نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول علامة ابن القيم الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب فصل ونظير هذين المثلين المثلان في سورة الرعد في قوله تعالى انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها فاحتمل السيل فدا الربيع فهذا المثل هو المثل المائي شبه سبحانه الوحي الذي انزله بحياة القلوب بالماء الذي انزله من السماء وشبه القلوب الحاملة له بالاودية الحاملة للسيل وقلب كبير يسع علما عظيما كواد كبير يسع ماء كثيرا. وقلب صغير كواد صغير علما قليلا فحملت القلوب من هذا العلم بقدرها كما سالت الاودية بقدرها. يكون ظبطها كما في الاية بقدرها بقدره كما في الاية سنة اودية بقدرها فحملت القلوب من هذا العلم بقدرها كما سالت الاودية بقدرها ولما كانت الاودية ومجاري السيول فيها الغثاء ونحوه مما يمر عليه السيل فيحتمله السيل فيطفو على وجه الماء زبدا عاليا يمر عليه متراكبا. ولكن تحته الماء الفرات. الذي به حياة الارض فيقذف الوادي ذلك الغثاء الى جنبته الى جنبتيه حتى لا يبقى منه شيء ويبقى الماء الذي تحت الغثاء يسقي الله تعالى به الارض. فيحيي به البلاد والعباد والشجر والدواب. والغثاء يذهب جفاء يجفى ويطرح على شفير الوادي فكذلك العلم والايمان الذي انزله من السماء في القلوب فاحتملته فاثاروا فاثار منها بسبب مخالطته لها ما فيها من غثاء الشهوات وزبد الشبهات الباطلة. فطفى في اعلاها واستقر العلم والايمان والهدى في جذر القلب وهو اصله ومستقره. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم نزل الايمان في جذر قلوب الرجال. رواه البخاري من حديث حذيفة فلا يزال ذلك الغثاء والزبد يذهب جفاء ويزول شيئا فشيئا حتى يزول كله ويبقى العلم النافع والايمان الخالص في جذر القلب يرده الناس فيشربون ويسقون ويزرعون بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام قال المصنف رحمه الله تعالى فصل ونظير هذين المثلين اي الواردين في سورة البقرة احدهما مائي والاخر ناري نظير هذين المثلين آآ نظير هذين المثلين المثلان المذكوران في سورة الرعد ففي سورة الرعد ذكر الله عز وجل هذين المثلين في قوله عز وجل انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها ثم قال ومما يوقدون عليه في النار الى تمام الاية فذكر جل وعلا اه المثلين المائي والناري اما الماء فهو مثل وحي الله عز وجل في نزوله ووصوله الى قلوب العباد وانتفاعها به النفع العظيم الذي يشاءه الله سبحانه وتعالى لها ومثل هذا الوحي كمثل الماء الذي ينزل من السماء واذا نزل هذا الماء سالت الاودية التي في الارض بقدرها يعني بحسب احجامها هناك اودية كبيرة واسعة فتحتمل الماء الكثير وهناك اودية صغيرة فلا تحتمل الا الماء القليل وهكذا القلوب اوعية وهكذا القلوب اوعية كالاودية فمن القلوب قلوب تحتمل علما كثيرا وخيرا عميما وهذا فضل الله سبحانه وتعالى على من يشاء وهناك قلوب لا تحتمل الا القليل ولا تستوعب الا القليل ولا تحصل الا القليل فليست القلوب واحدة في استيعابها كما ان الاودية ليست واحدة في سعتها ولهذا قال الله سبحانه وتعالى فسالت اودية بقدرها وهكذا الوحي عندما يبلغ العباد ويصل الى قلوبهم فان احتمال القلوب لهذا الوحي بقدرها بقدر القلوب اي قدر احتمالها واستيعابها اه هذا الوحي واذا كانت الاودية منها اودية كبار فالقلوب منها قلوب كبار واذا كانت الاودية منها اودية صغار فالقلوب ايضا منها قلوب صغار فهذا مثل عظيم جدا يوضح لنا حال القلوب مع الوحي حال القلوب مع الوحي في شيء نراه امامنا عندما يسيل السيل نجد سبحان الله اودية كبار تحتمل الماء وتستوعب الماء الكثير ويصفها الناس بالكبر وكثرة الماء الذي فيها وهناك اودية صغيرة جدا فهذا الذي تراه بعينك امامك هو يصور لك حال القلوب مع الوحي هو يصور لك حال القلوب مع وحي الله سبحانه وتعالى فان القلوب في احتمالها للعلم والوحي كالاودية تماما فالقلوب هناك منها قلوب كبيرة ومنها قلوب صغيرة وكل منها يحتمل من العلم بقدره امر اخر ايضا عظيم الشأن عندما ينزل الغيث ويمشي في الوادي وجوده في الوادي هو الاصل اصبح نزل في اصل الوادي وسأل الوادي يكون في ارضه غثاء من اخشاب اوساخ واشياء كثيرة تكون في الوادي فاذا سال الوادي بقوته احتمل هذه الاشياء ورفعها عن الارض واصبحت تطفو على سطح الماء بقي هو في الاصل بقي هو في الاصل وهذا الذي حمله واصبح يطفو يذهب يجفوه السيل فيرميه على جنبتي الوادي يرميه على جنبة جنبتي الوادي فاما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث الذي هو السيل يمكث في الارض. ايضا هذا المعنى موجود في القلوب سبحان الله اذا دخل الوحي الى القلب اذا دخل الوحي الى قلب المسلم القلب فيه شبهات وفيه شهوات وفيه امور فاذا دخل الوحي فعلا الى القلب وبدأ يؤثر يذهب هذه الشهوات والشبهات شيئا فشيئا مثل ما يصنع السيل في الوادي مثل ما يصنع السيل في الوادي. السيل اذا جاء في الوادي قشع ما فيه من اوساخ آآ اخشاب واقدار وغير ذلك كلها يقشعها ويحملها على متنه ثم يقذف بها على جنبتي الوادي مثله تماما اذا دخل الوحي الى القلب اصبح شيئا فشيئا يجلو هذه الشبهات الست ترى كثير من الناس تشفى صدورهم بالقرآن بايات القرآن بهدايات القرآن كم من اسقام في القلوب وكم من شبهات وكم من اهواء وكم من امراض تشفى وتذهب وتنجلي عن القلب بالقرآن بكلام الله بوحيه فيذهب الغثاء الذي في القلب اذا اكرم الله عز وجل القلب الوحي يذهب الغثاء ويبقى ما ينفع الذي هو الوحي لكن هذا كله في القلب الذي يقبل الوحي ويقبل على الوحي ويهتدي بهداية الوحي فيحصل له هذا النفع العظيم وهذا مثل كما قدمت مستفاد من شيء نراه عادة الناس اذا اه اذا امطرت ونزل الغيث بعد الغيث غالبا يخرجون ينظرون الاودية والسيل جدير بهم اذا خرجوا ان يذكروا مثل هذا المثل ويذكر كيف ان السيل يملأ الوادي وان الاودية تتفاوت وانه ايضا يا ينقي وينظف الوادي مما فيه فيذهب الجفاء ويبقى النافع كل الجفاء وغير النافع الذي في الوادي كله يقشعه السيل مثله الوحي تماما اذا دخل آآ القلوب نسأل الله عز وجل ان يغيث قلوبنا اجمعين بالوحي. امين. نعم قال رحمه الله وفي الصحيح من حديث ابي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال مثل ما بعثني الله تعالى به من الهدى والعلم كمثل غيث اصاب ارضا. فكان منها طائفة طيبة قبلت الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها طائفة اجادب امسكت الماء فسقى الناس وزرعوا طاب منها طائفة اخرى انما هي قيعان. لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله تعالى ونفعه بما بعثني الله به فعلم وعلم. ومثل من لم يرفع بذلك ولم يقبل هدى الله الذي ارسلت به فجعل النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالنسبة الى الهدى والعلم ثلاث طبقات الطبقة الاولى ورثة الرسل وخلفاء الانبياء عليهم الصلاة والسلام وهم الذين قاموا بالدين علما وعملا ودعوة الى الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فهؤلاء اتباع الرسول صلوات الله وسلامه عليه حقا. وهم بمنزلة الطائفة الطيبة من الارض التي زكت الماء فانبتت الكلأ والعشب الكثير. فزكت في نفسها وزكى الناس بها. وهؤلاء هم الذين جمعوا بين بصيرتي في الدين والقوة على الدعوة. ولذلك كانوا ورثة الانبياء عليهم الصلاة والسلام الذين قال تعالى فيهم واذكر عبادنا ابراهيم واسحاق ويعقوب اولي الايدي والابصار. فالايدي القوة في بالله والابصار البصائر في دين الله عز وجل. فبالبصائر يدرك الحق ويعرف. وبالقوة يتمكن من تبليغه وتنفيذه والدعوة اليه. فهذه الطبقة كان لها قوة الحفظ والفهم والفقه في الدين والبصر بالتأويل ففجرت من النصوص انهار العلم. واستنبطت انهارا. انهار ففجرت من النصوص انهار العلوم واستنبطت منها كنوزها ورزقت فيها فهما خاصا. كما قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب طالب رضي الله عنه وقد سئل هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء دون الناس؟ فقال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة والا فهما يؤتيه الله عبدا في كتابه فهذا الفهم هو بمنزلة الكلأ والعشب الكثير الذي انبتته الارض وهو الذي تميزت به هذه الطبقة عن الطبقة الثانية وانها حفظت النصوص وكان همها حفظها وضبطها. فوردها الناس وتلقوها منهم. فاستنبطوا منها واستخرجوا كنوزها واتجروا فيها وبذروا في ارض في ارض قابلة للزرع والنبات فاستخرجوا غوامضها واسرارها وردوها كل بحسبه. قد علم كل اناس مشربهم وهؤلاء هم الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها كما سمعها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه الى من هو افقه منه وهذا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حبر الامة وترجمان القرآن مقدار ما سمع من صلى الله عليه وسلم لم يبلغ نحو العشرين حديثا. الذي يقول فيه سمعت ورأيت وسمع الكثير من الصحابة وبورك في فهمه والاستنباط منه حتى ملأ الدنيا علما وفقها قال ابو محمد ابن حزم وجمعت فتاويه في سبعة اسفار كبار. وهي بحسب ما بلغ جامعها والا فعلم ابن عباس كالبحر وفقه واستنباطه وفهمه في القرآن بالموضع الذي فاق به الناس. وقد سمع كما سمعوا وحفظ القرآن كما حفظوا ولكن ارضه كانت من اطيب الاراضي. واقبلها للزرع فبذر فيها النصوص فانبتت من كل كريم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم واين تقع فتاوى ابن عباس وتفسيره واستنباطه من فتاوى ابي هريرة وتفسيره وابو هريرة احفظ منه. بل هو حافظ الامة على الاطلاق. يؤدي الحديث كما سمعه ويدرسه بالليل درسا فكانت همته مصروفة الى الحفظ. وبلغ ما حفظه كما سمعه. وهمة ابن عباس مصروفة الى التفقه استنباط وتفجير النصوص وشق الانهار منها واستخراج كنوزها وهكذا الناس بعده قسمان قسم ابن القيم في قوله فكانت همة عن ابي هريرة مصفوفة الى الحفظ لا يقصد آآ انها مصروفة صرفا الى الحفظ اه دون التفقه او لكن بالمقارنة مع ابن عباس فمقام ابن عباس في باب الفقه في الدين آآ اعلى هذا المراد والله اعلم نعم وهكذا الناس بعده قسمان. قسم حفاظ معتنون بالضبط والحفظ والاداء كما سمعوا. ولا يستنبطون لا يستخرجون كنوز ما حفظوه. وقسم معتنون بالاستنباط واستخراج الاحكام من النصوص والتفقه فيها اول كابي زرعة وابي حاتم وابن وارة وقبلهم كبندار محمد بن بشار محمد بن بشار وعمرو الناقد وعبد الرزاق وقبلهم كمحمد ابن جعفر غندر وسعيد ابن ابي عروبة وغيرهم من اهل الحفظ والاتقان والضبط لما سمعوه من غير استنباط وتصرف واستخراج الاحكام من الفاظ النصوص والقسم الثاني كما من غير استنباط وتصرف واستخراج الاحكام من الفاظ النصوص يعني كما في القسم الثاني لانه لا يوجد آآ وليس هذا مراد ابن القيم رحمه الله نعم. والقسم الثاني كمالك والليث وسفيان وابن المبارك والشافعي والاوزاعي واسحاق واحمد ابن حنبل والبخاري وابي داود ومحمد ابن نصر المروزي وامثالهم ممن جمع الاستنباط والفقه الى الرواية ممن جمع الاستنباط والفقه الى الرواية فهاتان الطائفتان هما اسعد الخلق بما بعث الله تعالى به رسوله صلى الله عليه وسلم وهم الذين الذين قبلوه ورفعوا به رأسا واما الطائفة الثالثة وهم اشقى الخلق الذين لم يقبلوا هدى الله ولم يرفعوا به رأسا فلا حفظ ولا فهم ولا رواية ولا دراية ولا رعاية. فالطبقة الاولى اهل رواية ورعاية ودراية. والطبقة الثانية اهل رواية ورعاية ولهم نصيب من الدراية بل حظهم من الرواية اوفر. نعم هذي توضح لنا كل ما سبق قال ولهم نصيب من اه ولهذا لا يفهم كلامه انهم يعني ليس من ذكرهم من الائمة انهم لا حظ لهم من الدراية او لا عناية لهم بها فهذه الكلمة توضح ما سبق وله نصيب من الدراية بل حظهم اه من الرواية اوفر. نعم والطبقة الثالثة الاشقياء لا رواية ولا دراية ولا رعاية انهم الا كالانعام بل هم اضل فهم الذين يضيقون الديار ويغلون الاسعار ان ان ان هموا احدهم الا بطنه وفرجه فان ترقت همته فوق ذلك كان همه مع ذلك في لباسه وزينته. فان ترقت همته فوق ذلك كان في وبستانه ومركوبه. فان ترقت همته فوق ذلك كان همه في الرياسة والانتصار لنفس الكلبية فان ارتفعت همته عن نصرة النفس الكلبية كان همه في نصرة النفس السبعية واما النفس الملكية فلم يعطها احد من هؤلاء فان النفوس ثلاثة كلبية وسبوعية وملكية فالكلبية تقنع بالعظم والكسرة والجيفة والعذرة والسبوعية لا تقنع بذلك بل بقهر النفوس والاستعلاء عليها بالحق والباطل. واما الملكية فقد ارتفعت عن ذلك وشمرت الى الرفيق الاعلى. فهمتها العلم والايمان. ومحبة الله تعالى والانابة اليه والطمأنينة به والسكون اليه وايثار محبته ومرضاته. وانما تأخذ من الدنيا ما تأخذه لتستعين به على الوصول الى فاطنها وربها ووليها لا لتنقطع به عنه هذا مثل عظيم ثابت عن نبينا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه في بيان حال الناس مع ما بعثه الله سبحانه وتعالى به من اه الهدى والعلم وهو يصور تصويرا دقيقا حال الناس مع الهدى بامثلة عظيمة ظربها النبي عليه الصلاة والسلام في شيء يرونه الا وهي الاراضي عندما ينزل عليها الماء وانت ترى اذا نزل الماء على الارض تجد ان الاراضي تتفاوت في انتفاعها به وهي في الجملة على ثلاثة اقسام قسم وهو اطيب الاراضي قابل للماء وارضه خصبة طيبة فاذا نزل الغيث وجئت الى ارضه تجد انها انبتت من كل زوج بهيج لان ارض طيبة خصبة فنزل عليها الماء فتنبت من كل زوج بهيج نوعا من الاراضي اخر يمسك الماء لكنه لا ينبت وهذا فيه خير عظيم جدا يحفظ الماء للناس فيأتون ويردون عليه ويأخذون منه ويرتوون فهذا على خير هذا النوع من الاراضي ايضا على خير عظيم وفيه نفع وفائدة وقسم ثالث من الاراضي لا يمسك ماء ولا ينبت كلاء لا يمسك ماء ولا ينبت كلا لا فيه نفع لا من هذه الجهة ولا من هذه الجهة فهذا الذي تراه في الاراضي باقسامها الثلاثة هو يوضح لك حال قلوب الناس مع العلم والهدى تماما وان حالهم مثل الاراضي التي يرونها اذا نزل الماء فهناك قلوب تحفظ الوحي وتعتني به وبفهمه والاستنباط منه واستخراج ما في كنوزه والانتفاع به ونفع الناس تفقها وتعليما وقسم اخر له عناية قوية بالحفظ وعنده حافظة قوية جدا لكن لا يهمل الدراية ولا يهمل الفهم لكن لا يتعمق فيها كالاول ويكون الغالب عليه الحفظ فيكون مرجع عظيم للامة في الاحاديث فيردون على عليه مثل ما يرد الناس على الماء على الارض التي تمسك الماء فهدان القسمان هم اسعد الناس اسعد الناس واشقى الناس الذي كالارض التي لم تمسك الماء ولن تنبت الكلام فلا رواية ولا دراية لا فهم ولا عمل هؤلاء اشقى الناس فهذا الحديث حديث عظيم جدا يبين فيه النبي صلى الله عليه وسلم احوال الناس وما يتعلق بالقسم الاخير الذي هو اشقى الناس الطبقة الثالثة الاشقياء الذين هم لا رواية ولا دراية ولا رعاية يعني ليس هناك عناية بالعمل فهؤلاء حالهم حال بئيسة جدا منهم الا كالانعام بل هم اضل انهم الا كالانعام بل هم اضل اذا كانوا كالانعام كالبهيم فسبحان الله تكون طباعهم تكون طباعهم شبيهة بطباع البهائم الحيوانات وفي الغالب ينقسمون الى ثلاث اقسام من حيث شبههم الحيوانات فبعضهم بعضهم تكون حاله في شبه الحيوانات حال بهيمية لا هم له الا ان يأكل ويشرب ويقضي شهوته اكل وشرب ولعب بقضاء الشهوة هذه همته واخر طباعه كلبية الكلب فيها طباع رديئة ودنيئة فبعض الناس يكون فيه شبه منه مثل ما قال ابن القيم رحمه الله تعالى تقنع بالعظم والكسرة والجيفة والعذرة هذه نفس كلبية وقسم اخر نفوسهم فيها شبه من السباع الضارية اعتداء وظلم وتكبر فهذا فيه شبه حاله فيها شبه من السباع بتوحشها وظلمها واعتدائها وبطشها ولا يخرج من هذه الاحوال والطباع الا بنور الوحي وغياث القلوب فانه باذن الله سبحانه وتعالى يصفي القلب ينقيه من هذه آآ الصفات الرديئة وتكون نفسه كما قال ابن القيم رحمه الله نفسا ملكية يعني يتشبه بالملائكة في العلو والرفعة والطاعة والعبادة والارتفاع عن سفساف الامور ورديئها نفسه ملكية نعم قال رحمه الله تعالى فصل ثم ضرب الله سبحانه وتعالى مثلا ثانيا وهو المثل الناري. فقال ومما يوقدون عليه في النار حلية او متاع زبد مثله. نعم يعني هذا في الاية التي فرعت اولها مثل مائي ثم اه ذكر فيها المثل الناري نعم وهذا كالحديد والنحاس والفضة والذهب وغيرها فانها تدخل الكير لتمحص وتخلص من الخبث فيخرج خبثها فيرمى به ويطرح ويبقى خالصها فهو الذي ينفع الناس ولما ضرب الله سبحانه هذين المثلين ذكر حكم من استجاب له ورفع بهداه رأسا وحكم من لم يستجب له ولم يرفع بهداه رأسا فقال للذين استجابوا لربهم الحسنى والذين لم يستجيبوا له لو ان لهم ما في الارض جميعا ومثله معه لافتدوا به اولئك لهم سوء الحساب ومأواهم جهنم وبئس المهاد نعم حتى حتى الاية اللي بعدها حتى لا يأتي بعدها في نفس المعنى احوال الناس افمن يعلم ان ما انزل اليك من ربك الحق كمن هو اعمى انما يتذكر اولو الالباب ثم ايضا السياق كل ما مضى في حال الناس مع الوحي نعم والمقصود ان الله تعالى جعل الحياة حيث النور. والموت حيث الظلمة فحياة الوجودين الروحي والجسمي بالنور. وهو مادة الحياة كما انه مادة الاضاءة فلا حياة بدونه كما لا اضاءة بدونه. وكما انه به حياة القلب فبه وانشراحه وسعته كما في الترمذي عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا دخل النور القلب ان قالوا وما علامة ذلك؟ قال الانابة الى دار الخلود والتجافي عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزوله ونور العبد هو الذي يصعد عمله وكلمه الى الله تعالى فان الله تعالى لا يصعد اليه من الكلم الا الطيب وهو نور ومصدره عن النور. ولا من العمل الا الصالح ولا من الارواح الا الطيبة وهي ارواح المؤمنين التي استنارت بالنور الذي انزله على رسوله صلى الله عليه وسلم والملائكة الذين خلقوا من نور كما في صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال خلقت الملائكة من نور وخلقت الشياطين من نار وخلق ادم مما وصف لكم فلما كانت مادة الملائكة من نور كانوا هم الذين يعرجون الى ربهم تبارك وتعالى. وكذلك ارواح المؤمنين هي التي تعرج الى ربها وقت قبض الملائكة لها. فيفتح لها باب السماء الدنيا ثم الثانية ثم ثم الرابعة الى ان ينتهى بها الى السماء السابعة. فتوقف بين يدي الله عز وجل ثم يأمر ان يكتب ابوه في اهل عليين فلما كانت هذه الروح روحا زاكية طيبة نيرة مشرقة صعدت الى الله عز وجل مع الملائكة الروح المظلمة الخبيثة الكدرة فانها لا تفتح لها ابواب السماء ولا لا تفتح لا تفتح لها ابواب السماء ولا تصعد الى الله تعالى. بل ترد من السماء الدنيا الى عالمها وعنصرها لانها ارضية سفلية والاولى علوية سماوية. فرجعت كل روح الى عنصرها وما هي منه وهذا مبين في حديث البراء بن عاز بن الطويل الذي رواه الامام احمد وابو عوانة الاسرايني في صحيح والحاكم وغيرهم وهو حديث صحيح والمقصود ان الله عز وجل لا يصعد اليه من الاعمال والاقوال والارواح الا ما كان منها نورا. واعظم حديث اه الحديث الطويل في قبض الروح في مجيء الملك نعم قال والمقصود ان الله عز وجل لا يصعد اليه من الاعمال والاقوال والارواح الا ما كان منها نورا واعظم الخلق نورا اقرب هم اليه واكرمهم عليه. وفي المسند من حديث عبدالله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم ان الله تعالى خلق خلقه في ظلمة والقى عليهم من نوره فمن اصاب من ذلك النور اهتدى ومن اخطأ ضل. فلذلك اقول جف القلم على علم الله تعالى وهذا الحديث العظيم اصل من اصول الايمان وينفتح به باب عظيم من ابواب سر القدر وحكمته. والله تعالى الموفق نعم هذا الحديث حديث عبد الله بن عمرو يقول اه النبي صلى الله عليه وسلم ان الله خلق خلقه في ظلمة والقى عليهم من نوره والقى عليهم من نوره فالخلق في ظلمة لا يدرون اما لا يدرون اما ما الكتاب ولا الايمان لان هذا لا يعرف الا بالوحي لا يعرف الا بالوحي فالقى عليهم من نوره اي وحيه وتنزيله سبحانه وتعالى ما تنجلي به هذه الظلمة والله اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا فخلقهم في في ظلمه ولا تنجلي هذه الظلمة عن اي انسان الا بالوحي فالناس كلهم باقون في هذه الظلمة الا من انار الله سبحانه وتعالى قلوبهم وبصائرهم بالوحي المبين. ان الله خلق خلقه في ظلمه والقى عليهم من نوره. المراد بنوره اي الوحي وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي الى صراط مستقيم قال فمن اصاب من ذلك النور اهتدى ومن اخطأه ضل. ومن اخطأه ظل فاصبح التوفيق مرده الى نعمة الله سبحانه وتعالى على من شاء من عباده بوصول هذا النور اليه وقبوله له ولهذا قال عبد الله بن عمرو ولذا اقول جف القلم على علم الله جف القلم على علم الله لان الهداية والضلال بيده عز وجل يهدي من يشاء يظل من يشاء ومن اراد الله سبحانه وتعالى هدايته القى عليه من نوره القى عليه من نورهم. نسأل الله عز وجل ان يشرح صدورنا وان وان ينير قلوبنا وان يهدينا اليه صراطا مستقيما. نعم وهذا النور الذي القاه عليهم سبحانه وتعالى هو الذي احياهم وهداهم فاصابت الفطرة منه حظها ولكن لما لم يستقل بتمامه وكماله اكمله لهم واتمه بالوحي الذي القاه على رسله عليهم الصلاة والسلام والنور الذي اوحاه اليهم فادركته الفطرة بذلك النور السابق الذي حصل لها يوم القاء النور فانضاف نور والنبوة الى نور الفطرة نور على نور فاشرقت منه القلوب واستنارت به الوجوه وحيت به الارواح واذعنت الجوارح للطاعات طوعا واختيارا. فازدادت به القلوب حياة الى حياتها ثم دلها ذلك النور على نور اخر هو اعظم منه واجل وهو نور الصفات العليا الذي يضمحل فيه كل نور سواه فشاهدته ببصائر الايمان مشاهدة نسبتها الى القلب نسبة المرئيات الى العين. وذلك الاستيلاء اليقين عليها وانكشاف حقائق الايمان لها حتى كأنها تنظر الى عرش الرحمن تبارك وتعالى بارزا والى استوائه عليه كما اخبر به سبحانه وتعالى في كتابه وكما اخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم يدبر امر المماليك ويأمر وينهى ويأمر وينهى ويخلق ويرزق ويميت ويحيي ويقضي وينفذ ويعز ويذل ويقلب الليل والنهار ويداول الايام بين الناس ويقلب الدول فيذهب بدولة ويأتي باخرى والرسل من الملائكة عليهم الصلاة والسلام بين صاعد اليه بالامر ونازل من عنده به اوامره ومراسيمه متعاقبة على تعاقب الاوقات. نافذة بحسب ارادته ومشيئته. فما شاء كان كما شاء في الوقت الذي يشاؤه على الوجه الذي يشاء من غير زيادة ولا نقصان ولا تقدم ولا تأخر. وامره هو سلطانه نافذ في السماوات والارض واقطارها. وفي الارض وما عليها وما تحتها وفي البحار والجو وفي سائر اجزاء العالم وذراته. يقلبها ويصرفها ويحدث فيها ما يشاء وقد احاط بكل شيء علما واحصى كل شيء عددا وسع كل شيء رحمة وحكمة ووسع سمعه الاصوات فلا تختلف عليه ولا تشتبه عليه. بل يسمع ضجيجها باختلاف لغاتها على تفنن حاجاتها فلا يشغله سمع عن سمع ولا تغلطه كثرة المسائل ولا يتبرأ بالحاح الملحين ذوي الحاجات واحاط بصره بجميع المرئيات فيرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء. فالغيب وعنده شهادة والسر عنده علانية يعلم السر واخفى من السر فالسر من طوى عليه ضمير العبد وخطره بقلبه. وخطر وخطر بقلبه ولم تتحرك به شفتاه. واخفى منه ما لم يخطر بقلبه بعد. في علم انه تفطر بقلبه كذا وكذا في وقت كذا وكذا وله الخلق والامر وله الملك والحمد وله الدنيا والاخرة وله النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن وله الملك كله وله الحمد كله وبيده الخير كله اليه يرجع الامر كله. شملت قدرته كل شيء ووسعت رحمته كل شيء. ووسعت نعمته الى كل حي يسأله من في السماوات والارض كل يوم هو في شأن. يغفر ذنب ويفرج هم. ويكشف كربا ويجبر كسيرا ويغني فقيرا ويعلم جاهلا ويهدي ضالا ويرشد حيران ويغيث ويفك عانيا ويشبع جائعا ويكسو عاريا ويشفي مريضا ويعافي مبتلى ويقبل تائبا ويجزي محسنا وينصر مظلوما ويقسم جبارا ويقيل عثره ويستر عورة ويؤمن روعة ويرفع اقواما ويضع اخرين لا ينام ولا ينبغي له ان ينام. يخفض القسط ويرفعه. يرفع اليه عمل الليل قبل عمل النهار عمل النهار قبل عمل الليل حجابه النور لو كشفه لاحرقت سبحات وجهه. ما انتهى اليه بصره من خلقه يمينه ملأى كمينه ملأى لا تغيظها نفقة. سحاء الليل والنهار ارأيتم ما انفق منذ خلق الخلق انه لم يغض ما في يمينه قلوب العباد ونواصيهم بيده وازمة الامور معقودة بقضائه وقدره. الارض جميعا قبضته يوم القيامة السماوات مطويات بيمينه يقبض سماواته كلها بيده والارض بيد باليد الاخرى ثم يهزهن ثم ويقول انا الملك انا الملك انا الذي بدأت الدنيا ولم تكن شيئا. وانا الذي اعيدها كما بدأتها لا يتعاظمه ذنب ان يغفره ولا حاجة يسألها ان يعطيها. لو ان اهل سماواته واهل ارضه واول خلقه واخرهم وانسهم وجنهم كانوا على اتقى قلب رجل منهم. ما زاد ذلك في ملكه شيئا. ولو ان اول خلقه واخرهم وانسهم وجنهم كانوا على افجر قلب رجل منهم ما نقص ذلك من ملكه شيئا ولو ان اهل السماوات واهل ارضه وانسهم وجنهم وحيهم وميتهم كانوا على افجر قلب رجل منهم ما نقص ذلك بملكه شيئا ولو ان اهل السماوات واهل ارضه وانسهم وجنهم وحيهم وميتهم ورطبهم ويا قاموا في صعيد واحد فسألوه فاعطى كلا منهم مسألته ما نقص ذلك مما عنده مثقال ذرة ولو ان اشجار الارض كلها من حين وجدت الى ان تنقضي الارض من حين ان وجدت الى ان تنقضي الدنيا اقلام والبحر وراءه سبعة ابحر تمده من بعده مداد فكتبت بتلك الاقلام وذلك المداد لفنيت الاقلام ونفذ المداد ولم تنفد كلمات الخالق تبارك وتعالى. وكيف تفنى كلماته جل جلاله؟ وهي لا لها ولا نهاية. والمخلوق له بداية ونهاية. فهو احق بالفناء والنفاد. وكيف يفني المخلوق غير المخلوق هو الاول الذي ليس قبله شيء. والاخر الذي ليس بعده شيء. والظاهر الذي ليس فوقه شيء. والباطل الذي ليس دونه تبارك وتعالى احق من ذكر واحق من عبد. واحق من حمد واولى من شكر. وانصر من ابتغي. وارأف من ملك اسود من سئل واعفى من قدر واكرم من قصد. واعدل من انتقم. حكمه بعد علمه وعفوه بعد قدرته ومغفرته عن عزته ومنعه عن حكمته وموالاته عن احسانه ورحمته ما للعباد عليه حق واجب. كلا ولا سعي لديه ضائع. ان عذبوا فبعدله او نعموا بفضله وهو الكريم الواسع وهو الملك لا شريك له والفرد لا ند له. والغني فلا ظهير له. والصمد فلا ولد له ولا صاحبة له علي فلا شبيه له ولا سمي له. كل شيء هالك الا وجهه. كل ملك زائل الا ملكه. وكل ظل خالص الا ظله وكل فضل منقطع الا فضله لن يطاع الا بفضله ورحمته. ولن يعصى الا بعلمه وحكمته. يطاع فيشكر ويعصى فيتجاوز ويغفر كل نقمة منه عدل وكل نعمة منه فضل. اقرب شهيد وادنى حفيظ. حال دون النفوس واخذ بالنواصي ونسخ الاثار وكتب الاجال فالقلوب له مفضية. والسر عنده علانية والغيب وعنده شهادة عطاؤه كلام وعذابه كلام انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فاذا اشرقت على القلب فاذا اشرقت على القلب انوار هذه الصفات. اضمحل عندها كل نور وراء ذا ووراء ذلك ما لا يخطر بالبال. ولا تناله عبارة. والمقصود ان الذكر ينور القلب والوجه والاعضاء وهو نور العبد في دنياه وفي البرزخ وفي يوم القيامة هذا كلام عظيم جدا خلاصة بديعة وجمع فريد في تعريف العباد بالرب العظيم الخالق الجليل وان هذه المعرفة هي نور تفتقده كثير من القلوب نور عظيم للقلوب تفتقده كثير من القلوب لقلة معرفتها وبصيرتها بربها وباسمائه العظيمة وصفاته الجليلة وافعاله الكريمة سبحانه وتعالى في ضوء كتابه وسنة نبيه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والقرآن فيه ايات كثيرة بسطت فيها اسماء الله وصفاته ونعوته ودلائل عظمته وجلاله وكماله وانه المتفرد لا ند له والواحد لا مثيل له سبحانه وتعالى ففيه من النصوص في التعريف بالرب الشيء الكثير بل هناك سور وايات اخلصت لبيان صفة الرب وعظيم اه اه شأنه وجلاله وكماله سبحانه في القرآن ايات ليس فيها الا صفة الله سبحانه وتعالى وجدير بكل مسلم ان يعنى بهذا الباب الا وهو الفقه في اسماء الله والفقه في صفاته وان يزداد معرفة بربه العظيم لان هذا نور تحتاج اليها القلوب حاجة عظيمة جدا ولهذا الامام ابن القيم رحمه الله تعالى لما ذكر هذا الكلام العظيم قال في تمامه فاذا اشرقت على القلب انوار هذه الصفات اذ محل عندها كل نور ووراء هذا ما لا يخطر بالبال ولا تناله عبارة ولهذا ينبغي ان نستفيد من هذا الكلام العظيم المؤثر النافع ما يكون يقظة لقلوبنا في هذا الباب المعرفة بالله المعرفة بالله سبحانه وتعالى عرفنا في هذه الدنيا اشياء كثيرة وتوسعنا في علوم اه الدنيا في مجالات عديدة وكثير منا تخصص في امور متنوعة لكن المعرفة بالله ظعيفة عند كثير من الناس والمعرفة باسمائه وصفاته وعظمته ووجلاله ولهذا انصح ان يقرأ المسلم هذه الجملة التي مرت معنا مرات عديدة لان فيها حقيقة خلاصات وزبد عظيمة في التعريف آآ بالله سبحانه وتعالى وهي مادة عظيمة نافعة لخطب الجمعة والتعريب بالناس بالله سبحانه وتعالى بعظمته بجلاله فهذا كلام عظيم وخلاصة عظيمة ذكرها هذا الامام رحمه الله تعالى في باب النور وحظ الناس منه وان هذا النور الذي هو نور الاسماء والصفات هو اشرف الانوار واعظمها. لان شرف العلم من شرف المعلوم وليس هناك اعظم من اه اه المعرفة بالرب العظيم والخالق الجليل سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى فصل وعلى حسب نور الايمان في قلب العبد تخرج اعماله واقواله ولها نور وبرهان حتى ان من المؤمنين من يكون نور اعماله اذا صعدت الى الله تبارك وتعالى كنور الشمس وهكذا نور روحه اذا قدم بها على الله عز وجل اذا قدم وهكذا نور روحه اذا قدم بها على الله عز وجل. وهكذا يكون نوره الساعي بين يديه على الصراط وهكذا يكون نور وجهه في يوم القيامة. والله تعالى المستعان. وعليه التكلان. نعم. بهذا انها رحمه الله تعالى هذه الفائدة السادسة والثلاثون المتعلقة باثر الذكر على الذاكر وانه يكسوه نورا في قلبه وفي بدنه في قبره ويوم لقاء ربه سبحانه وتعالى يوم قسم اه الانوار نسأل الله عز وجل ان يعظم لنا النصيب اه من هذا النوع اللهم اجعل في اسماعنا نورا وفي ابصارنا نورا وفي بشرنا نورا وفي شعرنا نورا وفي عصبنا نورا ومن امامنا نورا ومن خلفنا نورا وعن ايماننا نورا وعن شمائلنا نورا. ومن فوقنا نورا ومن تحتنا نورا. اللهم لنا نورا وزدنا نورا يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام. اللهم واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا. واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل شر اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خير