بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد باب اهل المعروف في الدنيا اهل المعروف في الاخرة قال حدثنا علي ابن ابي هاشم قال حدثني نصير ابن نصير ابن عمر ابن يزيد ابن قبيصة ابن يزيد الاسدي عن فلان قال سمعت برمة ابن ليث ابن برمة انه سمع قبيصة ابن برمة الاسدي رضي الله عنه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم فسمعته يقول اهل المعروف في الدنيا هم اهل المعروف في الاخرة واهل المنكر في الدنيا هم اهل المنكر في الاخرة بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب اهل المعروف في الدنيا اهل المعروف في الاخرة اي ان العبد يبعث على ما كان عليه في الدنيا فان كان صاحب معروف وبر وفضل واحسان فانه يبعث على ذلك يوم القيامة وان كان على خلاف ذلك فانه يبعث على ما كان عليه يوم القيامة وهذا يدل على مكانة اصطناع المعروف وبذل الخير ومعاونة الناس وبذل الجاه لهم والسعي في خدمتهم ومعونتهم فان من كان كذلك فانه يوم القيامة برحمته بهم وعطفه عليهم واحسانه اليهم يكون اهلا يوم القيامة لان يكون شافعا لهم عند الله سبحانه وتعالى فكما انه فكما انه كان في الدنيا صاحب معروف للناس واحسانا اليهم فانه يوم القيامة يكون كذلك هذا معنى قول الامام البخاري رحمه الله باب اهل المعروف في الدنيا هم اهل المعروف في الاخرة والمعروف هذه كلمة او اسم جامع لكل ما عرف حسنه بالشرع والعقل وظده المنكر وما دل على قبحه الشرع والعقل المعروف يتناول العبادات التي امر الله تبارك وتعالى بها ويتناول ايضا حقوق العباد حقوق العباد وايضا يشمل الاحسان الى الناس بانواع الاحسان وصنوف البر اغاثة الملهوف ومساعدة الفقير ومعاونة المحتاج الى غير ذلك من ابواب البر والاحسان فمن كان صاحب معروف وصاحب صنائع معروف في الدنيا فانه يبعث يوم القيامة على ما كان عليه اورد الامام البخاري رحمه الله حديث قبيصة الاسد قال كنت عند رضي الله عنه قال كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول اهل المعروف في الدنيا هم اهل المعروف في الاخرة قوله اهل المعروف في الدنيا اي الى الناس بالاحسان والبر والصلة والمعونة والمساعدة وقوله هم اهل المعروف في الاخرة تحتمل معنيين الاول هم اهل المعروف في الاخرة اي من الله بان يتفضل عليهم بالاجر الجزيل والثواب العظيم على ما قدموه من اعمال وصنائع معروف في الدنيا والمعنى الثاني هم اهل المعروف في الاخرة اي الى الناس كما كانوا هم اهل المعروف في الدنيا اليهم ويكون المراد بكونهم اهل المعروف الى الناس في الاخرة اي بالشفاعة فيكونون اهلا للشفاعة لهم عند الله سبحانه وتعالى فكما كانوا في الدنيا اهل معروف لهم بالرحمة والعطف والمواساة والاحسان وبذل الخير فانهم يكونون كذلك اهل المعروف اي الى الناس في الاخرة بالشفاعة لهم عند الله سبحانه وتعالى بخلافه والعياذ بالله من كان مؤذيا للناس في الدنيا يؤذيهم بفعاله ويؤذيهم باقواله باللعن والسب والشتم والايذاء هل من كانت هذه حاله مع الناس في الدنيا لا يأمنون شره ولا يوقون شره ايضا يؤذيهم باقواله يؤذيهم بافعاله هل من كانت هذه حاله يكون اهلا بان يكون شفيعا لهم عند الله يوم القيامة الجواب لا لانهم في الدنيا لم يسلموا منه ولم يسلموا من اذاه ولم يسلموا من شتمه وسبه ولعنه وايذائه. فليس اهلا ولهذا صح في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الطعانين لا يكونون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة ان الطعانين او اللعانين لا يكونون شهداء ولا شفعاء يوم القيامة. لان الناس لم يسلموا منهم ومن اذاهم في الدنيا فكيف يكونون يوم القيامة شفعاء لهم عند الله هم لم يرحموا الناس في الدنيا. ولم يعطفوا عليهم بل اذوهم باقوالهم واذوهم بفعالهم ولم يسلم الناس من اذاهم فهم ليسوا اهلا يوم القيامة ان يكونوا شفعاء للناس عند الله سبحانه وتعالى اذا اهل المعروف في الدنيا هم اهل المعروف في الاخرة اهل المعروف في الدنيا ببذل الجاه والاحسان والمعونة والمساعدة والعطف والرحمة والدعاء للناس بالخير يكثر من الدعاء لهم بالخير يرحمهم من كان بهذه الصفة عطوفا رحوما محسنا فانه يوم القيامة يكون اهلا لان يكون شفيعا للناس وشهيدا لهم قال في الحديث المتقدم ليسوا شهداء ولا شفعاء والشاهد هو الذي يشهد للناس والشفيع هو الذي يشفع لهم الشاهد هو الذي يشهد لهم بما هو عليه بما هم عليه والشافع هو الذي يشفع لهم يريد الخير لهم. يطلب الخير لهم فمن كانت الدنيا محسنا الى الناس يكون يوم القيامة اهلا لان يكون شهيدا لهم اي بالخير وشفيعا لهم بنيل الثواب والسلامة من العقاب. يكون اهلا لذلك اما الذي لا يشهد على الناس الا بالشر لكونه طعانا ولا يدعو عليهم الا بالشر لكونه لعانا فانه ليس اهلا ان يكون يوم القيامة لان يكون شهيدا للناس ولا ايظا شفيعا لهم عند الله جل وعلا قال اهل المعروف في الدنيا هم اهل المعروف في الاخرة واهل المنكر في الدنيا هم اهل المنكر في الاخرة. اهل المنكر اي اهل الشر والفساد لان المنكر ضد المعروف ضد المعروف وهي كلمة جامعة تشمل كل امر علم قبحه بالعقل والشرع اي اهل الافعال القبيحة والصنائع السيئة والايذاء واللعن والشتم والهمز واللمز وغير ذلك من الخصال التي جاء الشرع بذمها فمن كان فالدنيا من اهل المنكر فان شأنه كذلك يوم القيامة. وقد صح في الحديث عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه انه قال يبعث العبد يوم القيامة على ما كان عليه في الدنيا يبعث العبد يوم القيامة على ما كان عليه في الدنيا او على ما مات عليه ان كان مات على خير وبر ومعروف فانه يبعث على ذلك وان كان على منكر وشر وفساد وايذاء فانه يبعث على ذلك وهذا الحديث فيه ترغيب وترهيب ترغيب في المعروف والاحسان والجد في تحصيله وصنائع المعروف الى الناس ورحمتهم والعطف عليهم وفيه ترهيب من المنكر بجميع انواعه وان يحذر منه الانسان لانه سيبعث يوم القيامة على ما مات عليه نعم والحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله في في سنده ظعف لان نصير ابن عمر مجهول وفلان مبهم وبرمك ايضا مجهول لكن الحديث صحيح لغيره لانه له شواهد من حديث ابي هريرة وابن عباس وانس وغيرهم فالحديث حديث صحيح لغيره نعم قال حدثنا موسى ابن اسماعيل قال حدثنا عبد الله ابن حسان العنبري قال حدثنا حبان ابن عاصم وكان حرملة ابا امه فحدثتني صفية ابنة عليبة ودحيبة ابنة عليبة وكان جدهما حرملة ابا ابيهما انه اخبرهم عن حرملة ابن عبد الله رضي الله عنه انه خرج حتى اتى النبي صلى الله عليه واله وسلم فكان عنده حتى عرفه النبي صلى الله عليه واله وسلم فلما ارتحل قلت في نفسي والله لاتين النبي صلى الله عليه وسلم حتى ازداد من العلم فجئت امشي حتى قمت بين يديه فقلت ما تأمرني اعمل قال يا حرملة ائتي المعروف واجتنب المنكر ثم رجعت حتى جئت الراحلة ثم اقبلت حتى قمت مقامي قريبا منه فقلت يا رسول الله ما تأمرني اعمل قال يا حرملة ائتي المعروف واجتنب المنكر وانظر ما يعجب اذنك ان يقول لك القوم اذا قمت من عندهم فاته وانظر الذي تكره ان يقول لك القوم اذا قمت من عندهم فاجتنبه فلما رجعت تفكرت فاذا هما لم يدعا شيئا ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى حديث حرملة ابن عبد الله رضي الله عنه قال انه خرج حتى اتى النبي صلى الله عليه وسلم فكان عنده فكان عنده اي عند النبي صلى الله عليه وسلم ملازما له ليستفيد منه صلوات الله وسلامه عليه يقول حتى عرفه النبي عليه الصلاة والسلام لجلوسه عند النبي صلى الله عليه وسلم فلما ارتحل قلت في نفسي والله لاتين النبي صلى الله عليه وسلم حتى ازداد من العلم فجئت امشي فجئت امشي حتى قمت بين يديه فقلت ما تأمرني ان اعمل قال يا حرملة ائت المعروف واجتنب المنكر وهذا هو الشاهد من الحديث للترجمة ان النبي صلى الله عليه وسلم حثه لما استرشد وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدله على عمل يقوم به امرهم بالمعروف قال اتي المعروف واجتنب المنكر والمعروف كلمة جامعة من جوامع الكلم تشمل الخير كله بانواعه وابوابه والشر ايضا كلمة جامعة تشمل كل قبيح دل الشرع على قبحه وذمه والتحذير منه فقال له النبي عليه الصلاة والسلام ائت المعروف واجتنب المنكر لما قال يا رسول الله ما تأمرني اعمل؟ ما هي الاعمال؟ التي تأمرني بالمحافظة عليها والعناية بها حتى القى الله سبحانه وتعالى بها واكون عليها ابعث عليها فارشده عليه الصلاة والسلام الى اتيان المعروف واجتناب المنكر واتيان المعروف بفعله واجتناب المنكر بتركه والبعد عنه ثم رجعت حتى جئت الراحلة ثم اقبلت حتى قمت مقامي قريبا منه فقلت يا رسول الله ما تأمرني اعمل وهذا هذه العودة من حرملة الى النبي صلى الله عليه وسلم لشدة الرغبة وشدة الحرص ويأتي نظيرها عن اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام نظيرها مجاعا آآ العباس عم النبي رضي الله عنه يقول اتيت النبي عليه الصلاة والسلام وقلت علمني دعاء ادعو الله به فقال لي سل الله العافية ثم مكثت ثم عدت اليه وقلت يا رسول الله علمني دعاء ادعو الله به فقال يا عباس يا عم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والاخرة اعاد عليه الدعوة فهذا من شدة الحرص وعظم الرغبة في الخير يتكرر المجيء ويتكرر السؤال ذاته رغبة في الخير وحرصا عليه فيقول حرملة اتيت وقمت مقامي وقلت يا رسول الله ما تأمرني اعمل؟ قال يا حرملة ائت المعروف واجتنب المنكر. ائت المعروف واجتنب انكار وين الوصية؟ المتقدمة لكنه زاد عليه قال وانظر ما يعجبك ما يعجب اذنك اذنك ان يقول لك القوم اذا قمت من عندهم انظر الى الشيء الذي يعجب يعجبك ان تسمعه باذنك من الناس اذا قمت من عندهم فافعله واحرص عليه والامر الذي يكره تكره ان تسمع اه اذنك قول الناس فيه عنك فهذا اجتنبه بمعنى ان الانسان لو جلس عند اناس في مجلس ولم يسمعوا منه الا خيرا وكلاما طيبا وتوجيها سديدا ونصحا في امور الدنيا والاخرة. اذا قام من عندهم ما الذي يسمع لا يسمع الاخير لا يقوم منهم وهم يذمونه او يتأذون من من مجلسه او مجالسته لهم بينما الاخر الذي يقوم منهم ولم يسمعوا منه الا سبا وشتما وايذاء وكلاما قبيحا اذا قاموا قالوا الحمد لله الذي ارحل منه وفكنا من مجالسته ليتنا ما ما جلسنا معه ونحو هذا الكلام فاذا هذا مجال للانسان ليقوم مجلسه مع الناس يقول انظر ما يعجبه اذنك ان يقول لك القوم اذا قمت من عندهم هذا تقدير ليس استماع لما يقول الناس او بحث وانما تقدر وهذا امر يدركه الانسان من مجالسه اذا جلس مجلسا يعرف انه لم يقم منهم الا بما يحمد عليه واذا كان مؤذيا لهم والعياذ بالله يعرف انه ما قام منهم الا بما يذم عليه وقد مر معنا حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يفيد هذا الظابط وهو قوله عليه الصلاة والسلام الا انبئكم بخياركم من شراركم؟ قالوا بلى يا رسول الله قال خياركم من يرجى خيره ويؤمن شره وشراركم من لا يؤمن شره ولا يرجى خيره وهذا ضابط يعني يعرفه الانسان من احوال من يجالس اذا قوله فانظر اه ما يعجب اذنك ان يقول لك القوم اذا قمت من عندهم فاته وانظر الى الذي تكره ان يقول لك القوم اذا قمت من عندهم فاجتنبه ليس فيه توجيه العمل لاجل الناس ليس فيه توجيه للقيام بالعمل لاجل الناس وانما فيه توجيه الى حفظ المجالس مع الناس بالخير والبعد عن شغلها بالشر لان الانسان اذا شغل مجالس الناس بالخير حمد على ذلك حمده الناس على ذلك واذا شغل مجالسهم بالشر ذمه الناس على ذلك فيحرص الا يشغل مجالسهم الا بخير ويحرص ايضا الا يشغل مجالسهم بشر فهذا ضابط نافع جدا مستفاد من هذا الحديث ويدل عليه الحديث الذي اشرت اليه وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام الا ادلكم على خيركم من شركم قال فلما رجعت تفكرت فاذا هما لم يدع شيئا اي من آآ اي انهما وصيتان جامعتان لم يدع شيئا من الخير جمع للانسان الخير اي في هذا المجال مجال مجالسة الناس ومخالطتهم كيف يكون في مجالستهم؟ كيف يصنع فيقول تأملت فاذا ان هذه الوصية لم تدع اه شيئا يعني جمعت الخير والحديث سنده ضعيف عبد الله بن حسان مقبول وحبان بن عاصم مقبول صفية واختها كل منهما مقبولة فالحديث اربع فيه اربعة كلهم مقبول فيكون حديثه ضعيف الا اذا وجد له متابع نعم قال حدثنا الحسن ابن عمر قال حدثنا معتمر قال ذكرت لابي حديث ابي عثمان عن سلمان رظي الله عنه انه قال ان اهل المعروف في الدنيا هم اهل المعروف في الاخرة فقال اني سمعته من ابي عثمان يحدثه عن سلمان فعرفت ان ذاك كذاك فما حدثت به احدا قط قال حدثنا موسى قال حدثنا عبد الواحد عن عاصم عن ابي عثمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله ثم اورد المصنف رحمه الله هذا الحديث قال حدثنا الحسن ابن عمر قال حدثنا معتمر معتمر هو ابن سليمان قال ذكرت لابي وابوه هو سليمان ابن طرحان التيمي قال ذكرت لابي حديث ابي عثمان اي النهدي عن سلمان اي الفارسي رضي الله عنه معتمر في مجلس مذاكرة مع والده في مجلس مذاكرة مع والده يقول ذكرت لابي حديث ابي عثمان عن سلمان ذكرت لابي اي سليمان ابن طرقان حديث ابي عثمان عن سلمان عن سلمان الفارسي انه قال اهل المعروف في الدنيا هم اهل المعروف في الاخرة وهو موقوف في في هذا السياق على سلمان الفارسي رضي الله عنه لما ذكر المعتمر ابن سليمان لوالده هذا الحديث يقول لما ذكرته لابي حديث اه ابي عثمان عن سلمان قال فقال اي والده سليمان ابن طرحان قال اني سمعته من ابي عثمان يحدثه عن سلمان المعتمر ذكره او طرحه في مجلس والده على سبيل المذاكرة والبحث في في هذا الحديث فاخبره والده انه سمعه من ابي عثمان يحدثه عن سلمان فاصبح الان عند معتمر اسناد لهذا الحديث الذي كان آآ سمعه او ذكره على وجه المذاكرة وليس له فيه اسناد ليس له فيه اسناد وانما سمعه مذاكرة وطرحه مذاكرة فيقول فقال اي ابي اني سمعته من ابي عثمان يحدثه عن سلمان فاصبح عند معتمر اسناد في هذا الحديث عن ابيه عن ابي عثمان عن سلمان موقوفا يقول فعرفت ان ذاك كذاك عرفت ان ذاك الذي كان يذكر امره كذاك اي امره صحيح يرويه ابو عثمان النهدي عن سلمان الفارسي واصبح عنده فيه اسناد فيرويه عن ابيه عن ابي عثمان عن سلمان الفارسي يقول فما حدثت به احدا قط وقوله فما حدثت به احدا قط اي بما كنت آآ ذكرته على وجه المذاكرة قبل ان يكون عندي هذا الاسناد قبل ان يكون عندي هذا الاسناد لهذا الحديث عن ابيه عنا ابي عثمان عن سلمان يقول ما ما حدثت به احدا قط اي قبل ان يكون عنده هذا الاسناد اما لما وجد عنده هذا الاسناد حدث به وهذه روايته له بين ايدينا وهذا الحديث حديث سلمان هو موقوف على اه سلمان رضي الله عنه وهو صحيح الاسناد الى سلمان ثم ساق المصنف رحمه الله اسنادا اخر لهذا الحديث عنا ابي عثمان النهدي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله اي اهل المعروف في الدنيا هم اهل المعروف في الاخرة. لكنه مرسل لكنه مرسل ابو عثمان اه ان نهدي تابعي يروي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن كما قدمنا في بداية هذه الترجمة لا للحديث شواهد صحيحة مرفوعة الى النبي عليه الصلاة والسلام من حديث انس وحديث ابن عباس وغيرهما من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يصح بها الحديث لغيره مرفوعا الى النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال رحمه الله تعالى باب ان كل معروف صدقة قال حدثنا علي ابن عياش قال حدثنا ابو غسان قال حدثني محمد بن المنكدر عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال كل معروف صدقة ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب ان كل معروف صدقة وهذا فيه بيان مفهوم الصدقة الواسع وان الصدقة ليست مقتصرة على بذل المال وانفاقه في سبيل الله تبارك وتعالى بل الصدقة مجالها واسع كما ان الفقير كما ان الغني يتمكن من الصدقة على الفقير في المال فان الفقير يتمكن من الصدقة على الغني بانواع من الصدقات يلقاه بوجه طليق يعامله المعاملة الطيبة يساعده في امر من الامور يدعو له كل هذه من مجالات المعروف وهي صدقة ولهذا ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال كل معروف صنعته الى غني او فقير صدقة كل معروف صنعته الى غني او فقير صدقة والغني يصنع اليه المعروف بغير دفع المال وانما بمجالات اخرى السلام عليه والدعاء له ومعاملته بالحسنى وغير ذلك من مجالات المعروف وهي كثيرة معروفة بل ان كف الاذى عن الناس صدقة كما مر معنا بذلك الحديث وكما سيأتي فمجال الصدقة ومفهومها مفهوم واسع وليست مقتصرة على بذل المال فاذا هذه الترجمة عقدها الامام البخاري رحمه الله تعالى ليبين من خلالها ان الصدقة تتناول كل معروف قل او كثر صغر او كبر كل معروف يقوم به الانسان فهو صدقة والصدقة قد تكون متعدية وقد تكون قاصرة قد تكون متعدية يصل نفعها الى الناس وقد تكون قاصرة بحيث يكون نفعها على الانسان نفسه وقد مر معنا ان نفقة الانسان على نفسه صدقة من منه على نفسه بالطعام الذي يشربه والغذاء الذي يتناوله بالماء الذي يشربه والغذاء الذي يطعمه هذا صدقة منه على نفسه اذا احتسب ذلك عند الله تبارك وتعالى اذا مفهوم الصدقة مفهوم واسع فهو يتناول كل معروف يقوم به الانسان سواء لنفسه او للاخرين واورد رحمه الله حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كل معروف صدقة كل معروف صدقة اي كل معروف تقوم به فهو صدقة التسبيح معروف التهليل معروف قراءة القرآن معروف ذكر الله تعالى معروف القاء السلام على الناس معروف الدعاء لهم بالخير معروف كل هذا من الصدقات الصلاة الصيام الحج كل معروف صدقة اما صدقة قاصرة اي نفعها يكون مختصا بمن قام بها او تكون متعدية يصل خيرها الى الاخرين ونفعها الى الاخرين فكل معروف تقوم به فهو صدقة. اما صدقة على نفسك او صدقة على الناس فمفهوم الصدقة واسع وهذا يدفع الانسان الى الجد والاجتهاد في بذل الخير لاننا عندما نقرأ الايات التي فيها الحث على الصدقة والترغيب فيها والاحاديث الواردة في هذا الباب تتحرك النفوس ثم اذا كان الانسان قليل المال قد يكون هذه الايات لا نصيب لي منها ولا حظ لانني لانني ليس عندي مالا انفقه ولهذا سيأتي معنا في الحديث لما قال بعض الصحابة بعض المهاجرين قالوا للنبي عليه الصلاة والسلام ذهب اهل الدثور بالاجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم وعندهم فضل اموال يتصدقون به فذهبوا باجور الصدقة فارشدهم النبي عليه الصلاة والسلام الى الصدقة بالتسبيح والصدقة بالتهليل والصدقة بقراءة القرآن والصدقة بالامر بالمعروف والصدقة بالنهي عن المنكر الى غير ذلك من مجالات الصدقة الواسعة التي آآ يفيدها الاحاديث الواردة في هذا الباب. نعم قال حدثنا ادم بن ابي اياس قال حدثنا شعبة قال حدثني سعيد بن ابي بردة بن ابي موسى عن ابيه عن جده رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم على كل مسلم صدقة قالوا فان لم يجد قال فيعتمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق قالوا فان لم يستطع او لم يفعل قال فيعين ذا الحاجة الملهوف قالوا فان لم يفعل قال فيأمر بالخير او يأمر بالمعروف قالوا فان لم يفعل قال فيمسك عن الشر فانه له صدقة ثم اورد المصنف رحمه الله حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم على كل مسلم صدقة على كل مسلم صدقة اي واجبة على كل مسلم وهذه الصدقة واجبة على كل مسلم كل يوم هذه الصدقة المشار اليها في الحديث واجبة على كل على كل مسلم كل يوم كل يوم تطلع فيه الشمس وهي صدقة شكر آآ صدقة موجبها شكر الله تبارك وتعالى على نعمته على العبد بالصحة والمعافاة والجسم والاعضاء ولهذا جاء في الحديث الاخر كل سلامة اه على كل سلامى على كل سلامة ما من الناس صدقة كل كل يوم تطلع فيه الشمس. على كل سلامى من الناس صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس والسلامى هي المفاصل التي في الانسان وعددها ثلاث مئة وستون على كل مفصل من هذه المفاصل وعددها ثلاث مئة وستون صدقة واجبة كل يوم تطلع فيها الشمس لان الله عز وجل لينك لين لك هذه المفاصل ومتعك بهذه القوى وامدك بها تقوم من فراشك وتنهض صحيحا معافا ممتعا فيجب عليك ان تشكر الله سبحانه وتعالى بالصدقة عن كل سلامى وعددها ثلاث مئة وستين عن كل سلامة يجب عليك ان تتصدق كل يوم فيأتي هنا يأتي هنا رغبة الانسان في معرفة مجالات الصدقة حتى يعمل بها كل يوم ويجتهد فيها كل يوم حتى يتصدق شكرا لله سبحانه وتعالى على هذه النعمة ويقوم بهذا الواجب الذي اوجبه الله سبحانه وتعالى عليه كل يوم قال هنا على كل مسلم صدقة على كل مسلم صدقة اي واجبة عليه شكرا لله تبارك وتعالى على نعمته على عبده بالجسم والصحة والمعافاة والاعظاء قالوا فان لم يجد فان لم يجد اي لم يجد شيئا يتصدق به من المال من الطعام من الغذاء من الشراب فان لم يجد قال فيعتمل بيده فيعتمل بيده فينفع نفسه ويتصدق وهذا فيه الحث على ماذا فيه الحث على الاكتساب والعمل وان الانسان ينبغي عليه ان يكون كذلك ان يكون كذلك ان ان يسعى في كسب المال وكسب الرزق بحيث ينفع نفسه كما قال عليه الصلاة والسلام ويتصدق واليد العليا كما مر معنا في الحديث خير من اليد السفلى واليد العليا هي المنفقة ولا يصل الانسان الى رتبة اليد العليا الا اذا اجتهد في طلب الرزق فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه ولهذا ورد نصوص عديدة واثار عن السلف مفيدة في الحث على العمل والصنائع واكتساب المال جمع جملة طيبة منها ابو بكر الخلال في كتابه الحث على العمل والصناعة في كتابه الحث على العمل والصناعة جمع جملة طيبة من النقول التي يحسن المسلم ان يقف عليها في الحث على العمل وايضا اثار جميلة جدا عن عن السلف اورد عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى انه مر على جماعة من طلبة العلم في المسجد الحرام جالسين فقال لهم ما قوموا قالوا ما نصنع قالوا ما نصنع قال قوموا اطلبوا اه يعني عملا تقومون به وتترفعون او نحو ذلك عن الصدقات التي اه تمد لكم من الناس قوموا اعملوا لا يبقى الانسان يا جالسا في المسجد او في حلق العلم ولا يكون له مجال للعمل والاكتساب وللرزق الذي يأخذه ويكتسبه بنفسه بل كان سفيان رحمه الله تعالى اذا جاءه بعض طلبة العلم يسألهم يقول هل لك مجال تكتسب منه تكتسب منه مالا فاذا قال نعم مكنهم من الدرس واذا قال لا قال لا قال له ابحث اولا عن صنعة او عمل تكتسب بها رزقا لك تكتسب بها رزقا لك فالشاهد ان هذا الحديث فيه الحث على العمل والاكتساب وبذل السبب في في في طلب الرزق والله عز وجل ييسر لعبده ابواب الرزق وابواب الخير ويهيئ له من من مجالات الرزق ما لا يحتسب فعلى الانسان ان يبذل من نفسه ويعطي من وقته في المجالات مجالات الرزق المباحة ويجتهد ويسأل الله تبارك وتعالى ان ييسر له الرزق فيكون منفقا من ماله على نفسه ومتصدقا بماله على الاخرين ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لما قالوا له فان لم يجد ليس عنده مال يتصدق قال قال فيعتمل بيده كيف ينفع نفسه فيتصدق ويتصدق قالوا فان لم يستطع قالوا فان لم يستطع ما المراد بعدم الاستطاعة هنا هل المراد بها الكسل الكسل او العجز وفرق بين الكسل والعجز وكل منهما يتعوذ بالله تبارك وتعالى منه لكن ما المراد قولهم هنا فان لم يستطع هل المراد لم يستطع كسلا او لم يستطع اجزم هتزن لا ليس عنده قدرة انا على القيام بعمل او صناعة من الصناعات قالوا فان لم يستطع اي لاجزه عن ذلك او لم يفعل او لم يفعل ذلك لعل هذا شك من الراوي قال فان لم يستطع او لم يفعل ذلك اي فماذا يفعل قال فيعين ذا الحاجة ذا الحاجة الملهوف يعين صاحب الحاجة ايا كانت حاجته حمل متاع دلالة على طريق هداية ضال هذه كلها صدقات يتصدق بها على اخوانه المسلمين قال يعين ذا الحاجة الملهوف قالوا فان لم يفعل ذلك يعني لم يتمكن من فعل ذلك ولم يتيسر له فماذا يفعل قال فيأمر بالخير او يأمر بالمعروف هذي ايظا مجالات صدقة مجالات صدقة يقوم بها ومفتوح بابها امامه يأمر بالخير يأمر بالمعروف يحث الناس على الخير على الصلاة على العبادة على الطاعة على بر الوالدين على هذه كلها صدقات يتصدق بها على الناس قالوا فان لم يفعل قال فيمسك عن الشر قال فيمسك عن الشر فانه له صدقة اي تصدق على نفسه وهذا فيه ايضا احتمال المستفتي احتمال المفتي للمستفتي وصبره عليه وتوجيهه له فالنبي عليه الصلاة والسلام لا يزال صلوات الله وسلامه عليه صابرا سامعا مجيبا على اسئلتهم مع ان بعض الناس ربما لو تكرر عليه مثل هذا السؤال قال افعل كذا قال ان لم تمكن ودله على امر اخر قال افعل كذا وان لم تمكن افعل كذا وان لم اتمكن قد ينفث صبره يمكن يقول له انت ما في شي تستطيعه كل ما ذكرت لك شيء تقول ان لم افعل فقد ينفذ صبر الانسان فهذا فيه احتمال النبي عليه الصلاة والسلام فان لم افعل فان لم استطع ومثل هذا كثير سنته صلوات الله وسلامه عليه وهو من الشواهد والدلائل لقوله تبارك وتعالى لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم صلوات الله وسلامه عليه نعم قال حدثنا مسدد قال حدثنا يحيى عن هشام بن عروة قال حدثني ابي ان ابا مراوح الغفاري اخبره ان ابا ذر رضي الله عنه اخبره انه سأل رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم اي العمل افضل قال ايمان بالله وجهاد في سبيله قال فاي الرقاب افضل قال اغلاها ثمنا وانفسها عند اهلها قال ارأيت ان لم افعل قال تعين ضائعا او تصنع لاخرق قال ارأيت ان لم افعل؟ قال تدع الناس من الشر فانها صدقة تصدق بها على نفسك ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ابي ذر رضي الله عنه انه اه سأل النبي عليه الصلاة والسلام اي العمل افضل والحديث تقدم معنا قريبا في باب معونة الرجل اخاه ومضى شرحه هناك واعاده المصنف رحمه الله تعالى هنا لان فيه اه لان فيه ذكرا لانواع من الصدقات التي يقوم بها الانسان من اه عتق الرقاب واعانة الضائع او ان يصنع لي اخرق يساعد الاخرق الذي لا يستطيع صناعة او ليكف الناس من شره هذه كلها من مجالات الصدقة وابوابها نعم قال حدثنا ابو النعمان قال حدثني مهدي ابن ميمون عن واصل مولى ابي عيينة عن يحيى ابن عقيل عن يحيى ابن يعمر عن ابي الاسود الديني عن ابي ذر رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول اموالهم قال اليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ان بكل تسبيحة وتحميدة صدقة وبضع احدكم صدقة قيل في شهوته صدقة قال لو وضع في الحرام اليس كان عليه وزر؟ ذلك ان وضعها في الحلال كان له اجر. عندك ثم اورد المصنف رحمه الله تعالى عن ابي ذر رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور وجاء في بعض الروايات ان فقراء المهاجرين اتوا الى النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور والمراد باهل الدثور اي اهل الاموال اصحاب الاموال ذهبوا بالاجور لماذا قالوا يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول اموالهم ويتصدقون بفضول اموالهم فذهبوا بالاجور وهذا ايضا داخل في اه حرص الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم على الثواب والاجر وعنايتهم به وبحثهم عنه وحرصهم على عدم تضييعه وتفويته وتنافسهم فيه قالوا يا رسول الله ذهب اهل الدثور بالاجور يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول اموالهم اي يزيدون علينا بالصدقة بفظل المال ونحن ليس عندنا من المال الا ما يكفينا ويسد حاجتنا ليس عندنا فضل مال نتصدق به مثلهم فعرظوا للنبي عليه الصلاة والسلام هذه المسألة تبين عليه الصلاة والسلام ان مجال الصدقة اعم من الصدقة بالمال واشمل فالصدقة بالمال صدقة وابواب البر الكثيرة ومجالات المعروف العديدة كلها صدقة فبين لهم النبي صلى الله عليه وسلم هذا الامر قال اليس قد جعل اليس قد جعل الله لكم ما تصدقون اليس قد جعل الله لكم ما تصدقون الله فتح لكم ابواب الصدقة ويسر لكم سبلها وهي كثيرة جعل الله لكم مجالا تتصدقون فاجتهدوا في البذل واجتهدوا في الصدقة المجال مفتوح امامكم واسع اليس قد جعل الله لكم ما تصدقون ثم بين لهم ذلك قال ان بكل تسبيحة وتحميدة صدقة وهذا تمثيل وليس حصر التسبيح صدقة والتحميد صدقة والتهليل صدقة وقول لا حول ولا قوة الا بالله صدقة وتلاوة القرآن صدقة والامر بالمعروف صدقة والنهي عن المنكر صدقة واعانة الضال صدقة واغاثة الملهوف صدقة الى غير ذلك من مجالات الصدقة الكثيرة وهي صدقات متعدية او قاصرة على صاحبها فارشدهم النبي عليه الصلاة والسلام الى ذلك ودلهم عليه وذكر عليه الصلاة والسلام من امثلة الصدقة قال وبضع احدكم صدقة البظعة الفرج بضع احدكم صدقة يعني عندما يأتي الانسان شهوته مع اهله هذه صدقة وتكتب له حسنة واجر ويثاب عليها عند الله سبحانه وتعالى وهذا امر اندهش منه الصحابة قال عليه الصلاة والسلام وبضع احدكم صدقة يعني ان يأتي الرجل شهوته مع اهله فيكون صدقة ويؤجر على ذلك ويثاب عند الله سبحانه وتعالى قال وبضع احدكم صدقة قيل في شهوته صدقة حتى الشهوة التي تكون من انسان لاهله واتيانه لهم هذه صدقة يؤجر عليها وتكتب له في حسناته فذكر لهم عليه الصلاة والسلام قياسا عظيما في هذا الباب نبههم من خلاله على الحكم قال لو وضع في الحرام لو وضع في الحرام يعني هذه الشهوة لو كان صاحبها وضعها في حرام ماذا يكون عليه اليس يكون عليه وزر؟ يأثم ويعاقب اذا اذا كف نفسه عن الحرام ومنع نفسه من الحرام ولم يضعه الا في الحلال كتب له اجر فكما انه اذا وضعها في حرام كتبت عليه وزرا واثما فكذلك اذا وظعها في الحلال كتبت له اجرا وثوابا فباب الصدقة واسع وجاء في بعض الاحاديث حتى اللقمة يضعها في في زوجته مداعبا لها مبسطا لها يضع اللقمة في فيها تكتب له في ميزان حسناته صدقة واجر يثاب عليها عند الله ففظل الله سبحانه وتعالى واسع كل تحركات الانسان يحتسبها عند الله فيصبح يتحرك في صدقات لا حد لها ولا عد واجور لا تحصى ولهذا ينبغي على الانسان وهذا سبق التنبيه عليه ينبغي على الانسان ان يحتسب عند الله سبحانه وتعالى نفقته على نفسه في طعامه وشرابه نفقته على ولده نفقته على زوجه يحتسب مداعبته لولده وتربيته لهم يحتسب مداعبته لاهله كل الاعمال الخيرة الطيبة النافعة المفيدة كلها يحتسبها عند الله سبحانه وتعالى فتكتب له صدقة يثاب عليها عند الله تبارك وتعالى. نعم. قال رحمه الله تعالى باب اماطة الاذى قال حدثنا ابو عاصم عن ابان ابن صمعة عن ابي الوازع جابر عن ابي برزة الاسلمي رضي الله عنه انه وقال قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة قال امط الاذى عن طريق الناس. الحديث الماضي قال اليس كان عليه وزر؟ عندي لفظ الحديث فكذلك ان وظعها في الحلال كان له اجر قال الامام البخاري رحمه الله باب اماطة الاذى اي عن الطريق واماطته اي ابعاده عن الطريق وتنحيته عنه يرى ادم في طريق الناس فينحيه يبعده عن الطريق رحمة منه بالناس واحسانا اليهم وعقد والامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة بعد قوله باب ان كل معروف صدقة تنبيها على ان على مجالات من مجالات المعروفة المتنوعة فمن مجالات الصدقة اماطة الاذى عن طريق الناس وهذه صدقة عظيمة وثوابها عند الله سبحانه وتعالى عظيم وسنقف على شاهد ذلك في حديث يأتي عند المصنف رحمه الله تعالى قال باب اماطة الاذى واورد رحمه الله حديث ابي برزة الاسلمي قال قلت يا رسول الله دلني على عمل يدخلني الجنة قال امط الاذى عن طريق الناس قبل السؤال من هو السائل حتى نعرف ايظا حرص الصحابة على الثواب ودخول الجنة السائل ابو برزة الاسلمي وهو صحابي تقدم اسلاما وامد الله سبحانه وتعالى في عمره فقاتل مع علي رضي الله عنه الخوارج وشاهد غزوات متقدمة مع النبي صلوات الله وسلامه عليه ورجل صاحب اعمال وجهاد وبذل وطاعات ثم يأتي ويقول للرسول عليه الصلاة والسلام دلني على عمل يدخلني الجنة دلني على عمل يدخلني الجنة. هذا يدل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على الجنة واسباب دخولها ومعرفة الاعمال الموصلة اليها وتنافسهم في هذا المجال قال دلني على عمل يدخلني الجنة قال امط الاذى عن طريق الناس الاذى عن طريق الناس فاماطة الاذى عن طريق الناس من اسباب دخول الجنة. من اسباب دخول الجنة وهو من شعب الايمان كما قال عليه الصلاة والسلام الايمان بضع وسبعون شعبة اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء شعبة من شعب الايمان واذا نظرنا الى احوال المسلمين في هذا في هذه المسألة مسألة الاذى في الطريق نجد انهم ينقسمون الى ثلاثة اقسام قسم يضع الاذى في الطريق وقسم يدع الاذى في الطريق وقسم يميط الاذى عن الطريق وهذا اكمل اهل الايمان في هذا في هذا الباب واماطة الاذى عن الطريق اماطة الاذى عن الطريق هو ناشئ عن رحمة في قلب هذا الذي اماط الاذى عن الطريق عن رحمة في قلبه عظيمة للمسلمين وحب لبعد الاذى عنهم فاماط الاذى عن الطريق. ليس الحكم مرتبط فقط بعملية الاماطة قد يميط الانسان اذى عن الطريق لكونه في طريقه لم يحتسب آآ آآ معونة الناس وابعاد الاذى عن طريقهم وانما لكونه في طريقه يميطه يقول لانني سارجع ليلا اخشى ان اقع فيه يميطه هل هذا مثل من مثل رجل ايش كنا نقول؟ اقسام الناس ثلاث من يميط الاذى ومن يدع الاذى ومن يضع الاذى؟ اي نعم. ثم تكلمتم ان الاحتساب هناك من يرفع الاذى احتسابا رحمة اي نعم. آآ القسم الذي هو يرفع الاذى عن طريق الناس يرفع الاذى عن طريق الناس لابد فيه من الاحتساب عند الله جل وعلا ومن خلال صور تعرض يتبين لنا الامر لو ان شخصا اماط الاذى محتسبا لئلا يضر هذا الاذى مسلما هذا واحد اخر اماط الاذى قال لاني لانني سارجع من هذا الطريق بالليل حتى لا اقع فيه ولا يؤذيني لم يفكر في المسلمين ولم يفكر في بعد الاذى عنهم وانما شي يتعلق بشخصه ونفسه وقسم اخر رأى اذى في الطريق ورأى جماعة من بعيد يرونه فقال لانحي هذا الاذى عن الطريق حتى يحمدوني هؤلاء ويقولون هذا يبعد الاذى ستكون لي عندهم هل هؤلاء يستوون ولهذا من اماط الاذى عن طريق عن طريق الناس محتسبا عند الله جل وعلا يرجو بذلك ثواب الله رحمة منه بالمسلمين هذا له ثواب عظيم سيأتي في الحديث حديث ابي هريرة الاتي نعم قال حدثنا موسى قال حدثنا وهيب عن سهيل عن ابيه عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه على اله وسلم انه قال مر رجل مسلم بشوك في الطريق فقال لاميطن هذا الشوك لا يضر رجلا مسلما فغفر له ثم اورد المصنف رحمه الله حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مر رجل بشوك في الطريق اي في طريق المسلمين فقال لاميطن هذا الشوك ما هي العلة لماذا؟ قال لا يضر رجلا مسلما هذا هو السبب وهذا امر بينه وبين الله سبحانه وتعالى فهذا يدلنا على فضل الاخلاص ومكانته وعظم شأنه وان الاعمال تتفاوت في مكانتها واجرها وثوابها بحال الانسان بحال الانسان مع الاخلاص لله جل وعلا في عمله قد يميط الانسان الاذى رياء فلا يكون في عمله الصالح ولا يغفر له به. لان الله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل الا ما كان خالصا لوجهه سبحانه وتعالى فلا يثاب على ذلك انما يثاب اذا كان بهذا العمل محتسبا فهذا يدلنا على فضل الاخلاص ومكانته وانه اساس قبول الاعمال هذا يذكرنا بقصة المرأة البغي التي رأت كلبا يلهث فنزلت في بئر وملأت خفها ماء وامسكت خفها بفمه بفمها وقدمته للكلب فغفر الله سبحانه وتعالى لها هذا العمل قامت به مخلصة لا يعلم بها الا الله سبحانه وتعالى تبتغي بذلك ثوابه جل وعلا فاذا هذه الاعمال الصالحة اعمال البر والاحسان ثوابها مترتب على قصد التقرب والاحتساب لذلك عند الله جل وعلا ان تفعلها متقربا بها الى الله تطلب بها ثواب الله لا تفعل رياء ولا تفعل سمعة ولا تفعل من اجل محمدة الناس وانما تفعل تقربا الى الله سبحانه وتعالى واحتسابا لنيل ثوابه جل وعلا قال لاميطن هذا الشوك لا يضر رجلا مسلما فغفر له اي غفر الله سبحانه وتعالى له اه ذنبه بهذا العمل الصالح الذي قام به محتسبا اه ثوابه عند الله جل وعلا طالبا ابعاد الاذى عن المسلمين لئلا يضرهم. وتأمل هنا اذا كان من كف اذاه عن الناس لم يؤذهم فكفه لاذاه من من اسباب دخوله الجنة فكيف بمن هو اعلى من هذا وارفع من ذلك يميط الاذى مر معنا حديث ذكرته وقول النبي عليه الصلاة والسلام اظمنوا لي ستا من انفسكم اظمن لكم الجنة اصدقوا اذا حدثتم وادوا واوفوا اذا وعدتم وادوا اذا ائتمنتم واحفظوا فروجكم وغضوا ابصاركم وكفوا ايديكم اي من الاذى. كف الاذى من اسباب دخول الجنة وموجبات دخولها فكيف بمن علت همته وسمت مكانته في هذا الامر فلم يقتصر على كف الاذى بل اماط الاذى عن سبيل المسلمين وطريقهم ويتناول اه ان تتناول الاحاديث التي فيها اماطة الاذى عن الطريق كما انها تشمل الاذى الحسي مثل الاشواك والقاذورات التي تكون في طريق المسلمين ايضا هي بعمومها تتناول ابعاد الاذى المعنوي عن طريق المسلمين في عبادتهم لله سبحانه وتعالى وذلك بتحذير من البدع والضلالات التي هي نوع من الاذى في طريقهم تحرمهم من الثواب وتحول بينهم وبين نيل الاجر من الله سبحانه وتعالى التحذير من البدع والاهواء والضلالات والاثام والمعاصي هذا كله من اماطة الاذى عن طريق المسلمين نعم قال حدثنا موسى قال حدثنا مهدي عن واصل عن يحيى ابن عقيل عن يحيى ابن يعمر عن ابي الاسود الديني عن ابي ذر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم عرضت علي اعمال امتي نهى وسيئها فوجدت في محاسن اعمالها ان الاذى يماط عن الطريق. ووجدت في مساوئ اعمالها النخاعة في المسجد لا تدفن. ثم ذكر او ختم هذه الترجمة بحديث ابي ذر رضي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال عرظت علي اعمال امتي اي انواع الاعمال التي تقوم بها امته الاعمال الحسنة والاعمال السيئة ليس الذي عرظ افراد الاعمال ووقوعها من المكلفين وانما عرظت انواع الاعمال الصلاة الصيام الصدقة البر الاحسان الى غير ذلك. وايضا الاعمال السيئة عرضت علي اعمال امتي حسنها وسيئها. عرضت الاعمال الحسنة والاعمال السيئة يقول عليه الصلاة والسلام فوجدت في محاسن اعمالها ان الاذى يماط عن الطريق فهذا وجده عليه الصلاة والسلام في محاسن الاعمال لان الاذى يماط عن الطريق فهذا يفيد فظل اماطة الاذى عن الطريق وانه من محاسن اعمال امة محمد عليه الصلاة والسلام ووجدت في مساوئ اعمالها النخاعه في المسجد لا تدفن والنخاع هو البصاق او البلغم يكون في المسجد ولا يدفن ان يترك مؤذيا للناس فهذا في مما من مساوئ الاعمال وشاهد هذا الحديث للترجمة كل معروف صدقة ان من الصدقات اماطة او شهد هذا الحديث اه الترجمة الاخيرة اماطة الاذى عن الطريق ان اماطة الاذى عن الطريق من محاسن اعمال امة محمد عليه الصلاة والسلام ونسأل الله جل وعلا ان يلهمنا جميعا الصواب وان يوفقنا لسديد القول وصالح العمل وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يوفقنا لكل خير يحبه ويرضاه وان يعيذنا من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وهو حسبنا نعم الوكيل وصلى الله وسلم وبارك وانعم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق ونفعنا الله فيما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك