نعم بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن القيم الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب الفصل الثاني الذكر افضل من الدعاء لان الذكرى ثناء على الله عز وجل بجميل اوصافه والائه واسمائه والدعاء سؤال العبد حاجته فاين هذا من هذا ولهذا جاء في الحديث من شغله ذكري عن مسألتي اعطيته افضل ما اعطي السائلين ولهذا كان المستحب في الدعاء ان يبدأ الداعي بحمد الله تعالى والثناء عليه بين يدي حاجته ثم يسأل حاجته كما في حديث فضالة ابن عبيد رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو في صلاته لم يحمد الله تعالى ولم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد عجل هذا ثم دعاه فقال له او لغيره اذا صلى احدكم فليبدأ بتحميد ربه عز وجل والثناء عليه ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بعد ما شاء رواه الامام احمد والترمذي وقال حديث حسن صحيح ورواه الحاكم في صحيحه. نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم فقهنا في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد في هذا الفصل يبين ابن القيم رحمه الله تعالى شأن الذكر وعظيم مكانته. وان ما فيه من التعظيم لله. والتقديس له عليه تمجيد الرب سبحانه وتعالى بما هو اهله هو افضل الاعمال وافضل القربات وافضل ما يقوله المرء وهو احب الكلام الى الله وتعالى وفي المقارنة بين وبين الدعاء الذي هو مفتاح كل خير في الدنيا والاخرة. فان الامر كما ذكر الامام ابن القيم رحمه الله تعالى الذكر افضل من الدعاء. لان الذكر ثناء على الله. وتقديس له وتمجيد وتعظيم وتوحيد وتنزيه الى غير ذلك مما تشتمل عليه الاذكار النبوية المأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام اما الدعاء فهو السؤال العبد حاجته ومطلبه من مصالح الدين والدنيا والاخرة وفرق بين هذا وهذا ولهذا جاء في الحديث فيما يتعلق بيوم عرفة الذي هو خير ايام الدعاء قال عليه الصلاة والسلام خير الدعاء دعاء يوم عرفة لاحظ اليوم يوم دعاء يوم عرفة. خير ايام الدعاء. قال خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. وهذا فيه اكثار النبي عليه الصلاة والسلام والانبياء من قبله في يوم عرفة الدعاء من هذا التهليل العظيم المبارك لا اله الا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير اورد الامام ابن القيم رحمه الله تعالى هذا الحديث وسبق ان تقدم من شغله ذكري عن مسألة اعطيت افضل ما اعطي السائلين سبق ان اورده رحمه الله في الفائدة الثلاثون من فوائد الذكر ان الاشتغال به سبب لعطاء الله الذاكر افضل ما يعطي السائلين ثم اورد رحمه الله هذا الحديث اه الاسناد ضعيف وبعض اهل العلم يحسنه بماله من شواهد اما معناه فتشهد لصحته شواهد عديدة منها ما سيأتي مما ذكره الامام ابن القيم رحمه الله تعالى يستفاد من ذلك تفضيل الذكر على الدعاء ان المسلم اذا دعا الله سبحانه وتعالى في حاجته الدينية او الدنيوية لا ينبغي له ان يغفل في الدعاء نفسه عن الذكر لا ينبغي له ان يغفل في الدعاء نفسي عن ذكر الله عز وجل ولهذا ترى كثيرا من الادعية المأثورة عن النبي عليه الصلاة والسلام اه مصدرة ومفتتحة بتوسلات الى الله عز وجل بالثناء عليه وذكر اسمائه وعظمته آلائه ومنه وانه لا يغفر الذنوب الا هو الى غير ذلك من انواع الثناء على الله سبحانه وتعالى ولهذا ينبغي ان يعلم ان اعظم وسيلة اعظم وسيلة لك في دعائك ومناجاتك لله عز وجل ان تتوسل في دعائك بالثناء على الله ان تتوسل في دعائك بالثناء على الله سبحانه وتعالى تثني عليه تمجده تعظمه تذكر عظيم منه عظيم فضله كمال قدرته سبحانه وتعالى تثني على الله. وهذا من اعظم اسباب قبول الدعاء قل ادعو الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها فاعظم وسيلة يتوسل بها العبد اه الى الله سبحانه وتعالى في دعائه ومناجاته لله سبحانه وتعالى ان يا يثني على الله بين يدي دعائه ويمجد الله وفي سورة الفاتحة البيان الاتم لذلك فان اخرها دعاء اهدنا الصراط المستقيم لكن هذا الدعاء جاء بين يديه ماذا الثناء والتمجيد والتعظيم اذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله حمدني عبدي اذا قال العبد الرحمن الرحيم قال الله اثنى علي عبدي اذا قال العبد مالك يوم الدين قال مجدني عبدي حمد وثناء وتمجيد فاذا قال اياك نعبد واياك نستعين قال هذا بيني وبين عبدي فاذا قال اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الله هذا لعبدي ولعبدي ما سأل هذا لعبدي ولعبدي ما سأل. هذه السورة تعلم وتربي على الادب مع الله سبحانه وتعالى في دعاءه وان اعظم الدعاء ما كان مفتتحا بالثناء على الله سبحانه وتعالى والتمجيد والتعظيم له عز وجل بما هو اهله جل في علاه اورد رحمه الله حديث فضالة بن عبيد ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو في صلاته سمع رجلا يدعو في صلاته لم يحمد الله ولم يصلي على النبي عليه الصلاة والسلام لم يحمد الله ولم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد عجل هذا لقد عجل هذا اذا ما ينبغي للانسان ان يعجل ما ينبغي له ان يعجل وشدة الرغبة في الحاجة لا ينسيه افتتاح الدعاء الثناء على الله سبحانه وتعالى والصلاة والسلام على رسوله مصطفاه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال ثم دعاه فقال له او لغيره اذا صلى احدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه ثم ليصلي ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء الحاصل ان هذا ادب من اداب الدعاء العظيمة ان يفتتح آآ الثناء على الله عز وجل نعم وهكذا دعاء ذي النون عليه الصلاة والسلام قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم دعوة اخي ذي النون ما فدعا بها مكروب الا فرج الله كربته لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين وبالترمذي دعوة اخي ذي النون اذا دعوة اخي ذي النون اذ دعا وهو في بطن الحوت لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. فانه لم يدعو بها مسلم في شيء قط الا استجاب الله له هذه اه الدعوة التي سماها النبي عليه الصلاة والسلام دعوة هي كلها ثناء كلها ثناء على الله سبحانه وتعالى لكنه ثناء يتضمن اه الافتقار والذل والعبودية والحضوع لله عز وجل والاعتراف وظلم النفس الى غير ذلك من المعاني الجليلة العظيمة التي حواها هذا الدعاء هذه الكلمة الجليلة العظيمة كان يقولها آآ كان يقولها ذا النون في الظلمات يقول ابو النون في الظلمات ظلمة بطن الحوت وظلمة البحر وظلمة الليل. هكذا قال ابن عباس وغيره ظلمات امر لو تتأمل صعب جدا وشديد هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في هذه الظلمات الثلاث ظلمة واحدة من هذه تكفي المرء ان يستوحش وان يعاني وان يتعب فكان في هذه الظلمات في شدة عظيمة وفي امر عصيب فكان يردد في هذه الظلمات هذه الكلمات لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. ثلاث جمل الاولى توحيد لا اله الا انت الاولى توحيد وهذا تستفيد منه ان التوحيد نجاة من المهالك وسلامة من المعاطب وخلاص من الكربات ولهذا سيأتي معنا في الذي بعده دعاء الكرب قال لا اله الا الله لا اله الا الله امرها عجيب في خلاص المرء من الكربات والشدائد المصائب والمخاوف وغير ذلك امرها عجيب وعظيم جدا لا اله الا انت هذا توحيد هذا توحيد وهذه الكلمة هي كلمة التوحيد بل لا توحيد الا بلا اله الا الله قولا وعملا لا اله نفي الا الله اثبات هذا هو التوحيد. نفي عام للعبودية عن كل من سوى الله واثبات خاص للعبودية بكل معانيها لله وحده الكلمة الاولى توحيد لا اله الا انت الثانية سبحانك تنزيه لله عز وجل وتقديس وتبرئة له سبحانه وتعالى عن كل ما لا يليق به من النقائص والعيوب ومن مماثلة الخلق فالله منزه عن ذلك سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين سبحان ربك رب العزة عما يصفون اي اعداء الرسل فالله منزه عن كل ما يصفه به اعداء الرسل مما لا يليق جلال الرب وكماله وعظمته وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه اي تنزه تقدس عن ذلك سبحانه وتعالى فسبحان سبحانك هذه كلمة تنزيه الثالثة قال اني كنت من الظالمين. هذه اعتراف الاولى توحيد الثانية تنزيه الثالثة اعتراف اني كنت من الظالمين وهذا الاعتراف امره عظيم جدا في باب الا التوبة وبابي ايضا تفريج الكرب قال اني كنت من الظالمين. هذا اعتراف ظلمي اه النفس اني كنت من الظالمين فجمعت هذه الكلمة العظيمة بين هذه المعاني الثلاثة التوحيد والتنزيه اه الاعتراف هو في بطن الحوت ويرجو الخلاص من هذا البلاء وهذا المصاب وما كان يقول الا هذه الكلمات العظيمة لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فنجاه الله نجاه الله سبحانه وتعالى من الغم. قال وكذلك ننجي المؤمنين وكذلك ننجي المؤمنين. وهذا فيه التنبيه على ان من يأتسي من نبي الله يونس عليه السلام بهذه الدعوة العظيمة تكون له نجاة كما كانت ليونس عليه السلام نجاة فنجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين وكذلك ننجي المؤمنين من ائتسى به في هذا اللجوء وهذا الاعتراف وهذا التعظيم وهذا التنزيه وهذا التوحيد والتقديس لله عز وجل انجاه الله ولهذا قال نبينا عليه الصلاة والسلام فانه لم يدعو مسلم في شيء قط لم يدعو بها مسلم في شيء قط الا استجاب الله له الا استجاب الله له ففيها اه في في عظم شأن هذه الكلمة. الشاهد منها انها ثناء على الله وتمجيد وتعظيم لله عز وجل فشغل آآ يونس عليه السلام الثناء على الله عن المسألة لكنه ثناء متظمن للافتقار آآ الذل لله سبحانه وتعالى نعم وهكذا عامة الادعية النبوية على قائلها افضل الصلاة والسلام ومنه قوله صلى الله عليه وسلم في دعاء الكرب لا اله الا الله العظيم الحليم. لا اله الا الله رب العرش العظيم لا اله الا الله رب السماوات ورب الارض ورب العرش الكريم. هذا التهليل هذا التهليل بالفاظه الثلاثة اه لا اله الا الله العظيم الحليم لا اله الا الله رب العرش العظيم لا اله الا الله رب السماوات ورب الارض ورب العرش الكريم سماه النبي عليه الصلاة والسلام دعاء قال دعاء الكرب وانت اذا تأملت اذا تأملت لا تجد فيه سؤالا لا تجد فيه اللهم فرج كربي اللهم نفس مصيبتي اللهم لا تجزني وسماه النبي عليه الصلاة والسلام دعاء دعاء وهذا فيه ان المثنين على الله سبحانه وتعالى تمجيدا وتوحيدا و ثناء يعطيهم الله عز وجل ما يعطي السائلين بل يعطيهم افضل ما يعطي السائلين سبحانه وتعالى والكرب امر يتعب القلب جدا يرهقه ارهاقا عظيما يقلقه لا يصبح له قرار ولا سكون ولا طمأنينة فاذا اخذ يردد هذا التهليل العظيم المبارك يشغل لسانه بهذا التهليل وقلبه به سبحان الله تتبدد الكربة التي في صدره لماذا لانه حل محل هذه الكربة شغل القلب بالتوحيد ليس ليست هذه الكلمات مجرد شيء يقال باللسان في وقت الكرب لا بل يقولها بلسانه ويواطئ القلب اللسان فاذا اخذ يكرر هذه التهليلات ويعمر قلبه بما دلت عليه من توحيد لله سبحانه وتعالى لم يبقى للكرب في قلبه مستقر لان القلب عمر بهذا التوحيد العظيم لله سبحانه وتعالى موحدا الله مستحضرا كمال عظمتي كما لا ربوبيته سبحانه وتعالى وانه الرب العظيم وانه الرب للسماوات وللارض وللعرش العظيم هذا التهليل والتوحيد والاخلاص لله سبحانه وتعالى طارد الا الغم ومبعد له عن القلب ايضا يقول العلماء في هذا ان هذا القلب هذه المضغة هي خلقت للتوحيد هي خلقت للتوحيد لاجل هذا خلقت فان لم تشغل بما خلقت له قلقت اصابها القلق واصابه الكرب واصابه ما اصابه فدواء كل هذا ان يعاد لما خلق له دواء كل ما يصيب القلب ان يعيد القلب لما خلق له وهو توحيد الله سبحانه وتعالى ولهذا بالتأمل جميع الادعية الواردة في السنة في باب الكرب وتفريج الكرب كلها فيها لا اله الا الله فيها كلمة التوحيد نعم ومنه حديث بريدة الاسلمي الذي رواه اهل السنن وابن حبان في صحيحه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو وهو يقول اللهم اني اسألك باني اشهد انك انت الله لا الا انت الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد فقال والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى وروى ابو داوود والنسائي من حديث انس رضي الله عنه انه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم جالسا ورجل يصلي ثم دعا اللهم اني اسألك بان لك الحمد ولا اله الا انت المنان. بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد دعا الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الدعاء يستجاب اذا تقدمه هذا الثناء والذكر وانه اسم الله الاعظم فكان ذكر الله عز وجل والثناء عليه انجح ما طلب به العبد حوائجه. نعم اورد رحمه الله وتعالى هذان هذين الحديثين العظيمين وفيهما آآ كما قال عليه الصلاة والسلام اسم الله الاعظم الذي اه اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى وهذا فيه ان الدعاء آآ اه والثناء الذي جاء في هذا هذين الحديثين اه سبب لقبول الدعاء واجابته وانه لا يرد اذا بدأ العبد دعاءه بهذا الثناء العظيم ووصف النبي عليه الصلاة والسلام هذا الثناء على الله عز وجل بان فيه اسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى والعلماء رحمهم الله تعالى لهم خلاف طويل جدا في تعيين الاسم الاعظم لتعيين الاسم الاعظم حتى ان بعضهم اوصل الاقوال في مؤلف مفرد في هذا الى اربعين قول لكن اكثرها ضعيفة ولا تقوم على حجة ومبنية على اشياء واهية والمقارب منها قليل جدا فقيل ان الاسم الاعظم اه اسمه الله وقيل الرحمن الرحيم وقيل الحي القيوم لكن مهما يكن من شيء فانك على يقين انك ان جئت بهذا الثناء الذي في هذا الحديث فقد جئت في دعائك هذا بسم الله الاعظم قد جئت في دعائك هذا بسم الله الاعظم الذي اذا دعي الله سبحانه وتعالى آآ به اجاب واذا سأل به اعطى وهل يكون واحد من هذه الاسماء التي هنا او مجموع هذا هذا الثناء على الله سبحانه وتعالى فمهما يكن من شيء اذا جئت بهذا الدعاء بين يدي دعائك فانك آآ قد جئت فيه بسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى في الحديث الاول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يدعو وهو يقول اللهم اني اسألك باني اشهد انك انت الله لا اله الا انت وبدأ بهذا بهذه الكلمة العظيمة التي افضل الكلمات وخير الذكر كما قال عليه الصلاة والسلام خير الذكر لا اله الا الله وهي افضل الحسنات قال له ابو ذر رضي الله عنه كما في المسند افمن الحسنات لا اله الا الله قال هي احسن الحسنات قال هي احسن الحسنات فبدأ بهذه الكلمة العظيمة الشهادة لله عز وجل بالوحدانية وانه المعبود بحق ولا معبود بحق سواه الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد وهذه الكلمات جاءت في سورة الاخلاص هذه الاسماء وهذا الثناء وهذا التنزيه لله عز وجل جاءت في سورة اه الاخلاص التي اخلصت للثناء على الرب حتى انه لو آآ قال قائل من الله؟ وقرأت هذه السورة؟ لكان الجواب وافيا كافيا شافيا في التعريب بالرب العظيم اخلصت اه الثناء على الرب والتعريف به سبحانه وتعالى ولهذا جاء في الحديث بل في اكثر من حديث بل في المتواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انها تعدل ثلث القرآن لا تعدل ثلث القرآن لانها مشتملة على هذا الجانب العظيم الذي هو الثناء على الله سبحانه وتعالى تعريف به سبحانه وتعالى قال فقال والذي نفسي بيده لقد سأل الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى وفي الحديث الثاني ان انه سمع رجلا قال في دعائه اللهم اني اسألك بان لك الحمد ولا اله الا انت المنان بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم فقال لقد دعا الله باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى الحاصل ان هذين الحديثين ووهما ثابتان عن نبينا عليه الصلاة والسلام فيهما آآ اسم الله الاعظم الذي اذا دعي الله سبحانه وتعالى به اجاب واذا سئل به اعطى والشاهد منه ان اه من اعظم اسباب قبول الدعاء ان يؤتى بين يديه بالثناء على الله وكل ما كان الثناء اعظم واجزل كان هذا اعظم في الاجابة نعم قال رحمه الله تعالى وهذه فائدة اخرى من فوائد ابتعد فاخبره فاخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان الدعاء المستجاب اذا تقدمه هذا الثناء والذكر وانه اسم الله الاعظم فكان ذكر الله عز وجل والثناء عليه انجح ما طلب به العبد حوائجه. نعم. وهذه فائدة اخرى من فوائد الذكر والثناء انه يجعل الدعاء مستجابا. فالدعاء الذي يتقدمه الذكر والثناء افضل واقرب الى الاجابة من الدعاء المجرد فاذا انضاف الى ذلك اخبار العبد بحاله ومسكنته وافتقاره واعترافه كان ابلغ في الاجابة وافضل فانه يكون قد توسل الى المدعو بصفات كماله واحسانه وفضله وعرض بل صرح بشدة حاجته وضرورته وفقره ومسكنته فهذا المقتضي منه واوصاف المسؤول مقتضي من الله فاجتمع المقتضي من السائل والمقتضي من المسؤول في الدعاء. فكان ابلغ والطف موقعا واتم معرفة نعم هذه فائدة عظيمة ان تستفاد من كل ما سبق ان آآ الذكر والثناء على الله سبحانه وتعالى بين يدي الدعاء من اعظم اسباب اجابته من اعظم اسباب اجابة الدعاء ولهذا ينبغي للمرء ان لا يعجل في دعائه وان يجعل بين يدي دعائه من الثناء على الله والتمجيد والتعظيم لله عز وجل ما يرجو ان يكون سببا لقبول الدعاء واعطائه سؤله يقول ابن القيم اذا انظاف الى ذلك اذا انضاف الى ذلك اخبار العبد بحاله ومسكنته يعني بعد ان تثني على الله عز وجل بين يدي دعائك بما هو اهل اخبر عن حالك فقرك الى الله شدة احتياجك اليه عدم غناك عنه طرفة عين ذل ذلك ومسكنتك اخبر عن نفسك بذلك بين بين يدي دعائك. فاذا جمع جمع المرء في دعائه بين الثناء على الله والتعظيم وبين الاخبار عن النفس بالفاقة والفقر والاحتياج والذل الى الله سبحانه وتعالى كان هذا ابلغ وابلغ في اه الاجابة نعم وانت ترى في الشاهد ولله المثل الاعلى ان الرجل اذا توسل الى من يريد معروفه بكرمه وجوده وبره وذكر حاجته هو وفقره ومسكنته كان اعطف لقلب المسؤول واقرب لقضاء حاجته. فاذا قال له انت جودك قد سارت به الركبان وفضلك كالشمس لا ينكر ونحو ذلك وقد بلغت بي والضرورة مبلغا لا صبر معه. ونحو ذلك كان ذلك ابلغ في قضاء حاجته من ان يقول ابتداء اعطني كذا وكذا نعم. فاذا عرفت هذا فتأمل قول موسى عليه الصلاة والسلام في دعائه ربي اني لما انزلت الي من خير فقير موسى عليه السلام توسل الى الله عز وجل بفقده بفقره الى الله عز وجل فلما سقى المرأتين اوى الى الظل ثم دعا بهذه الدعوة وهو في الظل بعد ان قام بهذا المجهود وهذا الاحسان لهاتين المرأتين اوى الى الظل ودعا بهذه الدعوة ربي اني لما انزلت الي من خير فقير فتوسل الى الله بالفقر فقره الى الله وعدم غناه واحتياجه آآ الى الله ربي اني لما انزلت الي من خير فقير ماذا قال الله عز وجل في السياق فجاءته احداهما تمشي على استحياء. مباشرة حتى العطف بحرف الفاء فعلى اثر الدعاء مباشرة جاءت احداهما تمشي على استحياء تخبره ان والده يريده ليجزيه ليجزيه على آآ صنيعه واحسانه فجاءته احداهما تمشي على استحياء قالت ان ابي يدعوك ليجزيك اجر ما قيت لنا فلما جاءه وقص عليه القصص قال لا تخف نجوت من القوم الظالمين قالت احداهما يا ابتي استأجره ان خير من استأجرت القوي الامين قال اني اريد ان انكحك احدى ابنتي هاتهم ان صحت العبارة ولم يكن فيها شيء من التجاوز على المصطلح المعهود بعد الدعوة مباشرة عمل بعد الدعوة مباشرة زواج عمل في بلد غربة بلد غربة وصل اليه للتو ودعا بهذه الدعوة وبعدها مباشرة زواج عمل. زوجه بنته وصار في هذا العمل الذي يرد عليه حاجته و فسبحان الله العظيم يعني الدعوات الانبياء دعوات الانبياء في آآ آآ في القرآن لما تقرأ ينبغي ان تقرأ وتستفيد وان تدعو بدعائهم ان ان تستفيد من تذللهم ولهذا الشاب تحتاج الى عمل محتاج الى زواج محتاج جدير به ان ان يردد هذا هذا الدعاء العظيم. ربي اني لما انزلت الي من خير فقير يذكر فقره وحاجته و اه الى الله بصدق والتجاء واذا قدمت بين يدي دعاك احسان موسى عليه السلام احسن الى هاتين المرأتين احسانا شفقة ورحمة عطف عليهما واحسن اليهما هذا الاحسان العظيم ثم دعا الله عز وجل بهذه الدعوة فاتاه آآ هذا التيسير وهذا التوفيق من الله عز عز وجل نعم وقولي ذي النوني عليه الصلاة والسلام في دعائه لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين نعم قول ذي النون اه ذي النون عليه السلام يونس تقدم معنا وانه اشتمل على كلمات ثلاث عظيمة توحيد والتنزيه والاعتراف نعم وقول ابينا ادم عليه الصلاة والسلام ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن ان من الخاسرين توسل عليه السلام بالاعتراف توسل الى الله بالاعتراف ربنا ظلمنا انفسنا والوسيلة الثانية الثناء على الله الثناء على الله عز وجل بقوله آآ وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين اي انك بيدك المغفرة وبيدك الرحمة وحدك لا شريك لك لا تنال الا منك ولا ترجى الا اه من جهتك؟ نعم وفي الصحيحين ان ابا بكر الصديق رضي الله عنه قال يا رسول الله علمني دعاء ادعو به في صلاتي فقال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وانه لا يغفر الذنوب الا انت فاغفر لي من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم فجمع في هذا الدعاء الشريف العظيم القدر بين الاعتراف بحاله والتوسل الى ربه عز وجل بفضله وجوده وانه المنفرد بغفران الذنوب ثم سأل حاجته بعد التوسل بالامرين معا فهكذا ادب الدعاء واداب العبودية ثم ختم بهذا الدعاء العظيم في الصحيحين ان ابا بكر الصديق قال يا رسول الله علمني دعاء ادعو به استحضر الان من الطالب هنا من الطالب من النبي عليه الصلاة والسلام ان يعلمه دعاء يدعو به. من هو؟ ابو بكر. ابو بكر صديق الامة خير الامة افضلهم ابو بكر الذي هو خير الناس بعد النبيين في كل الامم عنده قدرة رظي الله عنه ان ينشئ من نفسه دعاء او ادعية لا لا يعجزه ذلك ان ينشئ ادعية جيدة ونافعة وسليمة ايضا لكن ماذا قال علمني دعاء ادعو الله به انت لما تقرأ هذا وتنظر في ايدي بعض العوام تجد بايديهم كتيبات فيها الدعاء وبعضه يكتب اعتبره غشا الدعاء المستجاب ثم يكتبون في ادعية انشأها اصحاب تلك الكتب وتكلفوا انشائها وفيها من البدع الخرافات والتطويل في آآ الكلام والسجع الممجوج واشياء من هذا القبيل كثيرة جدا وتراها في ايدي هؤلاء العوام الذين صدهم هؤلاء عن الدعوات التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم امته فرق بين هؤلاء وهؤلاء فرق شاسع بين هؤلاء وهؤلاء والله ان انك لتأسف وتتألم ان ترى في بعض العوام غرر بهم يضعون في ايديهم كتيبات فيها دعوات هي شرك بالله وهذا المغرر به الجاهل المسكين يقرأ ويظن انه على خير ويظن انه في احسن ما يكون من من الدعاء وهو في شر عظيم بهذا هذه الكتيبات التي حتى انهم زيادة في تغرير العوام يطبعونها طبعا فاخرة ومزينة ومزخرفة تذهل العامي وتدهشه وتجعله يستمسك بمثل هذه اه الدعوات وفيها من الخرافة وفيها من حتى الشرك والبدع والضلالات الشيء الكثير فهذا ضياع ضياع عظيم جدا لما يقارن المرء بين احوال السلف وقدوة السلف وامامهم صديق الامة بعيدين عن التكلف بعيدين كل البعد عن التكلف الدعاء من النبي عليه الصلاة والسلام علمني دعاء ادعو الله به قال علمني دعاء ادعو الله به في صلاتي. وفي رواية ثابتة وبيتي فهذا دعاء عظيم يستحب ان تقوله في صلاتك وان تقول في بيتك فماذا قال له النبي عليه الصلاة والسلام ماذا قال له قال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا يعلم ابا بكر رضي الله عنه وهو من هو في المكانة والفظل والامامة في الدين رضي الله عنه يعلمه ان يقول اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وربما بعض الناس لو قيل له قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا قال لا ما عندي الظلم الكثير هذا لا ما عندي الظلم الكثير بعافية انا ما يعرف نفسه ولا يعرف ظلمه الشديد لنفسه وتقصيره العظيم في في جنب الله سبحانه وتعالى وكم فرط وكم ضيع وكم قصر في حق الله عز وجل وهو لا وهو يظن نفسه انه ما عنده ظلم كثير فقال قل اللهم اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وانه لا يغفر الذنوب الا انت التوسل الاول اعتراف والتوسل الثاني ثناء على الله عز وجل بانه لا يغفر الذنوب الا الا الله. ومن يغفر الذنوب الا الله ومن يغفر الذنوب الا الله وحده عز وجل غفار آآ الذنوب وبيده الغفران سبحانه وتعالى قال فاغفر لي هذا المطلوب قدم مطلوبه بوسيلتين. الوسيلة الاولى الاعتراف والوسيلة الثانية الثناء على الله فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم وهذه وسيلة ثالثة الى الله عز وجل بالثناء عليه باسمائه ووصفاته سبحانه وتعالى. قال ابن القيم فجمع قال فجمع في هذا الدعاء الشريف العظيم القدر بين الاعتراف بحاله والتوسل الى ربه عز وجل بفضله وجوده وانه المنفرد بغفران الذنوب ثم سال حاجته بعد التوسل بالامرين مع فهكذا ادب الدعاء واداب العبودية. الوسيلة الاولى الاعتراف بحاله اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا والوسيلة الثانية التوسل الى ربه بفضله وجوده فانه لا يغفر الذنوب الا انت. انك انت الغفور الرحيم. هذا التوسل الى الله عز وجل بفظله وجوده وانه المتفرد غفران الذنوب ثم بعد ذلك سأل حاجته فاغفر لي بعد الوسيلتين سأل حاجته بعد التوسل الى الله بالامرين. قال ابن القيم فهكذا اداب الدعاء هكذا ادب الدعاء اي ان المسلم ينبغي ان يتعلم هذا في دعائه وان يحرص على هذا الادب آآ العظيم آآ في دعائه ان يبدأ دعاءه بالثناء على على الله سبحانه وتعالى والتعظيم له والتمجيد والاعتراف بمنه وفضله سبحانه وتعالى والاعتراف بالذنب. مثل ما جاء ايضا في سيد اه اه الاستغفار اللهم انت ربي لا اله الا انت خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت ابوء لك بنعمتك علي وابوء بذنبي اعتراف بان النعمة محض فضل الله ومنه سبحانه وتعالى والثانية ابوء بذنبي اي اعترف باني مذنب ومقصر في جنبك يا الله عز وجل فهذا التوسل بين يدي الدعاء هو من اعظم موجبات اه اجابته قبوله وعدم رده آآ بود ان ندخل في الفصل الذي بعده لكنه موضوع جديد فندخله في يوم آآ جديد باذن الله سبحانه وتعالى ونسأل الله الكريم اه رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا وبانه الله الذي لا اله الا هو الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد وانه الله الذي لا اله الا هو وحده لا شريك له المنان بديع السماوات والارض الحي القيوم ذو الجلال والاكرام نسأله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يغفر لنا وان يوفقنا لكل خير وان يعتق رقابنا اجمعين في هذا الشهر المبارك من النار وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. اللهم نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم انا نسألك الهدى والتقى طاء والعفة والغنى. اللهم انا نسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد. ونسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك ونسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. ونسألك قلبا سليما ولسانا صادقا. ونسألك من خير ما تعلم ونعوذ بك فمن شر ما تعلم ونستغفرك لما تعلم انك انت علام الغيوب اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا قارنة وقوتنا ما احييتنا. واجعل الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا. ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا. سبحان اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا