بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول علامة ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب السابعة والثلاثون ان الذكرى رأس الامور وطريق عامة الطائفة ومنشور الولاية فمن فتح له فيه فقد فتح له باب الدخول على الله عز وجل فليتطهر وليدخل على ربه عز وجل يجد عنده كل ما يريد فان وجد ربه عز وجل وجد كل شيء وان فاته ربه عز وجل فاته كل شيء بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد قال ابن القيم رحمه الله في عده لفوائد الذكر السابعة والثلاثون اي من فوائد الذكر وثمراته ان الذكر رأس الامر وبه فتح كل خير وهو مفتاح الدخول على الله سبحانه وتعالى والقرب منه والفوز بمعيته كما سيأتي ولهذا من اراد لنفسه الفوز فخير الدنيا والاخرة والفوز بالقرب من الله ومعية الله له فعليه بهذا الامر الذي هو رأس الامر ومفتاح كل خير وباب كل خير ذكر الله سبحانه وتعالى فان ذكر الله عز وجل به تفريج الكرب وتيسير العسير وبسط الرزق وقرار العيش وطمأنينة العبد في دنياه واخراه وفيه وهو اعظم فالفوز برظوان الله سبحانه وتعالى. نعم الثامنة والثلاثون ان في القلب خلة وفاقة لا يسدها شيء البتة الا ذكر الله عز وجل فاذا صار الذكر شعار القلب بحيث يكون هو الذاكر بطريق الاصالة واللسان تبع له فهذا هو الذكر الذي الخلة ويغني الفاقة فيكون صاحبه غنيا بلا مال عزيزا بلا عشيرة مهيبا بلا سلطان فاذا كان غافلا عن ذكر الله عز وجل فهو بضد ذلك. فقير مع كثرة جدته ذليل مع سلطانه حقير مع كثرة عشيرته وهذه ايضا فائدة اخرى من فوائد الذكر العظيمة ان القلب كل قلب فيه خلى وفاقة لا يسدها ولا يغنيها الا ذكر الله سبحانه وتعالى في القلب خلى فيه فراغ فيه فاقة ولا يمكن ان تسد باي شيء الا بذكر الله سبحانه وتعالى ولهذا اذا كان القلب ذاكرا لله سبحانه وتعالى اطمئن القلب وسدت هذه الخلة التي فيه وحصل القلب قراره وانسه وسعادته وقد قال الله سبحانه وتعالى الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب نعم التاسعة والثلاثون ان الذكرى يجمع المتفرق ويفرق المجتمع ويقرب البعيد ويبعد قريب فيجمع ما تفرق على العبد من قلبه وارادته وهمومه وعزومه والعذاب كل العذاب في تفرقتها وتشتتها عليه وانفراطها له والحياة كل الحياة والنعيم في اجتماع قلبه وهمه وعزمه وارادته ويفرق ما اجتمع عليه من الهموم والغموم والاحزان والحسرات على فوت حظوظه ومطالبه ويفرق ايضا ما اجتمع عليه من ذنوبه وخطاياه واوزاره حتى تتساقط عنه وتتلاشى وتضمحل ويفرق ايضا اجتمع على حربه من جن الشيطان فان ابليس لا يزال يبعث له سرية بعد سرية وكلما كان اقوى طلبا لله سبحانه وتعالى واشد تعلقا به وارادة له كانت السرية اكثف كانت السرية اكذب واكثر واعظم شوكة بحسب ما عند العبد من مواد الخير والارادة ولا سبيل الى تفريق هذا الجمع الا بدوام الذكر واما تقريبه البعيد فانه يقرب اليه الاخرة التي يبعدها منه الشيطان والامل. فلا يزال يلهج بالذكر حتى كأنه قد دخلها وحضرها فحينئذ تصغر في عينه الدنيا وتعظم في قلبه الاخرة ويبعد القريب اليه وهي الدنيا التي هي ادنى اليه من الاخرة. فان الاخرة متى قربت من قلبه بعدت عنه الدنيا كلما قرب من هذه مرحلة بعد من هذه مرحلة ولا سبيل الى هذا الا بدوام الذكر والله المستعان. هذه اربع فوائد لذكر الله سبحانه وتعالى انه يجمع المتفرق ويفرق المجتمع ويقرب البعيد ويبعد القرين. هذه اربعة فوائد يجنيها الذاكر اما جمعه للمفترق واما جمعه للمفترق فهو ما يكون في القلب من شاعث وتفرق في الهموم واودية الغموم وما الى ذلك. فالقلب يجمع فالذكر يجمع القلب يجمع القلب يجمع شتاته يلم شعثه يوحد همته عزيمته يحقق اخلاصه وعبوديته لله سبحانه وتعالى فمن فوائد الذكر العظيمة انه يجمع المفترق الثانية انه يفرق المجتمع وهذه ذكر رحمه الله تعالى تحتها ثلاثة امور المجتمع اي في القلب من هموم وغموم واحزان وما الى ذلك فالذكر يفرقها ويبعدها عن قلب المرء في صفو القلب ويطمئن ايضا يفرق المجتمع اي على العبد من ذنوب ومعاصي فان ذكر الله عز وجل يحات الذنوب ويحط الخطايا وفي هذا احاديث منها حديث اشرت اليه فيما مضى وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يوما مع اصحابه فمر بشجرة يابسة وبيده عصا فضرب العصا فظرب الشجرة بالعصا التي بيده فاخذ يتساقط منها الورق والصحابة ينظرون اليه فقال عليه الصلاة والسلام ان سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر لتحات ذنوب العبد كما تحات ورق هذه الشجرة تحاتن الذنوب اي تسقط الذنوب. فمن فوائد ذكر الله عز وجل انه يفرق المجتمع اي على العبد من ذنوب يحط هذه الذنوب يحت هذه الذنوب فهذه فائدة من فوائده ايضا يفرق المجتمع من اعوان الشيطان على العبد والشيطان لا يزال لا يزال حريصا على اغواء العبد وصده عن الخير ويجمع عليه جنوده ويمكر به ولا يحرزه من الشيطان الا ذكر الله فاذا ذكر العبد واعتنى بذكر اذا اذا ذكر العبد ربه سبحانه وتعالى واعتنى بالذكر وواظب عليه فر الشيطان فر الشيطان ولا يصمد لا يصمد عدو الله امام الذكر بصدق وحسن التجاء الى الله سبحانه وتعالى وهذا وردت فيه نصوص كثيرة جدا بخلاف من غفل عن ذكر الله عز وجل فان الشياطين تجتمع عليه. ومن يعش عن ذكر الرحمن يقيض له شيطانا فهو له قرين. اما الذي يذكر الله فان الشياطين تتفرغ عنا ولا تجدوا سبيلا اليه واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الاموال والاولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا ان عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا عباد الله الذاكرون لله عز وجل ليس للشيطان عليهم طريق لان ذكرهم لله عز وجل يفرق الشياطين ويبدد جنوده ويشتت اه جمعه فهذه فائدة تعظيمة من اه فوائد الذكر ايضا يقرب البعيد تقرب البعيد المرء المرء عندما ينظر الى الدار الاخرة نظرة مجردة وهو يتمتع في متع الدنيا مشغولا بها يظن ظنا انها بعيدة ويكون الامل عنده طويل جدا في البقاء في هذه الحياة الدنيا وكم من انسان كان عنده طول امل لسنوات طوال فمات بعد يوم من الامل الذي كان في قلبه او سهر حتى من كان شابا فينظر الناس مع الاستغراق في متع الدنيا وملهياتها الى الاخرة انها بعيدة انها بعيدة وان مداها بعيد فاذا اشتغل العبد اذا اشتغل العبد بذكر الله واقبل على الله سبحانه وتعالى قرب من الاخرة وقربت منه وقرب من نعيمها وذاق حلاوة نعيمها وهو في في دنياه وهو في دنياه ومر معنا قول شيخ الاسلام في الدنيا جنة في الدنيا جنة فجنة الدنيا ما يجده العبد من لذة الطاعة وحلاوة العبادة وقرارة العيش وسكون النفس ولذة السعادة الحقيقية ليست الزائفة فمن فوائد الذكر انه يقرب البعيد ايضا يبعد القريب الدنيا التي يعيشها ويتمتع بها ذكر الله سبحانه وتعالى يجعله يتجافى عنها بحيث لا تكون هي اكبر همه ولا مبلغ علمه ولهذا الغافلون عن ذكر الله سبحانه وتعالى ليس لهم هم الا الدنيا وليس لهم علم الا بالدنيا علومهم دنيوية وهمومهم دنيوية لكن اذا اشتغل العبد بذكر الله سبحانه وتعالى قراءة للقرآن تسبيحا وتحميدا وتهليلا وايضا عناية بالعلم وتفقها كاسماء الله وصفات هذا كله من الذكر لله سبحانه وتعالى فاذا اشتغل العبد آآ ذكر الله عز وجل بعد عنه هذا القريب والتبعيد هنا تبعيد تعلق القلب تبعيدون تبعيد تعلق القلب بالدنيا بحيث انها فلا تكونوا شغل المرء الشاغل ولا تكن مبلغ علمه ولهذا جاء في الدعاء المأثور اللهم لا تجعل الدنيا آآ اكبر همنا ولا مبلغ علمنا نعم قال رحمه الله تعالى الاربعون ان الذكر ينبه القلب من نومه. ويوقظه من سنته والقلب اذا كان نائما فاتته الارباح والمتاجر. وكان الغالب عليه الخسران. فاذا استيقظ وعلم ما فاته في نومه في نومته شد المأزر واحيا بقية عمره واستدرك ما فاته ولا تحصل يقظته الا بالذكر فان الغفلة نوم ثقيل ثم ذكر رحمه الله من فوائد الذكر انه ينبه القلب من نومته ويوقظه من سنته ورقاده والقلب له رقاد القلب له رقاد وسنة وذلك باستيلاء استيلاء الغفلة عليه واجتماعها على قلبه بل لا يكون فيه رقاد فقط بل يكون فيه موت لكن اذا اعتنى بذكر الله سبحانه وتعالى حي القلب بذلك ومثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت. كما مر معنا في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تعالى اومن كان ميتا فاحييناه وقال تعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم فحياة القلب وقومه من رقدته ويقظته من سنته انما هو بذكر الله سبحانه وتعالى نعم الحادية والاربعون ان الذكرى شجرة تثمر المعارف والاحوال التي شمر اليها السالكون فلا سبيل الى نيل ثمارها الا من شجرة الذكر وكلما عظمت تلك الشجرة ورسخ اصلها كان اعظم لثمرتها. فالذكر يثمر المقامات كلها من اليقظة الى التوحيد وهو اصل كل مقام وقاعدته التي ينبني ذلك المقام عليها كما يبنى الحائط على اسه وكما يقوم السقف على حائطه وذلك ان العبد ان لم يستيقظ لم يمكنه قطع منازل السير ولا يستيقظ الا بالذكر كما تقدم فالغفلة نوم القلب او موته قال رحمه الله في عده لفوائد الذكر ان الذكر شجرة تثمر المعارف والاحوال تثمر المعارف والاحوال آآ هنا ينبه رحمه الله تعالى الى فائدة عظيمة من فوائد الذكر ان ذكر الله سبحانه وتعالى هو الذي يعين العبد على المنازل منازل السائرين الى الله سبحانه وتعالى والتي اشار اليها من اليقظة الى التوحيد الى غير ذلك من المنازل منازل السائرين الى الله عز وجل فهذه المنازل العظيمة التي يحتاج ان يسلكها السائر وان يسيرها وان يكون من السائرين في هذه المنازل فالذي يعينه على ذلك ذكر الله سبحانه وتعالى وقد مر معنا في الحديث الرجل الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم ان شرائع الدين قد كثرت علي فدلني على شيء اتشبث به قال لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله اخذ العلماء رحمهم الله تعالى من هذا فائدة عظيمة الا وهي ان الذكر ييسر لك العبادات ييسر لك السير في المنازل العظيمة. ولهذا كم من امور قد تكون ثقيلة على على القلب فاذا اشتغل العبد بذكر الله عز وجل لانت تلك الامور التي كانت ثقيلة وسهلت على العبد بل ربما ارتقى به الحال الى ان تكون لذيذة على النفس ينشرح لها صدر العبد تقبل عليها اقبالا عظيما فالذكر مثل ما وصف رحمه الله تعالى شجرة شجرة عظيمة تثمر الثمار العظيمة كل ما قويت هذه الشجرة كثرت الفروع آآ فروع الخير التي ثمرة اه عناية العبد بذكر الله جل في علاه نعم قال رحمه الله تعالى الثانية والاربعون ان الذاكر قريب من مذكوره ومذكوره معه وهذه المعية معية خاصة غير طمعية العلم والاحاطة العامة فهي معية بالقرب والولاية والمحبة والنصرة والتوفيق. لقوله تعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون والله مع الصابرين. وان الله لمع المحسنين. لا تحزن ان الله معنا وللذاكر من هذه المعية نصيب وافر كما في الحديث الالهي انا مع عبدي ما ذكر لي متحركت بي شفتاه وفي اثر اخر واهل ذكري اهل مجالستي واهل شكري اهل زيادتي واهل طاعتي اهل كرامتي واهل معصيتي لا اقنطهم من رحمتي ان تابوا فانا حبيبهم فاني احب التوابين واحب المتطهرين وان لم يتوبوا فانا طبيبهم ابتليهم بالمصائب لاطهرهم من المعايب والمعية هذا الاثر في الغالب من الاشياء المنقولة من الكتب السابقة نعم والمعية الحاصلة للذاكر معية لا يشبهها شيء. وهي اخص من المعية الحاصلة للمحسن والمتقي. وهي لا تدركها العبارة ولا تنالها الصفة. ان وانما تعلم بالذوق. وهي منزلة وهي منزلة واقدام ان لم يصحب العبد فيها تمييز بين القديم والمحدث وبين الرب والعبد وبين الخالق والمخلوق والعابد والمعبود والا وقع في حلول يضاهي به صار او اتحاد يضاهي به القائلين بوحدة الوجود. وان وجود الرب عين وجود هذه الموجودات بل ليس عندهم رب وعبد ولا خلق وحق بل الرب هو العبد والعبد هو الرب والخلق هو الحق المنزه تعالى الله عما تعالى الله عما يقول الظالمون والجاحدون علوا والمقصود انه ان لم يكن مع العبد عقيدة صحيحة والا فاذا استولى عليه سلطان الذكر طاب بمذكوره عن ذكره وعن نفسه ولج باب الحلول والاتحاد ولا بد. هذه من فوائد الذكر ان الذاكر قريب من مذكوره وفي معيته وفي معيته فالذكر يكسب الذاكر قربا من المذكور جل شأنه ويكسبه الفوز بمعية الله له ويراد بالمعية هنا المعية الخاصة مثل ما قال الله سبحانه وتعالى ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وفي شأن الذاكر وفوزه اه بمعية الله يقول الله عز وجل في الحديث القدسي العظيم انا مع عبدي ما ذكرني هذه هي المعية انا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه فاذا ذكر العبد ربه تحركت شفتاه ذكرا لله وبخاصة الكلمات الاربع التي احب الكلام آآ الى الله سبحانه وتعالى سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر تتحرك شفتاه بهذه الكلمات ذكرا لله او تلاوة للقرآن او نحو ذلك فانه يفوز بمعية الله له والمعية هنا هي المعية الخاصة التي يخص الله سبحانه وتعالى بها اصفياءه واولياءه والمقربين عنده من عباده وهي معية تقتضي الحفظ والمعونة والنصر والتأييد والتسديد والتوفيق ونحو ذلك فلا يزال الذاكر محفوظا بحفظ الله مكلوءا رعاية الله سبحانه وتعالى وتوفيقه وتسديده كل ما زاد العبد ذكرا لله سبحانه وتعالى زاد نصيبه من هذه المعية وينبه الامام ابن القيم رحمه الله تعالى على اهمية فهم هذه المعية على وجهها الصحيح حتى لا يدخل المرء في عقائد اهل الضلال والباطل الذين يفهمون من لفظة المعية معاني فاسدة آآ باطلة تفضي بمعتقدها الى عدم التفرقة بين الرب والعبد وان الرب والعبد والعبد والرب تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا المعية الخاصة هي معية يخص الله تبارك وتعالى بها اولياءه واصفيائه مثل ما قال آآ الله عز وجل انني معكما اسمع وارى معك ما لهارون لموسى وهارون وقال آآ لا تحزن ان الله معنا هذي معية خاصة معية خاصة اي معنا بالحفظ والتوفيق والتسديد الرعاية ونحو ذلك. نعم قال رحمه الله تعالى الثالثة والاربعون ان الذكر يعدل عتق الرقاب ونفقة الاموال والحمل على الخيل في سبيل سبيل الله عز وجل ويعدل الضرب بالسيف في سبيل الله عز وجل وقد تقدم ان من قال في يوم مئة مرة لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مئة حسنة ومحيت عنه مئة سيئة وكانت له حرزا من الشيطان يومه حتى فيمسي الحديث وذكر ابن ابي الدنيا عن الاعمش عن سالم ابن ابي الجعد قال قيل لابي الدرداء رضي الله عنه ان رجلا اعتق مائة نسمة قال ان مائة نسمة من مال رجل كثير وافضل من ذلك ايمان ملزوم بالليل والنهار والا لا يزال لسان احدكم رطبا من ذكر الله عز وجل وقال ابن مسعود رضي الله عنه لان اسبح الله تعالى تسبيحات احب الي من انفق عدد اهن دنانير في سبيل الله عز وجل وجلس عبدالله بن عمرو وعبدالله بن مسعود فقال عبدالله بن مسعود لان اخذ في طريق فاقول فيه سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر احب الي من انفق عددهن دنانير في سبيل الله عز وجل فقال عبد الله بن عمرو لان اخذ في طريق فاقولهن احب الي من ان احمل عددهن على الخير في سبيل الله عز وجل وقد تقدم حديث ابي الدرداء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وارفعها في درجاتكم وخير لكم من انفاق الورق والذهب وخير لكم من ان تلقوا عدوكم فتضربوا اعناقهم اضربوا اعناقكم قالوا بلى يا رسول الله قال ذكر الله. رواه ابن ماجة والترمذي وقال الحاكم صحيح الاسناد. ختم رحمه الله تعالى هذه الفائدة بهذا الحديث حديث ابي الدرداء لان فيه شاهدا لما سبق وايضا شاهد للاثار التي نقلها عن الصحابة رضي الله عنهم في اه فظل الذكر وعظيم مكانته وانه يعدل عتق الرقاب ونفقة الاموال والحمل على في سبيل الله. الان آآ لو اردت ان تعتق رقابا في سبيل الله احتاج اولا المال والمال ايضا ليس بقليل ثم اذا توفر آآ المال لا تتوفر الرقاب لان تعتق في سبيل الله لكن اذا قلت لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كانت لك عدل عشر رقاب وهذا فضل الله عز وجل هذا فضل الله سبحانه وتعالى ومن جهة يدل على عظيم مكانة هذه الاذكار عند الله عز وجل ومحبته لان يكثر العباد منها ليكثر بها ثوابهم عند الله جل وعلا. فاذا قلت لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كانت عدلة عشر رقاب وكتبت لك مئة حسنة ومحيت مئة سيئة وكانت حرزا من الشيطان يومك كله حتى تمسي فالحاصل ان اه من فوائد الذكر العظيمة انه يعدل اه عتق الرقاب ونفقة الاموال والحمل الحمل يعني ان تجهز الخيل بسلاحها وعتادها ليحمل عليها في سبيل هذه كم تحتاج لكن من اعتنى بذكر الله سبحانه وتعالى كانت عدل ذلك كانت عدلة ذلك وما جاء في الاثار لان اسبح احب الي من كذا ليس المراد من التقليل من هذه الاعمال وانما المراد منه اه عظم فظل الذكر ايضا فضل الذكر ورفيع مكانته عند الله سبحانه وتعالى نعم الرابعة والاربعون ان الذكر رأس الشكر فما شكر الله تعالى من لم يذكره وذكر البيهقي عن زيد ابن اسلم ان موسى عليه الصلاة والسلام قال يا ربي قد انعمت علي كثيرا فدلني على ان اشكرك كثيرا. قال اذكرني كثيرا. فان ذكرتني كثيرا فقد شكرتني كثيرا. واذا نسيتني فقد كفرتني وقد ذكر البيهقي ايضا في كتاب شعب الايمان عن عبد الله ابن سلام قال قال موسى عليه الصلاة والسلام يا ربي ما الشكر الذي ينبغي لك فاوحى الله تعالى اليه الا يزال لسانك رطبا من ذكري. قال يا ربي اني اكون على حال اجلك ان اذكرك فيه قال وما هي؟ قال اكون جنبا او على الغائط او اذا بلت فقال وان كان. قال يا ربي فما قال تقول سبحانك وبحمدك وجنبني الاذى وسبحانك وبحمدك فقني الاذى. هذا الذي ذكره لا يعتمد اه عليه قد يكون ذكره له رحمه الله تعالى من باب الاستئناس به من جهة واحدة وهي ان آآ الذكر رأس الشكر دون التفاصيل التي تذكر اه او ذكرت في هذا الخبر فهذا من الاخبار التي اه يستأنس بها ولا يعتمد عليها ولا تقوم بها حجة نعم قال ابن القيم رحمه الله قلت قالت عائشة رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر الله تعالى على كل احيانه ولم تستثني حالة من حالة وهذا يدل على انه كان يذكر ربه تعالى في حال طهارته وجنابته. الان هذا كله استطراد يعني استطراد والخروج عن اصل الفائدة بمناسبة هذا الذي جاء في هذا في هذا الاثر نعم واما في حال التخلي وعفوا استطراد ايضا ابن القيم هنا يدل على انها ليس ما ذكر فيه عمدة ولهذا احتاج الى انه بمناسبة ذكره استئناسا لموضوع ان الذكر هو رأس الشكر ان يدخل في اه تنبيه او بيان فيما يتعلق بما جاء فيه. نعم قال واما في حال التخلي فلم يكن يشاهده احد يحكي عنه ولكن شرع لامته من الاذكار قبل التخلي وبعده يدل على مزيد الاعتناء بالذكر وانه لم لم وانه لا يخل به عند قضاء الحاجة وبعدها وكذلك شرع لامته من الذكر عند الجماع ان يقول احدهم بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ما واما الذكر على نفس قضاء الحاجة وجماع الاهل فلا ريب انه لا يكره بالقلب. لانه لابد لقلبه من ذكر ولا يمكنه صرف قلبه عن ذكر من هو احب شيء اليه فلو كلف القلب نسيانه لكان تكليفا بالمحال كما قال القائل يراد من القلب نسيانكم وتأبى على الناقلين فاما الذكر باللسان على هذه الحالة فليس مما شرع لنا ولا ندبنا اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نقل عن احد من الصحابة رضي الله عنهم وقال عبدالله بن ابي الهذيل ان الله تعالى لا يحب ان يذكر في السوق ويحب ان يذكر على كل حال الا على الخلاء ويكفي في هذه الحال استشعار الحياء والمراقبة والنعمة عليه في هذه الحالة. وهي من اجل الذكر فذكر كل حال بحسب ما يليق به. ما يليق بها. واللائق بهذه الحال التقنع بثوب الحياء من الله تعالى واجلاله وذكر نعمته عليه واحسانه اليه في اخراج هذا العدو المؤذي له الذي لو بقي فيه لقتله. فالنعمة في تيسير خروجه كالنعمة في التغذي به. ولهذا شرع له اذا خرج من الخلاء ان يقول غفرانك. قيل في معنى ذلك فيستغفرك اه عن عجز على شكرك على هذه النعمة العظيمة التي هي خروج هذا الاذى الذي لو بقي في الانسان لكان سموما قاتلة له نعم وكان علي ابن ابي طالب رضي الله عنه اذا خرج من الخلاء مسح بطنه وقال يا لها نعمة لو يعلم الناس قدرها نعم نعمة يعني نعمة خروجها خروج هذا الاذى وعدم بقائه فهي نعمة لو يعلم الناس قدرها نعم وكان بعض السلف يقول الحمد لله الذي اذاقني لذته وابقى في منفعته واذهب عني مضرته وكذلك ذكره حال الجماع ذكر هذه النعمة التي من بها عليه. لعلها ذكر ذكر نعم وكذلك ذكره حال الجماع ذكر هذه النعمة وكذلك ذكره حال الجماع ذكر هذه النعمة التي من بها عليه. وهي من اجل نعم الدنيا فاذا ذكر نعمة الله تعالى عليه بها هاج من قلبه هائج الشكر. نعم ذكره حال الجماع ذكر هذه النعمة التي آآ انعم الله عز وجل بها عليه يقضي بها وطرا وشهوته وتتحقق بها لذته وهنائته وما يترتب عليها ايضا من خيرات ابتغاء ما كتب الله له. فهذه اه نعمة اه عظيمة فذكر الله حال الجماع ذكر هذه النعمة ذكر هذه النعمة التي من الله بها عليه نعم فالذكر رأس الشكر. وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ والله يا معاذ اني لاحبك لا تنسى ان تقول دبر كل صلاة اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك فجمع بين الذكر والشكر كما جمع سبحانه وتعالى بينهما في قوله تعالى فاذكروني اذكركم واشكروا لي ولا تكفرون. فالذكر والشكر جماع السعادة والفلاح نعم الخامسة والاربعون ان اكرم الخلق على الله تعالى من المتقين من لا يزال لسانه رطبا بذكره فانه اتقاه في امره ونهيه وجعل ذكره شعاره. فالتقوى اوجبت له دخول الجنة والنجاة من النار وهذا هو الثواب والاجر والذكر يوجب له القربى من الله عز وجل. والزلفة لديه وهذه هي المنزلة وعمال الاخرة على قسمين منهم من يعمل على الاجر والثواب. ومنهم من يعمل على المنزلة والدرجة فهو ينافس غيره الوسيلة والمنزلة عند الله تعالى. ويسابق الى القرب منه. وقد ذكر الله تعالى النوعين في سورة الحديث في قوله تعالى ان المصدقين والمصدقات واقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم اجر كريم وهؤلاء اصحاب الاجور والثواب. ثم قال والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون فهؤلاء اصحاب المنزلة والقرب. ثم قال والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم فقيل هذا عطف على الخبر عن والذين امنوا بالله ورسله اخبر عنهم بانهم هم الصديقون وانهم الشهداء الذين يشهدون على الامم ثم اخبر عنهم بخبر اخر وهو قوله تعالى لهم اجرهم ونورهم فيكون قد اخبر عنهم باربعة امور انهم صديقون وشهداء فهذه هي المرتبة والمنزلة. ثم اخبر عنهم بان لهم اجرهم ونورهم. وهذا اهو الثواب والجزاء وقيل بل تم الكلام عند قوله تعالى الصديقون. ثم ابتدأ ذكر حال الشهداء فقال والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم. فيكون قد ذكر المتصدقين اهل البر والاحسان ثم المؤمنين الذين قد رسخ الايمان في بقلوبهم وامتلأوا منه فهم الصديقون وهم اهل العلم والعمل والاولون اهل البر والاحسان ولكن هؤلاء اكبر صديقية منهم ثم ذكر سبحانه الشهداء وانه تعالى يجري عليهم رزقهم ونورهم لانهم لم ما بذلوا انفسهم لله تعالى اعاظهم عليها ان جعلهم احياء عنده يرزقون. فيجري عليهم رزقهم ونورهم فهؤلاء السعداء ثم ذكر الاشقياء فقال والذين كفروا وكذبوا باياتنا اولئك اصحاب الجحيم والمقصود انه سبحانه وتعالى ذكر اصحاب الاجور والمراتب وهذان الامران هما اللذان وعد بهما فرعون السحرة ان غلبوا موسى عليه الصلاة والسلام. فقالوا ائن ان لنا لاجرا ان كنا نحن الغالبين؟ قال نعم وانكم اذا لمن المقربين. اي اجمع لكم بين الاجر والمنزلة عندي والقرب مني فالعمال عملوا على الاجور والعارفون عملوا على المراتب والمنزلة والزلفة عند الله. واعمال هؤلاء اكثر من اعمال اولئك واعمال اولئك البدنية قد تكون اكثر من اعمال هؤلاء. نعم في هذه الفائدة يذكر رحمه الله تعالى من فوائد الذكر ان به علو المنزلة عند الله عز وجل من فوائد الذكر اه علو المنزلة عند الله ولكل درجات. مما عملوا وليوفيهم اعمالهم وهم لا يظلمون فالذكر فيه علو المنزلة ورفعة الدرجات وكلما كثر الذكر علت منزلة العبد عند الله وعظم قربه من الله سبحانه وتعالى وعظم قربه من الله المؤمن كما انه حريص على الاجر والفوز بالجنة والنجاة من النار ينبغي ان يكون ايضا حريصا على علو الدرجات عند الله ورفعة المنازل والجنة درجات الجنة درجات فيحرص على الدرجات العلى وذكر الله عز وجل يعينه على هذا العلو والصعود يقال لقارئ القرآن اقرأ وارقى اي في درج الجنة ومنازلها ورتبها فهذه فائدة عظيمة من فوائد الذكر ان به علو المنزلة عند الله ان به علو المنزلة عند الله سبحانه وتعالى ونبينا عليه الصلاة والسلام نصح لامته نصحا عظيما بان يعتنوا بهذا الباب باب علو المنزلة ولهذا قال موجها وناصحا اذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الاعلى. اطلبوا لانفسكم علو المنزلة هذا من عظيم نصحه قال اذا سألتم الله الجنة فاسألوه الفردوس الاعلى. فانه اعلى الجنة ووسط الجنة وفوق عرش الرحمن فسلوا الله علو المنزلة. هذا العلو للمنزلة يحصله المرء بكثرة الذكر فان كثرة ذكر الله سبحانه وتعالى تعلو به درجات آآ العبد عند الله سبحانه وتعالى فهذا من نصح نبينا عليه الصلاة والسلام لامته بعض الجهال ربما قال في دعوته يا رب الجنة لو عند الباب ما يفكر يعني في الدرجات والمنازل العالية ورفعة الاماكن من نصح المرء لنفسه ان يحرص على علو المنزلة وهذا قدر زائد على الفوز بالجنة والنجاة من النار يحرص على ذلك حرصا عظيما واورد رحمه الله تعالى ما ذكره ان عمال الاخرة على قسمين قسم يبحث عن الاجر والثواب والنجاة من العقاب وقسم يبحث فوق ذلك آآ العلو في المنازل والرفعة في الدرجات وذكر اه مثالا على ذلك الاية الكريمة ان المتصدقين والمصدقات واقرب الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم اجر كريم. والذين امنوا بالله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم ثم ذكر رحمه الله قولين في العطف بقوله والشهداء والاظهر من القولين الثاني الاظهر من القولين الثاني ويشهد لذلك ما جاء في الصحيح ان النبي عليه الصلاة والسلام قال اه ان اهل الجنة لا يتراءون اهل الغرف ان اهل الجنة ليترأون اهل الغرى فالمراد باهل الغرف اي الدرجات العالية في الجنة كما ترأون الكوكب الدري في السماء مثل ما انتم في الدنيا تنظرون الى النجم العالي في السماء ايضا اهل الجنة ينظرون الى اهل الدرجات العالية والغرف الرفيعة في الجنة مثل ما انتم في الدنيا ترون الكوكب الرفيع العالي في السماء قال عليه الصلاة والسلام لتفاضل ما بينهم لتفاضل ما بينهم فتفاضلوا في الرتب والدرجات في الجنة لتفاضل الاعمال لتفاضل ما بينهم. قال الصحابة يا رسول الله تلك منازل الانبياء لا تنبغي لغيرهم قال بل والذي نفسي بيده رجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين مثل ما في الاية والذين امنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون قلب الرجال امنوا بالله وصدقوا المرسلين الجنة اصلا لا يدخلها الا من يؤمن ويصدق لكن ليس تصديق كتصديق ولا ايمان كايمان الناس يتفاوتون في ذلك تفاوتا عظيما يتفاوتون في التصديق ويتفاوتون في الايمان فضلا عن تفاوتهم في اه الاعمال. ولهذا بحسب الايمان الذي في القلب والتصديق الذي في القلب والاعمال التي تكون من العبد يكون التفاوت والصديقون في ال الرتب وارفع المنازل ومنازلهم هي التي تلي منازل اه الانبياء فاولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين فالحاصل ان آآ المنازل العالية الرفيعة في الجنة لها موجبات نيلها ومن اعظم ما تنال به هذه المنازل العالية الرفيعة كثرة ذكر الله سبحانه وتعالى نعم قال رحمه الله تعالى وذكر البيهقي عن محمد ابن كعب القرضي رحمه الله تعالى قال قال موسى عليه الصلاة والسلام يا ربي اي خلقك اكرم عليك؟ قال الذي لا يزال لسانه رطبا قال يا ربي اي خلقك اعلم؟ قال الذي يلتمس الى علمه علم غيره. قال يا ربي اي خلقك اعدل؟ قال الذي يقضي على نفسه مثلما يقضي على الناس. قال يا ربي اي خلقك اعظم ذنبا؟ قال الذي يتهمني. قال يا ربي وهل احد قال الذي يستخيرني ولا يرضى بقضائي وذكر ايضا عن ابن عباس قال لما وفد موسى عليه السلام الى طور سيناء قال يا ربي اي عبادك احب اليك قال الذي يذكرني ولا ينساني وقال كعب قال موسى عليه الصلاة والسلام يا ربي اقريب انت فاناجيك؟ ام بعيد فاناديك؟ فقال قال يا موسى انا جليس من ذكرني. قال اني اكون على حال اجلك عنها. قال ما هي يا موسى؟ قال عند الغائط والجنابة قال اذكرني على كل حال وقال عبيد بن عمير تسبيحة بحمد الله في صحيفة مؤمن خير له من جبال الدنيا تجري معها ذهبا نعم هذا كلام من عرف مكانة الذكر وفضل التسبيح التحميد والتهليل. وهذا الذي قاله آآ عبيد بن عمير ليس باعجب من قول النبي صلى الله عليه وسلم لان اقول سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر احب الي مما طلعت عليه الشمس يعني احب الي من الدنيا وما فيها ذهاب وغيره فقول النبي قول عبيد هذا ليس باعجب من قول النبي عليه الصلاة والسلام نعم وقال الحسن اذا كان يوم القيامة نادى مناد سيعلم اهل الجمع من اولى بالكرم اين الذين كانت تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون. قال فيقومون ويتخطون رقاب الناس. قال ثم ينادي مناد سيعلم اهل الجمع من اولى بالكرم. اين الذي كانت لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله. قال فيقومون فيتخطون من رقاب الناس قال ثم ينادي مناد سيعلم اهل الجمع من اولى بالكرم اين الحمادون لله على كل حال؟ قال فيقومون وهم كثير ثم تكون التبعة والحساب فيمن بقي واتى رجل ابا مسلم الخولاني فقال له اوصني يا ابا موسى قال اذكر الله تعالى تحت كل شجرة ومدرة. فقال له زدني فقال اذكر الله حتى يحسبك الناس حتى يحسبك يحسبك الناس من ذكر الله تعالى مجنون. قال وكان ابو مسلم يكثر ذكر الله تعالى. فرآه رجل وهو يذكر الله تعالى فقال امجنون صاحبكم هذا؟ فسمعه ابو موسى فسمعه ابو مسلم فقال قال ليس هذا بالجنون يا ابن اخي. ولكن هذا دواء الجنون. هذا اقول هذا كلام جميل قال هذا الدواء الجنون ودواء الجنون ذكر الله دواء الجنون ذكر الله سبحانه وتعالى لكن الذي لا يعرف الذكر قيمته ومكانته اذا رأى رجل مكثر ومشتغل بذكر الله ربما قال هذا مجنون. وما عرف ان دواء الجنون هو ذكر الله سبحانه وتعالى لو شفاء النفوس الاقبال على الله فهذه لطيفة جميلة من ابي مسلم الخولاني قال هذا دواء الجنون. هذا دواء الجنون اي هذا شفاء اه الجنون والاسقام وغيرها ومطردة ايضا للشياطين التي هي مجلبة آآ الجنون فالحاصل ان من لا يعرف قيمة الذكر من يراه يكثر من الذكر ويشتغل به بالكثرة يذكر الله بالكثرة ربما وصفه بهذا الوصف والناس اعداء ما جهلوا الناس اعداء ما جهلوا آآ فالحاصل ان اه ان ذكر الله سبحانه وتعالى يعني له شأن عظيم وثمار عظيمة فينبغي للعبد ان يحرص على ان يكون ذاكرا لله تبارك وتعالى بالكثرة. نعم السادسة والاربعون ان في القلب قسوة لا يذيبها الا ذكر الله تعالى فينبغي للعبد ان يداوي قسوة قلبه بذكر الله تعالى وذكر حماد بن زيد عن المعلم بن زياد ان رجلا قال للحسن يا ابا سعيد اشكو اليك قسوة قلبي. قال اذبه بالذكر وهذا لان القلب كلما اشتدت به الغفلة اشتدت به القسوة. فاذا ذكر الله تعالى ذابت تلك القسوة كما يذوب الرصاص في النار فما اذيبت قسوة القلوب بمثل ذكر الله عز وجل. هذه هذه فائدة عظيمة ايضا من فوائد الذكر انه يذهب عن القلب قسوته اذا كان القلب قاسي بما تراكم عليه من الغفلة والملهيات وتتبع الشهوات والمحرمات فقسى لا يذيب هذه القسوة الا اه ذكر الله سبحانه وتعالى واورد ان رجلا فسأل الحسن البصري رحمه الله قال اشكو اليك قسوة قسوة قلبي اي دلني على ما يكون به الشفاء من هذه القسوة فقال رحمه الله اذبه بالذكر اذ بهذه القسوة التي في قلبك بذكر الله سبحانه وتعالى. فهذه فائدة من فوائد الذكر العظيمة انه يذهب عن القلوب آآ آآ قسوتها وتحجرها ووذلك بتراكم الذنوب عليها والشهوات المحرمة والملذات الباطلة حتى يقسوا القلب تحجر فلا يذوب آآ فلا يذوب ما فيه من قسوة الا بكثرة ذكر الله سبحانه وتعالى ولا يزال رحمه الله تعالى يواصل العد فوائد آآ الذكر العظيمة وثماره واثاره التي من تأملها واحسن تأملها كانت معونة له على الاكثار من ذكر الله جل في علاه اللهم اجعلنا لك ذاكرين لك شاكرين اليك واهين منيبين لك مخبتين لك مطيعين. اللهم تقبل توبتنا واغسل حوبتنا. وثبت حجتنا واهدي قلوبنا وسدد السنتنا اه توصل سخيمة صدورنا. اللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك. ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك من شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. اللهم فانا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل. ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل اللهم انا نسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم. ونعوذ بك من شر ما اعادك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم. وان تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا اللهم اصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا واصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا واصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا. واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير. والموت راحة لنا من كل بشر اللهم اغفر لنا ذنبنا كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ووالديهم وذرياتهم وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات. ربنا انا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار اللهم امنا في اوطاننا واصلح ائمتنا وولاة امورنا واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين. اللهم وفقنا والمسلمين لما تحبه وترضاه. من سديد الاقوال والاعمال واعذنا واياهم من من الفتن ما ظهر منها وما بطن. يا حي يا قيوم. يا ذا الجلال والاكرام. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا ابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل هيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خير الله يبارك