الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. الله اما بعد اللهم اغفر لنا ولشيخنا برحمتك يا ارحم الراحمين قال شيخ الاسلام رحمه الله تعالى واما الدرجة الثانية فهي مشيئة الله النافذة وقدرته الشاملة وهو الايمان بان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه ما في السماوات وما في الارض من حركة ولا سكون الا بمشيئة الله سبحانه. لا كونوا في ملكهما لا يريد وانه سبحانه على كل شيء قدير من الموجودات والمعلومات. فما من مخلوق في الارض ولا في السماء الا الله خالقه سبحانه لا خالق غيره ولا رب سواه. ومع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة رسله. ونهاهم عن معصية وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين. ويرضى عن الذين امنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين. ولا يرضى عن القوم فاسقين ولا يأمر بالفحشاء ولا يرضى لعباده الكفر ولا يحب الفساد قال الشارح قوله واما الدرجة الثانية فهي تتضمن شيئين ايضا اولهما الايمان بعموم مشيئته تعالى ان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وانه لا يقع في ملكه ما لا يريد. وان نفعل العباد من الطاعات والمعاصي واقعة بتلك واقعة بتلك المشيئة العامة التي لا يخرج عنها كائن. سواء كان مما يحب الله ويرضاه ام لا. وثانيهما الايمان ان جميع الاشياء واقعة بقدرة الله تعالى وانها مخلوقة وانها مخلوقة له لا خالق لها سواه لا فرق في ذلك بين افعال العباد وغيرها. كما قال تعالى والله خلقكم وما تعملون ويحب الايمان بالامر الشرعي وان الله تعالى كلف العباد فامرهم بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته ولا منافاة اصلا بينما فمن عموم مشيئته سبحانه لجميع الاشياء وبين تكليفه العبادة بما شاء من امر ونهي فان تلك المشيئة لا تنافي حرية العبد واختياره للفعل ولهذا جمع الله بين المشيئتين بقوله لمن شاء منكم ان ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. كما انه لا تلازم بين تلك المشيئة وبين الامر الشرعي المتعلق بما يحبه الله ويرضاه. فقد يشاء الله ما لا يحبه ويحب ما لا يشاء ويحب ما لا يشاء كونه. فالاول كمشيئته وجود وجود ابليس وجنوده. والثاني كمحبة ايمان الكفار وطاعة الفجار وطاعات الفجار وعدل الظالمين وتوبة الفاسقين ولو شاء ذلك لوجد كله فانما فانه لوجدك فمنه شيء اذاك وجد كله. نعم. احسن الله اليك. ولو شاء ذلك لوجد كله فانه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن قال رحمه الله والعباد فاعلون حقيقة والله خلق افعالهم والعبد هو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم للعباد قدرة على اعمالهم ولهم ارادة والله خالقهم وقدرتهم وارادتهم كما قال تعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين قال الشارح وكذلك لا منافاة بين عموم خلقه تعالى لجميع لجميع الاشياء وبين كون العبد فاعلا لفعله. فالعبد هو الذي صفوا بفعله فهو المؤمن والكافر والبر والفاجر والمصلي والصائم والله خالقه وخالق فعله. لانه هو الذي خلق فيه القدرة والارادة اللتين بهما بهما يفعل. يقول علامة الشيخ عبدالرحمن الناصر ال سعدية غفر الله له واجل مثوبته. ان العبد اذا فصلى وصام وفعل الخير او عمل شيئا من المعاصي كان هو الفاعل لذلك العمل الصالح. وذلك وذلك العمل السيء وفعله المذكور بلا ريب قد وقع بلا ريب قد وقع باختياره وهو يحس ضرورة انه غير مجبور على الفعل والترك وانه لو شاء لم يفعله وكان هذا هو الواقع. فهو الذين صلى الله عليه في كتابه ونص عليه رسوله حيث اضاف فالاعمال صالحها وسيئها الى العباد. واخبر انهم الفاعلون لها وانهم ممدوحون عليها ان كانت صالحة ومثابون وملامون عليها ان كانت سيئة ومعاقبون عليها فقد تبين بلا ريب انها منهم باختيارهم وانهم اذا شاؤوا فعلوا واذا شاؤوا تركوا وان هذا الامر ثابت عقلا وحسا وشرعا ومشاهدة. ومع ذلك اذا اردت ان تعرف انها وان كانت كذلك واقعة منهم كيف تكون داخلة في القدر وكيف تشملها المشيئة؟ فيقال باي شيء وقعت هذه الاعمال الصادرة من العباد خيرها وشرها. فيقال بقدرتهم وارادتهم هذا يعترف به كل احد. فيقال ومن خلق قدرتهم قادتهم ومشيئتهم؟ فالجواب الذي يعترف فالجواب الذي يعترف به كل احد ان الله هو الذي خلق قدرتهم وارادتهم والذي خلق به والذي خلق ما به تقع الافعال هو الخالق للافعال. فهذا هو الذي يحل يحل الاشكال. ويتمكن العبد ان يعقل بقلبه اجتماع القدر والقضاء والاختيار. ومع ذلك فهو تعالى امد المؤمنين باسباب باسباب باسباب والطاف واعانات متنوعة وصرف عنهم الموانع كما قال صلى الله عليه وسلم اما اما من كان من من اهل السعادة فسييسر لعمل اهل السعادة وكذلك خذل الفاسقين ووكبهم ووكلهم الى انفسهم لانهم لم يؤمنوا به ولم يتوكلوا عليه. فولاهم ما تولوا لانفسهم انتهاك كلامه وخلاصة مذهب اهل السنة والجماعة والقدر وافعال العباد ما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة من ان الله سبحانه هو الخالق لكل الاشياء من الاعيان والاوصاف والافعال وغيرها. وان مشيئته وان مشيئته تعالى عامة شاملة لجميع الكائنات. فلا يقع منها شيء الا بتلك المشيئة وان خلقه سبحانه الاشياء بمشيئته انما يكون وفقا لما علمه منها بعلمه القديم ولما كتبه وقدره في اللوح محفوظ وان للعباد قدرة وارادة تقع بها افعالهم وانهم الفاعلون حقيقة لهذه الافعال بمحض اختيارهم وانهم هذا يستحق ان عليها الجزاء اما بالمدح والمثوبة واما بالذم والعقوبة. وان وان نسبة هذه الافعال الى العباد فعلا لا نسبتها الى الله ايدادا وخلقا لانه هو الخالق لجميع الاسباب التي وقعت بها قال قال ابن تيمية رحمه الله وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم هذه الامة ويغرو فيها قوم من اهل الاثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره ويخرجون عن افعال الله واحكامه حكمها ومصالحها قال الشارح وظل في القدر طائفتان كما تقدم الطائفة الاولى القادرية نفاث القدر الذين هم مجوس هذه الامة كما ورد ذلك ففي بعض الاحاديث مرفوعا وموقوفا. وهؤلاء ظلوا بالتفريط وانكار القدر. وزعموا انه لا يمكن الجمع بينما هو ثابت بالضرورة من اختيار العبد في فعله ومسئوليته عنه. وبينما دلت عليه النصوص من عموم خلقه تعالى ومشيئته. لان ذلك العموم لان ذلك العموم في زعامهم طالب لمسؤولية العبد عن فعله وهدم للتكاليف فرجحوا جانب الامر والنهي وخصصوا النصوص الدالة على عموم الخلق والمشيئة بما ما عدا افعال العباد واثبتوا ان العبد خالق لفعله بقدرته وارادته فاثبتوا خالقين غير الله. ولهذا سموا وجوس هذه الامة بان المجوس يزعمون ان الشيطان يخلق الشر لان ولان المدوس يزعمون ان الشيطان يخلق الشر والاشياء المؤذية فجعلوه خالقا مع الله فكذلك هؤلاء جعلوا العبادة خالقين مع الله. والطائفة الثانية يقال لها الجبرية وهؤلاء غلوا في اثبات القدر حتى انكروا ان يكون للعبد للعبد فعل حقيقة بل هو في زعمهم لا حرية له ولا اختيار ولا فعل كالريشة في مهب الريح وانما تسند الافعال اليه مجازا. فيقال صلى وصام وقتل وسرق كما يقال طلعت الشمس وجرت الريح ونزل المطر فاتهموا ربهم بالظلم وتكليف العباد بما لا قدرة لهم عليه ومجازاتهم على على ما ليس فمن فعلهم واتهموه بالعبث في تكليف العباد. وابطلوا الحكمة من الامر والنهي. الا ساء ما يحكمون تهلاو ليك. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد بين شيخ الاسلام رحمه الله تعالى انا المنزلة او الدرجة الثانية من درجات ومراتب القدر. وقد ذكرنا ان القدر يدور على اربع مراتب مرتبة العلم والكتابة وهي الدرجة الاولى وهي الدرجة الاولى التي ارادها شيخ الاسلام رحمه الله واما الدرجة الثانية التي ذكرها هنا في تعلق المشيئة والخلق ودرجة المشيئة هذه الدرجة قد انكرها القدرية جميعا وانكرها الجبرية فالجبري درجة المشية وهو ان الله سبحانه وتعالى شاء ما يكون في هذا الكون هذه الدرجة انكرها غلاة انكرها القدرية وقالوا ان الله سبحانه وتعالى لا يشاء لا يشاء من عبده المعصية ولا يريدها تعطلوا الله عز وجل من مشيئته وجعلوا مشيئة المشيئة المتعلقة بافعال العباد هي خارجة عن مشيئة الله عز وجل. فنفوا هذه الدرجة وذلك انهم ربطوا بين المشيئة والمحبة فقالوا كل ما شاءه الله عز وجل فانه يحبك. والله سبحانه وتعالى يحب الكفر ولا يريده ولا يرضاه ولا يحب معصية العاصي ولا فجور الفاجر ولا كفر الكافر فاذا كان يحبه فانه لا يشاؤه وهذا فالقول باطل وسبب وسبب جهلهم بهذه المسألة انهم لم يفرقوا بين المشيئة والارادة فالمشيئة هي واحدة تشمل الخير والشر وتشمل كل ما كتبه الله عز وجل في اللوح المحفوظ وعلم الله وقوعه فكل ما سيقع او وقع في هذا الخلق فان الله سبحانه وتعالى شاءه وتعالى الله عز وجل ان يكون في خلقه شيئا لا يشاؤه والله على كل شيء قدير والله على ما يشاء قدير سبحانه وتعالى فكل ما في هذا الكون قد شاءه ربنا سبحانه وتعالى ولا يلزم من المشيئة المحبة ولا يلزم مما يشاء الله عز وجل الرضا به ولا محبته. ولذلك قسم اهل السنة الارادة الى ارادتين ارادة كونية ترادف المشيئة العامة وارادة شرعية تدخل تحت الارادة تدخل تحت المشيئة اذا وقعت وتخرج عن المشيئة اذا لم تقع وتسمى وتسمى بالارادة بالارادة الشرعية. وتوضيح ذلك يقول ان الله سبحانه وتعالى شاء كل ما يكون في هذا الكون واراده سبحانه وتعالى ارادة كونية فان كان هذا الذي شاءه يتعلق بطاعته وطاعته ويتعلق بمراضيه فان المشيئة تجتمع هنا مع الارادة مع الارادة الشرعية وتكون الارادة الشرعية هنا داخلة تحت مشيئته تحت مشيئته العامة. فاذا اطاع العبد ربه بصلاته او صيامه نقول هذا الامر ونقول هذا الامر قد شاءه الله عز وجل واراده كونا وشرعا واحبه اجتمع فيه الارادة الكونية والارادة الشرعية وهنا نقول اهل السنة يجعلون الارادة الكونية مرادف للمشيئة ولا يجعل مشيئة ولا يجعلون المشيئة مشيئتين مشيئة عامة ومشيئة شرعية وهذا تفصيل وتقسيم باطل انما هي مشيئة واحدة عند اهل السنة فالمعتزلة والقدرية قالوا ان الله سبحانه وتعالى لا يشاء المعصية ولا يشاء الكفر ولا يشاء الفجور واصلوا على هذا اصلا لهم وهو اصل العدل وعطلوا الله عز وجل عن مشيئته المتعلقة بافعال العباد فخالف في ذلك ايضا طائفة اخرى وهم الجبرية فقالوا ان الله عز وجل مشيئته مشيئة عامة وانه لا يلزم المشيئة ايضا لا يلزم المشيئة ان اللي قال وادنى المشيئة مترادفة للمحبة والرضا فكل ما اراده الله وشاءه فانه يحبه ويرضاه فقالوا ان الله يرظى الكفر ويحبه ويحب المعاصي لانه شاءها سبحانه وتعالى عن قولهم علوا كبيرا وقالوا ان العبد لا فعل له ولا مشيئة له ولا اختيار له وانما هو وانه بمنزلة بمنزلة ارتعاش العظاء عند البرد دون شعور ودون وتحرك الاعضاء التي لا تعلق بمشيئة العبد فيها كدقات قلبه وارتجاف اعضائه عند البرد هذه تحصل بلا ارادة وبلا مشيئة قالوا كذلك بقية افعاله وشبهوا ايضا بان الشمس وان اظافة الافعال اليه كاظافة الطلوع للشمس واضافة النزول للمطر مع ان المطر لا يجوز بذاته والشمس تطلع بذاته وانما يطلعها ينزله ربنا سبحانه وتعالى فوصفوا الله عز وجل بانه يجبر العباد على افعالهم وان العباد يعذبون ليس على فعلهم وانما يعذبون بمجرد مشيئة الله عز وجل وان الله يعذب هذا بلا ما يوجب عذابه ويجازي هذا بما لا يوجب جزاءه. وانما ردوا في ذلك الى بمشيئة الله عز وجل ولا شك ان هذا القول ايضا قولا ان هذا القول قول باطل ومخالف للعقل والنقل ومن اخذ بنصوص الكتاب والسنة تبين له ان الله جمع بين المشيئتين فقال سبحانه وتعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله فاثبت مشيئة العبد واثبت مشيئته الا ان مشيئة العبد لا تنفذ الا فيما شاءه الله عز وجل ومشيئة الله لا يعلمها الا هو سبحانه وتعالى هذا من جهة النقل ومن جهة العقل والفطرة نعلم ان العبد اذا اراد اخذ شيء مد يده اليه واخذه وليس هناك شيء يمنعه وان اخذه ومنعه متعلق بمشيئته كاكله وشربه متعلق ايضا بمشيئته فان شاء اكل وان شاء ترك وان شاء شرب وان شاء ترك فهو الفاعل وهو الشارب وهو الاكل وهذا كل متعلق بمشيئته فهذا يأكل وهذا يمتنع امتنع هذا بمشيئته واكل ذلك بمشيئته وهذا يدل عليه العقل تخصيص بل انه اختصاص شيء دون شيء يدل على على المشيئة. عندما تأخذها وتترك هذا افادك ان هذا شاءه وان هذا لم يشأه واثبات المشاريع هذا ثابت عند اهل السنة باجماع سنة ان الله عز وجل صفة المشيئة خلافا لمن يثبت لمن لم يثبت ذلك لا يجوز من الجهمية وغيرهم. هذه الدرجة الثانية درجة مشيئة ويدخل تحتها ايضا الخلق واذا ابقى جعل شيخ الاسلام هاتين درجتين درجة العلم ودرجة المشيئة وادخل تحت العلم الكتابة وادخل تحت المشيئة الخلق فاهل السنة ايضا يعتقدون ان الله شاء كل شيء وان ما شاءه قد خلقه قل ما شاء فان الله خالقه فان الله خالقه. ولذلك نقول ان ما شاءه الله عز وجل واراده كونا فانه واقع لا محالة ان واقع لا محالة وان الله هو الذي خلقه سبحانه وتعالى. وليس هناك شيء خارج عن خلق الله عز وجل الله خالق العباد وخالق اعمالهم كما قال تعالى والله خلقكم وما تعملون. وكما جاء في حذيفة ان الله خالق كل صانع وصنعته فالمصنوع المخلوق مخلوق لاجل وصنعته ايضا واعماله هي خلق لله عز وجل. ومع ذلك نقول ان العبد هو يفعل حقيقة والله يعاقبه على فعله لا على مشيئته سبحانه وتعالى. الله يعاقبه على فعله لا على على ما خلقه من افعاله وانما يعاقبه الله عز وجل على هذا الفعل. فالذي زنا يقول الله عز وجل هو الذي خلقه خلق هذا الفعل لكن العبد يعاقب على انه هو الذي فعل على انه هو الذي فعل. فالله سبحانه وتعالى عندما يعاقب عباده يعاقب على افعالهم ولا يعاقبهم على شيء لا لا تعلق لهم به او لا فعل لهم بهداك سبحانه وتعالى لكمال عدله لا يكلف نفسا الا وسعها ولا يؤاخذ العبد الا بما عمل او قال وان ما لم يقله يعمله فان الله لا يعذبه عليه ان الله ان الله لا يظلم مثقال ذرة ولو ولو كانت ذرة يسيرة فان الله لا يظلم العبد فيجازيه عليها ظلما بل لا يجازيه الا على ما فعل ولا ولا يدخل احد النار الا وهو يعلم انه مستحق لها وانها وانه نالها بعدل الله سبحانه وتعالى وان الله لم يظلمه شيء. ولذلك اذا وظع الميزان يوم القيامة يقول ووضعت الموازين وحوسب العباد يقول الله العبد هل ظلمك ملائكتي او كتبتي مما عملت شيئا؟ فيقول لا يا ربي يقر بذلك فان جحد ابتداء اقرت الجوارح يختم الله على افواههم وتكلم وتتكلم في ذلك المقام ايديهم وتتكلم اعضاءه اعضاؤهم وتنطق بما كانوا يعملون. اليوم نختم على افواههم وتكلمنا ايديهم وتشهد ارجلهم بما كانوا يكسبون. فالعبد يقر بذلك. اذا هذه ما تتعلق ان الله عز وجل شاء افعال العباد وان الله سبحانه وتعالى خالق لافعاله. ولذلك نقول ان الله على كل شيء قدير. الله على كل شيء القضية سبحانه وتعالى فكل ما شاءه فهو قادر عليه بل حتى الذي لم يشأه فهو ايضا قدير بعضهم يعبر ان الله على ما كا قادر ان الله على ما يشاء قدير. نقول ان الله على كل شيء وليس على ما شاء بل نقول انه على كل شيء قدير حتى لا نخرج شيء عن قدرة الله عز وجل فكل ما اراده فكل شيء الله قادر عليه. والله لا يري شيء في الارض ولا في السماء. هنا لا بد ان نفرق حتى حتى يتضح آآ الخلاف بين اهل السنة وغيرهم ولماذا اهل السنة توصوا في هذا المقام؟ اهل السنة جمعوا بين مسألة مهمة وهي مسألة انه لا يلزم من مما يشاء الله عز وجل انه يحبه ويرضاه ولكنهم يقطعون ان كل ما شاء كل ما وقع فقد شاءه الله عز وجل. يعني لا يلزم انه الوقوع المحبة والرضا ولكن يلزم للوقوع المشيئة فكل ما وقع في هذا الكون فالله قد شاءه سبحانه وتعالى ولا يلزم من المشيئة ان يكون الذي خلق الله جل مما يحبه ويرضاه. الله لا يرضى لعباده الكفر والله لا يحب الكافرين سبحانه وتعالى ولا يحب ايضا كفرهم ولذلك يفرق اهل العلم اهل السنة بين الارادة الشرعية والارادة الكونية بفروق الفرق الاول ان الارادة الكونية لابد ان تقع والشرعية قد تقع وقد لا تقع. الفرق الثاني ان ان الارادة الكونية لا يلزم منها المحبة ولا يلزم منها الرضا بخلاف الارادة الشرعية فانها متعلقة بما يحبه الله ويرضاه وتجتمع الارادتان الارادة الكونية والشرعية فيما وقع من افعال يحبها الله ويرضاه اجتمعت فيها الارادتين الارادة الشرعية والارادة الكونية فلما ذكر ذلك شيخ الاسلام وذكر ان الله على كل شيء قدير من الموجودات والمعدومات اي وهذا فائدة انهن على كل شيء قدير الموجود والله على كل شيء قدير. موجودا كان او معدوما فان الله على كل شيء قدير ولا يخرج عن قدرته شيء خلافا لمن علق قدرته بالمشيئة بعضهم يعلق القدرة المشيئة يقول ان الله على ما يشاء قدير. ان الله على ما ان الله على ما يشاء. ان ما شاء الله ما شاء الله فهو قادر عليه واراد بهذا ان يخرج ما لم يشأه الله سبحانه وتعالى نقول بل الله على كل شيء قدير سواء كان موجودا او معدوما فالله على كل شيء قدير قال بعد ذلك واراد ان يبين ذلك فقد امر العباد بطاعته. اي لما شاء الله عز وجل ان العباد يفعلون ما شاء الله عز وجل برهم وفاجرهم لا يخرج عن مشيئته اراد الله ان يعذر وينذر العباد فامرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته وثمرة الامر والنهي ثمرتها الا يعذر احد فقد امرناك بالطاعة فعصيت ونهيناك عن المعصية فخالفت فيعاقب وينعم على موافقته وعلى مخالفته. فمن اطاع جازاه الله بالنعيم لطاعته. فمن عصى عاقبه الله عز وجل بالعذاب لمعصيته ولذلك ليس احد احب اليه من عذر من الله عز وجل ولذلك انزل الكتب وارسل الرسل وهذا مراد شيخ الاسلام مع ذلك فقد امر العباد بطاعته وطاعة الرسول ولو عذب الله عز وجل لو عذب الله خلقه لعذبهم وهو غير ظالم لهم. كما جاء في زيد انه قال لو عذبني ربي انا وعثمان على هاتين واشار الى سبابته وابهامه لعذبنا وهو غير ظالم لنا لان كل اعظاءها اعظاء العبد تحتاج الى شكر وتحتاج الى ان تعمل في طاعة الله عز وجل ولو عذب الله العباد بمشيئته السابقة وعلمه السابق بهم لعذبه غير الظالمين لانه يعلم ما سيكون هؤلاء وما سيكون هؤلاء لكن لكمال عدله وليعلم الصادر الكاذبين وليظهر علمه في خلقه وحتى لا يكن لاحد متعلق ارسل الرسل وانزل الكتب وجعل لهم وجعلهم وجعلهم هذه الحياة حتى حتى يعذر الانسان من نفسه فاذا اتى يوم القيامة فقال يا ربي عذبتني وانا لم اعمل قلنا قال له هذه اعمالك هذه هذا فجورك وكفرك لكن لو عذبه مباشرة عذب المطيع انعم المطيعين وعذب المسيئين لقال يا ربي ما فعلت شيئا وما عملت شيئا تعذبتني بما تعلمه من حال ومآلي فاراد الله ان ان لا يبقى لاحد حجة ولا عذر ولاجل هذا اوجد الخلق في هذه الحياة وارسلهم الرسل وانزل الكتب اعذارا وانذارا ليعلم من يطيعه ممن يعصيه ممن يعصيه. قال وهو سبحانه مع هذا مع مشيئته المتقين محبة المتقين حالا ومآلا لان الله سبحانه وتعالى يحب ذلك التقي حال تقواه. وان كان قبل تقواه قبل تقواه فاجرا فمحبته تتعلق وقت تقواه لا قبل ذلك لان منهم من يقول ان الله يحب المتقي ولو كان قبل ذلك فاجرا. نقول محبة الله متعلقة بحال فاذا كان العبد حاله فاجرا فان الله يبغضه لفجوره مع ان الله يعلم ان هذا الرجل سيكون صالحا تقيا فاذا صلح واتقى احبه الله بعد ذلك لصلاحه وتقواه وانما يعامله الله عز وجل بخاتمه بخاتمة او بخاتمة عمله. ويحب المقسطين والمحسنين ويرضى الذين امنوا الصالحات ولا يحب الكافرين ولو كان الكافر هذا سيكون بعد ذلك مؤمنا فانه يبغض حال كفره ويبغض حال فجوره فان فان صلح حاله وامن احبه الله عز وجل بعد ذلك وهو مع ذلك سبحانه وتعالى لا يأمر الفحشاء ولا ينوي المنكر ولا يرى ما يخالف مرضاته وانما الى طاعة الله مع انه يعلم انه سيطيع وهذا سيعصي لكنه اعذارا وانذارا امر بالطاعة ونهى عن المعصية حتى حتى ينعم المطيع بطاعته والعاصي بمعصيته ومن لم يكن من اهل التكليف كاطفال المؤمنين واطفال المسلمين فهؤلاء ينعمون لانهم تبع لابائهم والصحيح ايضا ان اولاد المشركين يكونون ايضا من المنعمين في الجنة اذا مات وهم صغار من جهة احكام الاخرة كما قال في حديث سمرة قالوا اولادهم قال نعم واولاد المشركين وهذا قول القوي والقول الاخر انهم يمتحنون لكن الصحيح ان من لم يبلغ الحنف من الكفار من اطفالهم فانه في الدنيا يعامل معاملة ابائه واما في الاخرة فانه لم تقم عليه لم لم يكلف لم يبلغ حتى يعذب فالصحيح انه كن في كفالة ابراهيم عليه السلام مع ابناء المؤمنين والمسألة محل خلاف. قال رحمه الله تعالى بعد ذلك والعباد فاعلون حقيقة والله خالق افعالهم اي ان العبد هو الفاعل حقيقة وهو الذي شاء هذا الفعل حقيقة والله عندما يعذبه يعذبه على فعله وعلى مشيئته. مع ان اهل السنة يعتقدون مع ان الكون العبد فاعل ان الله هو الذي خلق فعله وان العبد مسيء وان العبد شاء وان مشيئته متعلقة بمشيئة الله عز وجل الا انهم الا ان تعذيب العباد وتنعيمهم متعلق بافعالهم فالذي دخلوا الجنة دخلوها باعمالهم والذين دخلوا النار دخلوه ايضا باعمالهم كما قال تعالى ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون وكذلك الكفار الفجار دائما قدمت ايديكم وكل اخذنا بذنبه اي بعمله فالعباد يؤاخذون باعمالهم وهم الفاعلون الحقيقة فالمصلي لا نقول كما يقول الاشاعرة وكما يقول الجهمية وكما يقول القدرية ان العبد يضاف الفعل اليه اضافة الاضافة ليس اضافة حقيقية وانما اضافة كاظافة الماء كاظافة النزول للمطر والشمس والطلوع للشمس هذا ليس حقيقي هو الذي فعل ذلك بل نقول ان العبد هو الذي فعل طاعته حقيقة فهو الذي عصى حقيقة وهو الذي شاء واراد وان الله هو الذي خلق افعاله والله يعذبه ويعاقب على فعله ان كان شرا ويجازيه بالمغفرة والنعيم ان كان حسنا. وان العبد الذي لا قدرة له فانه لا يكلف. من عجز عن الفعل فلا يعذبه الله عز وجل لا يكلف الله نفسا الا وسعها. ورفع الله القلم عن المجنون حتى يفيق وعن الصغير حتى يبلغ فاذا لم يكن مكلفا فانه لا يؤاخذ فانه لا دليل واضح وبين ان العبد يعذب على فعله لا على علم الله فيه تعذب على فعله لا على علم الله فيه فالله يعلم ماذا سيفعل هذا الصبي ويعلم ماذا سيعمل ذلك المجنون ومع ذلك المجنون لا يعذبه الله عز وجل والصغير لا يعذبه الله سبحانه وتعالى. لانهم في في حكم غير المكلف وغير القادر. فمنزلة منزلة العاجز. فلا يعذب الا من قدر على الفعل. ولذلك الله عز وجل جعل عبدي قدرة وجعل اه وجعل هذه القدرة اه هي التي محل الجزاء ومحل العقاب والثواب قال بعد ذلك واختلف يكذب بها عامة لدرجة المشيئة يكاد بها الجبرية ويكذب بها ايضا القدرية المعتزلة والجأ يكد بهذه المنزلة وهي منزلة المشيئة وهي محل اتفاق بين القدرية عموما. واما اهل السنة فيثبتون المشيئة ويفتون خلق الله عز وجل له والفرق بين القدرية والجبرية ان القدرية قالوا ان العبد هو الذي يخلق فعل نفسه وان مشيئته تغر مشيئة الله عز وجل واما الجبرية فقالوا ان العبد ليس بفاعل حقيقة وليس له مشيئة حقيقة وانما الامر كله يعود الى الله فالله هو الذي فعل والله هو الذي شاء فالجهمية يقول ان الله يعذب العباد على فعله والقادر يقولون ان الله عز وجل يعذب العباد على افعالهم ولكن الله لم يخلق ولم يشأ افعال العباد فعطلوا الله من خلقه لافعال العباد وهؤلاء عطلوا العبد من افعاله ومشيئته. اما اهل السنة فاثبتوا ان العبد يخنق يشاء ويفعل. وان الله خالق وان الله سبحانه وتعالى هو الذي خلق افعاله فهو الذي شاءها سبحانه وتعالى فجمعوا بين الايات والنصوص والله تعالى اعلم