الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام العلامة ابو عبدالله ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين قال رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب فصل وفي الذكر نحو من مائة فائدة احداها انه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره الثانية انه يرضي الرحمن عز وجل الثالثة انه يزيل الهم والغم عن القلب الرابعة انه يجلب للقلب الفرح والسرور والبسط الخامسة انه يقوي القلب والبدن السادسة انه ينور الوجه والقلب السابعة انه يجلب الرزق الثامنة انه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنظرة. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد في شرح الامام ابن القيم رحمه الله تعالى للحديث المتقدم حديث الحارث الاشعري رضي الله عنه وفي بيانه للجملة الخامسة منه المتعلقة بالذكر وعظيم فضله ساق رحمه الله تعالى فيما تقدم جملة من الاحاديث في بيان فضائل الذكر وثماره العظيمة ثم عقد رحمه الله تعالى هذا الفصل العظيم في فوائد الذكر وبدأه بقوله في الذكر نحو من مئة فائدة والعدد ليس مقصودا يعني في الذكر فوائد كثيرة جدا في الذكر فوائد كثيرة جدا ثم شرع رحمه الله تعالى في تعدي آآ فوائد الذكر فجمع ما يزيد على السبعين فائدة كل واحدة منها كافية في حث المرء على العناية بالذكر والمواظبة عليه وان يكون من الذاكرين الله كثيرا والذاكرات وجمع رحمه الله تعالى في هذا الفصل من فوائد الذكر وعدها وذكر ما يتعلق بها من شواهد ودلائل جمعا لا تكاد تجده في كتاب اخر هذا ايضا من قيمة هذا الكتاب المبارك العظيم الوابل الصيب رحمه الله تعالى حيث جعل في مقدمته عدا لفوائد الذكر تعين العبد على العناية بالذكر والمواظبة عليه وان يكون ذاكرا لله سبحانه وتعالى بالكثرة ذكر رحمه الله تعالى الفائدة الاولى انه طارد للشيطان حرز للعبد من الشيطان وكلما كان العبد اكثر عناية بالذكر كلما كان ذلك اكثر تحصينا له كذلك بيت المرء كلما كان اكثر ذكرا لله فيه كلما كان البيت محصنا من دخول الشيطان او الشياطين اليه وفي الحديث ان الشيطان لا يقرب البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة فذكر الله عز وجل قامع الشيطان وكاسر له وطارد ومبعد قد تقدم معنا من قول ابن عباس رضي الله عنهما في معنى قوله تعالى الوسواس الخناس فاذا ذكر الله خنس ايا ابتعد والقمع بخلاف الغافل الغافل يجد الشيطان السبيل عليه ويدخل عليه من خلال غفلته ولهذا قال الله عز وجل ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين وذكر الفائدة الثانية انه يرضي الرحمن فان ذكر الله عز وجل من عظيم الاعمال الصالحة المقربة الى الله سبحانه وتعالى المكسبة لرضاه والتي ينال بها العبد رضا الله سبحانه وتعالى ففي ذكر الله عز وجل مرضاة للرب جل وعلا والثالثة انه يزيل الهم والغم عن القلب يزيلوا اي يجلو القلب من مما فيه من هم او غم او حزن اه او نحو ذلك وان تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وهمومنا وغمومنا فذكر الله عز وجل بقراءة القرآن او تسبيحا تحميدا وتهليلا وتكبيرا هذا كله مما يجلو عن القلب ما يكون فيه من هم او غم او نحو ذلك الرابعة انه يجلب للقلب الفرح السرور والبسط وذلك لانه يحدث في القلب طمأنينة طمأنينة وراحة وسكونا فينشرح القلب وينبسط ولهذا قال الله سبحانه وتعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب الخامسة انه يقوي القلب والبدن يقوي القلب ويقوي البدن ويقوي البدن مثل ما يقويه الغذاء وهذا سيأتي فيه كلام نافع جدا يذكره آآ ابن القيم رحمه الله تعالى والسابعة انه او السادسة انه ينور الوجه والقلب فالذكر نور وضياء صاحبه ومر معنا قول ابن عباس ان للحسنة نورا في الوجه ضياء في القلب ولذكر الله عز وجل آآ اعظم الحسنات ولما قال ابو ذر رضي الله عنه للنبي عليه الصلاة والسلام افمن الحسنات لا اله الا الله قال هي احسن الحسنات وقال عليه الصلاة والسلام خير ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير السابعة انه يجلب اه الرزق لان فيه رضا الله عز وجل وفيه الاعتماد على الله والتفويض اليه سبحانه وتعالى ووالله يقول ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب والثامنة انه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنظرة النظرة هي الحسن والجمال والبهاء فهذه كلها من اثار الذكر وثماره العظيمة نعم قال رحمه الله التاسعة انه يورثه المحبة التي هي روح الاسلام وقطب رحى الدين. ومدار السعادة النجاة وقد جعل الله لكل شيء سببا وجعل سبب المحبة دوام الذكر. فمن اراد ان ينال محبة الله عز وجل فليلهج بذكره. فانه الدرس فانه الدرس والمذاكرة. كما انه باب العلم. فالدرس باب المحبة وشارعها فالذكر باب المحبة وشارعها الاعظم وصراطها الاقوم. نعم اه هنا تنبيه قبل المواصلة هذا الكتاب كتاب الوابل الصيب ما زال متوفر ويوزع آآ في مكاتب التوعية بالمخارج في الساحات وكل واحد من الاخوة اذا احب وليس عنده نسخة من الكتاب يتفظل الى المكاتب مكاتب التوعية في الساحات و يستلم اه نسخته قال رحمه الله تعالى اه التاسعة انه يورث المحبة التي يروح الاسلام المحبة اي يعمر قلبك بمحبة الله واذا عمر قلبك بمحبة الله احبك الله فليس الشأن ان تحب ولكن الشأن ان ان تحب ان يحبك الله فالله يحبك اذا عمر قلبك بمحبته وكان في قلبك محبة صادقة لله عز وجل وذكر الله ينمي هذه المحبة ويقويها ومن احب شيئا اكثر من ذكره من احب شيئا اكثر من ذكره ولهذا المحبة الصادقة لله عز وجل تحرك دوما في قلب العبد الاكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى وايضا من اراد ان تتقوى المحبة في قلبه فليغالب نفسه وليجاهدها على الاكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى لان ذكر الله والاكثار منه يجلب المحبة للقلب التي هي رح الاسلام قال ابن القيم فمن اراد ان ينال محبة الله فليلهج بذكره من اراد ان ينال محبة الله فليلهج بذكره يعني ليكثر من من ذكر الله سبحانه وتعالى فان المرء اذا اكثر من ذكر الله عز وجل احبه الله انا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه نعم قال رحمه الله العاشرة انه يورثه المراقبة حتى يدخله في باب الاحسان في عبد الله كانه يراه ولا سبيل للغافل عن الذكر الى مقام الاحسان كما لا سبيل للقاعد الى الوصول الى البيت قال العاشر انه يورث المراقبة اذا اكثر العبد من ذكر الله سبحانه وتعالى حرك الذكر في قلبه مراقبة الله لان لان الذكر ذكر الله عز وجل يقوي في القلب التعظيم لله وكما تقدم المحبة لله وايضا الخوف اه من الله سبحانه وتعالى فهو فهو يقوي جانب المراقبة لان لان المكثر من ذكر الله يتحرك في قلبه تعظيم تعظيم الرب سبحانه وتعالى واذا قويت المراقبة في القلب قلب العبد دخل من خلالها الى باب الاحسان الذي واعلى فرتب الدين قال اخبرني عن الاحسان قال ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك نعم قال رحمه الله الحادية عشرة انه يورثه الانابة وهي الرجوع الى الله عز وجل. فمتى اكثر الرجوع اليه اورثه ذلك رجوعه بقلبه اليه في كل احواله. فيبقى الله عز وجل مفزعه وملجأه وما لاذه ومعاذه وقبلة قلبه ومهربه عند النوازل والبلايا. وهذه ايضا فائدة عظيمة من فوائد الذكر انه يورث الذاكر الانابة اه الانابة الى الله منيبين اليه واتقوه منيبين اليه. الانابة هي الرجوع اه الرجوع الى الله عز وجل وحسن الاقبال عليه والتوبة من الذنوب فمما يا يجعل العبد يكون من المنيبين الى الله سبحانه وتعالى كثرة اه الذكر كثرة الذكر لله سبحانه وتعالى فانه يورث الانابة وهي الرجوع الى الله عز وجل فمتى اكثر الرجوع اليه بذكره اورثه ذلك رجوعه بقلبه اليه في كل احواله. نعم قال رحمه الله الثانية عشرة انه يورثه القرب منه. فعلى قدر ذكر الله عز وجل يكون قربه منه. وعلى غفلته يكون بعده منه. وهذه ايضا من ثمار الذكر انه يورث العبد الا القرب من الله وشاهد ذلك مر معنا قال قال الله عز وجل في الحديث القدسي من ذكرني في نفسي ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ومن تقرب مني شبرا تقربت منه ذراعا الى اخر الحديث فالذكر لله عز وجل والاكثار من ذكر الله يورث آآ القرب من من الله سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله الثالثة عشرة اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد جبهته على الارض في ذل وخضوع ليس عنده همة في سجوده الا ذكر الله وتسبيح الله عز وجل نعم الثالثة عشرة انه يفتح له بابا عظيما من ابواب المعرفة. وكلما اكثر من الذكر ازداد من المعرفة. نعم واذا ازدادت المعرفة فتوالت الخيرات اذا ازدادت المعرفة اي معرفة الله توالت الخيرات على العبد كما قال اهل العلم من كان بالله اعرف كان منه اقرب ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد فهذه المعرفة تثمر خيرات عظيمة جدا فذكر الله عز وجل اه من ثماره العظيمة انه يفتح للعبد بابا عظيما من ابواب المعرفة اي المعرفة بالله جل في علاه نعم قال رحمه الله الرابعة عشرة انه يورثه الهيبة لربه عز وجل واجلاله. لشدة استيلائه على قلبه حضوره مع الله تعالى بخلاف الغافل فان حجاب الهيبة رقيق في قلبه. نعم يورثه الهيبة اي ان يكون في قلبه هيبة لله وخوف من الله ومراقبة لله سبحانه وتعالى نعم الخامسة عشرة انه يورثه ذكر الله تعالى له. كما قال تعالى فاذكروني اذكركم. ولو لم يكن في الذكر الا هذه وحدها لكفى بها فضلا وشرفا. وقال صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم. وهذه ايضا ثمرة عظيمة جدا من ثمار الذكر انه يورث الذاكر ذكر الله له فان العبد اذا ذكر الله ذكره الله فاذكروني اذكركم. نعم قال رحمه الله السادسة عشرة انه يورث حياة القلب. وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول الذكر للقلب مثل الماء للسمك فكيف يكون حال السمك اذا فارق الماء دليل ذلك تقدم معنا مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت فهذا فيه ان ذكر الله سبحانه وتعالى حياة للقلوب وان الغفلة موت لها. نعم قال رحمه الله السابعة عشرة انه قوت القلب والروح. فاذا فقده العبد صار بمنزلة الجسم اذا حيل بينه وبين تقوته وحضرت شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله مرة صلى الفجر ثم جلس يذكر الله تعالى الى قريب من انتصاف النهار ثم التفت الي وقال هذه غدوتي. ولو لم اتغدى هذا الغداء لسقطت قوتي او كلاما قريبا من هذا. وقال لي مرة لا اترك الذكر الا بنية اجمام نفسي واراحتها لاستعد بتلك الراحة لذكر اخر او كلاما او كلاما هذا معناه. هذا ايضا من ثمار الذكر انه اه قوت يعني غذاء غذاء للقلب والروح غذاء القلب والروح يغذي قلب الذاكر ويقويه ويقوي ايضا البدن ويقوي ايضا البدن ولهذا فاطمة رضي الله عنها لما جاءت النبي عليه الصلاة والسلام تسأل خادما قال هل ادلك على خير لك من خادم تسبحين الله اه ثلاثا وثلاثين وتحمدينه ثلاثا وثلاثين وتكبرينه اربعا وثلاثين يعني اذا وكل الفراش قال خيرا من خادم اخذ منه العلماء ان هذا يقوي البدن كما انه ايضا يقوي القلب تصبح اه قلب الذاكر في قوة ونشاط وهمة نعم قال رحمه الله الثامنة عشرة انه يورث جلاء القلب من هذه القوة يعني حتى في في طالب العلم تكون معونة على على حفظ العلم على التعليم على التدريس ولهذا ابن تيمية رحمة الله عليه يقول هذا هذه غدوتي هذه غدوتي لو لم اتغد هذا الغداء لسقطت قوتي نعم قال رحمه الله الثامنة عشرة انه يورث جلاء القلب من صداه كما تقدم في الحديث. وكل شيء له صدأ وصدأ والقلب الغفلة والهوى وجلاؤه الذكر والتوبة والاستغفار. وقد تقدم هذا المعنى. نعم التاسعة عشرة انه يحط الخطايا ويذهبها فانه من اعظم الحسنات والحسنات يذهبن السيئات. نعم كما قال الله عز وجل ان الحسنات يذهبن السيئات وكما قال عليه الصلاة والسلام واتبع السيئة الحسنة تمحها وذكر الله عز وجل من احسن الحسنات وفي الحديث ان ابا ذر رضي الله عنه وهو في المسند قال قلت يا رسول الله افمن الحسنات لا اله الا لا اله الا الله؟ قال هي احسن الحسنات نعم قال رحمه الله العشرون انه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه تبارك وتعالى. فان الغافل بينه وبين الله عز وجل وحشة لا تزول الا بالذكر. نعم يعني في النفس وحشة سببها الغفلة لا تزول هذه الوحشة عن قلب المرء الا بالاكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى. فكان من ثمار الذكر انه يزيل الوحشة التي بين العبد وبين ربه نعم قال رحمه الله الحادية والعشرون ان ما يذكر به العبد ربه عز وجل من جلاله وتسبيحه وتحميده يذكر بصاحبه عند الشدة. فقد روى الامام احمد رحمه الله تعالى في المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان مما تذكرون من جلال الله عز وجل من التهليل والتكبير والتحميد يتعاطفن حول العرش لهن ندوي كدوي النحل يذكرنا بصاحبهن. افلا يحب احدكم ان يكون له ما يذكر به؟ هذا الحديث او معناه نعم يعني هذي ايضا من ثمار الا الذكر ان ما يذكر به العبد ربه تسبيحا وتحميدا وتكبيرا وتهليلا يذكر بصاحبه عند الشدة يذكر بصاحبه عند الشدة وفي الحديث تعرف الى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ومما يتعرف العبد به الى ربه في الرخاء كثرة ذكري لربه في رخائه. نعم قال رحمه الله الثانية والعشرون ان العبد اذا تعرف الى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة. وقد جاء اثر معناه ان العبد المطيع الذاكر لله تعالى اذا اصابته شدة او سأل الله تعالى حاجة قالت الملائكة يا ربي صوت معروف من عبد معروف والغافل المعرض عن الله عز وجل اذا دعاه وسأله. قالت الملائكة يا رب صوت منكر من عبد منكر. نعم الثالثة والعشرون انه انه منجاة من عذاب الله تعالى كما قال معاذ رضي الله عنه ويروى مرفوعا ما عمل ادمي عملا انجى له من عذاب الله عز وجل من ذكر الله تعالى. نعم وهذا تقدم نعم الرابعة والعشرون انه سبب نزول السكينة وغشيان الرحمة وحفوف الملائكة بالذاكر كما اخبر به النبي يصلى الله عليه وسلم. نعم وتقدم في هذا الحديث ما اجتمع قوم اه اه في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده نعم. قال رحمه الله الخامسة والعشرون انه سبب اشتغال اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب والفحش والباطل فان العبد لا بد له من ان يتكلم فان لم يتكلم بذكر الله تعالى وذكر اوامره تكلم بهذه المحرمات او ببعضها فلا سبيل الى السلامة منها البتة الا بذكر الله تعالى. والمشاهدة والتجربة شاهدان بذلك. فمن عود لسانه ذكر الله صان الله لسانه عن الباطل واللغو. ومن يبس لسانه عن ذكر الله تعالى ترطب بكل باطل ولغو وفحش. ولا حول ولا لا قوة الا بالله نعم هنا فائدة عظيمة من اه من فوائد الذكر انه يصون اللسان تعنى قول الفحش والبذاء والغيبة والنميمة وغير ذلك فوصيانة للسان وكما قال ابن القيم رحمه الله تعالى اللسان لابد له من كلام اللسان لابد له من كلام لابد ان ان يتحرك بكلام فان لم تشغله بالحق انشغل بالباطل ان لم تشغله بالذكر انشغل بالغيبة والنميمة وغير ذلك فذكر الله سبحانه وتعالى في صيانة آآ لسان المرء وحفظ من اللغو والفحش البذاء ومن جاءت له من كل هذه الامور نعم قال رحمه الله السادسة والعشرون ان مجالس الذكر مجالس الملائكة ومجالس اللغو والغفلة مجالس شياطين فليتخير العبد اعجبهما اليه واولاهما به فهو مع اهله في الدنيا والاخرة. نعم في في التي قبلها قال اه رحمه الله تعالى ومن يبس لسانه عن ذكر الله ترطب بكل باطل ترطب بكل باطل ولغو وفحش ولو قال تلوث لكانت ادق تلوث بكل باطل لغو فحش نعم قال رحمه الله السابعة والسادسة والعشرون ان مجالس الذكر مجالس الملائكة ومجالس الغفلة مجالس الشياطين مجالس الشياطين ولهذا يقول ابن القيم ناصحا رحمه الله فليتخير العبد اعجبهما اليه واولاهما فهو مع اهله في الدنيا والاخرة مجالس الذكر مجالس الملائكة لله ملائكة يلتمسون مجالس الذكر يجوبون الطرقات يلتمسون مجالس الذكر فاذا وجدوا مجلس ذكر قالوا هلم الى حاجتكم كما جاء في الحديث فمجالس الذكر مجالس الملائكة ومجالس الغفلة مجالس الشياطين والعبد يتخير لنفسي اعجب المجلسين اليه واحبهما اليه وما من شك ان الناصح لنفسه لا يرضى لنفسه بالدنية والدون بل لا يرضى لنفسه الا بمجالس الخير والبركة والشرف والكرامة نعم قال رحمه الله السابعة والعشرون انه يسعد الذاكر بذكره ويسعد به جليسه وهذا هو المبارك اينما كان السابعة انه يسعد السابعة والعشرون انه يسعد الذاكر بذكره ويسعد به جليسه. وهذا هو المبارك اينما كان. والغافل يشقى يشقى بلغوه وغفلته ويشقى به مجالسه. هذه ايضا فائدة ثمينة. آآ من كان تعود على كثرة الذكر اصبح مباركا اينما كان. واجعلني مباركا اين وجعلني مباركا اينما كنت فمن لازم الذكر وداوم عليه صار مباركا اينما كان لانه في اي مجلس يجلسه يشتغل بذكر الله ويحرك في المجلس الذي يذكر يجلسه ذكر الله سبحانه وتعالى ولا يكون المرء مباركا اينما كان الا اذا كان في كل مجلس يجلس ينشئ فيه خيرا ويبين فيه خيرا ويحث فيه على خير لا يمكن ان يكون مرض مباركا اينما كان الا بهذا. في كل مجلس يجلس يحرك فيه آآ الخير ويكون له اثر على المجلس في تحرك الخير فيه نعم قال رحمه الله الثامنة والعشرون انه يؤمن العبد من الحسرة يوم القيامة فان كل مجلس لا يذكر العبد فيه ربه تعالى كان عليه حسرة وترة يوم القيامة. نعم وهذا تقدم التاسعة والعشرون انه مع البكاء في الخلوة سبب لاظلال الله تعالى العبد يوم الحر الاكبر في ظل عرشه في حر الشمس قد صهرتهم في في الموقف وهذا الذاكر مستظل بظل عرش الرحمن عز وجل. نعم من السبعة الذين يظلهم الله عز وجل في ظله يوم لا ظل الا ظله رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه اخذ منه ابن القيم هذه الفائدة من فوائد الذكر انه مع البكاء في الخلوة سبب لاظلال الله عز وجل العبد يوم الحر الاكبر في في ظل عرشه. نعم الثلاثون ان ان الاشتغال به سبب لعطاء الله الذاكر افضل ما يعطي السائلين. ففي الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله من شغله ذكري عن مسألتي اعطيته وافضل ما اعطي السائلين. نعم هذا الحديث اسناده ضعيف لكن قواه بعض اهل العلم لما له من من شواهد آآ وهو حديث قدسي يقول الله من شغله ذكري عن مسألة اعطيته افضل ما اعطي آآ السائلين اعطيت افضل ما اعطي السائلين وهذا فيه فضل الاكثار من من ذكر الله سبحانه وتعالى وانه آآ باب مثل ما تقدم باب رزق وعطاء ومن وفظل على العبد نعم قال رحمه الله الحادية والعشرون انه ايسر العبادات وهو من اجلها وافضلها. فان حركة اللسان اخف حركات الجوارح وايسرها ولو تحرك عضو من اعضاء الانسان في اليوم والليلة بقدر حركة اللسان لشق عليه غاية المشقة بل لا يمكنه ذلك ايضا فائدة عظيمة الذكر اه وتحريك اللسان وترتيب اللسان بالاكثار من ذكر الله لا يتعب الانسان لا يتعب الانسان حتى لو تكلم كثيرا ما يجد تعب سبحان الله فلو تكلم كثيرا واخذ ساعة يتكلم ما يجد تعبا لكن لو حرك يده في عمل معين ربع ساعة يمسك يده يجد فيها تعبا اللسان لو تحرك ما شاء الله ما ما يمسك لسانه ويقول له اوجعني لساني او تعب لساني فسبحان الله آآ حركته خفيفة وغير متعبة وثوابه اعظم الثواب ثوابه اعظم الثواب فهو من اخف الاعمال والنبي صلى الله عليه وسلم نبه على هذا المعنى العظيم في الحديث الذي في البخاري قال كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان الى اه الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم هذا الحديث فيه شاهد لهذا الموطن وشاهد لما تقدم في الفوائد حب الله سبحانه وتعالى للذاكر نعم قال رحمه الله الثانية والثلاثون انه غراس الجنة فقد روى الترمذي في جامعه من حديث عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقيت إبراهيم ليلة اسري بي فقال يا محمد اقرئ امتك مني السلام واخبرهم ان الجنة طيبة التربة عذبة الماء انها قيعان وان غراسها سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر. قال الترمذي حديث حسن غريب من حديث ابن مسعود رضي الله عنه وفي الترمذي من حديث ابي الزبير عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة. قال الترمذي حديث حسن صحيح الثالثة والثلاثون ان العطاء الثانية والثلاثون انه غراس الجنة يعني تغرس به نخلا شجرا لنفسك في الجنة اذا اردت ان تغرس غرسا في الدنيا من نخل او غيره كم يكلفك من جهد وعمل ووقت ومال وعمال ومعاول الى غير ذلك لكن غراس الجنة لا يحتاج منك الى هذا فغراس الجنة ذكر الله غراس الجنة ذكر الله سبحانه وتعالى اه قال ابراهيم الخليل عليه السلام اقرئ امتك مني السلام واخبرهم ان الجنة طيبة التربة عذبة الماء وانها قيعان خصبة جاهزة مهيأة للزرع والنبات وان غراسها سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر نعم قال رحمه الله الثالثة والثلاثون ان العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الاعمال وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب. وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت احد بافضل مما جاء به الا رجل عمل اكثر منه. ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة خطاياه وان كانت مثل زبد البحر وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لان اقول سبحان الله والحمد لا ولا اله الا الله والله اكبر احب الي مما طلعت عليه الشمس وفي الترمذي من حديث انس رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يصبح او يمسي اللهم اني اصبحت اشهدك واشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك انك انت الله لا اله الا انت وان محمدا عبدك ورسولك اعتق الله ربعه من النار. ومن قالها مرتين اعتق الله نصفه من النار. ومن قالها ثلاثا اعتقه الله ثلثا اعتق الله ثلاثة ارباعه من النار. ومن قالها اربعا اعتقه الله تعالى من النار وفيه عن ثوبان رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قال حين يمسي واذا اصبح رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا كان حقا على الله ان يرضيه. وفي الترمذي من دخل فقال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير. كتب الله له الف كتب الله له الف الف حسنة ومحى عنه الف الف سيئة ورفع له الف الف درجة قال الثالثة والثلاثون ان العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الاعمال لم يرتب على غيره من الاعمال لو امسكت كتابا من كتب فضائل الاعمال وهي كثيرة واخذت اقرأ في ثواب فضائل الاعمال ماذا رتب على الاعمال من فضائل؟ تجد مثل ما ذكر الامام ابن القيم ان الذكر رتب عليه فضائل لم ترتب على غيره من الاعمال وهذا من الدلائل والشواهد على انه انه افضل الاعمال واحبها اه الى الله سبحانه وتعالى ولهذا يرتب عليه ثواب عظيم جدا وذكر على ذلك امثلة رحمه الله تعالى ذكر على ذلك امثلة ختمها بهذا الحديث الذي في الترمذي في دعاء دخول السوق وهو حديث يضعف جماعة من اهل العلم منهم الامام ابن القيم نفسه رحمه الله فقد قال عن هذا الحديث حديث معلول لا يثبت ذكر ذلك في تهذيب السنن كما في الهامش مدون عندكم نعم احسن الله اليكم يقول السائل نعود قليلا الى آآ الفائدة آآ التاسعة عشرة التاسع عشرة يقول انه يحط الخطايا ويذهبها تذكرت حديثا عظيما في الباب المخرج في الترمذي وغيره ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يوما مع اصحابه فمر شجرة يابسة وبيده عصا فخبط الشجرة بالعصا ويابسة الورق ماذا يحدث يتساقط الورق بكثرة فالصحابة ينظرون للورق يتساقط من من هذه الشجرة بكثرة لما ضربها بالعصا فقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام ان سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر لتحات ذنوب العبد كما تحات ورق هذه الشجرة سبحان الله قال ان سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر لتحاج يعني تسقط لتحات ذنوب العبد كما تساقط او كما تحات ورق هذه الشجرة فمن ثمار الذكر انه يحط الخطايا ويذهبها. نعم. احسن الله اليكم يقول السائل لم استطع ان اكمل ذكر ومواصلته الا باستخدام السبحة كوسيلة تعينني على ذلك فما الحكم في استخدامها؟ اجاز بعض العلماء استعمال السبحة لعد التسبيح يعني لهذا الغرض لكن الصحيح ان انها لا تستعمل لاسباب كثيرة الصحيح انها لا تستعمل وفي زمن نبينا عليه الصلاة والسلام كان الخرز موجود والخيوط موجودة ولو كان امر التسبيح يتطلب سبحة يعد بها التسبيح لارشد الامة اليه. وحثهم عليه لانه ما ترك خيرا الا دلهم عليه ورغبهم فيه صلوات الله وسلامه عليه وكان حريصا على ان تضبط الاذكار باعدادها ولما آآ وجه الامة وجههم الى استعمال الاصابع والمرء اذا عود نفسه على عد التسبيح بالاصابع تنضبط ولا يكون فيها التباس ولا ولا اشتباه عليه فليعود نفسه على استعمال استعمال يده وليترك الخرز والاجهزة ايضا الحديثة التي آآ بايدي آآ الناس كل هذا لا يحتاجه وانما آآ اعقدنا كما قال عليه الصلاة والسلام الانامل فانهن ويقول انس رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه. هذا هديه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال رحمه الله الرابعة والثلاثون ان دوام ذكر الرب تبارك وتعالى يوجب الامان من نسيانه الذي هو سبب لقاء العبد في معاشه ومعاده فان الرب سبحانه وتعالى يوجب نسيان نفسه ومصالحها قال تعالى ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون. واذا نسي العبد نفسه اعرض وعن مصالحها ونسيها واشتغل عنها فهلكت وفسدت ولابد كمن له زرع او بستان او ماشية او غير ذلك. مما صلاحه وفلاحه مما صلاحه وفلاحه بتعاهده والقيام عليه فاهمله ونسيه واشتغل عنه بغيره. وضيع مصالحه فانه يفسد ولابد. هذا مع امكان قيام بغيره مقامه فيه فكيف الظن بفساد نفسه وهلاكها وشقائها اذا اهملها ونسيها واشتغل عن مصالحها وعطل مراعاتها وترك القيام عليها بما يصلحها. فما شئت من فما شئت من فساد وهلاك وخيبة وحرمان. وهذا هو الذي صار امره كله فرطا. فانفرط عليه امره وضاعت واحاطت به اسباب القطوع والخيبة والهلاك ولا سبيل الى الامان ولا سبيل الى الامان من ذلك الا بدوام ذكر الله تعالى واللهج به والا يزال اللسان قطبا به وان ينزله منزلة حياته التي لا غنى له عنها. ومنزلة غذاءه الذي اذا فسد الذي اذا فقده فسد جسمه وهلك وبمنزلة الماء عند شدة العطش وبمنزلة اللباس في الحر والبرد وبمنزلة الكني في الشتاء والسموم فحقيق بالعبد ان ينزل ذكر الله منه بهذه المنزلة واعظم. فاين هلاك الروح والقلب وفسادهما من هلاك البدن وفساد هذا هلاك لا بد منه وقد يعقبه صلاح الابد. واما هلاك القلب والروح فهلاك لا يرجى معه صلاح ولا فلاح ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. ولو ولو لم يكن في فوائد الذكر وادامته الا هذه الفائدة وحدها لكفى بها. فمن نسي الله تعالى انساه نفسه في الدنيا. ونسيه في العذاب يوم القيامة. قال تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى. قال ربي لما حشرتني اعمى قد كنت بصيرا. قال كذلك اتتك اياتنا فنسيتها. وكذلك اليوم تنسى. اي تنسى في العذاب. كما نسيت فلم تذكرها ولم ولم تعمل بما فيها يقول رحمه الله من فوائد الذكر ان دوام الذكر يوجب آآ يوجب اه الامان من نسيانه الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده لانه ان نسي الله ونسيان الله بالغفلة عن عن ذكر الله سبحانه وتعالى يوجب عقوبة له من من الله عقوبة من الله له من جنس عمله ان ينسيه الله نفسه ان ينسيه الله تبارك وتعالى نفسه ولا تكونوا كالذين نسوا الله فانساهم انفسهم اولئك هم الفاسقون وهذه عقوبة عقوبة تترتب على هذه الغفلة العظيمة ان ان ينسيه نفسه واذا انسي المرء نفسه ضاعت مصالحه وانقطعت عنه ابواب الخير وابواب الفضل وابواب الرحمة وتوالت عليه السرور والعياذ بالله بينما اذا ذكر الله صار امان صار ذكر الله له امان من هذا النسيان من ان ينسيه الله نفسه لانه اذا غفل واعرظ عوقب بان ينسيه الله نفسه واذا ظاع واذا نسي نفسه ضاع وكان امره فرطا نعم قال رحمه الله واعراضه عن ذكره يقول لا سبيل الى الامان من ذلك الا بدوام ذكر الله واللهج به والا يزال اللسان رطبا بذكر الله. نعم قال رحمه الله واعراضه عن ذكره يتناول اعراضه عن الذكر الذي انزله وهو كتابه وهو المراد. ويتناول اعراضه عن ان يذكر ربه بكتابه واسمائه وصفاته واوامره والاءه ونعمه. لان هذه كلها تضمنها كتابه يذكر المعنى الذي في الاية قالوا ومن اعرظ عن ذكري ما المراد بذكري من اعرض عن ذكري فاعراضه عن الذكر عن الذكر الذي انزله وهو كتابه وهو المراد ويتناول اعراضه عن ان يذكر ربه بكتابه واسمائه وصفاته وامره اه هذه كلها تضمنها كتابه لان لانك عندما تقرأ القرآن تذكر الله وتذكر اسماءه وتذكر صفاته وعظمته والاءه ونعمه كل هذه تضمنها كتابه سبحانه نعم قال رحمه الله فان هذه كلها توابع اعراضه عن كتاب ربه تعالى. فان الذكر في الاية اما مصدر مضاف الى معموله الذي هو المذكور واما اسم مضاف الى الفاعل او مضاف اضافة الاسماء المحضة اي من اعرض عن كتابي لم يتله ولم يتدبره ولم يعمل به ولم يفهمه فان حياته ومعيشته لا تكون الا مضيقة عليه منكدة عذبا فيها والضنك الضيق والشدة والبلاء. ووصف المعيشة نفسها بالضنك مبالغة وفسرت هذه المعيشة بعذاب البرزخ والصحيح انها تتناول معيشته في الدنيا وعذابه في البرزخ فانه يكون في ضنك في الحالين وهو شدة وجهد وضيق. وفي الاخرة ينسى في العذاب. وهذا عكس اهل السعادة والفلاح. فان حياة في الدنيا اطيب الحياة وفي البرزخ ولهم في الاخرة افضل الثواب. كما قال الله تعالى ان الابرار لفي نعيم اي في دورهم الثلاثة في الدنيا والبرزخ ويوم القيامة قال رحمه الله قال تعالى من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة. فهذا في ثم قال ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون. فهذا في البرزخ والاخرة. وقال تعالى والذين جاهدوا في الله والذين والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة ولاجر الاخرة اكبر لو كانوا يعلمون قال تعالى وان استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى. فهذا في الدنيا ثم قال ويؤتي كل ذي فضل فضله وقال تعالى قل قل يا عبادي الذين امنوا اتقوا ربكم للذين احسنوا في هذه الدنيا حسنة وارض الله واسعة انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب فهذه اربعة مواضع فهذه اربعة مواضع ذكر الله تعالى فيها انه يجزي المحسن باحسانه جزاءين جزاء في الدنيا وجزاء في الاخرة فالاحسان له جزاء معجل ولا بد. والاساءة لها جزاء معجل ولا بد. ولو لم يكن الا مجازى به المحسن. من انشراح صدره وانفساح قلبه وسروره ولذته ولذته بمعاملة ربه عز وجل وطاعته وذكره ونعيمه روحه بمحبته وذكره وفرحه بربه سبحانه وتعالى اعظم مما يفرح القريب من السلطان الكريم عليه بسلطان وما يجازى به المسيء من ضيق الصدر وقسوة القلب وتشتته وظلمته وحزازته وغمه وهمه وحزنه وخوفه وهذا امر لا يكاد من له ادنى حس وحياة يرتاب فيه بل الغموم والهموم والاحزان والضيق عقوبات عاجلة ونار دنيوية وجهنم حاصرة وجهنم حاضرة والاقبال على الله تعالى والانابة اليه والرضا به وعنه وامتلاء القلب من محبته واللهج بذكره والفرح والسرور بمعرفته ثواب عاجل. وجنة حاضرة وعيش لا نسبة لعيش الملوك اليه البتة وسمعت شيخ الاسلام من ابن تيمية رحمه الله قدس الله روحه يقول ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الاخرة وقال لي مرة ما يصنع اعدائي بي؟ انا جنتي وبستاني في صدري. اين رحت؟ فهي معي لا تفارقني انا حسبي خلوة. انا انا حبسي خلوة وقتلي شهادة واخراجي من بلدي سياحة وكان يقول في محبسه بالقلعة لو بذلت لهم ملء هذه القلعة ذهبا ما عدل عندي شكر هذه النعمة او قال ما جزيتهم على ما تسببوا لي ما جزيتهم على ما تسببوا لي فيه من الخير. ونحو هذا وكان يقول في سجوده وهو محبوس اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. ما شاء الله وقال لي مرة محبوس من حبس قلبه عن ربه تعالى والمأسور من اسره هواه. ولما ادخل الى القلعة وصار داخل سورها نظر اليها وقال فضرب بينهما نظر اليه يعني السور نظر اليه وقال فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب وعلم الله وعلم الله ما رأيت احدا اطيب عيشا منه قط مع ما كان فيه من ضيق العيش وخلاف الرفاهية والنعيم بل ضد بل ضدها. ومع ما كان فيه من الحبس والتهديد والارجاف. وهو مع ذلك من اطيب الناس عيشا واشرحهم صدرا واقواهم قلبا واسرهم نفسا تلوح نظرة النعيم على وجهه وكنا اذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الدنيا اتينا ضاقت بنا وضاقت بنا الارض اتيناه فما هو الا ان نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحا وقوة ويقينا وطمأنينة فسبحان من اشهد عباده جنته قبل لقائه وفتح لهم ابوابها في دار العمل فاتاهم من فاتاهم فاتاهم من روحها ونسيمها وطيبها ما استفرغ قواهم لطلبها والمسابقة اليها وكان بعض العارفين يقول لو علم الملوك وابناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف. وقال اخر مساكين اهل مساكين اهل الدنيا. خرجوا منها وما ذاقوا اطيب ما فيها. قيل وما اطيب ما فيها؟ قال محبة الله تعالى ومعرفته وذكره او نحو هذا. وقال اخر انه لتمر بالقلب اوقات يرقص فيها طربا وقال اخر انه لتمر بي اوقات اقول ان كان اهل الجنة في مثل هذا انهم لفي عيش فانهم لفي عيش طيب فمحبة الله تعالى ومعرفته ودوام ذكره والسكون اليه والطمأنينة اليه وافراده بالحب والخضوع والرجاء وافراده وافراده بالحب والخوف والرجاء والتوكل والمعاملة بحيث يكون هو وحده المستولي على هموم العبد وعزاماته وارادته هو جنة الدنيا والنعيم الذي لا يشبهه نعيم وهو قرة عين المحبين. وحياة العارفين. وانما تقر اعين الناس وانما تقر اعين الناس بهم على حسب قرة اعينهم بالله عز وجل. فمن قرت عينه بالله قرت به كل عين. ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات وانما يصدق بهذه الامور من في قلبه حياة. واما ميت القلب فيوحشك ثم نعم ثم فاستأنس واما ميت القلب فيوحشك ثم فاستأنس بغيبته ما امكنك فانك لا يوحشك الا حضوره عندك. فاذا ابتليت به فاعطه فاعطه ظاهرك. وترحل عنه بقلبك. وفارقه بسرك ولا تشتغل به عما هو اولى بك واعلم ان الحسرة كل الحسرة الاشتغال بما لا يجدي عليك الاشتغال به الا فوت نصيبك وحظك من الله عز وجل وانقطاعك عنه وضياع وقتك وضياع وقتك عليك وشتات قلبك عليك وضعف عزيمتك وتفرق همك. هذه نصيحة دمها عقب ما ذكر رحمه الله وساق عليه شواهد كثيرة ان في الدنيا جنة معجلة جنة الايمان والطاعة والذكر والاقبال على الله سبحانه وتعالى وذكر شواهد عظيمة جدا على هذه الجنة وذكر امثلة ايضا مؤثرة من حياة وواقع شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله قدم بعد ذلك هذه النصيحة يقول اعلم ان الحسرة كل الحسرة الاشتغال بمن لا يجدي عليك الاشتغال به الا فوت نصيبك وحظك من الله. وانقطاعك عنه وظياع وقتك عليه. وشتات قلبك عليه وظعف عزيمتك وتفرق همتك والدنيا مليئة الذين يعوقون المرء عن هذه الجنة التي تحدث عنها ابن القيم رحمه الله مليئة بمن يعيقونه فكيف يتعامل معهم اسمع تمام نصيحته ففيها فائدة ثمينة جدا نعم قال رحمه الله فاذا ابتليت بهذا ولا بد لك منه اذا ابتليت بهذا ولا بد لك. لابد تبتلى بمن يعيقك من يعطلك عن ابواب الخير. كيف تتعامل معه نعم. فعامل الله تعالى فيه واحتسب عليه ما امكنك وتقرب الى الله تعالى بمرضاته فيه واجعل واجعل اجتماعك به متجرا لك لا تجعله خسارة دائما يعني من تلقاه اجعل اجتماعك به متجر لك. لا تجعله خسارة كل مجلس تجلسه وكل لقاء تلتقي به اجعله متجر لك للاخرة اجعل من همتك ان يكون متجرا لك للاخرة. لا تجعله خسارة لك لا تجعله خسارة لك واذا كان من في المجلس يعرف عنه انه يجر المجلس الى ما الى ما لا خير فيه ان تسبقه وبادر حتى يكون هذا المجلس متجرا لك في الاخرة بدل ان تجر في المجلس الى ما لا خير فيه. انت بادر واجعل المجلس متجرا لك نعم قال رحمه الله وكن معه كرجل سائل في طريقه استمع الى هذا المثل مفيد جدا وكن معه وكن معه كرجل سائل في طريقه عرض له رجل وقفه عن سيره فاجتهد ان تأخذه معك وتسير به. اذا قابلك شخص من هذا القبيل وانت في طريق خير مسجد درس باب من ابواب الخير ووقف يثنيك في الطريق ويذكر لك خذه معك لا تجعله هو الذي يفنيك. انت اغره بالخير بدل ان تتركه يغريك بالشر فخذه معك قد لا تستطيع ماذا تعمل؟ نعم فتحمله ولا يحملك فان ابى ولم تلقى في سيره مطمعا فلا تقف معه. اذا لم تلق في سير مطمع انه يصحبك ويشاركك في الخير لا تقف معه لا يعيقك عن الخير اولا حاول ان تصحب الى الخير الذي انت ماظ اليه فان مظى معك فبها ونعمة فان ابى فلا يثنيك ولا يقطعك عن عن سيرك نعم بل اركب الدرب ودعه ولا تلتفت اليه فانه قاطع طريق. نعم اركب الدرب امسك الطريق ودعه لا تقف معه. حاول ان تحركه معك على الخير وان استطعت فبها ونعمت ما استطعت وهو لا يزال يعيقك اركب الدم نعم فانه قاطع طريق ولو كان من كان فانجو بقلبك وضن بيومك وليلتك. لا تغرب عليك الشمس قبل وصول المنزلة. فتؤخذ او سبحان الله هذا امر له شأن عند السلف يعني دائما يهتمون اهتمام عظيما ان الشمس اليوم لا تغرب الا وقد ان نالوا منازل عظيمة في سيرهم الى الله سبحانه وتعالى نعم او يطلع عليك الفجر وانت في المنزلة فيسير الرفاق فتصبح وحدك وانى لك بلحاقهم؟ نعم يعني دائما استذكر رفقة الصالحين اهل الخير وجاهد مع نفسك على المسارعة والمسابقة والاستباق الى اه الخيرات مع رفقة الخير و اهل الصلاح ولا يزال الكلام مستمرا عند ابن القيم رحمة الله عليه في عد فوائد الذكر نفعنا الله عز وجل اجمعين بما علمنا وزادنا علما وتوفيقا واصلح لنا شأننا كله وهدانا اليه صراطا مستقيما. اللهم اغفر لنا ولوالدينا شيخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك. ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا ومتعنا اللهم باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا. واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا. وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه