الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك وانعم على نبيه محمد وعلى اله وصحبه وسلم قال شيخ الاسلام ابن القيم رحمه الله تعالى وغفر له لشيخنا والسامعين قال الامام احمد رحمه الله في خطبة كتابه في الرد على الجهمية الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من اهل العلم يدعون من يدعون من الهدى ويصبرون منهم على الاذى. يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله اهل العذاب فكم من قتيل لابليس قد احيوه؟ وكم من ضال تائه قد هتوه؟ فما احسن اثرهم على الناس وما اقبح هذه الناس عليهم ينفون عن كتاب الله تحريفا غاليين. وامتحان المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا الوية البدعة واطلقوا عنان الفتنة. فهم مختلفون في الكتاب. مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب. يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم. يتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم فنعوذ بالله من فتن المضلين الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له اشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله واصحابه اجمعين وسلم تسليما كثيرا اما بعد فان العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى لما ذكر الاصول الاربعة التي تضمنها قول الله سبحانه تعالى وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا ان يوقنوا وبين كل اصل من هذه الاصول العظيمة. فلما انهى ذلك رحمه الله تعالى ختم بذكر هذه الكلمة العظيمة المباركة التي جعلها الامام احمد رحمه الله تعالى خطبة لكتابه الرد على الجهمية وتروى هذه الكلمة قبله عن عمر او نحوها وقريبا منها عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه كما روى ذلكم ابن وضاح في كتابه البدع والنهي عنها وهي كلمة عظيمة تبين المكانة العلية التي تبوأها اهل العلم والمنزلة الشريفة التي نزلوها والمهمة العظيمة التي اطلعوا بها وبين ذلكم الامام احمد رحمه الله تعالى بشيء من التفصيل للمهام العظيمة والجهود المباركة التي يطلع بها اهل العلم ومن الله سبحانه وتعالى على العباد بوجود العلماء بينهم هذه من اعظم المنن قد قال بعض السلف قديما في بيان هذه النعمة لولا العلماء لكان الناس مثل البهائم اي لولا تسخير الله سبحانه وتعالى لاهل العلم بين الناس لكان الناس مثل البهائم لكن الله سبحانه وتعالى من على الناس باهل العلم ترتب على وجودهم الاثار المباركة والثمار العظيمة المتنوعة والتي يشير الامام احمد رحمه الله تعالى في خطبته هذه الى طرف منها وجعل هذه الخطبة او جعل هذه الكلمة خطبة لكتابه الرد على الجهمية لان من المهام العظيمة التي يطلع بها اهل العلم رد باطن المبطلين وزيف المزيفين وضلال المضلين وادب عن كتاب الله رب العالمين. وعن سنة سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه بدأ رحمه الله جل وعلا بحمد الله والثناء عليه سبحانه بما هو اهله فقال الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من بقايا من اهل العلم بقايا من اهل العلم بمعنى ان وجود بمعنى ان اهل العلم لا يزال لهم وجود عبر التاريخ ومع مر الايام كما قال عليه الصلاة والسلام لا تزال طائفة من امتي على الحق منصورة لا يضرهم من خذلهم قيام الساعة بقايا من اهل العلم ما هي مهمتهم؟ وما اعمالهم؟ قال يدعون من ضل الى الهدى ويصبرون منهم على الاذى هذه مهمة العلماء دعوة الناس الى الهدى والحق المستمد من كتاب الله سبحانه وتعالى وهذه الدعوة يترتب عليها وجود الاذى ويتلقاه اهل العلم بالصبر ويصبرون منهم عنا فجمعوا بين الدعوة والصبر وهم ايضا قبل ذلك تحلوا بالعلم والعمل وهي الامور الاربعة التي من اجتمعت فيه سلم من الخسران كما قال الله والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر قال يحيون بكتاب الله. الموتى يحيون بكتاب الله الموتى. وهذا فيه ان كتاب الله هو الحياة فبه تحيا القلوب اومن كان ميتا فاحييناه ويقول جل وعلا يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم فهم يحيون بكتاب الله الموتى وفي هذا ايضا ان من حرم من بركة كتاب الله عز وجل فانه ميت ولا يحيى العبد الا بالكتاب فمثل القرآن في حياة القلوب مثل المطر في حياة النبات قد ذكر الله سبحانه وتعالى الامرين في قوله الم يأن للذين امنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد. فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون. اعلموا ان الله يحيي الارض بعد موتها. قد بينا لكم الايات لعلكم تعقلون اي كما انه سبحانه وتعالى يحيي الارض الميتة بالمطر فانه جل وعلا يحيي القلوب الميتة بالوحي فالوحي حياة القلوب ولهذا سمى الله سبحانه وتعالى الوحي روحا وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا كذلك اوحينا اليك روحا من امرنا لان بالوحي حياة القلوب. فلا تحيا الا به وهذا يجلي لنا المهمة التي ينبغي ان يكون عليها اهل العلم الا وهي احياء قلوب الناس بالوحي. قل انما انذركم بالوحي اليس ايها الاخوة الكرام من الخطأ الكبير ان يقف الواعظ او يقف الخطيب امام الناس ثم يلقي موعظته او خطبته فلا يذكر اية من كتاب الله لا يذكر اية من كتاب الله ولا يحيي قلوب الناس بكتاب الله ولا يعرض ايات القرآن على الناس التي فيها البركة وفيها الهدى وفيها السعادة وفيها ايقاظ القلوب وفيها الذكرى وفيها الموعظة وفيها التبصرة وفيها الحياة فتجده يلقي الكلام الطويل ولا يذكر اية من كتاب الله سبحانه وتعالى فمهمة اهل العلم يحيون بكتاب الله لا بارائهم ولا بعقولهم ولا باهوائهم وانا ايضا بقصص يخترعونها وحكايات ينشئونها وانما يحيون بكتاب الله وذكر بالقرآن من يخاف وعيد ان في ذلك لذكرى. لمن كان له قبر اولم يكفهم انا انزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم وهم فيه كفاية وفيه غنية وفيه الحياة. للقلوب وفيه السعادة قال يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله اهل العمل ويبصرون بنور الله نور الله سبحانه وتعالى الوحي المبين وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا فالوحي نور وضياء لصاحبه فاهل العلم يقومون بهاتين المهمتين العظيمتين يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله اهل العمل ولهذا ذكر احد اهل العلم ولعله ابن بطة العكبري مثلا لاهل العلم بين الناس قال مثل اهل العلم مثل اناس في ظلمة ومنطقة موحشة وفيها انواع الافات من حفر ومن حيات ومن هوام وغير ذلك والناس متخبطون في الظلمات لا يدرون كيف يسيرون ولا يأمنون في سير من العتار فجاء رجل وهم في هذه الظلمة ومعه مصباح مضيء يضيء الطريق فمشى امامهم مضيئا لهم الطريق وهم خلفه في امن وامان وسلامة وعافية فهذه مهمة العلماء يبصرون بنور الله اهل العمل ولهذا تجد احيانا بعض العوام اذا افتاه العالم او بين له مسألة او وضح له حكما يجهله او عبادة قد اخطأ فيها او نحو ذلك تجد تقول والله يقول كنت والله اعمل ما اعرف لكن الله بصرني ودلني على الطريق بمنه وكرمه على يد فلان دلني على ذلك. العلماء يبصرون بنور الله يبصرون بنور الله اهل العمل وهي مهمة شريفة وعظيمة ومباركة ان يكون الانسان معه مصباح يضيء للناس والمصباح والضياء والنور كلام كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال ويبصرون بنور الله اهل العمل فكم من قتيل لابليس قد احيوه وكم تأتي للتكفير اي كثير قتل ابليس وظحايا ابليس الذين كتب الله سبحانه وتعالى لهم نجاة وسلاما وعافية على ايدي اهل العلم فكم من قتيل لابليس قد احيوه وفعلا من اطاع ابليس فهو قتيل وهو ميت ولو كان يمشي على قدمه ولو كان يتحرك بين الناس ولو كان يأكل ويشرب فهو قتيل لابليس وهو ميت هالك الا ان اكرمه الله سبحانه وتعالى بالخلاص من الهلاك بعالم يبصره بنور الله ويحييه بكتاب الله سبحانه وتعالى قال فكم من قتيل لابليس قد احيونه وكم من ضال تائه قد هدوك الكثير عبر التاريخ انقذ الله سبحانه وتعالى باهل العلم الناس من الضلال من الزيغ من البدع من المعاصي من اثان من الجرائم والعلماء الذين يبصرون بكتاب الله سبحانه وتعالى الموتى هم وحدهم الذين تتحقق على ايديهم هذه النجاة وهذه السلامة قال فما احسن اثرهم على الناس فما احسن اثرهم على الناس اي اثرهم على الناس عظيم جدا ومبارك اثر عظيم ومبارك يعلمون الجاهل ويذكرون الغافل ويرشدون الضاد ويردون الباطل ويكشفون زيف الضلال اثرهم عظيم جدا اثرهم مبارك على الناس في زمانهم وبعد ازمانهم انظر الان الاثر المبارك للعلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه هذا وفي كتب كثيرة له ولغيره من اهل العلم كم حصل بهذه الكتب من النفع والفائدة والفائدة والنفع العظيم ولا يزال الناس يقرأون كتب هؤلاء العلماء ويستفيدون العلم ويتعلمون السنن ويستبون من الجهالات والضلالات فما احسن اثرهم على الناس وما اقبح افهم الناس عليهم وما اقبح اثر الناس عليه والمراد بالناس هنا من لا يقدرون اهل العلم حق قدرهم ولا يعرفون لهم مكانتهم. وقد قال عليه الصلاة والسلام ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقا فمن لا يعرف حق العالم ما اسوأ حاله مع العالم وما اقبح فعاله مع العالم من غيبة ونميمة وسخرية وتهكم وايذاء وغير ذلك كثير قال وما اقبح اثر الناس عليه ثم اضاف في بيان مهام العلماء التي يطلعون بها قال ينفون عن كتاب الله تحريف الغالي وامتحان المبطلين وتأويل الجاهلية هذه ثلاثة امور عظام. يطلع بها اهل العلم ينفون عن كتاب الله تحريف الغالي اي تحريف الغلاة الذين يأتون محملين بعقائد باطلة واهواء فاسدة ويحاولون تطويعا النصوص وليها لتكون ذليلا لما يعتقدون ومؤيدا لاهوائهم وباطنهم. فيحرفون كلام الله. يحرفون الكلمة عن مواضعها. وهي طريقة متلقاة عن اليهود قال ينفون عن كتاب الله تحريفا للغاليين وانتحال المبطلين ومن صنائع اهل الباطل في كل زمان واوان انهم ينتحلون كتاب الله ويدعون انهم من اهل كتاب الله. وانهم دعاة الى كتاب الله سبحانه وتعالى. مموهين بذلك على الجهال فتراه صاحب باطل وضلال وبدعة ولكنه ينتحل الكتاب والسنة ولربما سمى حزبه وجماعته جماعة الكتاب والسنة او اهل الكتاب والسنة او اتباع الكتاب والسنة امتحانا وادعاء اما في حقيقة امره فهو بخلاف ذلك فاهل العلم ايضا يكشفون من كانت هذه حالهم وتلك طريقتهم قال وتأويله الجاهلين تأويل الجاهلية اي تأويلهم لكتاب الله سبحانه وتعالى بفهمه على غير مقصوده وحمله على غير معناه فايظا يردون ذلك ويبينون بطلان ذلك قال الذين عقدوا الوية البدعة واطلقوا عنان الفتنة هذه او هاتان صفتان لهؤلاء الذين هم الغلاة المبطلين الجاهلين من اهل الضلال والبدع والاهواء وصفهم بقوله عقدوا الوية البدعة اللواء هو الذي يرفع الراية التي ترفع ثم يسير الناس تحتها او ينضمون اليها فعقدوا الوية البدعة عقدوا الوية الوية البدعة برفع شعارات يجمعون الناس عليه. وهي شعارات بدع وضلالات فيجمعون الناس على البدع والضلال والاهواء والباطل واطلقوا عنان الفتن. والعنان هو الزمام يعني ارحوا من فتنة الزمان وجعلوها تنطلق بين الناس وتنتشر بين الناس ويهلك الناس بها. اطلقوا عنان الفتن يعني انهم من اعمالهم تأجيج الفتنة بين الناس واثارته تكون الفتنة نائمة فيثيرونها ويكونون قادة في الشر واثارة الفتن والفوضى بين الناس قد قال علي ابن ابي طالب فيما رواه البخاري رحمه الله تعالى في الادب المفرد باسناد جيد قال رضي الله عنه لا تكونوا عجلا مداييع بذرا فان من ورائكم فتنا متماحلة اي فتن عظيمة فحذر من امور ثلاثة قال لا تكونوا عجلا مذاييع بذرا اياكم والعجل والتسرع واياكم من اذاعة الفتن واشاعتها بين الناس. لا تكونوا مذاريع. المذياع هو الذي ينشر. كل ما يسمع ينشر ولا تكونوا ايضا بذرا يعني من بذرة الفتنة بين الناس هذه طريقة اهل البدع واهل الضلال واهل الباطل عقدوا الوية البدعة واطلقوا عنان الفتنة ثم وصفهم بقوله فهم يختلفون في الكتاب مخالفون للكتاب مجمعون على مفارقة الكتاب فهذه حال هؤلاء مع كتاب الله سبحانه وتعالى يختلفون في الكتاب بينما كتاب الله سبحانه وتعالى يجمع ولا يفرق وهو عصمة لمن اعتصم به واعتصموا بحبل الله جميعا. الكتاب يجمع وهم يختلفون في الكتاب يختلفون في الكتاب الى فراق وتنشأ بينهم عداوات لماذا؟ لانهم لم يعتصموا بكتاب الله وانما يأتون لكتاب الله سبحانه وتعالى وكل يريد ان يحرف الكتاب الى جهة والى طريقة ينصرها فيختلفون في الكتاب لكن لو جاءوا كلهم وجعلوا هذا الكتاب منبعا لهم ومصدرا لجمعهم على الحق والهدى فكتاب الله سبحانه وتعالى يجمع ويؤلف فهم يختلفون في الكتاب مخالفون للفتن وهذا سبب اختلافه في الكتاب انهم مخالفون للكتاب ليسوا من اهله ولا يعولون عليه مخالبون للكتاب اي بعقائدهم واهوائهم وارائهم وطرائقهم وتوجهاتهم مخالفون للكتاب. مجمعون على مفارقة الكتاب. جميع هذه الطوائف مجمعة على مفارقة الكتاب يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغيره. وهذا اعظم الجهد واكبر الاثم. قل انما عظم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. هذي اكبر الجرائم ومنها يتولد الشرك وتتولد البدع تتولد الضلالات وتتولد ويتولد كل باطل ويقول الله سبحانه ولا تقفوا ما ليس لك به علم. ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسئولا ويقول جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله قال يكونون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم يقولون على الله بنسبة عقائدهم وباطنهم وضلالاتهم الى الله سبحانه وتعالى ويقولون الله امر بذلك والله دعا الى ذلك. والله رضي ذلك والله احب ذلك يقولون على الله وفي الله اي في اسمائه وصفاته وعظمته وجلاله وكماله يقولون بغير علم. على الله وفي الله بغير علم. فتجدهم يخوضون في في باب الاسماء وصفاته باب توحيدي يجب توقفه على ما جاء في الكتاب والسنة فتجدهم يقولون في كتاب في الله سبحانه وتعالى في ما في ما يجوز عليه وما يوصف به وما ينزه عن يقولون على الله بخير علم بغيره. والله انك تقرأ في كتب بعض هؤلاء المبتدع الضلال وهو يتحدث عن الله رب العالمين لو انك قرأت الكلام عرضا يعني لم تبدأه من اوله بحيث تعرف انه فعلا يتحدث عن رب العالمين لظننت انه تحدث عن بشر وعن مخلوق من المخلوقات ويقوم بتفصيل موسع وباطل بلا علم كانه يتحدث عن مخلوق من المخلوقات لا كانه يتحدث عن رب العالمين وخالق الخلق اجمعين تبارك وتعالى ما قدروا الله حق قدره. ما لكم لا ترجون لله وقارا فيقولون في الله سبحانه وتعالى ويخرجون بغير علم ويقول الله ليس بكذا وليس بكذا وليس بكذا وليس بكذا بغير علم خوضا باطل وتفصيلا باطلا لا علم لهم فيه. وهذا من اعظم الاثم واكبر الجرم وهذا الباب باب ما يجرؤ عليه احد الامام ابن مبارك رحمه الله تعالى قال له رجل انا اكره الحديث في الصفة انا اكره الحديث في الصفة قال وانا كذلك ولكن لما نطق كتاب الله جسرنا لما نقرأ كتاب الله جسرنا. ما الذي يجعل المسلم يجسر ويقول الله موصوف بكذا وموصوف بكذا موصوف بكذا ومن صفات كذا ما الذي يجعله يجزر يقول ذلك عجيب كتاب الله هل لولا وجود هذه الايات ما يجسر المؤمن الذي يقدر الله سبحانه وتعالى حق قدره ويعظمه حق تعظيمه؟ ما يجسر الا وجوده الايات يقول الله سبحانه وتعالى له يدان وله وجه وله كذا ويغضب ويرضى ويحب الى اخره ثم تجد اهل السنة كل ما ذكره شيء من ذلك قالوا قال الله تعال وقال تعالى وقال تعالى وقال صلى الله عليه وسلم ما يكسر العالم من من اهل الحق ومن اهل السنة ان يتكلم في في لا وفي صفات الا بالاية والحديث ولكن نطق الله في كتاب فجسرنا اذا جاء جاءت الاية وجاء الحديث ينشر المسلم ويتكلم. اما بدون علم يتكلم في صفات الله اثباتا او تنزيها بدون علم من يجسر على ذلك الا من كان زائقا في القلب من اصحاب الاهواء وارباب البدع والضلالات قال يقولون على الله وفي الله وفي كتاب الله بغير علم. وفي كتاب الله ايضا تجدهم خوضا باطلا في كتاب الله سبحانه وتعالى بغير علم وانما بالاهواء والتخرصات والظنون الفاسدة فتجده يتكلم عن الاية ويتكلم عن معاني الاية تحريفا وصرفا للاية عن عن مرادها وابعادا لها عن مقصودها متكلما في كتاب الله بغير علم بل ان بعضهم كما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية يورد الاية ارادة من قصد رده اصلح كل ذلكم خوف في كلام الله سبحانه وتعالى بغير علم يتكلمون بالمتشابه من الكلام يتكلمون بالمتشابه من الكلام. لماذا قال ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليهم هذه طريقة اهل البدع في قديم الزمان وحديثه يتكلمون بالمتشابه من الكلام اذا اراد واحدا منهم اذا اراد واحدا منهم دعوة الى ضلالة من الضلالات يأتي بالكلام المتشابه يأتي بالكلام المتشابه. اظرب لذلك امثلة للتوضيح. لما ارادت الجهمية ان تنشر بين الناس تعطيل الصفات والناس مجتمعين على اثباتهم مؤمنين بها يقرأون في كتاب الله ويقرأون في سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. لما ارادوا ان ينشروا في اوساط الناس تعطيل الصفات بدأوا اولا بالمتسابق يأتون بكلمات متشابهة كلمات مجملة بدأوا ينشرونها بين الناس ليشبهوا عن الجماعة ولو جاء الجهمي من اول لحظة وقال ليس لله يدين والناس تقرأ في القرآن بل يداه مبسوطتان ما معك ان تسجد لما؟ خلقت بيدي لرموه عن قوس واحد لكنه يأتي ويبدأ بكلمات متشابهة ما سمعوها ولا عرفوها فيذكرون كلام المتشائم. مثلا ليس الله ليس بجسم وليس بعرض ولا بجوهر ولا بحيز ولا الى اخره كلام جديد على الناس متشابهة ما يدرون ما ولا ما يقصد به فينشرون مثل هذه الكلمات بين الناس حتى تروج هذي الخطوة الاولى. فاذا راجت هذه الكلمات بين الناس جعلت فيما بعد المستند لانكار الصفات فيأتي بمرحلة ثانية الجهمي ويقول ليس لله يدين لان لو قلنا لله يدين لاثبتنا له الجسمية ولو قلنا الله مستو على العرش لا اثبتنا له الاعراض ولاثبتنا الجهة والحيز الى اخر ذلك. جاؤوا بهذه الكلمات حتى تكون متكأ. ولهذا انظر هذه الكلمات في كتب اهل الكلام اصبحت هي الدليل لا ترى الايات نحيت الايات وابعدت عن باب الاستدلال وتجد في كتب اهل الكلام الى يومنا هذا يتكلمون في الله والادلة ما هي ما هي الادلة؟ هي هذه الكلمات المجملة ليس لله دين لان لو اثبتنا اليدين لاثبتنا الجسمية ليس الله مستوي على العرش لان لو اثبتنا الاستواء للزم كذا ولزم كذا. هذه النوازل من اين من اين جاءت؟ ومن الذي انشأها؟ ومن الذي احدثها غير الجهمية من اجل تعطيل صفات الله سبحانه وتعالى. يشبهون على الناس ويتكلمون بالمتشابه من الكلام وهذه طريقة اهل الزيغ طريقة ال الزير اتباع متشابه وترك المحكم البين الواضح فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويها ثمان تكلم هؤلاء في المتشابه ليس قاصرا على باب الصفة في كل باب اذا ارادوا ان ينشروا شيء من الباطل او شيء من الاهواء او شيء من الشهوات يأتون بكلمات متشابهة مثلا لو لو اراد بعظهم من اهل الشهوات ان يفتح والعياذ بالله دارا للرقص وللدعارة الفساد ما يكتب على اللوحة من خارج بيت الدعارة او بيت الفساد لا يكتب بيت الفنون الجميلة بيت الفنون الجميلة يضعون اسماء يشبهون بها على الناس. فيأتي الغر ياتي الجاهل يريد ان ينظر ما الفنون الجميلة وما هي فيستدرج شيئا فشيئا حتى يقع في الفاسد في الفساد والضلال والباطل فيتكلمون بالمتشابه من الكلام ويخدعون جهال الناس بما يشبهون عليه وهي طريقة مسلوكة عند ارباب البدع والباطل سواء في باب نشر الشبهات او نشر الشهوات بين الناس ثم ختم الامام رحمه الله تعالى بالتعوذ بالله سبحانه وتعالى من سبيل اهل الضلال وفتن اهل الباطل فقال فنعوذ بالله من فتن المضلين والتعود بالله سبحانه وتعالى هو التجاء الى الله واعتصام به. ومن يعتصم بالله فقد هدي الى صراط مستقيم والواجب على المسلم ان يكون دائما مستعيذا بالله. ملتجئا اليه طالبا منه سبحانه وتعالى حفظه وتسديده وهدايته. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة ينبغي على المسلم ان يكون دائما متعوذا بالله من الفتن. كما جاء في الحديث تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن بالله من من من الفتن ويسأل الله عز وجل ان يعيذه منها وان يسلمه منها وان يقيه شرها وشر اهلها وان يحفظه بما يحفظ به عباده الصالحين ونكتفي اليوم بهذا القدر والله تعالى اعلم وقبل ان انسى الاربعاء القادم الخميس القادم لا يكون درس وانما الذي بعد ان يسر الله سبحانه وتعالى وما التوفيق الا بالله والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين على الناس في المنامات رؤية النبي صلى الله عليه وسلم خداع هذا هذا كذلك يعني اه التلبيس على الناس وعلى العوام بامور كثيرة جدا من ضمنها المنامات المنامات والمهاتفات والحكايات هذي تكثر خاصة عند اصحاب الطرق اذا اراد ان يروج طريقه من من الطرق او باطل من الاباطيل التي هو عليها وربما سلك هذا المسلك وهو ان يدعي انه رأى في المنام الرسول مثلا صلى الله عليه وسلم او رأى ابا ابا بكر وعمر في المنام قيده على باطله اذكر مرة وقفت على كتيب في الاذكار لاحد الطرقية وبدأت استعرض الكتاب من اوله فاذا الكتاب مشتمل على اذكار ممجوجة طلاسم وكلمات معقدة والفاظ شركية وقلت في في من يقبل مثل هذا ومن يرظى ان يذكر بمثل هذا الذكر الكلام يعني كلام ممجوج حتى الفاظه ممجوج فقلت في نفسي من يقبلها من يرظى ذلك؟ فاخذت اقلب الكتاب حتى وصلت الى في الخاتمة. فقال المؤلف انني لما فرغت من كتابة هذا الكتاب ترددت في نفسي وتوقفت في في نشر ونمت ليلة فجاءني الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام وقال يا فلان لماذا التردد ولماذا هذا التأخير؟ ولماذا ولماذا يقول فترددت وجاءني ابو بكر وجاني عمر وجاني عثمان وجاني علي فقلت له ما يمكن ما دام هذه الرؤى اجتمعت ما يمكن لا بد ان فالناس لما يقرأون مثل هذا الكلام العوام والجهال يا قوم مثل هذا الكلام ويقولون الرسول صلى الله عليه وسلم جاء في المنام وابو بكر وعمر هذا هذا متفق عليه. متفق عليه من الطرائف عادة اصحاب الشاحنات اصحاب الشاحنات يكتبون خلف الشاحنة كلمة جميلة او حكمة او بيت شعر او الى اخره او بعضهم يكتب شيء يمدح فيه مثلا شاحنة فيقول لي احد الاخوة يقول رأيت شاحنة في احدى الدول مكتوب على ظهر الشاحنة رواه البخاري رواه البخاري يفهم صاحب الشاحن والله هكذا اظن يفهم ان رواه البخاري يعني وصحيح ما فيريد ان يثبت ان سيارته جيدة وصحيحة فكاتب رواه البخاري خلف السيئة فيعني اهل الباطل في باطل لهم عجائب وغرائب في نشر المقطع فهذا الان يعني رأيت ابو بكر ورأيت عمر ورأيت عثمان ورأيت ولم يرى هؤلاء ولا يقول قائل ان الشيطان لا يتشبه بالرسول عليه الصلاة والسلام هذا صحيح لكن لا يأتيهم بصفة النبي عليه الصلاة والسلام لا يأتي بصفة ما يأتي بصفة اخرى وهو لو سألته عن صفة النبي عليه الصلاة والسلام لا يعرفها. فيأتيه بصفة اخرى ويقول انا رسول الله ويأتي بصفة اخرى ويقول انا ابو بكر وانا عمر يأتيه الشيطان في المنام يكون فعلا رأى شيطانا رأى في المنام شيء لكنه رأى شيطانا. يأتيه الشيطان بصفة ويقول انا رسول الله لماذا منعت الكتاب ولماذا كذا الى اخره يعني قبل سنوات احد العوام جاء الى احد مشايخنا ويسأله وقال يا شيخ انا رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام قال له صف لي من رأيت وهذا منقول عن بعض الصحابة منهم بن عباس اذا جاء رجل وقال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام يقولون له ماذا؟ صف لي مرة اذا كان الوصف الذي رآه في المنام مطابق للصفة التي تعلم عن الرسول عليه الصلاة والسلام فانه قد رآه لان الشيطان لا يتشبه عليه الصلاة والسلام لا يأتي بصفته التي كان عليها صلوات الله وسلامه عليه فقال له العالم صف لي من رأيه قال رأيت رجل حالق لحيته وعليه وعليه بدلة وكرافتة واخذ يصل قال له هذا الشيطان الذي رأيته في المنام هذا الشيطان فالعوام بهذا الباب يعني يظللون تضليلا فادحا فاحشا والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله