بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم انا نسألك باسمائك الحسنى وصفاتك العليا ان تغنمنا اجمعين خيرات وبركات شهر رمضان وان تعيننا فيه على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. وان تجعله عزا ورفعة وعلوا ولامة الاسلام استقامة وصلاحا وانابة واقبالا على الله عز وجل وتوبة من الذنوب. نسأل الله عز وجل ان يصلح لنا شأننا كله وان يغفر لنا ذنبنا كله. وان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. انه تبارك تعالى سميع الدعاء ثم بين ايدينا في هذا الشهر المبارك العظيم وفي هذا المجلس بعد صلاة العصر من كل يوم كتاب مبارك ونافع للغاية للامام العلامة المربي الفهامة ابن القيم رحمه الله تعالى هو كتابه الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب وهذا الكتاب من انفسي وانفع ما كتب في هذا الباب. باب الاذكار المأثورة وقد قدمه رحمه الله تعالى بمقدمة نفيسة عظيمة النفع فصل فيها في الاذكار من حيث فظلها وعظيم اثرها وعدوا فوائدها وثمارها واثارها وذكر ايضا تفاصيل كثيرة تتعلق بالاذكار لا تجدها مجموعة بهذا الحسن والترتيب في غير هذا الكتاب وهذا من فظل الله سبحانه وتعالى على هذا الامام رحمه الله تعالى ومن فضل الله ايضا علينا جل في علاه ان يسر لنا البدء والشروع في قراءة هذا الكتاب. اسأل الله عز وجل ان يتم لنا مجالسنا هذه بالخير والبركة والنفع والفائدة. وان يجعلها صلاحا لنا ورفعة وحجة لنا. لا علينا انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهذه الرسالة التي كتبها الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في اصلها رسالة كتبها الى بعض اخوانه كما جاء ما يدل على ذلك في بعض نسخ هذه الرسالة الخطية بعثها ناصحا فما اجمل هذا النصح واعظم اثره كتبها الى بعض اخوانه الا ان الله عز وجل اعظم النفع بها والبركة فاستفاد منها خلق كثير ولا يزال الناس وطلاب العلم يفيدون من هذه الرسالة العظيمة المباركة لهذا الامام الناصح الجليل المربي رحمه الله تعالى وغفر له والوابل هو المطر الغزير والصيب المنهمر واحسب الله تعالى اعلم ان هذه الرسالة المباركة ينطبق عليها اسمها فهي تحمل غيثا عظيما للقلوب وتحمل في طياتها زكاة عظيمة للنفوس لما حوته من خير عظيم ونفع غزير وفوائد جمة في باب ذكر الله سبحانه وتعالى الذي هو اعظم الاعمال واجلها شأنا ونسأل الله عز وجل لنا اجمعين التوفيق والسداد العون والبركة منه وجوده وكرمه ونشرع مستعينين بالله جل في علاه في قراءة هذه الرسالة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال ابن القيم الجوزية رحمه الله بسم الله الرحمن الرحيم الله سبحانه وتعالى المسؤول المرجو الاجابة ان يتولاكم في الدنيا والاخرة وان يسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة وان يجعلكم ممن اذا انعم الله عليه شكر واذا ابتلي صبر واذا اذنب استغفر فان هذه الامور الثلاثة هي عنوان سعادة العبد وعلامة فلاح في دنياه واخراه ولا ينفك عبد عنها ابدا فان العبد دائما يتقلب بين هذه الاطباق الثلاث. نعم من الله تعالى اترادف عليه فقيدها الشكر. وهو مبني على ثلاثة اركان. الاعتراف بها باطنا. والتحدث ظاهرا وتصريفها في مرضات وليها ومسديها ومعطيها. فاذا فعل ذلك فقد شكرها مع تقصيره في شكرها. الثاني محن من الله تعالى يبتليه بها. ففرده فيها الصبر والتسليم والصبر حبس النفس عن التسخط بالمقدور وحبس اللسان عن الشكوى وحبس الجوارح عن المعصية كاللطم وشق الثياب ونتف الشعر ونحو ذلك فمدار الصبر على هذه الاركان الثلاثة. فاذا قام بها العبد كما ينبغي انقلبت المحنة في حقه منحة قالت البلية عطية وصار المكروه محبوبا. فان الله سبحانه وتعالى لم يبتليه ليهلكه. وان انما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته. فان لله تعالى على العبد عبودية في الضراء كما له عليه عبودية في السراء وله عليه عبودية فيما يكره كما له عبودية فيما يحب. واكثر الخلق يعطون العبودية فيما يحبون. يعطون. واكثر الخلق يعطون العبودية فيما يحبون ان يقدمون واكثر الخلق يعطون العبودية فيما يحبون. والشأن في اعطاء العبودية في المكاره. فبه تفاوت مراتب العباد وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى. فالوضوء بالماء البارد في شدة الحر عبودية ومباشرة زوجته الحسناء التي يحبها عبودية ونفقته عليها وعلى نفسه وعياله عبودية هذا والوضوء بالماء البارد في شدة البرد عبودية وترك المعصية التي اشتدت دواعي نفسه اليها من غير خوف من الناس عبودية ونفقته في الضراء عبودية ولكن فرق عظيم بين العبوديتين فمن كان عبدا لله في الحالين قائما بحقه في المكروه والمحبوب فذلك الذي يتناوله قوله تعالى الله بكاف عبده وفي القراءة الاخرى عبادة وهما سواء لان المفرد مضاف فيعم عموم الجمع فالكفاية التامة مع العبودية التامة والناقصة مع الناقصة. فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. هذا بدء في هذه الرسالة العظيمة ابن القيم رحمه الله تعالى يشعر بما قدمت وهو انه رحمه الله تعالى كتبها بعض اخوانه وجاء هذا منصوصا عليه في احدى نسخ هذه الرسالة الخطية فقال وهو يخاطب من كتب لهم فهذه الرسالة الله المسؤول المرجو الاجابة ان يتولاكم في الدنيا والاخرة وان يصبر عليكم نعمه الى اخر ما ذكر رحمه الله تعالى واذا كان الامر بهذه الصفة وهي انه كتبها لبعض اخوانه بهذا التحرير والجمع والنصح والبيان فهذا يدل على عظيم ما من الله به على هذا الامام رحمه الله تعالى من جميل النصح والصبر على البيان فمن هذا الذي يحتمل ان يكتب بهذا البسط والسعة والبيان في رسالة يبعثها لبعض اخوانه وله في هذا الباب ايضا رسائل يعرفها من يطالع كتب ابن القيم رحمه الله تعالى وكتب ايضا كتب شيخه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بل ان كثيرا من كتب شيخ الاسلام ابن تيمية اصلها سؤال ورد اليه سؤال ورد اليه من بعض البلدان فكتب جوابه احيانا يكتب جوابه في مجلدات يكون السؤال لا يبلغ سطورا معدودات فيفصل جوابه في مجلدات وهذا يسميه العلماء رحمهم الله سخاء النفس بالعلم فكما ان السخاء يكون بالمال فان ايضا السخاء يكون بالعلم هذا التفصيل الواسع والبيان العظيم والاستطراد في ذكر المسائل والدلائل والثمار والاثار الى غير ذلك قال رحمه الله تعالى وان يجعلكم ممن اذا انعم الله عليه شكر واذا ابتلي صبر واذا اذنب استغفر هذه الامور الثلاثة كما ذكر رحمه الله تعالى هي عنوان سعادة العبد في الدنيا والاخرة هي عنوان سعادة العبد في الدنيا والاخرة الشكر والصبر والاستغفار هذه الثلاث اذا اكرم الله عز وجل عبده من عليهم بان كان بان جعله من اهلها اذا انعم الله عليه بنعمة فكان من الشاكرين واذا اصابه بشدة وبلوى كان من الصابرين. وقد قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن. فالمؤمن شاكر في سرائه وصابر في ضراءه فهو فائز في الحالتين في الحالة الاولى السراء فاز بثواب الشاكرين والحالة الثانية الضراء فاز بثواب الصابرين وهذا لا يكون الا للمؤمن وكثيرا ما يجمع بين الصبر والشكر وفي القرآن ايات عديدة ختمها الله جل في علاه بقوله ان في ذلك لايات لكل صبار شكور وهذا من سمات المؤمن العظيمة صبار اي على المصائب والشدائد والالام وشكور اي على نعم الله ومننه وعطاياه التي لا تعد ولا تحصى ثمان العبد لا يخلو من تقصير وتفريط وذنوب يقع فيها بل قال النبي صلى الله عليه وسلم كل بني ادم خطاء وخير الخطائين التوابون وقال عليه الصلاة والسلام لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله. فيغفر لهم ولهذا فان المؤمن ملازم للاستغفار. حريص على الاكثار منه حريص على ان يكون من المستغفرين اي المكثرين من الاستغفار المكثرين من اللجوء الى الله عز وجل بطلب مغفرة الذنب واقالة العثرة وقبول التوبة كما ذكر ابن القيم رحمه الله المرء او العبد يتقلب بين هذه الاطباق الثلاثة يتقلب بين هذه الاطباق الثلاثة ويقصد بالاطباق الثلاثة النعمة والبلية والذنب هذه هي الاطباق الثلاثة لا يزال العبد دائما يتقلب بين هذه الاطباق الثلاثة نعمة وبلية وذنب فاذا كان من هذه الصفات الشكر والصبر والاستغفار سعد في دنياه واخراه لانه ان اصابته نعمة شكر وان اصابته بلية صبر وان اذنب استغفر هذه التقلبات والاطباق اما ان يكون في نعمة اكرمه الله عز وجل بها فيتلقاها بالشكر او في مصيبة ابتلاه الله سبحانه وتعالى بها فيتلقاها بالصبر او بذنب وقع فيه العبد وتفريط فيبادر الى الاستغفار اه الى الله سبحانه وتعالى ثم فصل رحمه الله تعالى في ما يتعلق بهذه الامور الثلاثة فذكر فيما يتعلق بالنعمة هذا احد الاطباق الثلاثة النعم المترادفة وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها قيدها الشكر والله يقول واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد. فقيد النعمة شكر المنعم شكر المتفضل آآ النعمة جل في علاه نعم تترادف فقيدها الشكر والشكر مبني على ثلاثة اركان الاعتراف بها باطنا اي في قرارة نفسه وما ينطوي عليه قلبه يعترف في داخله ان هذه نعمة من الله وانه لولا فضل الله عليه ونعمته ما حصلت ايا كانت هذه النعمة دينية او دنيوية فهذه محض فضل الله سبحانه وتعالى وما بكم من نعمة فمن الله هو المتفضل فهو في قرارة نفسه يقر ويعترف بان هذه نعمة الله سبحانه وتعالى فعليه وفي ظاهره يتحدث بها شكرا وحمدا وثناء على المنعم سبحانه وتعالى والامر الثالث ان يستعملها في مراضيه كما قال ابن القيم تصريفها في مرظاة وليها ومسديها ومعطيها استعمل النعمة فيما يرضي الله لا يستعملها فيما يسخط الله واستعمال النعمة فيما يرضي الله عز وجل هذا من شكر النعمة واستعمالها فيما يسخط الله تبارك وتعالى هذا من كفر النعمة والله يقول اعملوا ال داوود شكرا فالعمل طاعة وذلا وخضوعا لله سبحانه وتعالى هذا من شكر الله سبحانه وتعالى على منه وكرمه سبحانه وتعالى قال فاذا فعل ذلك فقد شكرها اذا فعل ذلك يعني اعترف في باطنه وتحدث في ظاهره شاكرا ومثنيا على المنعم سبحانه وتعالى واستعملها في النعمة اذا فعل ذلك فقد ذكرها مع تقصير في شكرها لانك مهما اجتهدت فلا تزال مقصرا غير موفيا حق الشكر لنعمة الله سبحانه وتعالى بل نعمه سبحانه وتعالى عليك ثم ذكر الثاني من الاطباق المحن المحن هي البلايا والمصائب التي يبتلى بها العبد ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين محن من الله يبتليه بها ففرظه فيها الصبر والتسليم فرضه فيها فريضة الله عليه في المحنة ان يصبر وان يتلقاها بالصبر لا بالجزع والتسخط والسكاية شكاية شكاية الله الى خلقه بل يكون صابرا ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال بعض السلف والمؤمن تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم يسلم وقول ابن القيم هنا والتسليم اي لما قدره الله وقضاه هذا قدر الله يقول قدر الله وما شاء فعل لانه يعلم هذا المؤمن يعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وانما اخطأه لم يكن ليصيبه. وان ما شاء الله كان سبحانه وتعالى فهو ان اصابته محنة وشدة وبلية تلقاها بالصبر والتسليم. لم لانه يعلم انها من عند الله وباذن الله وبقظاء الله وبقدر الله سبحانه وتعالى فيرضى ويسلم ثم عرف رحمه الله تعالى الصبر بانه حبس النفس عن التسخط بالمقدور وحبس اللسان عن الشكوى وحبس الجوارح عن المعصية كاللطم وشق الثياب نتف الشعر ونحو ذلك من اعمال الجاهلية الصبر حبس النفس منعها عند المصيبة معنى كون المؤمن يصبر عند المصيبة ان يحبس نفسه عن ان يقول او ان يفعل شيئا يغضب الله ويتنافى مع تلقي المصيبة بالتسليم لا في القلب ولا في اللسان ولا في الجوارح لا في القلب بان يكون متسخطا جازعا ولا باللسان يكون ساكنا يشكي ربه سبحانه وتعالى على العباد ويتلوم ويتسخط ولا ايظا في الجوارح من لطم للخدود او شق للجيوب او نتف للشعر والتي هي اعمال الجاهلية وكان الامر فاشيا فشوا عظيما في الجاهلية عند المصائب لكن جاء الاسلام وطهر المسلمين من هذه الجاهلية ونجاهم من هذا الضلال والا ماذا يكون عندما يصاب مرء بمصيبة فيمزق ثيابه ويلطم خده يمزق شعره هذه جاهلية لا معنى لها ولا لا ثمرة ولا فائدة الا انها نوع من الجهل المطبق والضلال المخيم فالله عز وجل نجى المسلمين من هذا الضلال وعافاهم من هذا البلاء وجاءت نصوص فيها وعيد شديد لمن يفعل ذلك حتى ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية وقال النائحة مع ان الحكم يشمل ايضا النائح لكن يغلب هذا ويكثر عند النسا النائحة اذا لم تتب تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب هذه كلها اعمال جاهلية فالصبر عند المصيبة بمنع النفس من التسخط واللسان من التشكي والجوارح من لطم الخدود وشق الجيوب ونحو ذلك من اعمال الجاهلية. قال فمدار الصبر على هذه الاركان الثلاثة الاركان الثلاثة واحد منها يتعلق بالقلب واحد منها يتعلق باللسان وواحد منها يتعلق الجوارح قال فاذا قام بها العبد كما ينبغي صبر صبر قلبا ولسانا وفي جوارحه تلقى المصيبة بالصبر ماذا يكون؟ قال فاذا قام بها العبد كما ينبغي انقلبت المحنة في حقه منحة انقلبت المحنة في حقه منحة هذا في الدنيا والاخرة اما في الدنيا فلله عز وجل للمصاب الصابر عوض يعوضه الله سبحانه وتعالى خيرا وفي الدعاء اللهم اجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها في في في خلف قد لا يدري به العبد لكن يراه ويعاين كرامة الله له لما صبر الصبر العظيم وتلقى المصيبة بالصبر محتسبا راجيا ما عند الله اما يوم القيامة فان الله يقول انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب بغير حساب قال واستحالت البلية عطية وصار المكروه محبوبا فان الله لم يبتليه ليهلكه وانما ابتلى وانما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته هذا جانب حقيقة مهم ينبغي ان يفطن له المسلم عند كل مصيبة تصيبه هذا المعنى الذي يذكره ابن القيم ينبغي للمسلم ان يفطن له عند كل مصيبة تصيبه وهو ان الله عز وجل انما ابتلاه بهذه المصيبة ليمتحن صبره وعبوديته مثل ما ان الله عز وجل يمد اخر بمال وعطاء ورزق وصحة وما اذا وما الى ذلك ليبتلي شكره فكذلك يبتلي بعض الناس بالمصيبة ليبتلي صبره هذا عبودية وهذا له عبودية وهذا له عبودية النعم عبوديتها الشكر والبلايا والمصائب عبوديتها الصبر عبوديتها الصبر والله يبتلي عباده بهذا وهذا. ونبلوكم بالشر والخير فتنة والينا ترجعون فترون ثواب الاعمال ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى فهذا يبتلى الصبر وهذا يبتلى هذا يبتلى بالمصيبة وهذا يبتلى بالنعمة وهذا يبتلى بالنعمة والنعمة قيدها الشكر والبلية فريضتها الصبر يتلقاها بالصبر وهو واجب قال وانما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته فان لله على العبد عبودية في الضراء التي هي المصيبة كما له عليه عبودية في السراء جمع بين الامرين نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي تقدم عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير. ان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وان اصابته سرا شكر فكان خيرا له. وذلك لا يكون الا للمؤمن فلله على العبد عبودية في الضراء وهي نعم عبودية الصبر ولله على العبد عبودية في السراء وهي عبودية الشكر ولهذا كل ما تجددت النعم يستحذر ان هذا ابتلاء هذا ابتلاء يبتليه الله بالنعمة لا هل يكون شاكرا ام غير شاكر؟ وان ان ابتلاه بمصائب ايضا يستحضر ان هذا ابتلاء اخر ليكون لينظر يبتليه سبحانه وتعالى بالضراء ايكون شاكرا رأى يكون صابرا او غير صابر قال رحمه الله تعالى وله عليه عبودية فيما يكره كما له عبودية فيما يحب فيما يكره المصائب التي تصيب العبد وفيما يحب النعم التي يواليها ويتفظل سبحانه وتعالى بها على العبد فانظر ايضا ماذا يقول رحمه الله اكثر الخلق اكثر الخلق يعطون اي من انفسهم يقدمون العبودية فيما يحبون اكثر الخلق يعطون اي يقدمون يعطون من انفسهم العبودية فيما يحبون اذا كانت نعم واشياء سارة ومفرحة يعطي العبودية اكثر الخلق مع ان منهم بل كثير لا يؤدي شكر النعمة. وقد قال وقد قال تعالى وقليل من عبادي الشكور قال واكثر الخلق يعطون العبودية فيما يحبون والشأن في اعطاء العبودية في المكاره اعطاء العبودية في المكاره يعني المصائب والالام والشدائد التي اه تصيب العبد ويبتلى بها فبه تفاوتت مراتب العباد وبحسبه كانت منازلهم عند الله سبحانه وتعالى ضرب رحمه الله مثل يقول الوضوء بالماء البارد في شدة الحر عبودية عبودية والله يثيبه عليها عظيم الثواب لكنها كما انها عبودية فيها متعة هي متعة للانسان يباشر الماء البارد في الحر الشديد هذا متعة تنفيس للنفس وراحة لها قال فالوضوء بالماء البارد في شدة الحر عبودية. ومباشرة زوجته الحسناء التي يحبها عبودية عبودية ونفقته عليها وعلى نفسي وعيال من طعام وشراب هذا عبودية كل عبودية لكن ايضا اشياء مرغوبة محبوبة مألوفة النفس ممتعة للنفس قال هذا والوضوء بالماء البارد في شدة البرد عبودية لكن هذا يحتاج شيء اخر غير الاول وترك المعصية التي اشتدت دواعيها دواعي نفسي اليها من غير خوف من الناس لكن من اجل الله يتركها هذه عبودية عبودية عظيمة جدا ونفقته في الضراء عبودية ولكن فرق عظيم بين العبوديتين فمن كان عبدا لله في الحالين قائما بحقه في المكروه والمحبوب فذلك الذي يتناوله قوله تعالى اليس الله بكاف عبده اضافته الى الله اضافة تشريف وتكريم لحسن عبوديته لله لحسن عبوديتي لله سبحانه وتعالى اليس الله بكاف عبده قال رحمه الله فالكفاية التامة مع العبودية التامة والناقصة مع الناقصة فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه. اليس الله بكاف عبده الاية واظحة فيما ذكر ابن القيم ان الكفاية بحسب العبودية الكفاية بحسب العبودية كلما عظمت وقويت العبودية عظم حظ العبد من الكفاية وكلما نقصت نقص حظه من من الكفاية بحسب نقص العبودية. نعم قال رحمه الله تعالى وهؤلاء هم عباده الذين ليس لعدوه عليهم سلطان. قال تعالى ان عبادي ليس لك عليهم سلطان. ولما علم عدو الله ابليس ان الله تعالى لا يسلم عباده اليه. ولا عليهم قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين الا عبادك منهم المخلصين. قال تعالى فقد تصدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين. وما كان له عليهم من سلطان الا لنعلم يؤمن بالاخرة ممن هو منها في شك فلم يجعل لعدوه سلطانا على عباده المؤمنين فانهم في حرزه وكلاءته وحفظه وتحت كنفه وان اغتال عدوه احدهم كما يغتال اللص الرجل الغافل فهذا لا بد منه. لان العبد قد بلي بالغفلة والشهوة والغضب ودخوله على العبد من هذه الابواب الثلاثة. ولو احترز العبد ما احترز فلابد له من غفلة ولابد له من شهوة ولابد له من غضب وقد كان ادم ابو البشر صلى الله عليه وسلم من احلم الخلق وارجحهم عقلا واثبتهم ومع هذا فلم يزل به عدو الله حتى اوقعه فيما اوقعه فيه. فما الظن بفراشة الحلم؟ ومن عقله في بعقل ابيه كتفلة في بحر ولكن عدو الله لا يخلص الى المؤمن الا غيلة. على غرة وغفلة فيوقعه ويظن انه لا يستقيل لا يستقيل ربه عز وجل بعدها. وان تلك الواقعة قد اجتاحته واهلكته. وفضل الله تعالى ورحمته وعفوه ومغفرته من وراء ذلك كله. نعم يقول رحمه الله وهؤلاء هم عباده الذين ليس لعدوه عليهم سلطان اي ابليس ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا اه هؤلاء الذين تقدم لهم الكفاية اليس الله بكاف عبده فمن اه كفاه الله عز وجل ووقاه ليس الشيطان عليه سبيل. ولهذا في الذكر الوارد في الخروج من المنزل بسم الله توكلت على الله لا حول ولا قوة الا بالله يقول شيطان لي اخر كيف لك السبيل بمن هدي وكفي ووقي بمن هدي وكفي ووقي يعني ليس له سبيل اذا كفاه الله ليس للشيطان. يقول الشيطان لاخر ولاخرين كيف لك السبيل؟ اي لا سبيل لك لانه في كفاية الله وهذا العبد هو العبد المؤمن الذاكر الملتجئ الى الله المستعيذ بالله من الشيطان ليس للشيطان عليه سبيل ان عبادي ليس لك عليهم سلطان ان عبادي ليس لك عليهم سلطان. عبادي اي الذين يعتصمون بالله ويستعيذون بالله ويذكرون الله ويلتجؤون الى الله. ليس عليهم اه سبيل. ولهذا جاء في قراءة اية الكرسي عند النوم لم يزل لا يزال عليه من الله حافظ ولا يقربه الشيطان لانه في كفاية الله في كفاية الله سبحانه وتعالى وحفظه قال ولما علم عدو الله ابليس ان الله عز وجل لا يسلم عباده اليه ولا يسلطه عليهم قال فبعزتك لاغوينهم اجمعين الا منهم المخلصين وقال ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه ظن هذا في مثل ما جاء في الاية الاخرى ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم ساكنين. هذا ظن ظنه ابليس لا تجد اكثرهم يعني ساعمل فيهم عملا دؤوبا في اغوائهم وصدهم وصرفهم عن طاعة الله فلا تجد ولا تجد اكثرهم شاكرين فاكثر الناس كانوا كذلك اكثر الناس كانوا كذلك. ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين. والا اكثر الناس اه اكثر الناس ان صحت العبارة لم يخيبوا ابليس في ظنه ما خيبوه ظنوا ظن هذا الظن فاكثر الناس لم يخيبوه في ظنه وعملوا بما اراد وسلكوا طريق الغواية الذي يريده منهم عدو الله الا فريق من المؤمنين. نسأل الله عز وجل العافية لنا اجمعين و السلامة وان من الشيطان الرجيم في انفسنا واهلينا وذرياتنا بمنه وكرمه قال ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين. وما كان له عليهم من سلطان الا لنعلم من يؤمن بالاخرة ممن هو منها في شك هنا هنا ينبه ايضا ابن القيم ان العبد المؤمن ما يسلم في بعظ احواله من امور ثلاثة وهي مداخل للشيطان ويحذر منها رحمه الله وينبه على انه ينبغي ان يتفطن العبد لها وهي الغفلة والشهوة هو الغضب وهذه الثلاثة هي مداخل للشيطان على الانسان الغفلة والشهوة هو الغضب الشيطان يحضر عند هذه الثلاث ويعمل عمله ولهذا ينبغي على العبد في هذه الاحوال الثلاثة ان يحرص على المقاومة مقاومة نزغ الشيطان لان الشيطان له في كل من هذه نزغ واز على امر آآ من الغواية اريده فيكون العبد في حذر لان حذر لان لا يدخل عليه عدو الله من خلال غفلة او شهوة او غضب يقول اه ودخوله على العبد من هذه الابواب الثلاثة. ولو احترز العبد ما احترز فلا بد من غفلة ولابد من ولابد من غضب. لكن يجاهد العبد نفسه وينيب الى ربه ويستغفر من ذنبه ويفزع الى الله عز وجل ويستعيذ بالله من الشيطان بهذه المجاهدة والمثابرة والانتجاء تكون النجاة والسلامة باذن الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى فاذا اراد الله بعبده خيرا فتح له بابا من ابواب التوبة والندم والانكسار والذل والافتقار والاستغاثة به وصدق اللجأ اليه ودوام التضرع والدعاء والتقرب اليه بما امكن من الحسنات ما تكون تلك السيئات به سبب رحمته حتى يقول عدو الله يا ليتني تركته ولم اوقعه. سبحان الله هذا ايضا امر عظيم جدا يعني في الشيطان لا يزال في محاولة مع الصالح من عباد الله المستقيم على طاعة الله ويستغل مثل هذه اما شهوة او غفلة او غضب تعرظ مرة او اخرى فيحاول ان يدخل على العبد من خلالها وقد فعلا يوقعه لا يزال محاولا محاولا حتى يوقعه في معصية وذنب لله. لكنه ما ما دام على طاعة وايمان وعبادة يعرف من نفسه ان ان هذا خروج عن الصراط وانحراف عن الجادة فسرعان ما يرجع المؤمن وينيب الى الله عز وجل مثل ما قال اه ابن القيم يفتح الله له بابا من التوبة والندم والانكسار والذل والافتقار. والاستغاثة بالله لجأ اليه ودوام الضراعة هذي تحصل من بعظ عباد الله في ذنب فاقترفه وزلت به قدمه فلا يزال نادما على هذا الذي وقع منه خاشعا خاضعا مكثرا من الحسنات التي يريد ان تكون سببا في تبديل سيئته حسنات ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين فتجده مقبل على امور عظيمة كانت على اثر الذنب حتى ان عدو الله يندم على انه اوقعه في ذلك الذنب لما رآه من الاثار التي العظيمة التي ترتبت على هذا ذنب الذي وقع فيه وهذا معنى قول نعم. قال وهذا معنى قول بعض السلف ان العبد ليعمل الذنب يدخل به الجنة ويعمل الحسنة يدخل بها النار. قالوا كيف؟ قال يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه خائفا منه مشفقا وجلا باكيا نادما مستحيا من ربه تعالى ناكس الرأس بين يديه خسر القلب له فيكون ذلك الذنب سبب سعادة العبد وفلاحه حتى يكون ذلك الذنب انفع له من طاعات كثيرة. بما ترتب عليه من هذه الامور التي بها سعادة العبد وفلاحه حتى يكون ذلك الذنب سبب دخوله الجنة ويفعل الحسنة فلا يزال يمن بها على ربه. ويتكبر بها ويرى نفسه ويعجب بها يستطيل بها ويقول فعلت وفعلت. فيورثه من العجب والكبر والفخر والاستطالة ما يكون وسبب هلاكه فاذا اراد الله تعالى بهذا المسكين خيرا ابتلاه بامر يكسره به ويذل به عنقه ويصغر به نفسه عنده وان اراد به غير ذلك خلاه وعجبه وكبره. وهذا هو الخذلان الموجب لهلاكه. فان العارفين كلهم مجمعون على ان التوفيق الا يكلك الله تعالى الى نفسك. والخذلان ان يكلك الله تعالى الى نفسك. نسأل الله ان لا يكلنا الا اليه. امين. امين. امين ومن اراد الله به خيرا فتح له باب الذل والانكسار ودوام اللجأ الى الله تعالى والافتقار اليه ورؤية عيوب نفسه وجهلها وظلمها وعدوانها ومشاهدة فضل ربه واحسانه رحمته وجوده وبره وغناه وحمده فالعارف سائر الى الله تعالى بين هذين الجناحين. لا يمكنه ان يسير الا بهما. فمتى فات واحد منهما فهو كالطير الذي فقد احد جناحيه. نعم هنا ذكر فائدة نفيسة جدا عن بعض السلف وشرع رحمه الله في توضيحها وبيانها وهي ان بعض السلف قال ان العبد ليعمل الذنب يدخل به الجنة ويعمل الحسنة يدخل بها النار. وهذا امر عندما يسمعه الانسان لاول مرة يتعجب ذنب يدخل به الجنة وحسنة يدخل بها النار المعروف ان الذنوب هي التي يكون بها الدخول للنار والحسنات هي التي يكون بها الدخول للجنة فكيف كان ذلك ذنب يكون سببا لدخوله الجنة هو معصية آآ ذنب يكون سبب دخوله الجنة وطاعة تكون سبب دخوله النار فبين ان الذنب الذي يبتلى به العبد المؤمن يتسلط عليه الشيطان في وقت فيوقعه في الذنب ثم يبادر العبد الى ربه يعلم ان له ربا يغفر الذنب ويقبل التوبة فلا يزال باكيا نادما متألما من هذا الذنب الذي وقع فيه وملتجئا الى الله عز وجل ومجتهدا في الاكثار من الحسنات والطاعات التي يريد ان تكون سببا لتكفير هذا الذنب الذي وقع فيه حتى ان بعض العباد قد يقع في في ذنب يراه غيرهم شيئا يسيرا. لكن يحدث له هذا من الانكسار والذل. والانابة الى الله سبحانه وتعالى امرا عجيبا في بكاءه وخشوعه وخضوعه والتجاءه الى الله وصدقاته وبذله وصلواته واعمال طاعات كثيرة يقدمها ويتقرب الى الى الله سبحانه وتعالى بها فيكون هذا الدم بما حدث من بعده من اثر سببا لدخوله الجنة سببا لدخوله الجنة بمقابل ذلك قد تكون الحسنة او الطاعة سببا لدخول العبد النار لا من جهة الحسنة نفسها ولكن من جهة الاثار التي وقعت من العبد من حيث رؤيته لنفسه ومراءاته بعمله وعجبه بها ومنه على الله بهذه الطاعة والعبادة. قال الله عز وجل يمنون عليك ان اسلم قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم آآ ان هداكم آآ الايمان بعض الناس عندما يحث على مثلا طاعة معينة تجرأة هذه الكلمة احيانا على الالسنة اقولها من باب التنبيه. بعض الناس يعني عندما يحث على عمل معين من الاعمال الصالحة يشير الى انه فعله سابقا ويقول عبارة دارجة يقول كالترخير فعلته كذا مرة كثر خيري هذا خير الله عليك هذا نعمة الله عليك ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا. هذا فضل الله عليك. منة الله عليك لا تمن بالنعمة ولا ترى اه نفسك بها معجبا ولا تستطيل ايظا بها على عباد الله هذه كلها من موجبات بطلان العمل والعجب فاحذره ان العجب مجترف اعمال صاحبه. في سيله العرم العجب والرياء والاصطلال والاستطالة على هذه امور قد تقع على اثر اعمال حسنة قد يحصل مثلا طاعة يوفق لها او علما يوفق له او مثلا حفظا يتيسر له من العلم ثم يبدأ يستطيل على الناس ويرائي آآ يكون فيه من العجب والغرور والرياء وما الى ذلك. ما يكون ثمرة ذلك ونتيجته النار والعياذ بالله النار لما ترتب على على ذلك من من اثار هذا حقيقة نستفيد منه فائدة عملية مهمة جدا وهي ان العبد اذا ابتلي بذنب ووقع فيه ليبادر الى التوبة والانابة الى الله والانكسار والذل وطلب المغفرة. وان يعلم ان له ربا يغفر الذنب وليحرص ان لا يلقى الله يوم القيامة وهو يحمل هذا الوزر او هذه الاوزار وان من الله عليه بنعمة عبادة وطاعة وعلم ونحو ذلك عليه ان ينكسر وان يذل وان يشهد النعمة نعمة الله سبحانه وتعالى عليه ومنته. وان يشهد ايضا في الوقت نفسه تقصيره العظيم لان هذه هذه امور اذا استحضرها العبد تطرد العجب تطرد العجب عن النفس اذا حصلت نعمة وبدأت النفس تتحرك عجبا يستحضر اولا ان هذه نعمة من الله. فيشتغل بدل العجب بشكر المنعم هذا جانب الجانب الاخر ينظر في النعمة ذاتها سيجد اه من علم او طاعة او غير ذلك سيجد ان عنده فيها نقصا وتقصيرا مهما بلغ من الاحسان فيها وامر ثالث ايضا ينظر جوانبه الاخرى كم عنده من التقصير وكم عنده من النقص والخلل؟ فهذه امور تطرد تطرد العجب عن نفسه الحاصل اذا انعم الله عليه بالنعمة يذكر نعمة الله علي يشهد النعمة فيشكر المنعم ويشهد ايضا تقصير نفسه وتفريطها فيستغفر ربه سبحانه وتعالى وينيب اليه ثم ذكر كلاما رحمه الله تعالى عظيما للغاية لما ذكر الخذلان قال هذا هو الخذلان الموجب للهلاك قال فان العارفين كلهم مجمعون على ان التوفيق ان لا يكلك الله الى نفسك والخذلان ان يكلك الله الى نفسك. هذا تعريف جامع عظيم جدا للتوفيق والخذلان. التوفيق الا يكلك الله الى نفسك الا يكلك الى نفسك ومن الدعاء المأثور اه ولا تكلني الى نفسي نعم طرفة عين ان لا يكلك الى نفسك ولا لحظة ولا يسيء ولا وقتا يسير لان العبد اذا وكل الى نفسه هلك والخذلان ان يكلك الله الى نفسك اذا ابرة من اه حول نفسك وقوتها وذكائها وفطنتها هذا كله ابرة منه وقل لا حول ولا قوة الا بالله ابرة منه لا تلتفت اليه لا تلتفت الى قوتك ولا الى ذكائك ولا الى فطنتك ولا الى حذقك ولا الى مهارتك كل هذه الاشياء آآ لا لا تركن اليها تبرأ من حول نفسك وقوتها والجأ الى الله. لانه لا حول لك الا ولا قوة الا بالله. ان وكلت الى نفسك مهما اوتيت من والذكاء والفطنة فهذا هو الخذلان والتوفيق الا يكلك الله سبحانه وتعالى الا اليه جل في علاه. قال فمن اراد الله به خيرا فتح له باب الذل والانكسار ودوام اللجأ الى الله اليه ورؤية عيوب نفسه وجهلها وظلمها وعدوانها ومشاهدة فضل ربه واحسانه ورحمته جوده وبره وغناه. وحمده فالعارف سائر الى الله عز وجل بين هذين الجناحين لا يمكنه ان يسير الا بهما. فمتى فات واحد منهما فهو كالطير الذي فقد احد جناحيه جناح الرجاء والطمع فيما عند الله سبحانه وتعالى وجناح الخوف بالنظر الى عيوب النفس وتقصيرها وتفريطها نعم قال شيخ الاسلام العارف يسير الى الله قال شيخ الاسلام ايا ابو اسماعيل الهروي نعم. العارف يسير الى الله بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل وهذا هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح حديث سيد الاستغفار ان يقول العبد اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي انه لا يغفر الذنوب الا انت فجمع في قوله صلى الله عليه وسلم ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي بين مشاهدة المنة مطالعة عيب النفس والعمل ومشاهدة المنة توجب له المحبة والحمد والشكر لولي النعم والاحسان. ومطالعة عيب النفس والعمل توجب له الذل والانكسار والافتقار والتوبة في كل وقت. والا يرى نفسه الا مفلسا. واقرب باب دخل منه العبد على الله تعالى باب الافلاس. فلا يرى لنفسه حالا ولا مقاما. ولا سببا تعلق به ولا وسيلة منه يمن بها. بل يدخل على الله تعالى من باب الافتقار الصرف. والافلاس المحض دخول من كسر الفقر والمسكنة قلبه. دخول دخول من كسر من؟ من قد كسر دخول من قد كسر الفقر والمسكنة قلبه حتى وصلت حتى وصلت تلك الكسرة الى سويدائه فانصدع وشملته الكسرة من كل جهاته وشهد ضرورته الى ربه عز وجل وكمال فاقته وفقره اليه. وان في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة وضرورة كاملة الى ربه تبارك وتعالى وانه ان تخلى عنه طرفة عين هلك. وخسر خسارة لا تجبر الا ان يعود الله تعالى عليه ويتداركه برحمته ولا طريق الى الله اقرب من العبودية ولا حجاب اغلظ من الدعوى. ذكر هذا النقل عن اه آآ ابي اسماعيل الهروي شيخ الاسلام قال العارف يسير الى الله بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس هذان الامران كما ذكر العارف والسائر الى الله عز وجل يسير بين مطالعة هذين الامرين مشاهدة المنة اي منة الله عليه وفضله و نعمه. ان رأى من نفسه من نفسه عبودية او طلبا للعلم او صلاحا او بذلا للمال او صدقة او غير ذلك يشهد المنة. منة اه الله سبحانه وتعالى عليه وفي الوقت نفسه ايضا يشهد تقصير نفسه مهما بذل فهو مقصر ومهما قدم فهو ظالم لنفسه ومفرط مهما قدم فيشهد التقصير من جهة نفسه ويشهد منة الله سبحانه وتعالى عليه. شهود المنة يوجب الشكر وشهود وشهود عيب النفس يوجب الاستغفار فلا يزال شاكرا مستغفرا وهذا الذي عليه كما قدم ابن القيم رحمه الله تعالى مدار السعادة وهذا الدعاء العظيم الذي هو سيد الاستغفار سيد الاستغفار جمع فيه بين هذين الامرين مشاهدة المنة ومشاهدة عيب النفس. اما مشاهدة منا ففي قول ابوء لك بنعمتك علي اعترف ابوه اي اعترف اعترف لك يا الله بنعمتك علي ابوء لك بنعمتك مفرد مضاف فيفيد العموم فجميع النعم التي بي هي منة منك. وما بكم من نعمة فمن الله وابوء بذنبي مشاهدة عيب النفس ابوء بذنبي اي اعترف بذنبي وبتقصيري وهذا من اعظم ما ينال ينال به العبد الغفران مشاهدة المنة ابوء لك بنعمتك ومشاهدة عيب النفس. وابوء بذنبي فاغفر لي فانه لا يغفر الذنوب الا انت قال فمشاهدة المنة توجب له المحبة اي محبة الله والحمد والشكر لولي النعم والاحسان ومطالعة عيب النفس والعمل له الذل والانكسار والافتقار والتوبة في كل وقت نعم قال رحمه الله والعبودية مدارها على قاعدتين هما اصلها. حب كامل وذل تام ومنشأ هذين الاصلين عن ذينك الاصلين المتقدمين. وهما مشاهدة المنة التي تورث المحبة. ومطالعة تعيب النفس والعمل التي تورث الذل التام واذا كان العبد قد بنى سلوكه الى الله تعالى على هذين الاصلين لم يظفر عدوه به الا على غرة وغفلة وما اسرع ما ينعشه الله عز وجل ويجبره ويتداركه برحمته وما ذكره ابن القيم رحمه الله ايضا فيما سبق يعني الا يرى نفسه الا مفلسا يعني مهما كانت عبوديته وذله وطاعته لله لا يرى نفسه الا مفلسا مقصرا مفرطا ولهذا قال الحسن البصري رحمه الله قال ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة والمنافق جمع بين اساءة وامن المؤمن يحسن ويحسن ويجتهد ويبذل وهو خائف يرى نفسه مقصر ويخشى على نفسه ان لا يقبل عمله مثل ما قال الله والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون خائفة اي من الا من ان لا ان ترد اعمالهم ولا تقبل فالحاصل ان المؤمن يشهد هذه المعاني العظيمة نعمة الله عليه وتفريطه وتقصيره في في جنب الله وفي طاعة الله سبحانه وتعالى يرى نفسه مقصرا مفرطا فلا يزال نادما تائبا مستغفرا اذا كان النبي عليه الصلاة والسلام لما قال له ابو بكر رضي الله عنه وهو من هو؟ صديق الامة ابو بكر رظي الله عنه افظل الناس بعد النبيين في جميع الامم ابو بكر رظي الله عنه افظل الناس بعد النبيين في جميع الامم رظي الله عنه وارظاه. جاء الى النبي عليه الصلاة والسلام قال يا رسول الله علمني دعاء ادعو الله به في صلاتي وفي رواية في صلاتي وفي بيتي قال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت. علمه ان يقول ظلمت نفسي ظلما كثيرا وهو من هو رضي الله عنه في الطاعة ولا ابن تيمية رحمه الله شرح عظيم جدا على هذا الحديث وغزيرة الفائدة. الحاصل ان المؤمن قوي الايمان لا يزال يرى نفسه ظالما مقصرا مفرطا وان حق الله عليه اعظم مما هو عليه العبد من عباده. وانه لا لا يزال في تفريط ولا يزال في تقصير ولهذا لا يزال في مجاهدة لنفسه طاعة وتقربا آآ الى الله سبحانه وتعالى ثم قال ابن القيم والعبودية مدارها على قاعدتين وهما اصلها حب كامل وذل تام ولهذا قيل في تعريف العبادة والعبودية انها غاية الحب مع غاية الذل. وهذا التعريف لها بالنظر الى حال العابد بالنظر الى حال العابد حال المتقرب الى آآ الله سبحانه وتعالى. غاية الحب مع غاية الذل. لله سبحانه وتعالى هذه العبودية حب وذل حب لله سبحانه وتعالى وذل بين يديه ولهذا الحب بلا ذل ليس عبودية والذل بلا حب ليس عبودية الحب هو غاية العبودية هي غاية الحب مع غاية الذل لله سبحانه وتعالى لاحظ مدار العبودية على هذين الامرين الحب والذل ومنشأ هذين الاصلين عن دينك الاصلين منشى هذين الاصلين عن دينك الاصلين الذين هما مشاهدة النعمة ومشاهدة ماذا؟ تقصير النفس اذا شاهدت النعمة اذا شاهدت النعمة اورثك اورثتك هذه المشاهدة حب المنعم والمتفضل سبحانه وتعالى ولهذا في دعوات الانبياء كثيرا ما تفتتح الدعوة بهذا الاصل ترى في ايات كثيرة اذكروا نعمة الله عليكم فئات كثيرة جدا في في دعوات الانبياء تجد ايات فاذكروا الاء الله اذكروا نعمة الله عليكم يا بني اسرائيل اذكروا نعمتي التي انعمت عليكم واذ قال موسى لقومه يا قومي اذكروا نعم نعم اه اذكروا نعمة الله عليكم فيا ايها الذين امنوا اذكروا نعمة الله عليكم ايات كثيرة ذكر النعمة يورث المحبة المحبة اذا عمر بها القلب تحركت تحرك العبد عبودية وذلا وخضوعا لله سبحانه وتعالى الجانب الاخر الذي هو الذل يرجع الى مطالعة العيب. عيب النفس والعمل التي الذي يورث الذل التام واذا كان العبد قد بنى سلوكه الى الله على هذين الاصلين لم يظفر عدوه به الا على غرة وغفلة وما اسرع ما ينعشه الله ان يردوا سبحانه وتعالى الى الجادة والى الصراط ويجبره ويتداركه آآ رحمته سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها. انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك. ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام العيوب اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر هدى لنا. اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين. لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتك تمام واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا. واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه اجمعين جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم