بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد قال امير المؤمنين في الحديث ابو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري رحمه الله تعالى قال في كتابه الادب المفرد باب التحاب بين الناس قال حدثنا اسماعيل ابن ابي اويس قال حدثني اخي عن سليمان ابن عن سليمان ابن بلال عن ابراهيم ابن ابي اسيد عن جده عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم ان انه قال والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تسلموا ولا تسلموا حتى تحابوا وافشوا السلام تحابوا واياكم والبغضة فانها هي الحالقة لا اقول لكم تحلق الشعر ولكن تحلقوا الدين نعم قال حدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا انس بن عياض عن ابراهيم بن ابي اسيد مثله بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب التحاب بين الناس هذه الترجمة عقدها رحمه الله ليبين مكانة التحابي بين المسلمين وعظم اثرهم على عظم اثره عليهم في الحياة وبعد الممات وذكر اسبابه التي تغذيه وتنميه ويترتب على وجودها وجوده بين المسلمين فهي ترجمة في بيان مكانة التحاب من جهة وبيان اسبابه والامور التي تغذيه وتثمره من جهة اخرى والتحاب هو وجود المحبة بين اهل الايمان والمودة بحيث يحب بعضهم بعضا ويحققون ايضا ما تقتضيه المحبة من النصح وبذل الخير وحسن المعاملة الى غير ذلك من مقتضياتها وقد قال عليه الصلاة والسلام لا يؤمن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه من الخير فاذا احب المسلم اخاه احب له ما يحب لنفسه ولهذا اذا وجدت المحبة حقيقة ذهب عن الناس الحسد والبغضاء والشحناء والعداء وذهبت عنهم امراض امراض القلوب الكثيرة التي اودت بالناس واضرت بهم لضعف الاخوة الايمانية وضعف التحاب بين المؤمنين فالتحاب مطلوب وثماره عظيمة واثاره مباركة ولوجوده اسباب اعظمها ما اشار اليه او ما بينه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال والذي نفسي بيده لا تدخل الجنة حتى تسلموا ولا تسلموا حتى تحابوا لا تدخلوا الجنة حتى تسلموا فيه ان الجنة لا يدخلها الا مسلم لا يدخلها الا نفس مؤمنة من لم يكن كذلك فالجنة عليه حرام لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط لا تفتح لهم ابواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط الجنة حرام على من لم يكن مؤمنا بالله وهذا اصل عظيم لابد من العناية به وقد اعتنى به النبي عليه الصلاة والسلام بيانا وتأصيلا وتقريرا في حجة الوداع خطب الناس عليه الصلاة والسلام بايام التشريق وقال صلى الله عليه وسلم لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة وبعث عليه الصلاة والسلام غير واحد من اصحابه منهم كعب بن مالك وبشر بن سحيب واوس بن الحدثان وغيرهم من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام بعثهم يعلنون في الناس هذا الاعلان العام لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة فالايمان اساس لصلاح الاعمال وقبولها فهي لا تقبل الا به ولا تصح الا بوجوده ولا يكون دخول للجنة الا به الا به فوالذي يصحح الاعمال وتكون به مقبولة عند الله تبارك وتعالى قال لا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة وهنا قال لن تدخلوا الجنة حتى تسلموا فاذا كان من اهل الاسلام ومن اهل الايمان دخل الجنة على تفاوت بين اهل الايمان في ايمانهم فهم ليسوا فيه على درجة واحدة ولهذا فان الايمان اذا كمل منع من دخول النار واذا كان ناقصا منع من الخلود فيها واذا انتفى الايمان ليس للانسان الا الخلود في نار جهنم ابد الاباد لا يقضى عليه فيموت ولا يخفف عنهم من عذابها فالجنة لا دخول لها الا بالايمان لا دخول للجنة الا بالايمان قال لن تدخلوا الجنة حتى تسلموا لن تدخلوا الجنة حتى تسلموا ولا تسلموا حتى تحابوا اي ان الاسلام لا يشيع بينكم وينتشر ولا يتحقق فيك فيكم ولا يتم الا اذا تحاببتم لان التحاب بين المسلمين يعينهم على نشر الاسلام فيهم وفي غيرهم اما اذا تباغظوا والعياذ بالله وتعادوا وجدت بين بينهم الشحناء والبغضاء انشغلوا بانفسهم عن اصلاحها بالاسلام واقامتها عليه فضلا عن ان يكونوا دعاة الى الاسلام فضلا عن ان يكونوا دعاة الى الاسلام اذا وجد بينهم التشاحن والتباغض والتعادي سينشغلون هم انفسهم عن تحقيق الاسلام فيهم ومن باب اولى لن يكونوا دعاة له بينما اذا تحابوا تحققت فيهم المحبة وبينهم الالفة وتواد وتراحموا وتعاطفوا وكانوا كالجسد الواحد فان هذا فان هذا يكون سببا لقوة الاسلام فيهم وقوة انتشاره بينهم وايضا تأثيرهم في الاخرين ولهذا قال عليه الصلاة والسلام ولا تسلموا حتى تحابوا فالمحبة بين المسلمين هي التي تمكن الاسلام فيهم وتعينهم على التمسك به والمحافظة عليه ودعوة الناس اليه قال ولا تسلموا حتى تحابوا ثم قال وافشوا السلام تحابوا في الحديث الاخر قال افلا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم افشوا السلام بينكم وهذا فيه ان افشاء السلام بين المسلمين من اعظم ما يعين على انتشار المحبة والالفة بينهم عندما يحرص كل مسلم اذا لقي اخاه ان يلقي عليه السلام مستشعرا ما يعنيه السلام من حفظ لحق المسلم ورعاية للواجب نحوه وعدم التعرظ له باذى اي اذى قولي او فعلي لان السلام يعني السلامة ويعني طلب السلامة لمن القيت عليه السلام ففيه نصح من المسلم وفيه رحمة منه وعطف فاذا وجد السلام وشاع بين المسلمين اوجد المحبة واذا وجدت المحبة بين المسلمين قوي فيهم الاسلام قوي فيهم الاسلام وقوي الدين ولهذا فهي امور بعضها مرتبط ببعض كل واحد منها يغذي الاخر الاسلام السلام يغذي المحبة وينميها والمحبة تقوي الاسلام وتمكنه والمحبة تقوي الاسلام وتمكنه ولهذا فهي امور مترابطة ينبغي ان يسعى في تحقيقها قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لا تدخل الجنة حتى تسلموا ولا تسلموا حتى تحابوا وافشوا السلام تحابوا افشوا السلام اي بينكم تحابوا ثم حذر من البغظة وهي ظد المحبة حذر من البغظة اي بين المسلمين بان يكون بينهم تباغض فقوله هنا واياكم والبغضة نظير قوله عليه الصلاة والسلام لا تباغظوا لا تباغظوا اياكم والبغظة اي احذروها احذروا ان توجد البغظة بينكم لا تباغظوا ونهي النبي صلى الله عليه وسلم هنا عن البغضة نهي عنها ونهي عن كل سبب يفضي اليها ويؤدي اليها فالبغضة بين المسلمين منهي عنها وكل امر يفضي بالناس الى البغضة منهي عنه ولهذا قال لا تباغظوا ولا تحاسدوا ولا تناجسوا ولا تدابروا ولا يبع بعضكم على بيع بعض فمثل هذه الاشياء اذا وجدت اوجدت البغظة تحاسد والتناجس وبيع المسلم على بيع اخيه الى غير ذلك من الاعمال اذا وجدت اوجدت بين الناس البغظة والمطلوب بين اهل الايمان هو التحاب ونشر المحبة والسعي في الاتيان بالامور التي تقوي المحبة اما الامور التي توجد البغظة بين المسلمين فيجب البعد عنها لنهي النبي عليه الصلاة والسلام عن عن التباغظ ولقوله هنا واياكم والبغضة اي احذروها واجتنبوها وابتعدوا عنها وعن اسبابها ولهذا وجب على المسلمين ان يبتعدوا عن كل امر يوجد البغظة بينهم وهذا فيه تنبيه على ضرورة تمسك اهل الاسلام بالاسلام واخلاقه وادابه لان اهل الاسلام اذا تمسكوا بالاسلام واخلاقه عمت فيهم المحبة وشاع الخير اما اذا وجد فيهم امور تناقض الاسلام او امور تخالف الاسلام او تعارض الاسلام فانه فان ذلك يكون سببا لوجود البغظة ولهذا قال بعض العلماء في قول النبي عليه الصلاة والسلام ولا تباغظوا قال فيه دلالة عن النهي عن البدعة قال فيه دلالة على النهي عن البدعة قال لان وجودها يوجد البغظة بين المسلمين وبهذا نعلم ان السنة تجمع والبدعة تفرق فوجب على اهل الاسلام ان يبتعدوا عن البدع لان البدع تنشر البغظة بين المسلمين لانها ترك للسنة واذا تركت السنة وجدت البغضة واذا وجدت السنة وجدت المحبة فالسنة هي التي توجد المحبة والبدعة توجد البغظة وتوجد الفرقة ولهذا يقولون اهل السنة والجماعة واهل البدعة وماذا والفرقة لان البدعة تفرق والسنة تجمع قال واياكم والبغضة اياكم والبغضة احذروها واحذروا اسبابها او الاسباب التي يكون بها وجودها وجود البغظة قال واياكم والبغضة فانها هي الحالقة اي اذا وجدت البغظة بين اهل الاسلام حلقة ماذا قال فانها الحالقة حلقة الدين بمعنى ان البغضة اذا وجدت وبدأت تنتشر بين الناس بدأ الدين ينحسر فيهم ويضعف ويضعف ويضعف تحلق الدين كلما كثرت البغظة ظعف الدين فوجودها اضعاف للدين اضعاف للدين وتصبح القلوب التي فيها البغظة والعياذ بالله منشغلة بعداوات وامراض تعوقها عن الاشتغال بالدين ومصالحه وغاياته ومقاصده فيصبح اهل البغضة مشتغلين بعداوات بينهم تستهلك اوقاتهم وتستنزف حياتهم وتضيعوا جهودهم في امور ليس من ورائها طائل الا ظياع الدين فهي تحلق الدين كلما كثرت وقويت في الناس بدأ الدين يضعف ويضعف ويضعف هذا معنى قوله عليه الصلاة والسلام فانها هي الحالقة ثم بين معنى قوله هي الحالقة قال لا اقول لكم تحلقوا الشعر ولكنها تحلق الدين ولا اقول انها تحلق الشعر ولكنها تحلق الدين اي انها تؤدي الى انحسار الدين وظعفه وتلاشيه شيئا فشيئا وهذا فيه تنبيه الى ان الواجب على اهل الاسلام ان يشيعوا بينهم المحبة ويقووا بينهم اسبابها وليعلموا هذا الامر الذي نبه عليه النبي عليه الصلاة والسلام الا وهو خطور خطورة البغضة بين اهل الاسلام وان وجود البغضة ضياع للدين واضعاف له وهذا الحديث الذي ساقه المصنف رحمه الله في اسناده جد ابراهيم ابن ابي اسيد وهو لا يعرف لكن اول الحديث ثابت في صحيح مسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام انه قال لا تدخلوا الجنة حتى تسلموا او حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا اولا ادلكم على شيء اذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم واخر الحديث واياكم والبغض فانها هي الحالقة لا اقول لكم تحلقوا الشعر ولكن تحلقوا الدين له شاهد من حديث الزبير وابنه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم فالحديث حسن لغيره نعم قال رحمه الله تعالى باب الالفة قال حدثنا احمد بن عاصم قال حدثنا سعيد بن عفير قال حدثني قال حدثني ابن وهب عن حيوة ابن شريح عن دراج عن عيسى ابن هلال الصدفي عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم انه قال ان روحي المؤمنين ليلتقيان في مسيرة يوم وما رأى احدهما صاحباه ثم قال الامام البخاري رحمه الله تعالى باب الالفة اي بين اهل الايمان وان الذي ينبغي على اهل الايمان ان تكون حالهم كذلك متآلفين يألف بعضهم بعضا ويأنس بعضهم الى بعض فوجود الالفة بينهم يعني انتفاء الوحشة ليس بينهم وحشة او نفرة بل هم متآلفون يألف الواحد اخاه اذا لقي اخاه المسلم وتحدث اليه وجالسه كانه يعرفه من امد بعيد وزمان طويل يجمعهم الاسلام ويؤلف بينهم والالفة التي بينهم هي بالاسلام وهي رابطة ليس في الروابط اوثق منها بل هي اوثق الروابط واقوى الصلات ولهذا سيأتي عن ابن عباس ان النعمة تكفر والرحم تقطع ولم نرى مثل تقارب القلوب الالفة التي يتقارب القلوب بين اهل الايمان بسبب الايمان هي رابطة هي اقوى الروابط واعظمها واوثقها وابقاها في الدنيا والاخرة قال رحمه الله باب الالفة اي بين اهل الاسلام فالاسلام هو الذي يؤلف بين اهله ويجمع اهله على على كلمة سواء وعلى هدي قوام اورد رحمه الله عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان روحي المؤمنين او المؤمنين لا يتلاقيان في مسير يوم في مسيرة يوم روحي المؤمنين او المؤمنين لا يتلاقيان في مسيرة يوم ومعنى ذلك ان المسلم يألف المسلم وتلتقي روحه وروحه فاذا لقيه يحس ان بينه وبينه معرفة وصلة من وقت بعيد فارواح اهل الايمان تلتقي اذا جلس اليه انست روحه لروحه احس ان بينه وبينه قرب فيأنس اليه ويألفه فالمؤمن يألف ويؤلف يألف اخوانه المؤمنين واخوانه واخوانه المؤمنون ايضا يألفونه قال ان روحي المؤمنين ليلتقيان في مسيرة يوم وما رأى احدهما صاحبه وما رأى احدهما صاحبه وهذا الحديث كما نبه الشيخ الالباني رحمه الله سنده ظعيف قال لكن للجملة الاولى شاهد من حديث خزيمة ابن ثابت اي قوله عليه الصلاة والسلام ان روح المؤمنين لا يلتقيان في مسيرة يوم. نعم قال حدثنا عبد الله ابن محمد قال حدثنا سفيان عن ابراهيم ابن ميسرة عن طاووس عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال النعم تكفر والرحم تقطع ولم نرى مثل تقارب القلوب اه هي المؤمنين بالتثنية ان روحي المؤمنين ليلتقيان في مسيرة يوم ثم اورد رحمه الله تعالى عن ابن عباس رضي الله عنهما قال النعم تكفر والرحم تقطع ولم نرى مثل تقارب القلوب وابن عباس رضي الله عنهما ينبه هنا على مكانة الالفة وعظم شأنها يقول النعمة تكفر سواء قصد بالنعمة نعمة الله سبحانه وتعالى على عباده فمن الناس من يكفر نعمة الله عليه او قصد بالنعمة نعمة الانسان على اخيه نعمة الانسان على اخيه بتوفيق الله عز وجل وتيسيره كقوله عليه الصلاة والسلام للنساء انكن لتكفرن المنعمين يعني الرجال ومر علينا لا يشكر الله من لا يشكر الناس فالنعمة تكفر اي لا تشكر سواء شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه او شكر الانسان لمن احسن اليه من اخوانه المسلمين فالنعمة تكفر والرحم تقطع الرحم تقطع ان يوجد في ذوي الارحام كثيرا من القطيعة فمع ما بينهم من الرحم يوجد بينهم قطيعة ولا يبالي كثير من الناس بها ولا يهتمون لكن الالفة والتقارب الذي في القلوب اذا وجد فهذا هو اعظم ما يكون ولهذا الرحم الرحم تحتاج حتى يا حتى توصل ويكون اهلها في تقارب يحتاجون الى الفة احتاجوا ذوي الرحم ان ينموا الالفة بينهم فان لم ينموا الالفة بينهم وجدت القطيعة فالرحم تقطع بينما الالفة اذا وجدت لا تحتاج الى قرابة هي هي بذاتها تجمع تجمع الالفة بين الناس ما لا تجمع القرابة ولهذا قال النعمة تكفر والرحم تقطع ولم نر مثل تقارب القلوب اي ان اي ان القلوب اذا تقاربت لا يزحزحها شيء اذا تقاربت وقويت الالفة بينها لا يزحزحها شيء اما النعم قد تكفر والرحم قد تقطع قال ولم نرى مثل تقارب القلوب وهو بهذا ينبه رضي الله عنه الى اهمية تقارب القلوب وتآلفها وابعاد الشحناء والبغضاء والاسباب التي تظعف الالفة بين المسلمين نعم قال حدثنا ثروة ابن ابي المغراء قال حدثنا القاسم ابن مالك عن عبد الله ابن عون عن عمير ابن اسحاق قال كنا نتحدث ان اول ما يرفع من الناس الالفة ثم اورد رحمه الله هذا الاثر عن عمير ابن اسحاق وهو من الطبقة الوسطى من طبقات التابعين رحمه الله تعالى يقول كنا نتحدث ان اول ما يرفع من الناس الالفة ان اول ما يرفع من الناس الالفة الدين يرفع من الناس شيئا فشيئا ورفع الالفة يعني ضياع الدين وعرفنا قريبا قول النبي صلى الله عليه وسلم واياكم والبغظة فانها الحالقة لا اقول تحلق شعر الرأس وانما تحلق الدين فالالفة اذا رفعت من الناس ضعف الدين فيهم شيئا فشيئا الى ان يذهب ويظيع فالالفة سبب لبقاء الدين وتمكنه في الناس ورفعها سبب لرفعه نعم الاسناد هنا فيه كلام يقول الشيخ الالباني رحمة الله عليه ضعيف الاسناد عمير وثق القائل كنا نتحدث والقاسم ابن مالك فيه لين. نعم قال رحمه الله تعالى باب المزاح قال حدثنا مسدد قال حدثنا اسماعيل قال حدثنا ايوب عن ابي قلابة عن انس ابن مالك رضي الله عنه انه قال اتى النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم على بعض نسائه ومعهن ام سليم رضي الله عنها فقال يا انجشة رويدا سوقك بالقوارير قال ابو قلابة فتكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة لو تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه قوله سوقك بالقوارير ثم عقد رحمه الله تعالى هذه الترجمة باب المزاح المزاح هو الملاطفة في الكلام وملاينة الاخ لاخيه في الكلام وان يكون كلاما لطيفا يدخل فيه سرورا عليه واذا كان فيه شيء من الوحشة تذهب بقليل من المزاح فهو ملاطفة في القول ولين في الكلام بحيث يدخل على قلب اخيك شيء من السرور والانس والفرح والميزاح كان من هديه عليه الصلاة والسلام كان من هديه صلى الله عليه وسلم فهو يمازح اصحابه وسيأتي معنا الحديث انك تمازحنا؟ قال نعم ولا اقول الا حقا فهو عليه الصلاة والسلام يمازح اصحابه وثمة مناسبة لطيفة بين هذا الباب والباب الذي قبله الباب الذي قبله في الالفة ثم عقد بعده رحمه الله تعالى المزاح منبها بذلك الى ان المزاح اه المعتدل المزاح المعتدل الذي لا يكون فيه سخرية بالناس ولا يكون فيه ايذاء لهم ولا يكون ايضا فيه مخالفة للشرع بالكذب او نحو ذلك يقوي الالفة يقوي الالفة ولهذا كان منهجه عليه الصلاة والسلام يمازح حتى الصبية الصغار ولهذا سيأتي عند المصنف رحمه الله تعالى باب مزاح الصبي فكان حتى الصغار يمازحهم عليه الصلاة والسلام ويداعبهم ويلاطفهم فالمزاح من هديه ومن سنته عليه الصلاة والسلام ولكن يكون المزاح باعتدال ويكون الغرض منه يكون الغرض منه ادخال السرور على اخيك المسلم ومؤانسته وفي الوقت نفسه ايضا يكون فيه ترويح للنفس ترويح النفس والفؤاد ولا يكون مقصودا لذاته ولهذا قال العلماء اذا كثر المزاح اذا كثر المزاح فانه يظعف الحشمة ويطرد الهيبة الانسان الذي يستنفذ اوقاته اوقاته ويكثر من من المزاه تسقط حشمته بين الناس وتضعف هيبته فاذا كان كثيرا فانه يسقط الحشمة واذا كان في المزاح فحش يوجد البغظة يوجد البغظة بين الناس اذا كان يمزح مزاحا فيه فحش فيه كلام نابي والفاظ بذيئة او سخرية بالناس فهذا يوجد البغظة ولهذا نلاحظ الارتباط بين باب المزاح وباب الالفة المزاح قد يكون سبب الفة وقد يكون سبب ماذا بغضه وهذا امر ينبغي ان ان ينتبه له من يمازح اخوانه المزاح قد يكون سببا للالفة وهي مطلوبة وقد يكون سببا للبغظة وهي ما منهي عنها فاذا كان باعتدال وبحدود وبدون تجاوز لاداب الشريعة فهذا مطلوب يوجد الالفة بين اهل الايمان بينما اذا كان المزاح فيه فحش او فيه سخرية او نحو ذلك فانه يوجد بغضة بين اهل الايمان وكم من اناس وجدت بينهم عداوات شديدة كانت بسبب المزاح يفعل الانسان امرا لا يليق يأتي به مازحا ثم توجد عداوات وبغضاء ولهذا ينبغي ان يعرف الضابط في المزاح وان يمزح الانسان باعتدال والا يكثر من المزاح والا يأتي في مزاحه بامر فيه مخالفة للشرع والا يسهر من من الناس او يهزأ بهم مازحا والا يكون المزاح ايضا فيه تناول لجوانب من الدين والعياذ بالله كما يطيب مثل هذا الامر لبعض الناس يأتي يسخر بالصالحين او ببعض شعائر الدين وهو بزعمه انه يفعل ذلك مازحا والعياذ بالله فالشاهد ان المزاح اذا كان باعتدال وبضوابط فانه من اسباب الالفة بين اهل الايمان واما اذا كثر فله اظرار واذا كان بفحش وبمخالفة للشرع فانه يوجد البغظة وينطبق هنا ما قيل اذا زاد الشيء عن حده انقلب الى ضده فاذا اكثر منه الانسان وتجاوز الحج وقع في المخالفات ادى الى نقيض ما يقصد منه المزاح الذي هو في السنة يقصد منه تمكين الالفة بين اهل الايمان اورد الامام البخاري رحمه الله تعالى هنا حديث انس ابن مالك رضي الله عنه قال اتى النبي صلى الله عليه وسلم على بعض نسائه ومعهن ام سليم فقال يا انجسة رويدا سوقك بالقوارير انجسه هو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يقوم على خدمته وهذا السياق الذي هنا جاء فيه النبي عليه الصلاة والسلام الى بعض نسائه ومعهن ام سليم وهن على الابل على النوق وكان انجسه يقود اه يقود الابل ويسوقها يسوقها بالحداء لان الحذاء يكون للابل من اجل ان تنشط في الحركة وتجد في السير فيحدو الراعي للابل بكلام او بصوت معين انت تألفه الابل وتنشط بسماعه وتجد في سيرها فهذا الغرض منه فكان انجسه يسوق الابل بالحذاء كان يسوق الابل بالحذاء وكان على الابل بعظ نساء النبي عليه الصلاة والسلام وام سليمة كانت معهن وانجش هي سوقا لا الابل بالحداء واذا فحدي للابل اسرعت وجدت في السير واذا كان عليها نساء يخشى عليهن اذا اسرعت الابل اسراعا شديدا يخشى على النساء السقوط يخشى على النساء السقوط ولهذا قال عليه الصلاة والسلام يا انجش رويدا سوقك بالقوارير وعبر عن النساء هنا بالقوارير اشارة الى آآ رقة المرأة وظعفها وظعف بنيتها فالمرأة اه ظعيفة ليست في قوة الرجل وليست في احتمال الرجل فاذا كانت على الابل وسمعت الابل الحذاء واسرعت واسرعت في اه اه في في مشيها يخشى على النساء ان يسقطن. ولهذا قال اه يا انجسه رويدا سوقك بالقوارير والامام البخاري رحمه الله اورد فهذا الحديث في في هذه الترجمة المزاح ان النبي عليه الصلاة والسلام اختار هذه اللفظة التي بها ملاطفة اختار هذه اللفظة التي فيها ملاطفة فقال يا انجسة ما قال رفقا بالنساء وانما قال رفقا بالقوارير لانه ثمة وجه سبأ من حيث ضعف المرأة و آآ ظعف بنيتها بخلاف الرجل وما يتمتع به من شدة في الجسم وقوة في البنية فقال رفقا بالقوارير قوله عليه الصلاة والسلام لانجسه رفقا بالقوارير اي طلب منه ان يخفف من اه الحذاء حتى تخف الابل في في سرعتها وعدوها اه حفاظا على من عليها من النساء لئلا يسقطن لئلا يسقطن والامام البخاري رحمه الله اورد هذه هذا الحديث من اجل هذه اللفظة رفقا اه يا انجس رويدا سوقك بالقوارير. فهذا فيه تلطف في النساء ومراعاة لاحوالهن. وهذا ايضا من جانب هو داخل في رحمة النبي فعليه الصلاة والسلام وكان بالمؤمنين رحيما بالمؤمنين رؤوف رحيم قال ابو قلابة فتكلم النبي عليه الصلاة والسلام بكلمة لو تكلم بها بعضكم لعبتموها عليه. يعني لو سمعتم قائلا يقول في حق النساء رفقا بالقوارير ربما ابتوه على هذه الكلمة. لكن النبي عليه الصلاة والسلام قالها من باب الملاطفة والمؤانسة واتى بهذه اللفظة فهي من جانب في حفظ للنساء لئلا يسقطن من الابل ومن جانب ايضا فيه تعبير فيه تعبير تعبير طريف وتعبير لطيف ذكره النبي عليه الصلاة والسلام لانجشه. نعم. قال حدثنا عبد الله بن صالح قال حدثني الليث قال حدثني ابن حدثني ابن عجلان عن ابيه او سعيد عن ابي هريرة رضي الله عنه قالوا يا رسول الله انك تداعبنا قال اني لا اقول الا حقا ثم اورد رحمه الله تعالى حديث ابي هريرة رضي الله عنه قالوا اي اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يا رسول الله انك تداعبنا انك تداعبنا اي نراك تمازحنا وتداعبنا فقال عليه الصلاة والسلام نعم قال اني لا اقول الا حقا قال اني لا اقول الا حقا فهو عليه الصلاة والسلام من هديه انه يداعب اصحابه والصحابة رضي الله عنهم لمسوا ذلك فيه ورأوه ولهذا قالوا له انك تداعبنا لامر رأوه فيه ولمسوه فيه فكان من هديه عليه الصلاة والسلام مداعبة اصحابه مداعبة اصحابه يداعب الكبير ويداعب الصغير عليه الصلاة والسلام وهذه المداعبة امر يقوي الالفة امر يقوي الالفة والمحبة والترابط وتحس ممن يداعبك انك قريب منه ليس بينك وبينه وحشة ليس بينك وبينه نفرة فالمداعبة الخبيثة الطريفة اللطيفة تقوي المحبة لكن اذا كانت كثيرة او مبنية او مبنية على مخالفات شرعية فهي لا لا تؤدي الى الالفة بل تؤدي الى ضدها ولهذا هنا يقول عليه الصلاة والسلام نعم يعني اداعبكم الا اني لا اقول الا حقا الا اني لا اقول الا حقا فهو يتكلم عليه الصلاة والسلام بكلام على وجه المداعبة لكن ليس فيه اه خلاف الحق ليس فيه خلاف الحق مثل ما سيأتي في قصة المرأة نعم قصة الرجل الذي قال اه للنبي صلى الله عليه وسلم احملني قال لا اجد ما احملك عليه الا ولد الناقة لا اجد ما احملك عليه الا ولد الناقة. قال الرجل وماذا اصنع بولد الناقة؟ لا لا يتحمل ولد الناقة ان اركبه فماذا اصنع به فقوله عليه الصلاة والسلام له لا اجد ما احملك عليه الا ولد الناقة هذي مداعبة ومازح له ثم بين له مقصوده قال وهل تلد الابل الا النوق الناقة الكبيرة هي ولد الناقة ولدت من الناقة فلا يقول الا حق يمزح مع اصحابه ولا يقول الا المرأة التي اتت اليه. وقالت يا رسول الله ادعو الله ان يدخلني الجنة قال الجنة لا يدخلها عجوز لا يدخلها هذي مداعبة وام مازحة وفي الوقت نفسه ايضا فيه تمكين للمعلومة وترسيخ لها ففيه مداعبة وفيه ايضا تمكين للمعلومة وترسيخ لها في القلب. فلما قال لها عليه الصلاة والسلام الجنة لا يدخلها الا عجوز بكت فقال النبي عليه الصلاة والسلام ان الله عز وجل يوم القيامة ينشئهن انشاء ينشئهن انشاء وبين المراد وصح عنه في حديث اخر انه قال اذا قال يدخل اهل الجنة الجنة جعدا مردا ابناء ثلاثا وثلاثين يدخل اهل الجنة جعدا يعني اجعد شعر الرأس ومردا لحيته مرداء مثل الشاب الذي بدأت لحيته تبزغ مردا ابناء ثلاثا وثلاثين الرجل الذي تجعد وجهه وامتلأ شعرا وشيبا يرجع يوم القيامة الى ابن ثلاثة وثلاثين سنة وطوله ستون ذراع وهيئته هذه الهيئة الجميلة فبين لها النبي عليه الصلاة والسلام هذا الامر مع شيء من المداعبة مداعبة وتمكين ايضا هذه المعلومة وترسيخ لها في القلب. فكان يداعب عليه الصلاة والسلام اصحابه ولكنه لا يقول الا حقا وهنا يجب على اهل الاسلام ان يأتسوا به تمنى الاكتساء به هنا ان تداعب ترك المداعبة ليس من السنة تركها بالكلية ليس من السنة والمداعبة بغير الحق ليس من السنة اذا قوله اداعبكم ولا اقول الا حقا يدلنا على السنة والقوام في ذلك. السنة بالمداعبة وبماذا؟ وبان لا يقول الانسان الا حقا. فمن ترك المداعبة وزهد فيها نهائيا فهو ليس في هذا الامر على السنة وايضا من داعب بخلاف الحق ايظا هو ليس على السنة فالحديث يعطينا الوسطية في هذا الباب. يعطينا الوسطية في باب المداعبة. ان يداعب الانسان اخوانه ورفقاءه والا يقول في مداعبته لهم الا حقا فان ترك المداعبة بالكلية لم يكن بتركه لها على سنة النبي عليه الصلاة والسلام بهذا الترك وايضا ان ابى ان داعب بخلاف الحق مثل والعياذ بالله الذي يكذب يداعب الناس هذا توعده النبي عليه الصلاة والسلام قال ويل له ويل له ويل له الذي يكذب ليضحك الناس فالشاهد انه عليه الصلاة والسلام قال اني لا اقول الا حقا فمن هديه المداعبة ولا يقول صلوات الله وسلامه عليه الا الحق نعم قال حدثنا صدقة قال اخبرنا معتمر عن حبيب ابي محمد عن بكر ابن عبد الله قال كان اصحاب النبي صلى الله عليه واله وسلم يتبادحون بالبطيخ فاذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال ثم اورد رحمه الله تبارك وتعالى عن بكر ابن عبد الله قال كان اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يتبادحون بالبطيخ يتبادحون يترامون يتبادحون ان يترامون والبطيخ المراد به قشره ليس المراد به نفسه وانما المراد به قشر البطيخ بعد اكله فكانوا اه احيانا بعد ان يأكل البطيخ يمسك احدهم قشرة البطيخ فيرميها على على صاحبه نوع مداعبة يعني كنوع مداعبة له نوع من من المداعبة فكانوا يتبادحون بالبطيخ يعني بقشره لا بالبطيخ نفسه قال فاذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال اذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال هذا فيه تنبيه الى اختلاف حالين حال اناس استهلك المزح وقتهم حال اناس استهلك المزاح وقتهم. واصبحت حياتهم كلها مزاح لا يعرف له جد انسان هازل لا يعرف الجد ولا يعرف الجد له طريق والعياذ بالله. حياته كلها هزل وحياته كلها مزاح في وقت المزاح مزاح ووقت الجد مزاح ليس عنده وقت جد حياته كلها ظائعة في المزاح لم يكن الخيار من لم يكن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن الخيار من امة محمد عليه الصلاة والسلام على هذه الحال قال كانوا يتبادحون بالبطيخ يعني بينهم مزاح وبينهم جلسات مزاح ويتآنسون ويمزحون ويتلاطفون لكن اذا كانت الحقائق كانوا هم الرجال اذا كانت الحقائق وجدت الامور واتت العزائم كانوا هم الرجال تجدهم في صدر الرجال وفي مقدمة الركب نصرة للدين وذبا عنه وحماية لحماه ونشرا له الى غير ذلك من اعمال الخير اين هؤلاء من اقوام والعياذ بالله يا يا يجلسون جلسة مزاح وينادى لفريضة الاسلام الصلاة ويبقى في مزاحه او يجلس في في في مشاهدة ايضا افلام واشياء من هذا القبيل سخرت للهو الباطل وللضحك السقيم فتستنزف اوقات الشباب واعمارهم وحياتهم فتظيع سدى وينادون الى فرائض الاسلام فلا يجيبون استهلكت اوقاتهم وسرقت حياتهم والعياذ بالله الصحابة رضي الله عنهم كانوا يمزحون كانوا يمزحون بينهم مزح بينهم دعابة حياتهم فيها هذه المعاني لكن اذا جاءت اذا جاءت الحقائق وجدت الامور واتت العزاء ان تجدهم في مقدمة الركب قال حدثنا بشر بن محمد قال اخبرنا عبد الله قال اخبرنا عمر ابن عمر ابن سعيد ابن ابي حسين عن ابن ابي مليكة قال مزحت عائشة رضي الله عنها عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت امها يا رسول الله بعض بعض دعابات هذا الحي من كنانة قال النبي صلى الله عليه واله وسلم بل بعض مذحنا هذا الحي ثم ساق رحمه الله تعالى عن ابن ابي مليكة وابن ابي مليكة تابعي فالحديث هنا مرسل يقول مزحت عائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت امها يا رسول الله بعض دعابات هذا الحي من كنانة يعني هذا هذه الدعابة التي صدرت من من عائشة هي من دعابات هذا الحي من كنانة يعني كأنها كأنها والله اعلم تعتذر لها بهذه الدعابة بانها استفادتها من من هذا الحي استفادتها من من هذا الحي قالت قالت هذه دعابات هذا الحي من كنانة يعني كأنها استفادتها من بعض النساء من هذا الحي كأنها تقول ذلك معتذرة فقال النبي عليه الصلاة والسلام بل بعض مزاح هذا الحي بل بعض مزاحنا هذا الحي فكأنه عليه الصلاة والسلام يقول ذلك في مقابل اعتذار ام عائشة قال مزحت عائشة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت امها يا رسول الله بعض دعابات هذا الحي من كنانة يعني كانها تذكر ذلك على وجه الاعتذار وان هذا هذه الدعابة استفادتها او اقتبستها من هذا الحي من كنانة فاراد النبي عليه الصلاة والسلام ان يرفع هذا هذا الامر يبين ان هذا الامر ليس بمستغرب ليس بغريب بل هو بيننا وموجود قال بل بعض مزاحنا هذا الحي فجاء بهذا على وجه البيان الى ان هذا الامر لا شيء فيه وهو موجود في في في هذا الحي قال بل بل بعض مزاحنا هذا الحي بعظ شراح الادب قالوا انها كلمة غير واضحة لكن ليظهر انها واضحة واتى بها النبي عليه الصلاة والسلام في في مقابل اعتذار ام عائشة رضي الله عنهما وان هذا المزاح موجود فالشاهد من هذا السياق اه اه وجود المزاح من النبي عليه الصلاة والسلام واقراره له فكان يمزح مع اصحابه ويمزح مع ازواجه واصحابه يمزحون معه ويقر مزاحهم مر معنا قصة صهيب قصة جميلة صهيب الرومي لما جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام ووجد عنده تمر وخبز فقال له النبي دعاه ليأكل فجلس يأكل فبدأ يأكل صهيب من التمر فقال له النبي صلى الله عليه وسلم مداعبا تأكل التمر وانت ارمد يعني عينك فيها رمد فقال يا رسول الله انا اكل بالجنب الاخر ياكل بالجنب الاخر فهذه مداعبة منه لاصحابه ومداعبة من اصحابه له فكان بينهم المزاح وكما مر معنا عنه عليه الصلاة والسلام قال ولا اقول الا حقا. نعم قال حدثنا محمد بن الصباح قال قال حدثنا خالد هو ابن عبد الله عن حميد الطويل عن انس بن مالك رضي الله انه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه واله وسلم يستحمله فقال انا حاملك على ولدنا ناقة قال يا رسول الله وما اصنع بولد ناقة فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وسلم وهل تلد الابل الا النوق ثم ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث وهو من مزاحه عليه الصلاة والسلام مع اصحابه يقول جاء يقول انس جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم يستحمله اي يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يعطيه ناقة يركبها هذا معنى يستحمله ان يعطيه اه ناقة يركبها تكون مركوبا له فقال انا حاملك على على ولدي ناقة انا حاملك على ولد ناقة فذهب دهن الرجل الى ان النبي صلى الله عليه وسلم سيعطيه ولد ناقة اي صغير والصغير لا يتحمل الركوب فقال وماذا اصنع بولدي ناقة اي لا يتحمل من يركب عليه لا يحتمل الركوب ماذا اصنع بولدي ناقة فقال النبي عليه الصلاة والسلام وهل تلد الابل الا النوق؟ فبين له ان الناقة الكبيرة التي تحتمل الركوب هي في الاصل ولد ولد ناقة وهذا مزاح ولم يقل فيه عليه الصلاة والسلام الا الحق نعم والله اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم الهمكم الله الصواب ووفقكم للحق نفعنا الله بما سمعنا غفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين امين يقول السائل ما الفرق بين المزاح والسخرية والاستهزاء فرق بين هذه الامور الثلاثة المزاح هو ملاطفة الانسان بالكلام او بالفعل يكون المزاح بالكلام تلاطفه بكلام جميلا طريفا يدخل عليه سرورا وانسا او بالفعل يداعبه بالفعل مثل ما ممازحة الصحابة يتبادحون بالبطيخ هذا نوع من المزاح بالفعل واما آآ السخرية فهي مزاح فيه ايذاء للناس مزاح فيه ايذاء فيه تعدي على الناس بان يتهكم بهم ويهزأ بهم ويسخر منهم فهذا محرم قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا لا يسخر قوم من قوم عسى يكون خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن والسخرية محرمة حتى لو خرجت في في قالب المزاح الاستهزاء الاستهزاء ايظا هو سخرية بالناس استهزأ به اي سخر به وسخر منه فالاستهزاء محرم وباطل لا يجوز للمسلم ان يهزأ بمسلم واما الاستهزاء بالدين او بشيء من شعائر الدين او نحو ذلك فهذا كفر بالله والعياذ بالله. نعم الحديث الاول والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تسلموا. ولا تسلموا حتى تحابوا. نعم. النفي. هل النفي هنا الكمال امنا في وجود قوله عليه الصلاة والسلام لا لا تدخلوا الجنة حتى تسلموا او حتى تؤمنوا كما في في الرواية الاخرى سواء قلنا قوله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا اي حتى يوجد منكم الايمان اصله او حتى تؤمنوا حتى يوجد منكم الايمان اي كماله وتمامه فالمعنيان كل منهما حق لان اه لان وجود الايمان وان قل مانع من الخلود في النار وسبب لدخول الجنة فلا يدخل الجنة الا نفس مؤمنة سواء وجد آآ قليل من الايمان او وجد كثير من الايمان لكن اذا وجد الايمان التام حجز عن دخول النار ومنع من دخول النار واما اذا كان ايمان فيه نقص بترك واجبات او فعل محرمات فانه لا يحجز عن دخول النار لا يحجز عن دخول النار قد يدخل النار شأن عصاة الموحدين لكنه لا يخلد فيها لحديث اخرجوا من النار من قال لا اله الا الله وفي قلبه ادنى مثقال ذرة من ايمان جزاكم الله خيرا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك