الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه افضل الصلاة واتم تسليم. اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين. اما بعد فقد قال المؤلف رحمه الله تعالى باب القرآن المكلول مسموع المكتوب بين دفتي المصحف هو كلام الله على الحقيقة قوله تعالى وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله. وقوله وقد كان فريق منهم يسمع كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون. وقوله يريدون ان يبدلوا كلام الله. قل لن تتبع كذلكم قال الله من قبل وقوله واتلوا ما اوحي اليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته. وقوله ان هذا وقوله ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل اكثر الذي هم فيه يختلفون. وقوله وهذا كتاب انزلناه وقوله لو انزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله. وقوله واذا بدلنا اية مكانة اياته والله اعلم بما ينزل قالوا انما انت مفتر بل اكثرهم لا يعلمون. قل نزله رح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين امنوا وهدى وبشرى للمسلمين. ولقد نعلم انهم يقولون انما يعلمه بشر اللسان الذين يلحدون اليه اعجمي وهذا لسان عربي مبين. قوله وان احد من المشركين الى اخره هذه الايات الكريمة تفيد ان القرآن المتلو والمسموع المكتوبة بين دفتي المصحف هو كلام الله على الحقيقة. وليس فقط عبارة وليس فقط عبارة او حكاية عن كلام الله كما تقول الاشعرية. واضافته الى الله عز وجل تدل على انه صفة له قائمة به ليست كإضافة البيت او الناقة فانها اضافة معنى فانها اضافة معنى الى الذات تدل على ثبوت المعنى لتلك لتلك الذات بخلاف اضافة البيت او الناقة فانها اضافة اعيان وهذا يرد على المعتزلة في قولهم انه مخلوق منفصل عن الله ودلت هذه الايات ايضا على ان القرآن منزل من عند الله. بمعنى ان الله تكلم به بصوت سمعه جبريل عليه السلام سمعه جبريل عليه السلام فنزل به واداه الى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سمعه من الرب جل شأنه وخلاصة القول في ذلك ان القرآن العربي كلام الله منزل غير مخلوق منه بدأ واليه يعود. والله به على الحقيقة فهو كلامه حقيقة لا كلام لا كلام غيره واذا واذا قرأ الناس القرآن او كتبوه في المصاحف لم يخرجه ذلك عن ان يكون كلام الله. فان الكلام انما يضاف حقيقة الى من قاله مبتدأ لا الى من بلغه مؤديا والله تكلم بحروفه ومعانيه بلفظ نفسه بلفظ نفسه ليس شيء منه كلاما لغيره لا لجبريل ولا لمحمد ولا لغيرهما. والله تكلم به ايضا بصوت نفسه فاذا قرأه العباد قرؤوه وبصوت انفسهم. فاذا قال القارئ مثلا الحمد لله رب العالمين كان هذا الكلام المسموع منه كلام الله لا كلام نفسه وكان هو قرأه بصوت وكان هو قرأه بصوت نفسه لا بصوت الله وكما ان القرآن كلام الله فكذلك هو كتابه. لانه كتبه في اللوح المحفوظ. ولانه مكتوب في المصائح في المصاحف. قال الله تعالى انه لقرآن كريم في كتاب مكنون. وقال تعالى بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ وقال في صحف امك اسري في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة كرام مررة. والقرآن في الاصل مصدر كالقراءة كما في قوله تعالى ان قرآن الفجر كان مشهودا. ويراد به هنا ان يكون علما ان يكون علما على هذا المنزل من عند الله المكتوب بين دفتي المصحف المتعبد بتلاوة المتحدى باقصر سورة منه. وقوله قل نزله روح القدوس من ربك بالحق يدل تدل ان ابتداء يدل ان ابتداء نزوله من عند الله عز وجل وان روح القدس جبريل عليه السلام تلقاه عن الله سبحانه بالكيفية التي رؤية المؤمنين الحمد لله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. من بعد لما ذكر يتعلق باثبات صفة الكلام لله عز وجل وقد ذكرنا وقررنا ان كلام الله عز وجل هو صفة له سبحانه وتعالى صفة كمال وصفة متعلقة بمشيئته وهي صفة ذاتية ملازمة لذاته سبحانه وتعالى الا انه متعلق مشيئته من جهة احادها من جهة لافرادها فقررنا هذي المسألة ووظحناه وبينا من خالف فيها. انتقل بعد ذلك الى احد آآ فروع هذه المسألة وهي مسألة القرآن وهل هو كلام الله او غيره؟ الذي عليه اهل السنة بالاجماع ان القرآن كلام الله سبحانه وتعالى وان القرآن منه بدأ واليه يعود منه بدأ اي منه ابتدأ هذا القرآن ابتداء قوله ومن الله سبحانه وتعالى وابتداء من تكلم به هو ربنا سبحانه وتعالى واليه يعود اذا كان قبل قيام الساعة اسري عن القرآن ورفع من الصدور ومسح من الصحف ويدرس كما لا حتى لا يبقى منه شيء. فعندئذ يرجع الى الى ربه الى سبحانه وتعالى. فقوله منه بدأ اي ابتداء هذا الكلام من الله ولن يعود في اخر الزمان فلا يبقى منه شيء في الارض هذا هو مسألة القرآن والقرآن حروفه ومعانيه والفاظه كلها لله كلها كلام لله عز وجل وليس فيه شيء فيه شيء ليس بكلام الله عز وجل بل كل ما بين دفتي المصحف فهو متكلم به ربنا سبحانه وتعالى. بل الحروف السبعة كلها قد تكلم الله عز وجل بها فكل حرف نزل جبريل فان الله قد تكلم به سبحانه وتعالى هذا مجمل معتقد لاهل السنة في القرآن ان القرآن كلام الله حروفه ومعانيه حروف ومعانيه وانه منه بدأ اي ابتدأ الله به وانه اليه يعود يعود قبل قيام الساعة. ثانيا ثانيا ان الكلام ينسب الى من قاله مبتدئا لا من نقله. ثانيا ان الكلام ينسب الى من قاله مبتدأ لا من نقله. فالقرآن وان قرأناه نحن ونقلنا كلام الله عز وجل فانه لا يقال له كلامنا وانما يقال كلام الله. فانت عندما تقول شعرا لامرئ القيس او شعرا لاي شاعر كالمتنبي بغيره لا نقول ان هذا الشعر هو شعرك انت وانما انت تقول شعر من تقول شعراء المتنبي امر ابن القيس فعندما اقول قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى واحكي قوله هل هذا القول قول الا قوله؟ هذا قول ينسب اليه القول ينسب الى من قاله مبتدأ لا من نقله ولذلك كل ما في هذا مصحف دفتيه هو كلام الله عز وجل وان تلوناه وقرأناه. بل اهل السنة يجمعون ايضا انه كلام الله كيفما تصرف. كلام الله كيفما التصرف. ان حفظناه بالصدور فهو كلام الله وان تلوناه بالالسنة فهو كلام الله. وان نظرنا اليه بالابصار فهو كلام الله. وان سمعناه بالاذان فهو كلام الله فكيف ما كان وتصرف فهو كلام الله ولا ينقله آآ حال الى غير الى غير الحال التي هو عليها. فهو كلام الله سبحانه وتعالى. وهذا الكلام بالمداد وحفظ في الصدور فالمكتوب فالمداد مخلوق والمكتوب المداد كلام لله عز وجل والصدر والمحفوظ ذاك الصدر كلام لله عز وجل. والناظر والبصر مخلوق والمنظور اليه كلام الله عز وجل. اذا هذا هو اه اهل السنة. اما المخالفون لهم كالمعتزلة والجهمية والاشاعر والماتوردية. والخوارج من نحى نحوهم فانهم يقولون قرآن مخلوق القرآن مخلوق وليس بكلام الله عز وجل. وانما حروفه هي حكاية وعبارة عن كلام الله. المعتزلة والجهمية يقول هذا القرآن مخلوق ويضاف الى الله يقال كلام الله اضافة مخلوق لخالق نظام التشريف لكن اضافته اليه اضافة مخلوق لخالق. هؤلاء هم الجهمي والمعتزل. الاشاعرة يقولوا ايش؟ الاشاعرة يقول هو كلام الله لكن الحروف ليست الله تكلم وانما الحروف حكاية او عبارة عن اي شيء عن كلام الله الذي هو اقمعنا القائم في نفس الله عز وجل. اما الحروف والاصوات الحروف عالي يعني التي في هذا المصحف هي حكاية وعبارة عن كلام الله. اذا عندهم كلام الله كلام نفسي عبر عنه جبريل بالقرآن فهو قرآن وعبر عنه بالتوراة فهو توراة. وبالانجيل فهو انجيل واما كلام الله فهو ليس موجود عند عند الاشياء ما تريدية وانما كلامه معنى قائما في ذات الله عز وجل وهذا الذي بين ايدينا من من وغيرها هي عبارة وحكاية عن كلام الله وهذا من ابطل الباطل فلا يسمى فلا فالكلام لا يسمى كلام الا نسبة الى من ابتدأه وقاله بل وصفهم بهذا الوصف لله عز وجل اقبح من وصف الجهاد والمعتزلة قال القرآن مخلوق لان هؤلاء جعل الله بمنزلته الذي لا يستطيع ان يعبر ويقول ما يريد حتى احتاج الى من يعلم ما في نفسه فيعلمه خلقه وهذا من رد عليهم شيخ الاسلام في كتابه التسعينية رد على الاشاعرة من تسعين وجه على بطلان هذا القول وفسادي وانه من اخبث الاقوال انه من اخبث الاقوال. فهم لكن يقولون هو معنى معنى كلام الله وليس هو كلام الله حقيقة. هذا من جهة الاشاعرة والمعتمرية ومن قال بقولهم. اما اهل السنة فيثبتون لك ان هذا المصحف هو كلام انها ما بين دفة المصحف هو كلام الله وانما تكلم به حقيقة فحروف ومعانيه والفاظ كلها هي كلام لله عز وجل. واما المداد والورق فهذا مخلوق عند اهل السنة ولا يخالف في هذا احد. هنا مسألة يذكرها بعضهم مسألة الصوت هل الصوت آآ من كلام الله الصوت الذي يصوت به القائد نقول باتفاق اهل السنة ان صوت القارئ مخلوق ولا يعني كونه مخلوق ان الملفوظ مخلوق فرق بين الصوت بين المصوت به فالمصوت بالمتلفظ به هو كلام الله واما الصوت وهو تحرك النساء واللهوات وما شابه ذلك كلها مخلوقة لله عز وجل ولذلك يقول السائل يقول بعض البخاري وغيره يقولون الكلام كلام البارئ والصوت صوت القارئ فالصوت هو صوت القارئ وهو مخلوق واما الملفوظ والمتكلم به فهو كلام فهو كلام الله سبحانه وتعالى. وهذه وان كان بعض السلف في هذه العبارة وبدع من قال ان الفاظ القرآن مخلوقة لان كلمة الفاظنا كانت محتملة يحتمل يحتمل آآ يحتمل معناها ان مراده بالفاظنا الملفوظ واضح؟ ولذلك بدع الامام احمد من قال الفاظ القرآن مخلوقة لانه يتضمن ان يقصد اللفظ الملفوظ ولذا قال نقول كلام الله غير مخلوق ولا نقول الفاظنا واما من قال في البخاري ان افعال العباد مخلوقة وان صوته مخلوق لم يرد اللفظ ولم يقل من قتل لفظ بالقرآن مخلوق ولم يقل هذا البخاري ام يقال من قال عليها فقد كذب البخاري يقول الصوت وفرق بين الصوت وبين اللفظ اللفظ والملفوظ والمرفوض هو كلام من هو كلام الله عز وجل. اذا قول البخاري لا يتعلق بالالفاظ واللفظ وانما يتعلق بصوت القارئ اي حركات اللسان. واللهوات والشفتين هذه هي المخلوق وهذا لا خلاف فيها بين اهل السنة والجماعة هذي مسألة. عموما نقول مسألة القرآن هي من من اطول من اطول المسائل التي اه ابتلي فيها اهل السنة ونال الامام احمد من بلاء وثبت ثبوت الجبال رحمه الله تعالى فاثبت ان القرآن كلام الله عز وجل وانه غير مخلوق. ولذلك الناس في القاعة على طوائف. الطائفة الاولى من قالوا ان القرآن مخلوق وهؤلاء هم الجهمي والمعتزلة الطائفة الثانية من قالوا ان القرآن عبارة وحكاية عن كلام الله وهؤلاء المشاعر بما تريدية. والطائفة الثالثة الذين قالوا اننا نقول كلام الله ونسكت الواقفة كلام الله ونسكت لا نقول مخلوق ولا نقول غير مخلوق هؤلاء هم الواقب وقطعهم شر من الجهمية لا بد ان يصرح بان القرآن كلام الله غير مخلوق واضح الطائفة الرابعة قال نقول كلام الله ولا نقول غير مخلوق هؤلاء ايظا الاولى قال لا نقول مخلوق ولا نقول غير مخلوق هؤلاء جهمية ضلال. الرابعة قالوا نقول القرآن كلام الله ونسكت ولا نقول غير مخلوق وقالوا هؤلاء اننا نقول كما قال الله فاجروا حتى يسمع كلام الله ولم يعقب بقوله مخلوق لكن نقول ان التعقيب بقوله غير مخلوق من باب تثبيت حقيقة اثبات صور الله عز وجل من اهل القرآن كلام الله. لان الاشاعرة والمعتزلة والجاهمية كلهم يقولون القرآن كلام الله ثم يقول هذا لكن عند التحرير ايش يقولون؟ مخلوق مخلوق لله عز وجل فلابد لمن قال القرآن الكريم ان يؤكد كونه كلام الله بقوله غير مخلوق حتى يثبت سنيته انه على مذهب اهل السنة والجماع. ولا يكافي هذا الا معاند او في قلبه هوى او شبهة او ظلال نسأل الله العافية والسلامة. هذا خلاصة مذهب اهل السنة ومذاهب الناس في كلام الله الذي هو القرآن. كذلك الحرف هو الحرف. وهنا مسألة هل الحروف مخلوقة نقول اما الحروف العربية التي هي الحروف العربية فهي غير مخلوقة الحروف العربية هي غير مخلوقة لان هذه الحروف هي جنس ما تكلم الله به فلا يجوز ان نقول الف مخلوقة والباء مخلوقة والجيم مخلوقة بل نقول كلها غير مخلوقة لان الله تكلم بهذه الحروف. اما الالفاظ التي يقولها العبد يقولها العبد يقول هذا كلامه ايش؟ مخلوق مثله. خلقك وما تأمن. لكن الحروق ونقول لها مخلوقة فاذا كلم الانسان بكلام قبيح او خبيث يقول هو مخلوق كلامه. لكن الحروف هذه غير مخلوقة لان هذي حروفها ياه هي هي حقيقتها هي جنس كلام الله عز وجل لا نتكلم بهذا الحرف العربي المبين واضح والله اعلم