الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وللسامعين. قال ابن عبد الهادي رحمه الله تعالى كتاب الجنائز باب في الموت عن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمنى احدكم الموت لضر نزل به فان كان لابد متمنيا فليقل اللهم حينما كانت الحياة خيرا لي وتوفني اذا كانت الوفاة خيرا لي متفق عليه وفي البخاري احد منكم الموت وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموتن احدكم الا وهو يحسن بالله الظن رواه مسلم وعن بريدة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن يموت بعرق الجبين. رواه النسائي اي وابن ماجة والترمذي وحسنه. وعن ابي سعيد وابي هريرة رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه الملقنوا موتاكم لا اله الا الله. رواه مسلم. وعن ام سلمة رضي الله عنها قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ابي سلمة وقد شق بصره فاغمضه. ثم قال ان الروح اذا قبض تبعه البصر. فضج ناس من اهله فقال لا تدعوا على انفسكم الا بخير فان الملائكة يؤمنون على ما تقولون ثم قال اللهم اغفر لابي سلمة ارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له وفي لفظ واخلفه في تركته. رواه مسلم. وعن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفي تجي ببرد حبرة متفق عليه. وعن عائشة وابن عباس رضي الله عنهم ان ابا بكر قبل النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته رواه البخاري وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال نفس المؤمن معلقة حتى يقضى عنه. رواه احمد وابن ماجه وابو يعلى والترمذي وحسنه. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد بعدما انهب يتعلق باحكام الصلاة وانهى انواع الصلوات من ذلك الاستسقاء والخوف والكسوف انتقل بعد ذلك الى صلاة الجنائز وذكرت صلاة الجنائز في كتاب الصلاة لانها نوع من انواع الصلوات. فيشترط لها ما يشترط للصلاة. من جهة الطهارة واستقبال القبلة الا انها تفارق الصلوات بانها لا ركوع فيها ولا سجود والجنائز جمع جنازة وجمع جنازة يقال جنازة ويقال جنازة والجنازة والجنازة تطلقان على النعش على السرير الذي يحمل عليه الميت ويطلقان ايضا على الميت تطلق على الميت وتطلق على السرير. وسمنت الجادات لانها بمعنى انه مستر ويغطى يلا جنزه اذا ستره وغطاه فسميت بذلك لانها تستر وتغطى. كذلك ايضا الجناز هو ما ثقل على القوم ما ثقل عليهم فسمي لك لانها تثقل عليهم بهذه المصيبة التي نزلت بهم ولابد للمسلم ان يعرف احكام الجنازة وما يترتب عليها من احكام ويذكر اهل العلم دائما في كتاب الجنائز يبتدئونه دائما بمسألة المرظ حال المريظ لان المرظ هو علامة واشارة الى ان المريض قد دنا اجله ان كان المرظ مخوف فلا بد من معرفة اداب المريض وزيارته واحكامها. وايضا هل اذا مرض الانسان يتمنى الموت او يتمنى لقاء الله عز وجل هذه مسائل يذكرها اهل العلم اما المسألة الاولى تذكر هنا قال وعن انس رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتمنين احدكم الموت لضر نزل به فان كان لابد متمنيا فليقل اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ان كانت الوفاة خيرا لي متفق عليه وفي لفظ البخاري احد منكم الموتى. هذا الحديث رواه البخاري ومسلم طريق عبد العزيز بن صهيب عن انس رضي الله تعالى عنه وجاء ايضا من طريق ثابت البناني عن انس رضي الله تعالى عنه وفيه ما من ضر اصابه وهذا الحديث يتعلق بمسألة تمني الموت. في هذا الحديث ينهى نبينا صلى الله عليه وسلم عن تمني الموت نهى نبينا صلى الله عليه وسلم ان يتمنى احدنا الموت وعلل النهي ان كان لضر نزل به اي لضر بمصيبة او مرض او ما شابه ذلك وجاء في كتاب الله عز وجل ان يوسف عليه السلام سأل ربه ان يتوفاه وجاء عن جماعة من السلف ايضا انهم تمنوا الموت بل جاء في صحيح البخاري عن ابي هريرة انه قال في اخر الزمان يأتي الرجل القبر يتمرغ فوقه يقول يا ليتني مكانك ما به الدين ولكن من شدة الفتن انه يتمرغ على القبر ويقول يا ليتني مكانك ولذا يقال الا موت يباع فاشتريه اي انه في اخر الزمان يتمنى الناس ان الموت يباع ليشتريه ليسلم من فتن هذه الحياة الدنيا. والجمع بين هذه الجمع بين هذه الاثار وهذه الاحاديث ان تمني الموت يجوز في حالات الحالة الاولى يجوز يتبناه اذا خشع نفسه الفتنة في دينه. اذا خاف المسلم ان يفتن في دينه وان يسلب ايمانه فلا بأس ان يتمنى الموت وان يدعو الله عز وجل ان يقبض روحه غير مفتون والحالة الثانية اذا عظم شوقه ومحبته لله سبحانه وتعالى اي عظم شوقه واشتياقه لربه سبحانه وتعالى وللقاء ربه سبحانه وتعالى وهذا نادر قليل لانه قد يوجد من يعظم شوقه ويتمنى ان يلقى ربه سبحانه وتعالى. وجاء في الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل به الموت كان يقول الرفيق الاعلى الرفيق الاعلى. تقول عائشة فعلمت انه لا يختارنا. والنبي قبل موته يخير بين لقاء الله عز وجل وبين ان يعطى منك ملك الدنيا. فقال صلى الله عليه وسلم الرفيق الاعلى بل الرفيق الاعلى بل الرفيق الاعلى تقول فعلمت انه لا يختارنا. اذا في هاتين الحالتين لا بأس ان يتمنى المسلم الموت. والا كما قال ابن الخطاب المأهول الموت هول المطلع شديد والانسان اذا مات انقطع عمله ولذلك قال وسلم ان كان محسنا لعله يزداد وان كان مسيئا فلعله ان يستعتب وبقاء الانسان في هذه الحياة الدنيا فيها خير عظيم لمن اغتنم هذه الحياة فاما ان كنت محسنا وعلى طاعة الله عز وجل فان بقائك زيادة في احسانك هذا اولا وان كنت مسيئا مقصرا مفرطا فان بقاءك ايضا مظنة توبتك ورجوعك الى الله عز وجل. فان كان محسنا لعله يزداد وان كان مسيئا لعله ان ويتوب الى الله عز وجل وهول المطلع شديد هول المطلع شديد قل اذا جاء عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه انه قال لو ان لي الدنيا وما فيها لتمنيت ان افتدي بها من يوم القيامة من هول يوم القيامة بل وددت ان الامر كفاف لا لي ولا علي يقول ذلك امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فعلى هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم لا يتمنين احدكم الموت لضر نزل به. اذا اذا كان تمني الموت لضر او لفقر او لهم وغم من هم الدنيا وحضور الدنيا فان تمني الموت هذا لا يدفع لا يدفع القدر ولا يمنع نزول البلاء. وهذا التمني من الجزع والسخط من الجزع والسخط والمسلم مأمور عند البلاء ان يصبر وان يتجلد وان يظهر وان يظهر التجدد لتلك المصائب واما تمنيه للموت اذا وجد مصيبة او نزلت به فاقة فان هذا مما ينافي مما ينافي الصبر والتجلد على هذه المصائب ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يتمنن اهلك الموت لضر نزل به فان كان لابد متمنيا ان كنت لابد متمنيا اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ان كانت الوفاة خيرا لي. متفق عليه كما ذكرناه. اذا اذا كان لا بد قائلا فليقل هذا الدعاء اللهم ما كانت الحياة خيرا لي. فنحن لا نعلم هل بقاؤنا في الحياة خير؟ او موتنا خير؟ فيدعو المسلم بهذا الدعاء اللهم احيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني ان كانت الوفاة خيرا لي. فيقول ايضا اللهم ان اردت بعبادك فتنة فاقبضني اليك غير غير مفتون. اذا هذا الحديث يتعلق مسألة تمني الموت. ان ان المسلم لا الموت بل يتمنى ان يحسن الله له الخاتمة وان يعطيه الصحة والعافية وان يسأل الله العفو والعافية في الدنيا والاخرة ليزداد احسانا وليزداد عمله طاعة لله سبحانه وتعالى ثم قالوا عنجاء بن عبدالله رضي الله تعالى عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله. الا وهو يحسن بالله الظن هذا الحديث رواه مسلم في صحيحه دون البخاري من طريق الاعمش عن ابي سفيان طلحة بن نافع عن جابر بن عبدالله رضي الله تعالى عنهما وفيه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يموتن احدكم الا وهو يحسن لله الظن. وفي رواية الا وهو يحسن الظن بالله ومعنى ذلك ان العبد اذا قرب اذا قرب اجله ودنت منيته فانه يحسن به ان يظن بالله الخير وان يظن بالله عز وجل المغفرة والرحمة ودخول الجنة ولا يظن بالله ولا يظن بالله ان الله سيعذبه وسيدخله النار فان هذا من سوء الظن. وذلك ان الله يقول انا عند ظن عبدي بي فمن ظن بالله خيرا نال خيرا ومن ظن بالله شرا جاءه ما ظن نسأل الله العافية والسلامة في حال الحياة هو بين خوف ورجاء بين خوف ورجاء. وقد شبه حال المسلم مع الرجاء والخوف كحال الطائر. الطائر له رأس وله جناحان فرأس الطائر بمنزلة المحبة وجناحاوي منزلة الخوف والرجاء فلا فلا يمكن ان يطير الطائر الا برأس وجناحين فان سقط الجناح اختل طيرانه فسقط وان ذهب الرأس لم يمكن طيرانه البتة فلا بد ان يكون بهذه الدرجات بهذه الاركان الثلاثة الخوف والرجاء والمحبة فقد اختلف العلماء ايهما يغلب؟ ايهما يغلب هل يغلب جانب الرجاء دائما؟ او يغلب دائم او يغلب جانب الخوف دائما. اما الحب فلا ينفك عنه قلب العبد دائما يتقلب في محبة الله عز وجل. وانما مسألة التغليب هل يغلب الخوف؟ او يغلب الرجاء فمن اهل من يرى ان المسلم مأمور ان يغلب الخوف دائما حتى يكون مستعدا للقاء الله دائما. ولذلك عندما سئل الحسن البصري رحمه الله تعالى انه قيل له ان الاطوال يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا ان تطير. قال ان تجلس مع اقوام يخففونك فتأمن خير لك من ان تجلس مع اقوام يؤمنونك ثم تخاف فما دمت خائفا فانك ستأمن باذن الله عز وجل وقد شبه ابن مسعود رضي الله تعالى عنه ذنوب العبد وخوف من ذنوبه شبهها قال المؤمن يرى ذنوبه كأنه جالس تحت جبل تحت تحت جبل يخشى ان يقع عليه هذا حال المؤمن مع تلك ذو المعاصي والمنافق يرى ذنوبه كذباب طار على انفه فقال به هكذا فطار فقالوا هذا يدل المسلم دائما يخاف حتى يأمن اذا لقي الله عز وجل. وقال اخرون بل يغلب جانب الرجاء ويحسن الظن بالله دائما والراجح والراجح في ذلك ان يقال انه يختلف باختلاف الزمان وباختلاف الحال ولذا قال ابن قدامة تعالى عندما ذكر هذه المسألة قال والذي ينبغي ان يخوف الناس في هذه الازمة التي كثر فيها الفساد ان يخوف الناس ويذكرون دائما بشدة عذاب الله وبطشه وقوته ولا يعلقون بالرجاء الذي يزيدهم ذنوب ومعاصي وهذا اذا كثرت المنكرات وكثر الفساد. واما مسألتنا فهي تتعلق اذا حضر الاجل. نقول الاصل الاصل ان المسلم يغلب في صحته جانب الخوف. ما دمت صحيحا قويا معافى تأمل البقاء وتأمل ان تعيش طويلا الاصل في هذا المقام ان تربي نفسك على الخوف من الله عز وجل وان تخاف الله سبحانه وتعالى. لان الخوف من اقوى الاسلحة من الوقوع في معصية الله عز وجل. فيكون على هذه الطريق وعلى هذه الحالة. اما اذا قرب الاجل او اصابه مرض شديد وايقن او قارب غلب على غلب على ظنه ان الموت قد دنا. فعندئذ نقول له حسن الظن بالله. يلقن مثل هذا الاحاديث والايات الدالة على سعة رحمة الله عز وجل. فلا يحسن ان تأتي الى الى من هو مريض وهو على شفا ان يموت ثم ثم تسوق له الاحادي التي فيها الوعيد وفيها العذاب فتؤيسه وتقنطه وانما الذي يلزمك هو ان تذكره بسعة رحمة الله وبعظيم فظل الله سبحانه وتعالى وان الله ارحم بانفسنا من الله وارحم بانفسنا منا بل ارحم بانفسنا من امهاتنا سبحانه وتعالى وتذكر عظيم فضل الله ورحمته وان الله يغفر الذنوب جميعا وان ليس هناك ذنب لا يغفر الله الا اذا كان شركا او كفرا. واما ما دون ذلك فانه تحت مشيئة الله يغفره ربنا سبحانه وتعالى. ويخبر انه اذا لقي الله بالتوحيد فان مرده الى الجنة ويذكر بالله عز وجل وان يتوب من جميع الذنوب التي وقع فيها ثم يحسن ظنه بربه سبحانه وتعالى فالله عند حسن بظن عبده به وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لا يموتن احدكم الا وهو يحسن بالله الظن. بمعنى اذا حظك الاجل وقربت منيتك فان المأمور به هو ان تحسن بالله الظن. وان تتذكر سعة رحمة الله عز وجل وعظيم وعظيم مغفرته وان لله مئة رحمة انزل منها رحمة واحدة يتراحم بها العباد وابقى عنده تسعة وتسعون رحمة يرحوا بها الخلق بل ان ابليس عليه لعائن الله يتطاول يوم القيامة لتناله رحمة ربنا سبحانه وتعالى هذا هو الاقرب انه في مقام في حال الصحة والقوة في حال الصحة والقوة يغلب جانب الخوف وفي حال المرظ ودنو الاجل يغلب جانب يغلب جانب الرجاء. ثم قالوا عن بريدة بن الحصيب رضي الله تعالى عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال المؤمن يموت في عرق الجبين. المؤمن يموت بعرق الجبين رواه النسائي وابن ماجه والترمذي وحسنه وهذا الحديث جاء من طريق المثنى بن سعيد عن قتادة عن عبد الله بن بريدة عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا الاسناد عل اعلا بسماع قتادة من من ابن بريدة رحمه الله تعالى فهو عاصره وهو من معاصريه الذين عاصروا عبدالله بن بريدة الا ان قتادة رحمه الله تعالى كان يشتهر بالتدليس وقد نص البخاري رحمه الله تعالى انه قال لا يعرف لقتادة من عبد الله ابن بريدة سماع فهذه علة يعل بها الخبر فاما على قول على على شرط مسلم فان الحديث عنده يصح لان لان المعاصرة واقعة ولان ان كان اللقي ايضا محتمل لكن على شرط البخاري فالحديث معل بهذه العلة وهو انه لا يعرف له سماع من ابن بريدة واذا نص الائمة انه لم يسمع فالحديث ضعيف اذا نص الائمة ان قتاد لم يسمع من بريدة فلا يكتفى بالمعاصرة بل يقطع ان الحديث ضعيف لانقطاعه بين بين قتادة وبين عبد الله بن بريدة. وعلى هذا الحديث هناك من صححه وحمل الحديث على اتصال وهناك من اعله بهذه العلة وايضا اعل بعلة اخرى كما ذكر ذلك ابو نعيم ان هذا الحديث لا يعرف الا من طريق المثنى ابن سعيد ابو سعيد القسام ولم يروه غيره عل الحديث في هذه العلة ايضا ابو نعيم ولا شك ان قتادة له اصحاب كثر اصحابه كثر جدا فمن اصحابه شعبة ومن اصحاب سيدنا ابي عروبة ومن اصحاب هشام الدستوائي ومن اصحاب همام بن يحيى وغيرهم كثير لم يروا وهذا الخبر وهذا يظل يعد علة اخرى التفرد والانقطاع. فالحل يكون بهذا الاسناد فيه هذه العلة التي يضعف بها. واما قوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث المؤمن يموت بعرق الجبين اختلف العلماء في هذا المعنى ما المراد ما المراد المؤمن يموت بعرق الجبين؟ فذهب جمع العلماء وهو وهو المشهور عند الفقهاء ان المراد بذلك ان المؤمن يشدد عليه عند موته حتى يعرق جبينه. شدد عليه حتى يعرق جبينه ويرى لذلك كرب. وشدة اقول ذلك مكفرا لذنوبه. فمن علاماته ومن علامات حسن الخاتمة للمؤمن اذا مات ان جبينه يعرق ان جبينه يعرق فيتقاطر عرقه من شدة الكرب الذي يلاقيه فاذا شدد عليه عند الموت كان هذا اخر حظه او هذا من العذاب الذي يكفر به من ذنوب وسيئاته. ولذا النبي صلى الله عليه وسلم لما حضره الاجل صلى الله عليه وسلم كان صلى الله عليه وسلم يعني اصابه كرب شديد اصابه كرب شديد وهو يقول بل الرفيق الاعلى بالرفيق الاعلى وامر ان يراق عليه سبعة قرب. وقال نحن معاشر الانبياء يشدد علينا البلاء كما يضاعف لنا الاجر. اني اوعد كما اكن رجلين منكم اي ان البلاء على النبي صلى الله عليه وسلم اشد من البلاء على افراد امته وذلك لعظيم اجره صلى الله عليه وسلم ولعلو منزلتي عند ربه سبحانه وتعالى. فهذا هو القول الاول ان المعنى يموت بعرق الجبين ان يشدد عليه النزع ويشدد عليه السكرات حتى تكفر سيئاته ولا يبقى منها شيء. القول الثاني القول الثاني وقد رجحه شيخنا الشيخ عبد العزيز رحمه الله تعالى ابن باز ان المعنى المؤمن يموت وهو يكدح يموت المؤمن وهو يكدح بمعنى انه يموت وهو لا ينقطع عن العمل فهو يموت وهو يعمل دائما سواء في عمل اخروي او في عمل دنيوي ولا يكون المؤمن عاطلا عن العمل الذي يرظي الله سبحانه وتعالى فهو يموت وهو يكدح في هذه الحياة. وان كان اكثر العلماء على على المعنى الاول ولا بين المعنيين فيكون المؤمن يموت بعرق الجبين ويموت ايضا ويموت ايضا وهو يكدح في هذه الحياة وليس وليس للمؤمن انقطاع في عمله الا اجله. لينقطع عمل المؤمن الا بموته كما قال ذلك الحسن البصري رحمه الله تعالى ثم قال عن ابي وعن ابي عن ابي سعيد الخدري وابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقنوا موتاكم لا اله الا الله هذا الحديث رواه مسلم من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه ومن حديث ابي هريرة ايضا. وحديث ابي سعيد جاء من طريق عمارة ابن غزية قال حدثني يحيى ابن عمارة قال سمعت ابا سعيد الخدري يقول ذلك. وحديث ابي هريرة رواه مسلم ايضا واهل السنن من طريق ابي خالد الاحمر سليم ابن حيان عن يزيد ابن كيسال عن ابي حازم سلمة عن ابي حازم سلمان مولى الاشجع عن ابي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقنوا موتاكم لا اله الا الله وهذا الحديث تعلق بمسألة اذا حضر المي اذا حضر الرجل الموت. اذا حضره النزع ورؤية عليه السكرات فان من السنة ان يلقن. ان يلقن ويقال يا فلان قل لا اله الا الله. فقوله لقنوا موتاكم بمعنى من نزل به الموت او قرب اجله ونزل به الموت فاذا قرب الاجل ونزلت به المنية فانه يلقن وليس في هذا الحجة لمن يقول ان الميت يلقن بعد موته لانهم لان هناك من يرى ان قوله لقنوا موتاكم اي اذا ماتوا لقنوا موتاكم اذا اي اذا ماتوا وهذا ليس بصحيح. لان الميت انما ينفعه التلقين ما دامت روحه تتردد في جنبه. في بين جنبيه والا اذا خرجت روحه فلا ينفعه التلقين. وما جاء عن اهل الشام انهم يلقنون امواتهم بعد بعد دفنهم. فهذا من من من من منكرات الافعال ومن الاخطاء التي ليسها الاصل وان كان هناك من فعلها من اهل الشام وذكرت انه ادركت اهل الشام يفعلون ذلك فلا حجة بفعل اهل الشام وتلقين الميت بعد موته لا ينفعه ولا يغني عنه شيئا بل نقول لا يسمعك الميت اذا لقنته لا يسمعك اذا لقنته قلت يا فلان تذكر ما خرجت منه من الدنيا قل لا اله الا الله نقول هذا ليس تبي نافع وهو من محدثات من محدثات الامور وان فعل اهل الشام فان فعلهم ليس بحجة على المسلمين على المسلمين. ومعنى حديث لقنوا موتاكم اي من حضره الاجل ونزلت به المنية فان السنة ان يقال له يا فلان قل لا اله الا الله وعند تلقينه يسن التلطف به والتلطف بمعنى ان تقال وبعبارة حسنة ان يعرض له بهذا القول فيأتي احدهم ويذكر الله عنده يقول لا اله الا الله حتى يتذكر ويرددها لان من الناس من يجزع ولا يريد ان يذكر بهذه الكلمة حتى لا يقال انه سيموت فهو يجزع من هذه الكلمة خوفا خوفا من ان انه اذا قال انه سيموت وهذا جهل من من اه من الشخص ولذا لاجل هذا المعنى اقول لمن حضر الميت لا يباشر بقول قل لا اله الا الله وانما يقول لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله يذكر الله عنده فاذا قالها الله امسك عنه ولا ولا يتكلم معه بكلام اخر فانقطع فان تكلم بكلام اخر اعاد عليه اعاد عليه قوله قل لا اله الا الله لماذا حتى يكون اخر كلامنا الدنيا لا اله الا الله وقد جاء قد جاء باسناد صحيح مسلم قال من كان اخر كلام الدنيا الى الله دخل من كان اخر كلام من الدنيا لا اله الا الله دخل الجنة من حديث معاذ بن جبل وغيره. فاذا تكلم بكلام اخر اعاد عليه عاد عليه التلقين واما يذكر بهذا المقام ان ابا زرعة الرازي لما حضره الوفاء حضره الموت وحضره الاجل استحى تلاميذه ان يلقنوه لا اله الا الله. فتدارسوا حديث معاذ ابن جبل رضي الله تعالى عنه. فاسقط بعضهم احد احد رجاله عمدا فلما اسقطوه وهو يسمع صحح الاسناد وذكره باسناده الذي يحفظه الى ان قال من كان اخر كلام من الدنيا يا الله دخل الجنة ومات على ذلك رحمه الله ورضي الله تعالى عنه. اذا من حضر ميتا فانه يعرض له بقول لا اله الا الله يتلطف معه بالعبارة فاذا قال وتلفظ بها تركه. تركه فان شرع في حديث اخر اعاد عليه قوله قل لا اله الا الله او عاد عليه قوله لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله ويرددها حتى اذا قالها امسك عنه مرة اخرى وهكذا حتى يكون اخر كلامنا الدنيا قوله لا اله الا الله اذا هذا معنى قوله نقتلوا موتاكم والمراد بموتاكم من؟ من حضره الاجر ليس المعنى من مات ليس المعنى من مات وانما المعنى لقن موتاكم اي من حضره الموت ونزل بالموت لقنوهم لا اله الا الله ثم قال وعن ام سلمة رضي الله تعالى عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كم مضى الوقت سبعة وعشرين دقيقة وقال وعن ام سهلة رضي الله تعالى عنها قالت دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابي سلمة وقد شق بصره اي قطع وشخ بصره الى السماء رضي الله تعالى عنه ثم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الروح اذا قبض تبعه البصر اي ان الروح تخرج من الاقدام وتصعد الى اعلى فاخر موضع تخرج منه الروح والبصر فاذا خرجت من البصر وصعدت تبعها البصر يمضوا اليها اين تتجه؟ ينظر اليها اين تتجه؟ فيشخص البصر عند ذلك قال فضج الناس اي الذين حضروا لابي سلمة من اهلي فقال صلى الله عليه وسلم لا تدعوا على انفسكم الا بخير. وهذا موطن من مواطن اجابة الدعاء اذا اذا كان هناك محتظر وقد قبضت روحه فان الملائكة تحضر تحضر هذه الميتة وتؤمن تؤمن على دعاء الحاضرين. قال فان الملائكة يؤمنون على ما تقولون. فان قالوا خيرا اما الملائكة على ذلك الخير وان قالوا شرا قالت الملائكة امين على ذلك الشر ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لابي سلمة وارفع درجته في المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين واغفر لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه وفي لفظ واخلفه في تركته. الحديث رواه مسلم من طريق ابي اسحاق الفزاري عن خالد الحداء عن ابي قلابة عن قبيصة ابن ذؤيب عن ام سلمة رضي الله تعالى عنها. وفي هذا الحديث اداب تتعلق بخروج الروح. وماذا يفعل مع الميت اذا قبضت روحه. ذكر الفقهاء وقد جاء في ذلك اثر اثر ايضا وفي ذلك اثار ماذا يعمي الميت اذا مات فالذي الذي يحضر الميت عند خروج روحه الذي ينبغي عليه اولا ان يلقنه الشهادة ويقول له قل لا اله الا الله ثم يسكت عنه ثم اذا خرجت روحه يفعل حاضره اولا ان يغمض بصره لان البصر يشخص فيغمض عينيه هذا اولا وثانيا يشد لحيه اللحي اللحي اذا بات الميت يسقط فكه الى الاسفل يسقط فكه الاسفل الى اسفل فيكون منظره بشعة فلأجلك استحب اهل العلم ان يشد فكه السفلي ويربط بحبل ويربط على رأسه حتى يتماسك لان الارتخاء يعقبه يعقب تماسك واذا تجد من مات على هيئة ترتخي ثم بعد ذلك تعود عظامه الى اشد ما تكون ثم بعد ساعات من الزمان او بعد مدة الزمان ترتخي وتتفكك مرة اخرى فاذا مات الميت اذا مات الميت يبدأ حاضره اولا بتغميض عينيه فهذا اولا وثانيا يربط فكه السفلي بحبل الى فكه الاعلى الى على رأسه حتى لا يسقط. وثالثا ايضا يمدد قدميه ويمدد يديه ويجعلها بجانبه حتى لا حتى يسهل تغسيله وقلبه ورابعا يضع على بطنه شيئا ثقيلا حتى لا يتخمر ما في بطنه وينتفخ ثم بعدك يسجيه اطيح حتى يغسل حتى يأتي وقت تقصيره ولا يتركه مكشوفا وغير مسجن ولا مغطى. ثم يقول اذا مات وحضر هذا ان يدعو له بهذا الدعاء اللهم اغفر لفلان اللهم ارفع درج المهديين واخلفه في عقبه في الغابرين كن لنا وله يا رب العالمين وافسح له في قبره ونور له فيه واخلفه في تركته. يقول ذلك النبي صلى الله وسلم لابي سوا هذا الحديث حجة لمن قال ان ان الشفاعة ايضا تكون في رفع الدرجات في الجنة. لان النبي قال وارفع درجة المهدين ورفع الدرجات انما يكون في اي شيء يكون في الجنات. ولا يقال الا لمن دخل الجنة لان داخل الجنة الناس فيها يتفاوتون في في منازلهم منهم من هم في الدرجة الاولى منهم في الدرجة الثانية فالنبي شفع له دعائي هذا ان يرفع درجته في المهديين وان يخلف في عقبه ايضا في الغابرين ومعنى واخلوه في عقل الغابرين اي ان عقب تناسل الى ما شاء الله عز وجل. لا ينقطع نسله ولا ينقطع عقبه. ثم دعا واغفر لنا وله يا رب العالمين ثم ذكر ثم قال وافسح له في قبره ونور له فيه. وقوله وافسح له في قبره القبر له ضمة والقبر آآ له ضيق. والمؤمن اذا وضع في قبره مد له مد بصره. مد له مد بصره وافسح له فيه قدر سبعين ذراعا وفتح له باب الجنة يأتيه من روحه وريحان ويقال له هذا منزلك ويرى قصورها ويقال هذا منزلك سيبعثك الله عز وجل وينور له في قبره ولذلك يقول المومي اذا وضع في قبر وراء هذه المنازل يقول ربي اقم الساعة ربي اقم الساعة حتى اعود لاهلي ومالي فيقال له نم نومة اوصي الذي لا يوقظه الا احب اهله اليه ثم ذكرت حديث ذكره حديث عائشة وهو يدل على التسجية قالوا عن عائشة رضي الله تعالى عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفي سجي ببردة حبيرة اي غطي جسده كامل صلى الله عليه وسلم ببردة حبرة. ورواه البخاري ومسلم من طريق الزهري عن ابي سلمة عن عائشة انه سجي حين مات ببردة تنحبرة وهذا لفظ مسلم. نقف على هذا الحديث والله تعالى اعلم. واحكم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد للميت الله تعالى عنه قال لك ابن عباس له وذكر انك عدلت فحكمت فعدلت وآآ صحبت النبي صلى الله عليه وسلم بشار الجنة فقال عمر والله والله تمنيت ان ليس لي مما ذكرت واني افتديت من هول يوم القيامة من هول المطلع واذا تمنيت ان الامر كفى فلا لي ولا علي يقول ذاك عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وايضا كما قال ابن طالب والله عندما دخل دخل ابن الخطاب وهو مسجى قال ما احب ان القى الله بعمل احد غير هذا المسجل؟ يعني اتمنى نلقى الله بعمل رضي الله تعالى عنه. فاذا كان الميت في حال احتضاره يذكر انك كنت ممن يأوي المعروف وينهى عن المنكر ويدعو الى الله عز وجل مثل هذه المرة يؤنس بها ويفرح بها. نعم لا بأس بذلك. هم. حتى يحسن ظنه بالله عز وجل الله يرحمنا برحمته. الله اعلم