الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولجميع المسلمين برحمتك يا ارحم الراحمين. قال شيخ الاسلام قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ويفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من؟ على من انفق من بعده وقاتل ويقدمون المهاجرين للانصار ويؤمنون بان الله قال لاهل بدر وكانوا ثلاث مئة وبضعة عشر اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم وبانه لا يدخل النار احد بايع تحت الشجرة كما اخبر به النبي صلى الله عليه وسلم بل لقد رضي الله عنهم ورضوا عنه وكانوا اكثر من الف واربعمائة اشهد ان بجنته من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم كالعشرة وثابت ابن قيس ابن شماس وغيرهم من الصحابة. قال الشارح واما قوله ويفضلون من انفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من انفق من بعد وقاتل فلورود النص القرآني بذلك قال تعالى في سورة الحديد لا يستوي منكم من انفق من قبل الفتح وقاتل اولئك اعظم درجة من الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكل له وعد الله الحسنى واما تفسير واما تفسير الفتح بصلح الحديبية فذلك هو المشهور وقد صح ان سورة الفتح نزلت عقبيه وسمي هذا الصلح فتحا لما ترتب عليه من نتائج بعيدة المدى في عزة الاسلام وقوته وانتشاره ودخول الناس فيه. واما قوله ويقدمون المهاجرين على الانصار فلان المهاجرين جمعوا الوصفين النصرة والهجرة. ولهذا كان الخلفاء الراشدون وبقية العشرات من المهاجرين قد جاء القرآن بتقديم المهاجرين على الانصار في سورة التوبة والحشر وهذا التفضيل انما هو للجملة على الجملة. فلا ينافي ان في الانصار من هو افضل من بعض المهاجرين وقد روي عن ابي بكر انه قال في خطبته يوم السقيفة نحن المهاجرون واول الناس اسلاما. اسلمنا قولكم وقدمنا في عليكم فنحن الامراء وانتم الوزراء. واما قوله ويؤمنون بان الله قاتل قاتل لاهل بدر. ويؤمنون بان الله قال لاهل بدر الى اخره فقد ورد ان عمر رضي الله عنه لما اراد قتل حاطب بن ابي بلتعة وكان قد شهد بدرا لكتابته كتابا الى قريش اخبرهم فيه بمسير الرسول صلى الله عليه وسلم. فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم وما يدريك يا عمر؟ لعل الله لعل الله طلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. واما قوله وبانه لا يدخل النار احد بائع تحت الشجرة الى اخره الاخبارية صلى الله عليه وسلم بذلك ولقوله تعالى لقد رضي الله عن المؤمنين اذ يبايعونك تحت الشجرة. فهذا الرضا مانع من ارادة ومستلزم لاكرامهم ومثوبتهم. واما قوله ويشهدون بالجنة لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذا الفصل يتعلق بتفضيل الصحابة بعضهم على بعض وتبيين حاله ومنزلتهم فيما بينهم وذلك ان اهل السنة يفاضلون بين اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من جهة الاعيان ومن جهة ومن جهة الاوصاف اما من جهة الاوصاف فان من من اسلم قبل الفتح افضل ممن اسلم بعد الفتح ومن بايع تحت الشجرة افضل ممن لم يبايع واسلم بعدها ومن شهد بدرا افضل ممن لم يشهدها ومن شهد احدا افضل ممن لم يشهدها هذا من جهة الاوصاف فافضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من جهة الوصف الذين شهدوا بدرا ويعقبهم بعد ذلك الذين شهدوا بيعة العقبة ويعقوب بعد ذلك الذين شهدوا غزوة احد ويعقوب بعد ذلك من اسلم قبل الفتح والذين يعقون بعد ذلك الذين اسلموا الذين شهدوا بيعة الرضوان ثم بعد ذلك من اسلم قبل الفتح ثم بعد ذلك من اثنى بعد الفتح هذا من جهة ترتيبي من جهة الاوصاف. اما من جهة الكبائر من جهة الاوصاف ان المهاجرين افضل من جنس الانصار ان المهاجرين افظل من جنس الانصار وذلك ان المهاجر جمع بين النصر والهجرة. جمع بين النصر صلى الله عليه وسلم وبين هجرته وتركه لبلده وماله نصرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بخلاف الانصار فانهم نصروه وهم بين اولادهم واهليهم هذا من جهة الجنس ولا يلزم من هذا التفظيل من جهة الجنس ان يكون جميع افراد المهاجرين عفوا من جميع افراد الانصار بل قد يكون في الانصار من هو افضل من احاد المهاجرين فسعد بن معاذ افضل من غير من المهاجرين افضل سعد بن معاذ من جهة فضله ومنزلته افضل مثلا من المغيرة بن شعبة او من اسلم مثل والي بن حجر هؤلاء المهاجرين نقول سعد معاذ افضل لسابقة ولنصرته لرسول الله صلى الله عليه وسلم لعله من الانصار وهؤلاء من المهاجرين فمن جهة الجملة نقول جنس الانصار جنس المهاجرين افضل من جنس الانصار اما من جهة الافراد فلكل منهم فظله المسألة الاخرى من جهة الاعيان ايضا اصحاب اهل العلم يفاري فاضلون بين اصعب من جهة اعيانهم فافضل الخلق بعد رسل الله وهو انبيائه هو ابو بكر الصديق وهذا باجماع اهل السنة ان افضل الصحابة هو ابو بكر الصديق وهذا باجماع ثم يعقوب بعد ذاك الفضل عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وهذا محل اجماع ثم بعد ذلك عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وهو الذي انعقد عليه اتفاق اهل السنة وقد كان هناك خلاف في اول الامر ثم انعقد الاتفاق جهة الافضلية بتفظيع علي بتفضيل عثمان على علي واما من جهة الخلافة فباتفاق اهل السنة ان عثمان اولى بالخلافة من علي ثم بعد ذلك علي ابن ابي طالب باتفاق اهل السنة انه الراغب بعد هؤلاء. ثم بقية العشرة كطلحة وسعد وابي عبيدة ده وسعيد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف وطلحة بن عبيد الله بقية والزبير العوام والزبير بن العوام هؤلاء بقية العشرة هذا من جهة الاعيان ثم بعد ذلك الذين يدخل في هذا المعنى من جاء التنصيص على فضله وشرفه لكن هؤلاء هم في الجملة افضل اصحاب النبي ابن من جهة الاعيان هم افضل اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. ثم من جهة الاعيان نقول كل من شهد بدرا يكون افضل ممن لم يشهد بدر على عددهم وباسمائهم وباعيانهم كذلك نقول من شهد احدا وغيره لم يشهدها الذي شهد احد افضل من غيره من جهة الاعيان وهكذا كما قلنا في الوصل يقول في العين ذكر هنا فضل من شهد بيعة الرضوان وفضل من اسلم قبل الفتح. وقد ذكر ذلك ربنا سبحانه وتعالى في كتابه لا يسلم قبل فترة قاتل اولئك هم الذين اسروا اولئك يعبدون الذين انفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعد الله الحسنى فاخبر الله عز وجل انه فضل من من امن وقاتل قبل الفتح كذلك ان الله سبحانه وتعالى قال لقد رضي الله عنه يبارك تحت الشجرة. فاخبر الله عز وجل انه رضي عن من بايع تحت الشر جاء في صحيح مسلم عن حفصة النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يدخل النار احد ممن بايع تحت الشجرة وجاء عندما قال احدهم لا يدخل مول احد آآ اجراء حاطب بنتها ليدخلن حاطب الناقة والله والله لا يدخلها انه ممن شهد انه من بين شهد بدرا وايضا اه امتدح الله اهله امتدح النبي وسلم اهل بدر قوله صلى الله عليه وسلم عندما قال عمر دعني اضرب عنق هذا المنافق يقصد بذلك حاطب قال يا ابتدي الا تدعي يا عمر اما تدري ان الله يقول ان الله ان الله اطلع على اهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فاني قد غفرت لكم فهذه تزكية من الله عز وجل ان اهل بدر يموتون على الاسلام وانهم يثبتون حتى يلقون الله عز وجل على التوحيد والايمان لقوله قد غفرت لكم والله لا يغفر الكفر ولا يغفر افادنا ان كل من شهد بدرا انه يموت على الاسلام ويموت على الايمان وان الله غفر لاهل بدر كلما عملوا فحاطب رضي الله تعالى عنه غفرت له خطيئته وذنبه عندما كتب بكفار قريش بكتاب يخبرهم بقدوم النبي صلى الله عليه وسلم. وكذلك اهل بيعة الرضوان كما قال وسلم لا يدخلن احد النار ممن بايع تحت الشجرة فكل من باع تحت الشجرة فاننا نعتقد انه من اهل الجنة من بايع تشهد انه من اهل الجنة وكل من بدرا فانا نعتقد انه ايضا من اهل من جهة الجملة. وهناك اعيان خصهم النبي وسلم بالبشارة الذين يبشرون الجنة وابو بكر وعمر وعثمان وعلي وبقية العشرة طلحة وسعيد والزبير وابو عبيدة وعدها بن عوف والذباب العوام رضي الله تعالى عنهم اجمعين. هؤلاء جاء النص في انهم من اهل الجنة كذلك بلال ابن ابي رباح. كذلك ثابت بن قيس بن شماس رضي الله تعالى عنه كلهم هؤلاء جاء النصر انهم من اهل الجنة. هذا ما يتعلق من جهة تفضيل الصحابة بعضهم على بعض والله اعلم