بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن القيم الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب فصل عدنا الى شرح حديث الحارث الذي فيه ذكر ما يحرز العبد من عدوه قوله صلى الله عليه وسلم وامركم بالصيام فان مثل ذلك مثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك فكلهم يعجب او يعجبه ريحه وان ريح الصائم اطيب عند الله من ريح المسك انما مثل صلى الله عليه وسلم ذلك بصاحب الصرة التي فيها المسك بانها مستورة عن العيون مخبوءة تحت ثيابه كعادة حامل المسك وهكذا الصائم صومه مستور عن مشاهدة الخلق لا تدركه حواسهم والصائم هو الذي صامت جوارحه عن الاثام ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزور وبطنه عن الطعام والشراب وفرجه عن الرفث فان تكلم لم يتكلم بما يجرح صومه وان فعل لم يفعل ما يفسد صومه فيخرج كلامه كله نافعا صالحا وكذلك اعماله فهي بمنزلة الرائحة التي يشمها من جالس حامل المسك كذلك من جالس الصائم انتفع بمجالسته له وامن فيها من الزور والكذب والفجور والظلم هذا هو الصوم المشروع لا مجرد الامساك عن الطعام والشراب ففي الحديث الصحيح من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة ان يدع طعامه وشرابه وفي الحديث رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش والصوم هو صوم الجوارح عن الاثام وصوم البطن عن الشراب والطعام فكما ان الطعام والشراب يقطعه ويفسده فكذلك الاثام تقطع ثوابه وتفسد ثمرته فتصيره بمنزلة من لم يصم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد لا يزال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ماضيا في بيان وشرح حديث الحارث الاشعري رضي الله عنه ذلك الحديث العظيم الشأن الغزير الفائدة المشتمل على امهات الدين وبيان عظيم الثواب عند الله سبحانه وتعالى والمشتمل ايضا على ما يحرز العبد به نفسه من الشيطان اعاذنا الله عز وجل اجمعين منه في هذا الفصل يتحدث ابن القيم رحمه الله تعالى عن الجملة الثالثة في في هذا الحديث وفيها الامر بالصيام وعرفنا فيما سبق ان هذا الحديث فيه دلالة على ما دل عليه القرآن من حيث ان الصيام قد شرعه الله سبحانه وتعالى وامر به من قبلنا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون وهذه الاية كما ان فيها اخبارا بهذا فان فيها ايضا بيان فان فيها بيانا للحكمة من مشروعية الصيام والامر به وان الله عز وجل شرعه ليكون معونة للعباد على تحقيق تقوى الله عز وجل ومن يتأمل بهذه الطاعة العظيمة طاعة الصيام يجد فيها فعلا ما يعين على التقوى وينميها في قلب العبد ولا سيما اذا تذكرت ان حقيقة تقوى الله عز وجل فعل اوامر الله سبحانه وتعالى وترك لنواهيه رجاء لثوابه وخوفا من عقابه سبحانه وتعالى والصيام فيه رياضة للنفس وتمرين لها على ملازمة الطاعة والبعد عن المنهي والمحرم وفيه معونة على زم النفس عن رعونتها وسيء تصرفاتها وفيه فوائد عظيمة واثار جليلة يجنيها الصائم اذا حرصا على تكميل صيامه اذا حرص على تكميل صيامه اذ كم من صائم ليس له نصيب من صيامه ولا حظ الا الجوع والعطش اما ثواب الصيام واثار الصيام وثمار الصيام فهو عنها بمعزل لانه لم يكمل صيامه فالشأن في تكميل الصيام وتتميمه ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه وهذا فيه التنبيه على حكمة مشروعية الصيام المقصودة من هذه العبادة انها تروض النفس على التأدب بالاخلاق الفاضلة والتجنب لسيء الاخلاق ورديئها وان يعمل الصائم من خلال صيامه على صيانة نفسه والارتقاء بها الى معالي الاخلاق وفاضلها فالصيام له اثر اثر عظيم فوائد جليلة يجنيها الصائمون في الدنيا والاخرة والصيام نوعان الاول هو هذا الذي اوجبه الله سبحانه وتعالى على عباده وفرضه عليهم وكتبه في شهر رمضان صيام عن الطعام والشراب وسائر المفطرات من طلوع الفجر الى غروب الشمس في رمضان كله وهذه مدة هذا الصيام الواجب او هذا النوع من الصيام والنوع الثاني من الصيام لا يختص بزمان وليس له شهر محدد ولا وقت معين بل هو صيام مطلوب من المسلم في حياته كلها وعمره جميعه وهو الصيام عن الحرام وكف النفس عن الاثام ومنعها عما يسخط الرب العلام سبحانه وتعالى هذا الصيام مستمر دائم مع العبد في حياته كلها يجب عليه ان يكون صائما عن ذلك كله في حياته وهذا النوع من الصيام له تعلقات منهما هو متعلق بالبصر فان البصر عليه صيام صيام مستمر دائم وهو الصيام عن النظر الى الحرام وكذلك اللسان عليه صيام دائم مستمر وهو الصيام عن التكلم بالحرام وقوله والاذن عليها صيام دائم وهو الا تسمع الحرام وان ينزه مسامعه عن سماع الاثام والفم عليه صيام دائم وهو ان يمنع اي شيء محرم ان يدخل الى جوفه من فمه يمنع ذلك ويمسك عن ذلك والفرج عليه صيام دائم وهو ان يحفظ فرجه وان يصونه عن ما حرمه الله سبحانه وتعالى هذا النوع من الصيام صيام مستمر مطلوب من العبد في الشهور كلها والدهور جميعها الى ان يموت لا يختص بشهر معين واذا جاء شهر رمضان فانه من خلال ما فيه من الدروس الموقظات والعبر المؤثرات يكون معونة للعبد على تحقيق ذلك الصيام بتربية النفس وتهذيبها فيستفيد حقا وينتفع من صيامه والا تكون حاله من الصيام مجرد جوع وعطش دون تحصيل ثواب او نيل ثمرة ولهذا يجب على كل صائم ان يتقي الله سبحانه وتعالى في صيامه وان يحرص على رعاية هذا الصيام وان يستفيد فعلا من هذه المدرسة العظيمة التربوية الايمانية مدرسة الصيام لعلكم تتقون في هذا الحديث قال وامركم بالصيام فان مثل ذلك مثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك فكلهم يعجب او يعجبه ريحه وان ريح الصائم اطيب عند الله من ريح المسك ومثل هذا ما جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام ولخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك ولخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك خص عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث المسك من بين سائر انواع الطيب لان المسك اطيب الطيب واحسنه قد صح في الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال ان اطيب طيبكم المسك ولهذا خص دون غيره من أنواع الطيب الكثيرة فهو اطيب الطيب واحسنه قال اطيب عند الله من ريح المسك معناه اطيب عند الله من اطيب طيب تجدونه. هذا المعنى من اطيب طيب تجدون لان المسك خص بالذكر لانه اطيب الطيب و افضل واحسنه واشار ابن القيم رحمه الله تعالى الى لطيفة مستفادة من هذا الحديث في قوله رجل في عصابة معه صرة السرة ما بداخلها يخفى لا يرى لا لا تراه الابصار لكن الرائحة تنبعث ولهذا قد يكون مع صاحب الكيس لا ترى ما فيه لكن قد تقول له ما شاء الله رائحة جميلة في هذا الكيس. لانها تنبعث الرائحة مع انك لا ترى ما بداخلهم الصوم عمل لا يرام الصوم عمل لا يرى ولهذا الصوم سر بين العبد وبين الله ولهذا جاء في الحديث الصوم لي وانا اجزي به لانه سر بين العبد وبين ربه الصلاة ترى الحج يرى الصدقة ترى الصيام لا يرى الصيام سر بين العبد بين الله سبحانه وتعالى جل في علاه فخافا فذكر الصرة قال رجل في عصابة معه صرة وذلك لان السرة لا لا يرى ما بداخلهم والصائم انتبه الصائم لا يرى صيامه لكن اثار الصيام اذا كان كمل صيامه ترى واثار الصيام ما يكون للصيام من تأثير على الصائم في تهديد خلقه وادبه وتعامله وبعده عن الاثام لعلكم تتقون نعم هذه اشياء ترى وهي من من اثار الصيام لان الصيام فعلا معونة العبد على تحقيق ذلك لكن اذا لم يكمل المرء صيامه واذا لم يتمم صيامه فان الفائدة تضعف وربما ايضا تنعدم قال انما مثل ذلك بصاحب الصرة التي فيها المسك لانها مستورة من عن العيون مخبوءة تحت ثيابه كعادة حامل المسك. وهكذا الصائم صومه مستور عن مشاهدة الخلق لا تدرك حواسهم لا تدركه حواسهم ثم بين رحمة الله عليه ان الصيام التام الذي يفوز الصائم آآ الصاية يفوز من خلاله الصائم بعظيم الثواب وجميل المآب هو الذي يكمل صيامه ولهذا تأمل كلام ابن القيم رحمه الله يقول والصائم يعني حقا وتماما هو الذي صامت جوارحه عن الاثام ولسانه عن الكذب والفحش وقول الزور وبطنه عن الطعام والشراب وفرجه عن الرفث فان تكلم لم يتكلم بما يجرح صومه وان فعل لم يفعل ما يفسد صومه فيخرج كلامه كله نافعا صالحا وكذلك اعماله فهي بمنزلة الرائحة التي يشمها من جالس حامل المسك وكذلك من يجالس الصائم المكمل لصيامه يجد فيه من الخير والسكون والطمأنينة والكلام الطيب والقول النافع ونحو ذلك يجد فيه من ذلك الشيء الكثير. ويأمن ايضا جانبه ويأمن غوائله لان فيه صيام حتى ان الصائم امر ان ابتلي بشخص يستثير فيه قسوة وشدة وفظاظة وسبا ونحو ذلك ان يقول اني امرؤ صائم لا مجال لا مجال وهو صائم ان يخوض في ذلك لانه في مدرسة مدرسة تربيه على على الفضائل ولهذا فعلا من يعينه الله ويوفقه على رعاية الصيام يتخرج من شهر رمضان وهو يحمل زادا عظيما من الادب السلوك والخلق والتعامل الى غير ذلك من الاثار والثمار التي يجنيها ويحصلها من صيامه قال رحمه الله هذا هو الصوم المشروع لا مجرد الامساك عن الطعام والشراب ففي الحديث الصحيح من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة ان يدع طعامه وشرابه وفي الحديث رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش اذا الصيام الذي لا يكف الصائم عن الزور عن الاثام وعن المعاصي هو صيام اه غير تام فيكون ضعيف الاثر وربما آآ كان عديم الاثر نعم قال رحمه الله تعالى وقد اختلف في وجود هذه الرائحة من الصائم هل هي في الدنيا او في الاخرة على قولين ووقع بين الشيخين الفاضلين ابي محمد بن عبد السلام وابي عمرو بن الصلاح في ذلك تنازع فمال ابو محمد الى ان تلك في الاخرة خاصة وصنف فيه مصنفا ومال الشيخ ابو عمر الى ان ذلك في الدنيا والاخرة وصنف فيه مصنفا رد فيه على ابي محمد وسلك ابو عمرو في ذلك مسلك ابي حاتم بن حبان فانه في صحيحه بوب عليه كذلك فقال ذكر البيان بان خلوف فم الصائم اطيب عند الله تعالى من ريح المسك ثم ساق حديث الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كل عمل ابن ادم له الا الصيام والصيام لي وانا اجزي به. ولخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك ثم قال ذكر البيان بان خلوفهم الصائم يكون اطيب عند الله من ريح المسك يوم القيامة ثم ساق حديثا من حديث ابن جريج عن عطاء عن ابي صالح الزيات انه سمع ابا هريرة رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى كل عمل ابن ادم له الا الصيام فانه لي وانا اجزي به والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم اطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك. للصائم فرحتان اذا افطر فرح بفطره واذا لقي الله تعالى فرح بصومه قال ابو حاتم شعار المؤمنين يوم القيامة التحجيل بوضوئهم في الدنيا فرقا بينهم وبين سائر الامم وشعارهم في القيامة بصومهم طيب خلوف افواههم اطيب من ريح المسك ليعرفوا من بين سائر الامم في ذلك الجمع بذلك العمل جعلنا الله تعالى منهم. امين. امين. ثم قال ذكر البيان بان خلوف فم الصائم قد يكون ايضا اطيب من ريح المسك في الدنيا ثم ساقه من حديث شعبة عن سليمان عن ذكوان عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال كل حسنة يعملها ابن ادم بعشر حسنات الى سبع مئة ضعف يقول الله الا الصوم فهو لي وانا اجزي به يدع الطعام من اجلي والشراب من اجلي وللصائم فرحتان فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ولخلوفهم الصائم حين يخلف من الطعام اطيب عند الله من ريح المسك واحتج الشيخ ابو محمد بالحديث الذي فيه تقييد الطيب بيوم القيامة قلت ويشهد لقوله الحديث المتفق عليه والذي نفس والذي نفسي بيده ما من مكلوم يكلم في سبيل الله الله اعلم ممن يكلم في سبيله الا جاء يوم القيامة وكلمه يدمى. اللون له ذو دم والريح ريح مسك فاخبر صلى الله عليه وسلم عن رائحة كلم المكلوم في سبيل الله عز وجل بانها كريح المسك يوم القيامة وهو نظير اخباره عن خلوف ابن الصائم. فان الحس يدل على ان هذا دم في الدنيا. وهذا خلوف. ولكن يجعل الله وتعالى رائحة هذا وهذا مسكا يوم القيامة واحتج الشيخ ابو عون بما ذكره ابو حاتم في صحيحه من تقييده ذلك بوقت اخلافه وذلك يدل على انه في الدنيا فلما قيد المبتدأ وهو خلوف فم الصائم بالظرف وهو قوله حين يخلف كان الخبر عنه وهو قوله اطيب عند الله خبرا عنه في حال تقييده فان المبتدأ اذا تقيد بوصف او حال او ظرف كان الخبر عنه حال كونه مقيدا فدل على ان طيبه عند الله تعالى ثابت حال اخلافه قال وروى الحسن بن سفيان في مسنده عن جابر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اعطيت امتي في شهر رمضان خمسا فذكر الحديث وقال فيه واما الثانية فانهم يمسون وريح افواههم اطيب عند الله من ريح المسك ثم ذكر كلام الشراح في معنى طيبه وتأويلهم اياه بالثناء على الصائم والرضا بفعله على عادة كثير منهم بالتأويل من غير ضرورة حتى كأنه قد بورك له فيه فهو موكل به. واي ضرورة تدعو الى تأويل كونه اطيب عند الله من ريح المسك بالثناء على فاعله والرضا بفعله واخراج اللفظ عن حقيقته وكثير من هؤلاء ينشئ للفظ وكثير من هؤلاء ينشئ للفظ معنى ثم يدعي ارادة ذلك المعنى بلفظ النص من غير من غير نظر منه الى استعمال ذلك اللفظ في المعنى الذي عينه او احتمال اللغة له ومعلوم ان هذا يتضمن الشهادة على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بان مراده من كلامه كيت وكيت فان لم يكن ذلك معلوما بوضع اللفظ لذلك المعنى او عرف الشارع صلى الله عليه وسلم وعادته المطردة او والغالبة باستعمال ذلك اللفظ في هذا المعنى او تفسيره له به والا كانت شهادة باطلة وادنى احوالها ان تكون شهادة بلا علم ومن المعلوم ان اطيب ما عند الناس من الرائحة رائحة المسك. فمثل النبي صلى الله عليه وسلم طيب هذا عند الله تعالى بطيب رائحة المسك عندنا واعظم ونسبة استطابة ذلك اليه سبحانه وتعالى كنسبة سائر صفاته وافعاله اليه فانها استطابة لا تماثل استطابة المخلوقين كما ان رضاه وغضبه وفرحه وكراهته وحبه وبغضه لا تماثل ما للمخلوق من ذلك كما ان ذاته سبحانه وتعالى لا تشبه ذوات خلقه وصفاته لا تشبه صفاتهم وافعاله لا تشبه افعالهم وهو سبحانه وتعالى يستطيب الكلم الطيب فيصعد اليه والعمل الصالح في رفعه وليست هذه الاستطابة كاستطابتنا ثم ان تأويله لا يرفع الاشكال اذ ما استشكله هؤلاء من الاستطابة يلزم مثله في الرضا فان قالوا رضاه ليس كرضا المخلص ليس كرضا المخلوقين. فقولوا استطابته ليست كاستطابة للمخلوقين وعلى هذا جميع ما يجيء من هذا الباب. هذا كلام عظيم جدا في باب الصفات اه ذكره الامام ابن القيم رحمه الله تعالى ردا على من يتول الاستطابة الواردة في الحديث استطابة الله عز وجل لخلوف فم الصائم وانها اطيب عند الله من ريح المسك فقالوا في ذلك اي انه يثني عليهم ويرظى عنهم ونحو ذلك وهذا من التأويل الباطل ومن تحريف اهل الكلام لاحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ومنشأ هذه التأويلات سوء الظن بكلام الرسول عليه الصلاة والسلام وتوهموا انه يوهم تشبيها فيريدون الفرار من هذا التسبيح الذي يتوهمونه فيحرفون هذه النصوص الى معاني يحملون عليها هذه الالفاظ وهي لا تدل عليها لا من قريب ولا من بعيد هذا دأب اهل الكلام والمتأثرين علم الكلام مع نصوص الصفات والواجب في نصوص صفات الله سبحانه وتعالى ان تمر كما جاءت وان يؤمن بها كما وردت فالقول في الاستطابة التي في الحديث استطابة الله خلوف فم الصائم كالقول في الصفات كلها. والباب فيها واحد كالقول في الرضا والمحبة والغضب وغير ذلك من آآ صفات الله سبحانه وتعالى فانها تمر كما جاءت ويؤمن بها كما وردت عن نبينا عليه الصلاة والسلام ولا يخاض فيها تحريفا او تأويلا او صرفا لها عن مدلولها فان هذا من طرائق اهل البدع نعم قال رحمه الله تعالى ثم قال ثم قال اي ابو عمرو ابن الصلاح نعم ثم قال بعد ان ذكر كلامه في التأويل تأويل الاستطابة افاض رحمه الله في رد تأويله رجع الى نقل كلامه. نعم ثم قال واما ذكر يوم القيامة في الحديث فلانه يوم الجزاء وفيه يظهر رجحان الخلوف في الميزان على المسك المستعمل لدفع الرائحة الكريهة طلبا لرضا الله تعالى حيث يؤمر باجتنابها واجتناب الرائحة الطيبة كما في المساجد والصلوات وغيرها من العبادات فخص يوم القيامة بالذكر في بعض الروايات كما خص في قوله تعالى ان ربهم بهم يومئذ لخبير واطلق في باقيها نظرا الى ان اصل افضليته ثابت في الدارين. لعل والله اعلم خص واطلق نعم كما خص نعم. كما خص في قوله تعالى ان ربهم بهم يومئذ لخبير واطلق نعم في باقيها نظرا الى ان اصل افضليته ثابت في الدارين قلت من العجب رده على ابي محمد بما لا ينكره ابو محمد ولا غيره فان الذي فسر فان الذي فسر به الاستطابة المذكورة في الدنيا بثناء الله تعالى على الصائمين ورضاه بفعلهم امر لا ينكره مسلم فان الله تعالى قد اثنى عليهم في كتابه وفيما بلغه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضي بفعلهم فان كانت هذه هي الاستطابة افترى الشيخ ابا محمد ينكرها والذي ذكره الشيخ ابو محمد ان هذه الرائحة انما يظهر طيبها على طيب المسك في اليوم الذي يظهر فيه طيب دم الشهيد ويكون كرائحة المسك ولا ريب ان ذلك يوم القيامة فان الصائم في ذلك اليوم يجيء ورائحة فمه اطيب من رائحة المسك كما يجيء المكلوم في سبيل الله عز وجل ورائحة دمه كذلك لاسيما والجهاد افضل من الصيام فاذا كان طيب رائحته انما يظهر يوم القيامة فكذلك الصائم واما حديث جابر رضي الله عنه فانهم يمسون وخلوف افواههم اطيب من ريح المسك فهذه جملة حالية لا خبرية فان خبر امسائهم لا يقترن بالواو. لانه خبر مبتدأ. فلا يجوز اقترانه بالواو. واذا كانت الجملة حالية فلابي محمد ان يقول هي حال مقدرة والحال المقدرة يجوز تأخيرها عن زمن الفعل عن زمن الفعل العامل فيها ولهذا لو صرح بيوم القيامة في مثل هذا فقال يمسون وخلوه افواههم اطيب من ريح المسك يوم القيامة لم يكن التركيب فاسدا كانه قال يمسون وهذا لهم يوم القيامة واما قوله لخلوف فم الصائم حين يخلف فهذا الظرف تحقيق لمعنى المبتدأ. وتأكيد له وبيان ارادة الحقيقة المفهومة منه. لا مجازه ولا استعارته وهذا كما تقول جهاد المؤمن حين يجاهد وصلاته حين يصلي يجزيه الله تعالى بها يوم القيامة ويرفع بها درجته يوم القيامة وهذا قريب من قوله صلى الله عليه وسلم لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن وليس المراد تقييد نفي الايمان المطلق عنه حالة مباشرة تلك الافعال فقط بحيث اذا كملت مباشرته وانقطع فعله عاد اليه الايمان بل هذا النفي مستمر الى حين التوبة والا فما دام مصرا وان لم يباشر الفعل فالنفي لاحق به. ولا يزول عنه اسم الذنب ولا احكام المترتبة على المباشرة الا بالتوبة النصوح والله سبحانه وتعالى اعلم. ذكر هنا ابن القيم رحمه الله تعالى الاختلاف في اه وجود هذه الرائحة من الصائم الذي هو خلوف فم الصائم الذي هو اطيب عند الله من ريح المسك هل هذا في الدنيا او في الاخرة هل هذا في الدنيا او في الاخرة وذكر خلافا بين عالمين متعاصرين آآ ابي محمد العز ابن عبد السلام وابي عمرو ابن الصلاح وكل منهما نصر في هذه المسألة قولا وافرد فيها مصنفا ذكر خلاصة ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى هنا خلاصة لما ذهب واحتج به كل منهما ومن قال ان ذلك الاثر الذي هو خلوف فم الصائم انه يوم القيامة لانه جاء في الصحيح في بعض روايات مقيدا به جاء مقيدا بيوم القيامة ففي بعض رواية الحديث في صحيح مسلم وغيره لخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك يوم القيامة فجاء مقيدا بذلك وجاء في بعظ الاحاديث ما يفيد تقييده آآ في الدنيا تقييده في الدنيا مثل الحديث الذي اشار اليه حديث جابر انهم يمسون وخلوف افواههم اطيب من ريح المسك والحديث الاخر لخلوف فم الصائم حين يخلف فهذا فيه ما يفيد ان هذا في الدنيا ولكن ما المانع ان يكون هذا في الدنيا والاخرة في الدنيا لان فيها اثر العبادة فيها اثر العبادة الظاهر وهو ما يخرج من فم الصائم ولا سيما في اخر النهار من رائحة مستكره عند الناس غير مستطابة عندهم بسبب فراغ المعدة وكونه كونها خاوية من الطعام فتنبعث رائحة من الجوف تبقى في في في فم الصائم ولا سيما اخر النهار وهي رائحة غير مستطابة عند الناس فهذا في في الدنيا وقت ظهور اثر العبادة ويوم القيامة يوم الجزاء بها مثل ما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث للصائم فرحة فالدنيا فرحة وفي الاخرة فرحة في اخر الصيام هناك اثر وان كان غير مستطاب عند عند الناس لكنه اثر طاعة فهو عند الله اطيب من ريح المسك اطيب عند الله سبحانه وتعالى من ريح المسك لانه اثر طاعة حبيبة لله لانه اثر طاعة حبيبة لله سبحانه وتعالى ويوم القيامة يوم الثواب وظهور اثار وجزاء فجزاء الاعمال وابن القيم رحمه الله لما ذكر القولين وما احتج به كل منهما ذكر خلاصة يا يبين ان فيها فصل النزاع في المسألة نعم قال رحمه الله تعالى قلت وفصل النزاع في المسألة ان يقال حيث اخبر النبي صلى الله عليه وسلم بان ذلك الطيب يكون يوم القيامة فلانه الوقت الذي يظهر فيه ثواب الاعمال وموجباتها من الخير والشر في ظهر للخلق طيب ذلك الخلوف على المسك كما يظهر فيه رائحة دم المكلوم في سبيله كرائحة المسك وكما تظهر فيه السرائر وتبدو على الوجوه وتصير علانية ويظهر فيه قبح رائحة الكفار وسواء وجوههم وحيث اخبر بان ذلك حين يخلف وحين يمسون فلانه وقت ظهور اثر العبادة. ويكون حينئذ طيبها زائدا على ريح المسك عند الله تعالى وعند ملائكته وان كانت تلك الرائحة كريهة للعباد فرب مكروه عند الناس محبوب عند الله تعالى بالعكس فان الناس يكرهونه لمنافرته طباعهم. والله تعالى يستطيبه ويحبه لموافقته امره ورضاه ما هو ومحبته فيكون عنده اطيب من ريح المسك عندنا فاذا كان يوم القيامة ظهر هذا الطيب للعباد وصار علانية وهكذا سائر وهكذا سائر اثار الاعمال من الخير والشر وانما يكمل ظهورها ويصير علانية في الاخرة. وقد يقوى العمل ويتزايد حتى يستلزم ظهور بعظ باثره على العبد في الدنيا في الخير والشر كما هو مشاهد بالبصر والبصيرة. نعم هذه الخلاصة ما لا فيها ابن القيم رحمه الله تعالى الى ان هذا يكون في الدنيا والاخرة الدنيا والاخرة وهذا فيه اعمال آآ الاحاديث كلها التي وردت في الباب وبين رحمه الله ان انه يكون في الاخرة لان الاخرة يظهر فيها ثواب الاعمال ويكون في الدنيا لان لان فيها وقت ظهور اثر العبادة لان فيها اه ظهور اه اه او لان وقت ظهور اثر العبادة وهذا فيه اعمال للنصوص كلها التي وردت في هذا الباب ولهذا الذي يظهر الله تعالى اعلم ان هذا يكون في اه اه الدنيا ويكون في الاخرة وهذا من عظيم فظل الله سبحانه وتعالى ومنه فعلى عبده الصائم نعم قال ابن عباس رضي الله عنهما ان للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وقوة في البدن وسعة في الرزق ومحبة في قلوب الخلق وان للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق القاء وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه ما عمل رجل عملا الا البسه الله تعالى رداءه. ان خيرا فخير وان شرا فشر وهذا امر معلوم يشترك فيه وفي العلم به اصحاب البصائر وغيرهم حتى ان الرجل الطيب البر لتشم منه رائحة طيبة. لتشم منه رائحة طيبة وان لم يمس طيبا في ظهر طيب رائحة روحه على بدنه وثيابه والفاجر بالعكس لا تسم نعم حتى ان الرجل الطيب البر لتشم منه حتى ان الرجل الطيب البر لتشم منه رائحة طيبة وان لم يمس طيبا. نعم. فيظهر طيب رائحة روحه على بدنه وثيابه والفاجر بالعكس والمذكوم الذي اصابه الهوى لا يشم لا هذا ولا هذا بل زكامه يحمله على الانكار فهذا فصل الخطاب في هذه المسألة والله سبحانه وتعالى اعلم بالصواب. هذا الاثر الذي اورده رحمه الله تعالى عن عن ابن عباس رضي الله عنهما اثر عظيم جدا في بيان اثر الحسنة واثر السيئة فكل منهما لها اثرها على العبد بل لها اثار على العبد قال رضي الله عنه ان للحسنة ضياء في الوجه ونورا في القلب وقوة في البدن وسعة في الرزق ومحبة في اسلوب الخلق وان للسيئة سوادا في الوجه وظلمة في القلب ووهنا في البدن ونقصا في الرزق وبغضة في قلوب الخلق فهذه الاثار للحسنات والاثار للسيئات منها ما يكون اثار تظهر في الدنيا ومنها اثار لا تظهر الا يوم القيامة لا تظهر الا يوم القيامة ومثلا من من الاثار التي ذكر الظلمة في الوجه الظلمة قد تظهر قد تظهر على وجوه اهل البدع على العصاة حتى قال عبدالله بن المبارك رحمه الله من علماء التابعين قال صاحب البدعة على وجهه ظلمة وان ادهن في اليوم ثلاثين مرة وان ادهن في اليوم ثلاثين مرة ظلمة البدعة على وجهه حتى لو استعمل مرطبات والدهون هي باقية لكن مثل ما قال ابن القيم ما كل يرى ذلك لان الانسان المزكوم ان كانت عنده رائحة طيبة او رائحة غير طيبة لا يشم لها هذي ولا اذي ولا يشعر لا بهذه ولا بهذه فالحاصل ان الاعمال الحسنة لها اثار عظيمة جدا في الدنيا والاخرة والاعمال السيئة ايضا لها اثار وخيمة في الدنيا والاخرة. ومثله ايضا الاثر الذي نقله عن عثمان بن عفان قال رضي الله عنه ما عمل رجل عملا الا البسه الله رداءه ان خيرا فخير وان شرا فشر. هو بمعنى الاثر الذي اه قبله الا آآ آآ هنا بين ابن القيم رحمه الله ان ما قرره هنا في فصل النزاع في هذه المسألة وفيه كما قدمت اعمال للاحاديث التي وردت في اه الباب اعمال اه لها كلها وما الذي يمنع ان يكون هذا في الدنيا وفي الاخرة. لكنه في الاخرة الشأن اعظم لانه فيه ظهور الثواب اه الاعمال يوم لقاء الله سبحانه وتعالى ثم آآ يتفرع عن هذه المسألة مسألة اخرى وهي اذا كان آآ خلوف وخلوف يجوز في ظبطها الوجهان ظم الخاء وفتحها خلوف وخلوف اه اذا كان خلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك فهل الاولى للصائم الا يستعمل السواك في العشي حتى يبقي هذا الخلوف ولا يزيله او انه يستاك ولا يمنع ذلك من آآ لا يمنع قوله لخلوف فم الصائم اطيب عند الله من ريح المسك وهذي مسألة فيها خلاف معروف بين اهل العلم لا يجيز آآ السواك آآ في اخر النهار لا يجيزه عند ظهور هذه الرائحة لا يجيزه استبقاء لهذه الرائحة وهذا وحده وليس بحجة ولا يكفي في اه في المنع حتى ان بعضهم اذا رأى من يستاك بعد العصر انكر عليه وربما ايضا سدد عليه وليس عنده آآ يعني ما يمنع به من السواك الا هذا الحديث والحديث هذا ليس صريحا في في الباب على ان انه كما هو معروف ان الخلوف الذي اه يكون في اخر النهار ليس شيئا في الفم. وانما ينبعث من المعدة فالسواك لا لا يغير شيئا اذا استاك واستطاب الفم وقت السواك لا تزال تنبعث من الجوف هذا الخلوف الذي هو اثر الصيام فلا يزال باقيا فالاستدلال بالحديث لا لا ينهض للمنع وهناك ادلة صريحة واضحة وبينت الدلالة على جواز جواز ذلك ولهذا الصحيح من قولي اهل العلم في هذه المسألة ان المسلم له ان يستاك وفي الحديث لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة وصلاة الظهر وصلاة العصر كلها بعد الزوال فاي حجة لمن يقول لا يجوز السواك بعد اه الزوال الظهر بعد الزوال والعصر بعد الزوال والنبي صلى الله عليه وسلم قال لولا ان اشق على امتي لامرتهم اه السواك عند كل صلاة والامام ابن القيم رحمه الله تعالى له كلام جميل جدا وتفصيل نافع واستدلال مفيد في هذه المسألة خاصة اه ذكره رحمه الله تعالى في كتابه زاد المعاد نستمع اليه تتميما للفائدة نعم قال رحمه الله تعالى ويستحب للمفطر والصائم في كل وقت لعموم لعموم الاحاديث فيه حاجة الصائم اليه اعد ويستحب للمفطر والصائم في كل وقت نعم يعني السواك لانه آآ في كلام قبله نعم لعموم الاحاديث فيه ولحاجة الصائم اليه ولانه مرضاة للرب ومرضاته مطلوبة في الصوم اشد من طلبها في الفطر ولانه مطهرة للفم والطهور للصائب من افضل اعماله وفي السنن عن عامر بن ربيعة رضي الله عنه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا احصي يستاك وهو صائم وقال البخاري قال ابن عمر يستاك اول النهار واخره واجمع الناس على ان الصائم يتمضمض وجوبا واستحبابا والمضمضة ابلغ من السواك وليس لله غرض في التقرب اليه بالرائحة الكريهة. ولا هي من جنس ما شرع التعبد به وانما ذكر طيب الخلوف عند الله يوم القيامة حثت منه على الصوم لا حثا على ابقاء الرائحة بل الصائم احوج الى السواك من المفطر وايضا فان رضوان الله اكبر من استطابته لخلوف فم الصائم. رضوان الله افضل من استطابته لانه في السواك. قال ما للفم مرظاة الرب وفي الخلوف قال اطيب عند الله من ريح المسك قال فرظوان الله اعظم من الاستطابة. نعم ورضوان من الله اكبر نعم وايضا فان محبته للسواك اعظم من محبته لبقاء خلوف فم الصائم وايضا فان السواك لا يمنع طيب الخلوف الذي يزيله السواك عند الله يوم القيامة. تنبه لهذه الفائدة يقول السواك لا نعم هم يقولون اه لا يستاك حتى يستبقي هذه الرائحة ولا ولا يذهبها السواك لا يمنعها بل هي باقية معه نعم وايضا فان السواك لا يمنع طيب الخلوف الذي يزيله السواك عند الله يوم القيامة. بل ياتي الصائم يوم القيامة وخلوف فمه ايه اطيب من المسك علامة على صيامه ولو ازاله بالسواك كما ان الجريح يأتي يوم القيامة ولون دم جرحه لون الدم وريحه ريح المسك وهو مأمور بازالته في وايضا فان الخلوف لا يزول بالسواك. فان سببه قائم وهو خلو المعدة عن الطعام. وانما يزول اثر وهو المنعقد على الاسنان واللثة وايضا فان النبي صلى الله عليه وسلم علم امته ما يستحب لهم في الصيام وما يكره حظهم عليه بابلغ الفاظ العموم والشمول وهم يشاهدونه يستاك وهو صائم مرارا وهو يستاك وهو صائم مرارا كثيرة تفوت الاحصاء ويعلم انهم يقتدون به ولم يقل لهم من الدهر لا تستاك بعد الزوال وتأخير البيان عن وقت الحاجة ممتنع والله اعلم. نعم كلام عظيم وتقرير متين وجامع ومفيد للغاية وحاصله ان قال الصائم له ان ان يستاك في اي وقت ولو في اخر النهار ولو قبل الغروب بقليل لا حرج عليه في ذلك وليس هناك ما يمنع ومن استدل على المنع بالحديث لقلوف فم الصائم اطيب عند الله من من ريح المسك لا دليل فيه ولا ولا حجة بل ان النبي عليه الصلاة والسلام اه رؤيا ما لا يحصى كما مر في الحديث يستاك وهو صائم ولم ينقل عنه حرف واحد في النهي عن الاستياك بعد الزوال وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا لا يصح الحاصل ان آآ ان من منع من آآ السواك بعد الزوال ليس عنده اي مستند ولا حجة والحاصل انه لا حرج على المسلم ان يستعمل السواك والقول في آآ الفم كالقول في ظاهر آآ ظاهر البدن القول في الفم كالقول في ظاهر البدن لان لانه لو كان القول في الفم كالقول في آآ باطن الانسان لا منع حتى من المظمظة لمنع من حتى من المضمضة لكن القول في الفم كالقول في ظاهر البدن ينظف يغسل و اه ولهذا تشرع المظمظة للصائم آآ وتكون ايضا فريضة عليه اذا كانت في طهارته تباح له وتكون فريضة اذا كانت في الطهارة ولا تستقيم الطهارة الا الا الا غسل الفم بالمضمضة فلو كان القول في الفم كالقول في باطن الانسان لمنع حتى من اه المظمظة الحاصل ان الصيام السواك لا حرج فيه على الصائم ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يهدينا اليه صراطا مستقيما اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما انت اعلم به منا انت المقدم وانت لا اله الا انت. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا. التي فيها مع واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا لا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهد قلوبنا. وسدد السنتنا. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على رشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا اجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل يا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك جزاكم الله خيرا