الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على على نبيه محمد وعلى اله وصحبه وسلم قال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى فغفر له ولشيخنا وللمسلمين قال ومن تأمل فساد احوال العالم عموما وخصوصا وجده ناشئا عن هذين الاصلين فالغفلة تحول بين العبد وبين تصور الحق ومعرفة العلم به فيكون من الضالين. واتباع الهوى يصدون واتباع الهوى يصدوه يصده عن قصد الحق وارادته واتباعه. فيكون من المغضوب عليهم. واما المنعم عليهم فهم الذين من الله عليهم بمعرفة الحق علما. وبالانقياد اليه وايثاره على ما سواه عملا. وهؤلاء هم الذين على سبيل النجاة ومن سواهم على سبيل الهلاك. ولهذا امرنا الله سبحانه ان نقول كل يوم وليلة عدة مرات اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد فان المصنف العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في هذه الرسالة المباركة بعد ان بين ان الغفلة عن الله والدار الاخرة واتباع الهوى اذا اجتمعا تولد من اجتماعهما كل شهر لما بين ذلك قال ومن تأمل فساد احوال العالم عموما وخصوصا وجده ناشئا عن هذين الاصلين وجده ناشئا عن هذين الاصليين الاصل الاول الغفلة والاصل الثاني اتباع الهوى فساد العالم كله ناسئ عن هذين الاصلين الغفلة واتباع الهوى الغفلة فساد في العلم واتباع الهوى فساد في العمل وفساد العالم راجع الى احد هذين الفسادين او اجتماعهما في الانسان اما فساد علم او فساد عمله او فسادهما معه فكل فساد في العالم راجع الى هذين الفسادين اما فساد العلم او فساد العمل او اجتماع هذين الفسادين فيه قال فالغفلة تحول بين العبد وبين تصور الحق ومعرفته والعلم به فاذا كان الانسان يعيش حياته في غفلة اذا كان يعيش حياته في غفلة فان هذه الغفلة تحول بينه وبين تصور الحق ومعرفة الحق والعلم بالحق والاهتداء الى الحق كلما كانت هذه الغفلة مسيطرة على عقله وعلى فكره حرم من حقه بحسب قوة سيطرة هذه الغفلة علي قال فيكون من الضالين فيكون من الضالين لان من لا يعرف الحق ويعمل بدون علم ضاع كما هو حال النصارى الذين يجتهدون ويجدون في انواع من الاعمال والعبادات والقربات لكن بدون علم وبدون بصيرة فمن عبد الله سبحانه وتعالى بغير علم فوضى. شأنه كشأن النصارى ثم اشار الى الاصل الثاني قال واتباع الهوى يصده عن قصد الحق وارادته واتباعه قصد واتباع الهوى يصده عن قصد الحق وارادته واتباعه. اذا كان الانسان والعياذ بالله متبعا لهواه حتى ولو كان عنده علم صحيح بالشرع اذا كان متبعا لهواه فان اتباعه لهواه يصده عن قصد الحق فهو يترك الحق ليس عن نقص علم عنده بالحق وانما يترك الحق لانهم متبع له لانه متبع لهواه لا لكونه جاهلا بالحق غير عالم به ومن كان بهذه الحال فهو مغضوب عليه شأنه شأن اليهود الذين عرفوا الحق وعلموا به وتركوه اتباعا لاهوائهم لهذا قال من قال من اهل العلم من فسد من عبادنا ففيه شبه من النصارى. ومن فسد من علمائنا ففيه شبه من يموت لان النصارى اهل عمل ودأب في العبادات بدون علم فهم ضلال واليهود عندهم علم ولكن لا يعملون به. مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار. حملوا التوراة ايعرفوها وعلموا بها ثم لم يحملوها اي لم يعملوا بها ولم يحكموها به كمثل الحمار يحمل اصباعه الحمار لو وضع فوق ظهره مئات الكتب لا يستفيد منها ولا ينتفع فهم مثلهم مثل الحمار يحمل اسفارا وبهذا يعلم ان العلم ليس مجرد حفظ المعلومات. وكثرة الكتب عند الانسان كثرة القراءة والاطلاع وانما رأس العلم خشية الله جل وعلا كما قال الله الله سبحانه وتعالى انما يخشى الله من عباده العلماء والعلم حقا يورث الخشية ويورث حسن الاقبال على الله كما قال بعض السلف من كان بالله اعرف كان منه اخبر قال ابن القيم من كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلق وعن معصيته ابعد ثم بين ان الصلاح صلاح العبد نعم وفلاحه يكون بالسلامة من هاتين الافتين افة الغفلة وافة اتباع الهوى والسلامة من هاتين الافتين يكون بالعلم النافع والعمل الصالح. ان يجمع العبد بين العلم النافع والعمل الصالح فاذا حصل العلم النافع سلم من سبيل الغافلين واذا قام بالعمل الصالح سلم من سبيل المتبعين لاهوائهم فيكون من المنعم عليهم اهل السعادة. غير المغضوب عليهم ولا الضالين لان المغضوب عليهم من عنده علم لا يعمل به والضال من يعمل بلا عمل بلا علم والمنعم عليه هو الذي جمع بين العلم والعمل. العلم النافع والعمل الصالح. وبهذا بعث المرسلون. كما قال الله تعالى هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق الهدى العلم النافع ودين الحق العمل الصالح قال واما المنعم عليهم فهم الذين من الله عليهم بمعرفة الحق علما فاستلموا بذلك من سبيل الغافلين وبالانقياد اليه وايثاره على ما سواه عملا. فسلموا بذلك من سبيل المتبعين لاهوائهم وهؤلاء هم الذين على سبيل النجاة وهؤلاء هم الذين على سبيل النجاة اللهم اجعلنا اجمعين منهم قال ومن سواهم على سبيل الهلاك لان الهالكين احد رجلين اما رجل غافل عن الحق وعن الهدى وعن الدين او رجل متبع لهواه او رجل متبع لهواه قال ولهذا امرنا الله سبحانه ان نقول كل يوم وليلة عدة مرات عدة مرات على سبيل الفرض والوجوب سبع عشرة مرة اوجب الله سبحانه وتعالى علينا في اليوم والليلة ان نقول سبع عشرة مرة اهدنا الصراط المستقيم بعدد ركعات الصلاة المكتوبة بعدد ركعات الصلاة المكتوبة لان الفاتحة مطلوب قراءتها في كل ركعة من ركعات الصلاة والله سبحانه وتعالى كتب علينا سبع عشرة ركعة في اليوم والليلة الفجر اثنتان الظهر اربع والعصر اربع والمغرب ثلاث والعشاء اربع مجموعها سبع عشرة ركعة افترض الله سبحانه وتعالى علينا في كل ركعة من هذه الركعات ان نقول اهدنا الصراط المستقيم قد قال شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ينبغي ان ينبه عوام المسلمين ان هذا دعاء ينبغي ان ينبه عوام المسلمين ان هذا دعاء. كثير من الناس يقرأ ولا يستشعر انها ان هذا دعاء ولا يستشعر ان هذا دعاء فما احوج العوام ان ينبهوا الى ان هذا دعاء عندما يقول المسلم في صلاته اهدنا الصراط المستقيم هو يدعو الله باعظم دعاء ولا يوجد في في الادعية التي شرعها الله سبحانه وتعالى دعاء مثل هذا الدعاء على عبر مكانته ورفعة شأنه. مما يدل على عظم مكانته ورفعة شأنه فهو دعاء اوجبه الله سبحانه وتعالى على عباده وافترضه عليه في اليوم والليلة سبع عشرة مرة واذا كان العبد اذا كان العبد يحافظ على النوافل يحافظ على النوافل سواء الراتبة او صلاة الليل او صلاة الضحى او النفل المطلق فكم مرة يدعو في يومه هذه الدعوة المباركة؟ اهدنا الصراط المستقيم فهي دعوة عظيمة مباركة العبد في في اشد الافتقار والاحتياج الى ان يدعو بها دعاء متكررا ان يدعو بها دعاء متكررا قال ان تقول كل يوم وليلة عدة مرات اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين نعم قال رحمه الله تعالى فان العبد مضطر كل الاضطرار الى ان يكون عارفا بما ينفعه. الى ان يكون عارفا بما ينفعه في معاشه ومعاده ويكون وان يكون مؤثرا مريدا لما ينفعه. مجتنبا لما يضره. فبمجموع هذين يكون قد هدي الى الصراط المستقيم فان فاته معرفة ذلك سلك سبيل الضالين وان فاته قصده واتباعه سلك سبيل المغضوب عليهم وبهذا يعرف قدر هذا الدعاء العظيم. وشدة الحاجة اليه وتوقف سعادة الدنيا والاخرة عليه. ثم رحمه الله فان العبد مضطر كل الاضطرار الى ان يكون عارفا بما ينفعه في معاشه ومعاده وان يكون مؤثرا مريدا لما ينفعه مجتنبا لما يضره. فهذان هما الاصلان اللذان يدور عليهما حديث رحمه الله تعالى الاصل الاول العلم النافع. فالعبد محتاج الى علم نافع يهديه الى الحق وينير له السبيل ويزيح عنه الظلمات وايضا في الوقت نفسه يحتاج الى عمل صالح يرقيه في الدرجات. يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات فهو محتاج الى علم يهدي والى اعمال صالحة ترقيه فبدون العلم لا يترقب وبدون العمل لا يترقب وانما الترقي بمجموع الامرين العلم النافع والعمل الصالح يكون بمعرفة ما ينفعه في معاشه ومعاده وان يكون مؤثرا لما ينفعه مجتنبا لما يضره فبمجموع هذين يكون قد هدي الى الصراط المستقيم بمجموع هذين يكون قد هدي الى الصراط المستقيم. بمعنى ان الصراط المستقيم المنعم عليهم هم الذين جمعوا بين العلم النافع والعمل الصالح فمن كان عنده علم نافع بدون العمل الصالح او مغضوب عليك ومن كان عنده اعمال ليست مبنية على العلم في رمضان ولا يكون من المنعم عليهم اهل الصراط المستقيم الا بالعلم النافع والعمل الصالح يوضح ذلك فيقول فان فاته معرفة ذلك السبيل سلك سبيل الضالين سلك سبيل الضادين وهم الذين يعملون بدعيهم وان فاته قصده يعني قصد السبيل معرفته وان فاته قصده واتباعه سلك سبيل المغضوب عليهم وهم الذين عندهم علم ولا يعملون قال وبهذا يعرف قطر هذا الدعاء العظيم الذي اشتملت عليه سورة الفاتحة وبهذا يعرف قدر هذا الدعاء العظيم وشدة الحاجة اليه وتوقف سعادة الدنيا والاخرة فالعبد انما يكون من اهل السعادة اذا سلك صراط الله المستقيم وهو مفتقر في هذا الى هداية الله سبحانه وتعالى له وتوفيقه سبحانه وتعالى له ولهذا اوجب الله عليه هذا الدعاء مرات عديدة في اليوم والليلة وايضا لزم العبد في هذا الباب مجاهدة تامة لنفسه باصلاح هذين الجانبين جانب العلم وجانب العمل قال رحمه الله تعالى والعبد مفتقر الى الهداية في كل لحظة ونفس ونفس في جميع ما يأتيه ويذره فانه بين امور لا ينفك عنها. احدها امور قد اتاها على غير وجهه امورا قد اتاها على غير وجه الهداية جهلا. فهو محتاج الى ان يطلب الهداية الى الحق فيها. او يكون كم من الهداية فيها فاتاها على غير وجهها عمدا. فهو محتاج الى التوبة منها. او امور لم يعرف وجه الهداية فيها علما ولا عملا. ففاتته الهداية الى علمها ومعرفتها. والى قصدها وارادتها وعملها. او قد هدي اليها من وجه دون وجه فهو محتاج الى تمام الهداية فيها. او امور قد هدي الى اصلها دون تفاصيل فهو محتاج الى هداية التفصيل او طريق قد هدي اليها وهو محتاج الى هداية اخرى فيها. فالهداية الى الطريق شيء والهداية في نفس الطريق شيء اخر الا ترى ان الرجل يعرف ان طريق البلد الفلاني هو طريق كذا وكذا ولكن لا يحسن ان يسلكه ان سلوك فان سلوكه يحتاج الى هداية خاصة يحتاج الى هداية خاصة في نفس السلوك كالسير في وقتك دون وقت كذا واخذ الماء في مفازة كذا مقدار كذا. والنزول في موضع كذا دون كذا. الاخذ والنزول واخذ الماء فيما فازت كذا مقدار كذا. والنزول في موضع كذا دون كذا. فهذه هداية في نفس السير قد يهملها من هو عار بان الطريق بان الطريق هي هذه فيهلك وينقطع عن المقصود. وكذلك ايضا ثم امور هو محتاج الى ان يحصل ان ان يحصل له فيها من الهداية ان يحصل اي اي ان يحصل له فيها من الهداية في المستقبل مثل ما حصل له في الماضي وامور هو خال عن اعتقاد حق او باطل. وامور هو خال عن اعتقاد حق او باطل او باطل فيها. فهو محتاج الى الصواب فيها وامور يعتقد انه فيها على هدى على هدى وهو على ضلالة ولا يشعر فيها ولا يشعر فهو محتاج الى انتقاله عن ذلك. وهو محتاج الى الى انتقاده عن ذلك الاعتقاد بهداية من الله وامور قد فعلها على وجه الهداية وهو محتاج ان الى ان يهدي غيره اليها ويرشده وينصحه فاهماله ذلك يفوت يفوت عليه من الهداية بحسبه كما ان هدايته كما ان هدايته للغير وتعليمه ونصحه يفتح له باب الهداية فان الجزاء من جنس العمل فكلما هدى غيره وعلمه هداه الله وعلمه فيصير هاديا مهديا كما في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي وغيره اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين. سلما لاوليائك حربا لاعدائك. نحب بحبك من احبك ونعادي بعداوة كمن خالفك. نعم هذا ايها الاخوة تفصيل عظيم جدا للهداية. وانواعها وافرادها وحقيقتها واحتياج العبد الشديد اليها وربما لا تكاد تجد تفصيلا مثل هذا التفصيل العظيم الذي اورده ابن القيم رحمه الله لبيان التفاصيل الداخلة في الهداية وكثير من الناس لا يدرك معاني الهداية على وجهنا وحقيقتها ولا يفهم من اراد به بل ان بعض الناس لجهله بمثل هذه التفاصيل اذا قيل له هداك الله او الله يهديك ربما يقرأ وينزعج من هذا الدعاء وربما قال لمن دعا له بهذه الدعوة ماذا تراني ويغضب منه اشد الغضب فالهداية والدعاء بالهداية اعظم الدعاء واجله وهي تشمل امور كثيرة جدا داخلة في قولك اهدنا الصراط المستقيم ومن الجميل بالداعي ان يستحضر ما تتضمنه هذه الكلمة وما يدخل تحتها من امور كثيرة جدا فصلها ابن القيم رحمه الله تفصيلا عجيبا في هذا الموضع يقول رحمه الله والعبد مفتقر الى الهداية في كل لحظة ونفس في كل لحظة ونفس في جميع ما يأتيه ويذره يعني جميع اخوان العبد في كل لحظة من لحظاته كل نفس من انفاسه كل حركة من حركاته. كل فعل من افعالك وكل ترك من تروكه يحتاج فيه الى هداية اذا اراد ان يقوم يحتاج الى ان يكون مهتديا في قيامه اذا اراد ان يعمل عملا من الاعمال يحتاج الى هداية في هذا العمل اذا اراد ان يترك عملا من الاعمال يحتاج الى هداية في هذا العمل. العمل الذي يقوم فيه ايضا يحتاج فيه الى انواع من الهداية كما سيأتي تفصيل ذلك عند ابن القيم رحمه الله قال فانه بين امور لا ينفك عنها فانه اي العبد بين امور لا ينفك عنها. اي وفيها كلها يحتاج الى هداية احدها امور قد اتاها على غير وجه الهداية جهلا هذه امور لا ينفك عنها الانسان تجده يفعل امور على غير وجه الهداية جهلا الحق والهدى في هذا الباب يجهل ذلك وكم من امور مرت على الانسان في حياته كان يعملها ثم تبين له انها خطأ وكل واحد منا لو تفكر في حياته يجد ان هناك امور كثيرة كان يعملها ثم تبين له انه خطأ وانها على خلاف الهداية خلاف الاصابة خلاف الصواب فهذا جانب امور قد اتاها على غير وجه الهداية جهلا فهو محتاج الى ان يطلب الهداية الى الحق فيها هذا جانب اذا تفكرت فيه ان امور كثيرة تكون في العبد يفعلها ويظنها حقا وصوابا وهي على خلاف الحرم فهو محتاج الى ان يهديه الله سبحانه وتعالى الى معرفة الحق في ذلك والهداية اليه او يكون عارفا بالهداية فيه امور اخرى يكون عارفا بالهداية فيها فاتاها على غير وجهها عمدا فهو محتاج الى التوبة منها مثل شخص مثلا يعرف مكانة الصلاة او يعرف مكانته الواجبات او يعرف مكانة ترك المحرمات وتجده يأتي هذه الامور على غير وجه الهداية ان يقع في المخالفة في المعصية في الذنب فمحتاج الى ان يهديه الله عز وجل للتوبة من هذه المخالفات التي وقعت منه على غير طريق الهداية يحتاج الى ان يهديه الله بان يوفقه للتوبة. فالتوبة هداية بداية من الله سبحانه وتعالى يمن بها عز وجل على من شاء من عباده. ثم تاب عليهم ليتوبوا وان يوفقهم للتوبة فالهداية والتوفيق للتوبة منة من الله عز وجل على من يشاء من عباده قال او امور لم يعرف وجه الهداية فيها علما ولا عملا لم يعرف وجه الهداية فيها علما ولا عملا يعني الاول ظل في جانب العلم والثاني ظل في جانب العمل وهذا الثالث في الجانبين لم يعرف وجه الهداية فيها علما ولا عملا. ففاته الهداية الى علمها ومعرفتها والى قصدها وارادتها وعملها. فهو محتاج الى ان يهديه الله عز وجل بداية العلم وان يهديه الله عز وجل هداية العمل في هذه الامور امور قد هدي اليها من وجه دون وجه امور قد هدي اليها من وجه دون وجه فهو محتاج الى تمام الهداية فيها فتجد بعض الناس في بعض الامور هدي اليه من وجه ولكنه لم يهدى اليه من وجه اخر. مثلا يمكن ان نقول مثل ما سبق هديء اليها من وجه العلم ولم يهدى اليها من وجه العمل او مثلا يكون في العمل تفاصيل تتعلق بالهداية في هذا الباب فتجده هدي الى وجه منها ولم يهدى الى وجه اخر فمثلا مطلوب في العمل لقبوله ان يكون بنية صالحة واتباع فيهدى الى النية ويفوته مثلا جانب من الاتباع فيكون محتاجا الى الهداية في هذا الوجه يهدى الى وجه يفوته وجه اخر فهو بحاجة الى هداية فيه او امور قد هدي الى اصلها دون تفاصيلها فهو محتاج الى هداية التفصيل مثل يعني شخص هدي الى الصلاة ومكانتها وعظمها وانها فريضة من فرائض الاسلام هدي الى ذلك لكن التفاصيل المتعلقة الصلاة من من شروط من اركان من واجبات من غير ذلك من سنن يجهلها او يجهل كثيرا منها فهو محتاج الى هذه الهداية التفصيلية في هذا الامر الذي عرف اصله قال او طريق او طريق قد هدي اليه. وهو محتاج الى هداية اخرى فيه. وذكر رحمه الله فرق بين الهداية الى الطريق والهداية في الطريق ذكر فرق بين الهداية فقط الى الطريق والهداية في الطريق. قد يهدى الانسان الى الطريق قد تسأل شخص وين الطريق الى مكة ويقول هذا هذا هو الطريق الى مكة لكن ليس عنده هداية في الطريق ليس عنده هداية في الطريق ومثل ابن القيم رحمه الله لهذا بمثال يتناسب مع الوقت والاسفار في ازمانهم. فقال رحمه الله وطريق قد هدي اليه وهو محتاج الى هداية اخرى فيها فالهداية الى الطريق شيء والهداية في نفس الطريق شيء اخر الا ترى ان الرجل يعرف ان طريق البلد الفلاني هو طريق كذا وكذا ولكن لا لا يحسن ان يسلكه لا يحسن ان يسلكه فان سلوكه يحتاج الى هداية خاصة في نفس السلوك يوضح ذلك يقول كالسير في وقت كذا كالسير في وقت كذا دون وقت كذا واخذ الماء في مفازة كذا مقدار كذا يسافرون على الابل اذا كان الانسان في نفس الطريق ما يعرف اماكن الابل ربما يهلك في الطريق يظن الماء قريب والماء بعيد فلا يتزود من مكان للتزود يمر عليه في طريقه ثم يهلك في الطريق لانه ليس عنده هداية في الطريق وان كان عنده هداية الى الطريق كالسير في وقت كذا دون وقت كذا واخذ المال في مفازة كذا مقدار كذا والنزول في موضع كذا دون كذا فهذه هدايات في نفس السير فهذه هدايات في نفس السير قد يهملها من هو عارف بان الطريق هي هذه فيهلك وينقطع عن المقصود فيهلك وينقطع؟ انا المقصود في زماننا هذا في السفر في السيارات ايضا يحتاج الانسان اضافة الى الهداية الى الطريق الى ماذا؟ هداية في الطريق واذا لم يكن خبيرا بالطريق قد تكون في الطريق منعطفات مثلا خطيرة لا يعرفها فتكون سببا لهلاك وهلاك من معه باذن الله قد يكون مكان تزويد الوقود متباعد فلا يتزود بالوقود من مكان ويظن ان مكان التزود قريب ويكون بعيدا فينتهي وقوده ينقطع. وربما يهلك الى اخر ذلك من الامور التي هي من هداية الطريق فاذا العبد يحتاج في هذا الدين الى هداية اه الى الطريق والى هداية في الطريق نفسه ومما يوضح ذلك الحديث الذي في المسند وغيره ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله ظرب مثلا صراطا مستقيما وعلى جنبتي الصراط سوران يعني جداران وفي السورين ابواب مفتحة وعلى الابواب المفتحة سطور مرخاة ومناد ينادي من اول الصراط يا عباد الله ادخلوا الصراط ولا تعوجوا ادخلوا الصراط ولا تعوجوا وداعا يدعو من جوف الصراط يا عبد الله لا تفتح الباب فانك ان فتحته تلج ثم بين ذلك قال اما الصراط فهو الاسلام واما السورة فحدود الله. واما الابواب التي المفتحة التي عليها سطور مرخاة فمحارم الله. واما الداء الذي يدعو من اول الصراط فكتاب الله. واما الداعي الذي يدعو من جوف الصراط فواعظ الله في قلب كل مسلم اذا انت بحاجة الى ان تهدى الى هذا الصراط وايضا الى ان تهدى في هذا الصراط حتى لا ينحرف الانسان ويدخل مع باب من هذه الابواب التي تخرجه عن هذا الصراط فيهلك فهو محتاج الى هاتين الهدايتين. الهداية الى الصراط والهداية في الصراط قال وكذلك ايضا ثم امور هو محتاج الى ان يحصل له فيها من الهداية في المستقبل مثلما حصل له في الماضي مثل ما حصل له في الماضي يعني ان يوفق اليها في مستقبله في وقته الحاضر وفق اليها علما وعملا علما وعملا لكن حاله مع هذه الاعمال ما هو؟ في المستقبل في وقته الحاضر على علم وعلى عمل بهذه الاعمال. نسأل الله ان يحفظ علينا وعليكم ديننا. وان يثبتنا عليه. وكم من اناس يتحولون تجده في لحظة من حياته على الهداية على الرداء علم وعمل واستقامة ثم يبلى له ببلاء ويفتن فيكون على خلاف ما كان عليه وما اكثر وفتن في زماننا هذا الزمان زمن الفتن والامور التي تجرف الناس وتصرفهم عن دين الله سبحانه وتعالى ما اشدها وما اكثرها في هذا الزمان وانفتحت على الناس ابواب تصد عن عن الهداية لم تكن موجودة من قبل واعجب ذلك واغربه ان يكون الشاب في حجرته مغلقا على نفسه الباب لا يراه احد من الناس لا يراه الا رب العالمين سبحانه وتعالى ثم من خلال القنوات الفضائية او الشبكة العنكبوتية يصل الى كل بلاء. في كل مكان في الدنيا وتجد الشاب يدخل من من غرفة الى غرفة او من موقع الى موقع ومن مكان الى مكان فانفتحت في هذا الزمان ابواب كثيرة تصرف الانسان عن الهداية فاذا من ابواب الهداية التي العبد مفتقر اليها ان العبد قد يكون في وقت على الهداية من علم وعمل وعبادة وتفقه في الدين وصلاح واستقامة الى اخر ذلك فهو محتاج الى ان يهدى الى ذلك في المستقبل بان يثبته الله عليه. وان يزيده منه وان يعينه على المواصلة في العلم والعمل الى ان يتوفاه الله سبحانه وتعالى وهو راض عنه. كما قال الله جل وعلا واعبد ربك حتى يأتيك اليقين كما قال الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون. اذا هذا جانب عظيم جدا في الهداية مفتقر اليه جانب اخر امور هو خال عن اعتقاد حق او باطل فيها وهذي تمر على الانسان في في حياته امور يسأل عنها. ايش الحق ما الحق في هذه المسألة؟ ما الصواب؟ تجده خالي عن اعتقاد حق او او باطل فيه لا يدري هذا ما الحق وما الباطل فيه فهو محتاج الى حدادة الصواب فيها الى هداية الصواب فيها يعني ان يهديه الله سبحانه وتعالى الى الحق والصواب في هذه الامور التي هو خال من معرفة حق او او باطل فيها قال وامور يعتقد انه فيها على الهدى. وهو على ضلالة ولا يصبر وهذي مصيبة وهذه حالة من البدع حال اهل البدع واذا سئل صاحب البدعة ما هذا الذي انت عليه؟ ان يقول هذا باطل او هذا ضلال او هذه بدعة من البدع؟ لا والله يقول هذا هو الدين الحق وهذا هو الصواب وهذا هو الهدى ولا يقبل ان ينتقد فمثل هؤلاء محتاجين الى الهداية في هذا الباب مفتقرين الى الهداية في هذا الباب امور يعتقد انه فيها على هدى وهو على ظلالة ولا يشاء ولهذا جاء في الحديث ان الله احتجر التوبة على كل صاحب بدعة حتى يدع بدعة لماذا؟ لانه يرى انه على حق وعلى هدى وعلى صواب والبدعة احب الى الشيطان من المعصية ان فرق بين المبتدع والعاصي العاصي اذا نوصح في معصيته ماذا يقول لمن يناصحه يقول لها ادعو الله ان يهديني وانا والله مقصر انا مخطئ انا اعرف اني على خطأ لكنني انا ابتليت بهذه الامور لا تنسانا من دعواته بينما صاحب البدعة اذا نوصح في بدعته يغالط ويجادل ويكابر ويعانق ويخاصم فرق بين المبتدع والعاصي ولهذا من امور الهداية التي يحتاج اليها العبد امور يعتقد انه فيها على هدى وهو على ضلالة ولا يشترى وهو لا يشاء فهو محتاج الى انتقاله عن ذلك الاعتقاد بهداية من الله بهداية من الله ولهذا هذا هذا الجانب الذي يذكره ابن القيم هنا استحضار العبد له استحضار العبد له ان صحت العبارة يلين قلبه. بعض الناس تجد عنده بدعة قلب مستعصي ومغلق ولا يسمع حتى القرآن لو تقرأ عليه ايات من القرآن فيها هدايته في الباب الذي هو يخالف فيه مغلق وبعضهم جاء وقد قال له اشياخه لا تسمعه لهذا القرآن حتى بعض الناس الذين نشأوا في بعض المجتمعات على بدع اذا ذهبوا الى المناطق التي تنتشر بها السنن يذهب الى المناطق التي تنتشر فيها السنن وينتشر فيها الاعتقاد الحق يحذرهم اشياء اخرى. اشد التحذير حتى ان بعض ان الاشخاص اخبرني مرة قال لي ان مشايخنا قالوا لا تسمعوا لهؤلاء ولا تأخذوا عنه لا تأخذ عنهم العلم واحذروا منه كلام من اشد الحذر ولهم علاقة يقول لهم مشائخهم لهم علامة دائما اذا تكلموا يقولون قال الله قال الرسول انتبهوا على حدا دائما لا لا يضر بك لا يخدعك. كل شيء يقول لك قال الله قال الرسول. فيأتي المسكين ويسمع قال الله قال الرسول يقول جزاهم الله خير نبهونا واذا كان تورطنا الان كان دخلنا الان في ورقة لكن جزاهم الله خير حذرونا ونبهونا دخلنا في ورطة عظيمة فعلا هؤلاء مشائخنا نصحونا كل شيء يقولون قال الله قال الرسول تقرأ عليه ايات واحاديث ما يقبل ابدا ولا يستمع اليه بقلبه اغلق والعياذ بالله اقفل تماما تقرأ عليه ايات الله احاديث الرسول عليه الصلاة والسلام واضحة بينة ما يسمع ابدا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون هذي مصيبة هذي مصيبة عظيمة وبنية كبيرة تجد الانسان قلبه مغلق عن الايات والاحاديث السبب ائمة الضلال ان اخوف ما اخاف على امتي الائمة المظلين فاذا هذا نوع من الهداية ينبه عليه رحمه الله قال وامور يعتقد انه فيها على هدى وهو على ضلالة ولا يشفع ولا ايش وهذا الجانب انبه على شيء هذا الجانب اذا حس العبد باشياء عنده رواسب قديمة في في شبابه في نشأته على مشايخه عن والديه اخذ ليس من الضروري ان يكون كل ما تلقاه عن مشايخه وعن والديه حق فلا ينغلق على شيء نشأ عليه بعجره وهجره بل نسأل الله الهداية اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني ما اقترف به من الحق باذنك. انك تهدي من تشاء الى الصراط المستقيم ولا يتعلق بالشبهة التي تعلق بها الكفار قديما انا وجدنا ابائنا على امة يسأل الله الهداية ويلح على الله ان يهديه ويتحرى الهداية ويطلبها من منبعها كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه قال وامور قد فعلها على وجه الهداية وامور قد فعلها على وجه الهداية وهو محتاج الى ان يهدي غيره اليها ويرشده وينصحه هذي ايضا مهم في باب الهداية حتى يكون العبد في هذا الباب هاديا مهدية اي مهديا في نفسه هاديا للاخرين والا يكون خاسرا اذا كان اكتفى بالهداية لنفسه ولا يوصلها للاخرين يكون خاسرا. والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر فلا بد مع المعرفة بالحق من ايصاله للاخرين ودلالة الاخرين اليه فهذا ايضا من وجوه الهداية التي يحتاج العبد الى العناية بها. قال فاهماله ذلك يفوت عليه من الهداية بحسبه نفوت عليه من الايداء بحسبه ثم ينبه على فائدة عظيمة في هذا الباب باب الدعوة الى الله ودلالة الناس المحيض يقول كما ان هدايته للغير وتعليمه ونصحه يفتح له باب الهداية اي في نفسه بمعنى ان العبد كل ما كان ناصحا لعباد الله فتح الله له من ابواب العلم والعمل والتوفيق بحسب ما قام به من نصح لعبادة لعباد الله وحرصا على هدايتهم الى دين الله تبارك وتعالى. قال فان الجزاء من جنس العمل وهذه فائدة نفيسة للدعاة ينبغي ان يفرحوا ويرتبطوا بهم. فان الجزاء من جنس العمل. كل ما كنت ايها الاخ حريصا على نفع الناس وهدايتهم ودعوتهم الى الخير كلما كان ذلك سببا في بركة حياتك انت واستقامة امرك وثباتك على دين الله وازديادك من الصالحات علما وعملا. لان الجزاء من جنس العمل. كما انك حريص على عباد الله نصحا وهداية ودلالة لهم للخير ودعاء لهم في الخير فان الله سبحانه وتعالى يجازيه من جنس العمل ان الجزاء من جنس العمل قال فكلما هدى غيره وعلمه هداه الله وعلمه جزاء من جنسها كلما هدى غيره وعلمه هداه الله سبحانه وتعالى وعلمه فيصير هاديا مهديا هاديا للغير مهديا في نفسه كما في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي وغيره اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين سلما لاوليائك حربا لاعدائك نحب بحبك من احبك ونعادي بعداوتك من خالفك وهذا الحديث هو في الترمذي وغيره وفي اسناده كلام لكن موضع الشاهد وهو قوله اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين هذا ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث اخر غير هذا الحديث. اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين هذه الدعوة ثابتة عن رسول صلى الله عليه وسلم وهي موضع الشاهد هنا فاللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين هداة اي لغيرنا مهتدين اي في انفسهم هداة اي لغيرنا مهتدين في انفسنا فمن اكرمه الله سبحانه وتعالى بالامرين الهداية الى الصراط المستقيم علما وعملا هداية غيره الى الصراط المستقيم كان من الناجين وسلم من سبيل الخاسرين كما يدل لذلك قول الله سبحانه وتعالى والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا وبالحق وتواصوا بالصبر ولهذا الموضوع تتمة عند ابن القيم رحمه الله تعالى نأتي اليها في لقائنا القادم باذن الله عز وجل. ونسأل الله عز وجل لنا اجمعين ان يزيننا بزينة الايمان وان هداة مهتدين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات تبارك وتعالى غفور رحيم جواد كريم