بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى في كتابه الوابل الصيب الفصل العاشر في اذكار الاستفتاح وفي الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في استفتاحه اللهم باعد بيني وبين كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الابيض من الدنس. اللهم اغسلني من خطاياي بالماء الثلج والبرد بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وصلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم يا ربنا فقهنا في الدين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا الهنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا فصل عقده رحمه الله تعالى لذكر ما ورد من اذكار الاستفتاح والمراد بالاستفتاح اي ما تستفتح به الصلاة وقد ورد فيه انواع كثيرة صحت وثبتت فعن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى عددا منها واذا تأملت هذه الاستفتاحات المأثورة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام تجد انها في الجملة ترجع الى ثلاثة انواع الاول ثناء على الله عز وجل وتعظيم له وتمجيد وهذا اعظم انواع الاستفتاحات وافضلها ما كان منها ثناء محضا على الله عز وجل والنوع الثاني ما كان مشتملا على اخبار العبد عن عبوديته لله وذله بين يديه وخضوعه له جل في علاه والنوع الثالث ما كان دعاء وسؤالا تدعو الله عز وجل تسأله فاذا تأملت الاستفتاحات المذكورة او المأثورة عن النبي عليه الصلاة والسلام تجد انها عائدة الى هذه الانواع الثلاثة وافضل هذه الانواع الثلاثة بلا ريب ما كان ثناء على الله عز وجل وتمجيدا تعظيما لله سبحانه وتعالى ولما كانت هذه الاستفتاحات المتنوعة ثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام فانه يقال في السنة في ذلك ان ينوع المرء بين هذه آآ الاستفتاحات الاستفتاحات بما تيسر له منها فيأتي بهذا تارة وبهذا تارة وبذاك تارة لان اه كل ذلك ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام والاختلاف فيه اختلاف تنوع وما كان آآ وما كان من هذا القبيل فانه يؤتى به متنوعا كما جاء وثبت عن نبينا عليه الصلاة والسلام فيؤتى بهذا تارة وبهذا تارة وبهذا تارة وهكذا اورد رحمه الله تعالى اول هذه الاستفتاحات ما ثبت في آآ الصحيحين ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يقول في استفتاحه اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الابيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد وكله كما ترى دعاء وكله في باب طلب الغفران وستر الذنوب والمجاوزة عن السيئات وعليه فان مما ورد ان تستفتح به الصلاة طلب الغفران بهذه الصيغة بهذه الصيغة المأثورة عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام طلب الغفران تجاوز عن الذنوب التنقية من الخطايا والاثام فهذا من الاستفتاحات التي اه وردت وثبتت عن النبي عليه الصلاة والسلام قال كان يقول في استفتاحه اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت باعدت بين المشرق والمغرب اي ابعد عني خطاياي واجعلها في منأى وبعد عني فلا اكون قريبا منها ولا تكون قريبة مني كما باعدت بين المشرق والمغرب كما باعدت بين المشرق والمغرب هذا فيه الشاء استحضار لعظمة الله عز وجل وقدرته على كل شيء سبحانه وتعالى وان الذي باعد بين المشرق والمغرب قدير جل في علاه اذا خضعت له وصدقت معه ان يجعل ذنوبك ذنوبك بعيدة عنك هذا البعد حتى وان كانت النفس متعلقة بها اشد التعلق او معتقدة انها لا تتخلص منها او نحو ذلك مما يستولي على نفوس كثير من المذنبين ولهذا جدير بالعبد ان يصدق مع الله سبحانه وتعالى في دعائه بطلب المباعدة بينه وبين الذنوب لان الذنوب اذا كانت قريبة منك فانت على خطر عظيم واذا اكرمك الله وباعد بينك وبين الذنوب والخطايا كنت في عافية وسلامة بمن من الله سبحانه وتعالى وفضل قال اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الابيض من الدنس الثوب الابيض خص الابيض دون غيره لان الوسخ يظهر عليه وفي الوقت نفسه النظافة ايظا تظهر عليه اما كثير من الالوان لا يظهر عليه الوسخ وايضا لا تظهر النظافة مثل ما هو في الابيض ولهذا خصه قال كما ينقى الثوب الابيض من الدنس ثم ايضا كثير من الناس يعتني بنقاء ثوبه ونظافة ولا يقبل ان ان يلتصق بثوبه ادنى وسخ واذا التصق بثوبه ادنى وسخ بادر بغسله او تغييره لا يقبل ذلك وشأن الذنوب اعظم من ذلك. وهذا فيه لفتة لهذا الجانب. شأن الذنوب اعظم من ذلك ولهذا يقال يا من تعتني بنظافة ثوبك من الوسخ عنايتك بنظافة نفسك من الذنوب اولى عنايتك بنظافة نفسك من الذنوب اولى واجدر فاصرف من اهتمامك وهمتك وعزيمتك لنقاء نقائك من الذنوب كما انت تعتني بنقاء ثوبك من الدنس بل امر الذنوب اخطر واضر عليك من وسخ يعلق يعلق بالثوب من وسخ يعلق بالثوب قال كما ينقى الثوب الابيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد وهذا مبالغة في النقاء والنظافة وازالة اثار الذنوب وقيل ذكر الثلج والبرد لان في الذنوب حرارة ولهب ولا ينطفئ هذا اللهب الا بهذه النظافة وهذا وهذه التنقية فتسأل الله عز وجل ان يا يغسل يا ان يغسلك من خطاياك بالماء والثلج والبرد حتى تكون النقاء ان النقاوة من الذنوب تامة ويزول لهبها ثورتها في القلب واشتداد القلب في طلبها الحاصل ان هذا الاستفتاح استفتاح عظيم وهو اه كله دعاء وهو كله دعاء والدعاء الذي في هذا الاستفتاح طلب المغفرة من الله عز وجل والتنقية من الذنوب نعم وفي سنن ابي داود عن جبير بن مطعم رضي الله عنه انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله واكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا ثلاثا اعوذ بالله من الشيطان الرجيم من نفخه ونفثه وغمزه. قال نفسه الشعر ونفخه الكبر وهمزه الموتى. ثم اورد رحمه الله تعالى هذا والحديث ايضا في الاستفتاح واسناده ضعيف لكن الاستفتاح ثابت بالله اكبر كبيرا والحمد لله كثيرا وسبحان الله هي بكرة واصيلا وهذا النوع من الاستفتاحات هو من اعظم آآ الاستفتاحات لانه كله ثناء على الله كله ثناء محض على الله سبحانه وتعالى الله اكبر كبيرا هذا ثناء عليه بانه سبحانه وتعالى الكبير الذي لا اكبر من جل في علاه ومن اكبر من الله؟ وهل شيء اكبر من الله فهذا ثناء على الله عز وجل بذلك تعظيما لله عز وجل وايمانا بعظمته وانه الكبير الذي لا اكبر منه جل في علاه والحمد لله كثيرا والحمد ثناء على الله عز وجل ثناء عليه بما هو اهله عز وجل ثناء عليه باسمائه الحسنى وصفاته العظيمة وثناء عليه على تنوع نعمه وتعدد الائه ومننه سبحانه وتعالى الحمد لله كثيرا وسبحان الله بكرة واصيلا سبحان الله هذا تنزيه لله وتقديس له جل في علاه عن كل ما لا لا يليق به عز وجل نعم قال وفي السنن الاربعة عن عائشة وابي سعيد وغيرهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا استفتح الصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك في صحيح مسلم عن عمر موقوف عليه ثم اورد رحمه الله هذا الاستفتاح العظيم عن عائشة وابي سعيد وغيرهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا استفتح الصلاة قال سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا اله غيرك قاله في صحيح عمر في صحيح مسلم عن عمر موقوف عليه جاء في بعض الروايات ان عمر رضي الله عنه كان يرفع صوته احيانا به تعليما للناس وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كان كثير من السلف من السلف يستفتحون بهذا كان كثير من السلف يستفتحون بهذا وقرر رحمه الله انه افضل الصيغ التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم لانه مشتمل على الباقيات الصالحات وكله اه تمجيد وثناء على الله عز وجل وهو موافق القرآن وانه تعالى جد ربنا في في من المعاني من الثناء والتمجيد والتعظيم والتقديس والتوحيد آآ اجتمع فيه من ذلك ما لم يجتمع في غيره فهذه الصيغة سيرة عظيمة في اه اه الاستفتاح وكما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى كان كثير من السلف يستفتح بها يفضلها على ان الامر كما قدمت السنة التنوع السنة التنوع والتنويع بين هذه اه اه الاستفتاحات لكن اذا نظرت الى معانيها ومحتوياتها فهذا افظلها اذا نظرت الى معانيها ومحتوياتها فهذا افظلها سبحانك اللهم وبحمدك جمع بين التسبيح والتحميد جمع بين التسبيح والتحميد سبحانك اللهم اي انزهك يا الله عن كل ما لا يليق بك واحمدك مثنيا عليك باسمائك وصفاتك وعظمتك جلالك وتبارك اسمك وتعالى جدك تبارك اسمك وتعالى جده تعالى جدك اي عظمتك تعالى جدك اي عظمتك يا الله وعلوك ومجدك وجلالك وكمالك ولا اله غيرك اي لا معبود بحق سواك انت المعبود بحق ولا معبود بحق سواك. نعم وفي صحيح مسلم عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا قام الى الصلاة قال وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له. وبذلك امرت وانا من المسلمين اللهم انت الملك لا اله الا انت انت ربي وانا عبدك. ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا انه لا يغفر الذنوب الا انت. واهدني لاحسن الاخلاق. لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عني سيئها لا يصرف سيئها الا انت. لبيك وسعديك والخير كله كله في يديك والشر ليس اليك انا بك واليك تباركت وتعاليت استغفرك واتوب اليك وكان اذا ركع يقول في ركوعه اللهم لك ركعت وبك امنت ولك اسلمت خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي. واذا رفع رأسه من الركوع يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد. واذا سجد في سجوده اللهم لك سجدت وبك امنت ولك اسلمت. سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله احسن الخالقين. وكان اخر ما يقول بين التشهد والتسليم اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما اسرفت وما انت به مني انت المقدم وانت المؤخر. لا اله الا انت فهذا حديث جامع عن علي ابن ابي طالب رضي الله عنه فيما يقال في الصلاة في الاستفتاح والركوع الرفع والسجود وقبل السلام جمع صيغا آآ رضي الله عنه وارضاه اه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقولها في صلاته صلوات الله وسلامه عليه ومن ذلكم البدء بهذا الاستفتاح وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض وهذا اه النوع الثالث مر معنا النوع الاول الدعاء والنوع الثاني الثناء في الحديث الثالث والرابع وهذا نوع ثالث وهو اخبار العبد عن عبوديته لله سبحانه وتعالى وتوجهه الى الله واقباله وخضوعه وخشوعه نحو ذلك فهذا نوع فهذا نوع وحسب ما قرر شيخ الاسلام افضل هذه الانواع الثناء ثم يليه هذا الذي هو اخبار العبد عن عبوديته لله ثم يليه الدعاء ثم يليه الدعاء وشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله ومن قبله ايضا جماعة من العلم من اهل العلم كان يستفتح بالجمع بين صيغتين الصيغة التي جاءت في حديث عائشة وابي سعيد سبحانك اللهم وبحمدك والصيغة التي جاءت في هذا الحديث حديث علي يجمع بين هاتين الصيغتين وذكر عن بعض اه اهل العلم قبله انهم كانوا يفعلون ذلك وقالوا وانا به استفتح وذكر ايضا حديثا فيه الجمع بينهما ذكر حديثا فيها آآ الجمع بينهما بهذا الجمع يستوفي اه المرء في استفتاحه بالصلاة جميع المعاني الثلاثة جميع المعاني الثلاثة اولها واعظمها الثناء على الله بهذه الصيغة الاتم والاكمل وهي اكمل الصيغ الواردة ثم يتبع ذلك آآ يتبع ذلك باخباره بعبوديته وذله لله سبحانه وتعالى ثم يتبع ذلك بالدعاء وطلب المغفرة ونحو ذلك من الدعوات التي جاءت في هذه الصيغة قال وجهت وجهي للذي فطر السماوات والارض حنيفا وما انا من المشركين. هذا فيه الاخلاص لله عز وجل والتوجه اليه وحده بالعمل وابتغاء وابتغاء وجهه سبحانه وتعالى بالعمل مخلصا بريئا من الشرك قال وما انا من المشركين ان اه ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا اول المسلمين وهذا ايضا فيه الاخلاص لله عز وجل والاقامة على طاعته واخلاص الدين له وصرف العبادة له وحده جل في علاه قال اللهم انت الملك لا اله الا انت الملك المتفرد بالملك عطاء ومنعا خفظا ورفعا قبضا وبسطا عزا وذلا الملك ملكك والامر امرك ولا اله الا انت اي لا معبود بحق سواك فكما انك الملك لا شريك لك فانت المعبود بحق ولا معبود بحق سواك وانا عبدك اي مخلصا ديني لك مفردا لك آآ العبادة ظلمت نفسي واعترفت بذنبي وهذا فيه آآ اقرار العبد بالذم واعترافه بظلم النفس وهذا اعظم بوابة للتوبة واقالة العثرة ان يعترف العبد انه ظالم لنفسه وانه مذنب وانه مفرط ومقصر في جنب الله وقد تقدم معنا في في سيد الاستغفار وابوء بذنبي وابوء بذنبي مثله هنا واعترف بذنبي. المعنى واحد قال فاغفر لي ذنوبي جميعا فاغفر لي ذنوبي جميعا. جميعا اي اولها واخرها سرها وعلنها دقها وجلها جميع ذنوبه جميع ذنوب ما علمت منها وما لم اعلم ما اذكر من منها وما لم اذكر يسأل الله عز وجل ان يغفر له ذنوبه جميعا انه لا يغفر الذنوب الا انت. وهذا فيه ايمان العبد واقراره ان الله عز وجل غفار ذنوب ومن يغفر الذنوب قل الله قال واهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عني سيئها لا يصرف عني لا يصرف سيئها الا انت وهذا طلب شريف وعظيم جدا ومهم للغاية ان تتوجه الى الله سبحانه وتعالى في في دعائك ان يصلح اخلاقك وان يجعلها اخلاقا صالحة طيبة زاكية حسنة وان يعيذك من سيء الاخلاق ورديئها اهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت هذا ايمان منك بان الهادي هو الله وان الاخلاق منة منه جل في علاه ومن هذا المعنى قال احد السلف من التابعين قال ان هذه الاخلاق وهائب ان هذه الاخلاق وهائب يعني هبة من الله فاذا احب الله سبحانه وتعالى عبده وهبه منها وهبه منها ولهذا يا ينبغي ان يلح العبد على الله سبحانه وتعالى ان يهب له من هذه الاخلاق الطيبة وان يتفضل عليه بها اهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عني سيئها ابعدني عن سيء الاخلاق وذميمها ورديئها لا يصفها عني سيئة الا انت هذا فيه ان الذي يحسن الخلق الله وفي الدعاء اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي. الذي يحسن الخلق هو الله والذي يهدي لاحسن الاخلاق هو الله سبحانه وتعالى كثير من الناس يشتكي شكوى شديدة من رعونة اخلاقه وشدته وفظاظته وقسوته وسوء تعامله عدم تصرفه الحسن وتعامله الحسن ومع رؤيته لنفسه في هذه الاخلاق السيئة آآ هو مقصر في دعاء ربه. ان يهديه لاحسن الاخلاق مقصر جدا في دعاء ربه ان يهديه لاحسن الاخلاق وان يعيذه من شرها وسيئها ومن صدق مع الله في دعائه اجابه واعطاه ومن عليه من عظيم الخلق ما لا يحتسب العبد ولا وما لا يظن العبد انه سيكون من اهل هذه الاخلاق والله واسع الفظل لكن ينبغي على العبد ان يصدق مع الله سبحانه وتعالى في سؤاله اللهم اهدني لاحسن الاخلاق لا يهدي لاحسنها الا انت واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها الا انت لبيك وسعديك وهذا فيه الاستجابة والاذعان الخضوع لله لان لبيك كلمة استجابة وسعديك هذا فيه اخبار عن النفس وذلها وخضوعها لله سبحانه وتعالى وانشراحها للطاعة والامتثال لله عز وجل والخير كله في يديك وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء. الخير كله بيديه اي الفظل فظلك والمنك والعطاء عطاؤك كل ذلك بيدك والشر ليس اليك اي لا يصح ولا يجوز ان يضاف اه ان يظاف الشر الى الله عز وجل لا الى اسمائه ولا الى صفاتي ولا الى افعاله ولا الى احكام سبحانه وتعالى فالشر ليس اليك اي منزه انت عن ذلك يا الله انا بك اي مستعين واليك اي ملتجئ انا بك واليك بك اي مستعين اطلب العون منك والمد والتوفيق واليك التجئ يا يا الله وافوظ امري اليك تباركت وتعاليت استغفرك واتوب اليك استغفرك واتوب اليك. ختم هذا الاستفتاح العظيم التوبة والاستغفار طلب المغفرة قال وكان اذا ركع يقول في ركوعه اللهم ركعت اللهم لك ركعت وهذا فيه الاخلاص تقديم المعمول على العامل يفيد الاخلاص لك ركعتي واحدة لك ركعت اي وحدك يا الله والركوع تطامن وتذلل وخضوع فاذا كان العبد في هذا التضامن والتذلل يذكر عظمة الله ويسبح الله ولهذا احسن ما يقال كما سيأتي معنا في هذه في هذه الصفة وهذه الهيئة من الصلاة سبحان ربي العظيم ومما كان يقوله عليه الصلاة والسلام في ركوعه ما جاء هنا اللهم لك ركعت وبك امنت ولك اسلمت في الايمان قال بك وفي الاسلام قال لك بك امنت ولك اسلمت وهذا فيه الفرق بين آآ الايمان والاسلام وان الايمان اقرار تصديق امنت بك اي اقررت بانك انت الله الرب العظيم الخالق الجليل لك الاسماء الحسنى والصفات العلى وانك انت المعبود بحق ولا معبود بحق سواك بك امنت امن الرسول بما انزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله بك امنت قال ولك اسلمت اي انقذت وامتثلت وخضعت وذللت من قادم مطيعا واسلموا الى ربكم الاسلام لله هو الاستسلام وانيبوا الى ربكم واسلموا له الاسلام هو الاستسلام لله والخضوع له عز وجل توحيدا و اه اخلاصا وافرادا له سبحانه وتعالى بالعبادة قال خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي وعصبي اي هذه الاعضاء والاجزاء مني خشعت لك يا الله ومما ينبه عليه ان يكون قول المرء لهذه الالفاظ عن صدق وعن تحقيق لا ان يقول لا ان يقولها بلسانه قولا مجردا ولم يقم فيه خشوع وهو يعلم من نفسه انه لم يقم فيه خشوع لا لا في سمعه ولا في بصره ولا في مخي ولا في عظمي ولا في اه عصبه الخشوع من اماراته قرار المرء وسكونه وطمأنينته في الصلاة وحسن توجهه فيها الى الله سبحانه وتعالى وحسن اقباله عليه جل جل في علاه قال واذا رفع رأسه من الركوع يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ربنا ولك الحمد في هذا الحديث واحاديث اخرى جاء بهذا اللفظ باثبات الواو ولك الحمد وجاء في بعضها بدون الواو فكله ثابت ربنا لك الحمد وربنا ولك الحمد كله ثابت لكن يقول ابن القيم ينبغي ان يعتنى بهذه الواو ينبغي ان يعتنى بهذه الواو لانها اه يكون المعنى فيها اعظم واكمل لانه يصبح الكلام جملتين يصبح الكلام جملتين كل جملة دالة على معنى فيكون اولها ربنا اي انت الرب الخالق الملك المتصرف ولك الحمد هذه جملة اخرى اي الحمد لك فيكون ما في هذا كمثل ما في اه ما ورد في التهليل آآ لك الملك ولك الحمد وانت على كل شيء قدير لك الملك ولك الحمد هذه جملة وهذه جملة نعم قال ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد اي آآ حمدا يملأ هذه آآ المخلوقات يملأ السماوات ويملأ الارظ ويملأ ما بينهما من هذه الموجودات وملء ما شئت من شيء بعد مما تخلقه توجده فهو حمد يملأ هذا الموجود ويملأ ما ما لم يوجد ويملأ ما لم يوجد بعد واذا سجد يقول في سجوده اللهم لك سجدت وبك امنت سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله احسن الخالقين يقين عندما يضع المرء وجهه وهو اشرف اه اعضاء بدنة على الارض وفيه اشرف حواسه السمع والبصر يذكر نعمة الله عليه بهذا الوجه ونعمة الله عليه بهذه النعم التي جعلها الله سبحانه وتعالى في وجهه من جمال الصورة وشق السمع والبصر والخلق على احسن تقويم ذاكر النعمة الله سبحانه وتعالى عليه في هذه الهيئة العظيمة من آآ التذلل لله سبحانه وتعالى قال وكان اخر ما يقول بين التشهد والتسليم اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما اسرفت وما انت اعلم به مني انت المقدم وانت المؤخر لا اله الا انت ولعلك لاحظت ان الاستفتاح الذي ثبت في هذه الصيغة فيه المغفرة طلب المغفرة الا فاغفر لي ثم قال استغفرك واتوب اليك في طلب المغفرة ثم يختم الصلاة بالمغفرة طلب المغفرة تستفتح بطلب المغفرة وتختم ايضا قبل السلام بطلب المغفرة ثم بعد ان تسلم مباشرة تقول استغفر الله استغفر الله استغفر الله بل كل فعل اتمنى كل هيئة من هيئات الصلاة فيها طلب المغفرة فهذا في الاستفتاء جاء في حديث علي وجاء ايضا في الحديث الاول اللهم باعد بيني وقبل السلام جاء في هذا الحديث هذا الاستغفار العظيم وبين السجدتين معروف رب اغفر لي ربي اغفر لي وفي السجود ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله اوله واخره علانيته وسره كان يقول ذلك في سجوده في الركوع والسجود ثبت ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول سبحانك اللهم وبحمدك ربنا اللهم اغفر لي حتى الركوع فيه الاستغفار. بقي ماذا القيام من الركوع ايضا ثبت فيه الاستغفار القيام وهو في صحيح مسلم القيام من الركوع ثبت فيه الاستغفار وكل هيئات الصلاة ثبت فيها الاستغفار وبهذا يعلم ان الصلاة آآ اه اعظم باب ابواب الغفران ونيل الغفران وكل عمل من اعمال الصلاة وهيئة من هيئاتها فيها طلب الغفران. انتبه لهذا وقد ثبت في صحيح مسلم عن حديث عبدالله ابن اوفى رضي الله عنه ان ان النبي صلى الله عليه وسلم اذا رفع صلبه من الركوع قال اه ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت ما من شيء بعد اللهم طهرني من خطاياي بالماء والبرد والثلج اللهم طهرني من خطاياي كما ينقى الثوب الابيظ من الوسخ كما ينقى الثوب الابيظ من الوسخ وهذا ثابت في صحيح مسلم فالاستغفار طلب المغفرة ثبت في الاستفتاح وفي الركوع وفي الرفع من الركوع وفي السجود والجلسة بين السجدتين وقبل السلام وبعد السلام فهو في الصلاة في كل اعمالها وهذا تدرك منه ان الصلاة اعظم ابواب الغفران ونيل المغفرة نسأل الله ان يغفر لنا اجمعين نعم قال وفي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته اذا قام من الليل اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض عالم الغيب شهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. هذا من الاستفتاحات العظيمة التي كان النبي عليه الصلاة والسلام يستفتح بها من اه صلاة الليل استفتح بها صلاة صلاته من الليل عليه الصلاة والسلام وهو استفتاح عظيم وتمس الحاجة اليه خاصة مع تلاطم الفتن وكثرة الاهواء واشتباه كثير من الامور على الناس وتأثر كثير من الناس بدعاة الضلالة وائمة الباطل ونشأت بعض الناس في مجتمعاتهم على بعض البدع والاهواء التي ما انزل الله بها من سلطان فجدير بالمسلمين على اه اه اختلاف ارائهم مذاهبهم توجهاتهم ان يفزعوا الى الله عز وجل بهذا الدعاء. ان يفزعوا الى الله عز وجل بهذا الدعاء. العظيم وان يلحوا على الله وان يستفتحوا به صلاتهم من الليل. وكان شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله يوصي كثيرا بهذا الدعاء ويحث عليه رحمه الله هو دعاء نافع تفزع فيه الى الله سبحانه وتعالى متوصلا اليه جل في علاه بربوبيته لجبريل الذي وكل بالوحي وميكائيل الذي وكل بالقطر واسرافيل الذي وكل بالنفخ في الصور وهذه كلها اشياء فيها حياة تتعلق بالحياة وانت تتوسل الى الله عز وجل توسلات ترجو فيها ان يحيي الله قلبك وان يمن عليك بالهدى وان يجعلك من اهله وان يهديك الى طريقه اللهم رب جبريل وميكائيل واسرافيل فاطر السماوات والارض هذا التوسل اخر تتوسل الى الله به بين يدي هذا المطلوب العظيم. الا وهو ان الله عز وجل مبدع السماوات والارض وموجدهما من العدم بهذا الخلق البديع والايجاد العظيم الدال على كمال قدرة الله وعظمته سبحانه وتعالى ثم تتوسل الى الله عز وجل توسلا ثالثا بانه جل وعلا عالم الغيب والشهادة اي الذي لا تخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء الغيب عنده سبحانه وتعالى شهادة والسر عنده علانية وعندما تقول عالم الغيب اي الغيب بالنسبة لنا. اما الامور كلها شهادة وعلانية لا تخفى على الله سبحانه وتعالى آآ اما الامور عند الله عز وجل فكلها علانية. وكلها شهادة لا تخفى عليه سبحانه وتعالى خافية ثم تتوسل الى الله عز وجل بين يدي مطلوبك بهذا التوسل الرابع انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اي الحكم حكمك والامر امرك والخلق خلقك والعبيد عبيدك ثم بعد هذه التوسلات تطلع تذكر مطلوبك الا وهو اهدني لما اختلف فيه من الحق باذنك اهدني اسألك يا الله ان تهديني ان تمن علي بالهداية لما اختلف به من الحق الناس مختلفين والاراء كثيرة وهذا يقول وهذا يقول وانت في حيرة من امره فالجأ الى الله واصدق مع الله في الدعاء والح عليك فيهيئ لك من ابواب التوفيق والعلم والبصيرة والهداية ولهذا العلماء ينبهون في مثل هذا المقام اذا دعوت بهذه الدعوة او غيرها اتبع الدعاء ببذل السبب فعندما تقول اهدني لما اختلف في خذ بالاسباب خذ بالاسباب والسبب هنا سلوك طريق العلم بتحري صحيحه والبحث عن اهله ومجاهدة النفس على تحصيله اهدني يا ما اختلف فيه من الحق باذنك. وهذا فيه ايمانك ان الامور كلها بمشيئة الله انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم. اي الهداية بيدك تهدي من تشاء وتضل من تشاء هذا دعاء عظيم جدا كان نبينا عليه الصلاة والسلام يستفتح به صلاته من الليل وفي هذا الزمان تمس الحاجة الى الاكثار من هذا الدعاء خاصة مع كثرة الفتن وكثرة الاهواء كثرة البدع اشتباه كثير من الامور على الناس فما احوج العبد ان يصدق مع الله بهذا الدعاء العظيم المبارك المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام نعم وفي الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا قام الى الصلاة من جوف الليل اللهم لك الحمد انت نور السماوات والارض ومن فيهن ولك انت قيام السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت رب السماوات والارض ومن فيهن ولك الحمد انت الحق ووعدك الحق وقولك الحق ولقاؤك حق والجنة حق والنار حقه والنبيون حقا ومحمد صلى الله عليه وسلم حقا والساعة حقا اللهم ولك اسلمت وبك امنت وعليك توكلت واليك انبت وبك خاصمت واليك حاكمت فاغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت انت الهي لا اله الا انت ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث وهو في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول اذا قام الى الصلاة من جوف الليل اللهم لك الحمد الى اخره يستفتح ذلك صلاته من الليل وهذا فيه التنوع كما تقدم استفتح بهذا مرة وبهذا مرة فكان عليه الصلاة والسلام يستفتح صلاته من الليل بهذا الاستفتاح العظيم عندما يقوم المرء في جوف الليل هجعة الكون وسكون الناس وهدوء الهدوء العظيم ويتطهر ويقف بين يدي الله سبحانه وتعالى ويستفتح بهذا الاستفتاح العظيم الجامع الذي كله ايمان وتوحيد واخلاص واقرار واذعان يحصل له من تجدد الايمان في قلبه وازدياد اليقين في نفسه امر عظيم جدا وعجب اذا وفق الله سبحانه وتعالى العبد للاستفتاح به والعناية به واستشعار وتفهم المعاني والدلالات له اثر عظيم جدا على العبد وهذا الاستفتاح بما اشتمل عليه من معاني وجمل عظيمة تزيد على العشرين جملة كلها في الايمان والاقرار والتصديق في امور الاعتقاد كلها في امور الاعتقاد كلها ولهذا فانه يعد من اجمع ان الاحاديث لامور العقيدة وعندما تقول هذا الحديث الجامع او هذا اللفظ الجامع او هذا المتن الجامع كل ليلة هذا فيه تجديد للعقيدة كل ليلة وفيه معاني عظيمة ربما يطول المقام بالكلام عليها لكن لرسالة مطبوعة في شرح هذا الدعاء آآ اسميتها شرح آآ اسميتها المقالة المفيدة شرح حديث جامع في العقيدة المقالة المفيدة في شرح حديث جامع في العقيدة وايضا درس صوتي صوتي اه في شرح موسع معاني آآ هذا الحديث نعم الاستفتاح هل يكون في صلاة الجنازة صلاة الجنازة بعض اهل العلم قال يستفتح لكن الاظهر آآ انه آآ يبدأ بالفاتحة يكبر يبدأ بالفاتحة نعم قال رحمه الله تعالى الفصل الحادي عشر في ذكر الركوع والسجود والفصل بينهما وبين السجدتين قال في السنن الاربعة عن حذيفة رضي الله تعالى عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا ركع سبحان ربي العظيم ثلاث مرات واذا سجد قال سبحان ربي الاعلى ثلاث مرات وفيه حديث علي رضي الله عنه وقد سبق في الفصل قبله بطوله. هذا الفصل في الذكر في الركوع والسجود الفصل بينهما وبين آآ السجدتين يعني ما يقوله في ركوعه وفي قيام من ركوع وفي سجوده والجلسة بين اه السجدتين بدأ رحمه الله بهذا الحديث حديث حذيفة انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اذا ركع سبحان ربي العظيم ثلاث مرات واذا سجد قال سبحان ربي الاعلى ثلاث مرات وهذا كما يقول القيم في كتابه الصلاة اعظم شيء يقال في الركوع وفي السجود اعظم شيء وهو الذي امر الله سبحانه وتعالى به فسبح باسم ربك العظيم سبح اسم ربك الاعلى فا آآ اعظم ما يقال في الركوع سبحان ربي العظيم وهو يوافق هذه الهيئة التي فيها التطامن والخضوع لله في ذكر عظمة الله ويسبحه ذاكرا عظمته ولما يسجد يلصق وجهه بالارض ذلا لله يا يذكر علو الله ويسبح الله عز وجل وينزهه سبحانه وتعالى قال وفيه حديث علي وقد مر معنا قريبا فيهما اه كان يقوله النبي صلى الله عليه وسلم في ركوعه وما كان يقوله في سجوده نعم وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها انها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ان يقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي نعم وكانت تقول يفعل ذلك يتأول القرآن. يعني يعمل بما امره الله عز وجل في قوله اذا جاء نصر الله الى الفتح آآ اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا. فكان يتأول القرآن عليه الصلاة والسلام فيقول في ركوعه وسجوده سبحانك اللهم ربنا وبحمدك اللهم اغفر لي واستفاد من هذا ثبوت طلب المغفرة في الركوع والسجود. ثبوت طلب المغفرة في الركوع والسجود نعم وفي صحيح مسلم عنها رضي الله عنها كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في ركوعه وسجوده قدوس رب الملائكة والروح سبوح قدوس هذان اسمان لله دالان على التنزيه تنزيه الله عز وجل عن كل ما لا يليق به فهما اسمان من اسمائه وهم الاسماء الدالة على التنزيه وقوله رب الملائكة والروح آآ رب الملائكة اي عموما والروح اي جبريل خاصة فذكر ربوبية الله للملائكة عموما ثم خص جبريل بالذكر لانه اشرف الملائكة وافظلهم نعم وفي سنن ابي داود عن عوف بن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة يقول في ركوعه وسجوده سبحان ذي الجبروت والملكوت الجبروت من الجبر كما يدل عليه اسم الله الجبار والملكوت من الملك كما يدل عليه اسم الله الملك فهذه يعني هذا فيه آآ اثبات ما دل عليه اسم الله الجبار واسم الله تبارك تبارك وتعالى الملك ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ايضا وصفان لله عز وجل قال سبحانه وتعالى في الحديث الكبرياء ردائي والعظمة ازاري فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار. نعم وفي صحيح مسلم عن ابي سعيد رضي الله عنه انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رفع رأسه من الركوع قال اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد اهل الثناء والمجد احق ما قال العبد وكلنا لك عبد. اللهم لا مانع لما ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد نعم قال وفي صحيح مسلم عن ابي سعيد رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رفع رأسه من الركوع قال اللهم ربنا لك الحمد هنا بدون الواو اشرت الى انه في بعض الفاظه بالواو بعضها بدونها وكله ثابت قال اللهم ربنا لك الحمد ملء السماوات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد. تقدم معنا قال اهل الثناء والمجد اي اهل ان يثنى عليك وتمجد باسمائك وصفاتك وعظمتك وجلالك وكمالك احق ما قال العبد اي هذا الثناء والتمجيد على الله سبحانه وتعالى هو احق وافضل ما قال العبد ولهذا افضل ما يقوله العبد الثناء على الله والتعظيم آآ لله سبحانه وتعالى اه افظل الذكر لا اله الا الله افضل الذكر لا اله الا الله افضل الحسنات لا اله الا الله. فافضل ما قال العبد ما كان ثناء على الله وتعظيما وتمجيدا اه لله سبحانه وتعالى قال وكلنا لك عبد اللهم لا مانع لما اعطيت ولا معطي لما منعت آآ اذا اردت بعبدك منا و خيرا وفضلا وعطاء فلا راد له وان منعت فلا معطي ان منعت فلا فلا معطي فالامر امرك ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها وما يمسك فلا مرسل له من بعده نعم ولا ينفع ذا الجد ولا ينفع ذا الجد منك الجد بل جد اي صاحب الحظ والغنى والرئاسة وغير ذلك فلا ينفع ذا الجد منك الجد وانما ينفعه عبادته وطاعته وخضوعه وذله لله سبحانه وتعالى مثل ما قال الله سبحانه وتعالى والاية توضح المعنى وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى الا من امن هذا الذي ينفع اما الاموال والاولاد والرئاسة والجاه وغير ذلك. هذه ليست هي التي ترفع العبد وتقربه عند الله او تنفعه عند الله سبحانه وتعالى. وانما الذي ينفع الايمان والعمل الصالح وما اموالكم ولا اولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى الا من امن وعمل صالحا فاولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات امنون نسأل الله الكريم من فضله نعم وفي صحيح البخاري عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه انه قال كنا نصلي يوما وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده. فقال رجل وراءه ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما انصرف قال من المتكلم؟ قال انا يا رسول الله. قال لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها ايهم يكتبها اول ثم اورد رحمه الله هذا الحديث عن رفاعة بن رافع رضي الله عنه قال كنا نصلي يوما وراء النبي صلى الله عليه وسلم فلما رفع رأسه من الركعة قال سمع الله لمن حمده فقال رجل وراءه ربنا ولك الحمد حمدا موصوفا بهذه الصفات الكثرة والطيب والبركة حمدا موصوفا بهذه الصفات الكثرة والطيب والبركة. حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه فلما اه انصرف قال النبي عليه الصلاة والسلام ما المتكلم من المتكلم؟ وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن المتكلم لان الكلام اعجبه كلام عظيم جدا وسره عليه الصلاة والسلام فقال انا قال لقد رأيت لقد رأيت اي رآهم حقيقة ببصره عليه الصلاة والسلام بضعة وثلاثين ملكا يبتدعونها ايهم يكتبها اول. وهذا من عظيم قدرة الله سبحانه وتعالى رأى النبي عليه الصلاة والسلام جبريل وقد سد الافق والناس في ذاك الزمن ما رأوا شيئا وهنا رآهم يبتدرون ويتسابقون الى كتابتها والصحابة الذين حوله ما رأوا شيئا هذا من عظيم قدرة الله صلاة الكسوف فرأى النبي صلى الله عليه وسلم الجنة امامي وتقدم في الصلاة مد يده يأخذ من عناقيد عنبها التي يراها امامه بعينه عليه الصلاة والصحابة خلف ما رأوا شيئا وهنا في هذا الحديث رآهم حقيقة يتسابقون كتابة هذه الكلمات قال رأيت بضعة وثلاثين البضع في العدد يقال ما بين الثلاثة الى التسعة وقيل من الواحد الى العشرة فرأى اه بضعا اه بضعة وثلاثين ملكا يبتدرون وهؤلاء غير الملائكة الموكولين بكتابة الاعمال لكل شخص وانما هؤلاء الملائكة اخرون مثل ما جاء في الحديث الاخر ان لله ملائكة فضلا يلتمسون اه مجالس الذكر فاذا وجدوا قالوا هلموا الى حاجتكم فيقول رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها معنى يبتدرونها يتسابقون ويتسارعون آآ ايهم يكتبها اول ايهم يكتبها اول هذا يدل على عظم هذه آآ الصيغة نعم وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا الدعاء قال رحمه الله تعالى وفي صحيح مسلم عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا الدعاء هذا خبر ومن بعده نصح من نبينا عليه الصلاة والسلام الناصح الامين الخبر ان اقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد لان السجود هيئة ذل وخضوع وانكسار تضع وجهك آآ اشرف اعضاء بدنك على على الارض ذلا وخضوعا لله وانكسارا بين يديه فهذه اقرب ما ما يكون العبد من ربه سبحانه وتعالى فلينتهز هذا القرب ويكثر من الدعاء لينتهز هذا القرب وليكثر من من الدعاء ولهذا قال فاكثروا الدعاء ولهذا فان السجود من مواطن العظيمة في اجابة الدعاء وتحري الدعاء نعم وعنه رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله واوله واخره وعلانيته وسره ثم اورد هذا الحديث عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده اللهم اغفر لي ذنبي كله ذنبي القاعدة عند العلماء ان المفرد اذا اظيف يعم اي ذنوبي اغفر لي ذنبي اي اغفر لي ذنوبي ثم فصل قال دقه وجله اي ما كان من الذنوب دقيقا وما كان جليلا صغيرا او كبيرا واوله واخره يعني ما كان منها متقدما او كان متأخرا وعلانية وسره ما كان منها معلنا او كان خفيا لو قال لو اكتفى في هذا الاستغفار اللهم اغفر لي ذنبي كله اليس يستوعب هذا او لا يستوعبه؟ يستوعبه اذا قال اللهم اغفر لي ذنبي كله يستوعب هذا كله استوعب القديم والمتأخر والعلن والسر لكن لما كان المقام مقام صفح وطلب صفح وغفران ناسب هذا المقام ان تبسط انواع الذنوب التي تعرفها من نفسك وان تستشعر ان عندك ذنوب متقدمة وذنوب متأخرة وذنوب كبيرة وذنوب صغيرة وذنوب علانية وذنوب خفية تستحضر هذه في المقام طالبا من الله سبحانه وتعالى ان يصفح عنه. ولهذا ناسب البصر مثل ما مر معنا آآ في اه في الذي قبله اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما اسرفت لو قال اللهم اغفر لي ذنبي كل استوعب هذا هذا كله لكن المقام مقام طلب صفح ومغفرة فناسب فيه هذا البسط والتفصيل نعم وقالت عائشة رضي الله عنها افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك واعوذ بك منك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك روى مسلم هذه الاحاديث نعم قال اورد هنا حديث عائشة رضي الله عنها قالت افتقدت النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فالتمسته يعني كانت تبحث عنه في المسجد فوقعت يدي على بطن قدمه وهو في المسجد وهما منصوبتان لما دخلت المسجد رأته في ظلمة الليل هل رأت ما رأته ولكن اخذت تمشي تتلمس حتى وضعت وقعت على قدمه وهو ساجد فماذا يقول من يدعون انه نور وان المكان الذي فيه يضيء وعائشة دخلت تتلمس المسجد حتى وقعت يدها على بطن قدمه لو كان نور كما يدعون مجرد ما تدخل تراه مباشرة والمكان مضيء وهذا فهم مغلوط عند بعض اه اه الناس لبعض النصوص فهموها على غير وجهها وايضا استندوا على احاديث موضوعة مكذوبة على النبي عليه الصلاة والسلام في في في اوصافه صلى الله عليه وسلم تقول ووقعت يدها على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهما منصوبتان وهو يقول اللهم اني اعوذ برضاك من سخطك ومعافاتك من عقوبتك واعوذ بك منه وهذا فيه التعوذ بالله والالتجاء الى الله عز وجل سبحانه وتعالى والتوسل اليه سبحانه وتعالى بصفاته قال لا احصي ثناء عليك. هذا فيه ان العباد لا يحصون الثناء على الله سبحانه وتعالى لا يحصون الثناء على الله والثناء عليه باسمائه وصفاته وما عندهم في القرآن من اه اسماء الله وصفاته ليس هذا كل اسماء الله. هناك اسماء لله ليست في القرآن استأثر الله بها مثل ما ما في دعاء الهم اللهم اني اسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك او انزلته في كتابك او علمته احدا من خلقك او استأثرت به في علم الغيب عندك في علم الغيب عندك لا احصي ثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك. نعم وفي سنن ابي داود عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين السجدتين اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وعافني وارزقني ثم اورد رحمه الله هذا الحديث بما يقال بين السجدتين مما يقال بين السجدتين وفي هذه الامور العظيمة التي يسر الله عز وجل ان يمن عليه بها المغفرة والرحمة والهداية والجبر قال واجبرني يعني اجبر كسري وضعفي وقلة حيلتي وعافني طلب المعافاة وارزقني فيه طلب الرزق. نعم وفي السنن ايضا عن حذيفة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين رب اغفر لي ربي اغفر لي. نعم هذا جزء من حديث حذيفة الذي بدأ به المصنف رحمه الله تعالى وفيه ان النبي عليه الصلاة والسلام يقول بين السجدتين ربي اغفر لي ربي اغفر لي اي يكرر ذلك صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نسأل الله ان ينفعنا بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان يغفر لنا لوالدينا ولمشايخنا وولاة امرنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا