الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين قال امير المؤمنين في الحديث الامام البخاري رحمه الله باب الخروج الى الضيعة حدثنا معاذ بن فضالة قال حدثنا هشام الدستوائي عن يحيى بن ابي كثير عن ابي سلمة قال اتيت ابا سعيد الخدري رضي الله عنه وكان لي صديقا فقلت الا تخرج بنا الى النخل؟ فخرج وعليه خميصة له بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب الخروج الى الضيعة الضيعة هي ما يكون منه معاش الانسان كالزراعة والصناعة ونحو ذلك من الاعمال التي يقتات منها الانسان ويكون منها معاشه وخروج الانسان الى ضيعته اي للعناية بامر الرزق والكسب المباح امتثالا لقوله تبارك وتعالى فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه والمصنف رحمه الله عقد هذه الترجمة باب الخروج الى الضيعة لان هذا من العمل الذي ينفع به المسلم نفسه وينفع به من يعول ويكون ذلك صدقة منه على نفسه واحسانا الى نفسه وايضا صدقة منه على من يعول بالنفقة عليهم وقد تقدم معنا كل معروف صدقة فاذا احتسب الانسان في ضيعته اي ما يقتات منه سواء كان مزرعة او مصنعا او معملا او غير او غير ذلك اذا احتسب في ضيعته الاحسان الى نفسه بالرزق الحلال الطيب والاحسان الى اهله وولده وايضا التصدق بما ييسر الله تبارك وتعالى له فيكون ذلك كله معروف وخروجه الى ضيعته معروف ويكتب له حسنات يكتب له ذلك حسنات وثواب ويؤجر على ذلك عند الله تبارك وتعالى وقد اورد رحمه الله عن ابي سلمة قال اتيت ابا سعيد الخدري وكان لي صديقا اتيت ابا سعيد الخدري وكان لي صديقا وهذا فيه اهمية اتخاذ الصديق من اهل الفضل والنبل والخير والعناية بمرافقته ومصاحبته لما يكون في ذلك من الاثر المبارك والخير على الانسان قد قال عليه الصلاة والسلام كما في سنن ابي داوود بسند ثابت المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل اي ليتفقه في رفقائه ولا يتخير اهل الخير واهل الفضل واهل الطاعة ومن يعينونه على الخير فيتخذهم اصدقاء له اما اذا كان رفيق الانسان على خلاف ذلك فان الواجب عليه ان يحذر لان الصاحب كما يقولون ساحب ومؤثر على جليسه شام ابى فوجب على المسلم الناصح لنفسه ان يتخير الاصدقاء الذين يتحرى منهم الخير والنصيحة والنفع قال وكان صديقا لي وكان لي صديقا فقلت الا تخرج بنا الى النخل وهذا هو موضع الشاهد الا تخرج بنا الى النخل والخروج الى النخل يكون الاشتغال بامر المعاش واكتساب الرزق والعناية بنخل الانسان سقيا آآ اهتماما بالجوانب التي تحتاج اليها آآ النخل ثم ايضا انتفاعا بما ييسره الله تبارك وتعالى منها من ثمر فالخروج الى خروج الانسان الى نخله للعناية به هذا من ابواب المعروف والخير على نفسه وعلى اهله وعلى من يحسن اليهم بنخله فيكون عنايته بنخله وخروجه اليه من البر ومن الخير ومن معروف اضافة الى ما يكون في ذلك من اراحة النفس اضافة الى ما يكون فيها من اراحة النفس واجمام الفؤاد والنشاط للعبادة واذا خرج الانسان مثل هذا الخروج قاصدا به ان ينشط بطلبه للعلم وان ينشط في في عبادته واعماله فان هذا الخروج ايضا يثاب عليه وفضل الله سبحانه وتعالى واسع فضل الله سبحانه وتعالى واسع فيكون الانسان خرج يجم نفسه ويثاب على ذلك اذا كان في خروجه لاجمام نفسه لم يغش منكرا ولم يقصد منكرا واحتسب في هذا الاجمام التقوي على العلم وعلى الطاعة وعلى الخير فانه يثاب على ذلك قال الا تخرج بنا الى النخل فخرج وعليه خميصة وعليه خميصة له والخميس نوع من الثياب يصنع من الصوف فكان عليه خميصة له وهذا فيه تواضع الصحابة رضي الله عنهم وعنايتهم بالعمل حرصهم عليه واهتمامهم بجلب الرزق عناية منهم بعناية بعظهم بالصناعة وبعظهم بالزراعة وبعظهم التجارة وكل ميسر لما خلق له والمطلوب من الانسان ان يجتهد ان يجتهد في تحري الرزق الحلال والنفقة الطيبة والكسب الطيب والبعد عن المكاسب الخبيثة والمحرمة قد جاء في الحديث ان الحلال بين وان الحرام بين وبينهما امور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرظه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام فالواجب على الانسان ان يكون حريصا على الكسب الطيب محتسبا في ذلك الاجر والثواب في نفقته على نفسه وفي نفقته على من يعول وفي ايضا تصدقه بذلك واذا كان له نخل ايضا يحتسب الاجر في اكل الطيور منه كل ذلك يحتسبه عند الله تبارك وتعالى وقد جاء في الحديث في كل كبد رطبة اجر قال رحمه الله حدثنا محمد بن سلام قال اخبرنا محمد بن الفضيل ابن غزوان عن مغيرة عن ام موسى قالت سمعت علي رضي الله عنه يقول امر النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ان يصعد شجرة فيأتيه منها بشيء فنظر اصحابه الى ساقي عبد الله فضحكوا من حموشة ساقيه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تضحكون لرجل عبد الله اثقل في الميزان من احد ثم ساق المصنف رحمه الله تعالى حديث علي ابن ابي طالب رضي الله عنه يقول امر النبي صلى الله عليه وسلم عبدالله ابن مسعود ان يصعد شجرة فيأتيه منها بشيء جاء في بعض روايات هذا الحديث كان النبي صلى الله عليه وسلم امره ان يصعد شجرة اراك ليأخذ منها السواك فصعد عبد الله بن مسعود ممتثلا امر النبي عليه الصلاة والسلام وفي امر النبي له عليه الصلاة والسلام بالصعود والاتيان بالسواك والعمل هذا العمل المبارك فيه فضيلة لعبد الله رضي الله عنه من حيث تعيينه بهذا العمل وطلبه منه وقيامه به وكان رضي الله عنه وارضاه في ساقيه دقة ونحوله قال فنظر اصحابه الى ساق عبد الله فضحكوا من حموشة ساقيه ضحكوا من حموشة ساقيه يعني نحولة الساقين دقة الساقين لما صعد الى الشجرة وتبينت ساقاه رضي الله عنه ضحك بعض فاصحابه عندما نظروا الى الى ساقيه ضحكوا من ذلك فقال الرسول عليه الصلاة والسلام ما تضحكون؟ وهذا انكار منه صلوات الله وسلامه عليه انكار انكار منه عليهم في ضحكهم على عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في هيئته التي خلقه الله سبحانه وتعالى عليها ولا يجوز للانسان ان يظحك من اخر شيء او لخلقة خلقه الله تبارك وتعالى عليها كأن يكون به عرج او يكون به نحولا او يكون به اه عور او يكون به اي عيب ليس له ان ان يظحك بل يحمد الله على العافية وعلى الجسم القويم والصحة يحمد الله على ذلك ولا ولا يسخر من الناس او يظحك منهم او يهمز هذا او يلزم يلمز ذاك فهذا من الاعمال المنكرة ومما نهى عنه الرسول صلوات الله وسلامه عليه وقد يظحك الانسان من اخر لعيب خلقي فيه ويكون هذا الاخر خير من مئات من مثل هذا الظاحك وكان حريا به بدل ان يضحك عليه ان يلوم نفسه على تقصيره وعلى اخلاله وتظييعه وتفريطه في جنب الله قد يظحك انسان من اخر ويكون عند الله سبحانه وتعالى من سادات المتقين ومن اولياء الله المقربين ويكون هذا الظاحك من ارذل الناس فالذي يجدر بالانسان ويليق به ان ينتبه والا يعيب احدا بمثل هذا والا يسخر من الناس قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن قد يكون الانسان يسخر من اخر وهذا الاخر خير منه قد تسخر امرأة من امرأة والمرأة المسحور بها المستهزئ بها خير من الساخرة عسى ان يكونوا خيرا منهم فيتقي الله الانسان ويحمد الله على العافية يجتهد في اصلاح نفسه في اصلاح نفسه وتزكية نفسه ولومها على التفريط بعبادة بعبادة الله والقيام بطاعته سبحانه وتعالى بدل ان ان يجعل نفسه منفلتة تضحك من هذا وتسخر من ذاك وتهزأ بهذا الى غير ذلك من الخصال والاعمال السيئة يمنع نفسه من ذلك ويشغل نفسه بعيوب نفسه اصلاحا واقامة لنفسه على الخير وعلى طاعة الله تبارك وتعالى قال ما تضحكون ما تضحكون يعني ما ما ما الامر الذي استوجب الضحك ليس هناك ما يستوجب الضحك عندما يكون انسان في قدميه عرج او في قدميه حموسة وضعف او في جزء من بدنه عيب ليس هناك ما يستوجب الضحك الظحك لا محل له الضحك لا محل له بل الموضع هنا ليس موضع ضحك لان هذه خلقة الله سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى خلقه على هذه الهيئة وابتلاه بهذه الصفة ابتلاه بهذا النقص فلا فلا مجال للضحك هنا وقد يسخر انسان من اخر وقد جاء في هذا بعظ الاثار فيعافي الله تبارك وتعالى المبتلى ويبتلي المعافى الذي ابتلاه بهذا البلاء قد يعافيك وقد يبتليك الامر ابتلاء فالضحك ليس له مجال الضحك ليس له مجال ولهذا قال ما تضحكون منكرا صلى الله عليه وسلم عليهم وفي هذا من رأى المنكر ينكره ويحذر منه مثل لو حضر الانسان مجلس غيبة او مجلس سخرية او نحو ذلك ينكر على من يكون كذلك ويبين له الخطر قال ما تضحكون لرجل عبد الله اي ابن مسعود اثقل في الميزان من احد لرجل عبد الله ابن مسعود اثقل في الميزان من احد اي من جبل احد وجبل احد معروف كبره وضخامته قال لرجل عبد الله وهذا فيه دلالة على ان الاشخاص العاملين يوزنون يوم القيامة يوزنون يوم القيامة يوزن الشخص ويوزن العمل وتوزن الصحف قال الله تعالى ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا يوزن العامل الاعضاء التي عملت توزن يوم القيامة ويوزن الصحف وصحف الاعمال كما جاء في الحديث يصاح برجل من امتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر له تسعة وتسعون سجلا كل سجل منها مد البصر فيقال له اتنكر من ذلك شيء؟ فيقول الرجل لا يا رب فيقال له اعندك حسنة؟ فيقول لا فيخرج بطاقة فيها لا اله الا الله قال فوضعت البطاقة في كفة والسجلات في كفة فثقلت البطاقة وطاشت السجلات ولا يثقل مع اسم الله شيء وهذا فيه فضل لا اله الا الله ومكانتها في الميزان وانها اثقل شيء في الميزان يوم القيامة وقد جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام ان نوحا عليه السلام قال لابنه يا بني امرك بلا اله الا الله فانها ان وضعت في كفة والسماوات والارض في كفة لمالت بهن لا اله الا الله لمالت بهن لا اله الا الله ولو كانت السماوات والارض حلقة مفرغة لقسمتهن او لفصمتهن لا اله الا الله لا اله الا الله هي اجل الكلمات واعظمها على الاطلاق وهي اعظم واثقل شيء يكون في الميزان يوم القيامة بل الاعمال توزن والصحف توزن والاشخاص يوزنون والميزان حق واذا عرف العاقل ذلك وادرك هذه الحقيقة وانه يوم القيامة ينصب ميزان يزن الاعمال وتوزن بها الصحف وهو ميزان بمثاقيل الدرب ميزان بمثاقيل الذر فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره حتى لو كان العمل الذي قام به سواء كان صالحا او طالحا مثقال ذرة يؤتى به ويوزن يوم القيامة يؤتى به ويوزن قال لقمان الحكيم لابنه يا بني انها ان تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة او في السماوات او في الارض يأتي بها الله ان الله لطيف خبير فيؤتى بالاعمال قلت او كثرت دقت او جلت يؤتى بها وتوزن فاذا عرف الانسان ان اعماله توزن يوم القيامة ايسره ان يلقى يوم القيامة اعمالا توضع في ميزانه تثقل كاهله يوم القيامة اعمالا قام بها ونسيها وانتهت وانقضت. لكنه يراها ماثلة يوم القيامة توزن اذا التفت وراءه في اعماله كثير منها نسيه لا يذكر منه شيئا والانتفاع الذي كان يرجوه من تلك الاعمال انقضى لو كان والعياذ بالله فاحشة غشاها او معصية ارتكبها متلذذا بها انتهت كما قال من قال تفنى اللذاذة ممن نال صفوتها من الحرام ويبقى الخزي والعار وتبقى عواقب سوء من مغبتها لا خير في لذة من بعدها النار اعمال الانسان سيجدها يوم القيامة وسيلقاها امامه وتوزن القليل منها والكثير احصاه الله ونسوه فاذا تفكر العاقل وتأمل في هذا الباب فانه يزن نفسه في الدنيا قبل ان يوزن يوم القيامة اولى بالانسان ان يزن نفسه قبل ان يوزن يوم القيامة حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوها قبل ان توزنوا خير لك انت ان تزن نفسك الان وان تزن اعمالك وان تقوم حالك وان تنظر في مسارك وان تعتدل في طريقك وان تتوب من ذنوبك ما دمت في دار المهلة وفي ميدان العمل خير لك ان ترجع وان تؤوم وان تنيب وان تبتعد عن المعاصي والذنوب لان كل عمل كل معصية كل ذنب سيكون يوم القيامة ماثلا امامك ويوضع في الميزان يوضع في الميزان الاعمال الصالحة توزن والاعمال الطالحة السيئة توزن ورأينا غير مرة في الاثار التي تقدمت معنا حرص الصحابة على الاجور وعلى الثواب وعلى فضائل الاعمال وعلى اكثرها اجرا وعلى اعظمها فظلا لماذا لانهم يعرفون ان هناك جنة ونارا وان هناك حسابا وعقابا وان هناك ميزان توزن به الاعمال ويتفاضل فيه الناس ويتفاوتون فيغنم الانسان فرصة وجوده في هذه الحياة ليستكثر من الاعمال الصالحة ويبتعد عن الاعمال السيئة وما قارفه منها يتوب الى الله سبحانه وتعالى منه توبة نصوحة يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحة عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار فيغنم فرصة وجوده للاكثار من الاعمال الصالحة وللتوبة الى الله سبحانه وتعالى هنا ينبغي ان نستفيد ايها الاخوة من هذا التوجيه النبوي الكريم من نبينا عليه الصلاة والسلام نبههم هنا في هذا المقام الى كانه يقول لهم انتبهوا هناك ميزان انتبهوا لالفاظكم انتبهوا هناك ميزان الذي تقولونه يوزن والذي تعملونه يوزن وهذا الذي لقد لعبتموه بحموسة ساقيه ساقاه توزنان يوم القيامة وهي اثقل من جبل احد. انتبهوا هناك وزن لا تظن ان الشيء الذي تقوله انتهى بمجرد قولك له وانتهى في ساعته لم ينتهي باقي ما تقوله باق ستلقاه يوم القيامة ويوضع في ميزانك فنبههم على ذلك وهذا نستفيد منه فائدة ان المسلم اذا عرف ان هناك ميزان ينصب يوم القيامة يضعه رب العالمين يقول جل وعلا ونضع الموازين القسط ليوم القيامة موازين عدل موازين دقيقة بمثاقيل الدرب توضع يوم القيامة فاذا عرف العاقل ان هناك موازين وتوضع يوم القيامة وتوزن فيها الاعمال ايسر الانسان ان يلقى في ميزانه ما يوبقه ويهلكه ويدخله نار جهنم والعياذ بالله لا والله لا يرظى ذلك ولا يسره ذلك ولا يرغب ان يكون شأنه يوم القيامة كذلك اذا ليغنم ليغنم فرصة وجوده في هذه الحياة وفي دار العمل فيزن نفسه قبل ان توزن اعماله يوم القيامة وطريقة وزن النفس ان ينظر الانسان في اعماله ينظر الانسان في اعماله الطيب منها يحمد الله عليه ويسأل الله المزيد منه والسيء منها يبادر الى التوبة يبادر الى التوبة الى الله سبحانه وتعالى والانابة اليه والله جل وعلا يقبل توبة التائبين ويعفو عن السيئات ويتجاوز عن الذنوب ولا يتعاظمه تبارك وتعالى ذنب ان يغفره فيتوب الى الله سبحانه وتعالى وينيب هنا هذا الحديث يفتح لنا يفتح لنا باب بابا مباركا بابا عظيما بمحاسبة النفس وفي التفكر في وزنها يوم القيامة ولقاء الله تبارك وتعالى بها يفتح لنا بابا الا نستهين بعمل سواء كان العمل سيئا او صالحا لا تستهن بعمل الاعمال السيئة لا تستهن منها بشيء والاعمال الصالحة ايضا لا تستهن منها بشيء ولو ان تلقى اخاك بوجه طليق لا تستهن به قد تقوم بعمل تراه هينا وهو عند الله عظيم فيبدأ الانسان يجاهد نفسه ويحاسبها على ضبطها على لزومها الجادة على استقامتها على صراط الله سبحانه وتعالى ينأى بنفسه ويبعدها عن موارد الاثم موارد الخطيئة يبعدها عن ذلك ويقبل على الله سبحانه وتعالى فهذا فيه عظة عظة هم ما نظروا الى حموسة ساقيه وكان الموقف اوجد عندهم او المنظر الذي رأوه اوجد عندهم ضحكا والمقام ليس مقام ضحك فنبههم النبي عليه الصلاة والسلام قال ما تضحكون ما تضحكون لرجل عبد الله اثقل في الميزان من احد لرجل عبد الله اثقل في الميزان من احد اي من جبل احد. فما الذي يظحككم هنا العبد عندما يقف على على هذه الحقيقة وعلى هذا الموقف الذي وجه فيه النبي عليه الصلاة والسلام هذا التوجيه المبارك عندما تحدثه يوما من الايام نفسه ان يسخر باحد يقول لنفسه يا نفس كفي وما يدريك ان هذا الذي اردت ان اسخر منه عند الله من اوليائه المتقين ومن عباده الصالحين لو كان مسلما عاديا ما جاز لي ان اسخر به ما جاز لي ان اسخر به وان اهزأ به فكيف بي قد كيف بي قد اسخر من شخص هو خير من مئات مثلي لا يدري الانسان ولهذا نبه رب العالمين قال عسى ان يكونوا خيرا منهم عسى ان يكن خيرا منهن فينتبه الانسان قد يكون من يسخر به او من يضحك عليه خير منه فنبههم النبي عليه الصلاة والسلام على ذلك الشاهد ان في في ذكر الميزان ذكر النبي صلى الله عليه وسلم للميزان هنا تنبيه عظيم ولو كان كل واحد منا يستحضر الميزان يستحضر الميزان في اعماله لا صلحت حاله باذن الله تبارك وتعالى لكن يغفل يغفل الانسان عن عمله وانه يوزن يغفل الانسان عن عمله وان ربه مطلع عليه جل وعلا يغفل عن ذلك ثم يبدأ يقارف ما يقارفه من الذنوب ويغشى ما يغشاه من الخطايا الشاهد من هذا حديث للترجمة خروج النبي عليه الصلاة والسلام مع اصحابه للضيعة وخرجوا هذا الموضع وامر عبد الله بن مسعود ان يصعد وان يقطع لهم من شجرة الاراك فهذا كله عمل وبذل من العناية بالرزق المباح الطيب ومباشرة ذلك مباشرة الانسان ذلك بنفسه وايضا الخروج مع الاخوان وما يكون في هذا من الخير والالفة والمحبة وهذا مر معنا له نظائر في اثار واحاديث تقدمت وهذا الحديث في سبق ان مر معنا نظير آآ اسناده وذكر ايضا الكلام عليه في في موظعه ام موسى آآ ذكر هناك انها مقبولة ومغيرة للمقسم ثقة مدلس وقد عنعن لكن الحديث صحيح لغيره لان له شاهد من حديث ابن مسعود عند الامام احمد رحمه الله في مسنده هو حديث صحيح لغيره نعم قال رحمه الله باب المسلم مرآة اخيه باب المسلم مرآة اخيه. حدثنا اصبغ قال اخبرني ابن وهب قال اخبرني خالد ابن حميد عن خالد ابن يزيد عن سليمان ابن عن عبد الله ابن رافع عن ابي هريرة رضي الله عنه قال المؤمن مرآة اخيه اذا رأى فيه عيبا اصلحه ثم قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب المسلم مرآة اخيه مرآة اخيه اي هو لاخيه مثل المرآة ومن المعلوم ان النظر في المرآة يري اه الناظرة فيها عيوب نفسه مثل ما لو كان الانسان على اه وجهه شيء من الغبار او التراب او الوسخ اذا وقف امام المرآة رآه ورأى ايضا موضعه من جسمه ولهذا ترى الشخص عندما ينظر الى المرآة وهو ينظر اليها يتجه بيده لموضع العين يتجه بيده مباشرة لموظع العيب لولا المرآة التي امامه ما رأى فتجده يقف امام المرآة ثم يمد يده الى المكان الذي فيه العيب بهذه الطريقة ويزيله. المرآة ارته عيب نفسه ارته عيب نفسه فنظره لها يفيده هذه الفائدة ولهذا اعتاد الناس اعتاد الناس اذا اراد آآ ان يصلح آآ نفسه يقف امام المرآة لانه يرى فيها نفسه يرى فيها نفسه وعلى ضوء رؤيتها يصلح نفسه يصلح نفسه فهنا يقول عليه الصلاة والسلام المسلم مرآة اخيه المرآة تتصف بالصفاء المرآة تتصف بالصفاء ويرى بها بوضوح تام وبشفافية ما فيه يراه تماما ويشاهده امامه فاذا كان فيه عيوبا رآها اذا كان في نفسه عيوبا رآها ونبينا عليه الصلاة والسلام اخبر ان المؤمن مرآة اخيه اي هو لاخيه مثل المرآة اي هو شأنه مع اخيه انه مثل المرآة فهذا الخبر الذي هو خرج موضع التوجيه والتبيين لما ينبغي ان يكون عليه المسلم تجاه اخيه المسلم من نصيحة ودلالة وتوجيه وتعاون على البر والتقوى ان الذي ينبغي عليه ان يكون حاله مع اخيه هذه هذه الحال فيكون ناصحا مشفقا وموجها امينا بعيدا عن الغش وعن الخديعة وعن المكر وعن الكذب وعن دواخل السوء وبطانات الشر كل هذه ينحيها ويكون صافيا نقيا صفاء المرآة صافيا نقيا لاخيه واذا رأى فيه عيبا دله على عيبه برفق بدون اذى يدله على عيبه برفق وبالكلمة الحسنة وبالقول الطيب يدله على عيبه وهو مشفق عليه محب لزوال العيب من اخيه لا يكلمه في عيبه ساخرا ولا يكلمه في عيبه منتقصا ولا يكلمه في عيبه متنجرا وانما يكلمه في عيبه وهو من الداخل ناصح لاخيه محب لزوال العيب عنه واذا كان الانسان بهذه الصفة في تعامله مع اخوانه اثمرت نصيحته لانها تخرج من القلب وما خرج من القلب دخل القلب وافاد سامعه ونفعه قال باب المسلم مرآة اخيه واورد حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن مرآة اخيه وكأنه قيل ما المراد بهذا ما المراد بهذا؟ المؤمن مرآة اخيه فبين عليه الصلاة والسلام قال اذا رأى فيه عيبا اصلحه هذا معنى مرآة اخيه اذا رأى فيه عيبا اصلحه فمعنى كونه مرآة لاخيه اي انه يسعى في اصلاح اخيه مثل ما ان اخي اذا رأى في اه اذا رأى نفسه في المرآة رأى عيوب نفسه فاصلحها فايضا انا ااكون له كذلك اريه عيوب نفسي برفق وبلين وبكلمة طيبة حتى يصلحها. مثل ما لو رأى عيوب نفسه في المرآة فهذا فيه توجيه للرفق في توجيه للرفق وتوجيه للكلمة الطيبة وتوجيه الى حسن الدلالة على الخير والارشاد لعيوب الانسان احيانا تذكر لشخص عيب نفسه فتضطره لعنف اسلوبك قسوتك في في في حديثك معه تضطر احيانا الى ان تأخذه العزة بالاثم واحيانا تكلمه وانت مشفق عليه ناصح له بكلمة طيبة يحس برحمتك له وبرفقك وبحسن معاملتك فتضطره الى ان يستجيب تضطره الى ان يستجيب فهنا قوله عليه الصلاة والسلام اذا رأى فيه عيبا اصلحه ان يكون رائده اصلاح اخيه وصلاح اخيه لا يكون بعنفي معه ولا يكون بقسوة عليه ولا يكون بفظاظة في محادثته ولا ايظا يكون بكلامي معه كلاما عاليا واكلمه من فوق بل لا اكلمه بلين وبرفق وبمحبة رحمة وبعطف وبنصحه معاني تكون في القلب تصحب النصيحة وتصحب الدلالة الى الخير فحينئذ يكون للنصيحة اثرها وقد قال الله عز وجل لاشرف خلقه صلوات الله وسلامه عليه فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك لانفضوا من حولك فرحمة الانسان بالمدعوين ورفقه بهم وتلطفه معهم وتودده اليهم كانوا يذكرون في تراجم بعض اهل العلم يقولون كان حسن التودد يتلطف مع الناس ويرفق بهم ويلين جانبه لهم ثم يقدم لهم النصيحة برفق يقدم لهم النصيحة برفق لانه يريد صلاحهم يحب صلاحهم فالشاهد ان ان المسلم مع اخيه ينبغي ان يكون بهذه الصفة ينبغي ان يكون بهذه الصفة فاذا كان فعلا بهذه الصفة وانتشرت هذه المعاني في المجتمع صلح المجتمع وتحابا المجتمع وبعد عنهم الشيطان وقويت لحمتهم وعظمت اواصرهم وكثر الخير فيهم اما اذا انتقلوا اذا انتقل الناس عن هذه المعاني واشتغل بعضهم بغيبة واخرين بنميمة واناس بسخرية واخرون بغش وخديعة ومكر واخرون واخرون لا يبقى في المجتمع لحمة يتفكك تتقطع الاواصر وينتشر الشر والفساد بينما اذا حقق المسلمون هذه المعاني اوجدوها باذن الله سبحانه وتعالى بينهم عم الخير مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى او بالسهر او بالحمى والسهر قال عليه الصلاة والسلام المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين اصابعه صلوات الله وسلامه عليه نصحا وكمالا في البيان والتوجيه هنا انتبه اخي الموفق الى قول نبينا عليه الصلاة والسلام المؤمن مرآة اخيه اذا رأى فيه عيبا اصلحه انظر الى هذا الحديث الى انه توجيه لك انت لشخصك كيف تتعامل مع الناس؟ عندنا مشكلة نحن ان كثير منا يريد ان يطبق المعاملة التي يراها في المجتمع على المجتمع وهذا خطأ فيعامل الناس بالشيء الذي يعاملونهم به ان قسوا عليه قسى عليهم وان رفقوا به رفق بهم بينما الحديث هنا يوجهك الى ان تكون مرآة لاخيك. اظرب معك مثالا للبيان على سبيل المثال لو انك بليت بشخص اه طريقته في التعامل فيها رعونة وفيها قسوة لا تقابل هذه الرعونة وبهذه القسوة بنظيرها بل كن مرآة له وحاول انها ترفق به وتتلطم معه وتحسن في معاملته بدل ان تقابله برعونة مثل رعونته فيتولد بينكما شرا قابله برفق واناة وحلم وسعة صدر وكظم غيظ وغير ذلك من المعاني ثم بعد ذلك ليكن منك نصيحة له فربما تتعدى اخلاقه باذن الله سبحانه وتعالى على يديك ويتحول من الرعونة الى الرفق ومن القسوة الى اللين فتكون له مرآة فاذا انت انظر لهذا الحديث على انه توجيه لك تسير به في المجتمع حاول ان تسير في المجتمع مع اخوانك ورفقائك واصحابك بهذه الصفة ان تكون مرآة لهم مرآة لهم بالضوابط التي تقدمت الاشارة الى شيء منها. نعم. قال رحمه الله حدثنا ابراهيم ابن حمزة قال حدثنا ابن ابي حازم عن كثير ابن زيد عن الوليد ابن رباح عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن مرآة اخيه والمؤمن اخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه ثم اورد رحمه الله حديث ابي هريرة عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال المؤمن مرآة اخيه والمؤمن اخو المؤمن المؤمن مرآة اخيه والمؤمن اخو المؤمن المؤمن مرآة اخيه مضى الكلام عن معناه في الحديث السابق وقوله والمؤمن اخو المؤمن ان يجمعه واياه اخوة الايمان كما قال الله سبحانه وتعالى انما المؤمنون اخوة فيجمعه اخوة الايمان واخوة الايمان هي الاخوة العظيمة وهي الرابطة القويمة التي تبقى في الدنيا والاخرة لانها صلة لاجل الله الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين فكل خلة واخوة وصداقة تنقضي وتنقطع وتتصرم الا الاخوة في الله ما كان لله دام واتصل فهي التي تبقى وهي التي وهي التي تثمر الاخوة في الله هي التي تثمر في الدنيا وايضا تثمر في الاخرة فيقول عليه الصلاة والسلام المؤمن اخو اه المؤمن اخو نعم. يقول عليه الصلاة والسلام المؤمن اخو المؤمن اخو المؤمن اي يجمعه واياه اخوة الايمان هذه الاخوة اذا وجدت بين المسلمين على حقيقتها ظهرت ثمارها ظهرت ثمارها ووجدت موجباتها ومقتضياتها. لان لها مقتضيات وعندما تضعف مقتضيات الاخوة الايمانية فهذا نتيجة من ضعف الاخوة الايمانية كلما قويت الاخوة الايمانية بين المؤمنين قويت مقتضياتها وكلما ضعفت الاخوة بين المؤمنين ضعفت مقتضياتها فذكر هنا عليه الصلاة والسلام الاخوة الايمانية وذكر شيئا من مقتضياتها قال المؤمن اخو المؤمن يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه وهذان الامران هما من مقتضيات الاخوة الايمانية. على سبيل التمثيل لا على سبيل الحصر ومن مقتضيات الاخوة الايمانية ما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه لا تحاسدوا ولا تناجسوا ولا تباغظوا ولا تدابروا ولا يبع بعظكم على بيع بعظ وكونوا عباد الله اخوانا المسلم اخو المسلم لا يظلمه ولا لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره التقوى ها هنا بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخاه المسلم كل عن مسلم حرام دمه وماله وعرضه هذه كلها من مقتضيات الاخوة الايمانية فلاحظ هنا عندما تضعف هذه المعاني في الشخص مثل لا يكف على اخيه ضيعته او لا يحوطه من ورائه او ايظا لا يسلم اخوه من غشه او خديعته او غير ذلك من المعاني السيئة فهذا كله من نقص الاخوة من نقص الاخوة وظعفها قال المؤمن اخو المؤمن يكف عليه ضيعته اي ظياعه وهذا فيه ان من واجبات الاخوة الايمانية ومقتضاها مقتضياتها ان تجتهد في في هداية ضال المسلمين والضائع منهم عن عن الطريق القويم تكف عليه ضيعته وكفك عليه ضيعته بدلالته الى الخير ونصيحته وان تكون له مرآة تبين له خطأه تبين له عيبه حتى يرجع الى الجادة السوية والصراط المستقيم قال يكف عليه ضيعته ويحوطه من ورائه وهذا فيه ان من مقتضيات الاخوة الايمانية ان يسلم اخوك منك ان يسلم اخوك منك تحوط من ورائه يعني في غيبته لا يكون لا يكون لك منه شرا لا يكون له منك شرا واذى بل تحوطه من ورائك بل يكون موقفك معه ايضا ان تحميه وتنصره وان تذب عنه وان تدافع عنه تحوطه من ورائه فهذه كلها من من مقتضيات الاخوة الايمانية واذا وجد التآخي وجد التناصح وجد التراحم وجد التعاون على البر والتقوى وقل الشر اقل الشر في المجتمع وعم الخير وكثر وحصلت البركة العظيمة بين المسلمين واذا فرطوا في هذه المعاني فانهم لا يجنون بذلك الا على انفسهم نعم قال رحمه الله حدثنا احمد بن عاصم قال حدثني حيوة قال حدثنا بقية عن ابن ثوبان عن ابيه عن مكحول عن وقاص بن ربيعة عن ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اكل بمسلم اكله فان الله يطعمه مثلها من جهنم ومن كسي برجل مسلم فان الله عز وجل يكسوه من جهنم. ومن قام برجل مقام رياء وسمعة فان الله يقوم به مقام رياء وسمعة فان الله يقوم به مقام رياء وسمعة يوم القيامة ثم اورد المصنف رحمه الله هذا الحديث حديث المستورد عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من اكل بمسلم اكله من اكل بمسلم اكله. والاكلة هي الطعام الذي يطعم والاكل الذي يؤكل قال من اكل بمسلم اكله فان الله يطعمه مثلها من جهنم فان الله يطعمه مثلها من جهنم من اكل بمسلم اكله يعني جعل تناوله للاكلة او جعل وسيلته لاكله للاكلة مسلم بان يقع مثلا في عرظه او مثلا يشي به او مثلا يصفه بصفات عند عدو له لينال بذلك محمدة عند عدوه فيعطيه عطية او طعاما او نحو ذلك فمن اكل بمسلم اكله فاطعم فان الله يطعمه مثلها من جهنم فان الله يطعمه مثلها من جهنم وهذا فيه ان الله سبحانه وتعالى يعاقبه على ذلك بالنار ويطعم من طعام النار الخبيث والعياذ بالله يوم القيامة فتكون هذه الاكلة التي اكلها وبالا عليه يوم القيامة لانه سيأكل مثلها من نار جهنم عندما يجعل آآ مثلا عرظ اخيه المسلم او مكان مكانة اخيه المسلم او قدر اخيه المسلم وسيلة له ليأكل بها يقع في عرظه او يتهكم في شخصه عند عدو له او يشي به ظلما او او نحو ذلك لا لشيء الا ان يطعم من ورائه لينال مالا لينال جاها لينال مكانة لينال حظوة لينال رئاسة قد يقع الانسان في في اخ له اه بوقيعة بما هو بريء منه حتى يبعد ويقدم هو فيقدم بسبب وكيعته فيه ويطعم طعاما بناء على هذا التقديم فيكون عليه حسرة يوم القيامة لان هذا هذا الامر الذي وصل اليه لم يصل به الا بماذا الا بوقيعته باخيه المسلم وجنايته على اخيه المسلم وهذا فيه التنبيه على حرمة المسلمين حرمة المسلمين في دمائهم في اعراضهم في اموالهم كل المسلم على المسلم حرام فاذا كان الشخص لا يبالي والعياذ بالله في اكله وطعامه وشرابه ان ان يحصله ولو على حساب الجناية على اخيه المسلم اين الاخوة الاسلامية واين معاني الخير بل بل اين المعنى العظيم الذي استفدناه من قول النبي عليه الصلاة والسلام المؤمن مرآة اخيه. اذا كنت ترى فيه عيبا فكن له مرآة لا تجعل عيبه لك مرقاة اذا كان فيه عيب كن له مرآة لا تجعل عيبه لك مرقاة تذكر عيبه عند الاخرين لتترقب او او ليكون لك منزلة عندهم او مكانة او نحو ذلك بل كن مرآة له كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث المتقدم المؤمن مرآة اخيه تكن له امرأة اذكر له خطأه بين له عيبه لا لا لا تجعل عيبه سببا لتنال به شيئا من متاع الدنيا ايا كان لا جاه ولا طعام ولا شراب ولا منزلة ولا مجالسة بعض الناس يحب ان يكسب مجلسا عند فلان من ناس بعيب اه اشخاص عنده او بلمزهم او نحو ذلك فيحظى بمكانة عنده وربما ايضا حظي بطعام عنده فكل ذلك يكون والعياذ بالله وبال عليه وحسرة يوم القيامة قال من اكل بمسلم اكله فان الله يطعمه مثلها من جهنم ومن كسى برجل ومن كسي برجل مسلم فان الله عز وجل يكسوه من جهنم كسي اي كسي ثوبا كسي ثوبا نال هذا الثوب او نال هذه الكسوة او نال هذه الاعطية بسبب ماذا بسبب وقوعه في اخيه المسلم فنال ثوبا ايضا مثله هذا ليس للحصر مثله لو ان شخصا نال رئاسة او ولاية او غير ذلك لكنه نالها باخيه المسلم وقوعا فيه وقوعا فيه وانتقاصا له وانتهاكا لعرضه واغتيابا له ونميمة وغير ذلك من الامور المحرمة فعلها لم يبالي بحرمتها ولم يبالي بحرمة اخيه المسلم لاجل ماذا لاجل ان يكسى او ان يطعم او ان يترأس او يتزعم او غير ذلك فقد يحصل قد يحصل غرضه الذي اراد قد يحصل غرظه الذي اراد لكنه يبوء يوم القيامة الخسران والعياذ بالله لانه لم يرعى للمسلم حرمته ولم يحفظ له حقه ولم يحفظ له حقه ثم قال ثم قال صلى الله عليه وسلم ومن قام برجل مسلم مقام رياء وسمعة. فان الله يقوم به مقام رياء وسمعة يوم القيامة من قام برجل مسلم اي نال من رجل مسلم ومن قدره ومكانته مثل آآ ان يقلل من شأنه في الولاية مثلا او يقلل من شأنه في العلم وهو ليس في ذلك ناصحا لله ولدينه ولعباده ليس غرظه نصحا والنصيحة في هذا الباب لها طريقها ولها مجالها لكنه لو انه نال من من واليه من من وال من الولاة مثلا او امير من الامراء او عالم من العلماء او نحو او نحو ذلك نال منه وغرضوا من هذا النيل الرياء والسمعة الرياء والسمعة مثل ان ان يمكن هو او ان ان يحمد هو مثل ان ان يطعن في عالم في مجلس من المجالس ويبين بعض الملاحظات عليه وهو في الداخل نيته ان يبرز ان يبرز عند من يحدثهم فيقول عندي ملاحظات على آآ الشيخ الفلاني مثل يكون ناشئ صغير ويقول عندي عشرين ملاحظة على الشيخ ابن عثيمين مثلا او نحو ذلك ثم يبدأ يتحدث عن عن العالم قال وهو في الداخل يريد ان يبرز ثم العوام الذين حوله والجهلة الذين يستمعون اليه يقولون فلان ما شاء الله مكانته في العلم علية عنده ملاحظات على فلان وعنده ملاحظات على علان فهذه نيته هذه نيته نيته رياء وسمعة ونيته بينه وبين الله والله اعلم بها والله هو الذي يقيمه يوم القيامة مقام رياء وسمعة قد يكون الناس لم يظهر لهم شيء لكن الله عليم بذات الصدور عليم بذات الصدور لا تخفى عليه تبارك وتعالى خافية في الارض ولا في السماء فاذا كان الانسان نال من من امير او نال من عالم او نال من من تاجر من تاجر مسلم ناصح حتى يكسد سوقه ويكون له هو شأن غرضه ليس النصيحة للمسلمين وانما قرظه غرضه رياء وسمعة وان يحمد او ان نحو ذلك من المهاني ولهذا قال من قام برجل مسلم مقام رياء وسمعة فان الله يقوم به مقام رياء وسمعة يوم القيامة قد ايظا جنال من عرظه قد ينال من عرظه قد يكون مثلا شخص في ولاية ماض بها على الاستقامة ماض بها على الاستقامة وعلى السداد فينال منه شخص ينال منه شخص من اجل ان يسقط من الولاية وهو اهل لها لكن هذا لم يقم بهذا نصحا وانما قامه مقام رياء وسمعة فهذا ظلم لهذا الشخص من جهة ومن جهة اخرى ان ان هذا الذي فعل هذا الامر قام مقام رياء وسمعة يحاسب عليه ويقيمه الله سبحانه وتعالى مقام رياء وسمعة يوم القيامة فيفضحه على رؤوس الاشهاد هذا يذكرنا بما جاء في الصحيح في قصة سعد رضي الله عنه وكان واليا على العراق فاشتكاه بعضهم عند عمر ابان خلافة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فارسل من يسأل فقام رجل يقال له اسامة ابن ابن قتادة قام رجل قال اما وانك سألتنا عنه فانه رجل لا يمشي في السرية ولا يعدل في في القضية ولا يحكم بالسوية ولا يحكم بالسوية فقال سعد رضي الله عنه اللهم اني داع بثلاث اللهم اني داع بثلاث اي بثلاث دعوات اللهم اطل عمره اللهم ان كان عبدك هذا كاذب علي فاطل عمره واكثر فقره وعرضه للفتن اللهم ان كان عبدك هذا كاذب علي فاطل عمره واكثر فقره وعرضه للفتن فكان فيما بعد كبر سنه وسقط حاجباه ورؤية في الطرقات بشكل غير لائق كبير سن واذا مر الجواري يغمزهن بشكل مزري فاذا سئل يقول عبد مفتون اصابته دعوة سعد عبد مفتون اصابته دعوة سعد. سعد قال في دعوته ماذا؟ قال اللهم ان كان ان كان عبدك هذا كاذبا علي قام مقام رياء وسمعة هكذا قال قام مقام رياء وسمعة. يعني بهذا الذي قاله في فاطل عمره واكثر فقره وعرضه للفتن فاصابته دعوة سعد رضي الله عنه اصابته دعوة سعد رضي الله عنه والحديث في الصحيح صحيح البخاري الواجب على الانسان ان يكون كما جاء في في الباب الذي اورد فيه المصنف هذا الحديث ان يكون مرآة لاخيه اذا رأيت فيه عيبا ورأيت فيه خللا لا تتخذ عيبه فرصة لك مثلا لان تقوم من ورائه مقام رياء وسمعة او تنال بذلك طعاما او شرابا او جاها او غير ذلك. لا تبحث عن هذا ما عند الله خير وابقى هذا اذا كان فيه عيب اياك وان تفعل هذا فكيف بمن ليس فيه عيب ثم يجني عليه جناة والعياذ بالله ليأكلون من عرظه او بسبب النيل من عرظه او من مكانته او من حرمته فهذه والعياذ بالله مصيبة عظيمة والحديث في السند الذي ساقه المصنف هنا شيء من الكلام لكنه لا يؤثر لوجود ما يشهد له ويقويه والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا ونفع بكم الاسلام والمسلمين ورحمكم الله والسامعين ووالدينا وجميع المسلمين يقول السائل حديث ابي هريرة المؤمن امرأة اخيه اذا رأى فيه عيبا اصلحه واورده المصنف على انه موقوف فهل هو موقوف او مرفوع؟ لا مرفوع حديث ابي هريرة مرفوع وفي الباب ورد عند المصنف رحمه الله ما يدل على رفعه الى النبي عليه الصلاة والسلام يقول هل هناك فضل للصلاة في الروضة الشريفة عن سائر المسجد جاء في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ما بيت ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة فهي مكان خصت بهذه الفضيلة ولا شك ان الصلاة النافلة فيها لها مزيد فضل واما صلاة الفريضة في المسجد النبوي فانها افضل في الصفوف الاول فان افضل في الصفوف الاول نعم يقول هل ظرب المثال في الحديث باحد يفيد ان الاشياء كذلك توزن؟ ام انه على سبيل المثال لا هذا مثال هذا مثال لثقل رجل لعبد الله بن مسعود في الميزان يوم القيامة مثله قول النبي عليه الصلاة والسلام لا تسبوا اصحابي لو انفق احدكم مثل احد ذهبا ما بلغ مد احدهم ولا نصيبه يقول في الدروس الماضية ذكر باب اماطة الاذى فهل يشمل اماطة الاذى عن طريق الكفار اذا كان قصد بذلك آآ الاحسان اليهم تأليفا لقلوبهم وترغيبا لهم في في هذا الدين فانه لا شك يؤجر على ذلك لان هذا من تأليف القلوب والله جل وعلا قال لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المحسنين يقول ان الله يحب المقسطين نعم. يقول هل يجوز للرجل ان يمنع زوجته ان تصل رحمها بلا سبب لا لا يجوز بل الواجب عليه ان يكون عونا لها على صلة الرحم واذا منعها تحاول ان تقنع تقنعه وان تبين له فضائل صلة الرحم وان فيها بركة عليه هو وعلى ولده وعلى نشأتهم النشأة الطيبة التي ترضي الله جل وعلا يقول هل تعتبر المرآة من التصوير عند وقوفك امامها؟ وهل ينكر على الذين يصورون في ساحات الحرم؟ هل هل يعتبر ايش؟ الوقوف امامنا ها من التصوير؟ المرآة؟ ايه لا الوقوف امام المرآة ليس من التصوير وايضا الماء الصافي الذي ترى فيه صورة نفسك هذا ليس تصوير وانما ترى شخصك في المرآة النظر في المرآة لا بأس به واصلاح الانسان نفسه في في المرآة بوقوفي امامها لا بأس به لكن المبالغة التي تحصل من بعض الشباب يعني يبالغون مبالغة شديدة بالوقوف امام المرآة يصلح نفسه ربما وقف ربع ساعة ثم يخرج في الخارج ويأتي الهواء ويغير التعب الذي آآ حصل لكنه يعني نوع من آآ مجاراة متطلبات النفس فيقف وقتا طويلا ثم الجهد الطويل يذهب بعد لحظة او دقائق هذا كله من الاسراف ومن تضييع الاوقات لكن الشي باعتدال واذا كان هناك عيب او اشياء تحتاج الى لا بأس بذلك وحديث الدعاء كان اذا نظر في المرآة قال اللهم كما حسنت خلقي حسن خلقي اه ظعيف لكن الدعاء ثبت من غير تقييده بالنظر بالمرآة ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء بهذا الدعاء العظيم اللهم كما حسنت خلقي حسن خلقي وليكن هذا الدعاء خاتمة هذا اللقاء والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد