بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين امين. اما بعد فبين ايدينا رسالة قيمة للامام ابن تيمية رحمه الله تعالى مستلة من كتابه الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح وهي في صفات النبي عليه الصلاة والسلام واخلاقه جمع فيها رحمه الله تعالى جمعا نافعا مفيدا فنسأل الله عز وجل ان يبارك لنا فيما نتعلمه وان يجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا وان يصلح لنا شأننا كله انه تبارك وتعالى سميع قريب. نعم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول شيخ الاسلام احمد بن عبدالحليم ابن تيمية رحمه الله تعالى وفي الصحيحين عن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشد حياء من العذراء في خدرها وكان اذا كره شيئا عرفناه في وجهه اورد رحمه الله تعالى فهذا الحديث عن ابي سعيد رضي الله عنه في ذكر عظم حياء النبي الكريم عليه الصلاة والسلام وانه اشد الناس حياء وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات كلها والاداب جميعها كان اعظم الناس تتميما لها وتكميلا في كل الاخلاق وجميع الاداب بل ان كل خلق فاضل وادب كريم فلنبينا عليه الصلاة والسلام منه تمامه وكماله اوتي جوامع الاخلاق ومحاسن الاداب ورفيع المعاملات بحيث لا يجار ولا يبارى صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وهنا يذكر ابا سعيد رضي الله عنه عظم حياء النبي عليه الصلاة والسلام والحياء شعبة من شعب الايمان وخير كله ولا يأتي الا بخير كما جاءت بذلك الاحاديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم وهو صفة اذا اتصف بها العبد اعانته على فعل الجميل وترك القبيح واذا نزعت من العبد تباعد عن الجميل وانغمس في القبيح وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ان مما ادرك الناس من كلام النبوة الاولى اذا لم تستحي فاصنع ما شئت فالحياة اذا نزع نزع نزعت الاداب والاخلاق والفظائل واذا اتصف العبد بالحياء فانه معونة له على تكميل الاداب وتتميمها وهو خير كله ولا يأتي الا بخير كما قال ذلكم نبينا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ونبينا صلى الله عليه وسلم كان اشد الناس حياء وابو سعيد رضي الله عنه لما ان اراد في هذا الحديث ان يصف النبي عليه الصلاة والسلام بانه اشد الناس حياء بانه اشد الناس حياء قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشد حياء من العذراء في خدرها لان العذراء في خدرها يظرب بها المثل في شدة الحياء فقوله كان اشد حياء من العذراء في خذ لها بمثابة قوله كان اشد الناس حياء لان العذراء في خدرها يظرب به المثل في شدة الحياء وقوته العذراء في خضرها يظرب به المثل في شدة الحياء وقوته قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اشد الناس اه اشد حياء من العذراء في خدرها في خدرها والعذراء هي البكر التي لا تزال عذرتها باقية وهي بكارتها لم تفتظ يقال لها عذراء البكر البنت التي على حد الزواج ما زالت بعد لم تتزوج عندما تكون ملازمة القرار في البيت ولها خدر تكون فيه لو قدر انه دخل عليها اناس اغراب عنها او نحو ذلك لذابت حياء من قوة حيائها وشدة حيائها يظرب بها المثل في قوة الحياء قال اشد حياء من العذراء في خدرها والخدر ستر يجعل في جانب من البيت للجارية يكون لها مأوى ومكان فكان يظرب بهن المثل في الحياء من كانت قاربت من سن آآ الزواج وهي ملازمة للبيت لكن انظر ماذا قال في العذراء؟ قال اشد حياء من العذراء في خدرها يعني الملازمة للخدر الملازمة للبيت وهذا فيه ان المرأة كلما كانت ملازمة للبيت كان ذلك اعظم في خيريتها بركتها ولهذا قال ربنا جل وعلا وقرن في بيوتكن وفي قراءة وقرن في بيوتكن قرن من القرار وقرن من الوقار يؤخذ من القراءتين ان وقار المرأة في قرارها وقار المرأة في قرارها. اما اذا كانت خراجة ولاجة لا تلازم البيت تكثر الخروج والاسواق ونحو ذلك تتدرج في ضعف الحياة ضعف الحياء فيها الذي هو اجمل ما يكون في المرأة اجمل ما يكون في المرأة الحياء واذا ذهب عنها الحياة ما بقي فيها جمال جمالها الحقيقي في حيائها قال اشد حياء من العذراء في خدرها العذراء في خدرها يعني العذراء التي هي ملازمة للبيت والحشمة والستر الصيانة وتبتعد عن الرجال والمحادثة لهم والمخاطبة لهم اما العذراء التي لا تلازم البيت وتجرأت عن خروج والنظر للرجال والحديث مع معهم فان يضعف فيها الحياء ويضعف الى ان ربما يذهب الى ربما يذهب عنها الحياء هذا الزمان الذي نحن فيه زمان كثرت فيه الفتن وكثرت فيه وسائل اضعاف الايمان اثر ذلك في كثير من البنات والفتيات تأثيرا عظيما جدا فنسأل الله عز وجل منا منه وكرما ان يصلح احوال المسلمين رجالا ونساء شبابا وشابات وان يرد الجميع اليه ردا جميلا وان يعيذ الجميع من الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يصلح ابناءنا وبناتنا بمنه وكرمه انه سبحانه وتعالى جواد كريم قال وكان اذا كره شيئا عرفناه في وجهه عرفناه في وجهه وهذه تتمة في بيان شدة حياء النبي عليه الصلاة والسلام يقول وكان اذا كره شيئا عرفناه في وجهه اي انه لا يتكلم به لحيائه لا يتكلم به عليه الصلاة والسلام لحيائه لكن يعرف في وجهه ولهذا كثير من الاشياء يتركها الصحابة ولا يفعلونها لانهم يرون في وجهه انه كره هذا الامر ويعرفون في وجهه كراهة هذا الامر سبحان الله انظر هذه التربية ما اعجبها وما اعظمها اشياء كثيرة يتركون ولا يفعلون بل لا يفكرون في فعلها لانهم رأوا في وجهه عليه الصلاة والسلام انه يكره ذلك يكره ذلك مع ان بعض المربين في كثير من القضايا المهمة في التربية ينبه مرة واثنتين يهدد ويخوف ومن عنده لا يبالي ومن عنده لا يبالي لكن انظر هذه التربية التي كان عليها الصحب الكرام رظي الله عنهم وهم وهم اهل الخيرية خير الامة وهذا من الشواهد على الخيرية التي كانوا عليها رضي الله عنهم وارضاهم قال وكان اذا كره شيئا عرفناه في وجهه عرفناه في وجهه يعني دون ان يتكلم وهو لا يتكلم به لحياءه وهذا موطن الشاهد في هذه التتمة في هذا الحديث نعم قال رحمه الله تعالى وفي الصحيحين عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لم يكن فاحشا ولا متفحشا ثم اورد هذا الحديث عن عبد الله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا فاحشا الفاحش هو من يفعل الفحش او يقوله من يفعل الفحش او يقوله الفاحش ده ده الفحش قولا وفعلا يفعل الفحش او يقول الفحش والفاحش هو ما تجاوز به المرأة الحج ما تجاوز به الحج في عموم الاشياء الشيء الذي يتجاوز به الحج يقال فاحش ولهذا يقولون تارة طول فاحش فالفاحش هو ما تجاوز به المرء الحد فالفاحش من الاقوال والافعال هو ما تجاوز المرء فيها حد الادب تجاوز فيه حد الادب وحد الخلق خرج عنه فما كان فاحشا لان اعماله واقواله صلى الله عليه وسلم كلها على اتم ما يكون خلقا وادبا قال ولا متفحشا والمتفحش هو الذي يتعمد الفحش يكثر منه ويتكلف ويكون صفة له فما كان عليه الصلاة والسلام فاحشا ولا متفحشا والنفي هنا في اثبات كمال خلق النبي عليه الصلاة والسلام المراد بهذا النفي اثبات كمال خلق النبي عليه الصلاة والسلام وانه لكمال خلقه وادبه لا لا يصدر منه الفحش لا قولا ولا فعلا هذا هو المراد المراد بهذا الحديث بيان كمال خلق النبي عليه الصلاة والسلام وانه دوما في تعاملاته على اتم ما يكون خلقا وادبا فلا يصدر منه الفحش ولا يقع منه لا في الاقوال ولا في آآ الافعال صلوات الله وسلامه عليه نعم قال رحمه الله تعالى وروى البخاري عن انس رضي الله عنه قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فحاشا ولا لعانا كان يقول لاحدنا عند المعتبة ما له تربت جبينه قال وروى البخاري عن انس رضي الله عنه قال لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم سبابا ولا فحاسا ولا لعانا. هذه ثلاثة اشياء ينفي انس رضي الله عنه ان يكون الرسول صلى الله عليه وسلم متصفا بشيء منها فلم يكن سبابا سبابا اي من السب وهو الشتم اللعن ونحو ذلك لم يكن سبابا وكثير من الناس عندما يفقد الخلق لا يتعامل في المواقف الا بالسب لا يتعامل مع المواقف الا بالسب ولا يحسن اصلا ان يتعامل في المواقف التي تمر به الا الا بالسب ويبادر اليه اولا فمن كان كذلك يوصف بانه سباب وفاحش وبذيء وهذه الصفات ذميمة لا يليق بالمسلم ان يفعل امورا تجعله متصفا بهذه الصفات بئس الاسم الفسوق بعد الايمان فنبينا عليه الصلاة والسلام وهو قدوة الامة لم يكن سبابا اي لم يكن من شأنه ولا من صفته ذلك ولا فحاشا وفحاش نظير ما تقدم في حديث عبدالله بن عمرو قال لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا لعانا اي ذا لعن يلعن ويشتم وما كان كذلك عليه الصلاة والسلام بل لما قيل له في في نفر من المشركين قال الا الا تلعنهم؟ قال لم ابعث لعانا وانما بعثت رحمة فما كان عليه الصلاة والسلام سبابا ولا فحاشا ولا لعانا كان يقول لنا لاحدنا عند المعتبة انتبه هنا لما يقول انس عند المعتبة عند المعتبة هي التي عبرت عنها بالمواقف المواقف التي تضجر الانسان او تضايقه طلب ان يفعل شيء فلم يفعل او الا يفعل شيء ففعل كثير من الناس في هذه المواقف ما يتمالك نفسه فيبادر الى السب والفحش اللعن ونحو ذلك فنبينا عليه الصلاة والسلام كان بعيدا عن ذلك كله وكان يقول لا لاحدنا عند المعتبة ما له تربت جبينهم ما لو تربت جبينه. وهذه الكلمة تقولها العرب ولا يقصدون حقيقتها وانما كلمة جرت على اه اللسان ولا يقصدون حقيقتها قال ما له تربت يمينه او جبينه نعم معنى ما لو تربت جبينه يعني لا اصاب خيرا هذا معناه في الاصل لكنها لا يقصدونها لا يقصدونها يعني تجري على الالسنة لكنهم لا يقصدون حقيقتها. نعم قال رحمه الله تعالى وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها انها قالت ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما فان كان اثما كان ابعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه قط الا ان تنتهك حرمة الله قال وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها انها قالت ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين امرين المراد بالامرين في التعاملات التي بينه وبين الناس التعاملات التي فيما بينه وبين الناس ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما وهذا فيه ان هذا الدين يسر وهكذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام قال ان هذا الدين يسر ان هذا الدين يسر وهذه ابواب التيسير على وجهها الصحيح تيسير الشريعة بعض الناس يتحدث عن التيسير ويلغي تحت ما مسمى التيسير بعض الواجبات بعض الواجبات يلغيها ويقول الدين يسر ويلغي بعظ الواجبات مرة في احدى الدول ذكروا لي عن بعض الناس قالوا ما يصلون في الاسبوع الا اه مرة او مرتين ما يصلون خمس صلوات يقول الدين يسر الدين يسر ما نشق على انفسنا نصلي مرة في الاسبوع او مرتين تكفي الدين يسر فبعض الناس تحت هذه الكلمة التيسير او يسر الدين ربما القى الغى فرائض او الغى واجبات فالتيسير عندما يؤتى به على بابه وعلى وجهها الصحيح مثل ما في هذا الحديث هذا من جمال الشريعة ومحاسنها فديننا يسر لا عنة فيه ولا مشقة لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم. فديننا يسر قال ما خير بين امرين الا اختار ايسرهما ما لم يكن اثما ما لم يكن اثما وهذا فيه التنبيه لان التيسير لابد ان يضبط بضوابط الشريعة لابد ان يضبط بضوابط الشريعة ويقيد بقيود الشريعة قال ما لم يكن اثما قال فان كان اثما كان ابعد الناس منه ان كان اثما كان ابعد الناس منه لاحظ هنا فائدة اشير اليها احسب انها مهمة جدا وهي ان من الامور ما قد يظن او يقال فيها انها تيسير وتكون مخالفة للشريعة وتكون مخالفة للشريعة ينظر لها الانسان يقول انها تيسير وانها يسر وانها ايسر فلاحظ هنا في في هذا الحديث اذا خير بين امرين اختار ايسرهما ما لم يكن هذا الايسر مخالفا للشريعة فاذا ليس كل ايسر وكل امر في يسر يبادر اليه الانسان بل لابد ان يزن بميزان الشرع ويضبط بضابط الشرع قال فان كان اثما كان ابعد الناس منه اثما اي في مخالفته لشرع الله وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه قط وهذا ايضا من كمال خلقه وعظيم ادبه صلى الله عليه وسلم ما عرف انه انتقم لنفسه او غضب لنفسه حتى جاء في حديث اخر ما غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه قط الا الا ان تنتهك حرمات الله فلا يقوم لغضبه شيء. يعني يغضب اشد الغضب لكن لنفسي ما يغضب اذا كان الامر يتعلق بشخصه بنفسه ما يغضب ولا ينتقم قالت وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه قط الا ان تنتهك حرمة الله اذا انتهكت حرمة الله لا يقوم غضبه شيء غيرة على دين الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وعنها رضي الله عنها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط لامرأة ولا خادما الا ان يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء قط فينتقم من صاحبه الا ان ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله ثم اورد عنها رضي الله عنها انها قالت ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط لا امرأة ولا خادما لاحظ قد يؤتى بها لتأكيد النفي وعائشة ملازمة للنبي عليه الصلاة والسلام وهي ذات دراية عظيمة جدا بسيرته وشمائله واخلاقه لازمته ملازمة طويلة تقول ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده شيئا قط لا امرأة ولا خادما لا امرأة ولا خادما في الاحاديث الاول حفظ اللسان وهذا الحديث في كف اليد وقد قال عليه الصلاة والسلام اظمنوا لي ستا من انفسكم اضمن لكم الجنة وذكر منها صيانة اللسان وكف الايدي صيانة اللسان وكف الايدي كان قدوة صلى الله عليه وسلم لامته في ذلك فاللسان كما تقدم لم يكن سبابا ولا فاحشا ولا لعانا والمواقف التي تحدث في عند المعتبة او نحو ذلك يقول اه انس كما تقدم ما كان يقول الا ما له تربت جبينه وفي ما يتعلق بالفعل ومد اليد تقول عائشة في هذا الحديث ما ظرب صلى الله عليه وسلم شيئا بيده قط لا امرأة ولا ولا خادمة الا ان يجاهد في سبيل الله هذا باب اخر لاعلاء دين الله والانتصار لدين الله عز وجل قالت الا ان يجاهد في سبيل الله وما نيل منه شيء شيء قط فينتقم من صاحبه. يعني اذا كان الامر يتعلق بشخصه هو عليه الصلاة والسلام ما ينتقم ما انتقم لنفسه قط الا ان ينتهك شيء من محارم الله فينتقم لله اي غضبا لله عز وجل ونصرة لدينه. نعم قال رحمه الله تعالى وروى مسلم في صحيحه عنها رضي الله عنها وقد سئلت عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه القرآن. هذا الحديث حديث عظيم جدا في في بيان كمال خلق النبي صلى الله عليه وسلم وام المؤمنين عائشة ومن هي مكانة ومعرفة بالنبي عليه الصلاة والسلام عندما سئلت عن خلقه صلى الله عليه وسلم قالت كان خلقه القرآن وهو حديث جامع في بيان كمال خلق النبي عليه الصلاة والسلام ويأتي الكلام على هذا الحديث قريبا لان اه المصنف رحمه الله تعالى سيعيده قريبا نعم قال رحمه الله تعالى وروى ابو داوود الطيالسي عن شعبة قال حدثنا ابو اسحاق قال حدثنا ابو عبد الله الجدلي قال سمعت عائشة رضي الله عنها وسألها عن خلق رسول الله صلى الله عليه قال سمعت؟ قال سمعت عائشة وسألها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لم يكن في القائل هو ابو عبد الله الجدلي قال سمعت عائشة سمعت عائشة وسألها اي هو نفسه في المصادر اه قال ابو عبد الله سألت عائشة عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت نعم احسن الله اليكم وسألها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت لم يكن فاحشا ولا متفحشا ولا سخابا في الاسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة. ولكن يعفو ويصفح او يغفر. شك ابو داوود ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث ان ابا عبد الله الجدلي قال سمعت عائشة وسألها عن خلق رسول الله هو سأل عائشة رضي الله عنها اه سمعها وقد سألها عن خلق رسول الله فقالت لم يكن فحاشا ولا متفحشا وهذا نظير ما تقدم في حديث عبد الله بن عمرو وكذلك في حديث انس قال فقالت لم يكن فحاشا ولا متفحشا ولا سخابا في الاسواق وتروى في في الاشهر بالصاد. وكلاهما صحيح صخابا وسخابا والسخب والصخب رفع الصوت واللجج والخصومة وهذا كثير ما يقع في الاسواق والاسواق هي ابغض البقاع الى الله عز وجل لانها مظنة اللغط والسباب والخصومات واللجج الاصوات العالية هذي مظنة الاسواق بخلاف المساجد المساجد مظنة السكون والطمأنينة والذكر والدعاء والمناجاة ولهذا جاء في في الحديث احب البقاع الى الله المساجد وابغضها الى الله اسواقها احب البقاع الى الله مساجدها واحب وابغض البقاع الى الله اسواقها فالحاصل الاسواق هي مظنة الصخب واللجج والخصومة ورفع الاصوات فما كان كذلك عليه الصلاة في دخوله للاسواق وكان يدخل الاسواق يبيع يشتري صلى الله عليه وسلم ما كان سخابا في الاسواق ولا يجزي بالسيئة السيئة يعني من اساء اليه لا يقابل الاساءة بالاساءة وانما يقابلها بالاحسان الله سبحانه وتعالى يقول ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم فكان لا يجزي بالسيئة السيئة اذا ما ماذا كان يصنع؟ قال قالت ولكن يعفو ويصفح او يغفر ولكن يعفو العفو العفو ترك المؤاخذة على الذنب والخطأ العفو ترك المؤاخذة على الذنب وعلى الخطأ والصفح ازالة اثر ذلك من النفس ازالة اثر ذلك من النفس ولهذا احيانا يحصل العفو ولكن اه يبقى في النفس شيء فيكون حينئذ لم يصفح فاذا ازالها اثر ذلك من نفسه ولم يبق في نفسها اي اثر على من من هذا الامر الذي حصل يكون قد صفا فاذا العفو هو عدم المؤاخذة على الذنب او الخطأ الذي حصل والصفح ان يزيل اثر ذلك من اه من نفسه يزيل اثر ذلك من نفسي. قالت ولكن يعفو ويصفح او يغفر. شك ابو داوود نعم قال رحمه الله تعالى ورواه الحاكم في مستدركه على الصحيحين. نعم يعني الحديث المتقدم رواه فيما ذكر اولا ابو داوود وساق اسناده قال وراه الحاكم في مستدركه على الصحيحين نعم احسن الله اليكم. وفي الصحيحين عن علقمة قال سألت عائشة رضي الله عنها كيف كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل كان يخص شيئا من الايام؟ قالت لا كان عمله ديمة وايكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع قال وفي الصحيحين عن علقمة قال سألت عائشة كيف كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هذه السؤالات الكثيرة من التابعين للصحابة لعائشة وغيرها عن عمل النبي صلى الله عليه وسلم كلها من دلائل حرصهم على ظبط افعاله واقواله واعماله وادابه ليعملوا بها اولا ولينقلوها للامة كما سمعوها من اصحاب اه النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه فكانوا يحرصون على تتبع ذلك والسؤال عنه قالت اه قال القمة سألت عائشة كيف كان عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ وهل كان قصوا شيئا من الايام معنى يخص شيئا من الايام اي بعبادة مخصوصة لا يفعلها في يوم غيره يأتي ليوم يخصه عمل لا يفعل مثلها في غيره لا يفعل اه مثلها في في غيره هل كان هذا من طريقته؟ هل هذا كان من هديه انه يخصص يوم بعمل هل كان يخص شيئا من الايام يعني بعمل بعبادة مخصوصة فلا يفعل مثلها في في غيره يعني مثلا تجد الصيام والصلوات والصدقات واعمال البر الاخرى تجده مع الايام تزيد في ايام وتنقص لكن لا يجعل لعمل منها يوما لا يفعل في ذلك اليوم الا ذلك العمل او يخص آآ بذلك العمل هذا ما كان من هديه قال وهل كان يخص شيئا من الايام يعني بعبادة ما مخصوصة لا يفعلها او لا يفعل مثلها في غيره قالت لا هي ما كان يفعل ذلك كان عمله ديمة كان عمله ديمة يعني اعمال الخير واعمال البر والطاعات التي يفعلها لا يخص يوم بها لا يفعلها الا فيه بل هي ديمة ومعنا ديما اي دائمة مستمرة دائمة مستمرة. اصل هذه الكلمة ديماء المطر المستمر يقال له دين ويقال له ديمة المطر المستمر فوصفت عمل النبي صلى الله عليه وسلم بانه ديمة اي انه آآ يداوم يستمر عليه ولهذا جاء عنه في الحديث الاخر انه قال صلى الله عليه وسلم احب العمل الى الله ادومه وان قل ادوموا وان قل وهذا لا ينتبه كثير لا ينتبه له كثير من الناس احب العمل الى الله ادومه وان قل يعني مثلا تقوم من الليل آآ ثلاث ركعات تواظب عليها او خمس ركعات تواظب عليها هذا احب من ان تصلي في ليلة واحدة احدى عشر احدى عشرة ركعة تطول فيها اطالة ثم تفعلها ليلة ثانية ثم ليلة ثالثة ثم تجاهد نفسك في ليلة رابعة ثم تتوقف احب العمل الى الله ادومه وان قل هذا الاحب الى الله اما ان يفعل الانسان قليلا من من العمل كثيرا من العمل ثم ينقطع عنه ثم ينقطع عن هذا مما لا ينبغي ان يكون عليه المسلم. المسلم ينبغي ان يوظف نفسه على المداومة على العمل ولو كان قليلا وهذا هو الاحب الى الاحب الى الله سبحانه وتعالى فمثلا في باب الصيام يعني بعض الناس يكثر يكثر من الصيام عن نفسه ثم يترك ويمل وفي الحديث ان الله لا يمل حتى تملوا يململ العبادة ويتركها لكن لو كان قليل يداوم عليه فهذا احب الى الله عز وجل وهو مدعاة لعدم الملل من الطاعة وعدم السآمة من اه منها الاحب الى الله هو الادوم وان قل. المهم ان عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن عمله كانت كان عمله ديمة قالت وايكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع يعني في اعمال في قيام الليل كان يقوم الليل حتى تتورم قدماه يطيل في القيام لكن ما يفعل ذلك ليلة ويترك يداوم ولو ان انه لم يتمكن ليلة من من تلك الصلاة لسبب او عذر او نحو ذلك صلاها من الضحى صلوات الله وسلامه عليه لانه يداوم العمل الذي يفعله يداوم عليه ويواظب عليه وهذا هو الاحب الى الله عز وجل. قالت وايكم يستطيع ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستطيع. نعم قال رحمه الله تعالى وروى مسلم في صحيحه عن سعد بن هشام وقد سأل عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت الست تقرأ القرآن؟ قال بلى. قالت فان خلق نبي الله القرآن. نعم هذا الحديث الذي تقدم ذكره فيما تقدم بمعناه واعاده هنا قال وروى مسلم في صحيحه عن سعد بن هشام وقد سأل عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت الست تقرأ القرآن الست تقرأ القرآن؟ قال بلى قالت فان فان خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم القرآن لما سألها عن خلق النبي لما سألها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت له في جوابي سؤاله الست تقرأ القرآن؟ قال بلى قالت كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم القرآن. ما المعنى يعني اذا اردت ان تعرف خلق النبي عليه الصلاة والسلام اقرأ القرآن اقرأ القرآن فالقرآن تمثل آآ امتثله النبي صلى الله عليه وسلم فعلا وقولا في جميع ما جاء في القرآن كل ما تراه من المعاملات والاداب والعبادات والاخلاق غير ذلك كل ذلك امتثله النبي صلى الله عليه وسلم ايضا باب النواهي كل ذلك امتثى كل ما تقرأ ولهذا من يريد ان يقرأ من يريد ان يعرف ما هو خلق النبي عليه الصلاة والسلام يقرأ القرآن وهذا الجواب سبحان الله من عائشة جواب وافي للغاية جواب وافي شافي كافي اجابت جوابا ما اتمه وما احسنه رضي الله عنها وارضاها حتى ان سعد بن هشام الذي سأل هذا السؤال وقع هذا الجواب من قلبه وقع هذا الجواب في في قلبه موقعا عظيما جدا كان له وقع عظيم جدا في قلب سعد لما سمع منها هذا الجواب ماذا قال كما في صحيح مسلم في تتمة الحديث قال فهممت ان اقوم ولا اسأل احدا عن شيء حتى اموت اممت ان اقوم ولا اسأل احدا عن شيء حتى اموت لماذا قال هذه هذه الكلمة؟ لانه بهذا الجواب اشتفى واكتفى. وجد ان الجواب شافي وكافي. اقرأ القرآن اقرأ القرآن قال كيف كان خلق النبي؟ ماذا كان خلق النبي صلى الله عليه وسلم؟ قالت الست تقرأ القرآن؟ قال بلى. قالت كان خلق القرآن كان خلق القرآن يقول الامام ابن القيم رحمه الله تعليقا على قول عائشة في كتابه التبيان في اقسام القرآن قال فهذه كانت اخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم المقتبسة من مسكاة القرآن فكان كلامه مطابقا للقرآن تفصيلا له وتبينا وعلومه علوم القرآن واراداته واعماله ما اوجبه وندب اليه القرآن واعراضه وتركه لما منع منه القرآن ورغبته فيما رغب فيه وزهده فيما زهد فيه وكراهته لما كره ومحبته لما احبه وسعيه في تنفيذ اوامره في تنفيذ اوامره وتبليغه والجهاد في اقامته فترجمة ام المؤمنين لكمال معرفتها بالقرآن وبالرسول فترجمة ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها لكمال معرفتها بالقرآن وبالرسول وحسن تعبيرها عن هذا كله بقولها كان خلق القرآن وفهم هذا السائل يقصد سعد لها عن هذا المعنى فاكتفى به واشتفى فاكتفى به واشتفى انتهى كلام ابن القيم يشير ابن القيم بقوله فاكتفى به واشتفى الى قول سعد لما سمع هذا الجواب من ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قال على اثر ذلك فهممت ان اقوم ولا اسأل احدا عن شيئا حتى اموت لانه اكتفى واشتفى بهذا الجواب العظيم والكلام المسدد الذي سمعه من ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها هذا السؤال كان يتكرر على عائشة كثيرا ما تسأل عن ذلك حتى بعض الصحابة سألوها يعني في آآ فظائل آآ القرآن لابي عبيد وغيره عن ابي الدرداء انه سأل ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت كان خلقه القرآن يرظى لرظاه ويسخط لسخطه. وهذا توظيح يرضى لرضاه ويسخط بسخطه يعني رضاه تبعا للقرآن وسخطه تبعا للقرآن يرظى لرظاه ويسخط لسخطه ما كان من الامور التي اه في القرآن طاعة وعبادة وخلق وادب ونحو ذلك فهو من اهلها آآ يرضى آآ لها ويقبلها ويدعو اليها ويأمر بها وما كانت من المساخط والمناهي فانه بعيد عنها ومجانب لها صلوات الله وسلامه عليه وجاء في سنن النسائي ايضا ان سائلا سأل وام المؤمنين عائشة عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقرأت قد افلح المؤمنون حتى انتهت والذين هم على صلواتهم يحافظون. ثم قالت هكذا كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا كان خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم انتبه هنا في في امر مهم في باب الخلق واضح في كلام ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها سأل هذا السائل عن خلق الرسول عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم فقالت قد افلح قرأت قد افلح المؤمنون الى قوله والذين هم على صلواتهم يحافظون وهذه الامور المذكورة في هذا السياق فيها صلاة فيها امانة فيها وفاء هي ادان الزكاة فيها حفظ الفروج وبعد عن الفواحش منوعة هذه كلها داخلة في باب الخلق لان خلق الدين كله الخلق الدين. وانك لعلى خلق عظيم اي دين كامل. بهذا فسر الصحابة رضي الله عنهم الاية فخلق النبي صلى الله عليه وسلم القرآن يعني جميع ما في القرآن من اوامر يأتمر بها وجميع ما فيه من نواهي اه انتهى عنها صلى الله عليه وسلم يأتمر باوامر القرآن ينتهي عن نواهي القرآن. ولهذا قال الله سبحانه وتعالى لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر ولهذا فانك لا تقرأ في القرآن اي خلق واي عبادة واي تعامل الا ونبينا عليه الصلاة والسلام متصف بذلك باعلى ما يكون وله من جميع اوصاف الخير ذروتها واعلاها واتمها واكملها صلوات الله وسلامه وبركاته عليه ونسأل الله عز وجل الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه سميع قريب مجيب احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم غفر الله لنا ولكم وللمسلمين قل هذا السائل احسن الله اليكم بما تنصحنا في التدرج في طلب السيرة النبوية السيرة النبوية سيرة سيرة عطرة هي سيرة ازكى عباد الله وافظلهم وامامهم وقدوتهم صلوات الله وسلامه عليه وقراءتها والعناية بها متأكدة وينبغي على كل مسلم ان يعنى بها قراءة وايضا آآ عناية بها لانها لانها زاد المسلم ومعين عذب يرتوي منه اه المسلم في حياته والسيرة كما لا يخفى لها تأثير لها تأثير بالغ على العبد ومن يقرأ سير الصالحين تأثر بصلاحهم وتحركت نفسه للتأسي بهم واتباعهم ومن قرأ ايضا سير الطالحين تأثر بهم والعياذ بالله فاولى سيرة تقرأ ويعتنى بها تصرف الاوقات الكثيرة في قراءتها سيرة النبي صلى الله عليه وسلم والامر كما ذكر السائل تدرج في القراءة بدءا المختصرات ثم يرتقي بعد ذلك الى ما هو اوسع فاوسع وهكذا ومن احسن واجود المختصرات في السيرة مع دقة وعناية المنظومة البيئية لي لابن ابي العز الحنفي رحمه الله تعالى شارح العقيدة الطحاوية له نظم جميل جدا في مئة بيت معروفة المنظومة المائية في السيرة ففيها مئة بيت سهلة وسلسة ومرتبة معتنى بنظمها عناية دقيقة جدا فينظر فيها وما تيسر ايظا من شرح لها وينطلق بعد ذلك الى ما هو اوسع مثل كتاب الفصول في سيرة الرسول للامام بن كثير رحمه الله تعالى ثم السيرة التي في كتابه البداية والنهاية اوسع من ذلك وغير ذلك من كتب السيرة ايظا من المختصرات النافعة آآ آآ لا السيرة او مختصر السيرة لعبد الغني المقدسي وهو كتاب عظيم جدا في اه مختصر في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ولاهل العلم في ذلك كتابات كثيرة نافعة ومفيدة نعم احسن الله اليكم وبارك فيكم يقول قوله الامام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله له مختصر نافع جدا في السيرة وتميز عن غيره من كتب السيرة ان الجوانب العقدية ابرزها واوضحها وايظاحا بينا واخذ يستقي الدروس العظيمة في العقيدة والتوحيد من خلال سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا جانب لا تجده في اه في الغالب في كتب اه السيرة الاخرى نعم وصلى الله احسن الله اليكم وبارك فيكم يقول قوله في الحديث اذا كره شيئا عرفناه في وجهه هل يفيد هذا ان السكوت على شيء اكرهه خير من تنبيه الانسان على اني اكره هذا الامر فهذا اذا كان بلغ الامر في التربية هذا المبلغ هنا ينبغي ان ان يلاحظ ان ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم اه اذا كره شيئا عرف في وجهه لا يتكلم به لشدة حيائه ويعرفون ذلك منه يعرفون شدة حيائه ويعرفون ايضا كراهية كراهيته لذلك. ولهذا كان يكفيهم هذا كان يكفيهم هذا قد يكون اه بعض الناس عنده ضعف في الحياة ضعف الحياة ويقول انا اريد مثلا ان اطبق هذه السنة اكتفي السكوت ولا اتكلم ولا يكون آآ يعني عنده آآ ذاك الحياء الذي يعرف به فيمنعه عن التكلم فليس هذا من التطبيق للسنة في شيء هذا تكلف اما النبي صلى الله عليه وسلم فهذا حياء ليس تكلفا هذا يفعله حياء صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والحاصل اذا اذا كان اه سكوت المرء وظهور هذا على وجهه يكفي في اصلاح من حوله من ولد او فمن هو معني بتأديبهم وتربيتهم ان كان يكفي اكتفى به وان كان لا يكفي فالمقام مقام اصلاح المقام مقام اصلاح وتوجيه نعم ولهذا بعض الناس ما قد لا يكفيه ذلك لا يكفيه آآ التمعر الوجه او ظهور الغظب ولا يكفيه الزجر مرة او النهي مرتين فبحسب المقام نعم اما الصحابة رضي الله عنهم فكان يكفيهم ذلك كان يكفيهم ذلك وما ان يروا على وجه النبي صلى الله عليه وسلم الكراهة لذلك الا وكانوا في مباعدة ومجانبة عنه نعم احسن الله اليكم يقول من ابتلي بمن اخلاقه سيئة حتى انه يتطاول عليه وقد يسبه فكيف يجمع بمعاقبة من اساء اليه في هذه الحالة او يتأسى بالنبي صلى الله عليه وسلم وان يكون سهلا لينا ولا ينتقم لنفسه مع العلم انه قادر على ايذائه من هذا من هذا خلقه اه الان عندنا يعني في في هذا السؤال آآ شخصان شخص يعني حسب وصف السائل سيء الخلق والسائل يعني يريد لنفسه البقاء على الاخلاق واللين والسماحة والرفق هذا المقام اذا نظر اليه هذا السائل مقام تربية وتأديب فان صبره على صاحبه وملاينته والرفق به مع الايام سيغير فيه ولابد سيغير من خلقه ومن كان سيء الخلق اذا يسر الله عز وجل من يلاطفه ويترفق به ويعامله بالخلق الحسن سيؤثر فيه ولابد باذن الله سبحانه وتعالى. ولهذا اقول ان كنت ترى نفسك لا تتأثر باخلاقه ولا يكون ذلك سببا لتأثير اخلاقه عليك في تعاملك فاستمر في هذه المعاملة لعل الله سبحانه وتعالى يجعل في تعاملك معه صلاحا خلقي وادبه وقد قال الله تعالى ادفع بالتي هي احسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كانه ولي حميم واما اذا كنت تخشى على نفسك وبدأت تتضرر من ذلك فالخير ان تجتنب مصاحبة من كان كذلك وتبتعد عن مصاحبته وتنتقي من الاصحاب من يكونون عونا لك على الخير احسن الله اليكم يقول نرجو نصيحة للزوجين سيما اذا كان الزوج سيء الخلق مع زوجته وعياله. الحياة الزوجية الاصل ان تكون مبنية على المسامحة والملاطفة الرحمة والرفق هذا هو الاصل ويكون هذا الامر من الزوجين معا هذا الاصل في اه الحياة الزوجية وجعل بينكم مودة ورحمة هذا الاصل ان يكون فيه مودة وان يكون فيه رحمة وان تكون قائمة على ذلك ولهذا هذين الامرين عماد الحياة الزوجية المودة والرحمة فاذا اختل او احدهما ضعفت الحياة الزوجية واصبحت متوترة وربما افضى بالامر الى الانفصال وهذه المودة والرحمة مطلوبة من الزوجين وكل منهما يبادر الاخر المعنى نفسه فالاصل هو هذا وايضا الاصل ان يكون هناك احتمال لان الانسان يصيبه ما يصيبه فيؤثر عليه فبالاحتمال والرحمة والرفق والتسديد والمقاربة وايضا كثرة الدعاء كثرة الدعاء وسؤال الله سبحانه وتعالى تأتي الامور بالخير اذا حصل المجاهدة والملاينة اه تلطف ونحو ذلك وكثرة الدعاء دعاء الله سبحانه وتعالى فالله وحده سبحانه وتعالى هو الذي يأتي بالخير نعم احسن الله اليكم يقول يستدل البعض بحديث بعثت لاتمم مكارم الاخلاق على ان التوحيد ليس اول ما يدعى اليه فهل هذا الاستدلال الصحيح هل من الخلق ان يخلق الله عز وجل العبد فيعبد غيره هل من الخلق ان يخلق الله عز وجل العبد فيعبد غير الله ويدعو غير الله ويستغيث بغير الله هل هذا عنده خلق؟ هذا من افسد الناس خلقا من افسد الناس خلقا من تفرد الله عز وجل بخلقه ورزقه والانعام عليه وامده بالنعم ثم يصرف عبادته لغير المنعم ويلتجأ الى غير المنعم ويخضع لغير المنعم فهذا فساد في الخلق والخلق يتناول والادب يتناول الادب مع الله سبحانه وتعالى والادب مع رسوله والادب مع عباده الادب مع العباد هذا باب من ابواب الخلق ومن يعبد غير الله عز وجل عنده اشد ما يكون في باب فساد الاخلاق ولهذا جاء في صحيح مسلم ان عائشة رضي الله عنها قالت اه قالت وهي تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد الله ابن جدعان قالت كان يقرئ الضيف وذكرت من اخلاقه وتعاملاته الجميلة شيئا قالت اينفعه ذلك قال لا لانه ما قال يوما قط اللهم اغفر لي خطيئتي يوم الدين ما كان يعمل لاجل الاخرة وللوقوف بين يدي الله سبحانه وتعالى فما ينفعه ذلك ما ينفعه ذلك ولهذا باب الخلق ركيزته باب الخلق ركيزة التوحيد توحيد الله واخلاص الدين له وافراده سبحانه وتعالى فاذا فسدت العقيدة فسد الخلق وان وان وجد في الانسان شيء من التعامل الجميل لا ينفعه اذا اذا كانت فسدت العقيدة لا ينفعه عند الله سبحانه وتعالى لان الذي ينفع عند الله ما قام على التوحيد وابتغي به وجه الله سبحانه وتعالى قال عز وجل ومن اراد الاخرة وسعى لها سعيه وهو مؤمن فاولئك كان سعيهم مشكورا عادي اه بن حاتم الطائي حاتم الطائي يضرب به المثل في الكرم سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال كان والدي يفعل كذا ويفعل كذا ويفعل كذا هل ينفعه ذلك قال لا ذاك رجل اراد شيئا فناله قال اهل العلم الشهرة قال اهل العلم الشهرة اراد شيئا فناله اراد شيئا اي الشهرة فنال الشهرة لكن ما ينفع عند الله لانه لان عمله ذلك لم يبتغى به وجه الله اذا النافع عند الله من الاخلاق او غيرها من الاعمال ما ابتغي به وجه الله ولهذا ينبغي ان ننتبه لهذا ان باب الخلق قربة قربة من القرب التي يتقرب بها العبد الى الله سبحانه وتعالى ولا ولا يدخل الخلق الحسن في اه اه في باب العمل الصالح الا بالنية وقصد التقرب الى الله سبحانه وتعالى فقص التقرب به الى الله عز وجل نعم احسن الله اليكم يقول ما السر في ان حسن الخلق يبلغ به صاحبه درجة الصائم والقائم لان شأن الخلق شأن عظيم جدا شأن الخلق عظيم جدا في اه اثره على النفوس ووقعه على آآ القلوب له اثر عظيم جدا وهو باب رفعة عند الله عز وجل حتى ان نبينا صلى الله عليه وسلم لما سئل عن اكثر ما يدخل به الناس الجنة قال تقوى الله وحسن الخلق تقوى الله وحسن الخلق وقال اقربكم مني منزلة يوم القيامة احاسنكم اخلاقا فحسن الخلق باب رفعة علوا عند الله سبحانه وتعالى نعم احسن الله اليكم يقول من ظلم مظلمة في نفسه وعرضه فهل الافضل له ان يصبر؟ ام يشتكي هذا الظالم اذا كان الامر جزاكم الله خير