نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول الامام العلامة ابن القيم الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب السابعة والاربعون ان الذكر شفاء القلب ودواؤه والغفلة مرضه فالقلوب مريضة وشفاؤها ودوائها في ذكر الله تعالى قال مكحول ذكر الله تعالى شفاء وذكر الناس داء. وذكره البيهقي عن مكحول مرفوعا مرسل فاذا ذكرته سفاها وعافاها فاذا غفلت عنه انتكست كما قيل اذا مرضنا تداوينا بذكركم فنترك الذكر احيانا فننتكس بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فمن فوائد الذكر العظيمة انه شفاء للقلوب ودواء للاسقام كما قال الله عز وجل وننزل من القرآن ما هو شفاء وقالوا وشفاء لما في الصدور فذكر الله عز وجل شفاء والقلوب بدون ذكر الله سبحانه وتعالى مريظة ولا ولا يزول عنها مرضها الا بذكر الله تبارك وتعالى فان القلب ان لم يشتغل بذكر الله عز وجل اهلكته اسقام القلوب من شبهات وشهوات وامرظت قلبه واعطبت نفسه ولا يسلم من ذلك ولا يتحقق له صيانة قلبه من ذلك الا بملازمة ذكر الله تبارك وتعالى نقل عن مكحول ويروى ايضا عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال ذكر الله تعالى شفاء وذكر الناس داء ذكر الله شفاء اي شفاء للقلوب وذكر الناس داء اي مرض للقلوب وخاصة من يكون ذكره للناس بالغيبة والنميمة السخرية والنهش في اعراض الناس ونحو ذلك فهذا من اعظم المرظ واشده نعم الثامنة والاربعون ان الذكر اصل موالاة الله عز وجل ورأسها والغفلة اصل معاداته واسها فان العبد لا يزال يذكر ربه عز وجل حتى يحبه فيواليه. ولا يزال يغفل عنه حتى يبغضه ويعاديه قال الاوزاعي قال حسان بن عطية ما عاد عبد ربه بشيء اشد عليه من ان يكره ذكره او من يذكره فهذه المعاداة سببها الغفلة ولا تزال بالعبد حتى يكره ذكر الله ويكره من يذكره. فحين اذ يتخذه عدوا كما اتخذ الذاكر وليا من فوائد الذكر العظيمة الفوز بولاية الله عز وجل الخاصة وتوليه لعبده سبحانه وتعالى كما في الدعاء المأثور اللهم ات نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها انت وليها ومولاها فالفوز بهذه الولاية العظيمة وما يترتب عليها من ثمار تزكية نفس العبد وتوفيق العبد وهدايته وتسديده وغير ذلك هذا كله آآ اثر من اثار عناية العبد بذكر الله سبحانه وتعالى فان من ذكر الله تولاه الله وحفظه تولاه ولاية خاصة فيها حفظه عبده وكلاءته له وتوفيقه له وتسديده. نعم التاسعة والاربعون انه ما استجلبت نعم الله عز وجل واستدفعت نقمه بمثل ذكر الله تعالى فالذكر جلاب للنعم دفاع للنقم. قال سبحانه وتعالى ان الله يدفع عن الذين امنوا وفي القراءة الاخرى ان الله يدافع فدفعه ودفاعه عنهم بحسب قوة ايمانهم وكماله. ومادة الايمان وقوته بذكر الله تعالى. فمن كان كبر ايمانا واكثر ذكرا كان دفع الله تعالى عنه ودفاعه اعظم. ومن نقص نقص بذكر ونسيانا بنسيان وقال سبحانه وتعالى واذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم. والذكر رأس الشكر كما تقدم شكر جلاب للنعم وموجب للمزيد. قال بعض السلف رحمهم الله ما اقبح الغفلة عن ذكر من لا يغفل اغفلوا عن برك ايضا من فوائد الذكر العظيمة انه جلاب للنعم دفاع للنقم فما استجلبت النعم بمثله ولا استدفعت النقم بمثله فالذاكر لله عز وجل يكون ذكره لله بركة عليه وموجبا لتوالي النعم والبركة في الرزق والهناءة في العيش وايضا موجبا لدفع النقم والمصائب عن العبد فما استجلبت النعم بمثل ذكر الله تبارك وتعالى ولاستدفعت اه النقم بمثله. نعم الخمسون ان الذكر يوجب صلاة الله عز وجل وملائكته على الذاكر. ومن صلى الله تعالى عليه وملائكته فقد افلح كل الفلاح وفاز كل الفوز. قال الله سبحانه وتعالى يا ايها الذين اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من من الظلمات الى النور وكان بالمؤمنين رحيما فهذه الصلاة منه تبارك وتعالى ومن ملائكته انما هي على الذاكرين له كثيرا. وهذه الصلاة منه ومن ملائكته هي سبب الاخراج لهم من الظلمات الى النور. واذا حصلت لهم الصلاة من الله تبارك وتعالى وملائكته نعم الضمتين هذه خطأ واخرجوا من الظلمات الى النور فاي خير لم يحصل لهم بذلك. واي شر لم يندفع عنهم. فيا حسرة الغافلين عن ربهم ماذا حرموا من خيره وفضله؟ وبالله التوفيق. من فوائد الذكر العظيمة انه يوجد آآ صلاة العبد صلاة الله تبارك وتعالى وملائكته على عبده كما قال الله عز وجل يا ايها الذين امنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة واصيلا هو الذي يصلي عليه وملائكته ليخرجكم من الظلمات الى النور فمن ثمار الذكر العظيمة واثاره المباركة انه يا يكسب العبد صلاة الله عليه يكسب العبد صلاة الله عليه وايضا صلاة الملائكة عليه هو الذي يصلي عليكم وملائكته وصلاة الملائكة على العبد دعاء له دعاء له وصلاة الله على عبده ثناء عليه في الملأ الاعلى وقد مر معنا قريبا من هذا المعنى في ثمار الذكر واثاره ثم ايضا يترتب على هذه الصلاة صلاة صلاة الله على عبده اخراج العبد من الظلمات الى النور اي ان يتولاه الله عز وجل الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور. نعم الحادية والخمسون ان من شاء ان يسكن رياض الجنة في الدنيا فليستوطن مجالس الذكر فانها رياض الجنة وقد ذكر ابن ابي الدنيا وغيره من حديث جابر ابن عبد الله رضي الله عنهما انه قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم لم فقال يا ايها الناس ارتعوا في رياض الجنة قلنا يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال مجالس الذكر. ثم قال اغدوا وروحوا واذكروا فمن كان يحب ان يعلم منزلته عند الله تعالى فلينظر كيف منزلة الله تعالى عنده فان الله تعالى ينزل العبد منه حيث انزله من نفسه اه ايظا من فوائد الذكر ان مجالسه رياض الجنة وقد مر معنا ان مجالس الذكر مجالس فالملائكة فايظا من فوائد الذكر ان مجالس الذكر رياظ الجنة وقد صح في الحديث عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال اذا مررتم برياض الجنة فارتعوا قالوا وما رياض الجنة قال حلق الذكر قال حلق الذكر فحلق آآ الذكر رياض الجنة ومن جلس مجالس الذكر فهو في رياض الجنة ومجالس الذكر المراد بها مجالس العلم التي يذكر فيها الله بان يعرف العباد بالله وعظمته وبكلام سبحانه وتعالى ومعاني كلامه واحكامه وشرعه ودينه وبيان الحلال والحرام هذا المراد بقوله اذا مررتم برياظ الجنة فارتعوا قيل وما رياض الجنة؟ قال حلق الذكر وليس المراد بحلق الذكر ما يفعله بعض الناس باجتماعهم على الذكر الجماعي بصوت واحد واداء واحد يقوم عليهم رجل يقول سبحوا كذا فيسبحون هللوا كذا فيههللون كبروا كذا فيكبرون بصوت واحد بدءا وانتهاء فهذا من البدع هذا من البدع وقد انكر ذلك الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم كما جاء عن عبد الله ابن مسعود في سنن الدارمي لما ذكر له ان جماعة في المسجد عليهم رجل قائم يقول سبحوا مئة فيسبحون هللوا مئة فيهللون كبروا مئة فيكبرون فاتاه عبدالله بن مسعود اتاهم وقام عليهم في حلقتهم تلك وقال رضي الله عنه وارضاه اما انكم جئتم ببدعة ظلما او فقتم اصحاب محمد علما قالوا والله يا ابا عبد الرحمن ما اردنا الا الخير قال وهل كل من اراد الخير ادركه اي لا يدرك الخير الا من يوافق امام الخير. ويهتدي بهديه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه والحديث الذي اه اورده رحمه الله بهذا التمام ضعيف الاسناد لكن قول النبي عليه الصلاة والسلام اذا مررتم برياظ الجنة فارتعوا قالوا وما رياظ الجنة؟ قال حلق الذكر هذا ثابت عن نبينا عليه الصلاة والسلام نعم الثانية والخمسون ان مجالس الذكر مجالس الملائكة فليس من مجالس الدنيا لهم مجلس الا مجلس يذكر الله تعالى فيه كما اخرج في الصحيحين من حديث الاعمش عن ابي صالح عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه سلم ان لله ملائكة ان لله ملائكة فضلا عن كتاب الناس. يطوفون في الطرق يلتمسون اهل الذكر فاذا وجدوا قوم يذكرون الله تعالى تنادوا هلموا الى حاجتكم. قال فيحفونهم باجنحتهم الى السماء الدنيا فيسألهم ربهم تعالى وهو اعلم بهم ما يقول عبادي؟ قال يقولون يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك قال فيقول هل رأوني؟ قال فيقولون لا والله ما رأوك. قال فيقول وكيف لو رأوني؟ قال يقولون لو رأوك كانوا اشد لك عبادة واشد لك تحميدا وتمجيدا واكثر لك تسبيحا. قال يقول ما يسألوني قال يسألونك الجنة. قال فيقول وهل رأوها؟ قال يقولون لا والله يا ربي ما رأوها؟ قال فيقول فكيف لو انهم رأوها؟ قال يقولون لو انهم رأوها كانوا اشد عليها حرصا واشد لها طلبا واعظم واعظم فيها رغبة. قال فيقول فمما يتعوذون؟ قال يقولون من النار قال يقول وهل رأوها؟ قال يقولون لا والله يا ربي ما رأوها. قال يقول فكيف لو او هاء قال يقولون لو رأوها كانوا اشد منها فرارا واشد لها مخافة. قال فيقول قال فاشهدكم اني قد غفرت لكم فيقول ملك من الملائكة واشهدكم اني غفرت لهم فيقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم وانما جاء لحاجة. قال هم الجلساء لا بهم جليس لا يشقى بهم جليسهم فهذا من بركتهم على نفوسهم وعلى جليسهم فلهم نصيب من قوله وجعلني مباركا اينما كنت وهكذا المؤمن مبارك اين حل. والفاجر مشؤوم اين حل. فمجالس الذكر مجالس الملائكة ومجالس الغفلة مجالس الشياطين وكل مضاف الى شكله واشباهه. وكل امرئ يصبو الى ما يناسبه من فوائد الذكر العظيمة ان مجالس الذكر مجالس الملائكة. ولله عز وجل لله عز عز وجل ملائكة زائدون على الملائكة الذين يكتبون الاعمال يجوبون الطرقات يلتمسون مجالس الذكر مثل ما جاء في الحديث ان لله ملائكة فضلا عن كتاب الناس. فضلا اي زائدون عنا كتاب الناس اي عن الملائكة التي تكتب اعمال الناس وهؤلاء الملائكة الفضل يجوبون اه الطرقات يطوفون في الطرق يلتمسون اهل الذكر بغيتهم اهل الذكر طلبتهم اهل الذكر يطوفون في الطرقات يلتمسون اهل الذكر فاذا وجدوا شيئا من ذلك قالوا هلموا الى حاجتكم معنى ذلك ان هؤلاء الملائكة مخصصون لهذا الامر مخصصون لهذا الامر طلب والبحث عن مجالس الذكر فاذا اه وجدوا مجلس ذكر قالوا هلموا الى حاجتكم ثم يحفون اهل ذلك المجلس باجنحتهم الى السماء الدنيا الى السماء الدنيا ومن كانوا في مجالس الذكر لا يرون هؤلاء الملائكة لا يرونهم لكن النبي عليه الصلاة والسلام اخبرهم بذلك وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام فهم وان لم يروا هؤلاء الملائكة فهم من وجودهم وقيامهم بهذا العمل على يقين لان الذي اخبر بذلك الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام مثل ما جاء في الحديث الاخر ان الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رظا بما يصنع وان لم يرى طلاب العلم ملائكة تظع اجنحتها لهم الا انهم على يقين من قول النبي عليه الصلاة والسلام فهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى فالحاصل ان هؤلاء الملائكة يحفون المجلس اه اجنحته من السماء الدنيا فيسألهم ربهم عز وجل وهو اعلم بهم ما يقول عبادي فيذكرون اشتغالهم ذكر الله وتمجيده تعظيمه سبحانه وتعالى وطلب الجنة والبحث عن اسبابها ودعاء الله عز وجل ان ييسرها واستعاذتهم من النار فهم فهم مجتمعون على هذه اه الاصول الثلاثة العظيمة التي مردها الى المحبة والرجاء والخوف التي مردها الى المحبة في اه فيها ذكر الله ثناء وتعظيما وتمجيدا والرجاء بطلب الجنة وطلب ما عند الله سبحانه وتعالى والخوف ان اه من عقاب الله عز وجل ومن النار وهذه الامور الثلاثة تسمى اركان التعبد اركان التعبد فهم مجتمعون على هذه الاركان اه العظيمة التي يقوم عليها كل تعبد لله لان كل تعبد تقرب لله سبحانه وتعالى يقوم على هذه الاركان الثلاثة المحبة والرجاء والخوف ويستفاد من هذا الحديث اهمية تنمية هذه الامور الثلاثة في القلب وتقويتها ومدارستها ومذاكرتها واتخاذ الاسباب التي تقويها في قلب آآ المؤمن ومن اعظم ذلك مجالس العلم مجالس آآ العلم الذي يذكر فيها الله تعظيما له وتمجيدا وثناء وتوحيدا وتذكر نصوص الوعد ترغيبا وتذكر نصوص الوعيد ترهيبا فتثمر فيهم حبا ورجاء وخوفا تثمر فيهم حبا ورجاء وخوفا فهذا الحديث جمع هذه الاركان آآ العظيمة اه الثلاثة ثم في تمامه يقول الرب سبحانه وتعالى اشهدكم اني قد غفرت لهم اي اهل هذا المجلس اني قد غفرت لهم. اسأل الله عز وجل ان يكرمنا اجمعين بهذا الغفران. والرضوان. فيقول آآ الله عز وجل الملائكة اشهدكم اني قد غفرت لهم فيقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم فيهم فلان ليس منهم يعني ليس من اهل المجلس. وانما جاء لحاجة وانما جاء لحاجة قال الله عز وجل هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم. وهذا والله يستفاد من فائدة عظيمة اهمية جلوس المرء في مجالس الذكر حتى ولو حتى ولو لم يكن من اهلها حتى حتى ولو لم يكن من اهلها بهمة طلاب العلم المعروفة تقييدا وتدوينا وظبطا واتقانا وما الى ذلك لكن الجلوس بحد ذاته هذا فيه اثر عظيم جدا ويكفي قول نبينا عليه الصلاة والسلام لما قال ملك من الملائكة ان فيهم فلان ليس منهم وانما جلس لحاجة قال الله عز وجل هم الجلساء لا يشقى بهم جليسون وفي هذا ايضا اه فائدة عظيمة ان مجالس الخير العلم الدعوة التعليم التفقيه في دين الله عز وجل البركة وتعمها من جميع اطرافها وقد مر معنا في هذا الحديث لما قال النبي عليه الصلاة والسلام ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده ثم ذكر اه ابن القيم رحمه الله تعالى خاتمة فيها اه وعظ وايقاظ للقلوب وتنبيه ايظا الغافل فيقول رحمه الله فمجالس الذكر مجالس الملائكة ومجالس الغفلة مجالس الشياطين هناك مجالس للذكر هي مجالس الملائكة وهناك مجالس للغفلة هي مجالس الشياطين هذه موجودة وهذه موجودة هذه موجودة وهذه موجودة مجالس الذكر مجالس الملائكة ومجالس الغفلة مجالس آآ الشياطين. يقول ابن القيم وكل مضاف الى شكله واشباهه كل مضاف الى شكله واشباهه. وكل امرئ يصبو الى ما يناسبه ولهذا ينبغي على المرء ان يتفقد نفسه وينظر في حاله ومجالسه هل نفسه ميالة الى مجالس الذكر تحبها تألفها تفرح بها تقصدها تذهب اليها تأنس بالجلوس فيها هل هو من اهل هذه الحال او ان نفسه منقبضة وغير راغبة ولا ميالة لمجالس الذكر واذا حصل مجلس لهو وغفلة فرح وركنت نفسه الى ذلك فمثل ما قال ابن القيم كل امرئ يصبو الى ما يناسبه فاذا كان الذي يناسبك مجالس الذكر فاحمد الله على منة الله عليك فضله سبحانه فمن وجد خيرا نعم فليحمد الله وان وجد نفسه والعياذ بالله كارهة لمجالس الخير ومجالس العلم ومقبلة على مجالس الغفلة ومجالس اللهو ومجالس الباطل فلا فليحاسب نفسه يراجع حاله وليجاهد نفسه على الخلاص من هذا البلاء العظيم والشر الكبير لعل الله سبحانه وتعالى ينجيه من ذلك. نعم الله يريك مجالس الذكر هل لها مكان معين؟ لا بد تكون في المساجد اه افضل اه مجالس الذكر بيوت الله افضل مجالس الذكر بيوت الله تبارك وتعالى والمساجد رسالتها عظيمة مواطن الفائدة فيها والخير جهة جليلة وكثيرة ومن ذلك هم حلق العلم التي لا تزال تعقد في في المساجد ويحصل فيها الخير العظيم لكن مجالس العلم ان عقدت في المعاهد الدينية ودور اه العلم ونحو نحو ذلك فانهم يحصلون فيها ايضا هذا الخير العظيم. وفضل الله سبحانه وتعالى واسع. ولهذا جاء الحديث المتقدم في بعض اه الفاظه اجتمع قوم بدون تقييده في بيت من بيوت الله فلا شك ان كونها في بيوت الله هذا اعظم واشرف واجل واعظم بركة لكن ان ان عقدت في دور العلم او المعاهد او نحو ذلك ايضا يحصل فيها آآ الخير العظيم نعم هل يدخل في مجالس الذكر الرجل يجمع اهله يجمع اهل بيته ويعلمهم ما علم من مجالس الذكر؟ نعم هذا يدخل في مجالس الذكر اذا جمع الرجل اهله ولده واخذ يعلمهم مما علمهم مما علمه الله ويفيدهم مما استفاد فان مجلسهم هذا مجلس ذكر واضافة الى الفوائد التي يحصلها اه اهله وولده في في ذلك المجلس فان فيه بركة عليهم في بيتهم ومطردة آآ الشياطين لان مجالس الذكر مجالس الملائكة مجالس الملائكة مثل ما مر معنا في هذه الفائدة العظيمة ومجالس الغفلة مجالس الشياطين نعم الثالثة والخمسون ان الله عز وجل يباهي بالذاكرين ملائكته كما روى مسلم في صحيحه عن ابي سعيد الخدري قال خرج معاوية رضي الله عنه على حلقة في المسجد فقال ما قالوا جلسنا نذكر الله تعالى قال الله ما اجلسكم الا ذاك؟ قالوا والله ما مجلسنا الا ذاك قال اما اني لم استحلفكم تهمة لكم وما كان احد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم سلم اقل عنه حديثا مني وان رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من اصحابه فقال ما اجلسكم؟ قالوا جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا للاسلام ومن به علينا. قال االله ما اجلسكم الا ذاك قالوا والله ما جلسنا الا ذاك قال والله ما اجلسنا الا ذاك. قال اما اني لم استحلفكم تهمة لكم ولكنه اتاني جبريل فاخبرني ان الله تبارك وتعالى يباهي بكم الملائكة فهذه المباهاة من الرب تبارك وتعالى دليل على شرف الذكر عنده ومحبته له. وان له مزية على غيره من الاعمال من فوائد الذكر العظيمة الجليلة ان الله سبحانه وتعالى يباهي بالذاكرين ملائكته وقد تقدم معنا اه الحديث ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده فهذا الذكر مباهاة يباهي آآ بهن آآ ملائكته. وهذا دليل على عظيم آآ مكانتهم عند الله سبحانه وتعالى وايضا دليل على مغفرة الله لهم على مغفرة الله لهم ولهذا مر معنا في الحديث الذي قبله قال اشهدكم اني قد غفرت لهم فمباهاته دليل على الرضا والغفران الفوز بكرامة الله سبحانه وتعالى وانعامه فيباهي بهم الملائكة لان الله سبحانه وتعالى لا يباهي باهل الذنوب واهل الغفلة وانما يباهي باهل الخير الذين اجتمعوا على الخير وطلب الرظوان مثل ما تقدم معنا ذكرا لله وتمجيدا وتعظيما وخوفا من النار وطلبا الجنة فهذا الذي اجتمعوا عليه اه كان موجبا لغفران ذنوبهم اشهدكم اني قد غفرت لهم وموجبا ايضا مباهاة الله سبحانه وتعالى بهم الملائكة واورد رحمه الله حديث معاوية ابن ابي سفيان رضي الله عنهما قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن حلقة جلوس في المسجد نتذاكر قال ما اجلسكم قلنا جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للاسلام ومن به علينا فهو مجلس ذكر وحمد واستذكار لنعمة الله العظيمة على عبده المؤمن جلسوا في بيت الله على هذا التذاكر فاستحلفهم بالله عليه الصلاة والسلام انه ما اجلسهم الا هذا الامر قال الله ما اجلسكم الا ذلك قلنا والله ما اجلسنا الا ذلك فقال عليه الصلاة والسلام اما اني لم استحلفكم تهمة لكم يعني لم اطلب منكم الحلف لاني اتهمكم او اشك في صدق ما تقولون لا اما والله اني لم استحلفكم تهمة لكم. اذا لماذا لان ثمة امر عظيم جدا قال اتاني جبريل انفا فاخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته اخبرني ان الله يباهي بكم ملائكته فانظر هذا الشرف الرفيع العظيم الذي يفوز به من يكرمه الله سبحانه وتعالى بجلوس مجالس الذكر قال فهذه المباهاة من الرب دليل على شرف الذكر عند ومحبته له وان له مزية على غيره من الاعمال وايضا هذه المباهاة دليل على غفران الله لهم وهذا نص عليه في الحديث الذي قبله؟ نعم قال الرابعة والخمسون ان مدمن الذكر يدخل الجنة وهو يضحك لما ذكر ابن ابي الدنيا عن عبد الرحمن ابن مهدي عن معاوية ابن صالح عن عبد الرحمن ابن جبير ابن نفير الحضرمي عن ابيه عن ابي الدرداء رضي الله عنه قال الذين لا تزال السنتهم رطبة من ذكر الله عز وجل يدخل احدهم الجنة وهو يضحك نعم هذه الفائدة التي ذكر رحمه الله ان مدمن الذكر يدخل الجنة وهو يضحك وبناها رحمه الله على هذا الاثر الموقوف على ابي الدرداء رضي الله عنه نعم الخامسة والخمسون ان جميع الاعمال انما شرعت اقامة لذكر الله تعالى والمقصود بها تحصيل ذكر الله تعالى. قال سبحانه وتعالى واقم الصلاة لذكري. قيل المصدر مضاف الى الفاعل اي لاذكرك بها. وقيل مضاف الى المذكور اي لتذكرني بها. واللام على هذا لا تعليل وقيل هي لام الوقتية اي اقم الصلاة عند ذكري كقوله اقم الصلاة لدلوك الشمس وقوله وضعوا الموازين القسط ليوم القيامة. وهذا المعنى حق يراد بالاية. لكن تفسيرها به. وانه هو معناها فيه نظر لان هذه اللام الوقتية يليها اسماء الزمان والظروف والذكر مصدر الا ان يقدر بزمان اي عند وقت ذكري وهذا محتمل. والاظهر انها لام التعليل. اي اقم الصلاة لاجل ذكري من هذا ان تكون اقامتها عند ذكره. واذا ذكر العبد ربه فذكر الله تعالى سابق على ذكره. فانه ولما ذكره الهمه ذكره فالمعاني الثلاثة حق وقال سبحانه وتعالى اتلوا ما اوحي اليك من الكتاب واقم الصلاة ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله اكبر فقيل المعنى انكم في الصلاة تذكرون الله وهو ذاكر من ذكره ولذكر الله تعالى اياكم اكبر من ذكركم اياه وهذا يروى عن ابن عباس وسلمان وابي الدرداء وابن مسعود رضي الله عنهم وذكر ابن ابي الدنيا عن فضيل بن مرزوق عن عطية ولذكر الله اكبر قال هو قوله تعالى فاذكروني اذكركم فذكر الله تعالى لكم اكبر من ذكركم اياه وقال ابن زيد وقتادة معناه ولذكر الله اكبر من كل شيء وقيل لسلمان اي الاعمال افضل؟ فقال اما تقرأ القرآن ولذكر الله اكبر ويشهد لهذا حديث ابي الدرداء المتقدم الا انبئكم بخير اعمالكم وازكاها عند مليككم وخير لكم من انفاق الذهب والورق الحديث وكان شيخ الاسلام ابو العباس قدس الله روحه يقول الصحيح ان معنى الاية ان الصلاة فيها مقصودات عظيمان واحدهما اعظم من الاخر. فانها تنهى عن الفحشاء والمنكر. وهي مشتملة على ذكر الله تعالى ولما فيها من ذكر الله اعظم من نهيها عن الفحشاء والمنكر وذكر ابن ابي الدنيا عن ابن عباس انه سئل اي العمل افضل؟ قال ذكر الله اكبر وفي السنن عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال انما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لاقامة ذكر الله تعالى. رواه ابو داوود والترمذي وقال حديث حسن صحيح نعم وهذه ايضا فائدة من فوائد الذكر العظيمة ودلائل ايضا عظيم مكانة الذكر ورفيع شأنه ان جميع الاعمال انما شرعت اقامة لذكر الله والمقصود بها تحصيل ذكر الله فالصلاة شرعها الله عز وجل اقامة لذكر الله عز وجل اقم الصلاة لذكري ومثل ما ذكر ابن القيم الاظهر ان اللام لام التعليل اي من اجل ذكري فالصلاة آآ اقيمت وشرعت من آآ من اجل اقامة ذكر الله سبحانه وتعالى الصيام شرع من اجل اقامة ذكر الله الحج شرع لاقامة ذكر الله مثل ما اورد رحمه الله انما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لاقامة ذكر الله سبحانه وتعالى فالعبادات شرعت لاقامة ذكر الله وذكر الله هو روحها ولبها واذا كان الامر كذلك فان العباد يتفاوتون في هذه العبادات من حيث الاجر والثواب بحسب حظهم فيها من ذكر الله فيا اعمال شرعت لاقامة ذكر الله واعظم الناس فيها ثوابا اكثرهم ذكرا لله عز وجل وكلما عظم ذكر العبد لله في هذه العبادات عظم اجره عند الله سبحانه وتعالى وهذا ما بينه رحمه الله بالفائدة التي تليها. نعم قال رحمه الله تعالى السادسة والخمسون ان افضل اهل كل عمل اكثرهم فيه ذكرا لله عز وجل فافضل الصوام اكثرهم ذكرا لله عز وجل في صومهم. وافضل المتصدقين اكثرهم ذكرا لله عز وجل افضل الحجاج اكثرهم ذكرا لله عز وجل. وهكذا سائر الاعمال وقد ذكر ابن ابي الدنيا حديثا مرسلا في ذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم سئل اي اهل المسجد خير قال اكثرهم ذكرا لله عز وجل. قيل اي الجنازة خير؟ قال اكثرهم ذكرا لله عز وجل. قيل فاي خير قال اكثرهم ذكرا لله عز وجل. قيل فاي الحجاج خير؟ قال اكثرهم ذكرا لله عز وجل واي العواد خير؟ قال اكثرهم ذكرا لله عز وجل قال ابو بكر ذهب الذاكرون بالخير كله وقال عبيد بن عمير ان ان اعظمكم هذا الليل ان تكابدوه وبخلتم على المال ان تنفقوه وجبنتم عن العدو ان تقاتلوه فاكثروا من ذكر الله عز وجل. هذا الذي عن عبيد يروى ايظا مرفوعا اورده الالباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة برقم الفين وسبعمئة واربعة عشر من فوائد آآ الذكر العظيمة ان افضل اهل كل عمل اكثرهم فيه ذكرا لله ان افضل كل عمل اكثرهم فيه ذكرا لله عز وجل فافضل المصلين او اكثر المصلين اجرا اكثرهم ذكرا لله وافضل الصوام واكثرهم اجرا اكثرهم ذكرا لله وافضل الحجاج واعظمهم اجرا اكثرهم ذكرا لله عز وجل في حجهم افضل المعتمرين اجرا اكثرهم ذكرا لله في عمرتهم فالافضل في كل طاعة الاكثر ذكرا لله فيها. هذي قاعدة ثمينة جدا هذي قاعدة ثمينة جدا في التفاضل في العبادات نبه عليها الامام ابن القيم رحمه الله الافضل في كل طاعة الاكثر ذكرا لله فيها ارأيتم لو ان شخصا امضى جل نهاره في رمضان نوما واخر فتح كتاب الله واخذ يقرأ قرأ عشرة اجزاء مثلا او اقل او اكثر والاخر اه غربت عليه الشمس ولا قرأ وما قرأ شيئا ما قرأ ولا جزءا واحدا هل صيام هذا مثل صيام هذا هل هل صيامهما متساوي؟ مع ان كلا منهما ممسك من الفجر الى الغروب عن المفطرات. لكن هل صيامهما واحد؟ لا هذا صيامه افضل هذا صيامه افضل فالافضل في كل عبادة الاكثر ذكرا لله فيها افضل الصوام اكثرهم ذكرا لله في صيامهم. افضل الحجاج اكثرهم ذكرا لله في حجهم افضل المعتمرين اكثرهم ذكرا لله في عمرتهم. قل هذا في كل طاعة قل هذا في كل طاعة كل قربة لله الافضل فيها الاكثر ذكرا لله سبحانه وتعالى ولهذا قال ابو بكر ذهب الذاكرون بالخير كله قال ابو بكر ذهب الذاكرون بالخير كله اذا تأملت في حال الناس مثلا في الصيام وفي الحج وفي العمرة وغيرها من الطاعات تجد ان الذاكرون اي الذاكرون في طاعاتهم هذه لله بالكثرة ذهبوا بالخير كله حصلوا الاجور العظيمة بعضهم قد يكون اسقط عن نفسه الفرظ او الواجب بعمله مثل الصلاة ليس للمرء من صلاة الا ما عقل منها عقل منها اي بذكر الله والخشوع والخضوع لله سبحانه وتعالى فهذه قاعدة حقيقة عظيمة جليلة آآ بينها ابن القيم رحمه الله واورد فيها هذا الاثر ها هو الحديث المرسل آآ قال وقد ذكر ابن ابي الدنيا اه ابن ابن ابي الدنيا رحمه الله تعالى اجزاؤه الحديثية كثيرة جدا حتى الذي طبع منها كثير جدا فبحثت عنه كثيرا في ما طبع من اه اجزاء الحديثية ما وجدته لكن وجدته عند البيهقي والاصبهان البيهقي في الشعب والاصبهان في الترغيب والترهيب بالاسناد عن ابنه بالدنيا بالاسناد عن ابن ابي الدنيا مرسلا وايضا وجدته عند ابن ابن المبارك رحمه الله في اه الزهد بطريق اخرى واسنادا اخر اه عن ابي سعيد المقبري ايضا مرسلا باسناد صحيح وايضا رواه الامام احمد رواه الامام احمد اه موصولا عن معاذ بن انس الجهني وليس معاذ بن جبل يعني معاذ بن انس الجهني رضي الله عنه وفي اسناده اه رجل ضعيف فلعل والله اعلم يتقوى هذا هذا الحديث حديثان اه معاذ ابن انس الذي فيه رجل ضعيف بهذين الحديثين المرسلين نعم السابعة والخمسون ان ادامة الذكر تنوب عن التطوعات وتقوم مقامها سواء كانت بدنية او مالية او بدنية مالية. كحج التطوع. وقد جاء ذلك صريحا في حديث ابي هريرة انه فقراء المهاجرين اتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله ذهب اهل الدسور بالدرجات العلى والنعيم والمقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل اموالهم يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون فقال الا اعلمكم شيئا تدركون به من سبقكم؟ وتسبقون به من بعدكم ولا احد يكون افضل منكم الا من صنع مثل ما صنعتم قالوا بلى يا رسول الله. قال تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة. الحديث متفق عليه فجعل الذكر عوضا لهم عما فاتهم من الحج والعمرة والجهاد. واخبر انهم يسبقونهم بهذا الذكر. فلما سمع اهل الدثور عملوا به فازدادوا الى صدقاتهم وعباداتهم بمالهم. التعبد بهذا الذكر فحاذوا الفضيلتين. فنافسهم واخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بانهم قد شاركوهم في ذلك وانفردوا عنهم بما لا قدرة لهم عليه قال ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وفي حديث عبد الله ابن بسر قال جاء اعرابي فقال يا رسول الله كثرت علي خلال الاسلام وشرائعه فاخبرني بامر جامع يكفيني قال عليك بذكر الله تعالى. قال ويكفيني يا رسول الله؟ قال نعم. ويفضل عنك فدله الناصح صلى الله عليه وسلم على شيء يبعثه على شرائع الاسلام والحرص عليها والاستكثار منها فانه اذا اتخذ ذكر الله شعاره احبه واحب ما يحب فلا شيء احب اليه من التقرب بشرائع الاسلام. فلذلك دله صلى الله عليه وسلم على ما يتمكن به من شرائع الاسلام وتسهل به عليه وهو ذكر الله عز وجل يوضحه الثامنة والخمسون ان ذكر الله عز وجل من اكبر العون على طاعته فانه يحببها الى العبد ويسهلها عليه ويلذذها له ويجعل قرة عينه فيها ونعيمه وسروره بها بحيث لا يجد لها من الكلفة والمشقة والثقل ما يجد الغافل والتجربة شاهدة بذلك يوضحه التاسعة والخمسون ان ذكر الله عز وجل يسهل الصعب. وييسر العسير ويخفف المشاق. فما ذكر الله عز وجل على الا هان ولا على ولا على عسير الا تيسر ولا مشقة الا خفت ولا شدة الا زالت ولا اكربة الا انفرجت فذكر الله تعالى هو الفرج بعد الشدة واليسر بعد العسر والفرج بعد الهم وبعد بعد الغم والهم يوضحه الستون ان ذكر الله عز وجل يذهب عن القلب مخاوفه كلها. وله تأثير عجيب في حصول الامن فليس للخائف الذي قد اشتد خوفه انفع من ذكر الله عز وجل. فانه بحسب ذكره الامن ويزول خوفه حتى كأن المخاوف التي يحذرها امان له والغافل خائف مع امنه حتى كأنه ما هو فيه من الامن كل لي مخاوف. ومن له ادنى حس قد جرب هذا وهذا والله المستعان نعم يؤجل الكلام على هذا الى لقاء غد باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله. والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اغفر لنا والدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى. ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خير