الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم اغفر لشيخنا وللحاضرين قال امير المؤمنين في الحديث الامام البخاري رحمه الله تعالى قدثنا اسحاق بن العلاء قال حدثنا عمرو بن الحارث قال حدثني عبد الله بن سالم الاشعري عن محمد هو ابن الوليد الزبيدي عن ابن جابر وهو يحيى ابن جابر عن عبدالرحمن ابن جبير ابن نفير حدثه ان اباه حدثه انه سمع معاوية رضي الله عنه يقول سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم كلاما نفعني الله به. سمعته يقول او قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انك اذا اتبعت الريبة في الناس افسدتهم فاني لا اتبع الريبة فيهم فافسدهم بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الادب المفرد في باب الانبساط الى الناس الانبساط الى الناس وهذه الترجمة مضى في درس الامس الحديث عن معنى الانبساط والمراد به وايضا مضى الحديث عن حديث عبدالله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما الذي ساقه المصنف رحمه الله اول حديث في هذه الترجمة ثم ساق هذا الحديث حديث معاوية رضي الله عنه قال سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم كلاما نفعني الله به سمعته يقول او قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول انك اذا اتبعت الريبة في الناس افسدتهم اني لا اتبع الريبة فيهم فافسدهم هذا الحديث ساقه المصنف رحمه الله في باب الانبساط الى الناس وذلك لان من كان منبسطا الى الناس يألفهم ويألفونه ويطمئن اليهم ويطمئنون اليه فانه لا يكون رائده في نظره الى الناس وتعامله معهم هو الريبة والشك بل يعاملهم على الاصل وهو السلامة ولا يكون شكاكا مرتابا في الناس غير مطمئن اليهم لانه اذا كان في شك او غير طمأنينة الى من يخالط فلن ينبسط اليهم بل الذي سيقع منه هو الانقباض منهم اذا كانت اصل نظرته في الناس الريبة والشك لن ينبسط اليهم بل سيكون منقبضا لانه منهم مرتاب ومن تعاملهم على شك فلا ينبسط اليهم ولا يرتاح اليهم ولا يطمئن وعليه فان من الامور التي تعين الانسان على الانبساط الى الناس الا يبني تعامله معهم على الشك والريبة بل يأخذهم على الاصل وهو السلامة يأخذهم على الاصل وهو السلامة ولنا الظاهر والله يتولى السرائر لا ان ينظر اليهم نظرة الشاك او نظرة المرتاب او نظرة غير المطمئن فانه اذا كان على هذه الحال لن يتحقق منه انبساط اليهم ولا طمأنينة لهم واذا كان الامر متعلقا بمن بمن بيده ولاية على الناس كامارة او رئاسة او نحو ذلك ولم يعامل من تحت يده ومن يعملون عنده على ضوء هذه القاعدة المبينة في الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله فان النتيجة ان التعامل بينه وبين من يعملون معه سيفسد تعامل بينه وبينهم سيفسد لانه ليس مطمئنا اليهم ومرتابا منهم وشاكا فيهم ويدفعه ذلك الى التجسس عليهم وتتبع عوراتهم فتكون حاله وحالهم الى فساد ولا تكونوا الى صلاح بل ايضا من يعملون عنده اذا عرفوا ان نظرته اليهم هذه النظرة يفسدون وربما قال قائلهم سواء اديت عملي على التمام او اخللت به فالنظرة عني عنده هي هي ما تغيرت لا ينظر الي الا نظرة مرتاب شاك فيفسد من عنده ولهذا فان معاوية رضي الله عنه وارضاه يذكر ان الله سبحانه وتعالى نفعه بهذه الكلمة ومعاوية كما نعلم ولي امر المسلمين نفعه الله تبارك وتعالى بهذه الكلمة نفعا عظيما قال رضي الله عنه مقدما لذكره هذا الحديث سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم كلاما نفعني الله به سمعت منه كلاما نفعني الله به قال سمعته صلى الله عليه وسلم يقول انك اذا اتبعت الريبة في الناس افسدتهم الخطاب هنا لمن لمعاوية يقول له النبي عليه الصلاة والسلام انك اذا اتبعت الريبة في الناس افسدتهم قال بعض العلماء خص عليه الصلاة والسلام معاوية رضي الله عنه بهذا الامر او كون النبي صلى الله عليه وسلم خص معاوية بهذا الامر اشارة الى انه سيلي امر المسلمين اشارة الى انه سيلي امر المسلمين وان من ولي امر المسلمين فعليه الا يتبع الريبة فيهم عليه الا يتبع الريبة فيهم ولهذا جاء هذا الحديث في بعض طرقه عند ابي داود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الامير اذا ابتغى الريبة في الناس افسدهم ان الامير اذا ابتغى الريبة في الناس افسدهم يعني اذا كان الامير لا ينظر الى من تحته الا نظرة المرتاب منهم الشاك فيهم فانه يفسدهم بل ايضا يفسدون عليه فيتضرر ويتضررون ولهذا نهى النبي صلوات الله وسلامه عليه عن ذلك وحذر منه قال معاوية سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم شيئا نفعني الله به وذكره قال قال انك اذا اتبعت الريبة في الناس افسدتهم ثم يخبر عن نفسه رضي الله عنه يقول فاني لا اتبع الريبة فيهم فافسدهم عملا منه بوصية النبي عليه الصلاة والسلام وهذا فيه ان معاوية رضي الله عنه لما ولي الامر واصبح بيده الملك اساس الناس على ضوء سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام وهديه القويم ومن هذه المستقيم ولهذا كان رظي الله عنه وارظاه اول ملوك المسلمين وخير ملوكهم رضي الله عنه وارضاه كان اول ملوك ملوك المسلمين وخير ملوكهم قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم احاديث عديدة في بيان فظله والدعاء له رضي الله عنه وارضاه مما يدل على مكانته العلية ومنزلته الرفيعة وهو ايظا في الوقت نفسه كاتب وحي رب العالمين. كان يكتب الوحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خال المؤمنين لان اخته زوج النبي صلى الله عليه وسلم وله من المناقب العظيمة والمآثر المباركة والجهود الجليلة في خدمة دين الله تبارك وتعالى ما يدل على مكانته العلية ومنزلته الرفيعة ومع ذلك فانه لم يسلم من اقوام في قديم الزمان وحديثه يطعنون فيه ويقعون في عرظه وقوعا لا يظره هو شيئا وانما يضر الطاعن فيه لان الطعن في واحد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم علامة على خذلان الانسان علامة على خذلان الانسان ولا يتكلم احد في احد من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام الا وفي قلبه شيء من الغل والعياذ بالله وقد قال الله سبحانه وتعالى والذين جاءوا من بعدهم يعني بعد الصحابة يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا في الايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ولهذا لا يمكن ان يتكلم احد في احد من الصحابة بسوء الا وفي قلبه شيء من الغل والعياذ بالله ولهذا سئل الامام احمد رحمه الله عن رجل يقع في معاوية رضي الله عنه يقع في معاوية رضي الله عنه. فقال مؤصلا قاعدة عظيمة في هذا الباب قال لا لا يطعن احد في احد من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الا وفي قلبه داخلة سوء الا وفي قلبه داخلة سوء مشيرا الى ما جاء في قوله سبحانه وتعالى ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا فاذا وجد في القلب شيء من الغل اذا اصيب القلب بهذا المرض مرض الغل والعياذ بالله يبدأ اللسان يتكلم والا ما شأن الانسان وشأن الصحابة ما شأن الانسان وشأن الصحابة؟ امة افضت الى اعمالها والى ما قدمت الامام احمد رحمه الله سئل عما جرى بين معاوية وعلي قيل له ماذا تقول فالذي جرى بين معاوية وعلي قال رحمه الله تعالى تلك امة قد خلت تلك امة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون هل الله سبحانه وتعالى يسألك يوم القيامة عن الذي جرى بين معاوية وبين علي هل يسألك عن ذلك؟ هذه تلك امة قد خلت وتلك اعمالهم ما لك ولا هم المصيب منهم له اجران والمخطئ منهم له اجر واحد وذنبه مغفور ولهذا حقيقة من الكلمات الجميلة العظيمة الرائعة عن ابي زرعة الرازي رحمه الله وهو امام جليل من ائمة السلف لقي مرة رجل فقال له ذلك الرجل انني ابغض معاوية قال له ذلك الرجل انني ابغض معاوية. قال له ولما لماذا تبغضه قال لما جرى منه مع علي لما جرى منه مع علي يعني لهذا السبب انا ابغضه فماذا قال له ابو زرعة؟ اسمعوا قال ويحك ان رب معاوية رحيم وخصم معاوية كريم علي بن ابي طالب. ان رب معاوية رحيم وخصم معاوية كريم تعيش هكذا قال له فايش لك انت بينهما ايش علاقتك بينهم انت لماذا تقحم نفسك فايش علاقتك انت يعني في الامر صار بينهما خصومة رب معاوية رحيم وخصم معاوية علي ابن ابي طالب رظي الله عنه كريم فايش علاقتك انت ليس لك علاقة لا لا تدخل في الامر لم يطلب منك ان تكون حكما ما لك علاقة اشتغل بنفسك العجب ان بعض الناس هو في نفسه مقصر في طاعة الله وفي عبادة الله وفي القيام بامر الله سبحانه وتعالى ثم ينصب نفسه حكما بين هؤلاء الخير من طلب منك ان تكون حكما ايش علاقتك بل جاء ايضا عن عمر بن عبدالعزيز رحمه الله تعالى انه رأى رؤيا والرؤيا من المبشرات رأى رؤيا ان النبي عليه الصلاة والسلام وابا بكر وعمر رضي الله عنهم صلى الله وسلم عليه كانوا في مكان فدخل علي دخل عليهم علي ثم ثم خرج لما خرج قال قضي لي ورب الكعبة قضي لي ورب الكعبة ثم دخل معاوية وخرج وقال غفر لي ورب الكعبة رؤيا رآها عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى علي رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه كلهم صحابة خيار وعلي افضل من معاوية بلا شك ولا ريب وهو احق بالخلافة واحق بالولاية وما جرى بينهما الا المصيب له اجران والمخطئ له اجر واحد وذنبه مغفور وما هي علاقة إنسان يأتي في اخر التاريخ؟ ثم يريد ان ان يدخل حكما بينهم ثم لا يكتفي بالحكومة بينهم لا يتكلم في عرظ معاوية ويطعن فيه وربما والعياذ بالله شتمه ونال من عرظه ووقع فيه وهنا تأتي منة الله سبحانه وتعالى على مثل معاوية وغيره من اصحاب النبي عندما يشتمه شاتم فانه يثاب رضي الله عنه ويؤزر من شتمه ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها لما سمعت ان بعض الناس يطعنون في بعض اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام قالت كلمة جميلة قالت اولئك قوم تعني الصحابة؟ قالت اولئك قوم انقطع عنهم العمل بالموت انقطع عنهم العمل فما احب الله ان ينقطع عنهم الاجر فما احب الله ان ينقطع عنهم الاجر لان الذي يأتي فيما بعد ويطعن في معاوية او يشتم معاوية او غيره من الصحابة يعطيه من حسناته يدل لذلك حديث المفلس اتدرون ما المفلس قالوا وما ومن المفلس يا رسول الله قال قالوا المفلس الذي يأتي يوم القيامة وقد شتم هذا ووظرب هذا وسفك دم هذا واخذ مال هذا فيؤخذ من حسناته فيعطون الذي يشتم معاوية وغير معاوية من الصحابة او غيرهم من السلف الخيار هو في الحقيقة يعطيهم من حسناته وان فنيت حسناته اخذ من سيئات من من شتمهم وطرحت عليه والعياذ بالله ولهذا على على المسلم ان يتقي الله سبحانه وتعالى وان يحقق قول الله عز وجل والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم الشاهد ان معاوية رضي الله عنه لما صار الملك بيده ساس الناس سياسة مباركة وكان خير ملوك المسلمين وكان اول ملوك المسلمين وعمل بوصية النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. وها هو يخبر عن ذلك بقوله انه ما نفعني الله بشيء مثل ما نفعني بهذه الكلمة او انتفعت بهذه الكلمة ثم يخبر انه عمل بها رضي الله عنه يقول فاني لا اتبع الريبة في الناس فافسدهم فكان يعمل على هذا الاساس. الشاهد من هذا الحديث للترجمة وهي الانبساط الى الناس ان من اراد ان ينبسط الى الناس فعليه ان يكون ليس متبعا الريبة فيهم ولا يكون بانيا تعامله معهم على الريبة والشك. وانما يبني التعامل معهم على الاصل وهو السلامة يبني ذلك على الاصل وهو السلامة فاذا كان بهذه الحال صلحت حاله وصلحت حال من مع من معه ولما يترتب على تعامله الفساد الذي يترتب على اتباع الريبة في الناس نعم قال رحمه الله هذا الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله في سنده شيخ المصنف اسحاق بن العلا صدوق يهم كثيرا وشيخ شيخه عمرو بن الحارث مقبول لكن الحديث ثابت في سنن ابي داوود من طريق اخرى باسناد صحيح اورده الامام ابو داوود رحمه الله في في سننه وايضا آآ ذكر وبعده شاهدا له من حديث ابي امامة رضي الله عنه وارضاه فالحديث ثابت بهذا السياق الذي اورده المصنف نعم قال رحمه الله حدثنا محمد بن عبيد الله قال حدثنا حاتم عن معاوية بن ابي مزرد عن ابيه قال سمعت ابا هريرة رضي الله عنه يقول سمع اذناي هاتان وبصر عيناي هاتان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ بيديه جميعا بكفي الحسن او الحسين رضي الله عنهما. وقدميه على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ارقه. قال فرقي الغلام حتى وضع قدميه على صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم افتح فاك ثم قبله ثم قال اللهم احبه فاني احبه آآ معاوية رضي الله عنه عده بعض اهل العلم بابا وسترا من هتكه هتك ما وراءه من اجترأ على معاوية في الطعن والوقيعة فانه سيجتري على من وراءه من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام كما قال ابو توبة الحلبي رحمه الله تعالى قال ان معاوية سترا ان معاوية ستر من هتكه هتك ما وراءه ولهذا يجب على المسلم ان يصون لسانه وان يبتعد في اي من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام بل وفي اي من التابعين ومن اتبعهم باحسان وائمة المسلمين وعلماء الدين يبتعد عن ان يكون في قلبه غلا تجاه احد منهم واذا وجد الغل والعياذ بالله فسد اللسان واصبح ينال من اعراضهم شتما وسبا ووقيعة الى غير ذلك من المقالات الاثمة والكلمات الباطلة عياذا بالله من ذلك. ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان لا يجعل في قلوبنا غلا لاحد من عباده المؤمنين وان يرزقنا سلامة اللسان وان آآ ونسأله تبارك وتعالى ان يرظى عن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اجمعين وعن ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ثم ساق المصنف رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث ابي هريرة يقول سمع اذناي اذناي هاتان وبصرا عيناي هاتان رسول الله صلى الله عليه وسلم اخذ بيديه جميعا بكفي الحسن او الحسين رضي الله عنهما وقدميه على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ارقه الى اخر الحديث هذا الحديث ساقه المصنف رحمه الله تعالى في باب الانبساط الى الناس ليبين ان الانبساط الى الناس ينبغي ايضا ان يشمل الصغار والاطفال والصبيان وان يعطى كل منهم بحسب ما يناسبه ويليق بمقامه فطريقة الانبساط الى الكبير تناسبه وطريقة الانبساط ايضا الى الطفل الصغير ايضا بما يناسبه. ويناسب سنه الصغير. من مداعبة لطيفة وآآ ممازحة لطيفة تجعل هذا الصغير ينشأ محبا ومنبسطا الى الكبير ومنشرح الصدر له ولهذا كان من هديه عليه الصلاة والسلام ان ينبسط الى الصغار ويداعبهم وعنه في ذلك عليه الصلاة والسلام احاديث كثيرة. وكان اذا مر عليهم سلم عليهم اذا مر عليهم سلم عليهم يقول انس ابن مالك رضي الله عنه مر علي علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن صبية فالقى علينا السلام فكان يسلم عليهم ويداعبهم بكلمات لطيفة مثل قوله لابي عمير يا ابا عمير ما فعل النغير عنه في ذلك اه من من المداعبات والممازحة للصغار الشيء الكثير. وهذا كله داخل في في هذه الترجمة الانبساط الى الناس وهنا اورد حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه رأى النبي عليه الصلاة والسلام وقد امسك بيديه الاثنتين يدي الحسن والحسين امسكهما قدم الحسن او الحسين فوق قدمي النبي عليه الصلاة والسلام وهو ممسك له بهذه الطريقة وقدم الحسن او الحسين على قدمه الرسول عليه الصلاة والسلام وهو ممسك بيديه ثم قال له ارقى يعني يصعد ارقى فبدأ الصغير يرقى اي يضع قدميه على آآ ساقي الرسول صلى الله عليه وسلم ويصعد ويصعد وهو ممسك بيديه وهو يصعد الى ان وصلت قدماه الى صدر النبي عليه الصلاة والسلام الى ان وصلت قدماه الى صدر النبي عليه الصلاة والسلام وهو ممسك له يقول ارقى ارقى ارقى يداعبه فلما وصل الى صدره قال افتح فمك فقبله فقبله صلوات الله وسلامه هذه هذه مداعبة وادخال سرور على الصغير وتفريح لقلبه ومر معنا لما جاء رجل الى النبي عليه الصلاة والسلام وراه يقبل الصبيان قالت اوتقبلون صبيانكم؟ مستغرب غريب الامر او صبيانكم انا عندي عشرة من الاولاد ما قبلت واحدا منهم قط مستغربا الامر بعض الناس نشأ هكذا في شيء من عدم مراعاة الاطفال وعدم العطف عليهم وعدم التحنن عليهم والرحمة لهم وعدم الانبساط الى اليهم وبينما كان هدي النبي عليه الصلاة والسلام الانبساط الى الصغار. ولهذا اذا انبسط الى الصغير ودوعب بعض المداعبات اه الخفيفة فانه ينسى محبا بخلاف ما اذا كان الكبير يتعامل مع الصغير بجفوة ولا تظهر عليه رحمة للصغير ينشأ الصغير منقبضا منه ومنكمسا منه وقد كان عليه الصلاة والسلام ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا من رحمة الصغير ان تنبسط اليه وان تدخل السرور على قلبه وان تداعبه مداعبة لطيفة تدخل انسا وسرورا عليه فالشاهد ان هذا نوع من الانبساط الى الناس من فعله صلوات الله وسلامه عليه قال ثم قال قال ارقى ثم قال افتح فاك ثم قبله. ثم قال اللهم احبه فاني احبه ثم قال اللهم احبه فاني احبه. دعا الله له هذه الدعوة العظيمة. قال اللهم اني احبه والله سبحانه وتعالى يحب الحسن والحسين رضي الله عنهما وهما سيدا شباب اهل الجنة. كما شهد لهم النبي لهما النبي صلى الله عليه وسلم بذلك ونحن نشهد الله سبحانه وتعالى على محبتنا للحسن والحسين ولفاطمة ولعلي ولجميع اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من ال بيته ومن غير ال بيته. ونعد محبتنا لهم قربة نتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى ونسأل الله عز وجل ان يحشرنا معهم يوم القيامة في جنات النعيم فقال عليه الصلاة والسلام اللهم احبه اللهم احبه دعا الحسن او الحسين بهذه الدعوة دعا الله ان يحبه قال فاني احبه والله عز وجل يحب الحسن والحسين والنبي صلى الله عليه وسلم يحب الحسن والحسين ولا يبغظ الحسن والحسين الا منافق لا يبغض الحسن والحسين وعلي وفاطمة الا منافق. من الذي يعرف قدرهم ويبغضهم من هو الذي يعرف قدرهم ويبغضهم؟ من الذي يعرف قدرهم ويكون في قلبه غل عليهم؟ نسأل الله عز وجل العافية والسلامة. فالشاهد ان الحسن والحسين وفاطمة وعلي وغيرهم من ال البيت لهم مكانتهم العلية ومنزلتهم الرفيعة ونحن عندما نعلن محبتنا لهم ونعلن معرفتنا بقدرهم نعلن ذلك تقربا الى الله سبحانه وتعالى. وايضا في الوقت نفسه حبنا له ثم معرفتنا بقدرهم لا يجعلنا نعطيهم شيئا من خصائص الله لا يجعلنا نعطيهم شيئا من خصائص الله او نغلو فيهم والعياذ بالله مثل ما يصنع بعض الناس يغلون فيهم غلوا فيعطونهم من خصائص الله يدعون انهم يعلمون الغيب وانهم يعلمون ما كان وما وما سيكون وما لم يكن لو كان كيف يكون وان الواحد منهم لا يموت الا باذنه الى غير ذلك من خرافات وضلالات ما انزل الله تبارك وتعالى بها من سلطان والحق وسط بين ذلك لا غلو ولا جفاء ولا افراط ولا تفريط وهو الدين الذي عليه اهل السنة والجماعة واهل الحق والاستقامة المتمسكين بهدي النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه الشاهد ان النبي عليه الصلاة والسلام دعا للحسن او الحسين بهذه الدعوة المباركة الميمونة قال اللهم احبه فاني احبه وهذا الحديث في اسناده اه ابو مزرد وهو والد معاوية مقبول وليس له متابع لكن ورد الحديث باسناد صحيح فيه ذكر الدعوة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم للحسن بهذه الدعوة اللهم احبه فاني احبه وسيأتي عند المصنف رحمه الله بغير هذه القصة وانما بقصة اخرى في الحديث رقم الف ومئة واثنين وخمسين وفيه هذه الدعوة العظيمة التي دعا بها النبي صلى الله عليه وسلم له حيث قال اللهم احبه فاني احبه نعم قال رحمه الله باب التبسم. حدثنا علي بن عبدالله قال حدثنا سفيان عن اسماعيل عن قيس قال جريرا رضي الله عنه يقول ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اسلمت الا تبسم في وجهي اكمل. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل من هذا الباب رجل من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك فدخل جرير ثم عقد المصنف رحمه الله تعالى فهذه الترجمة باب التبسم والتبسم هو مبادئ الضحك واوائله وهو ان تبدو اسنان الانسان تبدو اسنان الانسان ولا يكون منه ضحك اي لا يكون منه صوت وانما تبدو اسنانه فهذا يقال له تبسم وهو مبادئ الضحك وكان من هديه عليه الصلاة والسلام انه يتبسم بل قال عليه الصلاة والسلام تبسمك في وجه اخيك صدقة قال تبسمك في وجه اخيك صدقة يعني عندما تلقى اخاك وتقابله بابتسامة وتقابله بابتسامة هذه الابتسامة التي ترتسم على وجهك وتلقى اخاك به تلقى اخاك بها هي صدقة منك عليه لماذا لانك اذا لقيته مبتسما الابتسامة ماذا تولد ماذا تولد عنده نحوك ارتياحا اليك طمأنينة طمأنينة اليك فرحا بملاقاتك بخلاف اذا ما قابلته وانت منكمش او اه يظهر على وجهك التمعر او او الغضب او نحو ذلك من المعاني التي تظهر على الوجوه ولهذا يجمل بالمسلم ان يعود نفسه ان ان يكون دائما في ملاقاته لاخوانه يلقاهم متبسما جرير ابن عبد الله البجلي رضي الله عنه كما سيأتي حديثه عند المصنف يقول رضي الله عنه ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اسلمت الا تبسم في وجهي ما معنى هذا في كل ملاقاة في كل مرة يقول ما رآني الا تبسم في كل مرة يقابله يتبسم في وجهه فهذا التبسم هو من اسباب التواد والتراحم والتآلف والانبساط وانشراح الصدور اذا كان اذا كان المسلم يلقى اخاه المسلم بهذه الطريقة قال لا تحقرن من المعروف شيئا ولو ان تلقى اخاك بوجه طليق طلاقة الوجه وابتسامة جميلة على الوجه تلقى بها اخاك هذه تولد باذن الله تبارك وتعالى خيرا وتنشر محبة ومودة والنبي عليه الصلاة والسلام كان هذا هديه كان هذا هديه يلقى اصحابه رضي الله عنهم بالتبسم والتبسم كما قدمت اوائل الظحك وبداياته بينما اذا كان آآ ثمة صوت اذا كان ثمة صوت فيسمى ماذا ضحك واذا كان الصوت عاليا واذا كان الصوت عاليا فيسمى قهقهة ولهذا هي ثلاثة رتب التبسم وهو لا صوت فيه والضحك فيه صوت خفيف والقهقهة صوت عالي. احد الا اه احد اهل العلم ميزها تمييزا طريفا قال اذا اذا كان من الانسان ما لا يسمعه هو ولا يسمعه جيرانه اذا كان منه ما لا يسمعه هو ولا جيرانه فهذا تبسم اذا اذا كان منه ما لا يسمعه هو ولا يسمعه جيرانه فهذا تبسم واذا كان منه صوت يسمعه هو ولا يسمعه جيرانه فهذا ظحك واذا كان منه ما يسمعه هو ويسمعه جيرانه فهذه قهقهة. عندما يرفع صوته عاليا وعرفنا رفع الصوت عاليا سواء بالكلام او بالقهقهة كله منكر كله منكر ومضى الحديث عن ذلك وسيأتي عند المصنف باب في الضحك وانها لا بأس به ولكن ليس بالاكثار منه وانما بالاقلال وسيأتي في ذلك آآ ما ما ورد عن النبي صلوات الله وسلامه عليه في هذا الباب اورد المصنف رحمه الله تعالى حديث جرير جرير ابن عبد الله البجلي يقول ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ اسلمت الا تبسم في وجهي. ما رآني منذ اسلمت الا السماء في وجهي اي لم يلقني يوما الا وقد لقيني بابتسامة يتبسم في وجهه وهذه كما قدمنا تدخل السرور على من تلاقيه وتجعله يطمئن اليك ويرتاح ويأنس بك ويألفك. وفيها من الاثار الطيبة الشيء الكثير ثم قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل من هذا الباب رجل من خير ذي يمن يدخل من هذا الباب رجل من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك فدخل جرير وهذه من ايات النبوة وهذه من ايات النبوة. حيث ان النبي عليه الصلاة والسلام اخبرهم بدخوله وذكر لهم صفته قبل ان يدخل وفي بعض سياقات هذا الحديث ذكر جرير اه رضي الله عنه قصته لما جاء الى المدينة قادما الى النبي عليه الصلاة والسلام يقول لما وصلت الى ذو الحليفة انخت راحلتي لما وصلت الى ذي الحليفة انخت راحلتي ثم لبست حلتي يتهيأ لا بيلبس حلته يتهيأ للدخول وملاقاة النبي عليه الصلاة والسلام وكان رضي الله عنه جميلا فتهيأ بلبسه لبس الحلة ودخل ولما دخل المدينة وجد الناس يرمقونه بابصارهم يحدقون النظر اليه فتعجب من نظرهم يرمونه بابصارهم او يحدقون اليه بابصارهم ينظرون اليه بشدة فسألهم لما رآهم ينظرون اليه بهذا بهذه الصفة سألهم قال هل ذكرني النبي صلى الله عليه وسلم بشيء هل ذكرني النبي صلى الله عليه وسلم بشيء؟ قالوا نعم. ذكرك بخير قال يدخل من هذا الباب رجل من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك فدخل آآ رضي الله عنه على النبي عليه الصلاة والسلام قال يدخل من هذا الباب رجل من خير ذي يمن شهادة له بالخيرية وهذا فيه فضيلة جرير وتذكر هذه في مناقبه رضي الله عنه وارضاه تذكر في مناقبه ويا اخواني انتبهوا هنا نحن لما نقرأ الادب المفرد للامام البخاري كما اننا نتعلم ادابا فاننا نعرف اصحاب نبينا عليه الصلاة والسلام ورضي عنهم ونعرف فضائلهم مر علينا معرفة فضائل معاوية ومكانته ومر علينا معرفة فضل الحسن ومكانتهما والان جرير وهكذا تمضي في الاحاديث توقفك الاحاديث على مناقب الصحابة وفضائل الصحابة ولهذا من من ثمار قراءة هذه الكتب كتب الحديث انها تنشئ في قلبك وتوجد في قلبك محبة للصحابة وانت اذا احببت الصحابة تأثرت بهم وسلكت مسلكهم وقد قيل كرر علي حديثهم يا حادي. فحديثهم يجلو الفؤاد الصاد. انظروا الى الشباب الان لما اصبحوا يقرأون اخبار اقواما لا خلاق لهم كيف تبدلت اخلاقهم؟ وكيف ساءت احوالهم؟ وكيف اه وصلوا الى الحظيظ؟ بينما اذا عاش مع قراءة هذه السير المجيدة والاخبار العلية فانه يتولد في قلبه وينسى في قلبه محبة لهؤلاء وايضا ينسى في في قلبه اتباعا لهم وسيرا على منهاجهم رظي الله عنهم وارضاهم. قال يدخل من هذا الباب رجل من خير ذي يمن على وجهه مسحة ملك على وجهه مسحة ملك هذه الكلمة تقال في المدح بل لا تقال الا في في المدح يقال على وجهه مسحة ملك ويقال على وجهه مسحة جمال اي عليه جمال ظاهر هيئته جميلة ويقال على على وجه على وجهه مسحة ملك لان الملائكة لا يوصفون الا بالجمال. لان الملائكة لا لا يوصفون الا بالجمال. فاذا قيل على وجهه مسحة ملك كانه قيل على وجهه مسحة ماذا جمال فنبه عليه الصلاة والسلام انه سيدخل رجل من خير ذي يمن ووهو جميل رجل جميل على وجه مسحة ملك اي عليه مسحة الجمال فدخل هذا الصحابي الجليل رظي الله عنه وارظاه جرير ابن عبد الله البجلي قال رحمه الله حدثنا احمد بن عيسى قال حدثنا عبد الله بن وهب قال اخبرنا عمرو بن الحارث ان ابا النظر حدثه عن سليمان ابن يسار عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا قط حتى ارى منه لهواته. انما كان يتبسم صلى الله عليه عليه وسلم قالت وكان اذا رأى غيما او ريحا عرف في وجهه فقالت يا رسول الله ان الناس اذا رأوا فرحوا رجاء ان يكون فيه المطر واراك اذا رأيته عرفت في وجهك الكراهة فقال يا عائشة ما يؤمنني ان يكون فيها عذاب عذب قوم بالريح وقد رأى قوم وقد رأى قوم العذاب من فقالوا هذا عارض ممطرنا. وقد رأى قوم وقد رأى قوم وقد رأى قوم العذاب منه فقالوا هذا عارض ممطرنا منه ليست عندي كأنها زائدة والله اعلم ثم ساق المصنف رحمه الله تعالى حديث ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ضاحكا قط حتى ارى منه لهواته واللهات مر الحديث عنها في حديث متقدم قيل هي سقف الحلق وقيل هي اللحمة الناتئة في اه اه اعلى الحلق فتقول رضي الله عنها ما رأيته قط اي ولا مرة واحدة يضحك ضحكا بحيث تبدو لهواته بهذه الصفة هي لا تنفي وجود الضحك من اصله وانما تنفي ضحك النبي عليه الصلاة والسلام ضحكا تبدو منه لهواته صلوات الله وسلامه عليه ثم تقول انما كان يتبسم انما كان يتبسم وكان عليه الصلاة والسلام تبسمه دائم ومر معنا قريبا اه قول جرير ما لقيني الا وتبسم في وجهي ما لقيني الا تبسم في وجهي والشاهد من الحديث للترجمة هو قولها انما كان يتبسم ففيه ان من هديه عليه الصلاة والسلام التبسم وملاقاة الناس بالابتسامة والابتسامة هي اه دلالة على ماذا ومؤشر على على معاني في القلب طيبة تدل على رحمة تدل على عطف تدل على انس تدل على ارادة خير تدل على اشياء كثيرة قال انما كان يتبسم قالت وكان اذا رأى غيما او ريحا عرف في وجهه يعني ان وجهه يتغير عليه الصلاة والسلام اذا رأى غيم او عصفت الريح تغير وجهه عليه الصلاة والسلام لماذا خوفا من ان تكون تحمل عقوبة ان تكون تحمل عقوبة وهنا ينبغي ان ان ننتبه الى ان نبينا عليه الصلاة والسلام كمل جميع العبوديات كل عبودية من العبوديات بلغ فيها الكمال. ومن العبوديات العظيمة التي يتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى عبودية الخوف الخوف من الله والخوف من عذابه فكان عليه الصلاة والسلام اكمل الناس خوفا من الله كما انه عليه الصلاة والسلام اكمل الناس رجاء لله كما انه عليه الصلاة والسلام اكمل الناس محبة لله كما انه عليه الصلاة والسلام اكمل الناس علما لله بالله كما انه عليه الصلاة والسلام اكمل الناس تقوى لله قال صلى الله عليه وسلم ان اعلمكم بالله واتقاكم لله انا فكل عبودية كملها عليه الصلاة والسلام ومن ذلكم عبودية الخوف وهذا مثال لخوفه صلوات الله وسلامه عليه كان اذا رأى غيما او او تحركت الريح عرف في وجهه يعني يتغير وجهه وهذا التغير ناشئ عن الخوف الذي يقع في قلبه صلوات الله وسلامه عليه قالت فقلت يا رسول الله ان الناس اذا رأوا الغيم فرحوا ان الناس اذا رأوا الغيم فرحوا رجاء يكون فيه المطر واراك اذا رأيته عرف في وجهك الكراهة عرف في وجهك الكراهة يعني للتغير الذي يكون بل جاء في بعض الاحاديث انه عليه الصلاة والسلام اذا رأى الغيب تغير واخذ يدخل ويخرج من البيت يدخل ويخرج ويتغير وجهه عليه الصلاة والسلام فكانت تسأله عن ذلك وتقول الناس عادتهم اذا رأوا السحاب آآ فرحوا واستبشروا رجاء ان ينزل المطر فنبهها للسبب سبب التغير الذي يحدث له عليه الصلاة والسلام قال يا عائشة ما يؤمنني ان يكون فيه عذاب ما يؤمنني ان يكون فيه عذاب عذب قوم بالريح عذب قوم بالريح وقد رأى قومنا العذاب فقالوا هذا عارظ ممطرنا فلما رأوه عارضا مستقبل اوديتهم قالوا هذا عارظ ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب كن اليم رأوا الريح مقبلة وتدفع السحاب وقالوا هذا عارظ يعني سحاب معترض سيمطرنا وكان وكانوا في جدب ولما رأوا السحاب عارظا استبشروا وقالوا هذه الكلمة قالوا هذا عارظ منفر ممطرنا يعني سحاب معترض في السماء سينزل علينا منه المطر قال الله عز وجل بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب اليم تدمر كل شيء بامر ربها فاصبحوا لا يرى الا مساكنهم فيقول عليه الصلاة والسلام ما الذي يؤمنني فهذا فيه الخوف فكان عليه الصلاة والسلام اكمل الناس خوفا من الله كما انه عليه الصلاة والسلام كان اكمل الناس رجاء لله سبحانه وتعالى والشاهد من الحديث قولها رضي الله عنه انما كان يتبسم ففيه ان من هديه صلوات الله وسلامه عليه التبسم نعم قال رحمه الله باب الضحك حدثنا سليمان ابن داوود ابو الربيع قال حدثنا اسماعيل ابن زكريا قال حدثنا ابو رجاء عن عن مكحول عن واثلة ابن الاسقع رضي الله عنه عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم اقل الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب الضحك والضحك عرفناه وهو المرتبة التي تلي التبسم واعلى منه القهقهة والضحك هو صوت اه ضحك بصوت خافت. ضحك بصوت خافت والامام البخاري رحمه الله تعالى عقد هذه الترجمة ليبين ان الظحك جائز جائز ليس بمحرم لكنه لا يجوز الاكثار منه لا يجوز الاكثار منه وانما يظحك الانسان في في في مقامات اه معينة تقتضي الظحك ولا يكون ايظا فيها مخالفة شرعية المخالفة الشرعية لا لا يترتب عليها الظحك وانما يترتب عليها انكار المخالفة انكار المخالفة والنهي عنها فالضحك اذا كان قليلا لا بأس به. واما اذا كان كثيرا فانه ينهى عنه لانه لانه يميت القلب كما سيأتي في حديث النبي عليه الصلاة والسلام واورد المصنف رحمه الله حديث ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اقل الظحك اقل الضحك ماذا نستفيد من قوله اقل الظحك فيه اه عدم النهي عن الظحك من اصله. لم ينهه عن الظحك من اصله. لو كان ينهى عنه من اصله لم يقل ايش؟ اقل وانما قال لا تظحك كان يقول لا تضحك وانما قال اقل من الضحك فهذا فيه جواز الضحك وانه مباح وان يكون من الانسان قليلا ان يأتي به قليلا لا يأتي به كثيرا ونهى عن كثرته قال فان فان كثرة الظحك تميت في القلب عندما يكثر الانسان من الضحك يموت قلبه والعياذ بالله لماذا؟ لان الضحك كثرة الضحك تجلب الغفلة والغفلة يموت بها قلب الانسان الغفلة يموت بها قلب الانسان واذا اصبح ليس هم ليس للانسان هم الا الضحك فان الغلف الغفلة تعتري قلبه من كل جانب ويصبح حاله كحال بعض الناس الذين اصبح لا هم لهم الا الظحك فما يبالي مما اضحكه حتى لو كان الذي يضحكه استهزاء بالدين او سخرية بالصالحين او اغتياب للمؤمنين او غير ذلك. المهم ان يكون الامر مضحك فاصبح لا هم له الا ان يضحك اما اما كون الامر الذي يضحك مباح او ليس مباح محرم او غير محرم لا يبالي بذلك والان في زماننا ابتلي بعض الناس بسبب غزو الوسائل ووسائل البث الحديثة من طريق الدسوس ومن طريق الافلام وتخصص افلام خاصة للضحك ويمكن ان تسمى افلام ماتت القلب افلام اماطة القلب مخصصة للضحك وتكون طويلة يعني يمضي الفيلم ربما الساعة والساعتين والناس جلوس عنده لا شيء ليس لا شيء آآ يهتمون به الا الضحك لا شيء يهتمون به الا الضحك ولا شيء يطلبونه ويقصدون الا الضحك. يجلس ساعتين او او اقل او اكثر وهو لم يجلس الا للضحك هذا داخل في قوله فان كثرة الظحك تميت القلب ولهذا بعضهم من شدة انسجامه مع الضحك واقباله عليه ينادى للصلاة ولا يستجيب يريد ان يبقى يضحك والصلاة تؤخر والصلاة تضيع وذكر الله عز وجل ينشغل عنه وليس له هم الا ان يضحك هذا الذي حذر منه عليه الصلاة والسلام قال فان الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب فان كثرة الضحك تميت القلب واذا مات القلب اصبح لا يميز صاحبه بين خبيث وطيب وصالح وطالح وخير وشر اصبحت حياته حياة ماذا حياة بهيمية قال رحمه الله حدثنا محمد ابن بشار قال حدثنا ابو بكر الحنفي قال حدثنا عبد الحميد ابن جعفر عن إبراهيم ابن عبد الله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تكثروا فان كثرة الضحك تميت القلب. ثم ساق رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة المتقدم من طريق اخرى وفيه نهي النبي عليه الصلاة والسلام عن الاكثار من الضحك. قال لا تكثروا الضحك وقوله لا لا تكثر الضحك فيه دلالة واضحة على ان الضحك اذا كان قليلا وليس كثيرا وكان ليس مقصودا لذاته وانما فقصد به الانسان ان ان يروح عن نفسه او موقفا آآ جلب له ضحكا فضحك دون ان يكون فيه سخرية بمسلم او استهزاء ودون ان يكون في كذب او غير ذلك من الضوابط التي سبق التنبيه على شيء منها فانه مباح ولا شيء على الانسان فيه لكن اذا اكثر الانسان من الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب وموت القلب والعياذ بالله وبال على صاحبه فاذا مات القلب آآ قل فيه الخير والذكر وقل اقباله على العبادة وضعف ضعف فيه الدين وكل هذه تتولد عن آآ انهماك الانسان بالضحك وكونه لا هم له الا ان يضحك يموت قلبه ويصبح لا يبالي بالدين ولا يهتم بالطاعة ولا يعتني بذكر الله تبارك وتعالى لان قلبه مات لكثرة ضحكه والعياذ بالله نعم قال رحمه الله حدثنا موسى قال حدثنا الربيع بن مسلم قال حدثنا محمد بن زياد عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال خرج النبي صلى الله عليه خرج النبي صلى الله وسلم عليه على رهط من اصحابه يضحكون ويتحدثون فقال والذي نفسي بيده لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. ثم انصرف وابكى القوم الله عز وجل اليه يا محمد لم تقنط عبادي؟ فرجع النبي صلى الله عليه وسلم فقال ابشروا وسددوا وقاربوا ثم ساق رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم خرج على رهط من اصحابه والرهط عدد اقل من العشرة على رهط من اصحابه يضحكون ويتحدثون ايا جلسوا مجلسا يتحدثون فيه ويضحكون ورآهم النبي عليه الصلاة والسلام وهم على هذه الهيئة فذكرهم وخوفهم صلى الله عليه وسلم وحلف بالله عز وجل بين يدي موعظته قال والذي نفسي بيده لو تعلمون ما اعلم لو تعلمون ما اعلم اي ما اعلم من العقاب والحساب والاهوال التي سيقدم الناس عليها يوم القيامة ويلقون ويلقونها ويشاهدونها لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وهذا فيه ان العلم القوي والبصيرة العظيمة بدين الله تبارك وتعالى والوقوف على الحجز والبينات تولد في الانسان قلة الضحك وتولد فيه ايضا الاقبال على الله سبحانه وتعالى وحسن نعم وحسن القيام بطاعته سبحانه وتعالى قال لظحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ولبكيتم كثيرا ثم انصرف وابكى القوم. وجاء في بعض الروايات انه تركهم عليه الصلاة والسلام ولهم خنين ولهم حنين يبكون رضي الله عنهم وارضاهم وهذا فيه سرعة تأثر الصحابة بمواعظ النبي عليه الصلاة والسلام قال واوحى الله عز وجل اليه يا محمد لم تقنط عبادي لما تقنط عبادي هنا النبي عليه الصلاة والسلام خوفهم ومضى خوفهم ومضى قال لو تعلمون ما اعلم يعني من العقوبة لظحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ومضى يعني اكتفى بالترهيب والتخويف ومضى فقال له رب العالمين لم تقنط عبادي لما تقنط عبادي؟ لان الناس اذا اقتصر في الموعظة لهم على التخويف دون ذكر الرجاء والترغيب ربما اصيب بعضهم بالقنوط والقنوط اشد من الغفلة التي يكون عليها بعض العصاة. عندما يقنط الانسان من رحمة الله والعياذ بالله وهذا فيه ان آآ الواعظ والمذكر يجمع لمن يعظهم بين الترغيب والترهيب كما هو نهج القرآن الكريم ونهج النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ولما كان منه في هذه المرة اكتفاء التخويف اوحى الله اليه لما تقنط عبادي؟ ورجع مباشرة صلوات الله وسلامه عليه فرجع وقال ابشروا وسددوا وقاربوا ابشروا كما ان كما ان الامر مخيف مقام رهبة وخوف ايضا هو مقام رجاء وامل. ابشروا امامكم خير يبشرهم عليه الصلاة والسلام كما انه خوفهم من العقاب بشرهم. رحمة الله واسعة فضله عظيم. ابشروا ابشروا بالخير فعندما يخوف الانسان وفي الوقت نفسه ماذا ايضا يرغب يتحقق فيه ماذا يتحقق فيه اعتدال ولهذا قال العلماء ينبغي للانسان ان يكون في الرجاء والخوف مثل جناحي الطائر. لا يغلب الرجاء على الخوف ولا يغلب الخوف على الرجاء لانه اذا غلب الرجاء امن من مكر الله واذا غلب الخوف قنط من رحمة الله وكل منهما من الكبائر والواجب على الانسان الا يأمن من مكر الله ولا يقنط من رح الله بل يكون جامعا بين الرجاء والخوف الرغبة والرهبة. يدعوننا رغبا ورهبا ولهذا يحتاج مقام الوعظ ان يجمع لمن يوعظون بين الرغبة والرهبة الخوف والرجاء ولهذا رجع عليه الصلاة والسلام وقال ابشروا ابشروا امامكم خير عظيم. امامكم رب رحيم. وامامكم ثواب وامامكم مغفرة وامامكم رحمة تبشرهم عليه الصلاة والسلام. فاذا جمع الانسان بين الرجاء والخوف اعتدل واذا كان حظه من النصوص جانب الوعيد يقنط واذا كان حظه من النصوص جانب الرجاء يأمن الان بعظ العصاة اذا نهي عن المعصية يقول ربك غفور رحيم وينسى نبه عبادي اني انا الغفور الرحيم وان عذابي هو العذاب الاليم بينما الانسان اذا جمع بين الامرين تحقق له الاعتدال بالرجاء والخوف بالرغبة والرهبة ثم قال ابشروا ابشروا هيا امامكم بشارة ولم يذكر بشارة معينة ليشمل كل خير في الدنيا والاخرة ثم قال سددوا وقاربوا سددوا وقاربوا نظير قوله في حديث اخر ان هذا الدين يسر ولن يساد الدين احد الا غلبه فسددوا وقاربوا وابشروا سددوا اي اجتهدوا ان تصيبوا السداد وهي السنة التي كان عليها الرسول عليه الصلاة والسلام وقاربوا اي اذا لم تستطع ان تصيب السداد بعينه وتصيب السنة بتمامها فاجتهد ان تكون ماذا قريبا منها فما دمت مسددا او مقاربا فانت على خير اما والعياذ بالله الخطر على الانسان عندما يعرض عن السنة يعرض عنها ويعرظ عن الاقبال عليها فالبشارة لاهل السداد ولاهل المقاربة. وليس حظهم من البشارة متساويا. اهل السداد حظهم اعظم اهل السداد هم الذين اصابوا السنة ووفقوا لاتباعها والاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم. واهل المقاربة هم الذين دون ذلك. وهم حريصون على السنة حريصون على التمسك بها. ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العلا وبانه الله الذي لا اله الا الا هو ان يرزقنا جميعا اتباع سنة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وان يوفقنا للاقتداء بهديه والسير على منهاجه وان يحشرنا تحت لوائه وان يجمعنا به في جنات النعيم. ان ربي لسميع الدعاء وهو اهل الرجاء. وحسبنا ونعم الوكيل والله اعلم. وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين