم وصلوا كما رأيتموني اصلي. فاذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم احدكم وليؤمكم اكبركم ثم ساق رحمه الله حديث ما لك ابن الحويرث رضي الله عنه قال اتينا النبي النبي صلى الله عليه وسلم ونحن سببه متقاربون قوله سببه متقاربون اي متقاربون في السن وايضا متقاربون في العلم والفهم فكأنه يشير بقوله شببه الى اننا شباب مستوانا متقارب من حيث السن ومن حيث العلم ولهذا جاء في سنن ابي ابي داود جاء عند مسلم نعم جاء عند مسلم في العلم يعني متقاربون قال في العلم وجاء عند ابي داوود في السن فهم بينهم تقارب بين هؤلاء الشباب تقارب اي اعمارهم متقاربة ومستواهم العلمي والفهم متقارب فجاءوا في رحلة علمية مباركة رحلة يطلبون فيها الخير متجهين الى النبي عليه الصلاة والسلام وفي هذا من الفائدة ان من خير ما يعمله الشباب ويقومون به في كل وقت وحين مثل هذا العمل المبارك ان يرحل اه رحلات واظحة المعنى واظحة المقصد لان قد يرحل بعض الشباب الى امور ليست واضحة المعنى او امور ربما تجرهم الى منزلقات خطيرة ومجالات فاسدة ودروب منحرفة لا يدركون غوائلها الا اذا تورطوا ولهذا ينبغي على الشاب ان يعنى بوقته وبحياته وايضا يعنى برحلاته فيرحل في المفيد النافع الواضح البين فهؤلاء رحلوا مجموعة من الشباب رحلة مباركة لاخذ العلم وتلقيه عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وكأنهم خصصوا اه مدة معينة من الوقت لا يحتملون مزيدا عليها لانهم شباب والشاب في شوقه لاهله ورغبته في العود اليهم اشد من الكبير والامر فيه اعظم فلهذا رحلوا وهم يقصدون وقتا معينا وقتا محددا يتلقون فيه العلم عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه ومن ثم يعودون غانمين رابحين وقد اخذوا علما وخيرا وهديا عن الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال اتينا النبي ونحن سببه متقاربون فاقمنا عنده عشرين ليلة فاقمنا عنده عشرين ليلة ان يتلقون العلم ويأخذونه عنه ويسألونه في امور دينهم وايضا حصلوا امرا لا يحصله من اتى بعدهم الا وهو رؤيتهم لشخص النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ومعاينته وهو يعبد الله كيف يعبد الله؟ يرونه يصلي يرون صلاته ويرون ركوعه ويرون سجوده ويرون معاملاته ويرون اعماله وهذا شرف فازوا به لا يناله من جاء بعدهم شرف الصحبة وشرف ملاقاة النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه والايمان به وتلقي الدين عنه مباشرة صلوات الله وسلامه عليه ففازوا بهذا الخير العظيم فجلسوا عنده هذه المدة عشرين ليلة فظن ان اشتهينا اهلينا فظن ان اشتهينا اهلينا وهذا من رحمته عليه الصلاة والسلام ومن به ولهذا قال آآ آآ مالك فرظي الله عنه وكان رفيقا رحيما اي ان هذا آآ الامر الذي لاحظه فينا وقد كان فينا كما لاحظ صلوات الله وسلامه عليه من رحمته ومن رفقه وقد قال الله سبحانه وتعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم صلوات الله وسلامه عليه فكان رؤوفا رحيما رفيقا صلى الله عليه وسلم فلما ظن ان اشتهينا اهلينا ظن انا اشتهينا اهلينا فسألنا عن من تركنا في اهلينا وهذه تسمى في في في زماننا الامور الاجتماعية يعني يسأل عن عن قرابته عن اخوانه عن بيته وفي هذه الاسئلة فوائد في هذه الاسئلة فوائد لان في السؤال فيه احساس بحال من تسأله واهتمام بامره ومتابعة لحاله عندما تقول له مثلا الوالد موجود كيف اخبار الوالد كيف صحة الوالد؟ الوالدة كيف اخبارها طيبة؟ كم يبلغ عمر الوالدة؟ عسى الوالدة بخير عسى امورها طيبة كيف صحتها اذا قال سنها ثمانين تسعين هل هي بنفسها تخدم نفسها او انها تحتاج هذه الاسئلة اسئلة جميلة ومهمة ومفيدة وبعض الناس ربما توهم انها نوع من الفضول او التدخل في اه خصوصيات الاخرين او امور الاخرين وهذا خطأ بل تسأل وتطمئن وتعرف احوال اخيك هل والده موجود؟ هل هو هل هو بخير؟ هل والدته موجودة؟ هل هي طيبة؟ كم عدد الاخوان كيف اخبار الجيران؟ كل هذي اسئلة جميلة اسئلة جميلة ومفيدة ونافعة وطيبة وتكون سبب في شيعة الخير اما ان نمشي نلقى بعض ولا ندري عن بعظ ولا نتعرف على احوال بعظ ولا نهتم فهذا من الضعف ومن النقص الذي يعيشه الناس في في مثل هذه الازمان ولهذا لاحظ قال فسألنا عمن تركنا في اهلينا ماذا تعني هذه الكلمة فسألنا عن من تركنا في اهلينا سألنا عن من تركنا معنى ذلك انه سألهم يسألهم واحدا واحدا ما الوالدة موجودة الوالد موجود كيف صحة الوالد؟ هذي اسئلة كلها تدخل تحت سألنا عن من تركنا من اهلينا يتعرف عليهم على احوالهم ثم اذا اقتضى المقام توجيها معينا او ارشادا الى باب من ابواب الخير او مناصحة في امر ما ينبهه يرشده يوجهه فهذه اسئلة آآ نافعة ومفيدة وهي من هديه صلوات الله وسلامه عليه قال فسألنا عن من تركنا في اهلينا فاخبرناه. وكان رفيقا رحيما وكان رفيقا رحيما. تعليق ما لك رضي الله عنه بقوله وكان رفيقا رحيما عقب هذه الاسئلة لانه احس ان هذه الاسئلة دليل على ماذا دليل على الرفق الرحمة دليل على ان الرفق والرحمة انه رحم هؤلاء الشباب ورفق بهم واحب ان يتعرف عن احوالهم احوال اهليهم اوضاعهم الاجتماعية امورهم يسألهم ثم اذا اقتضى المقام توجيها او بيانا او فهذا كله من الرفق وكله من الرحمة ولهذا علق بهذه الكلمة قال وكان رفيقا رحيما وكان رفيقا رحيما اي انه تحس ان هذا من هذا من الرفق ومن الرحمة التي كان متصفا بها عليه الصلاة والسلام. قال مالك ابن الحويرة رضي الله عنه وكان رفيقا رحيم فقال ارجعوا الى اهليكم قوله عليه الصلاة والسلام ارجعوا الى اهليكم مبنية على تحسسه عليه الصلاة والسلام وتلمسه لاحوالهم واحساسه بامورهم ولهذا تقدم انه ظن انا اشتهينا اهلنا اهلينا اي رغبنا في اهلينا وطاقت نفوسنا اليهم فاحس بهم النبي عليه الصلاة والسلام وشعر بهذا الامر وهذا من الرفق الذي كان يتصف به ومن الرحمة التي كان يتصف بها عليه الصلاة والسلام فقال ارجعوا الى اهليكم ثم وجههم قال فعلموهم وامروهم علموهم وامروهم اي علموهم ما تعلمتموه من الدين وما اخذتموه عن النبي صلوات الله وسلامه عليه ثمروهم هذا الذي تعلمتموه وفقهوهم ووجهوهم وهذه دعوة منهم لدين الاسلام على بصيرة لانهم جلسوا الى النبي عليه الصلاة والسلام وتفقهوا على يديه واخذوا منه ورأوا صلاته وفعلوها معه وصلى وراءه عليه الصلاة والسلام عشرين ليلة يكونون فيها صلوا وراءه كم صلاة؟ اذا ضربنا خمسة في عشرين مئة وعشرين صلاة ها مئة صلاة صلوا وراءه مئة صلاة تقريبا ورأى النبي عليه الصلاة والسلام وهم شباب فطنا ونبها يرونه كيف يصلي قال صلوا كما رأيتموني اصلي ففقه في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فقه مشاهدة ورؤيا رأوا النبي عليه الصلاة والسلام يصلي ووجههم عليه الصلاة والسلام الى ان يصلوا مثل ما رأوه يصلي وقوله لهم عليه الصلاة لهم عليه الصلاة والسلام صلوا كما رأيت رأيتموني اصلي ليس مختصا بهم بل وافقهم للامة كلها ومطلب يطلب من الامة كلها الجميع يطلب منه ان يصلي كما صلى النبي عليه الصلاة والسلام ولا ان كان الصحابة رضي الله عنهم اخذوا هذا الامر بالمشاهدة فان من بعدهم اخذه بالتلقي ونعت الصحابة رضي الله عنهم صلاة النبي عليه الصلاة والسلام لمن بعدهم كانهم يرونه ووصفوها وصف من يرى صلاته صلوات الله وسلامه عليه ولهذا مطالب كل مسلم ان يجتهد في ان يصلي كما كان يصلي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا نظير قوله في الحج خذوا عني مناسككم وقولا في عموم امور الدين من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد فليس للانسان ان يعمل وان يعبد الله وان يتقرب اليه الا بما شرع او بما جاء وثبت عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه قال صلوا كما رأيتموني اصلي ثم قال فاذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم احدكم فليؤذن لكم احدكم وليؤمكم اكبركم فوجه في فيما يتعلق بصلاة المسافر قال ليؤذن لكم احدكم وهذا يدل على ان اه المسافرين اذا حضر وقت الصلاة يؤذنون ينادون بالصلاة قال فليؤذن احدكم ولم يذكر في الاذان ما ذكره في الامامة من مراعاة الافضل ولهذا قال في الامامة ولامكم اكبركم وهذا يدل على فضل الامامة فضل الامامة وان من يقدم للامامة لابد ان يراعى اعتبارات هنا قال لهؤلاء السببة قال لهم ليؤمكم اكبركم مع ان هناك احاديث تدل على ان الذي يقدم في الصلاة من الاقرأ والافقه في في دين الله ليس ليس الامر مرتبطا بكبر السن في هذه في الامامة وانما الافقه والاقرأ لكتاب الله عز وجل. فلماذا قال لهؤلاء السببه ليؤم ليؤمكم اكبركم لانهم متقاربون في العلم وفي السن اسنان متقاربة وعلمهم متقارب معرفتهم بالدين متقاربه كلهم في رحلة واحدة اخذوا اه ولهذا قال لي امكم اكبركم لان المسألة لو لو نظر للمسألة العلمية المسائل العلمية اه هم متساوون فيها ومتقاربون فلهذا قال ولامكم اكبركم وقوله اه في الترجمة الرجل راع في اهله الشاهد من هذا الحديث للترجمة ظاهر لان النبي عليه الصلاة والسلام وجه هؤلاء ان يكون شأنهم في اهليهم هو الاحسان في الرعاية. قال علموهم وامروهم فهذه المهمة الراعي في رعيته ان ان يأمرهم وان يوجههم وان ينصحهم وان يدلهم على الخير وان يحذرهم من من الشر وننتهي بهذا والدنا الكريم قبل قليل اه رغب في امر قال اه ليتك تنبه فيما يتعلق بالاسبال. يقول بعض الناس يستهينون بامر اسبال الثياب مع ان فيها وعيدا شديدا فكان جزاه الله خيرا يتألم وهذا من رحمته جزاه الله خيرا ومن رفقه باخوانه ومن حرصه عليهم كان يتألم ويرغب شديدا ان ينبه حتى يعرف من لا من لا يعرف ويتعلم من لا من لا من لم يتعلم هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام والاحاديث في هذا الباب كثيرة منها ما ثبت في صحيح مسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال ثلاثة لا ينظر الله اليهم ولا يكلمهم ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم وذكر في مقدمتهم المسبل اي ازاره هذا يدل على خطورة الامر ولهذا الواجب على من ابتلي بتطويل الازار الى اسفل الكعبين ان يتقي الله وان يرفع ثوبه فان الامر كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه للغلام ارفع ثوبك فانه اتقى لقلبك وانقى