الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك منعم. على نبي محمد وعلى اله وصحبه وسلم اللهم اغفر لشيخنا وارفع درجته في عليين. والسامعين يا رب العالمين هذا فصل المشهد الرابع مشهد الاحسان. وهو مشهد المراقبة وهو ان يعبد الله كانه يراه وهذا المشهد انما يشاء من كمال الايمان بالله واسمائه وصفاته. حتى كانه يرى الله سبحانه فوق سماواته مستويا على عرشه يتكلم بامره ونهيه. ويدبر ويدبر امر الخليقة فينزل له من عنده ويصعد اليه. وتعرض اعمال العباد وارواحهم عند الموافاة عليه فيشهد ذلك كله بقلبه. ويشهد اسمائه وصفاته. ويشهد قيوما حيا سميعا بصيرا عزيزا امر الناهية يحب ويبغض ويرضى ويغضب ويفعل ما يشاء. ويحكم ما يريد وهو وعرش لا يخفى عليه شيء من اعمال العباد. لا يخفى عليه شيء من اعمال العباد ولا اقوالهم ولا بل يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور. ومشهد الاحسان يصفو اعمالنا. لا يخفى عليه لا يخفى عليه شيء لا يخفى عليه شيء من اعمال العباد ولا اقوالهم ولا بواطنهم. بل خائنة الاعين وما تخفي الصدور. ومشهد الاحسان اصل اعمال القلوب كلها. فانه يوجب الحياء والانجلاء والتعظيم والخشية والمحبة والانابة والتوكل والكل عن الله سبحانه والذل له ويقطع الوسواس النفس ويجمع القلب والهم على الله. فحق العبد من القرب من الله على قدر حظه من مقام نفسه وبحسبه تتفاوت الصلاة حتى يكون بين صلاة الرجلين من الفضل كما بين السماء والارض وقيامهما وقيامهم وقيامها وقيامها وقوعهما وسجودهما وحج. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه. وعلى اله واصحابه اجمعين. اما بعد اجتماعنا هذا وجلوسنا هو لقراءة كتاب للعلامة ابن القيم رحمه الله تعالى. جمع فيه نصائح ثمينة اكرمنا الله جل وعلا بقرائتها ومطالعتها وتأملها ونرجو الله سبحانه وتعالى ان ينفعنا جميعا بها. اقول ذلك منبها اخي القاضي وفقه الله آآ لانه لما بدأ نسي الدعاء لابن القيم فدعا الشارق ودعا للسامعين وفاته نسيانا ان يدعو بهذا الامام الذي حرر هذه النصائح الغالية الثمينة التي اجتمعنا هذا الاجتماع لمدارستها والعناية بفهمها والاستفادة منه فنحرص حين الدعاة في مطلع الدرس للدعاء للعالم الذي اكرمنا الله عز وجل بالاجتماع اه ما بينه وما قرره وما وضحه. وعادة من دخل الرحمن لا يفوته ذلك لكن نسيانه لهذا الامر انتهزته فرصة لانبه الجميع على العناية في الدروس العلمية ان يعنوا بالدعاء للعالم الذي حرر العلم وجمع مسائله واعتنى بضبطها وتدقيقها حتى اصبحت بين يدي طلاب العلم كنزا ثمينا ودرة عظيمة ينتفعون بها بها ويستفيدون. فالمقصود من هذه الفائدة فقط انتهاز فرصة نسيان عبد الرحمن الشيخ عبد الرحمن. بذلك والا آآ دائما لا يفوته ذلك الدعاء للمؤلف والشارح والسامعين زاده الله عز وجل توفيقا وتسديدا. اه هذا فصل عقده ابن القيم رحمه الله تعالى وغفر له ورفع درجته في عليين في بيان المشهد الرابع من المشاهد التي تكون بها راحة للانسان وقرة عين. قد ذكر رحمه الله ان الصلاة لا تكون راحة للعبد ولا تكون وقرة عين له الا اذا جمعت ستة مشاهد. ذكرها رحمه الله ثم ذكر المشهد الرابع. قال مشهد الاحسان قال وهو مشهد المراقبة. مشيرا الى حديث جبريل المشهور لما سأل عليه الصلاة والسلام قائلا اخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كانك تراه ان لم تكن تراه فانه يراك. وهذا مشهد مراقبة. لله سبحانه وتعالى في العمل كله. والقربة جميعها. قال وهو مشهد المراقبة وهو ان يعبد الله كأنه يراه. ان يعبد الله كانه يراه اي ان يكون في عبادته لله عز وجل وتقربه له سبحانه وتعالى يعبد الله كأنه يرى الله سبحانه وتعالى. ولا شك ان العبادة اذا كانت بهذه الصفة كانت في تمام الحسن وكماله. ولهذا سميت هذه المنزلة منزلة الاحسان. لما يكون فيها امن تمام الاتقان والاجادة وحسن الاداء للعبادة على اتم صورة واحسن حال. قال المشهد انما ينشأ عن كمال الايمان بالله. واسمائه وصفاته. انما ينشأ عن كمال الايمان بالله واسمائه وصفاته بمعنى ان هذا الايمان بالله وهذه المعرفة به سبحانه وتعالى وبصفاته كلما قويت في قلب العبد قوي احسانه في عبادته لربه. وهذا هو معنى قول الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء. فكلما ازداد العبد علما بالله واسمائه وصفاته ازداد خشية له سبحانه كما قال بعض السلف من كان بالله اعرف كان منه اخوف. زاد في ذلك ابن القيم رحمه الله الله قال ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد. فالعبد كلما كان اعظم معرفة بربه وسيده ومولاه كان ذلك اه اكبر في خشوعه في خضوعه في بين يدي ربه سبحانه في تتميمه للعبادة وتكميله لها قال حتى كأنه يرى الله سبحانه فوق سماوات مستويا على عرشه. ان تعبد الله كأنك ترى الله. فالمحسن في عبادته يعبد الله سبحانه وتعالى كانه يرى الله سبحانه. فوق سماواته مستويا على عرشه. يتكلم بامره ونهيه ويدبر امر الخليقة. فينزل الامر من عنده. ويصعد اليه. وتعرض واعمال العباد وارواحهم عند الموافاة عليه. فيشهد ذلك كله بقلبه يشهد ذلك كله بقلبه. اي ان قلبه لا يكون في عبادة منصرفا او غافلا او لاهيا بل يكون مجتمعا على تحقيق الايمان والمعرفة بتمام الخضوع والذل والانكسار بين يدي الله تبارك وتعالى قال ويشهد اسماءه وصفاته ويشهد قيوما حيا سميعا بصيرا عزيزا حكيما هذه اسماء لله. تبارك وتعالى فيشهد هذه الاسماء وغيرها من اسماء الله سبحانه وتعالى وما من اسم من اسماء الله عز وجل الا وله عبودية. هي من مقتضيات الايمان بذلك الاسم وموجبات العلم به. والعبد مع استحضاره لاسماء الله ومعانيها الافها فاظهر عليه اثار الايمان بتلك الاسماء من عبوديات وظلم ورجاء وخوف ورغبة ورهبة وغير ذلك من العبادات التي هي مقتضيات الايمان باسماء الله تبارك وتعالى. قال امرا ناهيا يحب ويبغظ ويرضى ويغضب ويفعل ما يشاء ويحكم ما يريد وهو فوق عرشه لا يخفى عليه شيء من اعمال العباد ولا اقوالهم ولا بواطنهم فليعلموا خائنة الاعين وما تخفي الصدور. وهذه كلها صفات لله تبارك وتعالى يستحضرها العبد ويقوي في قلبه هذه المعرفة بالله سبحانه وتعالى المعرفة به عز وجل امرا وناهيا المعرفة به سبحانه وتعالى محبا مبغضا يحب ويبغض وعلا ويرضى ويغضب ويفعل ما يشاء. استحضار هذه الاسماء تستوجب القيام بما تقتضيه من عبودية فمثلا اذا علمت ان الله يرضى ويرغب. فان هذا العلم وهذه تحرك في قلبك طلب رضاه وفعل ما يرضيه وتحرك ايضا في قلبك اجتناب ما يغضبه ويسخطه سبحانه وتعالى. بخلافه والعياذ بالله عقائد المعطلة المحرفة من صفات الله فانهم في الحقيقة قطاع طريق في باب تحقيق العبودية لله سبحانه وتعالى. تلك التعطيلات صفات الله واسمائه المشتملة عليها كتب هؤلاء وتقريرات وهؤلاء تبعد الناس عن عن الله وعن الخضوع له وعن انكسار بين يدي بين يديه سبحانه وتعالى. قال ومشهد الاحسان اصل اعمال القلوب كلها ومشهد الاحسان اصل اعمال القلوب كلها بمعنى ان العبد اذا شهد قلبه هذا المشهد العظيم مشهد الاحسان صلحت اعمال القلوب كلها صلحت اعمال القلوب عنده كلها فقال فانه يوجب الحياء. والاجلال والتعظيم والخشية والمحبة والانابة والتوكل والخضوع لله سبحانه والذل له ويقطع وحديث النفس ويجمع القلب والهم على الله. اذا شهد العبد مشهد الاحسان مشهد المراقبة هو ان تعبد الله كأنك ترى الله سبحانه وتعالى فان شهود العبد لهذا المشهد العظيم على هذه الاعمال القلبية جميعها بالصلاح. تصلح تبعا لصلاح القلب هذا المقام العظيم مشهد الاحسان. فيقوم في القلب حينئذ الحياء من الله والاجلال والتعظيم والخشية وغير ذلك من الاعمال القلبية العظيمة المباركة. قال العبد من القرب من الله على قدر حظه من مقام الاحسان. حظ العبد من قربه من الله سبحانه وتعالى على حسب حظه من مقام الاحسان. وهذا فيه اشارة من ابن القيم رحمه الله الى ان اهل مقام الاحسان ايضا متفاوتون فيه. فليسوا على رتبة واحدة بل بينهم تفاوت. وكما ان اهل الايمان يتفاوتون فان اهل هذه الرتبة من رتب الدين ايضا يتفاوتون ليسوا فيها على درجة واحدة. وكلما قوي احسان العبد في عباده لربه سبحانه وتعالى عظم قربه من الله عز وجل. قال وبحسبه تتفاوت ترك الصلاة بحسبه تتفاوت الصلاة بحسب هذا المقام مقام الاحسان تتفاوت الصلاة اي بين المصلين ولا يكون فيها على درجة واحدة. مع اتفاقهم في صورة العمل. تجد الركوع واحد والسجود واحد والقيام واحد والحركات متفقة تماما لكن بين الصلاتين كما بين السماء والارض. فالفرق بين الثروة والثريا. الصلاة واحدة لا لنظرت انت اليهما تجد الصلاة واحدة. ركوع واحد وايضا الاعمال مثل سنن الصلاة اليدين رفع اليدين الحركات واحدة ما تجد بينهما فقط. لكن فرق بين هاتين الصلاتين كالفرق بين السماء والارض لماذا؟ لما قام في قلب احدهما من احسان وشهود لهذا المشهد العظيم وما يتبعه من صلاح عام شامل واخر يقف بين يدي الله سبحانه وتعالى بمظهر بلا نخوة وصورة بلا حقيقة وجسد بلا روح. ففرق بين هاتين الصلاتين قال وبحسبه تتفاوت الصلاة حتى يكون بين صلاة الرجلين من الفضل كما بين السماوات كما بين السماء والارض قيامهما وركوعهما وسجودهما واحد. ومع الفرق بينهما كالفرق بين السماء والارض. لان احدهم احدهما اكرمه الله سبحانه وتعالى بشهود مشهد الاحسان في صلاته والاخر يصلي هذه الصلاة بقلب نعم. قال غفر الله له وعفا عنه فاصبر المشهد الخامس مشهد المنة. وهو ان ان المنة لله سبحانه كونه اقامه في هذا المقام واهله له ووفقه لقيام قلبه في خدمته فلولا الله سبحانه لم يكن شيء من ذلك كما كان الصحابة يحضون بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا. قال الله تعالى يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم للايمان كنتم صادقين. فالله سبحانه هو الذي جعل المسلم مسلما. والمصلي مصليا كما قال الخليل صلى الله عليه وسلم ربنا واجعلنا مسلمين لك ومن ذنبيتنا امة مسلمة لك. وقال ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي. فالمنة لله وحده في ان جعل عبده قائما بطاعته وكان هذا من من اعظم نعمه عليه. وقال تعالى وما بكم من نعمة فمن الله ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون. وهذا المشهد من اعظم المشاهد وانفعها للعبد. وكلما كان العبد اعظم توحيد كان حظه من هذا المشهد اتم. وفيه من الفوائد انه يحول بين القلب وبين العجب بالعمل ورؤيته فانه اذا شهد ان الله سبحانه هو المال به. الموفق له الهادي اليه شغله شهود ذلك عن رؤيته والاعجاب به وان يصول به عن الناس. وان يصول به عن الناس فيرفع من قلبه. فلا يعجب منه ومن لسانه فلا يؤمن فلا يؤمن به ولا يتكثر به. وهذا شأن العمل المرفوع. ومن فوائده ان ان الحمد اذا وليه ومن فوائده انه يضيف الحمد الى وليه ومستحقه. فلا يشهد لنفسه حمدا بل اشهد كله لله كما يشهد النعمة كلها منه والفضل كله ذهب والخير كله في يديه وهذا ومن تمام التوحيد فلا يستقر قدمه في مقام التوحيد. فلا يستقر قدمه في مقام التوحيد الا بعلم ذلك فاذا علمه ورصخ في اصابته ومشهدا. واذا صار لقلبه مشهدا اثمرته من المحبة والانس بالله الى لقائه والتنعم بذكره وطاعته ما لا نسبة بينه وبين اعلى نعيم الدنيا البتة. وما للمرء خير في حياته وما للمرء خير في حياته وما للمرء خير في حياته اذا كان قلبه عن هذا مسدودا والوصول اليه عنه مسدودا. بل وكما قال الله تعالى ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلهيهم فسوف يعلمون. ثم ذكر العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى هذا اشهد المشهد الخامس مشهد المنة. اي ان تشهد في عبادتك منة الله سبحانه وتعالى عليك بالتوفيق. للقيام بهذه العبادة. والتيسير لادائها فلولا منة الله عز وجل عليك لما قمت بها. لولا الله ما صليت. ولولا الله عز وجل ما صمت ولولا الله سبحانه وتعالى ما تصدقت فالمنة لله وحده عز وجل فهو الموفق الهادي والمعين لا شريك له. قال الله تعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء. ويقول تعالى المتر الى الذين يزكون انفسهم بل الله يزكي من يشاء. المزكي هو الله. والهداية بيد الله. والمنة لله سبحانه وتعالى والفضل فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. فينبغي على العبد الموفق والمعان على اداء العبادة ان يشهد منة الله عليه بذلك. ويستحضر انه اه آآ عبد اكرمه الله ومن عليه مولاه وسيده سبحانه وتعالى فاعانه وسدده ووفق وجعله من اهل الطاعة. قال ان يشهد المنة لله سبحانه وتعالى. كونه الله اقامه في هذا المقام واهله له. ووفقه لقيام قلبه وبدنه في خدمته اي في التقرب اليه سبحانه وتعالى. فلولا الله فلولا الله سبحانه لم يكن من ذلك. لولا الله سبحانه لم يكن شيء من ذلك. يعني لولا توفيق الله ومنته على عبده لم يكن شيء من ذلك صيام من خشوع من خضوع الى غير ذلك. قال كما كان الصحابة يحدون بين يدي صلى الله عليه وسلم فيقولون لا والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا. والله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا. اي لولا الله علينا وتوفيقه سبحانه وتعالى لنا لما صلينا. ولما ابتدينا ولا ولا ما تصدقنا ولا ما صلينا فهذه محض منة الله سبحانه وتعالى وتوفيقه. ثم ساق رحمه الله بعض الادلة على ذلك في قوله تعالى يمنون عليك ان اسلموا قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم ان هداكم من الايمان هذا مشهد المنة يمن عليكم ان هداكم للايمان. فالايمان منة الله. سبحانه وتعالى على من شاء من عباده. فالله سبحانه هو الذي جعل المسلم مسلما والمصلي مصليا كما قال الخليل عليه السلام ربنا واجعلنا مسلمين لك. ومن ذريتنا امة مسلمة له. فلا يكون المسلم مسلما الا اذا جعله الله كذلك. وقال الخليل عليه السلام ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريته. العبد لا يكون من اهل الصلاة وذريته لا تكون من اهل الصلاة الا اذا جعلهم الله سبحانه وتعالى كذلك. فالامر كله بيد الله ومنته سبحانه وتعالى على من شاء عبادة فالمنة لله وحده في ان جعل عبده قائم بطاعته وكان هذا من اعظم نعمه عليه. وهو ينبه بذلك ان النعم كلها من الله وان نعمة الايمان الهداية لهذا الدين والقيام بالطاعة ايضا نعمة وهي اجل النعم. واورد قول الله وما بكم من نعمة فمن الله اي ويدخل في ذلك نعمة الدين والهداية لطاعة رب العالمين سبحانه وتعالى فهذه نعمة من جملة النعم بل هي اعظم النعم التي انعم الله سبحانه وتعالى بها على عبده. قال وقال تعالى ولكن الله حبب واليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون ايضا نكمل الاية في الاية التي بعدها فضلا من الله ونعمة. والله عليم حكيم. فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم. قال ولكن الله حبب اليكم الايمان. وزينه في قلوبكم الله اليكم الكفر والفسوق والعصيان اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة. والله عليم حكيم فهذا التحبيب للايمان والتزيين له في القلب والتكريم للكفر والفسوق والعصيان ان يكون قلبك مبغض للكفر ومبغظ للمعصية ومبغظ للفسوق. من اين وجد هذا البغظ في قلبك؟ لولا ان الله سبحانه وتعالى جعله في قلبك ومن على قلبك به كذلك حب الايمان تزين بزينة الايمان كل ذلكم منة الله. ولهذا قال فظلا من الله ونعمة. فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم. فهذه الهداية هي نعمة من اعظم النعم التي انعم الله سبحانه وتعالى بها على عبده. وهذا المشهد من اعظم المشاهد وانفعها للعبد. وهذا المشهد من اعظم المشاهد وانفعها للعبد اذا اكرمك الله بالعبادة تشهد دائما في عبادتك ان هذه عبادة نعمة الله. وو وتقول في نفسك لولا ان الله سبحانه وتعالى هداني وجعلني من المصلين لكنت مثل غيري من الهمل الضائع التائهين المفرطين لكن الله اكرمني ومن علي بذلك. اذا دخلت في العلم وطلب العلم وتحصينه وحفظه ومدارسته. تذكر ان هذا العلم التوفيق لتحصيله ومدارسته منة الله سبحانه وتعالى عليه. وفي الحديث من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين. وفي الدعاء في القرآن قال وقل ربي زدني علما فالتوفيق للعلم منة الله سبحانه وتعالى. فيستحضر العبد المنة في كل ما يوفق اليه من اعمال واقوال قال وكلما كان العبد اعظم توحيدا كان حظه من هذا المشهد كم لماذا؟ لان التوحيد هو الاخلاص. توحيد هو الاخلاص وهو الايمان بوحدانية الله. سبحانه وتعالى. في باب الربوبية الخالق الرازق المنعم المتصرفا مدبرا في باب الاسماء والصفات الايمان باسمائه الحسنى وصفاته العليا في باب العبادة بافراده سبحانه وتعالى بالذل والخضوع والانكسار وجميع انواع العبادة قال وفيه من الفوائد اي هذا المشهد فيه من الفوائد انه يحول بين القلب وبين العجب بالعمل ورؤيته. وبين العجب بالعمل ورؤيته اي رؤية العمل فانه اذا شهد ان الله سبحانه هو المان به الموفق له الهادي اليه شغله شهود ذلك عن رؤيته والاعجاب به. شغله ذلك عن اه شهود نعم شغله شهود ذلك عن رؤيته والاعجاب به. متى يصاب القلب بداء العجب في ضوء كلام ابن القيم رحمه الله تعالى ندرك ان الانسان يصاب بداء العجب اذا غفل عن المنة اذا غفل عن المنة المنة الالهية والتوفيق الالهي بالنعمة. بينما اذا استحضر القلب المنة الالهية فلو بدأ يتسرب الى القلب شيء من العجب يطرده من قلبه استحضاره للمنة الالهية. فتجده بدل ان ينشغل بالعجب بعمله. ينشغل بحمد المنعم والاعتراف له سبحانه وتعالى بالنعمة والاعتراف له سبحانه وتعالى بالنعمة. فانت يا عبد الله يا من اكرمك الله بالمجيء الى هذه المدينة تمسك القلم وتكتب وتقلب الاوراق وتدرس من جاء بك من بلدك ومن الذي اكرمك قدوم الى هذا المكان وكم لك من الزملا والاصدقاء والاخوان والاحبة؟ يتمنون مثل هذا فمن الله عز وجل عليه. كيف يصل الانسان الى مرحلة ينظر فيها لنفسه بنظرة بنظرة بما عنده من علم او ما عنده من اطلاع او ما عنده من محفوظات او ما عنده من فهم لبعض المسائل وينسى ان هذا منن الهية وتيسير رباني وتوفيق من المان المتفضل رب العالمين وحده سبحانه وتعالى فالشاهد ان استحضار المنة يطلب العجب والعجب كما بين اهل العلم ورؤية العمل ان يكون ملتفتا بقلبه الى نفسه معجبا بها في وصولها الى هذه الرتبة او قيامها بهذا العمل وهو داء فتاك. يجترث الاعمال مثل ما قال الشيخ رحمه الله حافظ في منظومة الميمية والعجبة فاحذره ان العجب مجترف اعمال صاحبه. في سيله العري عجب يجترغ الاعمال. فالعجب ينطرد عن القلب. بامور ثلاث ينفرد العجب عن القلب بامور ثلاثة. الامر الاول هذا الذي ذكره ابن القيم رحمه الله شهود المنة منة الله عليك بالعمل هذا يطرد العجة. ايضا يطرد العجب رؤية التقصير لانك مهما اجتهدت في العمل لابد عندك جوانب من القصور في عملك. فاذا نظرت الى الى جوانب التقصير التي عندك في العمل كان ذلك مما يعين على طرد العجب من قلب العبد. الامر الثالث ان يشهد الذنب. ان يشهد الذنب ان يشهد العبد فبدل ان يشهد العبد اعماله الصالحة يراها ويعجب بها ليلتفت بقلبه الى الذنوب التي عنده. وكل بني ادم خطاء فاذا شهد الذنوب بدل ان يكون معجبا يكون يكون ماذا؟ مستغفرا بدل ان يكون معجب بنفسه يكون مستغفرا من الذنوب والاخطاء التي هو واقع فيها فبهذه الثلاثة رؤية الذنب وشهود المنة ورؤية التقصير في العمل ينطرد العجب باذن الله سبحانه وتعالى القلب وهنا بمناسبة كلام ابن القيم رحمه الله عن شهود المنة واثره على العبد في صلاته نبه على هذه الفائدة وان شهود المنة من الامور العظيمة او من اعظم الامور التي تطرد العجب من القلب قال شغله شهود ذلك عن رؤيته والاعجاب به وان يصول به على الناس. وان يصول به على الناس لان بعض الناس اذا اكرمه الله ببعض الاعمال المجيدة الاعمال العالية الاعماق الاصول بها على الناس وكل ما جلس معهم اشاد بنفسه. وانا الذي كذا وانا الذي عندي كذا وانا الذي فعلت كذا وانا الذي قدمت كذا يصول بها على الناس ويتعالى ويترفع معجب بنفسه قال وان يصول به على الناس قال فيرفع من قلبه فلا يعجب به. اذا شهد هذا هذا المشهد مشهد المنة رفع من قلبه فلا يعجب به. ما معنى رفع من قلبه لان القلب بحسب ما يشغل به. فاذا شغلت قلبك بشهود المنة. واصبح قلب معمور بشهود المنة. ذاكرا نعمة الله عليه بفعل هذا العمل. هل سيكون في القلب مجال لنظر الانسان الى نفسه معجبا بها لقيام بهذا العمل. ابدا لان القلب اشتغل بالمنة اعتراف بالمنة والتوفيق الالهي. فلا يبقى في القلب مجال لان يعجب. قال من قلبه فلا يعجب به يرفع من قلبه فلا يعجب به لانه لا يكون في قلبه الذي يكون في قلبه شهود الملة فيرفع من قلبه فلا يعجب به ومن لسانه فلا يمن به ولا يتكثر به. واللسان القلب. فاذا شهد القلب المنة تحرك اللسان بماذا؟ بالحمد. اذا شهد بقلب المنة تحرك اللسان بالحمد والشكر. للمنعم سبحانه وتعالى اذا لم يشهد القلب بالمنة واصيب بالعجب بالعمل اللسان بماذا سيتحدث سيظهر هذا الذي في القلب معجبا به صاحبه. ويبدأ بحديث عن نفسه. انا كذا وانا كذا والذي فعلت كذا ويظهر ما في قلب من عجب بنفسه. بينما اذا شهد المنة منة الله سبحانه وتعالى عليه بالعمل وتوفيق الله سبحانه وتعالى من القيام بالعمل فما الذي سيكون في اللسان؟ حمد منعم لان الذي في القلب هو ذكر نعمة الله عليه فيتحرك لسانه بحمد المنعم مثل ما مر معنا قول الصحابة لولا الله ما اهتدينا ولا صمنا ولا صلينا قال فلا يعجب به ومن لسانه فلا يمن به ولا يتكثر به وهذا شأن العمل المرفوع. وهذا شأن العمل المرفوع نعم قال ومن فوائده انه يضيف الحمد الى وليه ومستحقه. ومن فوائده انه يضيف الحمد الى وليه ومستحقه فلا يشهد لنفسه حمدا. الا احمد نفسه وانما يحمد ربه الموفق المعيد فلا يشهد لنفسه حمدا بل يشهده كله لله ان يشهد الحمد كله لله سبحانه وتعالى. بل يشهده كله لله كما يشهد النعمة كلها منه سبحانه وتعالى. مثل ما شهد القلب ان النعمة من الله وان الله هو المان المتفضل بها فانه كذلك في الوقت نفسه يشهد الحمد كله لله فيحمد الله سبحانه وتعالى كونوا لسانه لهجا بحمده وحسن الثناء عليه. كما يشهد النعمة كلها منه والفضل كله له الخير كله في يده وهذا من تمام التوحيد فلا يستقر قدمه في مقام التوحيد الا بعلم ذلك وشهوده. الا بعلم ذلك وشهوده. شهود هذا المشهد العظيم. فاذا علمه ورسخ وفيه صار له مشهدا واذا صار لقلبه مشهدا اثمر له من المحبة والانس بالله والشوق الى لقائه التنعم بذكره وطاعته ما لا نسبة بينه وبين اعلى نعيم الدنيا البتة. اي ان هذا يفضي بالعبد الى ان يذوق لذة مشهد المنة يفضي بالعبد الى ان يذوق لذة عظيمة وحلاوة للطاعة لا تقارن في كل نعيم يوجد في هذه الحياة الدنيا البتة. وما للمرء خير في حياته اذا كان قلبه عن هذا مسدودا. يقول حياة بدون هذا ليس لها طاعة. وليس لها مذاق. ومن يدخل الدنيا ويخرج منها ولم يذق هذه المعاني العظام الجليلة يخرج محروما لانه دخلها وخرج منها ولم يذق. احلى لذة فيها وهذا حرمان. قد قال عليه الصلاة والسلام ذاق طعم الايمان من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا محمد صلى الله عليه وسلم رسولا. قال وما للمرء خير في حياته اذا كان قلبه عن هذا مسدودا وطريق الوصول اليه عنه مسدودا. اي محروم من هذا الخير. بل هو كما قال الله تعالى درهم يأكل ويتمتعوا ويلهيهم الامل فسوف يعلمون. وهذا حال كثير من الناس منشغل بالاكل ومنشغل بالشرب ومنشغل باللباس ومنشغل بامور دنيا ويعيش في امل طويل يعيش في امل طويل مع طول الامل يفجأ يوم الموت ويخرج من الدنيا وما ذاق احنا لذة فيها. واحنا عيشا فيه. بسبب اه في هذه الدنيا وطول امله. وطول امله. والنبي عليه الصلاة والسلام ضرب الصحابة رضي الله عنهم في هذا الباب مثلا عظيما جدا. برسم توظيحي. فرسم عليه الصلاة والسلام للصحابة الكرام خطا في الارض رسم خطا في الارض خطا مستقيما ثم خط حول هذا الخط المستقيم خط مستطيل محيط بهذا الخط ثم جعل في في هذا الخط المستقيم خطوط بجنبه عديدة. ثم جعل في الخط المربع خطا يخرج من الخط المربع الى الخارج ممتدا الى الخارج. ثم قال عليه الصلاة والسلام هذا الانسان يعني الخط المستقيم. هذا الانسان وهذا الخط المربع قال هذا اجل محيط به. من كل جانب. و هذه الخطوط التي ملاصقة به على جنبه قال هذه الاعراض تنهش الانسان. الاعراض الانسان في كل وقته ينهش شعره من هذه الاعراض مرض صحة مصيبة الى اخر ذلك الاعراض تنهش الانسان والخط الذي يخرج الى الخارج ممتدا خارج الدائرة هذا الامل. فمساحة وامتداده اوسع من ماذا؟ من الاجر. مساحة الامل وامتداده اوسع من الاجل ولهذا من دفنوا ادرجوا في القبور ادرجوا فيها وعندهم امال الى عشرات السنين الى عشرات السنين. امال قوية جدا لكن حال بينهم وبين الامل حلول الاجل والذي يضيع الانسان ان طول الامل ونسيان الاجل. وهذا مكمن الداء لدى ان يقول امله وينسى الاجل. اذا امسيت فلا تنتظر الصباح واذا اصبحت فلا تنتظر المساء. لكن اذا كان الانسان عنده امل طويل. تجده يسوف ويؤجل كثير من الاعمال الصالحة وكثير من العبادات يمضي على هذه الحال الى ان يفجأ يوم من الايام الاجل فينتهي عمره وهو يسبح في امال اضاعت آآ عمله واصلاحه لحاله بينه و بين ربه سبحانه وتعالى ختم رحمه الله بهذه الاية الكريمة ذرهم ويأكل ويتمتعوا ويلههم الامل يعلمون ثم ذكر رحمه الله المشهد اه السادس وهو الاخير مشهد التقصير. ويكون الحديث عنه في لقائنا القادم باذن الله عز وجل والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين