بسم الله الرحمن الرحيم ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم لا علم لنا الا ما علمتنا اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علما وبعد ايها الاخوة الكرام ان موضوع الذكر والدعاء من اشرف الموضوعات واجلها لان ذكر الله عز وجل ودعاءه خير امر تصرف فيه الاوقات وتمر فيه الازمان والانفاس فهو اشرف الاعمال وازكاها واحبها الى الله جل وعلا وكل مسلم يدرك مكانة الذكر والدعاء من دين الله تبارك وتعالى فالذكر يصاحب المسلم الصادق في كل اوقاته وفي جميع اعماله وفي عباداته كلها لان روح العبادة ذكر الله جل وعلا واقم الصلاة لذكري والعلماء رحمهم الله كتبوا قديما وحديثا في الذكر والدعاء كتابات نافعة مطولة ومختصرة منهم المسهم ومنهم المختصر في جمع ما يهم المسلم بهذا الباب الشريف والموضع والموظوع العظيم ذكر الله جل وعلا ودعائه ومن الكتابات المختصرة النافعة الجامعة المفيدة المبنية على كتاب الله عز وجل والسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كتاب تحفة الاخيار في بيان جملة من الاذكار من صحيح السنة ومن كتاب الله عز وجل من جمع الامام العلامة الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله وغفر له وهو كتاب قيم للغاية في بابه بناه رحمه الله على الادلة الصحيحة من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه وقد راعى فيه رحمه الله الاختصار وعدم الاطالة والاقتصار على بعض الادلة في الباب الذي قصد بيانه وبدأ بمقدمة نافعة ذكر فيها جملة طيبة من ادلة القرآن الكريم وادلة السنة النبوية الدالة على فضل الذكر والدعاء وعظم شأنه ورفيع مكانته عند الله وما يترتب عليه في الدنيا والاخرة من الثمار اليانعة والاكل المستمر والخير الدائم في الدنيا والاخرة وسنبدأ مستعيرين بالله تبارك وتعالى سائلين العون والتوفيق والتسديد بقراءة في هذا الكتاب المبارك كتاب تحفة الاخيار للشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله واعلق على هذا الكتاب بما يسره الله عز وجل نعم بسم الله الرحمن الرحيم. والصلاة والسلام على اشرف خلق الله. محمد صلى الله عليه وسلم. يقول الشيخ العزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه. ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين هذه المقدمة او الاستهلال الذي بدأ به المصنف رحمه الله يعرف بخطبة الحاجة وقد ثبتت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم وجاء عنه الحث على هذه الخطبة والترغيب فيها وكان عليه الصلاة والسلام يقولها بين يدي حاجته وفي خطبه صلوات الله وسلامه عليه وهي خطبة جامعة لابواب الخير بل يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله عن هذه الخطبة يقول هي عقد نظام الايمان والاسلام عقد نظام الايمان والاسلام اي انها جامعة لوصول الايمان وحقائق وحقائق الاسلام وجامعة ابواب الخير واصول السعادة فهي خطبة مباركة واستهلال عظيم جمع اصولا عظيمة وقواعد متينة وتأصيلات نافعة ولها اثرها المبارك على المسلم عندما يستهل بها كلامه لا سيما اذا كان يقولها متأملا معناها محققا دلالتها من طلب العون والاستعانة والهداية والتوفيق وطلب الغفران الى غير ذلك من المعاني الجامعة العظيمة التي اشتملت عليها هذه الخطبة بدأت بحمد الله عز وجل الحمد لله نحمده بدأت بحمد الله والحمد هو الثناء على الله جل وعلا مع حبه سبحانه الحمد هو الثناء مع الحب للممدوح وهو شامل لكل المحامد بجميع انواعها وال في قوله الحمد لله للاستغراق والله جل وعلا يحمد على اسمائه وصفاته ويحمد جل وعلا على نعمه والائه ومننه وعطاياه فهو المحمود سبحانه على جلاله وجماله وكماله وعظمته والمحمود سبحانه وتعالى على عطاياه العظيمة ومننه الكبيرة التي لا تعد ولا تحصى وقوله ونستعينه اي نطلب منه العون نطلب منه العون كقوله سبحانه واياك نستعين اي نطلب منك العون ولا نطلبه من غيرك وطلب العون هنا لتحقيق مصالح العبد الدينية والدنيوية فالعبد مفتقر في كل مصالحه الدينية والدنيوية على عون الله عز وجل ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم يرتجزون ويقولون لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا ويقول عليه الصلاة والسلام لمعاذ بن جبل لا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فقوله نستعينه اي نطلب منه العون وحده في تحقيق مصالحنا وامورنا واعمالنا وقرباتنا وطاعاتنا فكل ذلك لا سبيل الى تحقيق شيء منه الا بعون الله سبحانه وتعالى وقوله ونستغفره اي نطلب منه سبحانه ان يغفر زلاتنا ووخطايانا وتقصيرنا والمغفرة هي العفو وستر الذنوب والصفح عنها والتجاوز عن العبد في تقصيره او في وقوعه في الذنب قال ونستغفره اي نطلب منه ان يغفر آآ ما كان منا من تقصير او ما وقعنا فيه من ذنب ونعوذ بالله من شرور انفسنا ولاحظ هنا الجمع بين الاستغفار الاستعاذة من شرور النفس الاستغفار هو طلب الغفران مما مضى من الذنوب طلب الغفران مما مضى من الذنوب ومما حصل من العبد من التقصير وقوله ونعوذ بالله من شرور أنفسنا هذا يتعلق بالمستقبل فاذا لاحظ هنا ان قوله نستغفره يتعلق بما مضى وقوله ونعوذ بالله من شرور انفسنا يتعلق بالاشياء التي يقدم عليها العبد فيتعوذ العبد من شرور نفسه اي الشر الذي تهيجه نفسه اليه وتدفعه نفسه اليه. والنفس فيها شر وامارة بالسوء والعبد يحتاج دائما وابدا الى الاستعاذة بالله تبارك وتعالى من شر نفسه قوله نستغفره يتعلق بالماضي وقوله ونعوذ بالله من شرور انفسنا يتعلق المستقبل وبما هو قادم عليه العبد يفوض امره الى الله عز وجل مستعيذا به ملتجئا اليه ان يحميه وان يقيه وان يعيذه من شر لنفسه قال ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا في الجمع بين شرور النفس وسيئات الاعمال جمع بين اه اه اساس العمل واثر العمل جمع بين ااساس العمل او منبع العمل وبين الاثر والنتيجة فالشر له منبع وله نتيجة منبعه او من منابعه شر النفس النفس لها شر تدفع العبد الى فعل الشر وتحرك فيه الشر والنتيجة لشر النفس ان وجد هو سيئات الاعمال اي العقوبات التي ينالها العبد على اعماله السيئة واعماله القبيحة فهنا جمع بين منبع الشر ونتيجته واثره مثله ما جاء في الدعاء الذي علمه النبي عليه الصلاة والسلام لابي بكر الصديق ان يقوله في الصباح وفي المساء وعند النوم قال تقول اللهم فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه اشهد ان لا اله الا انت اعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وان اقترف على نفسي سوء او الى مسلم فجمع بين المنبع وبين الثمرة والاثر والنتيجة قال ومن سيئات اعمالنا اي ونعوذ بالله من سيئات اعمالنا قيل في سيئات الاعمال اي عقوبات الاعمال التي اه هي نتيجة العمل السيء الذي قام به العبد وقيل سيئات الاعمال اي الاعمال السيئة نفسها التي تترتب عليها العقوبات الدنيوية والاخروية قال من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وهذا فيه الايمان بالقدر الذي هو نظام التوحيد كما قال ابن عباس رضي الله عنهما القدر نظام التوحيد فمن وحد الله وكذب بالقدر فقد نقض تكذيبه توحيدا فقوله من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له فيه ايمان العبد بان الامور كلها بقدر الله وان الهداية بيده سبحانه وتعالى كما قال كما قال الله عز وجل افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء والايات في هذا المعنى كثيرة فما يكون فما يكون من العبد من هداية او ظلال او ايمان او كفر او صلاح او ضده فكل ذلك بمشيئة الله سبحانه وتعالى وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين فهنا ايمان العبد بالله وهذا الايمان يحقق قوة الصلة بالله وقوة الاعتماد عليه في طلب الهداية والوقاية من الضلال وقد كان اكثر دعاء النبي عليه الصلاة والسلام كما تقول ذلك ام سلمة يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك قالت قلت يا رسول الله او ان القلوب لتتقلب قال ما من قلب الا وهو بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبه كيف يشاء فان شاء اقامه وان شاء ازاغه قال واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وهذا الشهادة لله تبارك وتعالى بالوحدانية الشهادة لله تبارك وتعالى بالوحدانية اشهد ان لا اله الا الله ومعنى لا اله الا الله اي لا معبود بحق الا الله فهذه كلمة التوحيد وهي قائمة على ركنين لا توحيد الا بهما النفي والاثبات النفي العام في اولها والاثبات الخاص في اخرها نفي العبودية عن كل من سوى الله واثبات العبودية بكل معانيها لله وحده جل وعلا فلا اله الا الله هي كلمة التوحيد وهي قائمة على الاثبات والنفي ولما كان هذا المقام مقام التوحيد القائم على الاثبات والنفي مقاما عظيما اكد هنا وفي جملة من الاذكار المأثورة بقوله وحده لا شريك له فان قوله وحده فيه تأكيد للاثبات وقوله لا شريك له فيه تأكيد للنفي واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اي اشهد ان الله جل وعلا هو المعبود بحق ولا معبود بحق سواه ويفترض في آآ هذه الشهادة ان تكون صادرة من العبد عن علم وعمل وصدق ان تكون صادرة من العبد عن علم وعمل وصدق فاذا صدرت عن علم يخرج بذلك من طريقة النصارى الذين يعملون ولا يعلمون وبالعمل يخرج عن طريقة اليهود الذين يعلمون ولا يعملون وبالصدق يخرج عن طريقة المنافقين الذين يظهرون ما لا يبطنون فلابد من العلم والعمل والصدق في قول العبد لهذه الكلمة العظيمة المباركة لا اله الا الله قال واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وهذا فيه الشهادة له صلى الله عليه وسلم بالرسالة والله جل وعلا يقول وما ارسلنا من رسول الا ليطاع باذن الله وعليه فالشهادة له صلى الله عليه وسلم بالرسالة تعني طاعته فيما امر تصديقه فيما اخبر والانتهاء عما نهى عنه وزجر لانه صلى الله عليه وسلم جاء بهذه الامور الثلاثة جاء بالاوامر وجاء بالنواهي وجاء بالاخبار فمن شهد انه رسول الله صلى الله عليه وسلم لزمه ان يطيعه في اوامره وان ينتهي عن نواهيه وان يصدقه صلى الله عليه وسلم في كل ما يخبر به قال صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم. والصلاة من المؤمنين والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء دعاء له صلوات الله وسلامه عليه وصلاة اه الله جل وعلا على رسوله هي ثناؤه عليه سبحانه وتعالى في الملأ الاعلى قال صلى الله عليه وسلم والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم من القربات الفاضلة والاعمال المباركة والطاعات الجليلة التي يحبها الله جل وعلا وتتأكد هذه الصلاة والسلام عند ذكره صلى الله عليه وسلم وفي ليلة الجمعة ويومها كما ثبت عنه بذلك الحديث صلوات الله وسلامه عليه قال صلى الله اه صلى الله عليه وسلم وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين. وهذا فيه صلاته على اه الصحبي والالي والاتباع باحسان والصلاة على الصحب والالي والاتباع بالاحسان سائغة اذا كانت تبعا اذا كانت اذا كانت تبعا اما ابتداء فانه ترظى عن الصحابة ويترحم على التابعين ويستغفر لهم ويدعى لهم واما الصلاة والسلام فانها للرسول صلى الله عليه وسلم وتكون لغيره من الصحابة والال والاتباع اي باحسان الى يوم الدين على سبيل التبعية للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه نلاحظ هنا في الاستعانة والاستغفار والاستعاذة ذكرها بالنون نون الجمع قال نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ولما ذكر الشهادة ذكرها بالافراد قال واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله قال العلماء في وجه ذلك قالوا لان الاستعانة والاستغفار والاستعاذة هذه يتحملها الانسان عن غيره وتقبل النيابة وتقبل النيابة تستغفر لك ولاخوانك تطلب العون من الله لك ولاخوانك تطلب العوذ من الله تبارك وتعالى لك ولاخوانك اللهم اعذني وذريتي اللهم اغفر لي ولوالدي اللهم اعني واخواني المسلمين اللهم اعن اخواننا المسلمين هذا شيء يقبل النيابة ويتحمله الواحد عن نفسه وعن اخوانه اما الشهادة فلا تكون الا من الانسان اه يخبر بها عن نفسه ويشهد بها عن نفسه ولا تقبل النيابة. ولهذا في الشهادة لله بالوحدانية وللنبي عليه الصلاة والسلام بالرسالة جاءت بالافراد واما الاستعانة والاستغفار والاستعاذة جاءت على على وجه الجمع ثم ان هذه الخطبة المباركة كما هو واضح منها شاملة على معاني عظيمة وودلالات مباركة وهي تقوي الايمان والثقة بالله وحسن التوكل عليه وتفويض الامر اليه وطلب العون منه والهداية ولهذا يحسن جدا ان يؤتى بها بين يدي الخطب على وجه الاستحباب يجوز للانسان ان يأتي بغيرها من المحامد الثناء على الله تبارك وتعالى لكن هذه الخطبة جامعة جامعة لمعاني عظيمة واصول مباركة وجامعة مثل ما ذكر شيخ الاسلام جمعت امور الاسلام وامور الايمان فهي عقد نظام الاسلام والايمان جمعت الخير كله ولهذا من يتأمل هذه الخطبة تأملا دقيقا ويفهم معانيها تؤثر فيه تأثيرا بالغا حتى ان هذه الخطبة كانت سببا في اسلام احد اه اهل الجاهلية بل واسلام قومه معه. هذه الخطبة نفسها كانت سببا لاسلام احد اه رجالات اهل الجاهلية واسلام قومه معه لما سمع هذه الخطبة طلب اعادتها مرة وثانية وثالثة فبهرته واثرت فيه تأثيرا بالغا وكانت سبب اسلامه على الفور والقوم اهل لسان عربي ويفهمون المعاني و يعرفون الدلالات فكانت سبب اسلام احد رجال الجاهلية ودخوله في الاسلام ودخول قومه معه. وذلك ما جاء في صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال قدم ظمام وهو ظمام الازدي من ازد شنوءة قال قدم مكة قدم مكة فسمع اه نفرا من الجاهلية ومن كفار قريش سمعهم يقولون ان محمدا مجنون سمعهم يقولون ان محمدا مجنون سمعهم يرددون هذه المقالة وكان اه ظماد راقيا يرقي الناس يقول وكنت ارقي من هذه اه الارواح يعني الارواح كما ذكر بعض السراح يعني يرقي من الشياطين ومن الجن ومن المس قال وكنت ارقي من هذه الريح وفي بعض الروايات كنت ارقي من هذه الارواح. يعني التي تمس الناس ثم يصابون بالخبل وبالجنون وبالتصرفات اه اه الجنونية الطائشة يقول فكنت ارخي من هذه الريح فلما سمع هذا الكلام قلت ان رأيتم هذا الرجل ان رأيت هذا الرجل يعني محمدا صلى الله عليه وسلم لعل الله يشفيه على يديه لعل الله يشفيه على يديه لانها يقول سمعهم يرددون ان محمدا مجنون ان محمدا مجنون وهو رجل راقي يرقي من هذه الريح فلما سمع هذه الكلمة قال ان ان رأيت هذا الرجل فلعل الله يشفيه على يديه يعني عزم ان النبي عليه الصلاة والسلام اذا رآه لعله يشفى من الجنون الذي اصابه فيما يدعيه سفهاء قريش وكفار قريش يقول فلقيته لقي النبي عليه الصلاة والسلام فماذا قال له؟ قال انني ارقي من هذه الريح. يقول للنبي عليه الصلاة والسلام قال انني ارقي من هذه الريح وان الله عز وجل شفى على يدي من شاء من الناس فهل لك في ذلك لاحظ اسلوب العرظ الان انني ارقي وسمع الان من اولئك انه مجنون وعرض عليه هذا العرض قال انني ارقي من هذه الريح وان الله شفى على يدي من شاء من الناس فهل لك؟ يعني هل لك اه ان ارقيك مثل ما رقيت اناسا اه شفوا على يديه او كتب الله لهم الشفاء على يديه هل لك ان ارقيك فماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ماذا قال قال الحمد لله نحمده ونستعينه الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله اما بعد فقال الرجل اعد علي كلامك هذا اعد علي كلامك هذا فاعاد عليه النبي عليه الصلاة والسلام هذا الكلام ثلاث مرات اعاد عليه هذا الكلام ثلاث مرات وهو يستمع وهو نفسه طلب الاعادة لان الكلام شده جدا واثر فيه وطلب الاعادة قال اعد علي كلامك هذا فاعاده النبي صلى الله عليه وسلم عليه ثلاث مرات تعادوا عليه ثلاث مرات فقال الرجل لقد سمعت قول الكهنة وقول السحرة وقول الشعراء وما هذا من قولهم ولقد بلغت بكلامك هذا ناعوس البحر. وفي رواية قاموس البحر يعني قعرة لاحظ فهم الرجل ولقد بلغت في كلامك هذا قاموس البحر. يعني وصلت الى قعر البحر يعني وصلت الى الصميم وصلت الى الغاية وهذا كلام انا سمعت كلام السحرة وكلام الكهنة وكلام الشعراء ليس هذا بكلامهم لا وقد بلغت بكلامك هذا قاموس البحر. قال الشراح اي قعرة من قوة الكلام وجزالته وعمقه ودقته والرجل فهم الكلام ثم ماذا قال قال هات يدك ابايعك على الاسلام هات يدك ابايعك على الاسلام هو جاء يرقيه من الجنون جاء يرقيه من الجنون سمع انه مجنون ولما سمع كلامه وفهم كلامه في اللحظة نفسها قال هات يدك بايعك على الاسلام فبايعه على الاسلام قال وعلى قومك قال وعلى قومي يعني ابايعك عن الاسلام عني وعن قومي فبايعه على الاسلام ورجع مسلما الى الى قومه وفي صحيح مسلم في نفس السياق ان النبي عليه الصلاة والسلام بعث سرية وامر عليهم اميرا ثم انهم مروا على قومه مروا على قومه ولما تجاوزوهم سألهم القائد الامير الذي على هذه السرية سألهم قال فهلا اخذتم من من هؤلاء او غنمتم من هؤلاء شيئا فقال احدهم انني اخذت مطهرة ووجدت مطهرة فاخذتها. قال اعيدوها فان هؤلاء قوم ظماد اعيدوها فان هؤلاء قوم ظماد. لان ظماد اه اسلم وبايع النبي عليه الصلاة والسلام على الاسلام عنه وعن قومه والحديث في في صحيح مسلم الحديث في صحيح مسلم من حديث ابن عباس اه رضي الله عنهما فلاحظ هنا اثر هذه الكلمات المباركات حيث ادت الى اسلام هذا الرجل واسلام قومه ونحن كثيرا ما نسمع هذه الكلمة في الخطب ونسمعها في المواعظ وفي الدروس ولكن الاثر اثرها على القلوب ضعيف والسبب عدم التأمل في المعاني وعدم التأمل في الدلالات وعدم الوقوف على معاني هذه الكلمة وعدم ايضا تحقيق ما ما تدل عليه ما يدل عليه هذا الحمد وهذا الثناء من الاخلاص والصدق وحسن الالتجاء والاعتماد على الله سبحانه وتعالى نعم يقول المؤلف رحمه الله اما بعد فان من افضل ما يتخلق به الانسان وينطق به اللسان الاكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى وتصبيهه وتحميده وتلاوة كتابه العظيم والصلاة والسلام على رسوله محمد محمد صلوات الله وسلامه عليه. مع الاكثار من دعاء الله سبحانه وسؤاله جميع الحاجات الدينية والدنيوية والاستعان والاستعانة به والالتجاء بايمان صادق واخلاص وخضوع. وحضور قلب يستحضر به الذاكر والداعي عظمة الله وقدرته. وقدرة على كل شيء وعلمه بكل شيء واستحقاقه للعبادة. نعم ثم قال المصنف رحمه الله اما بعد واما بعد فهذه الكلمة يؤتى بها عند الشروع في بيان المقصود بعد اه الحمد والثناء والاستهلال بتعظيم الله جل وعلا والصلاة والسلام على رسوله عليه الصلاة والسلام يؤتى بهذه الكلمة اما بعد ومعناها اي ومهما يكن من شيء بعد ثم يشرع في المقصود قال رحمه الله فان من افضل ما يتخلق به الانسان وينطق به اللسان الاكثار من ذكر الله سبحانه اي ان ذكر الله جل وعلا آآ افضل ما يتخلق به المسلم وافضل ما يشغل به اللسان وافضل ما تصرف به الاوقات وهو ازكى الاعمال واحبها عند الله تبارك وتعالى وسيأتي عند المصنف رحمه الله ذكر الادلة العديدة على فضل الذكر وفضل شغل الاوقات به وما يترتب على العناية به من الاثار المباركة والثمار العظيمة على العبد في الدنيا والاخرة قال الاكثار من ذكر الله اي ذكر الله تبارك وتعالى بالكثرة وهنا فيه التنبيه على ان المطلوب ليس مجرد الذكر وانما المطلوب هو الاكثار من ذكر الله ولهذا جاءت نصوص كثيرة سيأتي جملة منها عند المصنف فيها الامر بذكر الله بالكثرة الامر فيها بذكر الله تبارك وتعالى بالكثرة. وسيأتي هناك الاشارة الى كلام اهل العلم آآ كلام اهل العلم في متى يكون العبد من الذاكرين الله؟ كثيرا والذاكرات محققا لهذا الامر من الله عز وجل ومن رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام اعني الامر بذكر الله بالكثرة في الصباح وفي المساء وعند النوم واوقات الصلوات وادبار الصلوات الى غير ذلك من الاوقات التي جاء فيها الحث على الذكر والترغيب فيه قال وتسبيحه وتحميده العطف هنا في قوله وتسبيحه وتحميده هو على قوله ذكر الله وهنا وهنا العطف من عطف الخاص على العام لان التسبيح والتحميد الى غيره مما ذكر المصنف كل ذلك من ذكر الله تبارك وتعالى فلما ذكر اللفظ العام ذكر تحته جملة من افراده وجملة من الافراد الداخلة تحت عموم هذا اللفظ فالتسبيح والتحميد وتلاوة القرآن كل ذلك من ذكر الله تبارك وتعالى اما اه التسبيح فهو تنزيه الله التسبيح هو تنزيه الله تبارك وتعالى وتقديسه وعما لا يليق به سبحانه من النقائص والعيوب كما قال عز وجل سبحان ربك رب العزة عما يصفون اي تنزه وتقدس فتسبيح الله جل وعلا هو تنزيهه وقوله وتحميده الحمد مر معنا معناه وهو الثناء على الله تبارك وتعالى مع حبه سبحانه قال وتلاوتي كتابه العظيم لان تلاوة القرآن من جملة اه الذكر لله جل وعلا بل هو اشرف الذكر وافضله ان ان يقرأ العبد كلام الله عز وجل الذي هو ذكر للعالمين وهداية لهم. ان هذا القرآن اهدي للتي هي اقوم قال والصلاة والسلام على رسوله محمد صلوات الله وسلامه عليه اي ان يكثر من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ومر معنى ان هذا يتأكد عند ذكره صلوات الله وسلامه عليه ويندب ايضا الاكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم في ليلة الجمعة ويومها. ولهذا جاء عن الامام الشافعي رحمه الله انه قال اني احب الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل وقت ولكنه في ليلة الجمعة ويومها احب اليه اي الاحاديث الخاصة الواردة في ذلك عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال مع الاكثار من دعاء الله سبحانه ووسؤاله جميع الحاجات الدينية والدنيوية وهذا فيه الكلام على الدعاء وفظيلته وانه مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة ان يعرظ اه المسلم حاجاته كلها على الله وطلباته جميعها على الله فلا يسأل الا الله ولا يستغيث الا بالله ولا يطلب عونه ومدده وتوفيقه وصلاح اموره اموره الدينية والدنيوية الا من الله عز وجل لان الامور كلها بيده وازمة الامور وازمة الامور بيده وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن. ولهذا قال بعض اهل العلم الدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة لان الخير بيد الله وصرف الشر بيد الله فمن اراد لنفسه حصول الخير ووصرف الشر فليطلب ذلك ممن هو بيده. يطلب من الله عز وجل ولهذا كان الدعاء مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة. قال والاستعانة به اي طلب العون منه وحده تبارك وتعالى في قظاء الحاجات والمصالح الدينية والدنيوية والالتجاء اليه ان يكون ملتجئا في اموره كلها الى الله عز وجل كما كان نبينا صلى الله عليه وسلم يقول اذا اوى الى فراشه اللهم اني اسلمت نفسي اليك ووجهت وجهي اليك والجأت ظهري اليك لا ملجأ ولا منجى منك الا اليك فالملجأ الى الله وولا ملجأ للعبد الا الى الله عز وجل قال بايمان صادق واخلاص وخضوع وهذه معاني لابد منها في الذكر والدعاء ان يصدر من العبد آآ الذكر والدعاء عن صدق واخلاص وخضوع لله تبارك وتعالى وقوله رحمه الله بايمان اي بايمان بالله بايمان بالله تبارك وتعالى يذكر الله ويدعوه مؤمنا به مؤمنا بانه الرب العظيم الملك الجليل الذي له الاسماء الحسنى والصفات العلى وانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه فيدعو الله جل وعلا ويذكره مؤمنا به وبصدق ايمان وصدق واخلاص لاحظ هنا جمع المصنف رحمه الله بين الصدق والاخلاص يقول العلماء الصدق الصدق توحيد الارادة والاخلاص توحيد المراد الصدق توحيد الارادة يعني جمع همتك جمع همتك وارادتك ونشاطك وعزمك على على الله وحده بحيث ينشط العبد ويجد ويجتهد ويضاعف من جهده في الاتيان بالاعمال على التمام والكمال كل ذلك من امارات الصدق. توحيد الارادة ان تكون ارادتك مجتمعة على تحقيق العمل وتتميمه والاتيان به على احسن حال واتم وجه كل ذلك من امارات الصدق وعلاماته والاخلاص توحيد المراد وهو الله جل وعلا الا تريد بعملك الا الله ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله فلواحد كن واحدا في واحد اعني طريق الحق والايمان لاحظ هذه الكلمة الجميلة فلواحد كن واحدا في واحد فلواحد هذا اشارة الى الاخلاص كن واحدا اشارة الى الصدق في واحد اشارة الى الاتباع يعني في طريق واحد فلواحد اي وحد آآ المراد لواحد وحد مرادك بان لا تتجه في اعمالك الا الى الله سبحانه وتعالى الذكر والدعاء وكل عبادة لا تتجه فيها الا الى الله كن واحدا اي وحد ارادتك بصدق وعزيمة وحسن اقبال على الله تبارك وتعالى في واحد اي في طريق واحد هو طريق الحق والايمان قال بايمان وصدق واخلاص وخضوع لله تبارك وتعالى اي ان تكون في ذكرك ودعائك لله تبارك وتعالى خاضعا اي متذللا منكسرا بين يدي الله تبارك وتعالى ترجو رحمته وتخاف عذابه قال وحضور وحضور قلب يستحضر به الذاكر والداعي عظمة الله وقدرته على كل شيء وعلمه بكل شيء واستحقاقه للعبادة. لاحظ هذه المعاني المهمة التي نفتقر اليها جدا في دعواتنا كارهة ان يكون الانسان في ذكره ودعائه لله حاظر القلب حاضر القلب اي ان يكون قلبه حاضرا ولهذا جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة فان الله لا يستجيب من قلب لاه اذا كان القلب لاهي اي ليس حاضر هذا ليس من امارات الخير وليس من من اسباب الاجابة فلابد من حضور القلب عند ذكرك لله سبحانه وتعالى. ولهذا قسم العلماء ذكر الله الى ثلاثة مراتب المرتبة الاولى ان تذكر الله بلسانك وقلبك يعني ان تجمع في ذكرك لله بين ذكره جل وعلا باللسان وذكره بالقلب تحرك لسانك وقلبك حاضر يتأمل في المعاني. اذا قلت سبحان الله بلسانك قلبك يقدس الله اذا قلت الحمد لله بلسانك قلبك يثني على الله ويحمد الله جل وعلا ويعرف نعمه والاءه وعظمته وجلاله وجماله واذا قلت بلسانك لا اله الا الله قلبك يوحد الله ويخلص له سبحانه وتعالى واذا قلت الله اكبر قلبك يعظم الله واذا قلت لا حول ولا قوة الا بالله قلبك يطلب العون من الله. لان لا حول ولا قوة الا بالله كلمة استعانة وهكذا اذا كان العبد يقول الاذكار بحضور قلب بحضور قلب والشيخ هنا رحمه الله وظح الطريقة المناسبة التي تحضر فيها قلبك عندما تذكر الله ما هي الطريقة؟ قال رحمه الله وحضور قلب يستحضر به الذاكر والداعي عظمة الله وقدرته على كل شيء وعلمه بكل شيء واستحقاقه للعبادة. هذه امور تحظرها في قلبك. وانت تذكر الله جل وعلا تستحضر في قلبك ان الله على كل شيء قدير تستحضر في قلبك ان الله بكل شيء عليم احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا. ولهذا قال الله سبحانه وتعالى لنبيه في مقام العبادة الذي يراك حين قوم وتقلبك في الساجدين فاذا استحضر العبد رؤية الله له وقدرته عليه وعلمه به واطلاعه على اعماله وعلى احواله واستحظر ايضا انه تبارك وتعالى المعبود بحق ولا معبود بحق سواه قام في القلب حينئذ الاخلاص الصدق حسن تجاه حسن الثقة بالله تبارك وتعالى حسن التوكل عليه والاعتماد عليه الى غير ذلك من الايمانيات العظيمة والاصول المباركة التي يكون حضورها في في القلب وتمكنها منه بمثل هذا الاستحضار المبارك لهذه المعاني الجليلة والمطالب المباركة نعم يقول المؤلف رحمه الله وقد ورد في فضل الذكر والدعاء والحث عليهما ايات كثيرة. واحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نذكر ما تيسر منها قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور. وكان بالمؤمنين رحيما. ثم ذكر المصنف رحمه الله هذه المقدمة بين يدي ذكره لجملة من الادلة ادلة الكتاب العزيز والسنة النبوية على فضل الذكر وعظم شأنه عند الله. فقال رحمه الله وقد ورد في فضل الذكر والدعاء والحث عليهما ايات كثيرة واحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم نذكر ما تيسر منها. اي انه لا يعزم هنا على لا حصر وجمع كل ما ورد وانما سيذكر منها ما تيسر. سيذكر منها ما تيسر اي قدرا يسيرا من الايات والاحاديث الواردة في فضل آآ الذكر والدعاء فبدأ اول ما بدأ بهذه الاية المباركة من سورة الاحزاب يقول الله تعالى فيها يا ايها الذين امنوا اذكروا الله كثيرا ولاحظ هنا الامر فيها بذكر الله بالكثرة اذكروا الله ذكرا كثيرا ففيها امر الله تبارك وتعالى بذكره بالكثرة وذكر اه ثم ذكر بعد ذلك الثواب الذي يترتب على ذكر الله تبارك وتعالى بالكثرة الثواب الذي يترتب على ذكر العبد لربه تبارك وتعالى ذكرا كثيرا فلاحظ هنا الامر ليس بمجرد الذكر وانما هو امر بذكر الله تبارك وتعالى بالكثرة ولهذا جاء عند اهل العلم مسألة مهمة في هذا الباب اه ذكرها النووي رحمه الله في كتاب الاذكار وذكرها العلماء ايضا في كتب التفسير عند هذه الاية وغيرها من الايات متى يكون العبد من الذاكرين الله بالكثرة متى يكون العبد من الذاكرين الله تبارك وتعالى بالكثرة؟ متى يحقق هذا الامر فذكر العلماء في هذا المقام ان اقل ما يكون من ذلك ان يواظب المسلم على الاذكار المقيدة الاذكار المقيدة اه في اول النهار واخر النهار وعند النوم وفي الصلوات وادبار الصلوات وعند دخول منزله وعند خروج خروجه منه وعند تناوله من الطعام الى غير ذلك من الاذكار التي بينها العلماء وجمعوا في كتب اه في كتب الاذكار او فيما او فيما يسمى بعمل اليوم والليلة او ما يسمى بعمل اليوم والليلة مع ايضا عناية في الاوقات الاخرى بتحريك لسانه بذكر الله تبارك وتعالى ولا يزال لسانك رطبا من ذكر الله فاذا كان العبد بهذه الصفة يحافظ على اذكار الصباح واذكار المساء واذكار النوم واذكار الصلوات سواء التي في الصلاة او بعدها والاذكار المتعلقة بالاحوال المعينة التي يمارسها العبد عندما يركب دابته عندما يتناول طعامه وعندما الى اخره مما جاء في السنة فاذا كان مواظبا على ذلك ويجتهد ايضا في الاوقات الاخرى على تحريك لسانه بذكر الله تبارك وتعالى ويحظر قلبه في هذا على قدر ما ما يتيسر له وما يستطيع بهذا يكون من الذاكرين الله جل وعلا كثيرا وهذه يعني مثل ما قال العلماء اقل ما ما يكون حتى يكون العبد من اه من اهل هذا الوصف العظيم المبارك فهنا لاحظ الامر قال يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسيمر عليك ايات كثيرة فيها الامر بذكره تبارك وتعالى بالكثرة قال وسبحوه بكرة واصيلا وهذا فيه التنبيه وسيأتي عند المصنف رحمه الله جملة من الادلة فيها التأكيد والتنويه بالعناية بذكر الله تبارك وتعالى في طرفي النهار في طرفي النهار بعد صلاة الصبح في العشي قبل غروب الشمس هذان وقتان فاضلان جاء في نصوص كثيرة الترغيب من العناية بذكر الله تبارك وتعالى في وسيأتي عند المصنف رحمه الله جملة من النصوص في ذلك ثم ذكر ثمرة ذكر الله جل وعلا بالكثرة. قال هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور صلاة الله على عباده ثناؤه عليهم بالملأ الاعلى وهذه ثمرة من ثمار اه عناية المسلم بذكر الله. اذا ذكر المسلم ربه ذكرا كثيرا ذكره الله تعالى في الملأ الاعلى وسيأتي معنا قول الله تعالى فاذكروني اذكركم وفي الحديث يقول يقول الله عز وجل في الحديث القدسي من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم فهذه ثمرة عظيمة من ثمار الذكر ان يصلي الله جل وعلا عليك اي ان يذكرك في الملأ الاعلى وان تصلي عليك الملائكة وصلاة الملائكة على المؤمنين اي دعاؤهم لهم بالخير بالمغفرة بالرحمة قال هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور وهذه ايضا من ثمرات الذكر العظيمة المباركة سبب مبارك لا لخروج العبد من الظلمات الى النور وسبب عظيم في رفعته. ووعلو درجته عند الله تبارك وتعالى. ليخرجكم من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيما ووهذه رحمة الله جل وعلا الخاصة ومن اهلها ومن خواص اهلها الذاكرين الله تبارك وتعالى والذاكرات كما يدل عليه ويرشد اليه ختم هذا السياق المبارك بذلك ختم هذا السياق المبارك بذلك يدل على ان العناية بذكر الله تبارك وتعالى بالكثرة من اعظم الاسباب لنيل رحمة الله خاصة التي خص الله تبارك وتعالى بها عباده المؤمنين نعم وقال تعالى ان المسلمين والمسلمات وقال تعالى فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون. وقال تعالى فاذكروني اذكركم وكم هذه ثمرة من ثمار ذكر الله اذا ذكرت الله عز وجل ذكرك الله اذكروني اذكركم الجزاء من جنس العمل وهذي قاعدة من قواعد الشريعة الجزاء من جنس العمل للذين احسنوا الحسنى وزيادة. وهل جزاء الاحسان الا الاحسان فمن ذكر الله ذكره الله من ذكر الله ذكره الله انظر هذه الثمرة العظيمة اذا ذكرت الله وحركت قلبك ولسانك بذكر الله بالكثرة ذكرك الله تبارك وتعالى فاذكروني اذكركم. يذكرك عند من يذكرك عند الملأ الاعلى الملائكة الكرام الاطهار البررة. ولهذا جاء في صحيح مسلم من حديث معاوية رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلقة في المسجد جلوس نتذاكر يقول معاوية رضي الله عنه خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلقة في المسجد جلوس نتذاكر فقال ما اجلسكم ما اجلسكم يعني لاي شيء جلستم قالوا جلسنا نذكر الاسلام وما من الله علينا به يعني يتحدثون بنعمة الله عليهم بالاسلام والهداية فهم مشتغلون بذكر الله وتذاكر منة الله عليهم بالاسلام فقال عليه الصلاة والسلام الله ما اجلسكم الا ذلك؟ يستحلفهم بالله الله ما اجلسكم الا ذلك قالوا والله ما اجلسنا الا ذلك قال اما والله اني لم استحلفكم تهمة لكم يعني لم اطلب منكم الحلف لاني اتهمكم لكن الامر عظيم قال اما والله اني لم استحلفكم تهمة لكم ولكن اتاني جبريل انفا فاخبرني ان ان الله يباهي بكم ملائكته اتاني جبريل انفا فاخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته هذا خبر يعني جاء في على الفور ووهم في المسجد جالسون يتذاكرون فجاءه جبريل واخبره قال ان الله عز وجل يباهي ملائكته بهؤلاء النفر الذين هم في المسجد فاتى اليهم واستحلفهم بالله ما اجلسكم فقالوا والله ما جلسنا الا الى اخر الحديث فانظر هذه الفظيلة العظيمة لذكر الله تبارك وتعالى وهنا ينبغي ان يعلن امرا يغفل عنه آآ كثير من الناس الا وهو ان مجالس العلم التي يبين فيها الحلال والحرام وتوضح فيها الاحكام ويشرح فيها مسائل العلم وتفسر فيها ايات القرآن وتبين فيها احاديث الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام هذه من مجالس الذكر هذه من مجالس الذكر بل ان نفعها من اعظم ما يكون ولهذا يذكرون ان احد السلف رحمه الله كان في مجلس يعلم الناس ويفقههم في الدين ويبين لهم مسائل الحلال والحرام فكان احد الشباب جالس في المجلس قال يا قوم سبحوا الله اذكروا الله سبحوا وكان في المجلس العالم يعلمهم ويفقههم فقاطع هذا وقال سبحوا الله وقال ونحن من اليوم ماذا كنا نفعل فمجالس العلم ومجالس الحلال والحرام والاحكام كثير من الناس يخفى عليه انها من اعظم مجالس الذكر وانفعها للعبد فهي مجالس لذكر الله تبارك وتعالى وانظر الاثر المبارك لمثل هذه المجالس في حديث معاوية الذي تقدمت الاشارة اليه واسأل الله جل وعلا ان يمن علينا بالعلم النافع والعمل الصالح انه تبارك وتعالى سميع مجيب هذا هذا يقول آآ فتاة بلغت فتاة بلغت وشربت سحرا وماتت وكانت ها سمنا فتاة بلغت وشربت سما وماتت وكانت لا تصلي يعني قتلت نفسها بالسم وكانت لا تصلي وعمرها ثمانية عشر عاما واوصت والدتها لاخواتها بقضاء عمرة عنها قبل وفاتها وماتت الام والله غفور رحيم. هل يجوز لاخواتها قضاء عمرة عنها؟ الجواب لا يجوز اذا كانت يعرف عنها انها تاركة الصلاة اه لا تحافظ على الصلاة اما اه قضية قتل النفس هذه مسألة اخرى لا تؤدي بالانسان الى الكفر لا ليست امرا ناقلا من الملة اما ترك الصلاة وعدم ادائها فهذا كفر كما قال عليه الصلاة والسلام العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر هذا يقول تعودت على زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام كل جمعة دون اعتقاد فضيلة لهذا التخصيص فهل في فعل هذا شيء؟ الجواب نعم. لان النبي عليه الصلاة والسلام نهى ان يتخذ قبره عيدا قال اللهم لا تجعل قبري عيدا وقد بين العلماء رحمهم الله ان اتخاذه عيد يكون بتخصيص وقت اما كل جمعة او كل سبت او على رأس كل شهر او في صباح كل يوم او مثلا دبر كل صلاة او نحو ذلك بان يخصص وقتا يعاود فيه القبر ويكرر فيها القبر آآ اتيان القبر في ذلك الوقت هذا من اتخاذه عيد من وهو مما نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام وقوله دون اعتقاد فضيلة ليس هذا مبررا لك ان ان تفعل هذا الذي هو مخالفة لما ارشدك اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال هناك اصدقاء يوصونني ان ابلغ السلام واوصله الى النبي عليه الصلاة والسلام يتصلون بي فهل يجوز ذلك الجواب ان ان من يوصيك بهذه الوصية عليك ان ترشده الى حديث النبي عليه الصلاة والسلام الثابت عنه حيث قال صلى الله عليه وسلم ان لله ملائكة سياحين يبلغونني عن امتي السلام تقول له لا تنتظر احدا يذهب الى المدينة ولا تنتظر ان تكلف نفسك اتصالا على احد في المدينة وانما في كل وقت وحين من ليلا او نهار في اي ساعة صلي وسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم والملائكة تبلغ السلام الملائكة تبلغ السلام وتؤديه بامانة ودقة وهذا امر اخبر به الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه. اما هؤلاء الاشخاص الذين تبلغهم اولا انت تحملهم ربما ما لا يطيقون لماذا لان الان اذا افترضنا ان شخصا اراد ان يسافر من قريته او من بلده الى المدينة. كم في بلده من محبيه لنفرض انه وانه على الاقل حمله السلام اربع مئة وخمس مئة او ست مئة احيانا بعظهم يشتكي بعظ الزوار يشتكي من القائمة الطويلة العريظة التي حمل اه ان وبعظهم اه يكون دقيقا وامينا شيئا ما في كتب اسماء ما من من حملوه السلام في قائمة طويلة وربما في الطريق تضيع منها الورقة التي فيها اسماء وربما وربما احتمالات كثيرة فلماذا؟ وامامنا السنة واضحة ان لله ملائكة سياحين يبلغونني عن امتي السلام. ففي كل وقت وحين اكثر من الصلاة والسلام على رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وانا انصح هذا السائل وغيره اذا طلب منه ان يذكر للناس هذا الحديث اذا قالوا لك بلغ السلام للرسول صلى الله عليه وسلم قل له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ان لله ملائكة سياحين يبلغونني عن امتي السلام هذا يقول نجد اناسا يوم الجمعة وقبل المغرب يحضرون للمسجد النبوي ويأخذون بالدعاء على انها ساعة الاجابة فهل هذا الفعل صحيح؟ الجواب ان ساعة الاجابة هي اه في في في في يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم انه اخبر ان في يوم الجمعة ساعة لا ترد فيها الاجابة. والعلماء اختلفوا متى هذه الساعة هاه واصح الاقوال التي قيلت في ذلك قولان القول الاول انها الساعة الاخيرة من يوم الجمعة كما في السؤال الاخ والساعة الثانية انها الساعة التي يحظر فيها الامام يصعد فيها الامام لاداء الخطبة. فالاقوال في في هذا يعني اصح الاقوال في هذا هذان القولان. ووهناك ادلة في في هذا الباب ومن العلما من رجح انها الساعة الاخيرة من يوم الجمعة ومن العلماء من رجح ان الساعة التي يأتي ويصعد فيها الامام فهذا اصح ما ما قيل في ذلك وعلى كل حال اه تحري اه الدعاء مطلوب وتحري اوقات الاجابة مطلوب مع الصدق والاخلاص وحسن الاقبال على الله تبارك وتعالى