بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول ابن القيم الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب واما علامات تعظيم المناهي فالحرص على التباعد من مظانها واسبابها وما يدعو اليها ومجانبة كل وسيلة تقرب منها يا من يهرب من الاماكن التي فيها الصور التي تقع بها الفتنة خشية الافتتان بها وان يدع ما لا بأس به حذرا مما به البأس وان يجانب الفضول من المباحات خشية الوقوع في المكروهات ومجانبة من يجاهر بارتكابها ويحسنها ويدعو اليها ويتهاون بها ولا يبالي ما ركب منها فان مخالطة مثل هذا داعية الى سخط الله تعالى وغضبه ولا يخالطه الا من سقط من قلبه تعظيم الله تعالى وحرماته. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد في هذا الفصل يذكر الامام ابن القيم رحمه الله تعالى علامات على تعظيم العبد للمناهي اي ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه ومر ذكره رحمه الله تعالى لعلامات تعظيم الامر وتعظيم الامر والنهي هو كما تقدم من تعظيم الامر الناهي سبحانه وتعالى فان تعظيم شرع الله عز وجل من تعظيم الله لان الله عز وجل هو الذي شرعه وهو الذي امر وهو الذي نهى والحكم له فان الحكم الا لله فتعظيم شرائع الله امرا ونهيا هو من تعظيم الله عز وجل ولتعظيم الاوامر علامات اشار الى شيء منها فيما سبق ولتعظيم النواهي ايظا علامات يذكر شيئا منها في هذا الموطن قال واما علامات تعظيم المناهي يشير بذلك الى انها عديدة وذكر شيئا منها وهناك علامات عديدة اذا اه قام بها العبد وظهرت عليه اه دلت على ان عنده تعظيم للمناهي تعظيم لما نهى الله سبحانه وتعالى عنه. فمن ذلك الحرص على التباعد عن مضانها واسبابها وما يدعو اليها ومجانبة ومجانبة كل وسيلة تقرب منها فهذا من العلامات ان يرى المرء من نفسه مباعدة اماكن هذه المناهي مباعدة للاسباب التي تفضي الى هذه المناهي مباعدة ايضا للاصحاب الذين يجرون الى هذه المناهي فاذا رأى من نفسه ذلك فليعلم ان هذه امارة من الامارات الدالة على تعظيم ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه قال كمن يهرب من الاماكن التي فيها الصور التي تقع بها الفتنة خشية الافتتان بها خشية الافتتان بها يقول رحمه الله كمن يهرب من الاماكن التي فيها الصور اي الصور هذه في ذاك الزمان اي صور هذه في ذاك الزمان زمان ابن القيم رحمه الله تبارك وتعالى وماذا يقال في زماننا هذا ماذا يقال في زماننا هذا الذي اتسع فيه الخرق واشتد فيه الخطب وكثرت في الوسائل الفاضحة المخزية واصبحت سهلة التناول قريبة المأخذ يصل اليها الصغير والكبير والذكر والانثى في امور عصيبة وعظيمة لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى جرت على الناس ويلات وسرور ومفاسد واخطار لا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى وجرت الى قلوب كثير من الناس اسقاما وامراضا وادواء فتاكة بسبب تلك الصور المشينة القبيحة المخزية المسخطة الرب سبحانه وتعالى فمن علامات تعظيم النهي من علامات كون العبد معظم مناهي الله سبحانه وتعالى ان يهرب ان يفر بنفسه عن هذه الصور لان الصور تقذف في القلب شرا لا يعلمه الا الله لا يظن الانسان انه اذا نظر للصورة ثم انهى نظره اليها انها تنتهي القضية الصورة تنطبع في القلب ولهذا لا يزال يستذكرها ويستجرها القلب ثم ثم تحدث فسادا في القلب ومرظا وتجلب لصاحبها شرا لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى وهذا امر اصبح عند كثير من الناس قليل الشأن وقليل الخطر واصبح كثير من الناس لا يبالي بهذا الامر وهو من اخطر ما يكون على قلب المرء لان القلب يدخل اليه المرض والفساد من جهة النظر ومن جهة السمع من جهة النظر المحرم والسماع المحرم هذان يوصلان الى القلب والفؤاد اه المظار والاسقام ولعله والله اعلم لاجل ذا قدم في قوله ان السمع والبصر والفؤاد كل كان عنه مسؤولا لان هذه منافذ تدخل على القلب الامراض والاسقام واصبح كثير من الناس مع هذه الصور همه شيء واحد مع هذه الصور والمناظر همه شيء واحد وهو ان يتأكد ان احدا من الناس لا يراه كثير من الناس في هذه القضية اصبح همه شيء واحد فقط ان يكون مطمئن ان احدا من الناس لا يراه نعوذ بالله يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله هذي مصيبة مصيبة عظيمة وهو معهم اذ يبيتون ما لا يرظى من القول اين تعظيم الله احد الاشخاص يحدث عن نفسه انه كان مع هذه الاجهزة في مناظر اه سيئة ينظر اليها ثم سمع حركة عند الباب فخاف واغلق الجهاز ثم خرج واذا بالذي عند الباب قطة تتحرك فاطمئن ورجع وفتح جهازه واستمر في النظر كما كان فابن القيم رحمه الله فعلا يبين قظية مهمة في الدين في تعظيم الله في تعظيم اوامر الله ان هذه الصور ان هذه الصور مضرة عظيمة على دين المرء فاذا كان يريد لنفسه نجاة يهرب بنفسه لا يجعل القضية من اهون القظايا عنده ويستمر مع هذا النظر ثم بعد ذلك يتألم على قلبي والمرض الذي في قلبه والشهوات التي تثور في قلبه وضعف الايمان الذي يكون في قلبه يتألم وعلى نفسها جنت براقش هو الذي جر على نفسه لو اغلق هذه المنافذ لسلم قلبه نسينا قلبه يقول رحمه الله كمن يهرب من الاماكن التي فيها الصور التي تقع بها الفتنة خشية الافتتان بها خشية الافتتان بها اقول مرة ثانية الله المستعان يعني ما هي هذه الصور التي كانت في زمان ابن القيم رحمه الله عندما يقارن المرء بالحال المزرية الان شيء فظيع جدا ومهلكة عظيمة جدا ولهذا فعلا ينبغي ان يراجع المرء نفسه في باب تعظيم الله وتعظيم مناهي الله وتعظيم الشعائر الله سبحانه وتعالى ذلك ومن يعظم شعائر الله فانها من تقوى القلوب قال وان يدع ما لا بأس به حذرا مما به البأس هذه رتبة عالية جدا ورفيعة في باب تعظيم المناهي ان يرتقي المرء بنفسه في هذا الباب ان يدع ما لا بأس به حذرا مما به بأس ليكون ذلك سياجا مثل ما جاء في الحديث قال فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع فالحرام وهذا المعنى الذي ذكر رحمه الله ورد في حديث في سنده مقال فيه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال لا يبلغ آآ العبد درجة المتقين حتى يدع ما لا بأس به حذرا مما مما به بأس قال وان يجانب الفظول من المباحات الفضول اي الزائد عن اه عن عن الحاجة وما لا فائدة فيه وما لا ثمرة دينية او دنيوية من من من ورائه فيجانب الفضول من المباحات خشية الوقوع في المكروهات خشية الوقوع في المكروهات ومجانبة من يجاهر بارتكابها ويحسنها ويدعو اليها ويتهاون بها ولا يبالي بما ولا يبالي ما ركب منها ايضا يحذر من هؤلاء ويجانبهم يجانبهم ويبتعد عنهم سواء من ان ينظر اليهم مباشرة او ان ينظر اليهم من خلال المستجد في زماننا وهو الشاشات والقنوات فلا ينظر اليهم يمنع نفسه من اه النظر لما كان من القول او الفعل يسخط الله ويجاهر به صاحبه يغلق على نفسه او يمنع نفسه عن مثل هذه اه الامور تعظيما لشعائر الله تعظيما لمناهي الله سبحانه وتعالى فان مخالطة مثل هذا داعية الى سخط الله وغضبه داعية الى سخط الله وغضبه قال ولا يخالطه الا من سقط من قلبه تعظيم الله وحرماته. نعم لا لا يخالط هؤلاء الا بارد القلب ظعيف الايمان رقيق الدين والا لو كان في الايمان عنده حرمة لما جلس يشاهد ويسمع وينظر ولا يتأثر قلبه بذلك هذا من رقة الدين نعم قال رحمه الله تعالى ومن علامات تعظيم النهي ان يغضب لله عز وجل اذا انتهكت محارمه وان يجد في قلبه حزنا وكثرة اذا عصي الله تعالى في ارضه ولم يطع باقامة حدوده واوامره. ومن لم يستطع ولم ولم يستطع هو ان يغير ذلك. يعني هذي ايضا للتعظيم تعظيم المناهي ان الانسان يغظب ويجد في في قلبه الم وحسرة اه انزعاج من هذا المنكر وهذا الذي يتحدث عنه ابن القيم رحمه الله هو مثل ما ما ذكر اذا لم يستطع ان يقير اذا لم يستطع ان يغير او لا يملك التغيير كما قال عليه الصلاة والسلام من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان وذلك اظعف الايمان ان ان يغير بقلبه يعني اذا رأى المنكر حزن تألم وانزعج من ذلك وكره وجود هذا المنكر فهذا من امارات الايمان علاماته ومن ايضا من علامات التعظيم لمناهي مناهي الله سبحانه وتعالى نعم ومن علامات تعظيم الامر والنهي الا يسترسل مع الرخصة الى حد يكون صاحبه جافيا غير مستقيم على المنهج الوسط مثال ذلك ان السنة وردت بالابراد بالظهر في شدة الحر فالترخص الجافي ان يبرد الى فوات الوقت او مقاربة خروجه فيكون مترخصا جافيا وحكمة هذه الرخصة ان الصلاة في شدة الحر تمنع صاحبها من الخشوع والحضور ويفعل العبادة بتكره وضجر فمن حكمة الشارع صلى الله عليه وسلم ان امرهم بتأخيرها حتى ينكسر الحر فيصلي العبد بقلب حاضر ويحصل له مقصود الصلاة من الخشوع والاقبال على الله تعالى نعم لان النبي صلى الله عليه وسلم قال في في اشتداد الحر قال فابردوا فيه بالصلاة فان الحر من شدة فيح جهنم وابن القيم رحمة الله عليه يبين الحكمة من الابراج ان ان انه من اجل ان تخف شدة الحرارة لان الانسان اذا صلى مع اشتداد الحرارة يصبح منزعج فلا يتحقق الخشوع المطلوب في صلاته بينما اذا ابرج يصلي وهو مرتاح فالمقصود بالإبراد الخشوع المقصود الابراد الخشوع بالصلاة حتى تخف حرارة الشمس فيتمكن بهذا الافراد من الخشوع في صلاته ولو صلاها مع اشتداد الحر يصليها مثل ما عبر ابن القيم بتكرر يعني بتألم الارض حارة والجو حار نعم ومن هذا نهيه صلى الله عليه وسلم ان يصلي الرجل بحضرة الطعام او عند مدافعة البول والغائط كما في الحديث لا يصلين احدكم بحضرة الطعام ولا وهو يدافع الاخبثين نعم لتعلق قلبه من ذلك بما يشوش عليه مقصود الصلاة فلا يحصل المراد منها فمن فقه الرجل في عبادته ان يقبل على شغله فيعمله ثم يفرغ قلبه للصلاة فيقوم فيها وقد فرغ قلبه لله تعالى ونصب وجهه له واقبل بكليته عليه فركعتان من هذه الصلاة يغفر للمصلي بهما ما تقدم من ذنبه. نعم. يعني هنا ايضا ذكر مثال اخر وهو ان النبي عليه الصلاة والسلام نهى ان يصلي الرجل بحضرة الطعام او وهو يدافع الاخبثين البول و الغائط وذلك انه لو صلى على هذه الحال يضعف خشوعه فمن الخير له ان آآ من الخير له بل مثل ما عبر القيم من فقه الرجل في عبادته ان يقبل ان يقبل على شغله وينهيه حتى يصلي صلاته ولا يشغله عنها شائ ولا يلهيه عنها امر لان الصلاة التي يجتمع فيها القلب حضورا وخشوعا واقبالا على الله سبحانه وتعالى يترتب عليها غفران الذنب. غفر له ما تقدم من ذنبه مثل ما جاء في الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام توضأ ثم قال من توضأ وضوئي هذا ثم اه صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر له ما تقدم من ذنبه والى هذا الحديث يشير ابن القيم لكن اذا كان يصلي بحضرة الطعام ربما ان نفسه حدثته في صلاته بالطعام الذي صلى وهو يشتهيه وهو حاضر وهو حاضر آآ اذا كان بحضرة طعام اذا كان بحضرة طعام مثل ما قال ابن القيم من الفقه في في هذا الباب ان يقبل على شغله ان يقبل على شغله فيعمله ثم يفرغ قلبه ثم يفرغ قلبه لكن لو اتخذ هذا الباب وسيلة التهاون بمقام الصلاة وجلس على الطعام الوقت الطويل يأكل قليلا قليلا ويتحدث مع اصحابه يخرج الوقت او تفوت الجماعة ويقول لنفسه لا لا صلاة بحضرة الطعام هذا ترخص جافي مثل ما مر معنا فالامر يكون باعتدال ويراعى فيه مقاصد الشريعة في الرخص لا يراعى في هذا الباب اهواء النفوس وانما يراعى مقاصد الشريعة. نعم والمقصود انه لا يترخص انه لا يترخص ترخصا جافيا ومن ذلك انه رخص للمسافر في الجمع بين الصلاتين عند العذر وتعذر فعل كل صلاة في وقتها لمواصلة السير وتعذر النزول او تعسره عليه فاذا اقام في المنزل اليومين والثلاثة او اقام اليوم فجمعه بين الصلاتين لا موجب له لتمكنه من فعل كل صلاة في وقتها من غير مشقة. فالجمع ليس سنة راتبة كما يعتقده اكثر المسافرين ان سنة السفر الجمع سواء وجد عذر او لم يوجد بل الجمع رخصة عارضة والقصر سنة راتبة فسنة المسافر قصر الرباعية سواء وجد له عذر او لم يوجد. واما جمعه بين الصلاتين فحاجة ورخصة فهذا لون وهذا لون. يوضح هذا فعل النبي عليه الصلاة والسلام في في حجة الوداع لما كان في منى كان يصلي قصرا كل صلاة في وقتها الظهر في وقته والعصر في وقته والمغرب في وقته والعشاء في وقته ولما ذهب الى عرفات جمع وفي مزدلفة جمع وهكذا هديه في السفر اذا جد به السير يجمع الجمع بين الصلاتين يكون لعذر يكون لعذر مثل مواصلة السير تعذروا النزول تعسره عليه يجمع بين آآ الصلاتين لمثل هذه الاعذار. اما اذا كان مقيم في في البلد يوم او يومين او ثلاثة فهو مسافر له حكم المسافر لكن يصلي كل صلاة في وقتها يقصر الرباعية لان قصر الرباعية في السفر من سنن اه السفر لكن الجمع بين الصلاتين لا يقال انه من سنن السفر وانما يفعل للحاجة في السفر وهو ان يجد به السير او يتعذر عليه النزول او نحو ذلك من الامور ذكر في هذا كلمة جميلة رحمه الله قال الجمع رخصة عارضة والقصر سنة راتبة الجمع رخصة عارضة والقصر سنة راتبة نعم قال رحمه الله تعالى ومن هذا ان الشبع في الاكل رخصة غير محرمة فلا ينبغي ان يجفو العبد فيها حتى يصل به الشبع الى حد التخمة والامتلاء فيتطلب ما ما يصرف به الطعام. فيكون همه بطنه قبل الاكل وبعده بل ينبغي للعبد ان يجوع ويشبع ويدع الطعام وهو يشتهيه. وميزان ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ثلث ثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. ولا يجعل الثلاثة الاثلاث كلها الطعام وحده هذا ايضا مثال اخر يذكره رحمه الله يتعلق بالشبع في الاكل كون المرء يأكل حتى يشبع هذا رخصة ما يقال ان انه حرام او او لا يجوز هذا رخصة لكن لا ينبغي يقول ابن القيم ان يشفوا العبد فيها حتى يصل به الشبع الى حد التخمة والامتلاء لان المعدة بيت الداء وملؤها دائما بالطعام مجلبة للامراض وايضا سبب للتخمة السمنة والترهل والكسل وامور كثيرة تجر تجرها او يجرها هذا الامتلاء بالطعام او ملئ المعدة بالطعام قال فيتطلب ما يصرف به الطعام يعني ما يسرع تهظيمه لانه يكون منزعج منه وقت الاكل والتلذذ بالاكل لا يشعر لكن بعد الفراغ يبدأ يشتكي ويحتاج الى اشياء تخفف عليه ثقل الطعام ولهذا يقول فيتطلب ما يصرف به الطعام فيكون همه بطنه قبل الاكل وبعده قبل الاكل مقبلات وبعد الاكل مهضمات وبعد الاكل مهضمات فهمه قبل الاكل وبعد الاكل كله منصب على الاكل بل ينبغي العبد ان يجوع ويشبع ينبغي ان ان ان يجوع الجوع له فائدة حتى طبيا يتحدثون يتحدث عن الاطبا فائدة عظيمة في صحة الجسم يعني لا ينبغي ان يكون المرء دائما لا يحس بالجوع كل ما كل ما اخذ من وقت اكل فلا يجد جوعا بل كونه يحس بالجوع في بيومه وليلته هذا له فائدة فائدة عظيمة عليه في صحته ولهذا قال قال الصحابة نحن قوم آآ لا نأكل حتى نجوع واذا اكلنا لا نشبع او كلاما هذا معناه يقول ابن القيم ويدع الطعام وهو يشتهيه ويدع الطعام وهو يشتهيه يمكن ان اكمل هذه العبارة اقول قم من الطعام وانت تشتهي ولا تقم منه وانت تشتكيه قم من الطعام وانت تشتهيه ولا تقم منه وانت تشتكيه. كثير من الناس اذا قام بدأ يضع بطنه على يده على بطنه ويتألم ويقول انا اكثرت الان وتعبت بطني كذا كثير مما يقوم وهو يشتكي من من الطعام فخير له ان يقوم من الطعام وهو يشتهي الطعام لا يقوم منه وهو يشتكي متظجرا منه حتى هذا ايظا يظعف شكر النعمة. نعمة الله سبحانه وتعالى يكون اكل حتى امتلأ فيبدأ يتضجر وهو الذي جر على نفسه هذا الضجر يقول ابن القيم رحمه الله تعالى ويدع الطعام وهو يشتهيه قال وميزان ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم ثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه في الحديث قال بحسب امرئ آآ لقيمات يقمن صلبه فان كان ولابد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه. قال ابن القيم لا يجعل الثلاثة كلها للطعام لان بعض الناس فعلا عنده نظرية ان الثلاثة الاثناث كلها للطعام يقول والماء والنفس كل كل منهما يجد له طريق يجد له طريق الماء يتسرب شيئا فشيئا والنفس لابد انه يجد ينطلق لكن يختمها كلها الثلاثة في الاثلات بالطعام هذا مظرة على نفسي ولا ينتفع الانتفاع الذي ينبغي له من من طعامه سبحان الله الحديث هذا نقل آآ ابن رجب في جامع العلوم والحكم وانتم تعلمون ان هذا الحديث من ضمن الاحاديث التي زادها ابن رجب على الاربعين في باب جوامع الكلم وفعلا هذا الحديث من الجوامع وفيه منفعة عظيمة للناس نقل ابن رجب عن طبيب غير مسلم وقف على هذا الحديث قال لو ان الناس هذا الطبيب غير مسلم يقول لو ان الناس عملوا بهذا الحديث لاغلقت المستشفيات يقول لو ان الناس عملوا بهذا الحديث لاغلقت المستشفيات ما اصبح الناس يحتاجون الى مراجعته لان كثير من الامراظ من المعدة وكثير من الامراظ المعدة من الامتلاء بالطعام نعم قال رحمه الله تعالى واما تعريض الامر والنهي للتشديد الغالي فهو كمن يتوسوس في الوضوء في الوضوء متغاليا فيه حتى يفوت الوقت او يردد تكبيرة الاحرام الى ان تفوته مع الامام قراءة الفاتحة او تكاد تفوته الركعة او يتشدد في الورع الغالي حتى لا يأكل شيئا من طعام عامة المسلمين خشية من دخول الشبهات عليه خشية دخول الشبهات عليه. ولقد دخل هذا الورع الفاسد على بعض العباد الذين نقص حظه من العلم حتى امتنع ان يأكل شيئا من بلاد المسلمين وكان يتقوت بما يحبل اليه من بلاد النصارى. ويبعث قصدي لتحصيل ذلك فاوقعه الجهل المفرط والغلو الزائد في اساءة الظن بالمسلمين وحسن الظن بالنصارى. نعوذ بالله من الخذل قال واما تعريض الامر والنهي الغالي فهو كمن يتوسوس في الوضوء متغاليا فيه حتى يفوت الوقت وهذا يعني داء قد يصاب به بعض الناس نسأل الله العافية لنا ولجميع المسلمين يدخل في وسواس وسواس الطهارة او وسواس الصلاة تجد اه اه تجده عند الوضوء يتوضأ ويعيد ثم يعيد ثم يشك في النية ثم يشك في كذا ولا يزال يتوضأ ويتوضأ ويهدر ويسرف في الماء اسرافا عظيما لا يرضي الله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم لما ذكر الوضوء ثلاثا قال فما زاد على ذلك فهو اسراف؟ هذا يتوضأ بازيد من هذا بكثير ومثل ذلك ايضا في تكبيرة الاحرام يكبر ثم يعيد يكبر ويعيد والامام يشرع في الفاتحة يفوته ادراك تكبيرة الاحرام مع الامام لان اذا شرع الامام في الفاتحة فات الادراك لتكبيرة الاحرام لان الشرع في ركن جديد ولهذا ايضا من الخطأ ان بعض الناس يقوم في الصف ويتمسك وقد كبر الامام تكبيرة الاحرام ويستمر حتى يبدأ الامام في قراءة الفاتحة. او يتحدث مع زميله حتى يبدأ الايمان بقراءة الفاتحة اذا بدأ فاتتك فاتك ادراك تكبيرة الاحرام مع الامام لانه يفوت الركن بالاشتغال بالركن الذي يليه فالحاصل ان ان هذا الوسواس قد قد يصيب بعض الناس بهذه المناسبة اقول لمن يسأل ممن قد يبتلى بهذا اه اقول له احذر من كل من كل داع يدعوك لمخالفة السنة وحكم السنة تسلم وتنجو باذن الله اذا حدثتك نفسك بالوضوء اكثر من مرة اعرظ عملك هذا على على السنة اذا لم يكن من السنة فلا خير لك فيها. قلت له السنة لا تزيد على ثلاث ان زدت على ثلاث فهو اسراف فاذا دعاك داع للزيادة على الثلاث باي عذر كان لا تقبل ان هذا مخالف لهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. والشيطان لا يزال يوسوس بعظ الناس حتى يخرجه بغلوه ووسواس عن حد السنة التمسك بهدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. ايضا من يتورع عن اطعمة المسلمين ويمنع نفسه منها خشية دخول الشبهة نقول اخشى ان فيها كذا واخشى فيها كذا فهذا ايضا من الغلو فالدين والحاصل ان مثل هذه الامور او غيرها لابد ان يكون فيها ان يكون الحاكم فيها السنة هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله تعالى فحقيقة التعظيم للامر والنهي الا يعارض بترخص جاف ولا يعرض تجديد غال فان المقصود هو الصراط المستقيم. الموصل الى الله عز وجل بسالكيه نعم هنا آآ يعني آآ اعاد ذكر العبارة التي تقدم نقل آآ المصنف لها عن ابي اسماعيل اه الهروي نعم قال وما امر الله عز وجل بامر الا وللشيطان فيه نزغتان اما تقصير وتفريط واما افراط وغلو فلا يبالي بما ظهر من العبد من الخطيئتين فانه يأتي الى قلب العبد فيشامه فان وجد فيه تقصيرا وفتورا وتوانيا وترخيصا اخذه من هذه الخطة فثبطه واقعده وضربه بالكسل والتواني والفتور وفتح له باب التأويلات والرجاء وغير ذلك حتى ربما ترك العبد المأمور جملة وان وجد عنده حذرا وجدا وتشميرا ونهضة وعيسى ان يأخذه من هذا الباب امره بالاجتهاد الزائد وسول له ان هذا لا لا يكفيك. وهمتك فوق هذا وينبغي لك ان تزيد على العاملين. والا اذا رقدوا ولا تفطر اذا افطروا. والا تفتر اذا فتروا واذا غسل احدهم يديه ووجهه ثلاث مرات فاغتسل انت سبعا فاغسل هذي زائدة واذا غسل احدهم يديه وجهه ثلاث مرات فاغسل انت سبعا. واذا توضأ للصلاة فاغتسل انت لها ونحو ذلك من الافراط والتعدي فيحمله على الغلو والمجاوزة وتعدي الصراط المستقيم كما يحمل الاول على التقصير دونه والا يقربه. ومقصوده من الرجلين اخراجهما عن الصراط المستقيم هذا بالا يقربه ولا يدنو منه. وهذا بان يتجاوزه ويتعداه. وقد فتن بهذا اكثر الخلق ولا ينجي من ذلك الا علم راسخ وايمان وقوة على محاربته ولزوم الوسط والله لما ذكر رحمه الله تعالى آآ ما يتعلق بالترخص الجافي والتشديد الغالي بين ان دين الله عز وجل وسط بين هذين الامرين لان دين الله عز وجل وسط بين ظلالتين وحسنة بين سيئتين سيئة الغلو وسيئة الجفاء وخيار الامور اوساطها لا تفريطها ولا افراطها والشيطان اعاذنا الله عز وجل اجمعين والمسلمين من كيده وهمزه ونفثه ووساوسه الشيطان له مع العبد في هذا الباب باب العبادة له معه في هذا الباب نزغتان اما الى غلو او الى جفاء لكنه لا ينزغ الا بعد ان ينظر في ميل العبد ورغباته ينظر اولا ان صحت العبارة يدرس حالته اولا ميوله ثم من بعد ذلك يكون النزغ فاذا وجد ان العبد عنده تهاون اذا وجد ان العبد عنده تهاون في في العبادة جعل نزغه في هذا العبد الترخص الجافي والتفريط في طاعة الله سبحانه وتعالى ودخل عليه من من هذه الخطة وضربه كما يقول ابن القيم بالكسل والتواني والفتور وفتح له باب التأويلات والرجاء يقول له الشيطان رحمة الله واسعة وفضله فضله عظيم ويهون عليه حتى يجعله تاركا لفرائض وواجبات عظيمة فيدخل عليه من هذا الباب والاخر اذا وجد عند التمسك الدين وحرص على العبادة يدخل عليه من هذا الباب نفسه ويشعره ان انك انت رجل متدين صاحب دين حريص على الدين هذا القدر الذي تفعله من الدين لا يكفي لمقامك مقامك اعظم من هذا زد فلا يزال يحثه على الزيادة حتى يخرجه من جهة الغلو في دين الله سبحانه وتعالى حتى ان بعض الناس بسبب الغلو يتقال الشيء الذي كان يفعله النبي عليه الصلاة والسلام فقال له ويراه قليلا وغير كافي وفي هذا عبرة في قصة النفر في زمانه عليه الصلاة والسلام الذين جاءوا وسألوا عن عبادة النبي عليه الصلاة والسلام فكأنهم تقالوها كأنهم تقالوها فقال احدهم اما انا اقوم ولا ارقد والاخر قال انا افطر ولا اصوم ولا افطر وقال الاخر لا اتزوج النساء فبلغ ذلك النبي عليه الصلاة والسلام فقال اما اني اصوم وافطر وانام وارقد واتزوج النساء ومن رغب عن سنتي فليس مني ومن رغب عن سنتي فليس مني فيدخل احيانا على المرء من هذا الجانب جانب التشدد في الدين المغالاة في دين الله سبحانه وتعالى والشيطان لا يبالي باي الطريقين سلك العبد لا يهمه هذا او هذا لا سواء عند الشيطان المهم عند الشيطان ان لا يبقى المرء على الصراط المستقيم هذا هو المهم المهم عنده ان لا يبقى على صراط الله المستقيم لاقعدن لهم ها؟ صراطك المستقيم ثم لاتينه من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين فالشيطان قاعد لابن ادم في هذا الصراط المستقيم وهمه ان يخرجه عنه وله في اخراجه عنه خطتين مثل ما عبروا ابن القيم. خطة الغلو وخطة اخرى الجفاء والصراط المستقيم هو وسط بين الغلو والجفاء. بين الافراط والتفريط نعم ايضا كلمة ابن القيم التي اتم بها هذا الموضع جميلة جدا يقول رحمة الله عليه ولا ينجي من ذلك الا علم راسخ وايمان وقوة على محاربته ولزوم الوسط والله المستعان هذي ايظا معدودة الاستعانة بالله عز وجل واللجأ اليه سبحانه وتعالى فهذه الامور هي التي تنجي العبد باذن الله سبحانه وتعالى من الانزلاق سواء في الغلو او في الجفاء نعم قال رحمه الله تعالى فصل ومن علامات تعظيم الامر والنهي الا يحمل الامر على علة تضعف الانقياد والتسليم لامر الله عز وجل بل هذا الفصل يتمم فيه شرح عبارة ابي اسماعيل الهروي المتقدمة لان كل هذا استرسال في شرحها في صفحة احدى عشر قال وما احسن ما قال شيخ الاسلام في تعظيم الامر نهيه الا يعارض ترخص جاف ولا يعرض لتشديد غالي ولا يحمل على علة توهن الى القيادة. فالان في هذا الفصل يعني يشرح اخر ما جاء في كلام ابي اسماعيل الهروي. نعم بل يسلم لامر الله تعالى وحكمه ممتثلا ما امر به سواء ظهرت له حكمة الشرع في امره ونهيه او لم تظهر فان ظهرت له حكمة الشرع في امره ونهيه حمله ذلك على مزيد الانقياد بالبذل والتسليم لامر الله ولا يحمله ذلك على الانسلاخ منه وتركه جملة كما حمل ذلك كثيرا من زنادقة الفقراء والمنتسبين الى التصوف فان الله عز وجل شرع الصلوات الخمس اقامة لذكره واستعمالا للقلب والجوارح واللسان في العبودية واعطاؤ كل واعطاء كل منها قسطه من العبودية التي هي المقصود بخلق العبد فوضعت الصلاة على اكمل مراتب العبودية فان الله سبحانه وتعالى خلق الادمي واختاره من بين سائر البرية وجعل قلبه محل كنوزه من الايمان والتوحيد والاخلاص والمحبة والحياء والتعظيم والمراقبة وجعل ثوابه اذا قدم عليه اكمل الثواب وافضله وهو النظر الى وجهه والفوز برضوانه ومجاورته في جنته وكان مع ذلك قد ابتلاه بالشهوة والغضب والغفلة وابتلاه بعدوه ابليس لا يفتر عنه فهو يدخل عليه من الابواب التي هي من نفسه وطبعه فتميل نفسه معه لانه يدخل عليها بما تحب فيتفق هو ونفسه وهواه على العبد ثلاثة مسلطون امرون. فيبعثون الجوارح في قضاء وطرهم. والجوارح الة المنقادة فلا يمكنها الا الانبعاث فهذا شأن هذه الثلاثة وشأن الجوارح فلا تزال الجوارح في طاعتهم كيف امروا واين يمموا هذا مقتضى حال العبد فاقتضت رحمة ربه العزيز الرحيم به ان اعانه بجند اخر وامده بمدد اخر يقاوم به هذا الجند الذي يريد هلاكه فارسل اليه رسوله وانزل عليه كتابه وايده بملك كريم يقابل عدوه الشيطان فاذا امره الشيطان بامره امره الملك بامر ربه وبين له ما في طاعة العدو من الهلاك فهذا يلم به مرة وهذا مرة والمنصور من نصره الله عز وجل والمحفوظ من حفظه الله تعالى وجعل له مقابل نفسه الامارة نفس المطمئنة اذا امرته النفس الامارة بالسوء نهته عنه النفس المطمئنة. واذا نهته الامارة عن الخير امرته به النفس مطمئنة فهو يطيع هذه مرة وهذه مرة. وهو للغالب عليه منهما وربما وربما انقهرت احداهما بالكلية قهرا لا تقوم معه ابدا وجعل له مقابل مقابل الهوى الحامل له على طاعة الشيطان والنفس الامارة نورا وبصيرة وعقلا يرده عن الذهاب مع الهوى فكلما اراد ان يذهب مع الهوى ناداه العقل والبصيرة والنور. الحذر الحذر فان المهالك والمتالف بين يديك وانت صيد الحرامية وقطاع الطريق ان سرت خلف هذا الدليل فهو يطيع الناصح مرة فيبين له رشده ونصحه ويمشي خلف الدليل ويمشي خلف دليل الهوى مرة في قطع عليه الطريق ويؤخذ ماله وتسلب ثيابه. فيقول ترى من اين اوتيت؟ ويمشي ويمشي خلف دليل الهوى مرة ويقطع عليه الطريق ويؤخذ ماله وتسلب ثيابه فيقول ترى من اين اوتيت والعجب انه يعلم من اين اوتي ويعرف ويعرف الطريق التي قطعت عليه واخذ فيها ويأبى الا سلوكها لان دليلها قد تمكن منه وتحكم فيه وقوي عليه ولو اضعفه بالمخالفة له وزجره اذا دعاه وبمحاربته اذا اراد اخذه لم يتمكن منه ولكن هو مكنه من نفسه وهو اعطاه يده فهو بمنزلة الرجل يضع يده في يد عدوه فيستأثره فيستأثره ثم يسومه سوء العذاب فهو يستغيث فلا يغاث. فهكذا العبد يستأسر للشيطان والهوى ولنفسه الامارة ثم يطلب فيعجز عنه. نعم في اه هذا الفصل كما مر معنا يشرح ابن القيم رحمه الله تعالى ما جاء في عبارة ابي اسماعيل الهروي الا يحمل الامر على علة تضعف الانقياد والتسليم وفي هذا الباب ينبغي ان يستيقن العبد ان الشرائع والتكاليف والاوامر والنواهي كلها لها حكم والله حكيم وشرعه كله صادر عن حكمة وقد يقف العباد على شيء منها وقد تخفى كثير من الحكم لكن يجب على العبد ان يوطد نفسه على الامتثال بل له ان يقول لو قيل له في في هذا المقام ما الحكمة من فعل كذا يقول طاعة الله وامتثال امر الله انا عبد لله مأمور بطاعة اه سيدي ومولاي سبحانه وتعالى بكل ما امرني به ان علم الحكمة فهذا زيادة في الخير وان لم يعلمها لا يزال مستمسكا بالخير وهو على يقين تاما ان احكام الله سبحانه وتعالى واوامره كلها صادرة عن حكمة وهذه الصلوات الخمس حكمة اقامتها والامر بها اقامة ذكر الله واقم الصلاة لذكري واستعمال القلب والجوارح واللسان في العبودية واعطاء كل منها قسطه من العبودية التي هي المقصود بخلق العبد وهي وهي اعظم موظوع كما جاء في الحديث عن عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال ابن القيم فوضعت الصلاة على اكمل مراتب العبودية فان الله خلق الادمي واختاره من بين سائر البرية وجعل قلبه محل كنوزه من الايمان والتوحيد والاخلاص والمحبة والتعظيم فتأتي هذه الصلاة محققة هذه المقاصد من خلق العبد وايجاده وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. تأتي هذه العبادة الصلاة فيها كمال العبودية والخضوع الذل لله سبحانه وتعالى يقول ابن القيم رحمه الله وكان مع ذلك قد ابتلاه بالشهوة والغضب والغفلة وابتلاه بعدو بعدو ابليس لا يفتر عنه فهو يدخل عليه من الابواب التي هي من نفسه وطبعه الثلاثة المتقدمة الشهوة والغضب والغفلة وسبق ان اشار اليها اه ابن القيم رحمه الله تعالى ثم ذكر ايظا ان المتسلطون عليه في هذا الباب ابعاده عن الامر والطاعة لله ثلاثة يجب ان يكون على حذر منهم الشيطان والنفس الامارة بالسوء والهوى هوى العبد تأمل كلام ابن القيم رحمه الله تعالى قال لانه يدخل عليه بما يدخل عليها اي النفس بما تحب فيتفق هو اي الشيطان ونفسه اي الامارة بالسوء وهواه على العبد ثلاثة مسلطون امرون فيبعثون الجوارح في قضاء وطرهم والجوارح الة منقادة فيكون على حذر من هؤلاء الثلاثة لكن يقول من نعمة الله ان كل واحد من هؤلاء جعل الله عز وجل له مقابل ينصر العبد ويعينه على الخير فمقابل الشيطان الملك والشيطان له لمة والملك له لمة لمة الشيطان الى شر ولمت الملك الى خير وجعل فيما يقابل النفس الامارة النفس المطمئنة وجعل فيما يقابل الهوى نور الايمان ويقظة الايمان التي تدفع فهذه من نعم الله سبحانه وتعالى على العبد واذا عرف العبد ذلك ينبغي له ان يكون حذر على حذر من هذه الثلاث الشيطان والنفس الامارة بالسوء والهوى وان يستفيد من من اه من الثلاثة الاخرى لمة الملأ والنفس المطمئنة النور نور الايمان وظياؤه. نعم قال رحمه الله تعالى فلما ان بلي العبد بما بلي به اعين بالعساكر والعدد والحصون. وقيل له قات عدوك وجاهده فهذه الجنود خذ منها ما شئت. وهذه العدد البس منها ما شئت. وهذه الحصون تحصن منها باي حصن شئت ورابط الى الموت فالامر قريب. ومدة المرابطة يسيرة جدا. فكأنك بالملك الاعظم وقد ارسل اليك رسله فنقلوك الى داره واسترحت من هذا الجهاد وفرق بينك وبين عدوك فاطلقت في دار الكرامة تتقلب فيها كيف شئت وسجن عدوك في اصعب الحبوث وانت تراه. فالسجن الذي كان يريد ان يودعك فيه ادخله واغلقت عليه ابوابه. وايس من الخروج والفرج. وانت فيما اشتهت نفسك؟ وقرت عينك جزاء على صبرك في تلك المدة اليسيرة ولزومك للرباط وما كانت الا ساعة ثم انقضت. وكأن الشدة لم قل فان ضعفت النفس عن ملاحظة قصر الوقت وسرعة انقضائه فليتدبر قوله عز وجل كانهم كانهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار. وقوله عز وجل كانهم يوم يرونها لم يلبث الا عشية او ضحاها. وقوله عز وجل قال كم لبثتم في الارض عدد سنين؟ قالوا لبثنا يوما او بعضا ويوم فاسأل العادين. قال ان لبثتم الا قليلا. لو انكم كنتم تعلمون. وقوله عز وجل يوم وينفخ في الصور ونحشر المجرمين يومئذ زرقا يتخافتون بينهم ان لبثتم الا عشرا. نحن اعلم بما يقولون اذ يقول امثلهم طريقة ان لبثتم الا يوما وخطب النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه يوم فلما كانت الشمس على رؤوس الجبال وذلك عند الغروب قال انه لم يبق من الدنيا فيما مضى الا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه فليتأمل العاقل في بعض رواياته في يوم عرفة يعني قال ذلك يعني انه عليه الصلاة انه لم يبقى من الدنيا فيما مضى الا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه. نعم فليتأمل العاقل الناصح لنفسه هذا الحديث. وليعلم اي شيء حصل له من هذا الوقت الذي قد بقي في الدنيا باسرها ليعلم انه في غرور واضغاث احلام وانه قد انه قد باع سعادة الابد والنعيم المقيم بحظ قسيس لا يساوي شيئا ولو طلب الله تعالى والدار الاخرة لاعطاه ذلك الحظ هنيئا موفرا. واكمل منه كما في بعض الاثار ادم بع الدنيا بالاخرة تربحهما جميعا. ولا تبع الاخرة بالدنيا تخسرهما جميعا وقال بعض السلف ابن ادم انت محتاج الى نصيبك من الدنيا وانت الى نصيبك من الاخرة احوج فان بدأت فبنصيبك من الدنيا اضعت نصيبك من الاخرة. وكنت من نصيبك الدنيا وكنت من نصيب الدنيا على خطر وان بدأت بنصيبك من الاخرة فزت بنصيبك من الدنيا فانتظر فانتظمته فانتظمته فانتظمته انتظاما. فلما يقول ابن القيم فلما ان بلي العبد بما بلي به اعين بالعسكر والعدد والحصون يشير ابن القيم الى ان الواقي باذن الله سبحانه وتعالى من الشيطان وشره وشركه وشركه وايضا النفس الامارة بالسوء والهوى الذي يجر الانسان الى الضلالة يقي من ذلك هذه الحصون والعساكر والعدد التي هيأها الله عز وجل بهذا الايمان والدين العظيم فالصلاة حصن والذكر ذكر الله حصن قراءة القرآن تصن كل هذه اسلحة للعبد يستكثر منها وتكون واقية له وحرزا باذن الله سبحانه وتعالى من الشيطان ومن النفس الامارة بالسوء ومن الهوى الذي يغلب الانسان قد يغلب الانسان ويصرفه الى الضلالة ويستعين على ذلك بالصبر واستذكار قصر الدنيا وان مدة الحياة قصيرة جدا ولا يدري قد اه يكون انتقاله عنها عن عن وقت قريب قد يكون ايام قد يكون شهور قد يكون سنيات قليلة فالعمر قصير والاخرة هي الحيوان وهي دار البقاء وهي دار الخلود وهي دار النعيم المقيم فلا يبع اخراه بمتابعة هواه او طاعة الشيطان او طاعة النفس الامارة بالسوء بل عليه ان يذم نفسه بزمام الشرع ويصبرها ولا يزال مصبرا لها مجاهدا نفسه محتسبا راجيا ما عند الله الى ان يتوفاه الله وهو على هذا الخير كما قال الله تعالى واعبد ربك حتى يأتيك اليقين وكما قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون نعم قال رحمه الله تعالى وكان عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه يقول في خطبته ايها الناس انكم لم تخلقوا عبثا ولم تتركوا سدى وان لكم ميعادا يجمعكم الله فيه للحكم فيكم. والفصل بينكم فخاب وشقي عبد اخرجه الله عز وجل من رحمته التي وسعت كل شيء وجنته التي عرضها السماوات والارض وانما يكون الامان غدا لمن خاف الله تعالى واتقى. وباع قليلا بكثير. وفانيا وشقاوة بسعادة الا ترون انكم في اسلاب الهالكين وسيخلفكم بعدكم الباقون الا ترون انكم في كل يوم تشيعون غاديا الى الله ورائحا قد قضى نحبه وانقطع امله فتضع في بطن صدع من الارض غير موسد ولا ممهد قد خلع الاسلاب وفارق الاحباب واجه الحساب نعم الناس كل يوم يعاينون هذا ويرونه ويشاهدونه ولا يزالون يودعون من اقاربهم ومن جيرانهم من اخوانهم ومن اصحابهم ويذهبون بانفسهم ويضعونه في هذه الحفرة التي هي بداية الاخرة واول منازل الاخرة لان الاخرة تبدأ من مفارقة الدنيا تبدأ من مفارقة الدنيا اما نعيم او عذاب ولهذا سبحان الله ليس بين المؤمن وبين الجنة الا ان يموت وليس بين الكافر والنار الا ان يموت والقبر اول منازل الاخرة يكون فيه المرء اما في نعيم او في عذاب وكم بين الانسان وبين القبر؟ لو يتفكر قد يكون ليس بينه وبين القبر الا يوم واحد قد يكون ليس بينه وبين القبر الا ساعات معدودات وقد كان يأمل ان يعيش سنوات طوال ويأمل ان يقضي من هذه الدنيا مصالح كثار فحالت بينه وبين ذلك المنية ولهذا قصر الامل مهم في باب العبادة والطاعة اذا صلى يصلي صلاة مودع يستشعر الولاء وكأن هذه الصلاة هي اخر صلاة يصليها واذا صام كانه اخر صيام يصومه اذا صام رمظان كانه اخر رمظان يدركه بل يستشعر ربما لا اكمل رمضان فلا يزال مع نفسه في جهاد ومجاهدة وصد لعدوان الشيطان وعدوان النفس الامارة بالسوء وعدوان الهوى حتى يسلم وينجو مستعينا بالله سبحانه وتعالى وملتجئا اليه جل في علاه والكلام له صلة نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا اسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على يا من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خير