نعم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول علامة ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب وقد ضرب الله سبحانه وتعالى لنوره في قلب مثلا لا يعقله الا العالمون. فقال سبحانه وتعالى الله نور السماوات والارض نوره كمشكاة فيها مصباح. المصباح في زجاجة. الزجاجة كانها كوكب دري. يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على يهدي الله لنوره من يشاء. ويضرب الله الامثال للناس. والله بكل شيء عليم. قال ابي ابن كعب رضي الله عنه مثل نوره في قلب المسلم وهذا هو النور الذي اودعه في قلبه من معرفته ومحبته والايمان به وذكره وهو نوره الذي انزله اليه فاحياهم به وجعلهم يمشون به بين الناس. واصله في قلوبهم ثم تقوى مادته وتتزايد حتى تظهر على وجوههم وجوارحهم وابدانهم بل وثيابهم ودورهم يبصره من هو من جنسهم. وسائر الخلق له منكرون. فاذا كان يوم القيامة برز ذلك النور وصار بايمانهم يسعى بين ايديهم وصار بايمانهم يسعى بين ايديهم في ظلمة الجسر حتى يقطعوه وهم فيه على حسب قوته وضعفه في قلوبهم في فمنهم من نوره كالشمس واخر كالقمر واخر كالنجم واخر كالسراج واخر يعطى نورا على ابهام قدمه يضيء مرة ويطفأ اخرى اذا كانت هذه حال نوره في الدنيا فاعطي على الجسر بمقدار ذلك بل هو نفس نوره ظهر له عيانا. اظنها الله اعلم اذ كانت فتراجع تراجع في طبعات اخرى وان اذا اذا كانت هذه لعلها اذ كانت اذ نعم اعد السياق حتى يتبين يقول رحمه الله فمنهم من نوره كالشمس كالشمس واخر كالقمر واخر كالنجم واخر كالسراج واخر يعطى نورا على ابهام قدمه مرة ويطفأ اخرى اذا كانت اذ كانت اذ اذ كانت هذه هكذا اظن فاطلب مراجعته يعني في طبعاات اخرى اذ كانت هذه حال نوره في الدنيا فاعطي على الجسر بمقدار ذلك بل هو نفس نوره ظهر له عيانا ولما لم يكن للمنافق نور ثابت في الدنيا بل كان نوره ظاهرا لا باطنا اعطي نار اعطي نورا ظاهرا مآله الى الظلمة والذهاب. نعم. بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم يا ربنا فقهنا في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. ما شاء الله لا قوة الا بالله اما بعد لا يزال الحديث عند الامام ابن القيم في الفائدة السادسة الثلاثون من فوائد الذكر وهي ان الذاكر آآ ان الذكر نور للذاكر في الدنيا ونور في قبره ونور في حشره ولقاء ربه وفي كلامه على هذه الفائدة العظيمة استطرد وافاد واجاد رحمه الله بذكر ما يتعلق بالنور الذي انزله الله سبحانه وتعالى للعباد هداية لهم يمشون به في الظلمات اومن كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثل كمن مثله في الظلمات ليس وبخارج منها وهذا وحي الله كما قال سبحانه وتعالى في الاية الاخرى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا والناس يتفاوتون حظا ونصيبا من هذا النور منهم المستقل ومنهم المستكثر ومنهم ما بين ذلك وعلى قدر حظهم من هذا النور في هذه الحياة الدنيا يكون حظهم ونصيبهم يوم القيامة يوم قسم الانوار وقسم الانوار على العباد يكون في ظلمة قبل الجسر الذي ينصب على متن جهنم كما جاء في الحديث لما سئل عليه الصلاة والسلام عن الناس قال في ظلمة قبل الجسر وهذه الظلمة تقسم فيها الانوار ويعطى اهل الايمان من الانوار بحسب نور الايمان والوحي الذي حصلوا في هذه الحياة ولهذا بعظهم نسأل الله عز وجل لنا اجمعين الكريم من فظله يعطى نوره في ذلك اليوم كالشمس وانظر اضاءة الشمس ما اعظمها انظر اضاءة الشمس ما اعظمها يعطى نور كالشمس اي اظاءة اي هذه الاضاءة؟ تأمل في اضاءة الشمس واخر يعطى نوره كالقمر واخر كالنجم الساطع اللامع واخر يعطى نوره كالسراج هكذا يتفاوتون في الانوار حتى ان اخرهم يعطى نوره على قدر ابهام ابهامه ابهام قدمه وايضا ليس مضيء اضاءة مستمرة يضيء مرة ويطفأ مرة يكون سيرهم ومرورهم على الصراط سرعة وظعفا حسب الانوار ولهذا هذا الذي يعطى نوره يعطى نوره على قدر ابهامه اذا مر على الصراط يمر زحفا كما جاء في الحديث فتسقط يد وتعلق اخرى الى ان يكرمه الله عز وجل فينجو من كان عنده نور الذي ونور الايمان باذن الله سبحانه وتعالى تكون له نجاة من النار تكون له نجاة من النار لكن من كان نوره ضعيفا وخالطه من الاثام الكبائر ما خالطه ولقي الله بها فانه يكون عرظة اه عقوبة تطهره من اثامه فيبقى النور صافيا بلا تلك الاثام ولا ذلك الخبث لانه طهر منها الحاصل ان الله عز وجل اكرم العباد في هذه الحياة الدنيا بنور عظيم وهو نور الوحي وضياء الوحي فالوحي نور ولكن جعلناه نورا نادى به من نشاء من عبادنا فكلما عظم حظ العبد منه وعمر قلبه به واثمر في جوارحه سكونا وطاعة واقبالا على الله سبحانه وتعالى كان له آآ الحظ الاوفى والنصيب الاعظم يوم القيامة من الانوار التي تقسم على اهل الايمان يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين ايديهم وبايمانهم. بشراكم اليوم جنات جنات بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم ذلك هو الفوز العظيم فليتأمل الناصح لنفسه في هذا الفوز ما اعظمه ولينتهز فرصة وجوده في هذه الحياة ليحصل نصيبا وافرا وحظا عظيما من هذا النور هيأ الله لنا اجمعين من امرنا رشدا وهدانا اليه اجمعين صراطا مستقيما اورد هنا ابن القيم رحمه الله تعالى هذا المثل العظيم الذي ذكره الله عز وجل في سورة النور وسميت السورة بتمامها هذا الاسم من هذا المثل الذي ضرب في هذه السورة اه العظيمة قال وقد ضرب الله لنوره في قلب عبده قد ضرب لنوره في قلب عبده نوره اي الذي اوحاه وانزله على عبادة كذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب والايمان ولكن جعلناه نورا فضرب الله مثلا لنوره في قلب عبده مثلا لا يعقله الا العالمون اخذا من الاية الكريمة قول الله سبحانه وتعالى وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون كان بعض السلف وانتم تعلمون ان الامثال المضروبة في القرآن كثيرة فكان بعض السلف اذا مر باية ضرب فيها مثل فلم يعقله لم يفهمه يبكي ويقول لست من العالمين لست من العالمين فاه هذه الامثال ينبغي على على المسلم ان يحرص على عقلها وفهمها. من باب الفائدة ابن القيم رحمه الله له فصل مطول ونفيس جدا في كتابه اعلام الموقعين وطبع مفردا في الامثال المضروبة في القرآن شرحها شرحا لا تكاد تجده بهذا البيان في موطن اخر. انصح طالب العلم ان يرجع اليه وان يفيد منه جمع الامثال ورتبها وشرحها شرحا عظيما جدا في فصول مطولة في كتابه اعلان آآ اعلام الموقعين وايضا طبعت اه في رسالة مفردة قال وقد ضرب الله لنوره في قلب عبده مثلا لا يعقله الا العالمون فقال الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح. المصباح في زجاجة. الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولا ولو لم تمسسه نار. نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء. ويضرب الله الامثال للناس والله بكل شيء عليم نقل عن ابي هذه الكلمة في معنى الاية قال مثل نوره اي في قلب المسلم ففهم من هذا ان المراد النور الوحي في قوله مثل نوره اي الوحي الذي هو نور انزله الله سبحانه وتعالى نور الايمان والطاعة والذكر ما حباهم الله سبحانه وتعالى به فجعلهم يمشون به بين الناس واصله في قلوبهم كل ما قوي حظه من هذا الوحي الذي هو النور عظم حظهم من هذا الظياء اه اه حتى تظهر اثاره كما يقول ابن القيم على وجوههم وجوارحهم وابدانهم بل وثيابهم ثم يظهر الظهور الاعظم ما ثوابا يوم القيامة يوم تقسم الانوار. نعم قال رحمه الله تعالى وضرب الله عز وجل لهذا النور ومحله وحامله ومادته مثلا بالمشكاة وهي القوة في الحائط فهي مثل الصدر وفي تلك المشكاة زجاجة من اصفى الزجاج وحتى شبهت بالكوكب الدري في بياضه وصفائه وهي مثل القلب وشبه بالزجاجة لانها جمعت اوصافا هي في قلب المؤمن. وهي في الصفاء وهي الصفاء والرقة فيرى الحق والهدى بصفائه وتحصل منه الرأفة والرحمة والشفقة برقته ويجاهد اعداء الله تعالى ويغلظ عليهم ويشتد في الحق ويصلب في صفيه بصلابته. فلا تبطل صفة منه فلا تبطل صفة منه صفة اخرى ولا تعاديها بل تساعدها وتعاضدها اشداء على الكفار رحماء بين وقال تعالى فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك. وقال تعالى يا ايها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم وفي اثر القلوب انية الله تعالى في ارضه فاحبها اليه ارقها واصلبها واصفاها نعم يقول رحمه الله في شرح هذا المثل في الاية الكريمة مثل نوره كمشكاة مثل نوره كمشكاة. المشكاة يقول رحمه الله هي الكوة اي الفتحة التي تكون في الجدار او في الحائط اه مثل نوره كمشكاة فيها مصباح. المصباح في زجاجة قال تلك المسكاة وفي تلك المسكاة زجاجة من اصفى الزجاج وحتى شبهت بالكوكب الدري شبهت بالكوكب الدري اه اي في بياضه وصفائه في بياضه ووصفائه القوة هذه مثل صدر صدر المسلم المصباح الذي في داخلها هذا مثل لقلبه هذا مثل لقلب المؤمن القوة ما مثل الصدر والمصباح الذي في داخلها مثل قلب المؤمن وتذكر هنا في الدعاء الذي يطرد الهم قال وان تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا ونور صدورنا وجلاء احزاننا وهمومنا. نور صدورنا فالصدر صدر المؤمن من داخله فيه هذا النور نور اه الايمان ومادة هذا النور هي من قلبه بما حصله هذا القلب من الوحي تفقها وفهما وبصيرة بظياء الوحي ونوره المبين قال وهي مثل القلب وشبه بالزجاجة شبه القلب في في هذا المثل بالزجاجة لانها جمعت اوصافا هي في قلب المؤمن وتحديدا ثلاثة اوصاف الصفاء والرقة والصلابة هذه هذه الصفات مجتمعة في الزجاجة الصفاء والرقة والصلابة فيرى الحق والهدى بصفائه وتحصل منها الرأفة والرحمة برقته. ويجاهد آآ اعداء الدين بصلابته فهذه صفات ثلاثة وقد اجتمعت في اثر نقله عن آآ بعظ المتقدمين القلوب انية الله في ارضه فاحبها اليه ارقها واصلبها واصفاها. نعم قال رحمه الله تعالى وبايزاء هذا القلب قلبان مذمومان في طرفي نقيض احدهما قلب حجري قاس لا رحمة فيه ولا احسان ولا بر ولا له صفاء يرى به الحق بل هو جبار جاهل لا عالم بالحق ولا راحم للخلق نعوذ بالله. نعوذ بالله نعم وبازائه قلب ضعيف مائي لا قوة فيه ولا استمساك بل يقبل كل صورة وليس له قوة حفظ تلك الصور ولا قوة التأثير في غيره. وكل ما خالطه اثر فيه من قوي وضعيف وطيب وخبيث وفي الزجاج سيرجع الان يقول بازاء هذا القلب الذي في هذا النور نور الايمان بازائه يعني بمقابله هنا قلبان قلب حجري حجري يعني كالحجارة قسوة وشدة وغلظة قلب حجري فهذا في اوصافه التجبر والتكبر والتعالي وعدم قبول الحق وبطر الحق لانه قاسي لا تنفع فيه موعظة ولا يؤثر فيه ذكرى فقلبه كالحجر او اشد قسوة من الحجر وقلب اخر قلب ضعيف قلب ضعيف مائي لا قوة فيه ولا استمساك وقلب هذا شأنه تنطبع فيه الضلالات ايا كانت ويؤثر فيه كل ناعق ويتأثر بكل داعية لانه قلب ضعيف ومتأثر بكل شيء وينطبع فيه كل شيء ويؤثر فيه كل شيء فهذان القلبان بازاء القلب الاول. رجع الى موظوع الاول قال وفي الزجاجة هذا الاولى لو انه كان في سطر جديد حتى ما نعم وفي الزجاجة مصباح وهو النور الذي في الفتيلة. وهي حاملته. ولذلك النور مادة وهي زيت قد عصر من زيتونة في اعدل الاماكن تصيبها الشمس اول النهار واخره فزيتها من اصفى الزيت وابعده من كدر حتى انه ليكاد من صفائه يضيء بلا نار. فهذه مادة نور المصباح وكذلك مادة نور لمصباح الذي في قلب المؤمن هو من شجرة الوحي. التي هي اعظم الاشياء بركة. وابعدها من الانحراف بل هي اوسط الامور واعدلها وافضلها لم تنحرف انحرافا نصرانيا ولا انحراف اليهودية بل هي وسط بين الطرفين المذمومين في كل شيء فهذه مادة مصباح الايمان في قلب المؤمن. نعم هنا يعني يذكر اه في ضوء هذا المثل آآ قول الله عز وجل كانها كوكب دري نعم قوله يوقد من شجرة مباركة يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية. هذه الشجرة المباركة هي مثل لشجرة الوحي التي يتغذى بها قلب المؤمن. هذا مثل للوحي الذي يغذي قلب المؤمن. وكل ما كان اعظم نصيبا منه كان اعظم نصيبا من ذلك النور لان هذا النور الذي في قلب المؤمن يوقد من هذه الشجرة التي هي زيتونة لا شرقية ولا غربية اشارة الى الوحي الذي يغذي القلب وانه بحسب تغدي بالوحي يكون حظه ونصيبه من النور. نعم قال رحمه الله ولما كان ذلك الزيت قد اشتد صفاؤه حتى كاد ان يضيء بنفسه ثم خالط الناس فاشتدت بها اضاءته وقويت مادة ضوء النار به كان ذلك نورا على نور. وهكذا المؤمن قلبه يكاد يعرف الحق بفطرته وعقله. ولكن لا مادة له من نفسه. فجاءت مادة الوحي فباشرت قلبه وخالطت بشاشته فازداد نورا بالوحي على نوره الذي فطره الله تعالى عليه. فاجتمع له نور الوحي الى نور الفطرة نور على نور فيكاد ينطق بالحق وان لم يسمع فيه اثرا. ثم يسمع الاثر مطابقا لما شهدت به فطرته فيكون نورا على نور. فهذا شأن المؤمن يدرك الحق بفطرته مجملا. ثم يسمع الاثر جاء به مفصلة فينشأ ايمانه عن شهادة الوحي والفطرة. نعم هذا كلام عظيم ايظا ما استفاد من قوله يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يعني في في هذا هذه الشجرة المضروبة مثلا في التوقد والاظاءة في قلب المؤمن آآ اجتمع فيها ضياء هذا الزيت لصفاءه ثم اتقاده بالنار فيكون نورا على اه نورا على نور فهذا مثل لامرين في قلب المسلم الاول الفطرة التي فطر عليها فلم تتبدل ولم تتغير كما جاء في الحديث القدسي يقول الله خلقت عبادي حنفا خلقت عبادي حنفا كل مولود يولد على الفطرة فهذه الفطرة نور هذه الفطرة نور في قلب المؤمن نور الفطرة ينضم الى نور الفطرة ضياء الوحي فيكون هذا نورا على نور. الفطرة الصافية النقية التي من الله على صاحبها بانها لم تتبدل ولم تتغير لم تجتالها الشياطين فاتتهم الشياطين فاجتالتهم ففيه سلامة الفطرة فينضم اليها نور الوحي فيكون ذلك نور على نور. نعم فليتأمل اللبيب هذه الاية العظيمة ومطابقتها لهذه المعاني الشريفة. فذكر سبحانه وتعالى نوره في السماوات والارض ونوره في قلوب عباده المؤمنين نوره في السماوات والارض هذا في صدر الاية الله نور السماوات والارض ونوره آآ في قلوب عباده المؤمنين مثل نوره في قوله مثل نوره كمسكاة نعم النور المعقول المشهود بالبصائر والقلوب الذي استنارت به البصائر والقلوب والنور المحسوس المشهود بالابصار الذي استنارت به اقطار العالم العلوي والسفلي فهما نوران عظيمان واحدهما اعظم من الاخر وكما انه اذا فقد احدهما من مكان او موضع لم يعش فيه ادمي ولا غيره لان الحيوان انما يتكون حيث النور ومواضع الظلمة التي لا يشرق عليها نور لا يعيش فيها حيوان ولا يتكون البتة فكذلك امة فقد انا نور الوحي والايمان وقلب فقد منه هذا النور ميت ولابد. لا حياة له البتة كما لا حياة للحيوان في مكان لا نور فيه والله يعني اه الاية ذكر فيها نوران الاول في قوله الله نور السماوات والارض والثاني في قوله مثل نوره مثل نوره واحد هذين النورين اعظم من الاخر. الاول النور الذي استضاءت به السماوات والارض والاخر الذي استضاء به قلب آآ المؤمن يقول ابن القيم رحمه الله من المتقرر ان النور الذي يضيء للناس طرقهم اذا فقد في مكان لا يطيب فيه عيش حتى الحيوانات لا تألفهم لو قدر انه فقد في مكان فان العيش لا يطيب فيه العيش لا يطيب الا في في مكان يرى الانسان فيه طريقه. اما الظلمة الموحشة من الذي يرى بان يعيش فيها من انسان او حيوان فكما ان الامر كذلك وانه لا يطيب عيش بدون هذا النور فكذلك الشأن في امة فقد منها نور الوحي والايمان كذلك الشأن في امة فقد منها نور الوحي والايمان وقلب فقد منه هذا النور كيف يكون حال هذا القلب؟ وكيف امة تكون حياتها ولهذا تصبح حياة امة هذه حالها او افراد هذه حالهم كحال الحيوان او اشد كحال بهيمة الانعام او اشد لان هذه ظلمة يعمى معها كل شيء فلا تطيب حياة ولا يستقر امر تكون مجلبة للسرور والافات والاسقام الى غير ذلك لان القلب الذي يعدم نور الايمان والامة التي تعدم نور الايمان يفارقها الخير ويترحل عنها وتتوالى عليها الشرور من كل حدب وصوب نعم والله قال رحمه الله والله سبحانه وتعالى يقرن بين الحياة والنور كما في قوله عز وجل او من كان ميتا فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها. وكذلك قوله عز وجل وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وقد قيل ان الضمير في جعلناه عائد الى الامر. وقيل الى الكتاب وقيل الى الايمان. والصواب انه عائد الى الروح اي جعلنا ذلك الروح الذي اوحيناه اليك نورا. فسماه روحا لما يحصل به من الحياة وجعله نورا لما يحصل به من الاشراق والاضاءة. وهما متلازمان. فحيث وجدت هذه الحياة بهذا الروح وجدت الاضاءة والاستنارة. وحيث وجدت الاستنارة والاضاءة وجدت الحياة. فمن لم يقبل قلبه هذا الروح فهو ميت مظلم. كما ان من فارق بدنه رح الحياة فهو هالك ومضمحل. يقول رحمة الله عليه الله عز وجل في من القرآن يقرن بين الحياة والنور يقرن بين الحياة والنور فيما ضربه سبحانه وتعالى مثلا للوحي آآ المبين فالوحي حياة للقلوب وفي الوقت نفسه نور لها وتأمل هذا في قوله عز وجل او من كان ميتا فاحييناه. اي بالوحي فاحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس فالوحي حياة والوحي نور الوحي حياة والوحي نور ايضا جمع بينهما في قوله وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري اه ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا. الظمير هنا كما اه استظهر رحمه الله تعالى عائد على الروح عائد على الروح وكذلك جعلناه اي الروح نورا ففي هذا ان الوحي يوصف انه روح ويوصف بانه نور ووصف بهذين الوصفين في هذه الاية الكريمة مثل قوله عز وجل ينزل الملائكة بالروح من امره اي الوحي والله سبحانه وتعالى سمى الوحي روحا لان به حياة القلوب لا تحيا الا به بل سمى جبريل الذي ينزل الوحي روحا للسبب نفسه. نزل به الروح الامين سمى الله جبريل روحا لانه ينزل بالوحي الذي فيه حياة القلوب فالوحي روح اي حياة وفي الوقت نفسه الوحي نور وبدون الوحي كل ما كان العبد بعيدا عن الوحي فهو بعيد عن الحياة وبعيد عن النور كل ما كان العبد بعيد عن الوحي فهو بعيد عن الحياة اي الحياة الحقيقية دعك من الحياة البهيمية كلام على الحياة الحقيقية حياة الايمان يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم من قيل لهم يحييكم يمشون على الارض ويأكلون ويشربون ويبيعون ويشترون الى غير ذلك. ويقول يحييكم اي الحياة الحقيقية. اما الحياة البهيمية هذه امر اخر فالحياة الحقيقية لا تكون الا بالوحي وكل ما كان العبد بعيد عن الوحي فهو بعيد عن الحياة الحقيقية وقريب من الحياة البهيمية قريب من الحياة البهيمية فالحاصل ان الله فيه اكثر من موضع قرن بين الحياة والنور في وصف الوحي قال ابن القيم وهما متلازمان فحيث وجدت هذه الحياة بهذا الروح اي الوحي وجدت الاضاءة والاستنارة وحيث وجدت الاستنارة والاضاءة وجدت الحياة فمن لم يقبل قلبه هذا الروح فهو ميت مظلم نعم قال فلهذا يضرب سبحانه وتعالى المثلين المائي والناري معا. لما يحصل؟ الماء فيه الحياة والنار فيه الضياء نعم لما يحصل بالماء من الحياة وبالنار من الاشراق والنور. كما ضرب ذلك في اول سورة البقرة في قوله تعالى مثلهم كمثل الذي استوقد نارا. فلما اضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون وقال ذهب الله بنورهم ولم يقل بنارهم. لان النار فيها الاحراق والاشراق. فذهب بما فيه الاضاءة والاشراق وابقى عليهم ما فيه الاذى والاحراق. نسأل الله العافية. نعم وكذلك حال المنافقين ذهب نور ايمانهم بالنفاق وبقي حرارة الكفر والشكوك والشبهات تغلي في قلوبهم وقلوبهم قد صليت بحرها واذاها وسمومها ووهجها في الدنيا. فاصلاها الله تعالى اياها يوم القيامة نارا موقدة تطلع على الافئدة. فهذا مثل من لم يصحبه نور الايمان في الدنيا. بل خرج منه بعد ان استضاء به وهو حال المنافق عرف ثم انكر واقر ثم جحد فهو في ظلمات ضم ابكم اعمى كما قال تعالى في حق اخوانهم من الكفار والذين كذبوا باياتنا صموا وبكم في وقال تعالى ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع الا دعاء ونداء. صم حكم عمي فهم لا يعقلون. وشبه تعالى حال المنافقين في خروجهم من النور بعد ان اضاء لهم بحال النار وذهاب نورها عنه بعد ان اضاءت ما حوله. لان المنافقين بمخالطتهم المسلمين وصلاتهم معهم وصيامهم معهم وسماعهم القرآن ومشاهدتهم اعلام الاسلام ومنارة. قد شاهدوا الضوء ورأوا النور كان ولهذا قال تعالى في حقهم فهم لا يرجعون لانهم فارقوا الاسلام بعد ان تلبسوا به واستناروا به فهم لا يرجعون اليه وقال تعالى في حق الكفار فهم لا يعقلون لانهم لم يعقلوا الاسلام ولا دخلوا فيه ولا استناروا به بل لم يزالوا في ظلمات الكفر صم بكم عمي. فسبحان من جعل كلامه لادواء الصدور شافيا. والى الايمان وحقائقه مناديا والى الحياة الابدية والنعيم المقيم داعيا والى طريق الرشاد هاديا. ابن اي يشير الى ان قوله سبحانه وتعالى صم بكم جاءت في سورة البقرة في موطنين جاءت في سورة البقرة في موطنين اه اه في موطن ختمت فهم لا يرجعون وفي موطن ختمت فهم لا يعقلون ففي حق الكفار في حق الكفار الذي هو في الموطن الثاني قال اه سبحانه وتعالى فهم لا يعقلون. وفي حق المنافقين قال لا يرجعون قال لا يرجعون لانهم رأى دخلوا الايمان ورأوه وعاينوه. وخرجوا من بعد ما فقال لا يرجعون لا يرجعون اليه. اما الكفار اصلا ما دخلوا اما هؤلاء لا دخلوا وهم قد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به في فهم يعني دخلوا في دخلوا في الايمان وعرفوه ورأوا منارة واعلامه فلهذا وصفهم بانهم لا يرجعون اما الكفار فوصفهم آآ بانهم لا يعقلون كلهم يشترك في آآ بهذا الوصف سم اه بكم عمي اشتركون في هذا لكن اولئك وصفهم بانهم لا يعقلون وهؤلاء وصفهم بانهم لا يرجعون. نعم قال رحمه الله لقد اسمع منادي الايمان لو صادف اذانا واعية وشفت مواعظ القرآن لو وافقت قلوبا من غيها خالية ولكن عصفت على القلوب اهوية اهوية الشبهات والشهوات فاطفأت مصابيحها وتمكنت منها ايدي الغفلة والجهالة فاغلقت ابواب رشدها ضاعت مفاتيحها وران عليها كسبها فلم ينفع فيها الكلام وسكرت بشهوات الغي وشبهات الباطل فلم تصب بعده الى المنام ووعظت بمواعظ انكى فيها من الاسنة والسهام ولكن ماتت في بحر الجهل الغفلة واسر الهوى والشهوة وما لجرح بميت ايلام. نعوذ بوجه الله. نعم قال رحمه الله تعالى فصل والمثل الثاني المائي قوله تعالى او كصيب من السماء فيه ظلمات ورعد وبرق يجعلون اصابعهم في اذانهم من الصواعق حذر الموت. والله محيط بالكافرين الصيب المطر الذي يصوب من السماء اي ينزل منها بسرعة وهو مثل القرآن الذي به حياة القلوب كالمطر الذي به حياة الارض والنبات والحيوان. فادرك المؤمنون ذلك منه. وعلموا ما يحصل به من الحياة التي لا خطر لها فلم يمنعهم منها ما فيه من الرعد والبرق وهو الوعيد وهو الوعيد والتهديد والعقوبات والمثلات التي حذر الله بها من خالف امره. واخبر انه منزلها بمن كذب رسوله صلى الله عليه وسلم. او ما فيه من الاوامر الشديدة كجهاد الاعداء والصبر على اللأواء والاوامر الشاقة على النفوس التي هي بخلاف ارادتها فهي كالظلمات والرعد والبرق ولكن من علم مواقع الغيث وما يحصل به من الحياة لم يستوحش لما معه من الظلمة والرعد والبرق بل يستأنس لذلك ويفرح به لما يرجو من الحياة والخصب واما المنافق فانه لعمى قلبه لم يجاوز لم يجاوز بصره الظلمة ولم يرى الا برقا يكاد يخطف البصر ورعدا عظيما وظلمة فاستوحش من ذلك وخاف منه. فوضع اصابعه في اذنيه لان لا يسمع صوت الرعد وها له مشاهدة ذلك البرق وشدة لمعانه وعظم نوره فهو خائف ان يختطف معه بصره لان بصره اضعف من ان يثبت معه فهو في ظلمة يسمع اصوات الرعد القاصف ويرى ذلك البرق الخاطف فان اضاء له ما بين ان اضاء له ما بين يديه مشى في ضوءه وان فقد الضوء قاموا متحيرا. لا يدري اين يذهب ولجهله لا يعلم ان ان ذلك من لوازم الصيب الذي به حياة الارض والنبات وحياته هو في نفسه بل لا يدرك الا رعدا وبرقا وظلمة ولا شعور له بما وراء ذلك. فالوحشة لازمة له والرعب والفزع لا يفارقه. واما من انس بالصيب وعلم ما يحصل به من الخيرات والحياة والنفع انه لا بد فيه من رعد وبرق وظلمة بسبب الغيم استأنس بذلك ولم يستوحش منه ولم يقطعه ذلك عن اخذه بنصيبه من الطيب. فهذا مثل مطابق للصيب الذي نزل به جبريل عليه الصلاة والسلام الذي هو الوحي نعم الذي نزل به جبريل عليه السلام من عند رب العالمين تبارك وتعالى على قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحيي القلوب والوجود اجمع. فاقتضت حكمته ان يقارنه من الغيب والرعد والبرق. ما يقارن الصيب المائي حكمة بالغة واسبابا منتظمة نظمها العزيز الحكيم فكان حظ المنافق من ذلك الصيب سحابه ورعوده وبروقه فقط. لم يعلم ما وراءه منتظمة نظمها واسبابا منتظمة نظمها العزيز الحكيم. فكان حظ المنافق من ذلك الصيب سحابه ورعوده وبروقه فقط لم يعلم ما وراءه فاستوحش بما انس به المؤمنون وارتاب بما اطمأن به العالمون وشك فيما تيقنه المبصرون العارفون فبصره في المثل الناري كبصر الخفاش في نحر الظهيرة وسمعه في المثل كسمع من يموت من صوت الرعد وقد ذكر عن بعض الحيوانات انها تموت من صوت الرعد واذا صادف هذه العقول والاسماع والابصار شبهات شيطانية وخيالات فاسدة وظنون كاذبة فيها وصالت وقامت فيها وقعدت واتسع فيها مجالها وكثر بها قيلها وقالوها فملأت جماعة من هذيانها والارض من من دوايا دواء دويانها من دويانها وما اكثر المستجيبين لهؤلاء والقابلين منهم والقائمين بدعوتهم والمحامين عن حوزتهم والمقاتلين تحت اوليتهم والمكفرين لسوادهم عددا وما اقلهم عند الله واوليائه قدرا. ولعموم البلية بهم وضرر القلوب بكلامهم. هتك الله استارهم في كتابه غاية الهتك وكشف اسرارهم غاية الكشف وبين علاماتهم واعمالهم واقوالهم ولم يزل عز وجل يقول ومنهم ومنهم ومنهم كما في سورة اه براءة ايات كثيرة في السورة يقول ومنهم ثم يذكر صفات هؤلاء المنافقين والله عز وجل ذكر تلك الصفات في سورة براءة حتى يحذر المرء المسلم من ان يتصف بشيء من تلك الصفات لان صفات اهل النفاق ومن اتصف بشيء من تلك الصفات فقد اتصف بصفات المنافقين بحسب ما اتصف به من تلك الصفات التي حذر الله منها وذكرها صفات للمنافقين ومنهم ومنهم ايات عديدة ومنهم من يلمزك في الصدقات ايات كثيرة مبدوءة في براءة ومنهم ثم تذكر صفات لهؤلاء نعم حتى انكشف امرهم وبالت حقائقهم وظهرت اسرارهم وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في اول سورة البقرة اوصاف المؤمنين الكفار والمنافقين. فذكر في اوصاف المؤمنين ثلاث ايات وفي اوصاف الكفار ايتين وفي اوصاف وفي اوصاف هؤلاء المنافقين بضع عشرة اية لعموم الابتلاء بهم وشدة المصيبة بمخالطتهم فانهم من الجلدة من جلدتي من الجلدة. نعم. فانه من الجلدة مظهرون الموافقة والمناصرة. نعم من جلدتنا تتكلمون بالسنتنا فانهم من الجلدة يظهرون الموافقة والمناصرة بخلاف الكافر الذي قد نابذ بالعداوة واظهر سريرة ودعاك بما اظهره الى منابذته ومفارقته. نعم بخلاف هؤلاء فانهم اظهروا للمؤمنين انهم من ومعهم وانهم اعوانا لهم ويأتون الى المساجد ويصلون يعملون اعمال الاسلام الظاهرة رئاء الناس لا تعبدا لله وانما يفعلون ذلك نفاقا فهؤلاء مصيبتهم عظيمة وشرهم عظيم ولهذا فصل في اوصافهم اكثر من من هؤلاء لان اولئك عدو منابذ وقائم على المعاداة ظاهر في امره. اما هؤلاء يظهرون لاهل الايمان انهم من من المؤمنين وانهم مع المؤمنين وانهم من انصارهم وهم في الباطن خلاف ذلك اذا لقوا الذين امنوا قالوا امنا واذا خلوا الى شياطين يقال انا معكم انما نحن مستهزئون ونسأل الله عز وجل ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله وان يغفر لنا لوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا اللهم متعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلم انا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خير