الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء وسيد المرسلين. اللهم علمنا وينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما وعملا يا عليم. قال المؤلف رحمه الله فصل الايمان بقيام القيامة وتقوم القيامة التي اخبر الله بها في كتابه وعلى لسان رسوله واجمع عليها المسلمون. فيقوم الناس من قبورهم لرب العالمين وفاة عراة غرلا وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق فتنصب الموازين فتوزن بها اعمال العباد. فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون ومن موازينهم فاولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. وتنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال فاخذ كتابه بيمينه واخذ كتابه بشماله او من وراء ظهره كما قال سبحانه وتعالى وكل انسان الزمناه طائره في عنقه ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا اقرأ كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا. قوله وتقوم القيامة الى اخره. يعني القيامة الكبرى وهذا الوصف للتخصيص. احترز به عن القيامة الصغرى التي تكون تكون عند الموت كما في الخبر من مات فقد قامت قيامته. وذلك ان الله عز وجل اذا اذن بانقظاء هذه الدنيا امر اسرافيل عليه السلام ان ينفخ في الصور النفخة الاولى فيصعق كل من في السماوات ومن في الارض الا من شاء الله. وتصبح الارض صعيدا جرزا والجبال كثيبا مهيلا كل ما اخبر الله به في كتابه لا سيما في في سورتي التكوير والانفطار. وهذا هو اخر ايام الدنيا. ثم يأمر الله السماء فتمطر مطرا كمني رجال اربعين يوما فينبت منه الناس في قبورهم من عجب اذنابهم من عجب اذنابهم وكل ابن ادم يبلى الا عجب الذنب حتى اذا تم وتركيبهم امر الله اسرافيل بان ينفخ في الصور النفخة الثانية. فيقوم الناس من الاجداث احياء فيقول الكفار والمنافقون حين اذ يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا ويقول المؤمنون هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون. ثم تحشرهم الملائكة الى الموقف حفاة غير منتعلين عراة غير مكتسين غرلا غير مغتنين غرلا غير مختتنين جمع اغرل وهو الاقلف والغرلة القلفة واول من يكتسي يوم القيامة ابراهيم كما في الحديث وهناك في الموقف تدنو الشمس من رؤوس الخلائق ويلجمهم العرق فمنهم من يبلغ كعبيه ومنهم من يبلغ ركبتيه ومنهم من يبلغ ثديه ومنهم من يبلغ ترقوته. كل على قدر عمله ويكون اناس في ظل الله عز وجل فاذا اشتد بهم الامر وعظم الكرب استشفعوا الى الله عز بالرسل والانبياء ان ينقذهم مما هم فيه. وكل رسول يحيلهم على من بعده. حتى يأتوا نبينا صلى الله عليه وسلم فيقول انا لها فيهم فينصرفون الى فصل القضاء. وهناك تنصب الموازين فتوزن بها اعمال العباد وهي موازين حقيقية. كل ميزان منها له لسان وكفتان ويقلب الله اعمال العباد وهي اعراض اجسام لها لها ثقل. فتوضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة كما قال تعالى. ونضع القسط ليوم القيامة فلا تظلموا نفس شيئا. وان كان مثقال حبة من خردل اتينا بها وكفى بنا حاسبين. ثم تنشر الدواوين وهي صحائف الاعمال فاما من اوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا وينقلب الى اهله مسرورا واما من اوتي كتابه بشماله او من وراء ظهره فسوف يدعو ويصلى سعيرا ويقول يا ليتني لم اوتى كتابي ولم ادري ما حسابي قال تعالى ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ليلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها. ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك احدا. واما قوله تعالى وكل فانسان الزمناه طائره في عنقه فقد قال الراغب اي عمله الذي طار عنه من خير وشر. ولكن الظاهر ان المراد بالطائر هنا نصيبه في هذه الدنيا وما كتب له فيها من رزق وعمل كما في قوله تعالى اولئك ينالهم نصيبهم من الكتاب يعني ما كتب عليهم فيه فصل يحاسب الله الخلائق. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ذكر شيخ الاسلام رحمه الله وتعالى مما يجب الايمان به في هذه العقيدة ويجب على المسلم ان يعتقده ان يؤمن بان الله سبحانه وتعالى يبعث الخلائق وان هناك يوم يسمى يوم القيامة. يقوم الناس فيه رب العالمين ويبعث الله عز وجل فيه الاولين والاخرين وان هذا اليوم يكون فيه اهوال كثيرة ويكون فيه امور غريبة عجيبة بامر الله عز وجل. فبذلك اليوم تتشقق السماوات وتتفجر البحار وتتبعثر القبور وتتناثر النجوم وتسجر البحار ولا يبقى في هذه الارض معلم معلما لاحد بل يغيرها الله عز وجل ويبدل السماوات والارض السماوات تبدل والاراضين ايضا تتبدل بامر الله عز وجل. فهذا اليوم هو اخر ايام الدنيا واخر ايام الدنيا. وهو الذي يبعث الله فيه الخلائق. وقد ذكر وتقوم القيامة. القيامة تقوم على كل من خلقه الله عز وجل على كل من نفخت فيه الروح وخلقه الله عز وجل فان القيامة تقوم عليه. والقيامة قد جاء ذكرها في كتاب الله عز وجل كما قال تعالى لا اقسم بيوم القيامة وجاءت ايضا في ايات كثيرة من كتاب الله عز وجل الوصف والخبر بانها يوم القيامة سمي بيوم القيامة لان الناس يقومون فيه. وجاءت الاحاديث الكثيرة في هذا اليوم وان الناس يبعثون فيه ويقومون فيه رب العالمين صفة الحشر والبعث وكيف يحشر الله الاولين والاخرين في ذلك المقام واجمع المسلمون ايضا على اثبات هذا اليوم من انكر يوم يوم القيامة وانكر البعث والنشور فهو كافر باجماع المسلمين. فيقوم الناس من قبورهم ويحشرون على صفات فمنهم من يحشر كما يحشر الوفد المكرم ومنهم من يحشر على قدميه ومنهم من يحشر يسحب على وجهه الله العافية والسلامة وصفة حشر الخلائق انهم يحشرون حفاة فلا فهم غير منتعلين. عراة غير مكسيين غرلا اي كما خلقهم الله اول مرة يعيدهم سبحانه وتعالى. حتى الختان الذي قطع من اه حتى القلفة لجدة القلف التي قطعت من ذكورهم تعود في ذلك المقام كما خلقهم الله اول مرة يعيدهم سبحانه وتعالى. والشمس تدنو من الخلائق مقدار ميل والميل هو اه قيل انه ميل المسافة وقيل انه ميل المكحلة فاذا دنت الشر من هذه الرؤوس ولكن وفارت من حر ذلك اليوم وسار وسال العرق في الارض سبعين ذراعا الا من اظله الله في ظله ولا ظل في ذلك المقام الا ظل عرش الا ظل الله عز وجل الا ظل الله سبحانه وتعالى وظل ما شاء الله يجعل له ظلا فيكون الناس في هذا الظل كما جاء في حديث ابن عمر سبعة يظلهم الله في ظله يوم في حديث ابي هريرة سبعة في ظله يوم لا ظل الا ظله. فهؤلاء السبعة يظلهم الله عز وجل في ظله. وايضا يظل الرجل في ظل صدقته في ذلك المقام. فهذا الظل الذي يجعله الله عز وجل هو الذي يسلم من وهج الشمس وحرها. اما من لم يضل في ذلك المقام فان الشمس تحرقه. ويلجمه ويلجمهم العرق الجاما. حتى ان العرق يبلغ من العبد بقدر ذنوبه فمن الناس من يبلغ العرق الى الى كعبيه ومنهم من يبلغه الى ركبتيه ومنهم من يبلغه الى حقويه ومنهم من والى تدويه ومنهم من يلجمه العرق الجاما حتى يغرق في عرقه حتى يغرق في عرقه حتى يغرق في عرقه نسأل الله العافية والسلامة قال فتنصب الموازين وهذا ايضا من عقائد اهل السنة ان الناس يوم القيامة يوزنون وان الميزان حق وانه آآ ميزان له كفتان ولسان وان العباد يوجد والميزان الذي يوزن به الناس وميزان واحد. وانما جمع لتعدد ما يوزن فيه والمحفوظ في هذا المقام ان الذي يوزن في ذلك المقام ثلاث اشياء يوزن العبد وهذا احد ما يوزن ويوزن العمل وتوزن فميزان العبد كما جاء ان احمد باسناد صحيح ان ابن مسعود رضي الله تعالى عنه صعد شجرة فتحركت به قال اتعجبون من دقة ساقيه؟ ان تعي الميزان مثل جبل احد. فاثبت ان دقتي ساقي ابن مسعود اثقل في ميزانه يوم القيامة اثقل من جبل احد. فهذا دليل على ان العبد يوزن وقد جاء في الحديث الاخر في الصحيح ان الرجل السمين يأتي عند الله ان الرجل السمين العظيم. لا يزع عند الله جناح بعوضة ومع انه يوزن فلا يزن بجناح بعوضة فالعبرة ان الميزان الذي يثقل به بايمانه وصلاحه فكأن الجسد يوزن يعبأ بقيمة الايمان الذي في هذا الجسد. فكلما كان اكمل ايمان واقوى ايمانا كلما كان وزنه اثقل وكلما كان ايمانه اضعف كان وزنه اخف الجسد هو الذي يوزن في الظاهر ولكن الذي يثقل ميزانه ويضعفه ما في هذا الجسد من الايمان والتقوى وجودا وعدبا. كذلك توزن الاعمال. وقد جاء في حديث هريرة عند الترمذي اثقل ما يوضع من زين العبد يوم القيامة. تقوى الله حسن الخلق وهذا عمل وايضا حي البطاقة الذي رواه النسائي وغيره حديث الترمذي باسناد صحيح انه قال فيؤتى ببطاقة فيها الله فتوضع فتطيش الموازين ايضا مما يوزن الصحائف فيؤخذ الصحائف وتوزن بها وتوزن في البوازين. فكل من من ثقل جسده ثقلت اعماله ثقلت صحائفه. ومن خف جسده فلزاما سيخف ايضا صحيفته وستخف ايضا اعماله وزمن ثقلت موازينه فاولئك المفلحون. ومن خفت موازينه اولئك الذين خسروا انفسهم في جهنم خالدون. ايضا تنشر الدواوين والمراد دواوين الكتب اللي تتظاير في السماء فيأخذ كل واحد من الناس كتابه فالمؤمن يأخذ كتاب يمينه الكافر يأخذ كتابه بشماله وهذا الكتاب عبارة ان هذا من اهل الجنة وان هذا من اهل النار. فمن اوتي كتاب يمين فسوف يحاسب حسابا يسيرة وينقلب الى اهله مسرورا. واما الشمال فسوف يدعو ثبورا. ويصلى سعيرا. انه كان في اهله مسرورا لظن ان لن يحور. فهاي الدواوين صحيح ان الدواوين التي تتلقى الناس بين قسمين اما مؤمن واما كافر. فالمؤمن يأخذ كتاب بيمينه والكافر يأخذ بشماله او من وراء ظهره. اما الفاسق الفاسق الذي هو صاحب الكبيرة فانه يكون في كفة اهل الايمان ولا يكون في كفة الكافرين. على الصحيح من اقوال العلم لان من اهل المن يرى ان الفاسق هو الذي ياخذ كتاب شماله وان الكاف الذي يأخذ من وراء ظهره وان النون الذي يأخذ بيمينه والصحيح ان الكافر يأخذ كتابه بشماله من وراء ظهره. والمؤمن يأخذ كتابه بيمينه على الصحيح. ولذلك ذكر الله عز وجل ان لان الاخذ كتاب شماله انه سيصلى سيصلى العذاب وسيصلى الجحيم نسأل الله العافية والسلامة. قال بعد ذلك وكل انسان زمناه يره في عنقه اي ان كل انسان سيلزم في عنقه عمله. والمراد الطاهر هنا نصيبه وحظه. وما طال عنه الاعمال التي عملها خيرا او فاذا كان يوم القيامة اوتي بهذا العمل وعرض على العبد اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا اقرأ اذا كان في نفسك وعليك حسيبا اي انه سيحاسب ويقرأ كتابه الذي عمله فخيرا فخيرا وشرا فشرا. والناس كما ذكر شيخ الاسلام انهم يحاسبوا ذلك المقام. سيأتي معنا اما الحساب يختلف بين عرظ وبين مناقشة. وان الذي يحاسب فقط هم اهل الاسلام اما الكفرة فلا يحاسبون حساب تدقيق وانما يقررون وسؤالهم سؤال تثبيت وتوبيخ لا سؤال حساب وعرض لانه ليس لهم حسنات يجازون بها والله اعلم