الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام العلامة ابو عبد الله ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى وغفر له وللشارح والسامعين وجميع المسلمين قال رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب الخامسة والثلاثون ان الذكر يسير العبد وهو قاعد على فراشه وفي سوقه. وهو قاعد نعم ان الذكر يسير العبد وهو قاعد على فراشه وفي سوقه. وفي حال صحته وسقمه. وفي حال نعيمه ولذته ومعاشه وقيامه وقعوده واضطجاعه وسفره واقامته. فليس في الاعمال شيء يعم الاوقات احوال مثله حتى انه يسير العبد وهو نائم على فراشه. فيسبق القائم مع الغفلة فيصبح هذا قطع الركب وهو مستلق على فراشه. ويصبح ذلك القائم الغافل في ساقة الركب. وذلك فضل الله يؤتيهما من يشاء وحكي عن رجل من العباد انه نزل برجل من العباد ضيفا فقام العابد ليله يصلي وذلك الرجل مستلق على فراشه فلما اصبح قال له العابد سبقك الركب او كما قال فقال ليس الشأن في لمن بات ليله مسافرا واصبح مع الركب. الشأن في من بات على فراشه. واصبح قد قطع الركب. وهذا ونحوه له ومحمل صحيح ومحمل فاسد فمن حمله على ان الراقد المضطجع على فراشه يسبق القائم القانت فهو باطل وانما محمله ان هذا المستلقي على فراشه علق قلبه بربه عز وجل والصق حبة قلبه بالعرش وبات قلبه يطوف حول العرش مع الملائكة. قد غاب عن الدنيا ومن فيها. وقد عاقه عن قيام الليل عائق من وجع او يمنع او برد يمنع القيام او خوف على نفسه من رؤية عدو يطلبه او غير ذلك من الاعذار فهو مسلق على فراشه وفي قلبه والله اعلم به. واخر قائم يصلي ويتلو وفي قلبه من الرياء والعجب. وطلب الجاه والمحمدة عند الناس ما الله به عليم او قلبه في واد وجسمه في واد فلا ريب ان ذلك الراقد يصبح قد سبق هذا القائم بمراحل كثيرة فالعمل على القلوب لا على الابدان والمعول على الساكن لا على الاطلال والاعتبار بالمحرك الاول فالذكر يثير عزم الساكن ويهيج الحب المتواري ويبعث الطلب الميت. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد لا يزال الامام ابن القيم رحمه الله تعالى يعدد فوائد الذكر وثماره واثاره العظيمة فذكر هنا رحمه الله تعالى من فوائد الذكر انه يسير العبد وهو قاعد على فراشه او في سوق او في حال صحته او سقمه او نعيمة او غير ذلك لعلنا نذكر قول نبينا عليه الصلاة والسلام وقد تقدم قريبا سبق المفردون. قيل وما المفردون يا رسول الله؟ قال الله كثيرا والذاكرات فمن فوائد الذكر العظيمة انه يسير العبد يسير العبد اي سيرا عظيما قويا في سيره الى الله وطلبه لرظاه سبحانه وتعالى واذا كان السائرون الى الله عز وجل بالاعمال المتنوعة يزدادون باعمالهم الصالحة قربا من الله عز وجل فان الذاكر لله عز وجل بالكثرة هو السباق في هذا المضمار وله السبق في هذا الميدان لعلو شأن الذكر وعظيم اثره وعظيم محبة الله سبحانه وتعالى له وللذاكرين الله عز وجل والذاكرات فمن فوائد الذكر انه يسير الذاكر اي فيما في ميدان السبق الى الله والتنافس في الطاعات لاحظ كلام ابن القيم رحمه الله قال يسيره وهو قاعد على فراشه وفي سوقها يعني في متجره كان صاحب تجارة وفي حال صحته او سقمه وهو مريظ على على فراشه حتى وهو مريظ يسبق كثيرا من الناس بما اتاه الله عز وجل من لهج آآ بذكر الله عز وجل وفي حال نعيمه ولذته ومعاشه وقيامه وقعوده واضطجاعة وسفره واقامته لماذا قال لانه ليس بالاعمال شيء يعم الاوقات والاحوال مثله ليس في الاعمال شيء يعم آآ الاوقات والاحوال مثله اي مثل اه الذكر فالذكر مع المرء في ركوبه في جلوسه في سفره في حله وترحاله في صحته في مرضه في ضراءه وسراءه في شدته ورخاءه في فراشه عندما يأوي الى فراش لينام الذكر مع المؤمن في كل احواله كان نبينا عليه الصلاة والسلام يذكر الله عز وجل في كل احواله والله يقول الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والارض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار فالذكر مع المسلم في كل احواله فاذا كانت الاعمال في ميدان السباق والتنافس توصل الى الله عز وجل الا ان اعظمها في هذا الباب شأنا وارفعها مكانة الذكر فاهله هم السباقون بدليل قول نبينا عليه الصلاة والسلام سبق المفردون سئل من هم؟ قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات ثم ذكر رحمه الله مثلا يغلب اه على الظن انه ذكره لمجرد اه التوظيح وهو حال العابدين احدهما زار الاخر فقام احدهما ليله يصلي وبقي الاخر على فراشه قال الذي قام الليل سبق سبقك الركب او كما قال فقال الاخر الذي بقي على فراشه ليس الشأن في من بات ليله مسافرا واصبح مع الركب الشأن في من بات على فراشه واصبح قد قطع الركب اقول اه يغلب على الظن ان هذا ذكره فقط لتوظيح اه المسألة اما العابد حقا فانه مع شدة عبادته وقيامه الليل واجتهاده في التقرب الى الله سبحانه وتعالى لا يتحدث عن نفسه انه بقى وانه وانما ينهي عبادة الليل وهو مشفق. هل قبلت منه صلاته او لم تقبل فهل اه هل هي من العمل المقبول او انها مردودة؟ يبقى خائفا بعد العمل والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون واذا كان هذا فيمن كان قائما لليل فمن بقي على فراشه من باب اولى ان يهضم نفسه وان يدرك تقصيرها لكن هذا مثال هذا يغلب على الظن مثال آآ لتوظيح الامر. وايظا بيان ما قد يقع فيه من فهم خاطئ صحيح لان الذي على فراشه وقد اكثر من ذكر الله عز وجل يسبق القائم يسبق القائم اذا كان القائم عنده تقصير في قيامه كأن يكون عنده عجب او رياء او اشياء من هذا القبيل تضر بقيامه فيسبقه الذي على فراشه يسبقه الذي على فراشه. اما اذا استوي في الذكر وهذا نائم وهذا قائم فمن اكرمه الله بقيام الليل شأنه اخر لان قيامه اصلا قائم على الذكر والمناجاة والتضرع الى الله سبحانه وتعالى فلا يمكن ان يسبقه النائم الا اذا كان لقيام القائم خلل الا اذا كان في قيام القائم خلل وهذا ما اشار اليه ابن القيم رحمه الله من عجب او رياء او اشياء من من هذا القبيل نعم قال رحمه الله السادسة والثلاثون ان الذكر نور للذاكر في الدنيا ونور له في قبره ونور له في معاده يسعى بين يديه على الصراط. فما استنارت القلوب والقبور بمثل ذكر الله تعالى. قال الله تعالى او ومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس. كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها فالاول هو فالاول هو المؤمن استنار بالايمان بالله ومحبته ومعرفته وذكره والاخر هو الغافل عن الله المعرض عن ذكره ومحبته. والشأن كل الشأن والفلاح كل الفلاح في النور. والشقاء كل الشقاء في فوات ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يبالغ في سؤاله ربه تبارك وتعالى حين يسأله ان يجعله في لحمه وعظامه وعصبه وشعره وبشره وسمعه وبصره ومن فوقه ومن تحته وعن يمينه وعن شماله فيه وامامه حتى يقول واجعلني نورا. فسأل ربه تبارك وتعالى ان يجعل النور في ذاته الظاهرة ان يجعل النور في ذراته ذراته الظاهرة والباطنة يعني قال لحمه عظمه عصبه شعره بشره سمعه فيها هذه في منها ما هو ظاهر ومنها ما هو باطن فهو سأل الله عز وجل ان يجعل النور في ذراته يعني جميع اجزاء بدنه الظاهرة منها والباطنة نعم فسأل ربه تبارك وتعالى ان يجعل النور في ذراته الظاهرة والباطنة وان يجعله محيطا به من جميع جهاته وان جعل ذاته وجملته نورا. يجعله محيطا به من جميع جهاته لانه قال في الدعاء عن يميني وعن شمالي ومن فوقي ومن تحتي من جميع اشياء من جهاته يعني اولا يكون في كل اجزاءه الظاهرة والباطنة ويكون محيطا به اه من كل جهاته ثم ان يجعله نورا اي كله نعم قال رحمه الله فدين الله عز وجل نور هنا في هذه الفائدة السادسة و الثلاثون يذكر ابن القيم رحمه الله من ثمار الذكر ان الذكر نور للذاكر نور للذاكر في الدنيا والبرزخ ويوم القيامة. وكلما عظم حظ العبد من ذكر الله عز وجل عظم حظه من هذا ذكر الله عز وجل تلاوة للقرآن تسبيحا وتحميدا ثناء وتعظيما وايضا عناية بالعلم الشرعي تفقها وتعلما وتعليما فهذا كله ذكر لله عز وجل يزداد المرء به ضياء ونورا وكل ما عظم حظه من ذكر الله عز وجل عظم حظه من هذا النور وهذا النور الذي هو من ثمار الذكر واثاره يكون مع العبد في دنياه ويكون معه في قبره ويكون ايضا معه في معاده يسعى بين يديه على الصراط واورد رحمه الاية الكريمة قول الله عز وجل او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا وجعلنا له نورا. هذا النور هو نور الايمان والطاعة والذكر لله عز وجل وكما انه نور فهو ايضا حياة احييناه حياة ونور ويقابله في الغفلة آآ ظلمة وموت قد مر معنا الحديث مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت فالذكر حياة والذكر نور وظياء. وكل ما عظم نصيب العبد من الذكر عظم نصيبه من اه النور ثم يؤكد ابن القيم رحمة الله عليه على الاهتمام او الحرص على الاستكثار من هذا النور وان يكون العبد من همته ان يستكثر من هذا النور العظيم ولهذا نقل ان نبينا صلى الله عليه وسلم كان يبالغ في سؤال هذا النوع في دعائه يقول ذلك عليه الصلاة والسلام كما جاء في الحديث الصحيحين يقول اذا خرج الى المسجد يقول اذا خرج من المسجد اذا خرج الى المسجد اتيانه بهذا الدعاء في خروجه من المسجد مناسب غاية المناسبة مع الصلاة لان الصلاة كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام نور وقال في الحديث الاخر من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة فكان من تمام الموافقة وجمال المناسبة ان المسلم وهو ذاهب الى هذه الصلاة ان يسأل الله عز وجل ان يكسوه هذا النور في كل ذراته وجميع اجزائه ومن فوقه وعن يمينه وعن شمي شماله ومن جميع جهاته وان جعله نورا فكان عليه الصلاة والسلام يبالغ في سؤال هذا النور. اذا هذا يفيدنا ان هذا النور ينبغي ان يكون مطلبا للمسلم يسعى حثيثا للاستكثار منه وان يكون له منه الحظ الاوفر لفتة اذا كان النبي عليه الصلاة والسلام اذا خرج الى صلاته سأل هذا السؤال المفصل في النور واخبر ان الصلاة نور فما هي حال المتهون في الصلاة ما هي حال المتهاونين للصلاة الهم حظ من هذا النور ام هم بتعاونهم في الصلاة يعيشون الظلمة يعيشون حياة الظلمة تكتنفهم الظلمة في من كل جهاتهم وفي جميع ذراتهم وهذا نستفيد منه فائدة ان العبد لا مخرج له من هذه الظلمة الا بالطاعة والعبادة والذكر والصلاة والاقبال على اه على الله سبحانه وتعالى فكلما عظم هذا الاقبال على الله ذكرا وصلاة ودعاء عظم حظ العبد و نصيبه من من النور. نسأل الله عز وجل ان يعظم لنا اجمعين من هذا النور نور الايمان ونور الذكر ونور الطاعة لله جل في علاه نعم قال رحمه الله فدين الله عز وجل نور وكتابه نور وداره التي اعدها لاوليائه نور يتلألأ وهو تبارك وتعالى نور السماوات والارض ومن اسمائه النور والظلمات اشرقت لنور وجهه. وفي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم يوم الطائف اعوذ بنور وجهك الذي اشرقت له الظلمات وصلح عليه امر الدنيا والاخرة ان يحل علي ابو بكر او ينزل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة الا بك. وقال ابن مسعود رضي الله عنه ليس عند ربكم ليل ولا نهار. نور السماوات والارض من نور وجهه. وفي بعض الفاظ هذا الاثر نور السماوات ارض من نور وجهه ذكره عثمان الدارمي وقد قال تعالى واشرقت الارض بنور ربها فاذا جاء تبارك وتعالى يوم القيامة للفصل بين عباده اشرقت الارض وليس اشراقها يومئذ بشمس ولا قمر. فان الشمس تكور والقمر يخسف ويذهب نورهما وحجابهم تبارك وتعالى النور قال ابو موسى رضي الله عنه قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات فقال ان الله لا ينام ولا ينبغي ان ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من خلقه ثم قرأ ام بورك من في النار ومن حولها فاستنارة ذلك الحجاب بنور وجهه ولولاه لاحرقت سبحات وجهه ونوره ما انتهى اليه بصره. ولهذا لما تجلى تبارك وتعالى للجبل وكشف من الحجاب شيئا يسيرا ساخ الجبل في الارض وتدكدك ولم يقم لربه تبارك وتعالى قول آآ ابن القيم رحمه الله تعالى وحجابه النور هذا معطوف على ما سبق قال فدين الله نور وكتابه نور ودار وداره نور الى اخره ايظا وحجابه النور. ثم ذكر دليل ذلك هذا الحديث العظيم حديث ابي موسى الاشعري رضي الله عنه آآ قال قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم اي خطيبا بخمس كلمات يعني قيامه كان بخمس كلمات تتأمل هذه الكلمات التي قام فيها النبي صلى الله عليه وسلم في اصحابه خطيبا رضي الله عنه رضي الله عنهم فقال ان الله لا ينام ولا ينبغي له ان ينام يخفض القسط ويرفعه يرفع اليه عمل الليل قبل النهار وعمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه ما انتهى اليه بصره من وخلقه عندما تتأمل هذه الكلمات الخمس تجدها كلها في العقيدة بل تجدها تحديدا في صفة الرب فهي كلمات اخلصت لبيان صفة الرب عظمته سبحانه وتعالى ولهذا قال بعض العلماء في شرح هذا الحديث قال هذا الحديث مسبوك معناه من اية الكرسي مسبوك معناه من اية الكرسي فكما انها سيدة اية القرآن فهذا سيد الاحاديث لانه لانه حديث اخلص لصفة الرب وعظمة الرب وجلال الرب وكماله سبحانه وتعالى قام فيه خطيبا وهذا القيام بهذه الامور الخمسة يدل على انه من المهم في حياة الناس ان تعقد مجالس خاصة ودروس خاصة وخطب خاصة في العقيدة تأسيا بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام يعرف بالله وعظمته واسمائه وصفاته وجلاله وكماله قام خطيبا اول ما بدأ في قيامه قال ان الله لا ينام يعرف بالله ولا ينبغي له اه ان ينام. فهو حي قيوم لا تأخذه سنة ولا نوم سبحانه وتعالى فاذا هذه المعرفة بالله وبصفاته وبعظمته مهمة جدا في حياة اه المسلم وهذا الحديث من الاحاديث العظيمة اه الجامعة في باب العقيدة في الله وصفاته سبحانه وتعالى وقد خصصت هذا الحديث مرة بمحاضرة فصلت فيها ما يتعلق بجوانب هذا الحديث وايضا خطبة كانت خاصة بهذا الحديث ومن طلبها وجدها لكنني اؤكد على اهمية هذا الامر وقيام نبينا به خطيبا في هذه الكلمات حتى ان ابا موسى قال بخمس كلمات ثم ذكرها كلها في التعريب بالرب وعظمته سبحانه وتعالى وجلاله الشاهد من الحديث لهذا الموطن قوله حجابه النور حجابه اي الله سبحانه وتعالى وهذا فيه اثبات الحجاب باثبات الحجاب وان الحجاب نور ان الحجاب نور لو كشفه لا احرقت سبحات وجهه اي ضياء الوجه وجماله ما انتهى اليه بصره من خلقه من تعى اليه بصره من خلقه اي ان هذه المخلوقات لا لا لا تستطيع ان تصمد لظياء الوجه وجه الرب وبهائه وجماله وعظمته فاذا قيل فاذا فما الشأن يوم القيامة يقال يجعل الله عز وجل في هذه الاجسام الضعيفة قوة وقدرة يوم القيامة يمكنها جل في علاه بها من رؤيته التي هي للمؤمنين اه خاصة وهي اكمل النعيم واعظمه ولهذا جاء في الصحيح ان اه النبي عليه الصلاة والسلام قال اذا دخل اهل الجنة الجنة قال الله سبحانه وتعالى هل تريدون شيئا ازيدكم؟ فيقولون الم تبيض وجوهنا؟ الم تدخلنا الجنة الم تنجنا من النار؟ قال في كشف الحجاب فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى وجهه سبحانه وتعالى فما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى الى وجهه. قال في كشف الحجاب. في ذلك اليوم يعطي الله عز وجل اجسام المؤمنين قوة وقدرة يحتملون بها ويتمكنون من النظر الى وجهه الكريم ويكون هذا النظر اكمل نعيما يجدونه اهنأه واطيبه نسأل الله الكريم لنا اجمعين لذة النظر الى وجهه الشوق الى لقائه في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. نعم قال رحمه الله وهذا معنى قول ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سبحانه وتعالى لا تدركه الابصار. قال ذلك الله عز وجل اذا تجلى بنوره لم يقم له شيء. وهذا من بديع فهمه رضي الله عنهما ودقيق فطنته. وكيف لا وقد دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يعلمه الله التأويل. فالرب تبارك وتعالى يرى يوم القيامة بالابصار عيانا ولكن يستحيل ادراك الابصار له وان رأته. فالادراك امر وراء الرؤية. وهذه الشمس ولله المثل الاعلى نراها ولا ندركها كما هي عليه. ولا قريبا من ذلك. ولذلك قال ابن عباس رضي الله عنهما لمن سأله واورد عليه لا تدركه الابصار فقال الست ترى السماء؟ قال بلى. قال افتدركها؟ قال لا. قال فالله تعالى اعظم اجل نعم يعني هذه الاية لا تدركه الابصار ليس فيها نفيا للرؤية كما يقول اهل البدع والضلال لا تدركه الابصار هذا نفي للادراك وفرق بين نفي الادراك ونفي الرؤيا. ولا يلزم من نفي الادراك نفي الرؤيا. لانك اذا تأملت في معنى الادراك لغة ومعنى الرؤية يا لغة تجد الفرق بينهما فلا يلزم من نفي الادراك نفي الرؤيا بل قد تكون الرؤية موجودة والادراك غير غير موجود او غير ممكن فهناك فرق بينهما وفي مفهوم ومدلول اللفظي لغة ايظا يجد الفرق. اقرأ مثلا قول الله عز وجل فلما تراءى الجمعان تراءى الجمعان قال اصحاب موسى انا لمدركون قال كلا في تراعي قالوا انا لمدركون؟ قال كلا الادراك له معنى قدر زائد بلغوا معاني زائدة على مجرد الرؤية فنفي الادراك لا يلزم منه نفي الرؤيا. الادراك فيه احاطة ولهذا مثل ابن عباس لمن سأله بهذا المثال العجيب. قال اترى السماء قال نعم قال تدركها؟ يعني تحيط رؤية بها؟ قال لا قال الرب اعظم قال الرب سبحانه وتعالى اعظم من ذلك ثم استمر رحمه الله تعالى في كلام موسع في ما يتعلق بالنور واورد المثل العظيم في قول الله سبحانه وتعالى الله نور السماوات والارض توسع في ذلك لكن اليوم لعلنا نكتفي بهذا القدر ونسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه