بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد ابن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الادب المفرد باب اذا اقبل اقبل جميعا. واذا ادبر ادبر جميعا قال حدثنا بشر بن محمد قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا اسامة ابن زيد قال اخبرني موسى ابن مولى ابنة قارظ عن ابي هريرة رضي الله عنه انه ربما حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيقول حدثنيه اهدب الشفرين ابيض الكشحين. اذا اقبل اقبل جميعا. واذا ادبر ادبر جميعا لم تر عين مثله ولن تراه بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب اذا اقبل اقبل جميعا واذا ادبر ادبر جميع اراد رحمه الله ان يبين بهذه في هذه الترجمة هدي النبي صلى الله عليه وسلم وادبه في ملاقاة الناس ومقابلتهم وانه عليه الصلاة والسلام اذا اقبل اقبل جميعا كما سيأتي بباب متأخر في كتاب الادب المفرد للامام البخاري قال اذا التفت التفت جميعا واورد الحديث فهذا فيه بيان هدي النبي عليه الصلاة والسلام وكمال مناقته للناس وانه يقبل على الشخص جميعا لا يعطيه طرف لا يعطيه طرف بدنه وانما يقبل عليه ويلتفت اليه بجسمه كاملا وهذا اكمل في ملاقاة الناس والانبساط اليهم ومخالطتهم وهو يتناسب مع هذه الابواب التي يسوقها رحمه الله تعالى فيما يتعلق بالمعاشرة والملاقاة والالفة ومخالطة الناس فكان عليه الصلاة والسلام هديه هو هذا بما يتعلق بمقابلته للناس واقباله عليهم قال اذا اقبل اقبل جميعا وعبر في موضع اخر واورد الحديث قال اذا التفت التفت جميعا اي لا يعطي طرف بدنه وانما يلتفت جميعا وهذا ابلغ الملاقاة والمؤانسة والمؤلفة بخلاف من يعطي طرفا من بدنه او يكون شبه معرض عن محدثه ومن يتخاطب معه فهذا فيه بيان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في المقابلة والملاقاة ومخالطة الناس وكان هديه عليه الصلاة والسلام اكمل هديا وهذا ايضا فيه دلالة على كمال مشيته عليه الصلاة والسلام بعيدا عن مشي اهل الخفة واهل الطيش فكان عليه الصلاة والسلام مشيه قوام كان مشيه قواما معتدلا اذا اقبل اقبل جميعا واذا ادبر ادبر جميعا كما ان فيه ايضا دلالة على قوة بدنه عليه الصلاة والسلام ونشاطه وسلامته وبعده عن العجز والكسل فان من يصاب بالعجز والكسل يظهر عليه عجزه وكسله في ملاقاة الناس ومخاطبته مخاطبتهم له والتفاته اليهم لاحدثهم فهذا ايضا فيه بيان كمال قوة النبي عليه الصلاة والسلام في بدنه وفي مشيه وفي ملاقاته والمؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف واورد الامام رحمه الامام البخاري رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة انه ربما ان ابا هريرة ربما حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم فيقول حدثنيه اهدب الشفرين اهدب الشفرين ابيض الكشحين السفر فهو آآ موضع الشعر في في الحاجب حاجب الانسان وهذا فيه طول شعر حاجبه عليه الصلاة والسلام وابيض الكسحين الكشح هو الخصر خصر الانسان فكان عليه الصلاة والسلام اهدب الشفرين يعني حواجبه اه طويلة الشعر وخاصرته او خصره ابيظ صلوات الله وسلامه عليه واذا اقبل اقبل جميعا واذا ادبر ادبر جميعا وهذا هو موضع الشاهد من الحديث للترجمة والامام البخاري رحمه الله جعل لفظ لفظ الحديث او موضع الشاهد من الحديث عنوانا ترجمة لهذه الترجمة لانها دالة على مقصوده رحمه الله في بيان كمال هدي النبي عليه الصلاة والسلام في مشيه وملاقاته للناس ومقابلته لهم وحسن اقباله عليهم صلوات الله وسلامه عليه قال اذا اقبل اقبل جميعا واذا ادبر ادبر جميعا ذكرت ان هذا فيه اشارة الى قوة البدن لان ظعيفة البنية او كذلك من كان كسولا وفيه عجز لا يكون على هذه الحال اما الانسان النشيط القوي في في حركته في مشيته فان هذا النشاط يساعده على ان ان يلتفت جميعا وان يقبل الى محدثه ومن يلاقيه جميعا فهذا فيه دلالة على قوة البدن وايضا فيه دلالة على السلامة من العجز ومن الكسل قال لم ترى عين مثله ولن تراه وهذا فيه كمال صفته عليه الصلاة والسلام وحسنه وجماله وجمال وجهه عليه الصلاة والسلام وجه القمر صلوات الله وسلامه عليه فكان اذا هيئة جميلة وقوام جميل وبنية جميلة ووجه جميل صلوات الله وسلامه عليه حتى قال ابو هريرة رضي الله عنه لم ترى عين مثله ولن تراه وحسان ابن ثابت رضي الله عنه يقول في ثنائه على رسول الله صلى الله عليه وسلم واحسن منك قط لم تر عيني واحسن منك لم ترى قط عيني واجمل منك لم تلد النساء صلوات الله وسلامه عليه فكان جميل الهيئة حسن الوجه بهي المنظر آآ لم ترى عين مثله صلوات الله وسلامه عليه اتاه الله عز وجل وحسن البنية وحسن القوام وحسن الوجه وجماله وايضا حسن الخلق والادب فكان عليه الصلاة والسلام اكمل الناس ادبا واحسنهم خلقا صلوات الله وسلامه عليه قد قال الله تعالى وانك لعلى خلق عظيم فكان متصفا بذلك كله صلى الله عليه وسلم الشاهد هو ان من هديه عليه الصلاة والسلام وادبه انه اذا اقبل اقبل جميعا واذا التفت التفت جميعا صلوات الله وسلامه عليه. نعم قال رحمه الله تعالى باب المستشار مؤتمن قال حدثنا ادم قال حدثنا شيبان ابو معاوية قال حدثنا عبد الملك بن عمير عن ابي سلمة بن عبدالرحمن عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم لابي الهيثم رضي الله عنه هل لك خادم قال لا قال فاذا اتانا سبي فاتنا فاتي النبي صلى الله عليه واله وسلم برأسين ليس معهما ثالث فاتاه ابو الهيثم قال النبي صلى الله عليه وسلم اختر منهما قال يا رسول الله اختر لي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان المستشار مؤتمن خذ هذا فاني رأيته يصلي واستوصي به خيرا فقالت امرأته ما انت ببالغ ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم الا ان تعتقه قال فهو عتيق فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم ان الله لم يبعث نبيا ولا خليفة الا وله بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وبطانة لا تألوه خبالا ومن يوق بطانة السوء فقد وقي ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب المستشار مؤتمن وهذا خبر بمعنى الانشاء اي ان الواجب على المستشار ان يكون امينا ناصحا لمن يستشيره لان الاستشارة مسؤولية وامانة عظيمة واجب على من استشير واستنصح ان يكون مشيرا ناصحا وامينا لان من استشاره اؤتمنه ائتمنه اولا على سره وخصوصيات اموره وائتمنه ايضا على نصحه له ودلالته على الخير وعلى ما يعلمه صالحا له فهو مؤتمن من جهة حفظ سر المستشير وخصوصياته ومؤتمن من جهة حسن دلالته على الخير والنصح له بما يعلمه خيرا له وبما يعلمه فيه سلامة الله وبعدا عن الشر فقوله المستشار مؤتمن خبر بمعنى الانشاء اي ان المستشار يجب ان يكون امينا ناصحا متقيا الله جل وعلا فيمن استشاره بحسن دلالته للخير وتوجيهه له وبيانه وسماع ما ما يسأل عنه ويبحث عنه فهذا معنى قوله المستشار مؤتمن المستشار مؤتمن اي يجب ان يكون امينا امينا في حفظ سري وخصوصيات من استشاره وان يكون امينا في حسن دلالته الى ما يعلمه خيرا له وفائدة وسلامة من الشر وقد اورد الامام البخاري رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي الهيثم هل لك خادم هذا الحديث يسبقه قصة وهي ان النبي عليه الصلاة والسلام خرج من بيته في وقت لما يعهد خروجه فيه ثم لقيه ابا بكر لقيه ابو بكر ثم لقيه عمر واخبر عمر رضي الله عنه انه ما اخرجه الا الجوع وذكر النبي عليه الصلاة والسلام انه يجد بعض ذلك ثم قال ثم انطلقوا الى ابي الهيثم الانصاري رضي الله عنه وكان عنده حديقة وعنده غنم فانطلقوا اليه واتوه في حديقة في حديقته واستضافهم رضي الله عنه وارضاه والسياق جاء اه بتمامه في سنن الترمذي رحمه الله تعالى والامام البخاري اكتفى من القصة بالموضع الذي يتعلق بالاستشارة وهو استشارة ابي الهيثم للنبي عليه الصلاة والسلام ونسمع الان ما رواه الامام الترمذي رحمه الله تعالى في سننه في ذكر القصة قصة اتيان النبي عليه الصلاة والسلام وابي بكر وعمر لابي الهيثم نعم خرج النبي صلى الله عليه وسلم في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها احد فاتاه ابو بكر رضي الله عنه فقال ما جاء بك يا ابا بكر فقال خرجت القى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانظر في وجهه والتسليم عليه فلم يلبث ان جاء عمر رضي الله عنه فقال ما جاء بك يا عمر قال الجوع يا رسول الله قال وانا قد وجدت بعض ذلك فانطلقوا الى منزل ابي الهيثم ابن التيهان الانصاري رضي الله عنه وكان رجلا كثير النخل والشاة ولم يكن له خدم فلم يجدوه فقالوا لامرأته اين صاحبك فقالت انطلق يستعذب لنا الماء ولم يلبسوا ان جاء ابو الهيثم بقربة يزعمها فوضعها ثم جاء يلتزم النبي صلى الله عليه وسلم ويفديه بابيه وامه ثم انطلق بهم الى حديقته فبسط له ان بساطا ثم انطلق الى نخلة فجاء بقنو فوضعه فقال النبي صلى الله عليه وسلم افلا تلقيت لنا من رطبه فقال يا رسول الله اني اردت ان تختاروا او قال تخيروا من رطبه وبسره فاكلوا وشربوا من ذلك الماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة ظل بارد ورطب طيب وماء بارد فانطلق ابو الهيثم ليصنع لهم طعاما فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تذبحن ذات ذر فذبح لهم عناقا او جديا. فاتاهم بها فاكلوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم هل لك خادم؟ الحديث الامام البخاري رحمه الله اورد من هذا السياق العظيم ما يتعلق بموضع الشاهد وهو ان النبي عليه الصلاة والسلام بعد ان استضافهم ابو الهيثم ابن التيهان الانصاري رضي الله عنه وكان ممن شهد بدرا وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم غزواته وكان ذا مال عنده حديقة وعنده نخيل وعنده شاة واستضاف النبي عليه الصلاة والسلام ولكنه لم يكن له خادم ولهذا لاحظنا في القصة التي سمعناها انه بنفسه يذهب يأتي بالماء ويحمل القربة ويذهب بنفسه يا يا يجني الرطب ويفرش البساط بنفسه ليس عنده خادم وانما اعماله على سعتها وكثرتها يقوم بها بنفسه. عنده شاء تحتاج الى عناية وعنده نخل يحتاج الى عناية وعنده اهل يحتاجون الى ايضا عناية وامور واسعة عنده وكلها يقوم بها بنفسه ليس له خادم فشعر النبي عليه الصلاة والسلام بحاجته الى الخادم وان ان مثله يحتاج الى الخادم وهذا ايضا من كمال ملاحظة النبي عليه الصلاة والسلام لاصحابه وحسن تفقده لهم واهتمامه صلوات الله وسلامه عليه بامورهم فلما اه رأى من حاله احتياجه الى الخادم وانه لا خادم عنده فقال له النبي عليه الصلاة والسلام هل لك خادم؟ قال لا قال هل لك خادم؟ قال لا قال عليه الصلاة والسلام فاذا اتانا سبي فاتنا يعني اذا اتانا اسارى فاتنا حتى يكون لك نصيب منهم قال اذا اتانا سبي فاتنا فاتي النبي صلى الله عليه وسلم برأسين ليس معهما ثالث اي بعبدين رقيقين اسيرين اتي بهما الى النبي عليه الصلاة والسلام. ليس ليس معهما ثالث ايهما اثنان فقط فاتاه ابو الهيثم اتاه ابو الهيثم بناء على الموعدة التي كانت بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم اختر منهما اختر منهما اي اختر احد هذين الرجلين اختر منهما اي واحدا فقال يا رسول الله اختر لي وهنا الان موضع استشارة واستنصاح طلبا من النبي عليه الصلاة والسلام ان يختار له اي الاصلح والاحسن والافضل قال اختر لي فقال النبي عليه الصلاة والسلام ان المستشار مؤتمن ان المستشار مؤتمن وهذا السياق يعطيك من الفقه ان معنى الاستشارة لا يتحدد بان يجيء شخص الى اخر ويقول اريد ان اشاورك اشاورك في في موضوع بل الاستشارة اوسع من ذلك عندما يستنصحك في شيء ما او يقول اي الطريقين اقرب هذه استشارة من اين اذهب الى المكان الفلاني؟ هذه استشارة اي آآ الشخصين افضل هذه استشارة فليس معنى الاستشارة متحددا بلفظها او بان يجيء شخص الى اخر ويقول اريد ان استشيرك في امر بل كل طلب نصح في دلالة بدلالة في الدلالة على امر ما او التخير والتمييز بين امرين كل ذلك استشارة واستنصح وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في هذا السياق ان المستشار مؤتمن اي انك ائتمنتني ائتمنتني وطلبت مني مشورة ونصحا في ان ادلك على الاصلح من هذين الرجلين ان المستشار مؤتمن وكما قدمت هذا خبر بمعنى الانشاء والطلب اي ان المستشار يجب ان ان يكون مؤتمنا في من في حق من استنصحه واستشاره وطلب منه الدلالة على الاصلح وعلى الاخير قال ان المستشار مؤتمن خذ هذا خذ هذا لاحظ هنا ان النبي عليه الصلاة والسلام لما اعطاه رأيه ومشورته في اي الرجلين اصلح لم يكتفي بتعيين احدهما لم يكتفي بان قال له خذ هذا ويقف عند هذا الحد. وانما ذكر له الحيثية او التعليل الذي لاجله قدمه واختاره له وهذا فيه دلالة على ان من نصح غيره او دل غيره الى امر لا يكتفي بالعموم بان يقول له انا افضل لك كذا ويكتفي بهذا القدر بل يقول انا افضل لك كذا لما فيه من المصالح الاتية واحد اثنين يعدد له ما يظهر له من مصارع ولهذا قال له النبي عليه الصلاة والسلام خذ هذا فاني رأيته يصلي فاني رأيته يصلي اي حاله مع الله تبارك وتعالى صالحة بالصلاة والمحافظة على الصلاة وهذا فيه فضيلة اهل الصلاة وانه يطمئن اليهم ويوثق بهم قد قال الله سبحانه وتعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ففيه ان المصلي يؤتمن ويقدم على غيره والصلاة التي هي صلة بينه وبين الله جل وعلا تحفظه وتقيه من موارد الاثم والخطيئة اذا اداها على وجهها فالنبي عليه الصلاة والسلام اختار له هذا الرجل قال خذ هذا فاني رأيته يصلي فاني رأيته يصلي اي واظب على الصلاة ويعتني بها فهذا فيه فضيلة اهل الصلاة ومكانتهم قال فاني رأيته يصلي واستوصي به خيرا ايضا هذا من اثار الصلاة والمحافظة عليها فالنبي صلى الله عليه وسلم اختاره وقدمه واستوصاه به خيرا استوصاه به خيرا ولما قال له عليه الصلاة والسلام استوصي به خيرا هل حدد له بهذه الكلمة مجالا معينا من الخير اوصاه به بان يقول مثلا اوصيك به خيرا بحيث لا تحمله من العمل ما لا يطيق اوصيك به خيرا بان تقدم له الطعام المناسب الجيد. اوصيك به خيرا لتعطيه اللباس المناسب هل حدد نوعا من الخير اطلق قال اوصيك به خيرا اطلق وعمم عليه الصلاة والسلام فاصبحت الوصية ماذا كبيرة اصبحت الوصية كبيرة اوصيك به خيرا فاصبح اه ابو الهيثم تحمل في حق هذا الرجل وصية كبيرة وكانت وصايا النبي عليه الصلاة والسلام تعنيهم شيئا كثيرا نحن مر معنا في باب متقدم باب العفو عن الخادم ان النبي عليه الصلاة والسلام اهدي له خادمان فاعطى عليا رضي الله عنه احدهما واعطى الاخر ابا ذر رضي الله عنه وقال له هذه الكلمة قال اوصيك به خيرا فاعتقه ابو ذر لانه تأمل وجد ان آآ اعظم اعظم تحقيق منه الوصية بالرجل خيرا ان يعتقه لان الخير الذي سيقدم له كثير واعظم خير يقدم يقدم له ماذا؟ ان ان يعتقه فاختار ان يعتقه تحقيقا لماذا للاتيان بوصية الرسول عليه الصلاة والسلام باكمل حال باكمل حاله واوى واجمل حال ايضا الامر هنا الذي حصل في قصة ابي ذر ووصية النبي صلى الله عليه وسلم له بخادمه خيرا جاءت هنا في هذا السياق قال واستوصي به خيرا فقالت امرأته فيه انه ذكر لامرأته ما ما اوصى به النبي عليه الصلاة والسلام قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم استوصي به خيرا وذكره لهذا الامر لامرأته هو من حفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لانهم سيحتاجون اليه في اعمال البيت ومصالح البيت وامور البيت فنبهها من اول الامر الى ان النبي صلى الله عليه وسلم اوصى به خيرا منبها على الرفق به وعدم الاثقال عليه ونحو ذلك من الامور المندرجة تحت قوله عليه الصلاة والسلام استوصي به خيرا فقالت امرأته ما انت ببالغ وانظروا هذا الفقه الجميل وهذا النصح من امرأته قالت ما انت ببالغ ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم الا ان تعتقه قال فهو عتيق الان حتى نستوعب اكثر ننظر في في في البيت الذي جيء لهم بهذا الخادم بيت يحتاجون الى خادم اعمال البيت واسعة جدا وكثيرة عندهم ماشية وعندهم زروع ونخل وعندهم اعمال للبيت وعندهم سقي وامور كثيرة عندهم وحاجات عظيمة لم يبالوا بشيء منها وامرأته نفسها ايضا لن تبالي بحاجياتهم وامورهم اهتماما بوصية النبي عليه الصلاة والسلام وتعظيما لها وعناية بها ورعاية لها وكانت خير امرأة ناصحة لزوجها لم تنظر لحظ نفسها ولا لحظ بيتها ولا لحظ زوجها وانما نظرت الى وصية نبي نبي الله صلوات الله وسلامه عليه رعايتها وحسن القيام بها والنصح لزوجها في ذلك فقالت له ما انت ببالغ ما قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم الا ان تعتقه. يعني لن تبلغ الوصية بتمامها وكمالها الا بالعتق لانه قال اوصيك به خيرا والخير مجاله واسع واعظم خير تقدمه له لمن اوصاك به النبي صلى الله عليه وسلم ان تعتقه فتجاوب معها وقبل مشورتها ونصحها فقال هو عتيق في الحال قال هو عتيق هنا تلاحظ امرا في هذه الزوجة الصالحة انها بطانة خير لهذا الزوج. وعندما يوفق الانسان في بيته الى امرأة لا تنظر الى امرأة لا تنظر في تعاملها مع زوجها الى حظوظ نفسها وحاجياتها الخاصة وانما تنظر في تعاملها مع زوجها ما تنال به وينال به زوجها الكمال والرفعة عند الله سبحانه وتعالى والخير والفضيلة فامرأة بهذا الوصف وبهذا القدر هي خير امرأة وهي بطانة خير لزوجها ويسعد زوجها بوجودها معه لانها ناصحة وتدله على الخير بعيدة عن حظوظ نفسها. كثير من النساء اذا ارادت ان تنصح لزوجها بشيء ما اول ما تهتم بهما مصالحها وامورها الخاصة وتوفير حاجياتها الخاصة وربما يكون اخر ما تفكر فيه سلامة زوجها من سخط الله وغضبه سبحانه وتعالى اعطني كذا احضر لي كذا حتى لو كان الذي تطالبه به يغضب الله لا تبالي لا تبالي ان يسخط رب العالمين على زوجها لا تبالي ان يغضب الله سبحانه وتعالى على زوجها. في سبيل ان تنال اشياء من امور الدنيا تريدها وتكون ايضا امورا محرمة فتلح في في طلبها وسؤالها من زوجها ولا تبالي بما يحصل لزوجها بينما المرأة الصالحة الناصحة الخيرة المباركة هي التي لا تلتفت الى حظوظ نفسها حتى المباحات من حظوظ نفسها في لماذا في سبيل رفعة زوجها عند الله سبحانه وتعالى. وبلوغه الدرجات العالية الان لو انهم لم يعتقوه واعتنوا به واكرموه واستفادوا منه خادما لهم. ايكونون اضروا بالوصية لا والله لا يكونون قد اضروا بها لكنها لم تبحث عن عن اداء الواجب هي لم تبحث هنا عن اداء الواجب هي تريد ان تبلغ مع زوجها الكمال في هذا الباب والمستحبة فيه والمندوب تجاوزت الواجب وتعدت التفكير في الواجب الى التفكير في المستحب والا لو لو استبقوه عندهم واكرموه واعتنوا به واستفادوا من من خدمته دون ان يشقوا عليه حفظوا فيه وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم النبي عليه الصلاة والسلام لما بلغه امرها معه ونصحها له اعجبه هذا الامر فقال عليه الصلاة والسلام في هذا السياق ان الله عز وجل لم يبعث نبيا ولا خليفة الا وله بطانتان ان الله لم يبعث نبيا ولا خليفة الا وله بطانتان. بطانة الا وله بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه وعن المنكر وبطانة لا تألوه خبالا ومن يوق بطانة السوء فقد وقي البطانة هو خاصة الانسان البطانة وخاصة الانسان ومن يثق به ويطمئن اليه ويستوعده ويستودعه اسراره واموره وخواصه ويستشيره في مصالحه ويأتمنه في في اشيائه وحاجياته فيقول عليه الصلاة والسلام ما بعث الله نبيا ولا خليفة يعني ما ما تولى احد ولاية الا وله بطانتان ومن المعلوم ان ان البيت ايضا ولاية مصغرة الرجل الرجل في بيته له ولاية في البيت له ولاية في البيت وقد تكون آآ زوج الانسان وولده قد يكونون بطانة خير يعينونه على الخير. كم من انسان بلغ مبلغا عظيما من الخير بزوجة صالحة يسرها الله له وبولد صالح يسره الله تبارك وتعالى له وايضا العكس ايضا العكس قد يكون الانسان له بطانة شر من اقربائه ان من ان من ازواجكم واولادكم عدو لكم فاحذروهم فقد يكون هذا وقد يكون هذا فمن الخير للانسان ان يرزق كالبطانة الصالحة التي تعينه على الخير وتدله عليه وان يوقى ايضا من بطانة السوء وان يوقى من بطانة السوء فالنبي عليه الصلاة والسلام قال في هذا السياق ما بعث الله من نبي ولا خليفة الا وله بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر وهذه من نعمة الله على العبد وتوفيقه له ان يكون له بطانة بهذه الصفة يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر اذا فعل خيرا ايدوه وشجعوه واذا اخطأ ناصحوه وبينوا له الخطأ ودلوه على الخير فيأمرونه بالخير وينهونه عن المنكر ويدلونه على سبيل الرشاد فهذا من الخير للانسان قال وبطانة لا تألوه خبالا لا تألوه خبالا اي لا تدخر وسعا ولا تضيع جهدا في فساده وخبالا اي فسادا لا تألوه خبالا اي لا لا تضيعوا جهدا في سبيل افساده والبطانة المفسدة البطانة المفسدة لا تعطي الانسان الفساد على انه فساد وانما تقدمه بهيئة ماذا بهيئة النصيحة والدلالة على الخير وان هذا هو الالحاق والصواب فيتورط الانسان اذا كان من حوله بطانة شر يطمئن اليهم ويثق بهم ويطلعهم على خصوصياته ويستشيرهم وهم وهم لا يدلونه على الخير ولا ولا ينصحونه بل يريدون له الشر والفساد والعياذ بالله ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ومن يوق بطانة السوء فقد وقي اي من حفظه الله عز وجل وسلم من بطانة السوء فقد وقي من الشر لان الشر كثير منه يصل الى الانسان ممن حوله ومن البطانات التي حوله فاذا كان رفقاؤه ومن يخالط ويستشير ويستنصح اهل شر وفساد سلكوا به مسالك الفساد واذا كانوا اهل خير وفضل ونبل اخذوا به مسالك الخير والفضل الشاهد من هذا السياق المبارك هو قول النبي عليه الصلاة والسلام ان المستشار مؤتمن اي ان الواجب على منع استشير واستنصح ان يكون امينا ناصحا لمن استشاره واستنصحه قال رحمه الله تعالى باب المشورة قال حدثنا صدقة قال اخبرنا ابن عيينة عن عمر ابن حبيب عن عمر ابن دينار قال قرأ ابن عباس رضي الله عنهما وشاورهم في بعض الامر. ثم قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب المشورة الترجمة السابقة تتعلق بمن استشير واستنصح وان الواجب عليه ان يكون ناصحا امينا ومشيرا امينا اما هذه الترجمة فتتعلق بالانسان المقدم على امر او عمل كأن اللائق به ان يكون مستشيرا لاخوانه مستنصحا لهم لا يستقل بعقله ولا ينفرد بعقله وخاصة في الامور التي لا يستبين فيها وجه صواب هم الامور الواضحة البينة التي آآ ليس بها خفاء ولا يحتاج فيها الى استشارة فلا يتعلق بها الامر هنا وانما الامر يتعلق بكثير من المصالح التي لا يظهر للانسان فيها وجه صواب فلا يستقل بعقله بل يجمع مع عقله عقل النصحاء وعقل الراجحين من الاخوان والمتزنين والعقلاء ينظر الى اه الى الى فهومهم والى عقولهم والى ما ينصحون به في هذا الباب يستشيرهم وما خاب من استشار الاستشارة لا لا لا يصل منها الانسان الى خيبة. لانك اذا استشرت احدا في امر ما تسمع آآ وجهة نظره ودلالته وما يرشدك اليه في هذا الباب ثم ايضا توازنه مع ما عندك واذا كان الامر لا يزال بحاجة الى مزيد استشارة تستشير اخر ايضا ثم قد يستبين لك شيئا كان خفيا عليك لم يستبل لك فمن استشار ما يخيب ما يخيب بل الاستشارة فيها مصلحة ولهذا امرنا بها ودللنا عليها وامرهم شورى بينهم فالمشهورة لا تأتي الا بخير ولهذا عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب المشورة تنبيها على اهميتها وان المسلمين ينبغي ان يحرصوا عليها وينبغي ان يتشاوروا ويتناصحوا ويستشيروا بعضهم بعضا وان المشورة مطلوبة واورد رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال وشاورهم في بعظ الامر وشاورهم في بعظ الامر. قيل ان قوله بعظ الامر هذا تفسير وليس قراءة تفسير للاية وان المقصود بقوله تعالى وشاورهم في الامر اي الذي يحتاج الى استشارة. ولهذا قال ابن عباس في في تفسير هذه الاية بعض الامر شاورهم في الامر اي شاورهم في في بعظ الامر والمعنى اي الامر الذي يحتاج اي الى استشارة فالامور على نوعين امور واضحة بينة ظاهرة للانسان ليس فيها خفاء وامور لا امور ليست كذلك فيها شيء من الخفاء وعدم الظهور وعدم اتظاح وجه الصواب او الاولى فيستشير حتى يطمئن الى الوجه السديد والرأي الصواب في هذا الامر ولا يستشير كل احد وهذا باب مهم في موظوع الاستشارة وكم من استشارة الى غير الى غير ناصح والى غير موثوق اودت بمن استشار واهلكته فليس كل احد يستشار وانما يتخير الانسان من المستشارين الامناء الناصحين الذين يتميزون برجاحة العقول وحسن الفهم والعلم بدين الله وبكتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام واذا كان في امر من امور الدنيا يستشير اهل الذكر فيه واهل العلم به واهل المعرفة لا يستشير في امور الطب المهندسين على سبيل المثال وانما يستشير من عرف بالطب ولا يستشير ايضا كل طبيب وانما يستشير الطبيب الناصح الامين الثقة الذي يعرف في في امانته وكل مستشار في بابه وفيما هو مهتم به وايضا كما انه لا يستشار في امور الطب المهندسين ايضا لا يستشار في امور العلم الشرعية المهندسين والاطباء وانما يستشار العلماء اهل الفقه في دين الله تبارك وتعالى والدراية بكتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ففي كل باب يستشار اهله عملا بقول الله تبارك وتعالى فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون نعم قال حدثنا ادم بن ابي اياس قال حدثنا حماد بن زيد عن السري عن الحسن قال والله ما استشار قوم قط الا هدوا لافضل ما بحضرتهم ثم تلى وامرهم شورى بينهم. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الاثر عن الحسن البصري رحمه الله تعالى ببيان قيمة الاستشارة ومكانتها وان القوم اذا كانوا شأنهم هو الاستشارة يتشاورون بينهم فانهم يهدوا الى الافضل يهدون الى الافضل قال ما استشار قوم قط الا هدوا لافضل ما بحضرتهم اي هدوا لافضل ما هم مترددين في المصير اليه وفعله. هل يفعلون كذا؟ وهل يفعلون كذا؟ هل يختارون كذا؟ او يختارون كذا الا هدوا لافضل ما بحضرتهم لماذا؟ لان آآ رأيهم المجتمع غير رأي واحد منهم ينفرد بالرأي فالاراء اذا اجتمعت والعقول اذا اجتمعت وتمت الاستشارة هدي الناس الى الافضل هدوا الى الافضل نظير قول الحسن البصري رحمه الله ما جاء عن قتادة قال ما تشاور قوم يبتغون وجه الله الا هدوا لارشد امرهم ما ما تشاور قوم يبتغون وجه الله وايضا هذا قيد نافع في التشاور يبتغي بالتشاور وجه الله سبحانه وتعالى وهذا فيه النصح والامانة والصدق لان من يبتغي وجه الله سبحانه وتعالى تكون هذه صفاته امينا صادقا ناصحا بعيدا عن الغش والخديعة وغير ذلك اما الذي لا يبتغي بوجه الله نصيحته قد ينصح للانسان بامر وهو يبحث عن حظ لنفسه فيه قد ينصح لانسان بامر من الامور وهو عندما نصحه به يبحث عن حظ لنفسه هو يخطط له ويدبر له اما الذي يبدي رأيه ابتغاء وجه الله متجردا ناصحا فهذا الذي يا يا يوصل باذن الله ما بالتشاور معه الى ارشد الامور وانفعها. ثم تلا قول الله سبحانه وتعالى وامرهم شورى بينهم. اي امر المؤمنين شورى بين يتشاورون ويتناصحون نعم قال رحمه الله تعالى باب اثم من اشار على اخيه بغير رشد قال حدثنا عبد الله ابن يزيد قال حدثني سعيد ابن ابي ايوب قال حدثني بكر ابن عمرو عن ابي عثمان مسلم ابن عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم من تقول علي ما لم اقل فليتبوأ مقعده من النار ومن استشاره اخوه المسلم فاشار عليه بغير رشد فقد خانه ومن افتي فتيا بغير ثبت فاثمه على من افتاه ثم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب اثم من اشار على اخيه بغير رشد وهذه الترجمة فيها عود الى آآ الترجمة التي قبل الترجمة السابقة وفيها عود الى المستشار وبيان آآ وجوب النصيحة في في المشورة وان من استشير في امر يجب ان ينصح لمن استشاره وان يدله الى ما يعلمه خير اما اذا خاطر بمن استشاره ودله الى امر لا يعلمه خيرا له ولا يعلمه رشدا فان هذا اثم عظيم وذنب وخيب عقد الامام البخاري رحمه الله وهذه الترجمة للتحذير منه قال باب اثم من اشار على اخيه بغير رشد من اشار على اخيه بغير رشد اي ان يستشيره اخاه في امر من الامور فيدله الى غير رشد يدله الى غير رشد ومتى يدل الانسان غيره الى بغير رشد يظهر والله اعلم في حالتين الحالة الاولى فيما لو كان غاشا بما لو كان غاشا غير ناصح فانه يخاطر بمن يستشيره ويدله ما يعلم هو انه لا خير فيه لصاحبه ولا نفع فيه له فيدله مخاطرة به واضرارا به والقاء به الى التهلكة وتوريطا له فيكون غاشا والغش يكون في امور الدين ويكون ايضا في امور الدنيا الان جاء في الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المضلين امام الضلال قد يدل غيره الى امر اذا استشاره يعلم في قرارة نفسه انه خلاف الصواب وخلاف الحق وخلاف الهدى ويدله عليه ولا يدله على الحق والهدى يكتم الهدى ويخفيه ولا يدله عليه ويلبس الحق بالباطل لماذا لاغراض دنيوية دنية اما يريد رئاسة او يريد مالا او يريد فاحشة او غير ذلك من الاغراض الدنيئة فيكون غاشا للناس في دينهم وايضا هناك من يغش الناس في دنياهم اما لمصالح يطلبها في غشه لهم او انه مريض بالغش والعياذ بالله فيسره ان ان يتورط غيره وان يبتلى غيره بالفساد او بالشر فهذه حالة ان يكون المستشار غاشا والحالة الثانية ان يكون المستشار على غير علم وعلى غير فهم ثم يتعجل واحيانا يتأجل رغبة في نصح من استشاره وشفقة عليه وانتبهوا هنا يكون اشفق على من استشاره وعطف عليه وحن عليه ولكن ليس عنده علم يدله عليه ويبين له من خلاله كيف يرشده مثل ان يسأله في مسألة دينية ومستعجل وهو يقول انا الان ماذا افعل السفر ورائي الطيارة الان تمشي. ايش افعل فيعطف عليه ويحن ويقول لا بأس افعل كذا ولا لا يستحضر فيها هديا شرعا حكما وانما عطف عليه. ولهذا قال بعض العلماء قديما اه ناصحا من من يفتي الناس قال لا يكن همك تخليص المستفتي وليكن همك تخليص نفسك لا يكن همك تخليص المستفتي وليكن همك تخليص نفسك لانك اذا دللته على شيء تحملت ماذا تحملت اثمه استنصحك ودللته الى غير رشد تحملت اثمه ولا يشفع لك في هذا الباب انك عطفت عليه او رحمته او حنيت عليه لا يشفع لك فهذه نصيحة ومشورة اذكر في هذا الباب انني مرة لقيت رجلا في ايام الحج كان من نهجه وطريقته حلق اللحية وهي كما لا يخفى معصية لله ومخالفة للرسول عليه الصلاة والسلام فكان منهجه وطريقته حلق اللحية وذهب واعتمر اعتمر وحلق رأسه بالموس عندما اعتمر ثم مثل ما يفعل بعض الناس خرج الى الحل واتى بعمرة جديدة ولما وصل الى الى المروة جاء الى التحلل التحلل من من النسك نسك العمرة بالحلق والتقصير فلما اراد ان يتحلل اذا شعر رأسه اصلع ما فيه شيء يحلق ما في شيء يحلق فيقول لي انا يحدثني انا قال لي فلقيت رجل ملتحي عند المروة وقلت له انا اريد ان اتحلل ايش افعل الان؟ انا انا اصلع ليست ايش افعل يقول فنظر لي قال خلاص احلق الشارب نحلق الشارب نقول حلقت الشارب انا الشخص رأيته محلوقة اللحية والشارب والرأس وتحلل بحلق الشارب هذه هذا الكلام الذي قلته لكم الان اضحككم لكن لما قلته للشيخ ابن باز دمعت عينه رحمة الله عليه لما قلت له دمعت عينه لان هذه جرأة على دين الله وقول على الله بلا علم وتوريط للناس بالكلام في دين الله سبحانه وتعالى بغير علم وبغير بصيرة فهذا الذي الان افتاه بهذه الفتوى ما يقول بها اي عالم مطلقا ولا توجد حتى في الفتاوى الشاذة لا توجد ولا لها ذكر ثم يتجرأ بهذه الجرأة. بعض الناس لا يبالي ولهذا قيل من اخطأ لا ادري اصيبت مقاتله اذا كان الانسان لا يدري ولا يعرف حكم الامر الذي سئل عنه لماذا يخاطر بدينه لماذا يخاطر بدينه ويفتي من سأله فالمسألة جد خطيرة يقول عقد لها الامام البخاري رحمه الله هذه الترجمة ما اثم من اشار عليه على اخيه بغير رشد. اورد الامام البخاري رحمه الله تعالى في هذه الترجمة حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من تقول علي ما لم اقل فليتبوأ مقعده من النار من تقول علي ما لم اقل اي نسب الى النبي صلى الله عليه وسلم قولا لم يقله بان يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وهو لم يقله عليه الصلاة والسلام وهذا فيه خطورة الكذب عليه صلى الله عليه وسلم او نقل الاحاديث المكذوبة عنه المكذوبة عليه صلوات الله وسلامه عليه فالخطورة هنا ترجع الى شخصين ترجع الى من يكذب على النبي عليه الصلاة والسلام من يكذب على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كاذبا والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل ذلك وايضا الخطورة بمن يحدث بهذه الاحاديث المكذوبة على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه. فهذا ايضا فيه خطورة بالغة وان كانت دون الاولى لكنها خطورة بالغة وكلهم مشترك هي اه ترويج احاديث تنسب الى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وهو لم يقلها وبعض الناس يخطئ خطأ فاحشا في هذا الباب ويروي احاديث مكذوبة على النبي عليه الصلاة والسلام واحاديث لا اصل لها ثم اذا انتقد في ذلك قال بعض العلماء يقولون بجواز رواية الاحاديث الضعيفة في فضائل الاعمال الذي ذكره العلماء شيء اخر غير الذي يمارسه هؤلاء الاحاديث الموضوعة المكذوبة المختلقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما احد من اهل العلم يقول انها تروى في فضائل الاعمال وانما بعض اهل العلم قالوا في الاحاديث التي في سندها ضعف وهي تتفق مع اه اصول الدين وقواعد الشريعة وليس فيها مخالفة شرعية تروى في فضائل الاعمال احاديث بهذا القيد اما الاحاديث المختلقة المكذوبة على النبي صلى الله عليه وسلم فهذه لا يحل روايتها باي حال بل يجب ان ان تكشف للناس وان يبين للناس عوارها حتى لو كان لو كانت صيقة لاجل الترغيب او لاجل الترهيب لان بعظ الوظاعين الكذابين على رسول الله صلى الله عليه وسلم ووضعوا احاديث الترغيب والترهيب ولما انكر عليهم قالوا نحن نكذب له لا عليه. هذا لا يشفع لهم لا يشفع لهم لان هذا هذا كذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعندما يقول قائل هؤلاء انا اكذب له كانه يطعن في نصح النبي عليه الصلاة والسلام وبيانه للخير وفضائل الاعمال فيأتي بهذه الاشياء المكذوبة لانه بزعمه ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وصح عنه لا يفي بالغرض ولا يؤدي المقصود وان المقام يحتاج الى هذه الاكاذيب فهذا اظافة الى ما فيه الى ما فيه من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه هذا الشر العظيم فهذا باب خطير اسباب القول على الرسول او تقويل الرسول صلى الله عليه وسلم ما لم يقل قال فليتبوأ مقعده من النار اي مكانه من النار يوم القيامة. يتبوأ مقعده ان ينزل بمقعده يوم القيامة وهذا فيه الوعيد الشديد لمن يتقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل قال ومن استشاره اخوه المسلم فاشار عليه بغير رشد فقد خانه وهذا فيه ان ارشاد الاخ المسلم الى غير رشد اذا استشار خيانة له وقد قال عليه الصلاة والسلام من غشنا فليس منا وقال في صفة المنافق اذا اؤتمن خان فهذا ائتمنه على مصلحته فاذا ارشده الى غير رشد خانه وانت اذا جمعت بين الحديث الاول المستشار مؤتمن وبين قوله هنا فقد خان يبين لك ان يبين لك معنى المستشار مؤتمن اي انه يجب عليه ان يدله على ما فيه رشد وصلاح يعلمه له فان لم يفعل ذلك فقد خان لم يؤدي الامانة لم يؤدي الامانة لان ضد الامانة الخيانة فاذا لما يشر عليه بنصح فقد خانه والخيانة عندما يؤتمن الانسان على امر من الامور هي من اوصاف المنافقين قال عليه الصلاة والسلام اية المنافق ثلاث وذكر منها اذا اؤتمن خان اذا اؤتمن خان ومن ذلكم انه اذا اؤتمن على امر من الامور فيه واستنصح فيه فدل الى غير رشد فانه يكون خائنا بذلك وهذا موضع الشاهد من الحديث للترجمة ثم ذكر عليه الصلاة والسلام امرا ثالثا قال ومن افتي فتيا بغير ثبت اي بغير حجة ولا برهان بغير ثبت اي بغير حجة ولا برهان وانما القيت الفتيا جزافا بلا علم وبلا بصيرة ولا بينة من دين الله قال فانه فاثمه على من افتاه فاثمه على من افساه من فوائد الحديث ان الفتية تكون بثبت اي بحجة وبرهان فاذا افتى غيره بغير ثبت بغير ثبت اي بغير حجة ولا برهان يفعل من افتي خلاف الشرع وخلاف الهدي القويم ويكون اثمه في هذا الامر على من افتاه لانه استفتاه وسأله وهذا يدلنا على خطورة الفتوى وان الواجب على الانسان ان يفتي بعلم وبينة وبثبت وحجة وبرهان واذا سئل عما لا يعلم لا يظيره ان يقول لا اعلم او يقول لا ادري لكن الذي يضيره كل الضير انى يفتي بغير علم فيكون آآ اثم من افتاه عليه والعياذ بالله فهذه امور ثلاثة ذكرها النبي عليه الصلاة والسلام محذرا امته منها من ان يتقول عليه بغير علم بان ينسب اليه من الكلام ما لم يقل وان يرشد الانسان اخاه الى غير رشد وان يفتي المفتي بغير ثبت اي بغير حجة ولا برهان هذا والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب وفقكم للحق ونفعنا الله بما سمعنا وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين الحكم على الحديث. نعم. الحكم على الحديث الاخير ثلاث الجمل. درجة الحرارة حديث نعم الحديث في في سنده بعض الكلام لكن صححه الشيخ الالباني رحمه الله لغيره لان يوجد ما يشهد له نعم الموجود يقول دون زيادة الاستشارة دون ان دون زيادة ومن استشاره في الصحيحة واما زيادة استشاره فهي ضعيفة اه الزيادة التي هي موضع الشاهد قال ومن استشاره اخوه المسلم فاشار عليهم بغير رشد فقد خانه الشيخ ايش يقول فيها؟ يقول واما زيادة من استشاره فهي ظعيفة. ايوه اذا الجملة الاولى والجملة الاخيرة من الحديث اه اه يشهد لها يعني يوجد ما يشهد لها. والجملة الوسطى من الحديث يشهد لها بالعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم المستشار مؤتمن المستشار مؤتمن فمعنى آآ ذلك انه اذا لم يرشد غيره الى غير رشد لم يكن مؤتمنا واذا لم يكن مؤتمن فهو ماذا فهو خائن لان ضد ضد الامانة الخيانة ظد الامانة والخيانة فبالعموم يشهد له الحديث الذي سبق ان مر معنا والله اعلم هذا سائل يقول اذا كنت اعرف الحكم ولكن لا يحضرني الدليل نعم فهل افتي اذا كان الانسان متيقنا من الحكم ولكن لفظ الاية او او الحديث لم يحضر في ذهنه ليس حاضرا في ذهنه وهو على يقين من الجواب لا بأس بذلك اما اذا كان يفتي بغير ثبت يعني بغير حجة ولا دليل فهذا الذي فيها الاثم يقول البعض عندما يستشارون يرفضون الاستشارة فما حكم ذلك؟ لا سيما في امر يستطيع النصح فيه. قوله عليه الصلاة والسلام اه اذا استنصحك فانصح له والدين النصيحة هذا يدل على ان انه ينبغي على من استشير واستنصح ان ينصح الدين النصيحة واذا استنصحك فانصح له هذا الذي ينبغي ان يكون عليه وايضا قوله عليه الصلاة والسلام المؤمن يحب لاخيه ما يحب لنفسه فكما انك تحب انك اذا استشرت اخاك فيما