بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن القيم الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب فصل وقوله صلى الله عليه وسلم وامركم ان تذكروا الله تعالى فان مثل ذلك مثل رجل خرج العدو في اثره سراعا حتى اذا اتى على حصن حصين فاحرز نفسه منهم كذلك العبد لا يحرز نفسه ومن الشيطان الا بذكر الله فلو لم يكن في الذكر الا هذه الخصلة الواحدة لكان حقيقا بالعبد الا يفتر لسانه من ذكر الله تعالى والا يزال لهجا بذكره فانه لا يحرز نفسه من عدوه الا بالذكر ولا يدخل عليه العدو الا من باب الغفلة فهو يرصده فاذا غفل وثب عليه وافترسه اذا ذكر الله تعالى ان خنس عدو الله وتصاغر وانقمع حتى يكون كالوصع وكالذباب ولهذا سمي الوسواس الوسواس الوسواس الخناس اي يوسوس في الصدور. فاذا ذكر الله تعالى خنس. اي كف وانقبظ. الظمة هذي خطأ الوسواس والفتح ايه ولهذا سمي الوسواس الخناس اي يوسوس في الصدور. فاذا ذكر الله تعالى خنس اي كف وانقبض. قال ابن عباس رضي الله عنهما الشيطان جاثم على قلب ابن ادم. فاذا سهى وغفل وسوس. فاذا ذكر الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اللهم يا ربنا فقهنا في الدين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد في هذا الفصل يذكر الامام ابن القيم رحمه الله تعالى الجملة الخامسة الواردة في حديث الحارث الاشعري رضي الله عنه وهي تتعلق بفضيلة الذكر وانه حرز للمسلم من الشيطان وواق له من الشيطان وحصن حصين يقيه باذن الله عز وجل من الشيطان الرجيم يقول الله عز وجل واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا. ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا قال بعض المفسرين ان عبادي اي الذاكرين الله فالذاكر لله عز وجل ذكره لله يقيه من الشيطان لان ذكر الله جل وعلا اعظم طاردا للشيطان والغفلة عن ذكر الله مجلبة للشياطين ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين ومعنى ذلك ان ان من كان ليس غافلا عن ذكر الله بل كان مشتغلا بذكر الله عز وجل فليس للشيطان عليه طريق قال في هذا الحديث وامركم ان تذكروا الله وامركم ان تذكروا الله فان مثل ذلك مثل رجل خرج العدو في اثره سراعا حتى اذا اتى على حصن حصين فاحرز نفسه منهم. كذلك العبد لا يحرز نفسه من الا بذكر الله حتى تعرف قيمة الذكر في التحصين من الشيطان والوقاية من يستحضر هذا المثل العظيم. رجل خرج عدوه في اثره صراعا فاوى الى مكان محصن من جميع الجهات ودخل فيه وعدوه يريد البطش به ويأتيه من كل الجهات فلا يجد سبيلا لانه دخل في حصن حصين يقيه من العدو فهذا مثل عظيم جدا ضرب لبيان مكانة الذكر في حفظ العبد وتحصينه من الشيطان فلا يجد سبيلا اليه والشيطان يأتي ابن ادم من كل الجهات يبحث عن طريق ثم لاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم يأتيهم من كل الجهات وذكر الله عز وجل يحصنه من جميع الجهات ومثل الذاكر مثل الرجل الذي انطلق العدو خلفه صراعا فاوى الى حصن حصين ولهذا بعض العلماء سموا مصنفاتهم في الذكر وفظله بالحصن حصن المؤمن او الحصن الحصين او نحو ذلك مؤلفات كثيرة قديمة وحديثة بهذا الاسم وهي مأخوذة من هذا المعنى لان ذكر الله سبحانه وتعالى حصن حصين يقي العبد ويحميه باذن الله سبحانه وتعالى من الشيطان قال في هذا الحديث كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان الا بذكر الله لا يحرز نفسه اي لا يسلم ولا يتقي شر الشيطان الا بالذكر. فالذكر هو الذي يحميه والغفلة هي التي تجلب والعياذ والعياذ بالله الشيطان اليه نقل رحمه الله تعالى اثرا في هذا الباب عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى من شر الوسواس الخناس قال ذلك الشيطان جاثم على قلبي ابن ادم فاذا سهى وغفل وسوس فاذا ذكر الله خنس خنس انطرد وابتعد عن عن العبد فهو وسواس خناس هاتان صفتان للشيطان وكل صفة تتعلق بحال من من احوال العبد فوسواس اذا غفل العبد خناس اذا ذكر العبد ربه انخنس الشيطان اي انطرد وابتعد عن المكان فهذه ثمرة عظيمة جدا من ثمار آآ الذكر آآ انه طارد للشيطان وحصن حصين للعبد يقيه باذن الله عز وجل من الشيطان. نعم وفي مسند الامام احمد عن عبدالعزيز بن ابي سلمة الماجي شون عن زياد ابن ابي زياد مولى عبد الله ابن عياش ابن ابي ربيعة انه بلغه عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عمل ادمي عملا قط انجى له من عذاب الله من ذكر الله عز وجل. بدأ المصنف رحمه الله تعالى احاديث عديدة في فضل اه الذكر وما اشتمل عليه من الفوائد العظيمة والاثار العظيمة ونوع الاحاديث المشتملة على انواع الفضائل لذكر الله سبحانه وتعالى فبدأ حديث معاذ ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ما عمل ادمي عملا قط انجى له من عذاب الله ما عمل ادمي قط عملا ما عمل ادمي عملا قط انجى له من عذاب الله من ذكر الله وهذا فيه ان الذكر نجاة من العذاب ان ذكر الله عز وجل نجاة من العذاب وقوله من عذاب الله هذا يتناول العذاب المعجل والعذاب المؤجل عذاب الدنيا وعذاب الاخرة ذكر الله عز وجل نجاة للعبد نجاة له في الدنيا ونجاة له في الاخرة ولهذا ينبغي على العبد ان يكون مكثرا من ذكر الله وان يكون ذاكرا لله سبحانه وتعالى بالكثرة لانه ما من عمل ان انجى من العذاب من ذكر الله سبحانه وتعالى نعم وقال معاذ رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا اخبركم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخير لكم من انفاق الذهب والفضة فضة ومن ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم؟ قالوا بلى يا رسول الله. قال ذكر الله عز وجل وهذا الحديث فيه ان ذكر الله سبحانه وتعالى افضل الاعمال لانه مقصود الاعمال انما شرعت الشرائع وفرضت الاوامر اقامة لذكر الله سبحانه وتعالى اقامة لذكر الله فهو افضل الاعمال وهو مقصودها. لان العبادات المتنوعة مقصودها اقامة آآ ذكر الله جل وعلا قال الا اخبركم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخير لكم من انفاق الذهب والورق اي الفضة ومن ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم ويضربوا اعناقكم قالوا بلى يا رسول الله قال ذكر الله فهذا فيه تفضيل الذكر وانه افضل اه الاعمال لانه روح الاعمال ولبها ومقصودها نعم وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق فمر على جبل يقال له جمدان فقال سيروا هذا جمدان. سبق المفردون قالوا وما المفردون؟ وما المفردون يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات. وهذا عظيم في فضل الذكر فيه ان الذاكرين الله كثيرا هم اهل السبق هم اهل السبق والحديث يصور حال العباد اه اهل الطاعة والتقرب الى الله كأنهم في ميدان سباق وتنافس فاستبقوا الخيرات كانهم في ميدان السباق وان الذاكرين لله بالكثرة هم الاسبق في هذا الميدان ولهذا سيأتي معنا لاحقا يقول ابن القيم رحمه الله في في هذا الكتاب عمال الاخرة في مضمار السباق والذاكرون هم اسبقهم في ذلك المظمار ولكن القدر والغبار يمنع من رؤية سبقهم فاذا انجلى الغبار وانكشف رآهم الناس وقد حازوا قصب السبق يأتي هذا لاحقا في صفحة تسعة وثمانين فالحاصل ان هذا الحديث فيه ان العباد والعمال للاخرة كانهم في ميدان سباق كانهم في ميدان سباق وان الذاكرين الله عز وجل بالكثرة لان قال الذاكرين الله كثيرا ففي ان الذاكرين الله بالكثرة هم اهل السبق ولهذا قال سبق المفردون قالوا وما المفردون يا يا رسول الله؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات نعم وفي سنن ابي داوود عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله تعالى فيه الا قاموا عن مثل جيفة حمار. وكان عليهم حسرة وفي رواية الترمذي ما جلس قوم مجلسا لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم صلى الله عليه وسلم الا كان عليهم ترة فان شاء عذبهم وان شاء غفر لهم. هذا الحديث في ايضا حث على ذكر الله سبحانه وتعالى في كل مجلس يجلسه المرء كل مجلس يجلسه المرء ينبغي ان يكون فيه ذكر لله سبحانه وتعالى والا يكون مجلسا خاليا من ذكر الله لان ما من قوم يقومون من مجلس لا يذكرون الله فيه الا قاموا عن مثل جيفة حمار الا قاموا عن مثل جيفة حمار وكان عليهم حسرة اي ندامة. يكون ذلك المجلس عليهم حسرة اي ندامة يوم القيامة ويقومون من مجلسهم كأنما كمثل من قام من جيفة حمار. وهذا شأن المجالس التي لا يذكر فيها الله بل تعمر بالغفلة واللهو او حتى بالمعاصي والعياذ بالله لا يقومون منها الا كما يقوم يقوم المرء من جيفة حمار وتكون مجالسه تلك حسرة عليهم وندامة. نعم وفي صحيح مسلم عن الاغر ابي مسلم قال اشهد على ابي هريرة وابي سعيد رضي الله عنهما انهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال لا يقعد قوم يذكرون الله الا الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده. وهذا الحديث فيه ذكر اربع ثمار عظيمة لمجالس الذكر مجالس الذكر ومجالس الذكر هي المجالس التي يجلس فيها الناس يتفقهون في القرآن ويتعلمون اه الدين ويعرفون الحلال والحرام ويعرفون الاحكام ويذكرون بالله وعظمة الله. ونحو ذلك. هذه مجالس ذكر. فما جلس قوم يذكرون الله الا نالوا اربعة خصال في مجلسهم ذلك. الاولى حفتهم الملائكة حفتهم الملائكة ولله ملائكة يجوبون الطرقات يبحثون عن اهل الذكر ومجالس الذكر. فاذا قالوا هلموا الى حاجتكم فيحفونهم من جميع جهاتهم. يحفونهم من جميع جهاتهم الا حفتهم الملائكة وحث الملائكة لهم. هذا رضا من الملائكة بصنيعهم ومحبة اجتماعهم ورغبة في هذا الخير اه العظيم قال وغشيتهم الرحمة اي غطتهم غطتهم الرحمة غشيتهم اي اهل المجلس كلهم تغطيهم الرحمة واذا كانت الرحمة مغطية لهم من جميع الجهات مستوفية لهم قد غطتهم الرحمة فلا مجال الغفلة او الشيطان فان مجالس الذكر مجالس لا يشقى فيها المجالس بل يسعد. مجالس الذكر لا يشقى فيها الجالس بل باب خير عظيم له هم القوم لا يشقى بهم جليس والرابعة نزلت عليهم السكينة. والسكينة الطمأنينة والوقار وهذه ثمرة عظيمة من من ثمار مجالس الذكر انها توجد في المرء باذن الله عز وجل سكينة طمأنينة ووقار وهذي ثمرة عظيمة من ثمار الذكر والرابعة وهي اعظمها قال وذكرهم الله فيمن عنده وهذا الذكر لله عز وجل لهم في من عنده فيه رضا الله عنهم ومحبته لهم ولعملهم. يذكرهم في من عنده اي في الملأ الاعلى ثناء عليهم ومباهاة بهم وذكرا لمكانتهم وفضلهم كفى بالعبد ان يفوز بهذا الشرف حينما يجلس مجالس الذكر. وفي هذا المعنى الحديث الذي في صحيح مسلم عن معاوية رضي الله عنه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلقة في المجلس في المسجد جلوس نتذاكر قال ما اجلسكم قلنا جلسنا نذكر الله وما من الله علينا به. فقال عليه الصلاة والسلام الله ما اجلسكم الا ذلك قلنا والله ما اجلسنا الا ذلك. قال اما والله اني لم استحلفكم تهمة لكم ولكن اتاني جبريل انفا فاخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته هذا مثل قوله هنا وذكرهم الله فيمن عنده. نعم قال وفي الترمذي عن عبدالله بن بسر رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله ان ابواب الخير كثيرة ولا استطيع القيام بكلها فاخبرني بشيء اتشبث به ولا تكثر علي فانسى. وفي رواية ان شرائع الاسلام قد كثرت علي وانا قد كبرت فاخبرني بشيء اتشبث به ولا تكثر علي فانسى قال لا يزال لسانك رطبا بذكر الله تعالى. وهذا حديث عظيم جدا فيه ثمرة عظيمة من ثمار الذكر وفوائده. الا وهي انه من ثمار الذكر انه يلين الطاعة يسهلها ويعين العبد على القيام بها فلا تصبح شاقة على النفوس بل لينة سهلة ينشرح الصدر بها وتطمئن النفس اليها. فالذكر معونة على الطاعات فهذا الصحابي الجليل قال للنبي عليه الصلاة والسلام ابواب الخير كثيرة ولا استطيع القيام بكلها وفي الرواية الاخرى قال ان شرائع الاسلام قد كثرت علي وهنا اسأل سؤال يعين على فهم الحديث هذا الصحابي لما قال شرائع الاسلام كثرت عليه هل اراد بهذا ان يسقطها عنه؟ لا نبي عليه الصلاة والسلام هل اراد ان يسقط عن هذه الشرائع؟ قال كبرت وثقلت علي هل يريد ان يسقطها عنه؟ لا اذا ماذا يريد؟ يريد ان يدله النبي صلى الله عليه وسلم على شيء يعينه على هذه الشرائع يعينه على هذا ويقويه على ادائها قال ان شرائع الاسلام قد كثرت علي وانا قد كبرت فاخبرني بشيء اتشبث به ولا تكثر علي فانسى. وفي الرواية الاولى قال ان ابواب الخير كثيرة ولا استطيع القيام بكلها فاخبرني بشيء اتشبث به ولا تكثر علي فانسى. فقال له النبي عليه الصلاة والسلام لا يزال لسانك رطبا بذكر الله لا يزال لسانك لسانك رطبا بذكر الله. اي فادم ذكر الله واكثر ذكر الله سبحانه وتعالى. لانه يعينك على ذلك يعينك على ذلك حتى مع ضعف القوة انت ترى انت ترى العباد كبار السن الذين عرفوا باللهج بذكر الله سبحانه وتعالى والاكثار من ذكر الله. اذا رأيت ابدانهم في ضعفها ووهنها تظنها لا تحملهم ولا تنهض بهم الى اماكن الطاعة. فاذا جئت الى المساجد وجدتهم الاسبق. مع ان ابدانهم الاضعف وتجد النشاط والاقوياء من الشباب متأخرين. فهذا الذي سهل له الطاعة كثرة ذكره لله كثرة ذكره لله سبحانه وتعالى لين الطاعة وسهالا عنده حتى مع ظعف بنيته ووهني قواه يقوم وينهظ ويخطو الخطوات المتثاقلة الى بيت الله هذا اللين والسهولة مع ظعف البدن واقبال القلب على الطاعة الذي اعانه على ذلك بفضل الله ومنه كثرة ذكره لله سبحانه وتعالى. فهذا الحديث يفيد ان من من فوائد الذكر العظيمة انه يلين العبادة. حتى مع كبر السن. قال وقد كبرت حتى مع كبر السن وضعف البدن يلين ان العبادة وينشط العبد ويقويه على على ادائها. لكن والعياذ بالله مع الغفلة عن ذكر الله. حتى مع قوة البدن هو نشاطه تجد البدن يضعف عن النهوض للعبادة والقيام بها فمن ثمار كثرة ذكر الله سبحانه وتعالى انه يلين العبادة ويعين على الطاعة. نعم وفي الترمذي ايضا عن ابي سعيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل اي العباد افضل وارفع درجة عند الله يوم القيامة. قال الذاكرون الله كثيرا. قيل يا رسول الله ومن في سبيل الله قال لو ضرب بسيفه في الكفار والمشركين حتى ينكسر ويختضب دما كان الذاكر لله تعالى افضل منه درجة. هذا حديث ضعيف الاسناد اورده ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه تهذيب السنن قال ولكنه من حديث دراج وقد ضعف قال ولكنه من حديث دراج وقد ضعف فالحديث ضعيف آآ الاسناد لكن تقدم معنا حديث معاذ الا اخبرك بخير اعمالكم وفيه ومن ان تلقوا عدوكم. وسيأتي كلام جميل لابن القيم في المفاضلة بين الجهاد والذكر نعم. وفي صحيح البخاري عن ابي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت. هذا الحديث فيه ان ذكر الله عز وجل الحياة العبد وان الغفلة عن ذكر الله عز وجل موت العبد. فالحياة بالذكر والموت بالغفلة وفي رواية اخرى للحديث في صحيح مسلم مثل البيت الذي يذكر فيه الله والبيت الذي لا يذكر فيه الله كمثل الحي والميت وهذا ايضا فيه ان الرواية التي في مسلم فيها ان البيت الذي يذكر فيه الله مثله مثل بيوت الاحياء والبيت الذي لا يذكر فيه الله مثله مثل بيوت الاموات القبور يستفاد من مجموع الروايتين للحديث ان مثل الذاكرين الله عز وجل في بيوتهم كالاحياء في بيوت الاحياء ومثل الغافلين عن ذكر الله في بيوتهم كمثل الاموات في المقابر كمثل الاموات في المقابر والنبي صلى الله عليه وسلم قال لا تجعلوا بيوتكم نعم قبورا لا تجعلوا بيوتكم قبورا يعني اشغلوا بيوتكم بذكر الله اكثروا في بيوتكم من ذكر الله سبحانه وتعالى حتى لا تكون مثل مثل القبور. ابن القيم رحمه الله له كلام جميل جدا. على هذا الحديث ذكره في مدارج السالكين ذكر الروايتين للحديث الاولى التي في البخاري مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه والثانية التي في مسلم مثل البيت الذي يذكر فيه الله والبيت الذي لا يذكر فيه الله ثم قال آآ رحمه الله تعالى فجعل بيت الذاكر هذا حسب الرواية الثانية فجعل بيت الذاكر بمنزلة بيت الحي وبيت الغافل بمنزلة بيت الميت وهو القبر وفي اللفظ الاول جعل الذاكر بمنزلة الحي والغافل بمنزلة الميت فتضمن اللفظان ان القلب الذاكر كالحي في بيوت الاحياء والغافل كالميت في بيوت الاموات ولا ريب ان ابدان الغافلين قبور لقلوبهم يقول رحمه الله ولا ريب ان ابدان الغافلين قبور لقلوبهم يعني كأن الغافل قلبه مدفون في في بدنه مدفون في بدنه اصبح بدنه قبر لقلبه يقول ولا ريب ان ابدان الغافلين قبور لقلوبهم وقلوبهم فيها كالاموات في القبور. ثم ذكر بيتين لعلهما من انشائه قال فنسيان ذكر الله موت قلوبهم واجسامهم قبل القبور قبور وارواح في وحشة من جسومهم وليس لهم حتى النسور نشور نعم وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله تبارك وتعالى الا انا عند ظن عبدي بي وانا معه اذا ذكرني فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم. وان تقرب الي شبرا تقربت اليه ذراعا. وان تقرب الي ذراعا تقربت اليه باعا. وان اتاني يمشي اتيته هرولة. هذا ماض على قاعدة الشريعة في الجزاء ان من جنس العمل ومر كلام عظيم لابن القيم رحمه الله تعالى في باب الحسنات وايضا باب السيئات ان الجزاء من جنس العمل ففي هذا حديث القدسي يقول الله تعالى انا عند ظن عبدي بي وانا معه اذا ذكرني. هذي ثمرة للذكر معية الله الخاصة للذاكرين حفظا ونصرا وتأييدا ومعونة وانا معه اذا ذكرني فان ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وان ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم اي في الملائكة مثل ما تقدم معنا آآ في في في الحديث وذكرهم الله فيمن عنده نعم. وبالترمذي عن انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. قالوا يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر. وهذا فيه ان حلق الذكر جنة معجلة في الدنيا ايحث النبي عليه الصلاة والسلام على قصدها والجلوس فيها وملازمتها فهي جنة جنة معجلة في الدنيا قال اذا مرضتم اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا. خذوا من منها نصيبكم فارتعوا قالوا وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر اي مجالس العلم مجالس الحلال والحرام المجالس التي تعقد لبيان الدين والتعريف بالله وعظمته واسماءه وصفاته وشرعه والحلال والحرام يتلى فيها القرآن وتبين فيها الاحكام وتفسر فيها الايات هذي مجالس آآ الذكر. وهي روضة من آآ رياض الجنة. اخذا من هذا الحديث تجد عدد من العلماء سموا مصنفاتهم في العلم بهذا المعنى مثل رياض الصالحين الروضة المعطار او الروضة الانوف بستان العارفين الى اخره لان العلم هو الروضة. روظة من آآ الرياظ فيه انواع تحف والورود والثمار والاثار والجنى الطيب الذي يجنيه العبد من اه مجالس العلم كتب آآ العلم نعم قال وفي الترمذي ايضا عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل انه يقول ان عبدي عبدي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه. وهذا الحديث هو فصل الخطاب في التفضيل بين الذاكر المجاهد ملاق في مواجهة العدو. يذكرني وهو ملاقي قرنه يعني مواجه عدوه. في القتال نعم وهذا الحديث هو فصل الخطاب في التفضيل بين الذاكر والمجاهد. فان الذاكر المجاهد افضل من الذاكر بلا جهاد والمجاهد الغافل فان الذاكر المجاهد افضل من الذاكر بلا جهاد والمجاهد الغافل. لا الضبط خطأ فان الذاكر المجاهد افضل من الذاكر بلا جهاد والمجاهد الغافل. صحيح والذاكر بلا جهاد افضل من المجاهد الغافل عن الله تعالى. فافضل الذاكرين المجاهدون افضل المجاهدين الذاكرون. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. فامرهم بالذكر الكثير والجهاد معا. ليكونوا على رجاء من الفلاح وقد قال تعالى يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا. وقال تعالى والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اي كثيرا. وقال تعالى فاذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم اباء او اشد ذكرا فقيد الامر بالذكر بالكثرة والشدة. لشدة حاجة العبد اليه وعدم استغناء عنه طرفة عين. فاي لحظة خلا فيها العبد عن ذكر الله عز وجل كانت عليه لا له وكان خسرانه فيها اعظم مما ربح في غفلته عن الله عز وجل. وقال بعض العارفين لو اقبل على الله تعالى كذا وكذا سنة ثم اعرض عنه لحظة لكان ما فاته اعظم مما حصله. او رد آآ رحمه الله تعالى هذا الحديث في الترمذي ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان عبدي كل عبدي الذي يذكرني وهو ملاق قرنه اي ملاق عدوه. ملاق عدوه. والحديث في الترمذي كما ذكر رحمه الله وفي اسناده من هو ضعيف فالحديث ضعيف الاسناد يقول رحمه الله وهذا الحديث هو فصل الخطاب في التفضيل بين الذاكر والمجاهد ايهما افضل ايهما افضل الذاكر او المجاهد قال فان الذاكر المجاهد افضل من الذاكر بلا جهاد والمجاهد الغافل افضل من الذاكر بلا جهاد وافضل من المجاهد الغافل وافضل المجاهدين الذاكرون الله افضل المجاهدين الذاكرون الله. المعنى الذي ذكره رحمه الله هنا وضحه رحمه الله توضيحا ابين في تهذيب السنن وضحه رحمه الله توضيحا ابين في تهديب السنن. قال والتحقيق في ذلك ان المراتب ثلاثة تحقيق في ذلك ان المراتب ثلاثة. الاولى ذكر وجهاد الاولى ذكر وجهاد وهي اعلى المراتب. قال الله تعالى يا ايها الذين امنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون. المرتبة الثانية ذكر بلا جهاد المرتبة الثانية ذكر بلا جهاد فهذه دون الاولى والمرتبة الثالثة جهاد بلا ذكر فهي دونهما فهي دونهما. اذا اذا قيل اي اه ايهما افضل المجاهد او الذاكر يجاب على هذا السؤال في ضوء هذه الرتب الثلاث يقال المجاهد الذاكر هو الافضل المجاهد الذاكر هو الافظل فان صفت على ذاكر بلا جهاد او او مجاهد بلا ذكر فالذاكر افضل. فالذاكر افضل لكن افضل منهما الذاكر المجاهد الذاكر المجاهد نعم وذكر البيهقي عن عائشة رضي الله عنها وعن ابيها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما من ساعة يمر بابن ادم لا يذكر الله فيها الا تحسر عليها يوم القيامة وذكر عن معاذ بن جبل يرفعه ايضا ليس يتحسر اهل الجنة الا على ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز عز وجل فيها. نعم هذا الحديث والذي قبله كل منهما ضعيف. ولهذا صدرهما بذكر اشعارا ضع فيهما لكن تقدم معنا آآ في آآ في الحديث الذي ذكره رحمه الله وكان عليهم حسرة. قال وكان عليهم حسرة اي ندامة يوم القيامة. نعم امي حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام ابن ادم كله عليه لا له. الا امرا بمعروف او نهيا عن منكر او ذكرا لله عز وجل كلام ابن ادم كله اه كله عليه لا له الا امرا بمعروف او نهي عن منكر او ذكرا لله. اي وما والى ذلك ما كان من هذا القبيل الكلام بن ادم عليه الا عليه لا له الا ما كان ذكرا لله او امرا بمعروف او نهيا عن منكر او مكانا من هذا القبيل الحديث في اسناده ضعف لكن نقرأ الهامش فيه فائدة تفردت به ام صالح بنت صالح عن صفية بنت شيبة عن ام حبيبة رضي الله عنها وام صالح هذه لا يعرف حالها وقوى معنى هذا الحديث سفيان الثوري بشواهده من القرآن. فعندما قال احد الرواة في مجلسه ما اشد هذا الحديث يعني يستغربه نعم يشير لضعفه رد عليه سفيان بقوله وما شدته؟ الم تسمع قول الله تعالى في لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس. اولم تسمع قول الله تعالى في كتابه لا يتكلمون الا من اذن له الرحمن وقال صوابا هو هذا بعينه. وايضا جاء في الحديث الدنيا ملعونة ملعون ما فيها الا ذكر الله وما والاه او ذكر الله وعالم ومتعلم او كما جاء في الحديث نعم وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم اي الاعمال احب الى الله عز وجل؟ قال تموت ولسانك رطب من ذكر الله عز وجل. قوله عليه الصلاة والسلام ان تموت هذا حث على المداومة لان المرء لا يدري متى يموت مثل قوله عز وجل يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون هذا حث على المداومة على الاسلام والثبات عليه ومجاهدة النفس على ذلك حتى لا يأتي الموت المرء الا وهو على حقي ثابت نعم وقال ابو الدرداء رضي الله عنه لكل شيء جلاء. وان جلاء القلوب ذكر الله عز وجل. نعم لكل شيء يعني يجلو ما به من وسخ وينظف ما فيه من عوالق وجلاء القلوب ذكر الله الذي يجلو ما يكون على القلوب من من غفلة ونحو ذلك الذي يجلو القلوب هو ذكر الله سبحانه وتعالى. نعم. وذكر البيهقي مرفوعا من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول لكل شيء سقالة وان سقالة القلوب ذكر الله عز وجل وما من شيء انجى من عذاب الله عز وجل من ذكر الله. قالوا ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل قال ولو ان يضرب بسيفه حتى ينقطع. نعم هذا الحديث آآ قوله ان لكل شيء سقالة هذا مثل الذي جاء عند ابي الدرداء لكل شيء سقالة ويروى ايضا سقالة بالصاد بمعنى جلاء بمعنى جلال لكل شيء ثقالة او سقالة بالصاد اي جلاء. وان سقالة القلوب ذكر الله. وان استقالة القلوب ذكر الله. فهذا المعنى تقدم في اثر ابي الدرداء. وبقية وما من شيء انجى تقدم معنا في حديث مضى لكن الحديث هذا اسناده ضعيف في سعيد ابن سنان متروك وقد تقدم ايضا حديث في اسناده هذا الرجل نعم. قال ابن القيم رحمه الله ولا ريب ان القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وجلاؤه بالذكر فانه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء. فاذا ترك الذكر صدي فاذا ذكر جلاه. هذا كلام عظيم. هذا كلام عظيم. يعني الان اذا كان عند الانسان مرآة وينظر فيها فلا يستفيد منها لان عليها القدر والغبار والاتربة فاذا اخذ له آآ منشفة او شيء ومسحها واذا بها ناصعة هذي النصوع الذي تراه في المرآة من اراد جلاء قلبه مما هو عالق به فلا جلاء له الا ذكر الله مثل ما يرتاح الانسان للمرآة عندما يجلو ما عليها فيراها ساطعة وناصعة وواضحة القلب مثل القلب تتراكم عليه امور لا تنجلي الا بذكر الله. فاذا اراد ان يجلو ما على قلبه فليكثر من ذكر الله يكثر من ذكر الله فبه جلاء القلوب او جلاء صدأ القلوب نعم وصدأ القلب بامرين بالغفلة والذنب وجلاؤه بشيئين بالاستغفار والذكر. فمن كانت الغفلة اغلب اوقاته كان الصدأ متراكبا على قلبه وصداؤه بحسب غفلته. واذا صدأ القلب لم تنطبع فيه صور المعلومات على ما هي عليه والباطل في سورة الحق والحق في صورة الباطل. لانه لما تراكم عليه الصدأ اظلم. فلم تظهر فيه سورة الحقائق كما هي عليه. فاذا تراكم عليه الصدأ واسود وركبه الران فسد تصوره وادراكه فلا يقبل حقا ولا ينكر باطلا وهذا اعظم عقوبات القلب. قال وصدأ القلب بامرين الصدأ يكون على القلب يغطيه يكون بامرين بالغفلة اي عن ذكر الله عز وجل ولا تكن من الغافلين والثاني بالذنوب فكلما اذنب العبد ذنب نكت على قلبه نكتة سوداء. فاذا اذنب اخر نكت نكتة سوداء حتى تغطي بهذه النكت السوداء قلبا. وذلك الران كلا بران على قلوب ما كانوا يكسبون اي ما كانوا يقترفون من الذنوب الصدأ الذي على القلب يكون بالغفلة ويكون بالذنوب فالغفلة تنجلي بالذكر. الصدأ الذي سببه الغفلة ينجلي بالذكر ذكر الله. مثل ما قال ابو الدرداء لكل شيء جلاء وجلاء القلوب ذكر الله والصدأ الذي آآ سببه الذنوب ينجلي بالاستغفار ينجلي بالاستغفار لان الاستغفار سبحان الله ينظف الاستغفار ينظف كل ما اكثر العبد الاستغفار كل ما اكثر تنظيف نفسه وتنقيتها لانه لا يزال يقع في الذنوب يقع في الذنوب فكل ما كان مكثرا من الاستغفار كل ما كان ذلك ابلغ في النظافة. كل ما كان ذلك ابلغ في النظافة هو التنقية فالاستغفار جلاء منظف عظيم جدا للعبد من اه الذنوب التي اه تتراكم عليه وتؤثر على على قلبه. ولهذا ما يزال العبد بخير ما كان مكثرا من الاستغفار من ذكر الله سبحانه وتعالى نعم. قال رحمه الله واصل ذلك ثم ذكر كلام ايضا مهم ان الغفلة تسبب صدى متراكم على القلب. فماذا يحدث لهذا القلب؟ اذا تراكم عليه الصدأ يصبح والعياذ بالله قلب اعمى ما يبصر ما يبصر حتى ان ان كثير من القلوب بسبب الصدأ الذي عليها تصبح ترى المنكر معروفا والمعروف منكرا والحق باطلا والباطل حقا بسبب الصدأ المتراكم على على قلبه ولو زال عنه صدأ قلبه لعرف انه ما كان يبصر قبل فعرف انه قبل ذلك ما كان يبصر بسبب الصدأ الذي وولهذا قال اه انها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور. نعم قال واصل ذلك من الغفلة واتباع الهوى. فانهما يطمسان نور القلب ويعميان بصره. قال الله وتعالى ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا اذا اراد العبد ان يقتدي برجل فلينظر هل هو من اهل الذكر او هو من الغافلين؟ وهل الحاكم عليه الهوى او الوحي. فان كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من اهل الغفلة. وامره فرط لم يقتدي به ولم يتبعه فانه يقوده الى الهلاك. ومعنى الفرط قد فسر بالتضييع. اي امره الذي يجب ان يلزمه ويقوم به وبه رشده وفلاحه ضائع قد فرط فيه. وفسر بالاسراف اي قد افرط وفسر بالاهلاك وفسر بالخلاف للحق. وكلها اقوال متقاربة والمقصود ان الله سبحانه وتعالى نهى عن طاعة من جمع هذه الصفات. فينبغي للرجل ان ينظر في شيء وقدوته ومتبوعه. فان وجده كذلك فليبعد عنه فليبعد منه. وان وجده ممن غلب عليه ذكر الله تعالى واتباع السنة وامره غير مفروط عليه. بل هو حازم في امره فليستمسك بغرزه. ولا فرق بين من الحي والميت الا بالذكر. فمثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت. وفي المسند مرفوعا اكثروا ذكر الله تعالى حتى يقال مجنون. هذي آآ هذه فائدة ثمينة جدا عند ابن القيم رحمه الله تعالى هنا استقرادا. لكنها من انفس الفوائد واثمنها وطالب العلم المبتدئ في تلقي العلم والحريص على مجالسة الاشياخ وطلاب العلم ليستفيد ويتعلم بحاجة الى لا ان يتأمل هذه الوصية الثمينة من هذا الامام المربي آآ رحمه الله تعالى وقد اخذها رحمه الله من قوله جل وعلا ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا ثلاثة امور اذا اجتمعت في الشخص او وجدت فيه هذه الصفات او شيء منها فتجنبه ولا تأخذ عنه لا تطع الله يقول ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا يقول ابن القيم اخذا من هذه الاية الكريمة فاذا اراد العبد ان يقتدي برجل فلينظر يعني في ضوء هذه الاية هل هو من اهل الذكر؟ او هو من الغافلين قالوا من اهل الذكر او من الغافلين وهل الحاكم عليه الهوى او الوحي؟ هل هو يؤمر السنة على نفسه او يأمر الهوى ومن امر السنة على نفسه نطق بالحكمة. هل هو يؤمل السنة على نفسه؟ او يؤمر الهوى. وهذا واضح واضح تماما الاول واضح والثاني واضح هل هو هل هو من الذاكرين او الغافلين؟ هذا واظح بالمجالسة يظهر وهل هو يؤمر آآ السنة على نفسي او يؤمر الهوى. ايضا هذا واضح ينجلي بسهولة يتضح المرء بسهولة. في قضايا كثيرة تجد بعض الناس واضح انه لم يؤمر السنة وانما امرها تميل نفسه لشيء فاخذ ينتصر له. السنة في وادي والشيء الذي هو ينتصر له واد اخر بعيد عن عن السنة فيقول رحمه الله ينظر هل هو من اهل الذكر؟ او من الغافلين؟ وهل الحاكم عليه الهوى او الوحي ان كان الحاكم عليه هو الهوى وهو من اهل الغفلة وامره فرط وامره فرط يعني منفرط امر منفرط يعني غير منضبط وهذا يظهر في عدم انتظامه في الخير والطاعة وتفلته في المعاصي والذنوب امرهم منفرط ليس حازما مع نفسه وجادا في مع نفسه امر منفرط ولهذا نقل نقول في في في معنى الذي امره فرط قال اي امره الذي يجب ان يلزمه ويقوم به ورشده وفلاحه ضائع قد فرط فيه. اذا كان هو في نفسه فرط فكيف يقتدى به ها كيف يقتدى به اذا كان هو مفرط؟ يعني اذا كان هو مثلا مضيع للصلوات ويفتقد في المساجد ويتأخر عنا الصلوات ويتأخر عن اعمال الخير مفرط. كيف يتخذ قدوة كيف يتخذ قدوة وامره فرط هو في نفسه فيقول ابن القيم حقيقة كلام عظيم يقول المقصود ان الله نهى يعني في الاية المتقدمة ولا تطع نهى عن طاعة من جمع هذه الصفات فينبغي للرجل ان ينظر في شيخه ينبغي للرجل ان ينظر في شيخه وقدوته ومتبوعه فان وجده كذلك يعني في هذه الصفات فليبعد منه فليبعد منه وان وجده ممن غلب عليه ذكر الله واتباع السنة غلب عليه ذكر الله واتباع السنة وامره غير مفروط عليه بل هو حازم في امره فليستمسك بغرزة فليستمسك بغرزه هذه ثلاث معايير. وكثير ما يسأل طلاب العلم اخذ عن فلان او لا اخذ عن فلان تلقى عن فلان او هذا مقياسه الان مقياس عظيم جدا وكان آآ السلف رحمهم الله اذا رحلوا الى شخص قبل ان يأخذوا ان يصبروا حاله يصبر حاله. ومن اعظم ما تصبر به حال الرجل الصلاة من اعظم ما تسبر به حال الرجل ويعرف الصلاة هذه محك وميزان يومي. احد المعاصرين يقول سمعت مرة لرجل او داعية محاضرة قوية عن الاسلام يقول خطاب قوي جدا مؤثر فتأثرت واعجبني قلت هذا الشخص هو بغيتي ابحث عنه واقترب منه واستفيد منه. قلت افظل وقت اذهب له عند بيته في صلاة الفجر حتى من اول النهار اكسب رفقته والاستفادة منه. يقول فصليت سألت عن مسجد او ما صليت معه الفجر فما وجدته في الصلاة. يقول قلت لعله مسافر او جئت اليوم الثاني وفقدته في الفجر. الثالث فقدته فتجرأت وسألت آآ بعض المصلين قلت فلان آآ ما هو هذا مسجد؟ قالوا الا قلت له ما مسافر؟ قال لا هو ما الفجر ما يأتي قليل يأتي الفجر فيقول صدمت واصررت اني اقابله فتحريت ان اقابله وقلت له كذا وكذا. قال نعم نحن عندنا اعمال كثيرة امور تشغلنا ايش يشغلك؟ صلاة الفجر هذي فريضة هذي فريضة وهي محك يومي فغسل يده منه هذي الميزان الذي هو الصلاة سبحان الله دليل على اجتماع امر الانسان خاصة الذي يعتني بها ويبكر تجد ان مجتمع على الخير في هذا الطاعة العظيمة. اما اذا كان مفرطا خاصة في هذه الصلاة الصلاة ميزان يومي ميزان يومي وحتى ايضا في قضية الزواج اذا تقدم احد اول ما تبحث عنه بعد السنة التوحيد الصلاة اسأل عن صلاته ويعرف من حية وجماعة الحي يفيدونك بحالة فالصلاة ميزان عظيم جدا لاقامة ذكر الله والمحافظة عليها فاذا كان مبكرا ومعتنيا هذه الصلاة فهذه من الامور المطمئنة واذا كان ايضا محكما للسنة السنة عليه ظاهرة وحريص عليها ومعظم لها هذا ايضا ميزان فهذه موازين عظيمة ذكرها ابن القيم ينبغي على طالب العلم اولا ان يعتني هو بنفسه في تطبيقها وان يكون مكثرا من ذكر الله وآآ آآ محكما السنة فيما يأتي ويذر ومجتمعا في نفسه على الخير غير مفرط ولا ولا مضيع ثم من يتلقى عنه ويتخذه قدوة يرى فيه هذه الصفات اما اذا لم تكن فيه هذه الصفات فان الله يقول ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه. وكان امره فرطا. وفي الباب لابن القيم رحمه الله كلمات عظيمة جدا في هذا الباب باب التلقي والاخذ كلام عظيم ولان بعض طلبة العلم يتتبعه في كتب ابن القيم ويفيد به نفسه ويفيد ايضا به آآ اخوانه قال ولا فرق آآ ولا فرق بين الحي والميت الا بالذكر وهذا المعنى تقدم معنا في الحديث الذي في صحيح البخاري مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي و الميت نسأل الله الكريم آآ رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم اعنا ولا تعن علينا وانصرنا ولا تنصر علينا وامكر لنا ولا تمكر علينا واهدنا ويسر الهدى لنا وانصرنا على من بغى علينا اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك اواهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا وثبت حجتنا واهد قلوبنا وسدد السنتنا واسلل سخيمة صدورنا اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما به جنتك ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه. جزاكم الله