نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول العلامة ابن القيم الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب فصل وقوله وامركم بالصدقة فان مثل ذلك مثل رجل اسره العدو فاوثقوا يده الى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال انا افتدي منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم هذا ايضا من الكلام الذي برهانه برهانه وجوده ودليله وقوعه فان للصدقة تأثيرا عجيبا في دفع انواع البلاء ولو كانت من فاجر او او ظالم بل من كافر فان الله تعالى يدفع بها عنه انواعا من البلاء وهذا امر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم واهل الارض كلهم مقرون به لانهم قد جربوه. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم فقهنا في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما اللهم اصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اجعل ما نتعلمه حجة لنا لا علينا يا رب العالمين اما بعد في هذا الفصل يذكر ابن القيم رحمه الله تعالى شرحا الجملة الرابعة من حديث الحارث الاشعري رظي الله عنه وهي تتعلق بالصدقة وعظيم اثرها على العبد وان الصدقة من اثارها العظيمة وثمارها الجليلة انها تدفع البلاء وتقي العبد باذن الله تبارك وتعالى من الشرور فاذا سبقت الصدقة كانت باذن الله عز وجل حرزا له وحافظا بتوفيق من الله سبحانه وتعالى ومن ولهذا الاصل في المسلم ان يكون مبادرا اليها مسارعا منتهزا ايضا فرصة وجود المحتاج وفرصة تيسر العطاء لا يؤخر هذا ولا هذا ويكون مبادرا بها فان الله عز وجل يدفع عنه فيها من البلاء والشر ما لا يعلمه العبد وهي تطفئ غضب الرب وتدفع عن العبد البلاء وتجلب لقلبه من الراحة والسكون والطمأنينة ما لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى قال وقوله وامركم بالصدقة فان مثل ذلك مثل ذلك اي المتصدق مثل رجل اسره العدو فاوثقوا يده الى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه فقال انا افتدي منكم بالقليل والكثير ففدى نفسه منهم هذا مثل عظيم يبين اثر الصدقة على المتصدق في دفع البلاء عنه مثل هذه الصورة وهذا المثل الذي ذكر ذكر في هذا الحديث رجل اسره العدو واوثق يده وسدوها الى عنقه وقدموه ليضربوا عنقه وهو على هذه الحال فافتدى منهم بالقليل والكثير فهذا فيه ان المتصدق بصدقته يفدي يفتدي نفسه من البلاء والشر ولهذا يقال الصدقة والبلاء كفرسي رهان اذا سبق احدهما لم يلحقه الاخر اذا سبق احدهما لم يلحق الاخر ولهذا يشرع للمسلم ان يبادر بالصدقة يجعل الصدقة هي السباقة في حياته لانها ان لم تسبق آآ الصدقة ربما سبق البلاء ربما سبق البلاء وهذا هذه المبادرة في دفع الصدقة اه درءا للبلاء هو من دفع قدر الله بقدر الله سبحانه وتعالى والمؤمن مسارع للخيرات متقرب الى الله سبحانه وتعالى بالبذل السخاء وايضا السلامة من شح النفس ومن يوقى شح نفسه فاولئك هم المفلحون نعم قال رحمه الله تعالى وقد روى الترمذي في جامعه من حديث انس ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كما قال ان الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء وكما انها تطفئ غضب الرب تبارك وتعالى فهي تطفئ الذنوب والخطايا كما تطفئ الماء النار قول آآ ابن القيم رحمه الله في تمام الحديث الذي مضى لانهم قد جربوه فيه ان الصدقة تدفع البلاء قام الدليل على ذلك والبرهان على ذلك نصا وتجربة. الادلة واضحة في هذا لكن ايظا الناس جربوا ذلك وكثير ما يتحدث بعض اهل الفضل عن اثر الصدقة في حياته واستقرارها وتوسع الرزق وزوال الكدر والهم والغم الى غير ذلك فالتجربة تدل على ذلك الناس جربوا من خلال تجربة عاينوا وشاهدوا اثارا عظيمة للصدقة لا تخطر على البال اورد رحمه الله تعالى حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الصدقة تطفئ غضب الرب وتدفع ميتة السوء هذان اثران ثمرتان عظيمتان للصدقة. الاولى انها تطفئ غضب الرب تطفئ غضب الرب وهذه غنيمة عظيمة جدا يفوز بها المتصدق لانه رحم المحتاج وعطف عليه ولانت نفسه تجاهه وبذله وبذل له من ماله وقدمه له سدا حاجته رحمة به ورفقا واحسانا والجزاء من جنس العمل فمن رحم عباد الله رحمه الله سبحانه وتعالى. فالصدقة تطفئ غضب الرب تطفئ غضب الرب وتكون سببا للفوز برحمته مغفرته ورضوانه سبحانه وتعالى وتدفع ميتة السوء اي من ثمار الصدقة حسن الخاتمة من ثمار الصدقة وسخاء النفس بها حسن الخاتمة والحديث اسناده ضعيف لكن الجملة الاولى منه ان الصدقة تطفئ غضب الرب هذه ثبتت في الحديث الاخر عن نبينا عليه الصلاة والسلام انه قال صدقة السر تطفئ غضب الرب وهذا ثابت والجملة الاخيرة من ثانية وتدفع ميتة السوء هذا يشهد لصحة هذا المعنى قول آآ النبي عليه الصلاة والسلام صنائع المعروف تقي مصارع السوء والصدقة من صنائع المعروف التي يقي بها العبد نفسه باذن الله سبحانه وتعالى مصارع السوء نام قال وفي الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه انه قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فاصبحت يوما قريبا منه ونحن نسير فقال الا ادلك على ابواب الخير الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار. وصلاة الرجل في جوف الليل ثم تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون هذا الذي ذكر في الحديث الصوم جنة والصدقة تطفئ الخطيئة وصلاة الرجل في في جوف الليل هذا في باب الحث على الرغائب صلاة وصياما وصدقة لان آآ اول اول حديث آآ حديث معاذ رضي الله عنه فسأل النبي عليه الصلاة والسلام قال دلني على ما يدخلني الجنة ويباعدني من النار فذكر النبي عليه الصلاة والسلام مباني الاسلام الخمسة تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله تقيم الصلاة الى اخره. ذكر من بان الاسلام الخمسة. ثم قال النبي عليه الصلاة والسلام الا ادلك على ابواب الخير فبعد ان ذكر له الفرائض ذكر له ابواب الخير في باب الرغائب والمستحبات فقال الا ادلك على ابواب الخير الصوم جنة الصوم جنة وجنة يا اي وقاية ويتناول امرين احدهما ثمرة الاخر جنة من الذنوب وجنة من النار جنة من الذنوب لان الصوم يعين على تحقيق التقوى وتمتينها وتقويتها فيبعد العبد باذن الله سبحانه وتعالى عن عن عن الذنوب ولا سيما اذا حرص الصائم على تتميم صيامه وتكميله فالصوم جنة من الذنوب وجنة من النار وجنة من النار لان اذا كان جنة من الذنوب فهو جنة من النار قال والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وهذا موطن الشاهد لان ابن القيم رحمه الله قال وكما انها تطفئ غضب الرب فهي تطفئ الذنوب والخطايا كما تطفئ الماء النار الصدقة لها اثر عجيب في اطفاء الذنوب واخمادها لان الذنوب لها لهيب في القلب وتوقد واضطراب حتى ان بعض الناس ليجد ان قلبه يشتعل يشتعل طلبا للذنوب وبحثا عنها. متأجج فاذا وفقه الله سبحانه وتعالى للصدقة اطفأت الذنوب اطفأتها اطفاء عجيبا ولا سيما ان كانت الصدقة صدقة سر ووقعت في موقع حاجة شديدة حتى لو كان الشيء الذي بذله في بهيمة الانعام او في الحيوانات وكلكم يعرف قصة المرأة التي جاءت في الحديث البغي التي سقت كلبا فغفر الله لها غفر الله لها معناه اطفأ الله عز وجل واخمد ما في نفسها من تلهف وتشوف وطلب للفاحشة هذا معنى الحديث معنى الحديث غفر الله له يعني اصبح ما في قلبها من طلب للزنا والبغاء انتهى زال من قلبها بسقي كلب واعرف قصة عجيبة جدا لاحد الشباب المعاصر سمعتها من جاره يحدثني بها عن صاحب القصة يقول عن ذلك الشاب كان مدمن خمر والعياذ بالله لا يكاد يفارقها ولا ولا يعرف الصلاة ليلة شاتية في فجرها خرج ليشتري خبزا معه دراهم قليلة خرج ليشتري خبزا لان عنده اكرمكم الله واكرم اسماعكم خمر يريد ان يشربه لكن ما يستطيع ان يشربه على بطنا خاوية فخرج في ليلة شاتية يريد ان يشتري طعاما بمال قليل معه فرأى اه كلبا صغيرا يرتعد من شدة البرد فرحمه واخذه ولفه بعبائه وذهب الى المحل واثره على نفسه المال القليل المعه الذي كان يريد ان يشتري به لنفسه طعاما ذهب واشترى به حليبا لبنا واخذ هذا الكلب الصغير ووضع له اللبن وجاء وجعله في مكان دافئ وسقاه ذلك اللبن ثم ذهب ونام يقول لما قمت من النوم نزع من قلبي حب الخمر نزع من قلبي حب الخمر واصبحت لا اطيقها ولا افكر بها يقول لجاره الذي يحدثني عنه يقول كان من اسوأ شباب الحي لكني اصبحت اراه ما يخرج من المسجد بعد صلاة الفجر الا اخر واحد. فكنت اتعجب فجلست معه يوما وسألته عن خبره فذكر لي القصة فالصدقة لها اثر عجيب جدا في اطفاء الذنوب انتبه في اطفاء الذنوب الذنوب لها جمرة لها توقد لها شر نار مضطرمة في القلب دائما متوقدة يريد صاحبها احيانا ان يتخلص فيعسر عليه لشدة توقدهم. هذا التوقد تطفئه باذن الله الصدقة وتخمد جمرة الذنب التي او الذنوب وتوقدها في القلب ولهذا ينبغي على العبد ان يحرص على الصدقة هو ان يتتبع مواطن الحاجة ايضا الشديدة يا يجعل فيها صدقته تكون تطفئ جمرة الذنوب وتوقدها في قلبه تطفئ غضب الرب تدفع عنه السوء ولا يحقر من المعروف شيئا من حدثتكم عن اشترى بدراهم يسيرة جدا حليبا او لبنا لكلب وسقاه الله فاطفأ الله سبحانه وتعالى به جمرة الذنب وتوقدها في قلبه فلا يحقرن عبد من المعروف شيئا قال والصدقة تطفئ الخطيئة. انتبه هذا الكلام العظيم. الصدقة تطفئ الخطيئة الخطيئة ملتهبة مشتعلة متقدة في قلب العاصي لها اشتعال في قلب العاصي. الصدقة تطفئ هذا هذا الاشتعال وتكون آآ سببا لزوال هذا هذا الطلب للذنب الاقبال اقبال النفس عليه الصدقة تؤثر في هذا الجانب تأثيرا عظيما يقول اه والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار وصلاة الرجل في جوف الليل وهذي احب الصلاة الى الله سبحانه وتعالى بعد المكتوبة احب الصلاة الى الله عز وجل بعد الصلاة المكتوبة صلاة الرجل من جوف الليل وفيه التنزل الالهي ينزل ربنا الى السماء الدنيا كل ليلة في ثلث الليل الاخر يقول من يسألني فاعطي من يستغفرني فاغفر لها من يدعوني فاستجيب له نعم قال وفي بعض الاثار باكروا بالصدقة فان البلاء لا يتخطى الصدقة. هذا ثابت عن انس رضي الله عنه كما في الترغيب والترهيب معنى باكر انتبه لهذه الجملة العظيمة. معنى باكروا اي سارعوا بادروا لا تؤجل الصدقة اذا انفتح لك بابها لا تؤجل وانما سارع في في بذلها سارع في الصدقة. النفس سبحان الله لا تخلو من شح ورغبة في الاستمساك بالمال الواجب او الاصل في المسلم المبادرة والمسارعة والاستباق الى الخيرات فيقول رضي الله عنه باكروا الصدقة باكروا بالصدقة يعني سارعوا وبادروا اليها فان البلاء لا يتخطى الصدقة فان البلاء لا يتخطى الصدقة يعني لا يتجاوز الصدقة الى المتصدق بمعنى ان الصدقة تصبح ماذا حرزا ومانعا من ان يصل اليه البلاء ولهذا الاصل ان يبادر بالصدقة لانه قد يكون البلاء قريب قد يكون البلاء قريب والصدقة تدرأ ذلك البلاء يعني عن المتصدق احد الشباب مرة قال لي اه في يوم تعرض فيه الى حادث يشبه ان يكون هذا الحادث قاتلا في سيارة لكنه سلم ما اصابه شيء قال لي ذلك الشاب ذلك اليوم في صبيحته يقول الله يسر لي فاشتريت رزا وطعاما وذهبت بنفسي الى اسرة اعرف انها محتاجة فاعطيتهم ذلك الطعم قلت لعل هذا الذي اه كان لك من نجاة في يومك من هذه الصدقة التي بادرت فيها وباكرت فيها في صباح ذلك اليوم. ولهذا يعني هناك امور مغيبة ما يدري عنها العبد لكن الصدقة تدفع البلاء الصدقة تدفع البلاء فيقول رضي الله عنه باكروا بالصدقة فان البلاء لا يتخطى الصدقة فان البلاء لا يتخطى الصدقة ومعنى لا يتخطاها يعني لا يتجاوزها اليك لانها تصبح حاجزا دون البلاء من ان يصل اه اليك ولهذا قيل كما قدمت الصدقة والبلاء كفرسي رهان اذا سبق احدهما لم يلحقه الاخر فاذا بادر المرء الى الصدقة لا يلحقه البلاء باذن الله سبحانه وتعالى لانها تدرأ تدرأ البلاء عنه نعم قال رحمه الله تعالى وفي تمثيل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بمن قدم ليضرب عنقه فافتدى نفسه منهم بماله كفاية فان الصدقة تفدي العبد من عذاب الله عز وجل فان ذنوبه وخطاياه تقتضي هلاكه. فتجيء الصدقة تفديه من العذاب وتفكه منه ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح لما خطب النساء يوم العيد يا معشر النساء دقن ولو من من حليكن. فاني رأيتكن اكثر اهل النار وكانه حثهن ورغبهن على ما فدين به انفسهن من النار نعم يقول آآ رحمة الله عليه ان المثل الذي ضرب في الحديث فيه كفاية في آآ اظهار هذا المعنى بيانه وهو ان الصدقة تنجي العبد تنجي العبد في الدنيا من البلاء وتنجيه يوم القيامة من النار لانها تطفئ غضب الرب سبحانه وتعالى فلها اثر عجيب في هذا يقول اه في في هذا المثل كفاية في ايظاع هذا المعنى وتأمل قول النبي عليه الصلاة والسلام للنساء يا معشر النساء تصدقنا ولو من حليكن فاني رأيتكن اكثر اهل النار رأيتكن اكثر اهل النار ثم حث على الصدقة في هذا المقام اذا الصدقة وقاية من النار. اتقوا النار ولو بشق تمرة قد يكون قليل من الصدقة يقع موقعا فيكون حاجبا مانعا للعبد وواقيا باذن الله سبحانه وتعالى من النار وقوله ولو من حليكن. الحلي من اعز ما يكون على المرأة لا لا تحرص على ان تفرط في شيء منه لانه عزيز وغالي على نفسها ولهذا حتى الغالي على نفسك اخرج منه ما يكون به نجاتك ما يكون به نجاتك ما يكون به فلاحك لا يتيمم المرء في باب الصدقة الخبيث والرديء ما لا يريد فقط بل النفيس ولو من حليك ولو من حليكن ولو من الاشياء العزيزة الغالية عند اه الانسان نعم قال وفي الصحيحين عن علي بن حاتم رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان فينظر ايمن منه فلا يرى الا ما قدم وينظر اشأم منه فلا يرى الا ما قدم وينظر بين يديه فلا يرى الا النار تلقاء وجهه فاتقوا النار ولو بشق تمرة. نعم هذا اثر العقيدة الصحيحة على العمل العقيدة الصحيحة لها اثر. النبي عليه الصلاة والسلام قال ما منكم من احد الا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان يسمع كلام الله من الله يوم القيامة فهذا مقام عظيم جدا ينبغي ان يهيأ نفسه العبد لذلك المقام ببذل الخير والصدقة ولا يتقال من ذلك شيئا فيتقي النار ولو بشق تمرة يتقي النار ولو بشق تمرة. شق التمرة او التمرة الواحدة قد يراها المرء قليلة شيء قليل جدا في يده يقدمه لمحتاج لكن ما يدري كم ستكون هذه التمرة وكم ستنمو وكيف سيراها يوم القيامة يقول عليه الصلاة والسلام ان الله طيب لا يقبل اه الا الطيب فاذا تصدق احدكم بتمرة او بعدل تمرة من كسب طيب تلقاها الله بيمينه فرباها له كما يربي احدكم فلوه او فصيلة حتى تكون يوم القيامة مثل الجبل حتى تكون يوم القيامة مثل الجبل تمرة تكون مثل الجبل اذا التمرات والاشياء الكثيرة التي يتصدق بها العبد كم ستكون ولهذا ينبغي على العبد ان ان يتصدق ويرجم عند الله عز وجل من التظعيف والثواب مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء. والله واسع عليم نعم قال وفي حديث ابي ذر رضي الله عنه انه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ماذا ينجي العبد من النار قال الايمان بالله قلت يا نبي الله مع الايمان عمل؟ قال ان ترضخ مما خولك الله او ترضخ مما رزقك الله ترضخ يعني تعطي تبذل تنفق نعم قلت يا نبي الله فان كان فقيرا لا يجد ما يرضاه. قال يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قلت ان كان لا يستطيع ان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر قال فليعن الاخرق قلت يا رسول الله ارأيت ان كان لا يحسن ان يصنع؟ قال فليعن مظلوما. قلت يا رسول الله ارأيت ان كان ضعيفا لا يستطيع ان يعين مظلوما قال ما تريد ان تترك في صاحبك من خير ليمسك اذاه عن الناس قلت يا رسول الله ارأيت ان فعل هذا يدخل الجنة؟ قال ما من مؤمن يصيب خصلة من هذه الخصال الا اخذت بيده حتى ادخلته الجنة. ذكره البيهقي في كتاب شعب الايمان. نعم يعني الشاهد منه ان ترضخ مما خولك الله وان هذا من الخصال خصال الخير التي يكون بها فكاك العبد ونجاته من النار نعم قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذكر لي ان الاعمال تتباهى. فتقول الصدقة انا افضلكم نعم وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل البخيل والمتصدق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد او جنتان من حديد قد اضطرت ايديهما الى وتراقيهما فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه حتى تغشي انامله وتعفو اثره. وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت. واخذت كل حلقة مكانها. قال ابو هريرة فانا رأيت رسول الله صلى الله الله عليه وسلم يقول باصبعه هكذا في جيبه فرأيته يوسعها ولا تتسع وروى البخاري في هذا وروى البخاري هذا الحديث في كتاب الزكاة عن ابي هريرة ايضا ولفظه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثديه الى تراقيهما فاما المنفق فلا ينفق الا صبغت او وفرت على جلده حتى تخفي بنانه وتعفو اثره. واما البخيل فلا يريد ان ينفق شيئا الا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع. هذا حديث عظيم جدا في الصحيحين في ضرب هذا المثل العجيب لحال المتصدق وحال البخيل اثر الصدقة على المتصدق لان الصدقة لها اثر عظيم جدا على المتصدق من حيث انبساط النفس انشراح الصدر آآ ايضا سبحان الله لها اثر عجيب في ستر عيوبه في ستر عيوبه واخفائها لها اثر عجيب جدا على المتصدق والبخل له اثر ايضا سيء جدا على البخيل من حيث ظيق الصدر ونكد العيش وتكدر الامور وايضا بغضة الناس بغضة آآ الناس وكراهيتهم له فله اثار على هذا وهذا فالنبي عليه الصلاة والسلام ضرب مثل في هذا الحديث عجيب جدا وهو مثل للمتصدق البخيل ضرب مثلا على ذلك برجلين كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد عليهما جبتان من حديد لكن الجبة من اين الى اين قال اه فاضطرت ايديهما الى ثديهما وتراقي وتراقيهما وفي اللفظ الاخر قال من ثديهما الى تراقيهما المسافة من هنا الى هنا هذا الذي عليه الجبة لكنها يعني شادة على الجسم شادة على الجسم فجعل المتصدق كل ما تصدق بصدقة انبسطت هي شادة على جسمه فتنبسط اه تتسع حتى تعفي انامله حتى تعفي انامل من اتساعها تعطي انامله وايضا تكون سابغة طويلة فايضا تعفو اثره اذا مشى من كونها سابقة تعفو اثرها اذا مشى على التراب وله اثر هذا الصبوغ للجبة يعفي اثره يغطي اثره وهذا المعنى فيه انها تخفي عيوب الانسان وتستر عيوبه وايضا تكون سعة له وانشراح في في في صدره وقرار في عيشه طمأنينة في نفسه هذه كلها معاني تندرج اه تحت هذا قال وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت كل ما هم بصدقة انقلصت لان مشكلة البخيل الشح الذي في نفسه فكلما حدثته نفسه ان يخرج او يتصدق قلصة اي منعت نفسه بسبب الشح الذي فيها فكلما هم بصدقة قلصت واخذت كل حلقة مكانها تشتد عليه قال ابو هريرة فرأيت انا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول باصبعيه هكذا في جبته يقول باصبعيه هكذا في في هذا في جيبه نعم هذا الجيب فيقول باصبعه هكذا يعني يوسع الجيب ولا تتسع يعني يظرب هذا المثل ان هذه الجبة التي تلتصق وتشتد على الجسم انما تتسع بالصدقة صاحبها لو اراد ان يوسعها بيده ما تتسع لا تزال ظيقة عليه لا تتسع الا بالصدقة فالصدقة فيها السعة معاني السعة الراحة آآ انشراح الصدر آآ تعفو الاثر العيوب والمساوئ ونحو ذلك ففيها هذه المعاني العظيمة بخلاف البخل والعياذ بالله نعم وروى عن ابي بردة عن ابيه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال على كل مسلم صدقة قالوا يا رسول الله فمن لم يجد؟ قال يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق. قالوا فان لم يجد قال يعين ذا حاجة الملهوف قالوا فان لم يجد قال فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فانها له صدقة. سبحان الله بيده فينفع نفسه ويتصدق قد يكون الانسان ما عنده اصلا رصيد ولا حسابات ولا وانما كله يومي مثل حال كثير من العمال الان ترى سبحان الله عدد كبير من العمال الله يكرمه بالخير. تجده يعمل واخر اليوم يحصن نصيبا يسيرا مثلا خمسين ريال او ستين ريال فيتصدق ببعضها يتصدق معها وتجده ربما يوميا حريص على الصدقة. ومن الناس عنده ارصدة ونفسه شحيحة بها لا يخرج منها لا قليل ولا كثير وهذا الذي يخرجه هذا العامل من عرق وتعب وجهد قد يغلب ولو كان ريالا واحدا قد يغلب مئة الف ريال لان لان هذا اخرجه من حاجة غلب درهم كما جاء في الحديث آآ آآ الف درهم او قال مئة الف درهم فهذا الذي اخرج الف او مئة الف اخرجه من عرض المال الكثير الذي عنده والاخر عنده درهمين فيكون اخرج نصف ماله فيغلب ولهذا الانسان ولو كان الشيء الذي عنده قليل قد يغلب الالاف والملايين التي ينفقها من عنده خير ورزق كثير فلا يحقر الانسان في باب الصدقة من من البذل ولو كان قليلا نعم قال رحمه الله تعالى ولما كان البخيل محبوسا عن الاحسان ممنوعا عن البر والخير كان جزاؤه من جنس عمله فهو ضيق الصدر ممنوع من الانشراح. ضيق العطن صغير النفس قليل الفرح. كثير الهم والغم والحزن لا يكاد تقضى له حاجة ولا يعان على مطلوب فهو كرجل عليه جبة من حديد قد جمع يداه الى عنقه بحيث لا يتمكن من اخراجها ولا حركتها وكلما اراد اخراجها او توسيع تلك الجبة لزمت كل حلقة من من حلقها موضعها وهكذا البخيل كلما اراد ان يتصدق منعه البخل فبقي قلبه في سجنه كما هو نعم هذا حال البخيل قيل آآ في ضوء المثل الذي آآ ضربه النبي عليه الصلاة والسلام في اه ظيق صدر ممنوع من انشراح الصدر اه ظيق العطن اه في في في هموم وغموم ايضا تكدر في العيش ولا تكاد تقضى له حاجة هذه حاله هذه حاله من سوء عمله وهو شح النفس. نعم والمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه وانفسح بها صدره فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه فكلما تصدق اتسع وانفسح وانشرح وقوي فرحه وعظم سروره ولو لم يكن في الصدقة الا هذه الفائدة وحدها لكان العبد حقيقة بالاستكثار منها والمبادرة اليها وقد قال تعالى ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون وكان عبدالرحمن بن عوف او سعد بن ابي وقاص رضي الله عنهما يطوف بالبيت وليس له دأب الا هذه الدعوة قني شح نفسي ربي قني شح نفسي. فقيل له اما تدعو بغير هذه الدعوة؟ فقال اذا ووقيت شح نفسي فقد افلحت. نعم يعني كما في الاية ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون والقائل هو عبد الرحمن ابن عوف كما في اخبار مكة الفاكهة نعم والفرق بين الشح والبخل ان الشح هو شدة الحرص على الشيء والاحفاء في طلبه والاستقصاء في تحصيله وجشع النفس عليه والبخل منع انفاقه بعد حصوله وحبه وامساكه فهو شحيح قبل حصوله بخيل بعد حصوله فالبخل ثمرة الشح. والشح يدعو الى البخل والشح كامن في النفس. فمن بخل فقد اطاع شحه. ومن لم يبخل فقد عصى شحه ووقي شره. وذلك اه هو المفلح ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. هذا كلام عظيم جدا في بيان الفرق بين الشح البخل يقول رحمه الله تعالى الشح شدة الحرص على الشيء والاحفاء في طلبه والاستقصاء في تحصيله وجشع النفس عليه هذا يسمى شح اذا حصله استقصاه بهذه الحالة وبهذه وحصله ثم منع الا ان يخرج هذا بخل فالشح اولا ثم البخل ولهذا الشح يثمر البخل الشح يثمر البخل يقول فالبخل ثمرة الشح والشح يدعو الى البخل ثم يقول رحمه الله والشح كامن في النفس موجود فيها كامن في النفس ولهذا قال ومن يوق شح نفسه هو كامن في اه النفس فمن بخل فقد اطاع شح نفسه ومن لم يبخل فقد عصى شح نفسه ومن عصى شح نفسه افلح كما في الاية الكريمة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون. نعم قال رحمه الله تعالى والسخي قريب من الله تعالى ومن خلفه ومن خلقه ومن اهله وقريب من الجنة وبعيد من النار والبخيل بعيد من الله بعيد من خلقه بعيد من الجنة قريب من فجود الرجل يحببه الى اضضاده. وبخله يبغضه الى اولاده. هذا كلام عجيب جدا في التي يعني يثمرها الجود والاثار التي يثمرها آآ البخل فالجود والسخاء يجعل المرء قريب من الله قريب من الخلق قريب من اهله قريب من الجنة قريب من كل خير بخلاف الشح فانه يبعد الانسان عن الخير كله وآآ هنا اورد كلمة سبحان الله عجيبة يقول جود الرجل يحببه الى اضداده يعني الى من هم خصوم له او نحو ذلك يحببهم ما يعرف به من صدقة وبذل وصنائع معروف وبخل الرجل يبغضه الى اولاده وبخل الرجل يبغضه الى اولاده دعك عن البعداء الاولاد ايضا اذا كان الرجل اه بخيلا نعم وكما قيل ويظهر عيب المرء في الناس بخله ويستره عنهم جميعا سخاؤه ويستره عنهم جميعا سخاؤه مثل ما مر معنا يعفي اثره يستر عيوبه تغطى باثواب السخاء فانني ارى كل عيب فالسخاء غطاؤه السخاء غطاء وستر لي المرء سبحان الله حتى وان كان اه له عيوب لكن اه الناس لا لا يلتفتون اليها وانما دائما يتحدثون عن كرمه وسخاءه وبذله لماله ويدعون له هذا حديث فاصبح آآ عطاؤه غطاء وسترا لعيوبه نعم وقارن اذا قارنت حرا فانما يزين ويزري بالفتى قرناؤه. قارن اي صاحب. اذا قارنت اذا اردت قرينا وصاحبا وصديقا فقارن آآ حرا اي باخلاقي وادابه وديانته فانما يزين المرء ويزري بي قرناؤه يزن او يزري به لان المرء بقرينة قد قال عليه الصلاة والسلام المرء على ديني قرينه فلينظر فلينظر احدكم من اه المرء على دين خليله فلينظر احدكم من يخالل الحديث في سنن ابي داوود نعم واقلل اذا ما استطعت قولا فانه اذا قل قول المرء قل خطاؤه نعم اذا كثر آآ نعمل المرء كثر كثر زلل وكثرت ذنوبه واذا كثرت ذنوبه فالنار اولى به. نعم اذا قل مال المرء قل صديقه وضاقت عليه ارضه وسماؤه واصبح لا يدري وان كان حازما. اقدامه بضم الميم. اقدامه اقدامه خير له ام وراءه؟ نعم ايضا بضم الواو والهمزة نعم. اذا المرء لم يختر صديقا لنفسه فنادي به في الناس هذا جزاؤه. نعم اذا لم يختر يعني آآ معنى يختر ان يتفقه في الصديق ليس يصاحب كل احد وانما يتفقه ولهذا قال بعض السلف من فقه الرجل مأكله ومشربه وممشاه ان يتفقه في من يصاحب قبل ان ان يصاحبه. نعم قال رحمه الله تعالى وحد السخاء بذل ما يحتاج اليه عند الحاجة وان يوصل ذلك الى مستحقه بقدر الطاقة بذل ما يحتاج اليه. يعني ليس بذل الزائد او ما لا يحتاج اليه وانما بذل ما يحتاج اليه ما تحتاجه نفسه ونحو ذلك يؤثر به والذين يؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة يعني حاجة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون وليس كما قال بعض من نقص علمه حد الجود بذل الموجود ولو كان كما قال هذا القائل الجود بذل موجود العبارة الشائعة في هذا الزمان الجود من الموجود الجود من الموجود نعم ولو كان كما قال هذا القائل لارتفع اسم السرف والتبذير وقد ورد الكتاب بذمهما وجاءت السنة بالنهي عنهما واذا كان السخاء محمودا فمن وقف على حده سمي كريما. وكان للحمد مستوجبا. ومن قصر عنه كان بخيلا الى وكان للذم مستوجبا وقد روي في اثر ان الله عز وجل اقسم بعزته الا يجاوره بخيل نعمة وغير ثابت في سنده من هو متروك. نعم والسخاء نوعان فاشرفهما سخاؤك عما بيد غيرك والثاني سخاؤك ببذل ما في يدك. هذا عجيب سبحان الله يعني السخاء المتبادر للاذهان البذل لكن قد اه يكون الانسان ليس عنده شيء يبذله ليس عنده شيء ينفقه لكن في الوقت نفسه سخي كيف قال السخاء نوعان سخاؤك عما بيد غيرك سخاؤك عما بيد غيرك يعني لا تتطلع نفسك لما بيد غيرك مستعفا عما بايدي الناس وليس متطلعا لها سخية النفس عن ذلك هذا سخاء هذا نوع عظيم من السخاء سخاؤك عما بيد غيرك والثاني سخاؤك ببذل ما في يدك فقد يكون الرجل نعم قولوا رحمه الله تعالى فقد يكون الرجل من اسخى الناس وهو لا يعطيهم شيئا. انظر الكلام العجيب. قد يكون الرجل من اسخى الناس. وهو لا يعطيهم شيئا ليس عنده شيء اصلا يعطي لكنه سخي نفسه سخية ليست متطلعة لما لما في ايدي الناس مستعث حتى وان كان به حاجة فهو يعني مستعف عما فيه اه عما في ايدي الناس نعم. لانه سخا عما في ايديهم وهذا معنى قول بعضهم السخاء ان تكون بمالك متبرعا وعن مال غيرك متورعا. هذا يجمع معنيين السخاء ان تكون بمالك متبرعا تبذله هذا نوع والنوع الثاني وعن ما لغيرك متورعا هذا ايضا سخاء تتورع عن مال الغير آآ السخاء ان تكون بمالك متبرعا وعن مالك عن مال غيرك متورعا هذه كلمة عظيمة وجميلة ولعل الاخوان يتنافسون في البحث عنها ومصدرها ومن قالها ويفيدوننا بذلك نعم قال ابن القيم وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول ان الله اوحى الى ابراهيم صلى الله عليه سلم اتدري بما اتخذتك خليلا؟ قال لا. قال لاني رأيت العطاء احب اليك من الاخذ وهذه صفة من صفات الرب جل جلاله. فانه يعطي ولا يأخذ ويطعم ولا يطعم. وهو اجود اجودين واكرم الاكرمين واحب الخلق اليه من اتصف بصفاته فانه كريم يحب الكريم من عباده وعالم يحب العلماء وقادر يحب الشجعان وجميل يحب الجمال روى الترمذي في جامعه قال حدثنا محمد بن بشار قال حدثنا ابو عامر قال اخبرنا خالد بن الياس عن صالح بن ابي حسان قال سمعت سعيد بن المسيب يقول ان الله طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة. كريم يحب الكرم. جواد يحب الجود. فنظفوا اخبيتكم. ولا تشبهوا قال فذكرت للمهاجر ابن مسمار فقال حدثنيه عامر ابن سعد عن ابيه رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله الا انه قال فنظفوا افنيتكم قال هذا حديث غريب خالد ابن الياس يضعف. قال اي الترمذي هذا حديث غريب خالد ابن الياس يظعف يعني بين هنا علته والحديث ظعيف غير ثابت نعم وفي الترمذي ايضا في كتاب البر قال حدثنا الحسن بن عرفة قال حدثنا سعيد بن محمد الوراق عن يحيى بن سعيد عن الاعرج عن ابي ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال السخي قريب من الله قريب من الجنة قريب من الناس بعيد من النار والبخيل بعيد من الله بعيد من الجنة بعيد من الناس قريب من النار قال جاهل سخي احب الى الله تعالى من عابد بخيل. نعم وايضا هذا اسناده ضعيف فيه من هو متروك نعم وفي الصحيح ان الله تعالى وتر يحب الوتر وهو سبحانه وتعالى رحيم يحب الرحماء. وانما يرحم من عباده الرحماء وهو ستير يحب من يستر على عباده وعفو يحب من يعفو عنهم وغفور يحب من يغفر لهم ولطيف يحب اللطيف من عباده ويبغض الفظ الغليظ القاسي الجعظري الجواظ ورفيق يحب الرفق وحليم يحب الحلم. وبر يحب البر واهله. وعدل يحب العدل. وقابل للمعاذير يحب من يقبل معاذير عباده. ويجازي عبده بحسب هذه الصفات فيه وجودا وعدما فمن عفا عفا عنه ومن غفر غفر له ومن سامح سامحه ومن حقق حققه ومن بعباده رفق به ومن رحم خلقه رحمه ومن احسن اليهم احسن اليه ومن صفح عنهم صفح ومن جاد عليهم جاد عليه ومن نفعهم نفعه ومن سترهم ستره ومن تتبع عوراتهم تتبع عورته ومن هتكهم هتكه وفضحه ومن منعهم خيره منعه خيره ومن شاق الله شاق الله تعالى به. ومن مكر مكر به. ومن خادع خادعه. ومن عامل خلقه بصفة عامله الله تعالى بتلك الصفة بعينها في الدنيا والاخرة فالله تعالى لعبده على حسب ما يكون العبد لخلقه ولهذا جاء في الحديث من ستر مسلما ستره الله تعالى في الدنيا والاخرة. ومن نفس عن مؤمن كربة من كرب في الدنيا نفس الله عنه تعالى كربة من كرب يوم القيامة. ومن يسر على معسر يسر الله تعالى عليه حسابه ومن اقال نادما اقاله الله تعالى عثرته. ومن انظر معسرا او وضع عنه اظله الله تعالى في ظل عرشه بانه لما جعله في ظل الانظار والصبر ونجاه من حر المطالبة وحرارة تكلف الاداء مع وعجزه نجاه الله تعالى نعم وعجزه لانه لما جعله في ظل الانظار والصبر ونجاه من حر المطالبة وحرارة تكلف الاداء مع عسرته وعجزه نجاه الله تعالى من حر الشمس يوم القيامة الى ظل العرش. نعم هذه قاعدة آآ في الجزاء في قاعدة في الجزاء ثابتة ومستقرة ان الجزاء من جنس العمل في الخير والشر ليجزي الذين اساءوا بما عملوا ويجزي الذين احسنوا بالحسنى نعم وكذلك الحديث الذي في الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال في خطبته يوم يا معشر من امن بلسانه ولم يدخل الايمان الى قلبه لا تؤذوا المسلمين. ولا تتبعوا عوراتكم فانه من تتبع عورة اخيه تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته. نعم الجزاء من جنس العمل وكما تدين تدان. نعم. فكما تدين تدان وكن كيف شئت فان الله تعالى لك كما تكون انت له ولعباده ولما اظهر المنافقون الاسلام واسروا الكفر واظهر الله تعالى لهم واظهر الله تعالى لهم يوم القيامة نورا على الصراط. نعم. اعد. لعل الواو زائدة. هم ولما اظهر ولما اظهر المنافقون الاسلام واسروا الكفر اظهر اظهر الله تعالى لهم يوم القيامة نورا على الصراط واظهر لهم انهم يجوزون الصراط واسر لهم ان يطفئ نورهم وان يحال بينهم وبين قطع الصراط جزاء من جنس اعمالهم وكذلك من يظهر للخلق خلاف ما يعلمه الله فيه. فان الله تعالى يظهر له في الدنيا والاخرة اسباب فلاحي والنجاح والفوز ويبطل له خلافها. نعم جزاء له من جنس عمله. كما يكون المرء لعبادة لا يكون الله له جزاء له من جنس عمله. نعم وفي الحديث من رأى رأى الله به. ومن سمع سمع الله به. والمقصود ان الكريم المتصدق يعطيه الله ما لا يعطي البخيل الممسك ويوسع عليه في ذاته وخلقه ورزقه ونفسه واسباب معيشته جزاء له من جنس نسأل الله عز وجل الكريم لنا اجمعين من واسع فضله امين وان يقينا شح انفسنا ان ينفعنا بما علمنا وان يجعل هذا الذي سمعناه وتعلمناه حجة لنا لا علينا وان يهدينا اليه صراطا مستقيما اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. امين اللهم اتنا نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم اغفر لنا ولوالدينا ومشايخنا وولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء اي منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خير