الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين. قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى فصل ثم من طريقة اهل السنة والجماعة اتباع اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطلا وظاهرا واتباع سبيل السابقين الاولين من المهاجرين والانصار واتباع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. واياكم ومحدثات الامور فان كل بدعة ضلالة ان اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. ويؤثرون كلام الله على غيره من كلام اصناف الناس ويقدمون ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل احد. ولهذا سموا اهل الكتاب والسنة. وسموا اهل الجماعة لان الجماعة هي الاجماع وضدها الفرقة وان كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم المستمعين. والاجماع هو الاصل الثالث الذي يعتمد على عليه في العلم والدين وهم يزنون بهذه الاصول الثلاثة جميع ما عليه الناس من اقوال واعمال باطنة او ظاهرة مما له تعلق بالدين والاجماع الذي ينضبط هو ما كان عليه السلف الصالح اذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشر في الامة. قال الشارح قوله ومن طريقة اهل السنة الى اخره هذا بيان المنهج هذا بيان المنهج لاهل السنة والجماعة في استنباط الاحكام الدينية كلها اصولها وفروعها ابعد طريقتهم في مسائل الاصول وهذا المنهج يقوم على اصول ثلاثة اولها كتاب الله عز وجل الذي هو خير الكلام واصدقه فهم لا يقدمون على كلام الله كلام احد من الناس. وثانيها سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما اثر عنه من هدي وطريقة. لا يقدمون على ذلك هدي احد من الناس وثالثها ما وقع عليه اجماع الصدر الاول من هذه الامة قبل التفرق والانتشار وظهور البدعة وما جاءهم بعد ذلك مما قاله الناس وذهبوا اليه من المقالات وزنوها بهذه الاصول الثلاثة التي هي الكتاب والسنة والاجماع فان وافقها قبلوه وان خالفها ردوه ايا كان قائله ايا كان قائله. وهذا هو المنهج الوسط والصراط المستقيم ان كان قائله ايا كان قائله ايا كان قائله صلى الله عليه وسلم. وهذا هو المنهج الوسط والصراط المستقيم الذي لا الا يضل سالكه ولا يشقى من اتبعه وسط بين من يتلاعب بالنصوص فيتأول الكتاب وينكر الاحاديث الصحيحة ولا يعبأ باجماع السلف وبين من يخبط خبط عشواء فيتقبل كل رأي ويأخذ بكل قول لا يفرق في ذلك بين غث وسمين وصحيح وسقيم قال شيخ الاسلام رحمه الله فصل ثم هم مع هذه الاصول الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. قال رحمه الله تعالى فصل ثم طريقتي ثم من طريقة اهل السنة والجماعة اتباع اثار رسول الله صلى الله عليه وسلم باطلا وظاهرا واتباع السابقين الاولين من وهد الانصار واتباع وصية بقوله عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديا بعدي تمسكوا وعضوا وعضوا عليها بالنواجذ واياكم حدثات الامور فان كل بدعة ضلالة. ويعلمون ان اصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. هذا الفصل يتعلق بطريقة اهل السنة والجماعة. وان طريقتهم الاتباع وانهم يجانبون الابتداع فمنهج اهل السنة في الجماعة انهم يقتصرون على كتاب الله عز وجل وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فما كان في كتاب الله وما كان في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو بغيتهم وهو طريقهم وهو منهجهم وهو مسلكهم الذي يسلكونه ولا يخرج عن الكتاب والسنة قيد انملة او قيد انملة. وانما اذا قالوا قالوا بقول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا لكمال عبوديتهم لله عز وجل وكمال طاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم واتباعهم له. وقد اخذوا بذلك الله امرنا ان نأخذ بهدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال سبحانه وما اتاكم الرسول فخذوه وما لكم فانتهوا والنبي صلى الله عليه وسلم قال اذا امرتكم بامر فاتوا ما استطعتم فاجتنبوه فهذا هو منهج اهل السنة وهذا وصية رسوله صلى الله عليه وسلم ان نأخذ بكتاب الله وقال تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن بعدي كتاب الله فاذا اخذت الامة بكتاب الله واخذ بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فانها لن تضلوا فانها لن تضل انها لن تضل ابدا وهذا منهج اهل السنة. وهذا هو طريقهم وهذا هو منهجهم. انهم يأخذون بالكتاب والسنة وانهم تبعون الاثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن اصحابه. ولهم في ذلك في تقديم الادلة والاخذ بالنصوص هم يقدمون كتاب الله عز وجل ثم تأتي السنة بعد ذلك وبينة مفسرة موضحة لكلام الله عز وجل وان السنة تأتي تأتي قاضية على كتاب الله من جهة ان في السنة ما يزيد عن القرآن ما يزيد على القرآن فالسنة موضحة وبينة لكلام الله عز وجل وايضا سنة قد يكون فيها ما لم ما ليس في القرآن وهو في القرآن من جهة قوله صلى الله عليه وسلم وما ذاك من رسول من قوله تعالى وما ذاك الرسول فخذوه فما جاء به النبي صلى الله عليه فاننا نقبله مطلقا ونقول ان الله امرنا بالاخذ بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فمما زاد وسلم عن القرآن انه المرأة وعما ان يجمع بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها وهذا لا يوجد في القرآن وانما هو في وانما هو في سنة النبي صلى الله عليه وسلم. ومع ذلك نقول هذا الحكم وهو ايضا موجود في القرآن من جهة قوله تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه فكل ما جاء فان القرآن امرنا بان نأخذ بان نأخذ به فهذا احد الصور التي زاد فيها النبي وسلم على القرآن شيئا من الاحكام. كذلك جاء في السنة ان الرسول قال لا وصية لوارث لا وصية لوارث الوارث لا وصية له بهذا الحديث. ومعناه ايضا في كتاب الله عز وجل. فهذا طريقة السلف انهم يتبعون هنا النصوص ويتجاوز الكتاب والسنة ويتبعون اثار من سلف. فاذا لم يجد في كتاب الله شيء ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم شيء يدل على ما يعتقدونه اخذوا باجماع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم واتبعوا اثارا وقفوا حيث وقف اصحاب النبي. وقالوا حيث قال وقالوا كما قال اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاتبعوا ولم يبتدعوا. وعلموا ان الصحابة هم اتقى الامة قلوبا واكثرهم علما واعمقهم علما واقلهم فانهم ان قالوا فانهم قالوا بعلم وان سكتوا ايضا فان سكوتهم ايضا يكون يكون بعلم فلاجل ذلك يتبعون قال اوزاعي عليك باثار واياك باراء الرجوع وان زخرفوه لك. وكذلك قال اتبعوا ولا تبتدعوا قالوا عبدالعزيز فانهم ببصر نافذ قد كفوا وبعلم قد قالوا رحمهم الله تعالى فهذا هو طريقة اهل السنة انهم يتبعون الكتاب والسنة ويتبعون اجماع الصحابة او اجماع السلف والاخذ باثار من سلف. وكل قول لم يقوله الصحابة وقد وجد سبب في عهد النبي صلى الله عليه وسلم او في زمانهم فان السنة الا نتكلم فيه. اما اذا وجد شيء لم يوجد في زمانهم او حدث حدثا لم يوجد في زمانهم. فان الله يبرئ لهذا الحدث من اهل العلم والفضل من يقول فيه بالحق ومن يبين فيه والحق من كلام الله ومن كلام النبي صلى الله عليه وسلم او من من او من اه نصوص اه الوحيين من نصوص الكتاب والسنة او مما يدل عليه ذلك. ذكر هنا شيخ الاسلام حديث النبي الذي رواه ابو عبد الله ابن عمرو السنني وحج ابن حجر عن لو قال انه قال وعظنا موعظة وجلت منها القلوب وذرت منها العيون فقل يا رسول كانها موعظة مودع فاوصنا فقال اوصيكم او قال عليكم بسنتي اوصيكم اوصيكم بتقوى الله اوصيكم تقوى الله وطاعته وان تأمر عبد الحبيبشيا اوصيكم بالسمع والطاعة اوصيكم بالسمع والطاعة وللعبد تأمر عليكم ما قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدي من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ واياكم محدثات الامور فان كل بدعة ضلالة وكل محدث وكل محدثة حدثت فانما حدثت بسبب من الذين احدثوها لم يأخذوا ما عليه اصحاب النبي صلى الله عليه ثم ذكر رحمه الله تعالى الاجماع والاجماع ذكر شيخ الاسلام هنا اولا فقبل ذلك لماذا سموا اهل السنة باهل الكتاب والسنة؟ ولهذا قال سموا باهل الكتاب والسنة لانهم اخذوا بالكتاب والسنة واخذوا بظواهر نصوص خلافا للجهمية وخلاف المعطلة فانهم لم يأخذوا بالكتاب والسنة وانما جعلوا لهذا الكتاب ظاهرا وباطنا وان هناك مواطن لا يعلمها الا علماء وحذاقهم وقالوا ان ظواهر القرآن غير مرادة فاعملوا المجاز في كلام الله وبكلام النبي صلى الله عليه وسلم فلم يسموا باهل كم سنة فسمي اهل السنة باهل الكتاب والسنة لانهم يأخذون بحقيقة او بظواهر النصوص ويعملون حقيقتها من جهة معانيها والفاظها يؤمنون بها بما جعل الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم. وسنوا اهل الجماعة لانهم يتبعون ايضا يتبعون السواد الاعظم ويتبعون الاجماع يسموها الجماعة لان قولهم هو الموافق لقول جماعة المسلمين ولقول عامة المسلمين والمراد بالجماعة هنا الجماعة الاولى التي كان عليها اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فاذا افترقت الجماعة وظلت الامة فان الجماعة ما كان عليه الجماعة الاولى ولو قال قائل الان السواد الاعظم والاكثر المسلمين على ظلال وعلى وعلى فراط وعلى شرك نقول الجماعة من وافق الحق ولو كنت وحدك لان الجماعة وما كان عليه الجماعة قبل ان تظل قبل ان قبل ان تظل الجماعة قبل ان تضل الجماعة. فالمراد بالجماعة هنا توافق ما وافق الجماعة الاولى ما وافق الجماعة له هو قول اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. فايضا قال هنا لان الجماعة هي الاجماع وفي وفي رواية نسخة ثانية هي الاجتماع والاجتماع هو ضده هنا قال الاجماع وفي نسخة قال هي الاجتماع اي ان الجماعة هي الاجتماع الفرقة وعدم الاختلاف وايضا الاجماع هو بمعنى بمعنى الاجتماع وضدها اي ضد الاجماع والاجتماع الفرقة والاختلاف يرحمك الله ان كان يقول وان كان في الجماعة قد صار اسما لنفس القوم مجتمعين اي ان اسم الجماعة يطلق على كل قوم اجتمعوا لكن الجماعة عندما يطلقه اهل العلم على الجماعة الذي عليه شيء على الحق وعلى وفق الكتاب والسنة. واما من اجتمع على باطل فانه لا يسمى جماعة بالمعنى الذي نقصده وانما يسمى هؤلاء اهل خلاف ونزاع وفرقة لانهم خالفوا الجماعة الاولى. قال مع ذاك الاجماع هو الاصل الثالث اي ان اصول اهل السنة في في باب الاستدلال الكتاب والسنة والاجماع والاجماع بالاجماع انه اصل يعود انه اصل يعتمد عليه عند اهل السنة الا ان الخير بينهم ما هو الاجماع المعتبر؟ وما هو الاجماع الذي يعتد به؟ باجماعهم ان ما اجمع عليه الصحابة فهو الاجماع الصحيح ولا خير العلم في ذلك ولا خلاف في ان اجماع الصحابة انه الاجماع المعتبر المعتد به وهذا بلا خلاف. وانما الخلاف الاجماع الذي بعد الصحابة والصحيح ان ما اجمع عليه المسلمون وخاصة ما يتعلق بالقرن الاول والثاني وذلك يمكن ان يجتمع الوصول على مسألة ويقول بها لان حصر اقوالهم وجمعها قد يكون ممكنا اما مع تباين الاقطار وتباعدها وكثرة العلماء وكثرة اهل العلم وتباعد قيل فان هذا مما يشق ويصعب ان يقال فيه اجماع. الا اذا كان هذا من من الا يكون هذا القول قد انتشر وفي ارجاء المسلمين وبين المسلمين عموما ولم يذكر ان احدا خالفهم فيبقى انه اجماع لكن ليس اجماعا قطعي وانما اجماع ظني لان الاجماع اجماعان اجماع واجماع ظني والاجماع القطعي هو الذي الذي اجمع المجتهدون فيه على قول واحد المراد بالاجماع اجماع اهل العلم والفضل وليس المراد تجمع عامة المسلم وانما الاجماع متعلق من كان من اهل الاجتهاد والعلم في مسألة معينة فالاجماع هو ان يجتمع او ان يجمع اهل علم واهل الاجتهاد في حكم معين بعد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسبقه خلافة قبل ذلك ولم يسبقه خلاف اذا الاجماع لابد العدة فيه شروط الشرط الاول اجتماع المجتهدين في عصر واحد اجتماع في عصر واحد على مسألة شرعية على مسألة شرعية الشرط الثاني اجتماع في عصر واحد على مسألة شرعية آآ شرعية يكون مصدر الحس ليس على مسألة عقلية. الثالث الا يسبقها خلاف خلاف اذا سبقها خلاف فانه لا يسمى فانه لا يسمى اجماع. فالاجماع قاله الاصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين وهم يزنون بهذه الاصول الثلاث جميع ما عليه الناس. وهذا معنى ان كل عمل او قول او فعل يخالف هذه الاصول الثلاثة فهو قول مردود وباطل. فمن احدث حدثا ورأينا حدثه يخالف الكتاب قلنا حدثه قوله فاضل. خالف السنة باطل ولزاما ان ما الكتاب يلزم من باب اولى ان يخالف السنة. وما خالف السنة يلزم ايضا يخالف الكتاب. اذا يوجد في كتاب السنة وجدنا ان الاجماع انعقد على خلاف قول هذا القائل او على على خلاف فعله فان قوله يقول عندئذ باطل ومردود على قائله وهذا مردود على عامله قال والاجتماع الذي ينضبط وهذا مسألة مهمة والاجماع اللي بينضبط وما كان عليه السلف الصالح اذ بعدهم كثر الاختلاف وانتشر في الامة اي ان الاجماع الذي يمكن ضبطه ما كان عليه الصحابة رضي الله تعالى عنهم وما كان قريب من زمانهم في العصور في القرون الاولى الاول والثاني يمكن ان يضبطوا ان يمكن ان يضبط الاجماع في ذلك العصر في ذلك الزمان. اما بعد ذلك واتساع اه رقعة بلاد المسلمين وكثرة العلماء وانتشار في الارض فانه يصعب ان نقول قد اجمع قد اجمع المسلمون وكما قال احمد من نقل الاجماع فقد كذب ولا ابا يجعل الناس قد اختلفوا. لذلك كان يقول لا اعلم من الوضع في العبارة ومن الادب النقلي ان يقول لا اعلم فيه خلاف لا اعلم فيه خلاف ولا اذكر فيه خلاف ولا اعلم فيه خلاف الا ان تكون مسألة مسألة قطعية يلزم ان يقول بها كل عالم. مثل الجماعة لان الصلاة واجبة هذه مسألة اجماعية وهي قطعية ايضا. كذلك الزكاة كذلك الصيام لا شهادة جماعات قطعية لانه لا يعلم من قال ان الصلاة غير واجبة او ان الصيام ليس بواجب او الحج ليس بواجب والله تعالى اعلم واعلم كم