بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام ابن القيم الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب والمقصود ان الله عز وجل قد امد العبد في هذه المدة اليسيرة بالجنود والعدد والامداد وبين له بماذا يحرز نفسه من عدوه وبماذا يستفك نفسه اذا اسره وقد روى الامام احمد رضي الله عنه والترمذي من حديث الحارث الاشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه سلم انه قال ان الله سبحانه وتعالى امر يحيى بن زكريا صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات ان يعمل بها ويأمر بني اسرائيل ان يعملوا بها وانه كاد ان يبطئ بها فقال له عيسى عليه الصلاة والسلام ان الله تعالى امرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني اسرائيل ان بها فاما ان تأمرهم واما ان امرهم فقال يحيى اخشى ان سبقتني بها ان يخسف بي او اعذب فجمع يحيى الناس في بيت المقدس فامتلأ المسجد وقعدوا على الشرف فقال ان الله تبارك وتعالى امر بخمس كلمات ان اعملهن وامركم ان تعملوا بهن اولهن ان تعبد الله ان تعبد الله ولا تشركوا به شيئا فان من اشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ما له بذهب او ورق فقال هذه داري وهذا عملي. فاعمل وادي الي فكان يعمل ويؤدي الى غير سيده فايكم يرضى ان يكون عبده كذلك وان الله امركم بالصلاة فاذا صليتم فلا تلتفتوا فان الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت وامركم بالصيام فان مثل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك فكلهم يعجب او يعجبه ريحه وان ريح الصائم اطيب عند الله تعالى من ريح المسك وامركم بالصدقة فان مثل مثل ذلك مثل رجل اسره العدو فاوثقوا يده الى عنقه وقدموه يضرب عنقه فقال انا افتدي منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم وامركم ان تذكروا الله تعالى فان مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في اثره صراعا حتى اذا اتى على حصن حصين فاحرز نفسه منه كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان الا بذكر الله تعالى قال النبي صلى الله عليه وسلم وانا امركم بخمس الله امرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة. فان من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه الا ان يراجع ومن ادعى دعوى الجاهلية فانه من جثى جهنم فقال رجل يا رسول الله وان صلى وصام قال وان صلى وصام. فادعوا بدعوى الله الذي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح العظيم الشأن الذي ينبغي لكل مسلم حفظه وتعقله ما ينجي من الشيطان وما يحصل للعبد به الفوز والنجاة في دنياه واخراه. نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فقد ذكر الامام ابن القيم رحمه الله تعالى فيما سبق من كلامه ان ثمة اعداء يتسلطون على العبد لصده عن دين الله عز وجل الا ان الله عز وجل امده بالعدد والمدد والحصون التي يقي بها نفسه من شرور هذه هؤلاء الاعداء واعظمهم خطرا الشيطان الرجيم اعادنا الله عز وجل اجمعين والمسلمين من شره اورد رحمه الله تعالى وهو في سياق حديثه عن المدد والعدد والحصون التي هيأها الله عز وجل ويسرها لعباده واقية وعاصمة وحافظة لهم من كيد الشيطان اورد من ضمن ما بينه رحمه الله في هذا السياق هذا الحديث العظيم حديث الحارث الاشعري رضي الله عنه وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في خاتمة ذكره لهذا الحديث مؤكدا على اهميته وعظيم شأنه قال هذا هذا الحديث الصحيح العظيم الشأن الذي ينبغي لكل مسلم حفظه وتعقله قال مما ينجي من الشيطان يعني ما ذكر في هذا الحديث مما من الامور التي تنجي وتعصم وتحفظ العبد باذن الله تبارك وتعالى من كيد الشيطان والامر كما ذكر رحمه الله تعالى فان هذا الحديث جدير ان يعنى به كل مسلم لعظيم ما احتواه من اصول العلم قواعد الشريعة وامهات امور الديانة مما اجتمع في هذا الحديث العظيم المبارك حديث الحارث الاشعري رضي الله عنه وارضاه قال عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان الله عز وجل امر يحيى ابن زكريا عليه السلام بخمس كلمات بخمس كلمات ان يعمل بها ويأمر بني اسرائيل ان يعملوا بها امر يحيى ابن زكريا اي نبي الله عز وجل ابن نبي الله عليهما السلام ومعنى امره اي اوحى اليه وهذا جاء مصرحا به في بعض الروايات فاوحى الله عز وجل الى يحيى ابن زكريا بهذه الخمس الكلمات العظيمة آآ الاولى من هذه الكلمات في التوحيد والثانية في الصلاة والثالثة في الصيام والرابعة في الصدقة والخامسة في الذكر وهذه الامور الخمس هي امهات امور الديانة التي ينبغي على كل مسلم ان يعتني بها وهي امور متقررة في نبوات الانبياء قبلنا فالصلاة لدى جميع الانبياء والذكر لدى جميع الانبياء والتوحيد قاعدة الديانة عند جميع النبيين ولقد بعثنا في كل امة رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت والصيام شأنه كما قال الله عز وجل. يا ايها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون فهذه الشرائع هي موجودة لدى الامم التي قبلنا في شرائع الانبياء لكن قد تختلف في بعظ التفاصيل لكل جعلنا منكم اه شرعة ومنهاجا قال امر يحيى ابن زكريا بخمس كلمات ان يعمل بها ويأمر بني اسرائيل ان يعملوا بها وانه كاد ان يبطئ بها والابطاء ضد الاسراع يعني لم لم يمتنع ولم يتوقف لكن كاد ان يبطئ يعني لم يسرع وانما تريث قليلا الله عز وجل اعلم بسبب ذلك او وجه ذلك فالحاصل انه كاد ان ان يبطئ بها فقال له عيسى عليه السلام وعيسى ابن خالته لان يحيى وعيسى ابناء خالة يحيى وعيسى ابناء خاله اه وهذا مروي عن ابن عباس وعن جماعة من اه من اهل العلم فقال له عيسى ان الله تعالى امرك بخمس كلمات لتعمل بها وتأمر بني اسرائيل ان يعملوا بها. فاما ان تأمرهم واما ان امرهم اما ان تأمرهم واما ان امرهم وهذا حث من عيسى عليه السلام لزكريا بان يبادر والا يبطئ او يتأخر في في في هذا الامر ومن فوائد ذلك اهمية المسارعة في الخيرات وبيان الخير للناس ودعوتهم الى الله عز وجل فكثيرا ما ما يبطئ حتى الابناء يعني لابد ان الفت الانتباه لهذا حتى بعض الابناء يعني ممن من الله عليه بالاسلام ويكون والده لم يسلم او والدته او بعض قرابته تجده يبطئ في دعوتهم ويتأخر في ابلاغهم دين الله عز وجل وقد يكون من عواقب هذا الابطاء ان يموت والده. ولما يبين له ولم يدعه الى آآ الاسلام فيندم ندامة عظيمة على تفريطه الحاصل هذا الباب باب لا يناسب فيه الابطاء بل تنبغي المبادرة تنبغي المبادرة والمسارعة ولهذا قال عيسى فاما فاما ان تأمرهم واما ان امرهم فقال يحيى اخشى ان سبقتني بها ان يخسف بي او اعذب فجمع يحيى الناس في بيت المقدس فامتلأ المسجد وقعدوا على الشرف يعني من كثرة الخلق الذين اجتمعوا لسماع ما سيقوله عليه السلام فقال ان الله اه امرني بخمس كلمات ان اعمل بهن وامركم ان تعملوا بهن وذكر الخمس الكلمات قال اولاهن ان تعبدوا الله الى اخره ثم ذكر الثانية والثالثة والرابعة والخامسة وكل كلمة من هذه الكلمات الخمس سيفردها الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في هذا الكتاب المبارك ببيان مفصل كل كلمة من هذه الخمس سيفردها رحمه الله اه اه بشرح مفصل ونافع جدا وولهذا سيمر معنا عقد فصول في هذه الكلمات كلمة تلوى الاخرى يشرحها ويفصل فيها ولهذا يعتبر هذا الحديث العظيم من الاشياء المهمة التي ارتكز عليها كتاب الوابل الصيب الامام آآ ابن القيم رحمه الله تعالى اولى هذه الكلمات في اعظم الامور اجلها على الاطلاق وهو توحيد الله واخلاص الدين له جل في علاه قال اولاهن ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا اولاهن قول آآ يحيى اولاهن يدلنا على ان التوحيد هو الاول التوحيد اولا وهو المقدم وبه يبدا وجميع انبياء الله عز وجل ورسله اول ما يبدأون قوما به توحيد الله واول كلمة تقرع اسماع الاقوام من انبيائهم توحيد الله عز وجل. لان التوحيد اساس دين الله والقاعدة التي اه يبنى عليها اه الدين فمثل التوحيد لامور الدين كالاصول للاشجار الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون فالتوحيد هو الاصل الذي يبنى عليه ولهذا به يبدا واذا قرأت في الاوامر فالقرآن تجد آآ تجد انها تبدأ بالتوحيد. والنواهي تبدأ بالنهي عن الشرك فالتوحيد هو اعظم ما امر الله سبحانه وتعالى به والشرك هو اخطر ما نهى الله سبحانه وتعالى عنه قال اولاهن ان تعبدوا او اولهن ان تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فان من اشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ما له بذهب او ورق فقال هذه داري وهذا عملي فاعمل واد الي فكان يعمل ويؤدي الى غير سيده فايكم يرضى ان يكون عبده كذلك ايكم يرظى ان يكون عبده كذلك ما من شك ان احدا من الناس لا يرظى ان يكون عبده كذلك اشتراه بخالص ماله ودله على العمل ودله على داره وقال اعمل وما تربحوا رده في داري فاصبح ذلك العبد يعمل ويضع ما يربحه في في غير دار سيده. من يرضى ان ان يكون عبده كذلك ولله سبحانه وتعالى المثل الاعلى اه هذا يبين قبح حال المشرك وان هذا الصنيع الذي يصنعه آآ من يعبد غير الله سبحانه وتعالى لا يرضى باقل القليل في في هذا المقام لا هو ولا غيره اذا كان اه منعما على احد او او نحو ذلك لا يرضى باقل القليل من ذلك ولكن المشرك ابى الا ان يجعل حق الله سبحانه وتعالى لغير الله فصرف العبادة لغير الله سبحانه وتعالى مع ان آآ النعم كلها من الله عز وجل والله هو مسديها والمتفضل بها ثم يذهب في صرف عبادته الى عبد مثله لا يملك نفعا ولا دفعا ولا عطاء ولا منعا لا لنفسي ولا لغيره فهذا مثل ليبين قبح حال آآ قبح حال المشرك وابن القيم رحمه الله تعالى ذكر شرحا هذا المثل قال فذكر نعم فذكر مثل الموحد والمشرك فالموحد كمن عمل لسيده في داره وادى لسيده ما استعمله فيه والمشرك كمن استعمله سيده في داره فكان يعمل ويؤدي خراجه وعمله الى غير سيده فهكذا المشرك يعمل لغير الله تعالى في دار الله تعالى. ويتقرب الى عدو الله تعالى بنعم الله تعالى ومعلوم ان العبد من بني ادم لو كان له مملوك كذلك لكان امقت المباريك عنده. وكان اشد شيء غضبا عليه وطردا له وابعادا. وهو مخلوق مثله كلاهما في نعمة غيرهما فكيف برب العالمين؟ الذي ما بالعبد من نعمة فمنه وحده لا شريك له ولا يأتي بالحسنات الا هو ولا يصرف السيئات الا هو. وهو وهو وحده المنفرد بخلق عبده ورحمته وتدبيره ورزقي ومعافاته وقضاء حوائجه فكيف يليق به مع هذا ان يعدل به غيره في الحب والخوف والرجاء والحلف والنذر والمعاملة فيحب غيره كما يحبه او اكثر. ويخاف غيره ويرجوه كما يخافه او اكثر وشواهد احوالهم بل واقوالهم وافعالهم ناطقة بانهم يحبون اندادهم من الاحياء والاموات وشواهد احوالهم بل واقوالهم واعمالهم ناطقة بانهم يحبون اندادهم من الاحياء والاموات ويخافونهم ويرجونهم ويعاملونهم ويطلبون رضاهم ويهربون من سخطهم اعظم مما يحبون الله تعالى ويخافونه ويرجونه ويهربون من سخطه وهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله عز وجل قال الله سبحانه وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به. نعم. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. نعم هذا مثل عظيم جدا يعني ضرب في هذا الحديث آآ قاله زكريا آآ يحيى بن زكريا لقومه فيما اه اوحاه الله سبحانه وتعالى اليه وهو مثلا يصور آآ قبح حال المشرك المتعلق بغير الله سبحانه وتعالى والامثال في بيان التوحيد او امور الديانة الاخرى كثيرة في الكتاب والسنة عظيم شأنها في بيان الدين وايضاح حقائقه واموره وفي القرآن الكريم ما يقرب او يزيد على الاربعين مثل جلها في التوحيد وبيانه وبيان حقيقته وخطورة صرفه لغير الله سبحانه وتعالى وبيان قبح حال اه اه اه المشرك وحث الله سبحانه عباده على عقل هذه اه اه الامثال التي ظربها سبحانه وتعالى في اه كتابه عز وجل بيانا للتوحيد وهذا المثل هو مثل عظيم يبين قبح حال المشرك في تعلقه بغير الله سبحانه وتعالى وخلص ابن القيم رحمه الله تعالى في ما يتعلق بهذا المثل بيان قبح المشرك وعظيم صناعة فعله وانه ارتكب جرم هو اكبر اه الذنوب واعظمها واخطرها فهو الذنب الذي فلا يغفره الله سبحانه وتعالى كما قال الله جل وعلا آآ ان الله لا يغفر ان يشرك بي ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. نعم قال رحمه الله تعالى والظلم عند الله عز وجل يوم القيامة له دواوين ثلاثة ديوان لا يغفر الله منه شيئا. وهو الشرك به. فان الله لا يغفر ان يشرك به وديوان لا يترك الله تعالى منه شيئا. وهو ظلم العباد بعضهم بعضا. فان الله تعالى يستوفيه كله وديوان لا يعبأ الله به شيئا. وهو ظلم العبد نفسه بينه وبين ربه عز وجل فان هذه فان هذا الديوان اخف الدواوين واسرعها محوا فانه يمحى بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية والمصائب المكفرة ونحو ذلك بخلاف ديوان الشرك فانه لا يمحى الا بالتوحيد وديوان المظالم لا يمحى الا بالخروج منها الى اربابها واستحلالهم منها ولما كان الشرك اعظم الدواوين الثلاثة عند الله عز وجل حرم الجنة على اهله. فلا تدخلوا الجنة نفس وانما يدخلها اهل التوحيد. فان التوحيد هو مفتاح بابها. فمن لم يكن معه مفتاح لم يفتح له بابها وكذلك ان اتى بمفتاح لا اسنان له لم يمكن الفتح به. هذا كلام عظيم جدا في بيان مقام التوحيد تعظيم شأنه وايضا في بيان خطورة الشرك وان الشرك بالله عز وجل اه اظلم الظلم واقبح الذنوب واشدها وهو الذنب الذي لا يغفره الله سبحانه وتعالى وقد دلت الادلة ان ان الذنوب اقسام ثلاثة ان الذنوب اقسام ثلاثة في مآلاتها وعقوباتها قسم لا يغفره الله ان مات عليه صاحبه لا يغفره الله لا مطمع له اطلاقا في مغفرة الله ورحمتهم بل ليس له ان مات على ذلك الا النار كما قال الله عز وجل والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور وهم يصترحون فيها ربنا اخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل اولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير. فذوقوا فما للظالمين من نصير وقال عز وجل انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار. وما للظالمين من صار وقال الله سبحانه وتعالى ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء فهذا قسم من الذنوب ان مات عليه صاحبه فلا مطمع له في مغفرة الله سبحانه وتعالى والقسم الثاني من الذنوب المظالم ظلم العباد بعظهم لبعظ بضرب او قتل او اخذ مال او انتهاك عرض او غير ذلك هذا قسم اخر والحقوق مؤداة يوم القيامة الحقوق والمظالم مؤداة كلها يوم القيامة ويوم القيامة يوم القصاص يقتص لكل مظلوم في ممن ظلمه وذلك القصاص يكون بالحسنات والسيئات كما مر معنا قريبا حديث المفلس وهو في صحيح اه مسلم وقد اورده ابن القيم رحمه الله تعالى فالحاصل ان هذا النوع من الذنوب لا يتركه الله الاول لا يغفره الله الاول الذي هو الشرك لا يغفره الله سبحانه وتعالى. الثاني لا يتركه الله بل يقتص لكل مظلوم ممن ظلمه والقصاص يكون بالحسنات يؤخذ من حسناته من حسنات الظالم ويعطى للمظلوم او للمظلومين فيؤخذ من حسناته ويعطى المظلوم فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من سيئاتهم وطرح في النار ولهذا يأتي اناس يوم القيامة بصلاة وصيام وصدقات واعمال ولكنهم يكونون يوم القيامة مفلسين يوم القيامة يكونون مفلسين حسناتهم في صلاتهم وفي صيامهم وفي كلها تذهب في القصاص كله اعتدى في القصاص صلى كثيرا صام كثيرا تصدق كثيرا ثم لا يجد على ذلك ثوابا يوم القيامة لانه استوفي منه بالقصاص في المظالم التي ظلمها من ضرب او شتم او قذف او غيبة او سخرية او استهزاء او انتهاك عرض او اخذ مال او غير ذلك من انواع الظلم آآ الكثيرة التي هي ظلم العباد فهذا النوع من الظلم لا يتركه الله لا يتركه الله سبحانه وتعالى حتى يقتص آآ من آآ من كل ظالم ويعطى المظلوم من حسنات من من ظلمه ولهذا قال عليه الصلاة والسلام لتؤدن الحقوق يوم القيامة فتؤدن الحقوق يوم القيامة وتأدية الحقوق يوم القيامة بالحسنات والسيئات لان الناس يأتون يوم القيامة بدون دراهم ولا دنانير يأتون بهما كما جاء في الحديث قالوا وما بهما يا رسول الله؟ قال ليس معهم من الدنيا شيء فيكون القصاص الحسنات والسيئات والنوع الثالث هو ما دون ذلك ما ما دون ذلك وهذا النوع لا يعبأ الله سبحانه وتعالى به ومعنى لا يعبى لا يبالي الله سبحانه وتعالى به فهذه دواوين الظلم ثلاثا قال والظلم عند الله يوم القيامة له دواوين ثلاثة ديوان لا يغفره الله وديوان لا يتركه الله وديوان لا يعبأ الله به شيئا وهذا جاء اه جاء مرويا مرفوعا الى النبي عليه الصلاة والسلام من حديث ام المؤمنين عائشة ومن حديث انس آآ ابن مالك رضي الله عنه جاء مرويا عن النبي عليه الصلاة والسلام وايضا جاء من آآ اظن من حديث ابن عباس كلها تدور حول هذا المعنى لكن في اسانيدها مقال في في اسانيدها مقال وايضا هي مروية عن جماعة من السلف الصالح رظي الله عنهم. اما من حيث المعنى بان الدواوين دواوين الظلم يوم القيامة ثلاثة هذا المعنى حق لا ريب فيه تشهد لكل واحدة من هذه الاقسام الثلاثة شواهد كثيرة وادلة اه عديدة في في كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال ابن القيم عن الديوان الذي ظلم العباد فيما دون ذلك. قال فان هذا الديوان خف الدواوين واسرعها محوا كيف ذلك قال فانه يمحى بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية والمصائب المكفرة ونحو ذلك هذا النوع من الظلم الذي هو دون الشرك ودون ظلم العباد هذا اقرب الحسنات اه ان اه اه او اسرع الحسنات محوا فانه يمحى بالتوبة. من تاب تاب الله عليه لكن ظلم العباد لو تاب العبد بينه وبين الله يبقى حق العبد الذي ظلمه ولهذا العلماء اظافوا شرطا رابعا في شروط التوبة اذا كان الذنب يتعلق بحقوق الادميين ان يعيد الحق لاهل او يطلب منهم العفو والصفح والمسامحة قال فانه يمحى بالتوبة والاستغفار وبالحسنات الماحية والمصائب المكفرة فهذه الثلاثة التوبة توبة نصوح والحسنات الماحية والمصائب المكفرة يعبر عنها ابن القيم رحمه الله تعبيرا جميلا في بعض كتبه فيقول في الدنيا ثلاثة انهر في الدنيا ثلاثة انهر من تطهر بها طهرت وهي التوبة النصوح والحسنات والحسنات الماحية والمصاحف والمصائب المكفرة. من تطهر بها طهرت والا طهر يوم القيامة بنهر جهنم والا طهر يوم القيامة بنار جهنم. ولهذا ينبغي على العبد المؤمن ان يحرص على ان يطهر نفسه بهذه الانوار العظيمة الثلاثة التوبة النصوح يكون ملازما للتوبة حريصا عليها مجتهدا في النصح فيها وايضا يكثر من الحسنات. ان الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم قال اتبع السيئة الحسنة تمحها والمصائب المكفرة فان ما يصيب العبد من مصيبة في صحته او نفسه او ماله او غير ذلك يكفر الله سبحانه وتعالى بها من من خطاياه هذه الاقسام الثلاثة هل تكفر الشرك لا الشرك لا بد فيه من توبة منه توبة تخصه هو نفسه بالتوحيد والبراءة من الشرك بدون هذا لا يغفر لابد ان يتوب من من الشرك بالتوحيد والاخلاص لله سبحانه وتعالى وبالبراءة من الشرك والخلوص منه فمن تاب من الشرك وصدق مع الله سبحانه وتعالى في توبته قبل الله عز وجل توبته لان الله يغفر الذنوب جميعا اي في حق من تاب الشرك وغيره واوى واما المظالم المظالم ديوان المظالم يقول ابن القيم وديوان المظالم لا يمحى الا بالخروج منها الى اربابها واستحلالها واستحلالهم منها مظالم التي تخص العباد لابد فيها من استحلالهم او الخروج منها باعادة الحقوق لاهلها واربابها قال رحمه الله ولما كان الشرك اعظم الدواوين الثلاثة عند الله حرم الجنة على اهله فلا تدخل الجنة نفس مشركة بل لا يدخلها الا الا نفس مؤمنة وانما يدخلها اه اه اه اهل التوحيد فان التوحيد هو مفتاح بابها فان التوحيد هو مفتاح بابها لا يفتح باب الجنة الا بالتوحيد معنى ذلك معنى ذلك ان من جاء يوم القيامة وليس معه التوحيد فالجنة عليه حرام لا يفتح له بابها لان لان باب الجنة لا يفتح الا بالتوحيد ولا يكون دخول لها الا بتوحيد الله سبحانه وتعالى. اما المشرك فالجنة عليه حرام انه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار ومال الظالمين من انصار قال فان التوحيد هو مفتاح بابها فمن لم يكن معه مفتاح لم يفتح له بابها وكذلك ان اوتي بمفتاح الاسنان له لم يمكن الفتح الفتح به وفي هذا اثر عظيم عن وهب ابن منبه قيل له اليس لا اله الا الله مفتاح الجنة قال بلى ولكن ما مفتاح الا وله اسنان فان جئت بمفتاح له اسنان فتح لك والا لم يفتح نعم قال ابن القيم الجوزي رحمه الله تعالى واسنان هذا المفتاح هي الصلاة والصيام والزكاة والحج الجهاد والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وصدق الحديث واداء الامانة وصلة الرحم وبر الوالدين فاي عبد اتخذ في هذه الدار مفتاحا صالحا مع من التوحيد وركب فيه اسنانا من الاوامر جاء يوم الى باب الجنة ومعه مفتاحها الذي لا تفتح الا به. نسأل الله عز وجل لنا اجمعين من الكريم من واسع فضله ومنه نعم. امين فلم يعقه عن الفتح عائق اللهم الا ان تكون له ذنوب وخطايا واوزار لم يذهب عنه اثرها في هذه الدار بالتوبة والاستغفار فانه يحبس عن الجنة حتى يتطهر منها وان لم يطهره الموقف واهواله وشدائده فلا بد من دخول النار ليخرج خبثه منها. ليخرج خبثه فيها يعني كان رسمها في خبثه نعم ويتطهر من ذنوبه ووسخه ثم يخرج منها فيدخل الجنة فانها دار الطيبين لا يدخلها الا طيب قال الله تعالى الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة. وقال تعالى وسيق الذين اتقوا ربهم الى الجنة زمرا حتى اذا جاؤوها وفتحت ابوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين. فعقب دخولها على الطيب بحرف الفاء. الذي يؤذن بانه سبب للدخول اي بسبب طيبكم قيل لكم ادخلوها. نعم الجنة نسأل الله عز وجل لنا اجمعين من واسع فضله هي دار الطيب المحض دار الطيب المحض فاذا جاء المسلم يوم القيامة بطيب فيه خبث لابد ان يطهر من خبث حتى يدخل طيبا لان لانها دار الطيب المحض ودخولها لا يكون الا بالطيب طبتم فادخلوها فاذا كان في المرء طيب وخبث طهر من خبثهم هناك مطهرات للخبث في الدنيا هناك مطهرات للخبث في الدنيا التوبة المصائب الحسنات هذه تطهر لكن من جاء يوم القيامة ولما يتطهر في الدنيا بهذه المطهرات من خبث وايضا لم تطهره شدة القبر ولا اهوال يوم القيامة. هذي ايضا جعل الله عز وجل فيها تطهير عبده المؤمن اهوال يوم القيامة وشدائد يوم القيامة فيها تطهير لكن ان لم تطهر هذه كلها فبقي فيه بعض الخبث يدخل النار حتى يطهر من خبثه. حتى يكون صالحا لدخول دار الطيب فلا يدخلها بشيء من خبثه لا يدخلها بشيء من خبث دار الطيب المحضة التي هي الجنة فان لم يتطهر قبل ذلك بالمطهرات العظيمة الكثيرة التي جعلها الله سبحانه وتعالى طهر يوم القيامة في النار ثم بعد التطهير يكون آآ الدخول للجنة. طبتم فادخلوها. نعم واما النار فانها دار الخبث في الاقوال والاعمال والمآكل والمشارب ودار الخبيثين قال الله تعالى ليميز الله الخبيث من الطيب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيرقمه جميعا فيجعله في جهنم اولئك هم الخاسرون فالله تعالى يجمع الخبيث بعضه فالله يجمع الخبيث بعضه الى بعض فيركبه فيركبه كما يركم المتراكب بعضه على بعض ثم يجعله في جهنم مع اهله فليس فيها الا خبيث ولما كان الناس على ثلاث طبقات طيب لا يشوبه خبث وخبيث لا طيب فيه واخرون فيهم خبث وطيب كانت دورهم ثلاثة دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض وهاتان الداران لا تفنيان ودار لمن معه وخبز وطيب وهي الدار التي تفنى وهي دار العصاة فانه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين احد. فانهم اذا عذبوا بقدر اعمالهم اخرجوا من النار فادخلوا الجنة ولا يبقى الا دار الطيب المحض ودار الخبيث المحض نعم يقول رحمه الله ولما كان الناس على ثلاث طبقات الطبقة الاولى طيب لا يشوبه خبث وهؤلاء المؤمنين الكمل هؤلاء المؤمنين الكمل وهم على قسمين آآ السابقون والمقتصدون السابقون بالخيرات والمقتصدون المقتصد الذي فعل الواجب وترك المحرم والسابق بالخيرات زاد على على ذلك في المنافسة في الرغائب المستحبات فهؤلاء يدخلون الجنة دخولا اوليا بدون حساب ولا عذاب المقتصد والسابق بالخيرات كل منهم ما يدخل الجنة دخولا اوليا بدون حساب ولا ولا عذاب القسم آآ الثاني خبيث لا طيب فيه وهذا المشرك فهذا المشرك من كان مشركا حتى وان كان عنده شيء من الاعمال طيبة يبطلها شركه يبطلها شركه ويفسدها فتذهب هباء منثورا ويكون شرك محبطا لها فيأتي يوم القيامة بالخبث المحض الذي لا طيب فيه لانه حتى وان كان عنده اعمال حسنة مثلا في الدنيا فان شركه قد ابطلها فان شركه قد ابطلها والقسم الثالث فيهم خبث وطيب فيهم خبث وطيب والطيب هنا طيب التوحيد وفرائض فرائض الاسلام والخبث المراد به المعاصي التي دون الكفر والشرك بالله سبحانه وتعالى لما كانوا كذلك كانت دورهم ثلاثة الدار الاولى دار الطيب المحض دار الطيب المحض والثانية دار الخبث او الخبيث المحض وهاتان الداران لا تفنيان واتاني الداران لا تفنيان وهذا كلام صريح جدا من الامام ابن القيم رحمه الله تعالى في ان نار الكفار لا تفنى كما هو قول اهل السنة ان نار الكفار لا تفنى كما ان الجنة لا تفنى باقية ابد الاباد ونار الكفار ايضا باقية ابد الاباد لا يقضى عليهم فلا لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور هذا صريح من ابن القيم ان نار الكفار لا تفنى وما كان في غير من كتبه في اجمال في هذا الباب فانه يحمل على الواضح من كلامه والصريح من كلامه كما هو اه هنا في اه كتابه الوابل الصيب ذكر نار الكفار بالعبارة الصريحة الواضحة قال وهاتان الداران يعني الجنة ونار صار لا تفنيان هذا كلام واضح بان ابن القيم رحمه الله تعالى يرى ما يراه ويقرر اهل السنة والجماعة ان نار الكفار لا تفنى قال وهاتان الداران لا تفنيان ودار لمن معه خبث وطيب وهي الدار التي تفنى وهي الدار التي تفنى والمراد بها نار العصاة نار العصاة وهي دار العصاة فانه لا يبقى في جهنم من عصاة الموحدين احد بل كما جاء في الحديث الذي في الصحيحين يخرجون منها ظبائر ظبائر اي جماعات جماعات دفعات دفعات حتى لا يبقى منهم احد حتى لا يبقى منهم احد وكونهم يخرجون ظبائر هكذا اخبر نبينا عليه الصلاة والسلام كونهم يخرجون ظبائر لانهم في كبائرهم التي اوجبت دخول النار ليسوا على درجة واحدة يتفاوتون ولهذا تخرج دفعة الذين هم اقل ذنوبا ثم دفعة اخرى ثم الى ان يخرج اخرهم فلا يبقى منهم احد حتى ان النبي عليه الصلاة والسلام ذكر في الحديث حالة وصفة اخر هؤلاء خروجا من آآ من النار قال فانهم آآ اذا عذبوا بقدر اعمالهم اخرجوا من النار فادخلوا الجنة هنا اه اه ايضا ينبغي ان يعلم ان دخول هؤلاء العصاة للنار مختلف تماما عن دخول الكفار للنار دخول الكفار للنار نوع ودخول هؤلاء للنار نوع اخر الكفار دخولهم للنار دخول تأبيد وتخليد ليس دخول تنقية وتطهير لان ذنبهم الشرك بالله عز وجل لا تنقيه النار خبث لا تنقيه النار فيكون دخولهم للنار دخول تخليد وتأبيد هذا هذا هو الذي يكون دخولهم آآ النار لاجله دخول تأبيد وتخليد اما دخول عصاة الموحدين للنار فهو دخول تطهير وتنقية ولهذا يكونون في النار على قدر ما تحصل به التنقية بحسب الذنوب والمعاصي التي ارتكبوها فدخولهم للنار دخول تنقية ولهذا يقول ابن القيم فانهم اذا عذبوا بقدر اعمالهم اخرجوا من النار والتعذيب الذي لهم على قدر اعمالهم هو تعذيب يراد به تطهيرهم من الذنوب حتى يدخلوا دار الطيب المحظ وقد طهروا من تلك اه الذنوب قال فادخلوا الجنة. قال ولا يبقى الا دار الطيب المحض واهلها خالدون فيها ابد الاباد ودار الخبيث المحض التي نار الكفار واهلها ايضا اه خالدون فيها ابد الاباد ثم انتقل الى المسألة الثانية او الامر الثاني في الحديث وهو ما يتعلق بالصلاة ونكتفي بهذا القدر نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا