بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله وغفر له ولشيخنا والمسلمين في كتابه الوابل الصيب الفصل الثالث والثلاثون في اذكار السفر روى الطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما خالف احد عند اهله افضل من ركعتين يركع ما عندهم حين يريد سفرا وفي مسند الامام احمد نعم بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا فصل عقده رحمه الله تعالى في بيان اذكار السفر والسفر هو من نعم الله سبحانه وتعالى العظيمة على عباده وما هيأ ايضا للعباد من وسائل النقل ينتقلون عليها في اسفارهم من بلد الى بلد ويحملون عليها امتعتكم امتعتهم فهذه من نعم الله عز وجل العظيمة على العباد ولهذا قال الله سبحانه وتعالى في سورة النعم سورة النحل والخيل والبغال والحمير لتركبوها ويخلق ما لا تعلمون قوله عز وجل ويخلق ما لا تعلمون يدخل فيه جميع وسائل النقل الحديثة التي يسرها الله سبحانه وتعالى للعباد ينتقلون عليها في اسفارهم من بلد الى بلد مثل السيارات وما هيأ الله سبحانه وتعالى لها من الطرق المعبدة الواضحة البينة المعالم والطائرات والسفن وما يسره الله سبحانه وتعالى الى لعباده من هذه الوسائل العظيمة ولهذا لا يليق بعبد انعم الله عز وجل عليه بهذه النعمة ويسر له هذه الوسائل ان يركبها وان ينتقل عليها من مكان الى مكان دون ان يذكر المنعم وان يشكر المتفضل سبحانه وتعالى لا يليق به ذلك بل حق على كل مسلم اذا انتقل على هذه الوسائل ان يحمد الله سبحانه وتعالى وان يسبحه ان يذكره وان يستغفره في ضوء ما ثبت في السنة الصحيحة عن نبينا الكريم صلوات الله وسلامه وبركاته عليه بل قال الله سبحانه وتعالى والذي آآ والذي والذي جعل لكم من الفلك والانعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم اذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وانا الى ربنا لمنقلبون ففي هذا السياق الكريم المبارك ان المسلم اذا ركب هذه الوسائل الفلك الانعام وقل مثل ذلك ايضا الوسائل الحديثة للنقل ان يذكر نعمة الله. حامدا شاكرا مثنيا ان على الله سبحانه وتعالى قال فصل في اذكار السفر بدأ رحمه الله تعالى بهذا الحديث عن عند الطبراني عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ما خلف احد عند اهله افضلا من ركعتين يركعهما عندهم حين يريدوا سفرا حين يريد سفرا هذا الحديث ان ثبت ففيه هذه السنة وهي ان المرء يشرع له عندما يريد سفرا ان يصلي ركعتين عند اهله في بيته قبل ان يسافر وان هذا خير ما يخلفه ويترك عند ارادة السفر ان يصلي ركعتين ثم يمضي يصلي ركعتين ثم يمضي لكن هذا الحديث اه الذي ساقه رحمه الله تعالى اه اسناده ضعيف غير ثابت وفي الباب ايضا جاءت احاديث جاءت احاديث في الباب اه عن اه عن عبد الله ابن عمر وعن غيره لكنها ضعيفة وبعض اهل العلم يقول مجموع هذه الاحاديث تفيد ان ان لهذا ان لهذا اصلا وخاصة ان انه ورد في الباب ايضا اثار عن بعض الصحابة عن علي اه بن ابي طالب وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهم اوردها ابن ابي شيبة رحمه الله في كتابه المصنف في باب خاص بهذه السنة واقول ان هذه اه السنة والاحاديث الواردة فيها جديرة فمن طالب علم جاد ان يعتني بجمعها وتتبعها ودراستها دراسة مستقلة مستوفاة يستبين من خلالها الامر والاحاديث التي وردت في في هذا يعني في الجملة ثلاثة احاديث لكن كلها ظعيفة ومجموعها اه قد يفيد ان لهذا اصل عن نبينا عليه الصلاة والسلام لا سيما مع الاثار التي جاءت في الباب عن بعض اصحاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كعلي بن ابي طالب عبد الله بن عمر وغيرهم نعم قال رحمه الله وفي مسند الامام احمد عن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من اراد سفرا فليقل لمن يخلف استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه وفي ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه آآ عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من اراد سفرا فليقل لمن يخلف يعني لمن يترك فمن اهل آآ او ولد آآ او نحو ذلك فليقل استودعكم الله الذي لا تظيع ودائعه لا تضيع ودائعه ان يحفظها سبحانه وتعالى فان الله عز وجل ما استودع شيئا الا حفظه سبحانه وتعالى. لا تظيع ودائعه اي انه يحفظه يكلؤها برعايته وعنايته سبحانه وتعالى ويتولى اهلها توفيقه وعونه جل في علاه فما استودع سبحانه وتعالى شيئا الا الا حفظه ولهذا يشرع لمن اراد سفرا ان يودع من من يخلف اي من يترك من اهل او ولد او جيران او قرابة او نحو ذلك من يخلف يعني يتركهم في البلد مغادرا مسافرا ان يقول هذا المأثور وعن نبينا عليه الصلاة والسلام استودعكم الله استودعكم الله الذي لا تظيع ودائعه. استودعكم الله اي اترككم في حفظه وكلاءته ورعايته سبحانه وتعالى استودعكم الله. الذي لا تظيع ودائعه ومعنى لا تظيع اي يحفظها سبحانه وتعالى يحفظها فهذه سنة عظيمة يشرع لكل من اراد سفرا ان يقول ذلك لمن ترك من اهل او ولد او قرابة او رفقة او نحو ذلك. نعم. وفي المسند ايضا عن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله اذا استودع شيئا حفظه قوله عليه الصلاة والسلام ان الله اذا استودع شيئا حفظه هذا يبين ما جاء في الذي قبله لا تضيع ودائعه فمعنى لا لا تضيع ودائعه اي انه سبحانه وتعالى اذا استودع شيئا حفظه اذا استودع شيئا حفظه ما استودع من شيء الا حفظه سبحانه وتعالى وكلأه اه رعايته وعنايته سبحانه وتعالى فلا فلا يصيبه شيء لانه في حفظ الله سبحانه وتعالى. ولهذا المسلم عند ارادته السفر ان يعنى بهذه الدعوة العظيمة يدعو بها لمن يخلف من اهل او ولد او قرابة او رفقة نعم وقال سالم كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول للرجل اذا اراد سفرا ادنو مني اودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا. فيقول استودع الله دينك وامانتك وخواتيم عملك ومن وجه اخر كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا ودع رجلا اخذ بيده فلا حتى يكون الرجل هو الذي يدع يد النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر تمام الحديث. قال الترمذي حسن صحيح قال وقال سالم كان آآ كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول للرجل اذا اراد سفرا ادنوا مني اودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا هنا قوله رضي الله آآ رضي الله عنه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا فيه فائدة مهمة جدا للمسلم وهي حرص فالصحابة رضي الله عنهم على السنة في كل شيء وتطبيقها وامتثالها كثير من الناس لا يبالي يعني مثلا في الوداع يودع يودع بكلمات جميلة الفاظ حسنة الى غير ذلك لكن الصحابة كان مقامهم ارفع وشأنهم اعلى كانوا حريصون في كل افعالهم على تطبيق السنة. وامتثال الهدي والتقيد بالمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعجز الانسان عندما يريد ان يترك رفقة او يودع رفقة ان يأتي بكلمات جميلة في الوداع ان يأتي بكلمات جميلة في الوداع تعبر عن المحبة عن الاخوة عن لا يعجز الانسان عن ذلك وهذا يحصل كثير يعني عند الوداع لكن الصحابة رضي الله عنهم مع قدرتهم على ذلك واكثر من ذلك حريصون على السنة وعلى التقيد بالمأثور عن النبي عليه الصلاة والسلام لان السنة بركة كلها والهدي المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام كله بركة. فهذه كلمة عظيمة جدا من عبد الله بن عمر قال كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا وقوله ادنوا مني ادنوا مني اودعك فيه ايضا ان الوداع بالقرب وتقارب الاجسام الطف من الوداع من بعد الوداع من بعد اقرب الى الجفاء منه الى المودة والمحبة والصفاء لكن تقارب الابدان واذن مني اي اقترب امني حتى اودعك واذا حصل التقارب يسمع الكلام وتحصل المصافحة وايضا المعانقة عند الوداع ونحو ذلك قال آآ فيقول استودع الله دينك وامانتك وخواتيم عملك. استودع الله دينك وامانتك خواتيم عملك فهذه اه يشرع ان يقولها المقيم للمسافر ان يقولها المقيم للمسافر اذا اراد آآ احدا آآ اذا اراد احد ان ان يسافر في شرع المقيم ان يودعه بهذا. والاول الذي مر معنا هو مما يشرع للمسافر ان ان يقوله للمقيم قال استودع الله دينك وامانتك وخواتيم عملك وهذا توديع عظيم لمن يخلف ومن توديع عظيم ممن هو مقيم يودع المسافر ان يجعله الله سبحانه وتعالى في حفظ وكلاءة في دينه وهذا فيه ان الاسفار الاسفار مظنة المخاطر حتى ايظا الخطر على الدين في الفتنة فيه آآ آآ المضرة التي قد تحصل للانسان في في سفره فتضر بدينه فهو بحاجة الى مثل هذه الدعوة ان يحفظ الله سبحانه وتعالى عليه دينه ان يحفظ عليه دينه وان يثبته وان يجنبه مظلات اه الفتن وامانتك وامانتك والامانة امرها عظيم الامانة امرها عظيم وشأنها شأنها عظيم سواء الامانة بمعناها العام انا عرظنا الامانة على السماوات والارظ والجبال او بمعناها الخاص ادي الامانة لمن ائتمنك ولا تخن من خانك فالامانة شأنها عظيم جدا ووخواتيم عملك وخواتيم عملك وهذا ايضا مقام عظيم جدا في العبادة والتقرب الى الله سبحانه وتعالى في عبادات العبد وتقربات الى الله سبحانه وتعالى وان يختم له فبهذه الحياة في خير وايضا في هذا لفت ان المسافر عرظة في سفره الى ان يكون سفرا لا عودة فيه. فكم من مسافر انتهت حياته في سفره فالدعاء له بذلك ايظا عظيم في هذا المقام خواتيم العمل ان يختم له بخير بعمل صالح طاعة لله سبحانه آآ وتعالى قال ومن وجه اخر كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا ودع رجلا اخذ بيده اخذ بيده اي امسك بيده عليه الصلاة والسلام والمراد الامساك يعني المصافحة التي تكون عند الوداع يمسك بيده فلا يدعها حتى يكون الرجل هو الذي يدع يد النبي عليه الصلاة والسلام. حتى يكون الرجل هو الذي يدع يد النبي عليه الصلاة والسلام سلام وهذا فيه فيه من اللطف والرفق المحبة وحسن الخلق ما لا يخفى هذا الوجه الذي فيه هذا اللفظ ضعيف الاسناد. لكن السنة من حيث هي ثابتة عن نبينا صلوات الله وسلامه وبركاته عليه كما جاء في حديث انس وايضا غيره قال ما رأيت رجلا اخذ به وترك يده ما رأيت رجلا اخذ بيده وترك يده حتى يكون الرجل هو الذي يدع يده حتى يكون الرجل هو والذي يدع يده ولم يكن هذا مختصا بمن اراد السفر بل كان هذا هدي عليه الصلاة والسلام في مع من يصافحه وهذا من آآ كمال خلقه وعظيم ادبه وجميل معاملته صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم قال انس رضي الله عنه جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله اني اريد سفرا ودني قال زودك الله التقوى. قال زدني. قال وغفر ذنبك. قال زدني. قال ويسر لك الخير حيث ما كنت قال الترمذي حديث حسن ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن انس اه رضي الله عنه قال جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم وقال يا رسول الله اني اريد سفرا فزودني فزودني اي اعطني زادا اعطني زادا اه اتزود به في في هذا السفر والزاد زاد السفر. كما ان المرء يحتاج فيه الى الزاد المعنوي من مال وطعام وشراب ونحو ذلك ومركوب. فانه يحتاج فيه ايضا الى الزاد المعنوي زاد الايمان والتقوى وطاعة الله اي سبحانه وتعالى والثاني اهم ومقامه اعظم ولباس التقوى ذلك خير فيحتاج الى هذا الحاجة العظيمة جدا فجاء رجل اراد سفرا الى النبي عليه الصلاة والسلام قال زودني قال زودك الله التقوى قال زودك الله التقوى والتقوى خير زاد في ايات الحج في ايات الحج من سورة البقرة قال الله سبحانه وتعالى وتزودوا فان خير الزاد التقوى فالتقوى خير زاد قال زودني قال زودك الله التقوى لان التقوى هي خير زاد خير زاد يحمله المرء معه في اسفاره وخير امر يكون مع المرء في اقامته وحله وترحاله وجميع احواله فالتقوى هي خير زاد وهي وصية الله سبحانه وتعالى للاولين والاخرين من خلقه. ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم واياكم ان اتقوا الله فهي خير وصية وهي خير زاد خير زاد يرعاه المرء يحافظ عليه قال زودك الله التقوى قال زدني قال وغفر ذنبك قال وغفر ذنبك دعا له عليه الصلاة والسلام مغفرة الذنب غفران الذنوب. ذنبك مفرد مضاف يفيد عموم اي ذنوبك هذا هو المراد ذنبك اي ذنوبك جميع ذنوبك غفر ذنبك قال زدني قال ويسر لك الخير حيثما كنت وهذا من اعظم ما يدعى به للمسافر. تيسير تيسير الخير له حيثما كان حيثما كان اي في الطريق وفي صعوباته آآ اتعابه ومشاقه وما يواجه المرء في في سفره وايضا في اقامة متى في اه ما يقيم في من بلدان اثناء السفر وتيسر المسكن والمطعم والمشرب والسلامة من الاذى وغير لذلك فخير ما يدعى به للمسافر ان يدعى له بالتيسير ويسر لك الخير حيثما كنت ويسر لك الخير حيثما كنت فجمع له عليه الصلاة والسلام بين هذه الامور الثلاثة العظيمة اه زودك الله التقوى هذي هذي دعاء دعا له عليه الصلاة والسلام ان يزوده الله التقوى اي ان تكون التقوى زاد الله في سفره فهذا يدعى للمسافر به وقال زودك الله التقوى اي من الله عليك بالتقوى زادا لك في سفرك والثانية دعوة له بغفران الذنوب والثالثة دعوة له بالتيسير والثالثة دعوة له بالتيسير فهذه ثلاث دعوات عظيمة يشرع ان يدعى المسافر بها ان يزوده الله تقوى وان يغفر ذنبه وان ييسر امره. نعم وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله اني اريد ان اسافر فاوصني. قال عليك بتقوى الله عز جل والتكبير على كل شرف فلما ولى الرجل قال اللهم اطوي له البعد وهون عليه السفر. قال الترمذي حديث حسن. ثم اورد رحمه الله هذا الحديث عن عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رجلا قال يا رسول الله اني اريد السفر فاوصني اني اريد السفر فاوصني اراد وصية اوصاه عليه الصلاة والسلام بجماع الوصايا اعظمها واجلها تقوى الله سبحانه وتعالى قال عليك بتقوى الله فعليك بتقوى الله ومعنى عليك بتقوى الله اي الزمها في سفرك وحافظ عليها واعتن بها واحذر من خوادشها وخوارمها ومظعفاتها حافظ عليها المحافظة التامة عليك بالتقوى عليك بتقوى الله وتقوى الله كما قدمت هي وصية الله للاولين والاخرين وهي وصية النبي عليه الصلاة والسلام لامته وصية وصية النبي عليه الصلاة والسلام لامته وبها يبدأ وصاياه عليه الصلاة والسلام كما هو معلوم وكان اذا امر اميرا على سرية اوصاه في نفسه بتقوى الله وبمن معه من المسلمين خيرا فهي وصية النبي عليه الصلاة والسلام واجمع بين هذا الحديث والذي قبله في الحديث الاول قال الرجل زودني قال زودك الله التقوى بها بدأ في الحديث الثاني قال الرجل الاخر اوصني قال عليك بالتقوى عليك بالتقوى هذا يستفاد منه فائدة عظيمة اذا سافر لك اذا سافر لك قريب خير ما تدعو له به تقوى الله وخير ما توصيه به تقوى الله وخير ما توصيه به تقوى الله سبحانه وتعالى فمن طلب الوصية يقال له اتق الله فهي خير وصية وهي جماع الوصايا. وتقوى الله عز وجل ان يجعل المرء بينه وبين ما يخشاه من سخط الله من سخط الله وعقابه وقاية تقيه. وذلك بفعل المأمور وترك المحظور. ولهذا من احسن ما عرفت به التقوى قول طلق بن حبيب من علماء التابعين قال تقوى الله العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء ثواب الله وترك لمعصية الله على نور من الله خيفة عذاب الله فتقوى الله سبحانه وتعالى هي فعل للاوامر وترك للنواهي على نور اي على برهان وبينة وبصيرة من دين الله سبحانه وتعالى وان يكون العبد في ذلك جامعا بين الرجاء والخوف يرجو رحمة الله سبحانه وتعالى ويخاف عقابه قال والتكبير على كل شرف تكبير على كل شرف والشرف العالي على كل شرف اي على كل مكان عالي. اذا علوت على جبل او اه نحو ذلك اماكن مرتفعة كبر كبر التكبير على كل شرف وذكر النبي عليه الصلاة والسلام هذه الوصية مقرونة بالتقوى مما يدل على عظم هذا التكبير واهمية العناية به يكبر الله على كل شرف كل ما صعد في سفره وعلى ارتفع على شيء يكبر يكبر الله سبحانه وتعالى وهذا التكبير كما انه اه يوجد في القلب من التعظيم والاجلال لله سبحانه وتعالى والذل له عز عز وجل الشيء العظيم فانه ايظا يوجد في النفس تواضعا وذلا وانكسارا. خلاف ما اذا غفل الانسان على عن التكبير وانظر حال الانسان آآ عندما يصعد المكان العالي الرفيع ثم يرى الناس تحته ويا رب ويرى البيوت تحته كل ذلك يراه تحته ويرى نفسه عاليا فوق هؤلاء كلهم اذا ترك نفسه مسترسلا مع هذا المعنى ما الذي سيدخل على نفسه نعم ما الذي سيدخل على نفسه اذا تركها تسترسل مع هذه المعاني؟ لكن اذا زمها بالتكبير تعظيم لله سبحانه وتعالى طرد عنها العلو الغرور العجب الى غير ذلك من معاني التي اه قد تدخل على على نفسه دخولا تلقائيا لكن اذا زمها بتكبير الله وشغلها بتكبير الله هو تعظيم سبحانه وتعالى طرد عن هذه المعاني وشغلها بتعظيم العظيم الكبير سبحانه وتعالى ولهذا يشرع المسلم ان يكبر ان يكبر كل ما علا والا فعلا كما ذكرت يعني كثير من الناس اذا علا شيئا حتى اذا صعد عمارة عالية واخذ ينظر الى الناس يحقرهم انظر مثل الذر انظر كذا انظر يحقر الناس يعظم نفسه وتتعاظم نفسه والشريعة كلها بركة وخير على اه العبد فلهذا كل ما علا شرف كل ما على كل ما علا شرفا شرع له ان ان يكبر كل يعني على كل شرف الشرف المكان العالي يشرع له ان يكبر يكبر يقول الله اكبر وهذه الكلمة الله اكبر هي احدى الكلمات الاربعة الحبيبة الى الله احب الكلام الى الله سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر. والله اكبر معناها اعتقاد اه الايمان بان الله لا اكبر منه. وانه سبحانه وتعالى الكبير المتعال الذي لا اكبر منه وهل شيء اكبر من الله قال فلما ولى الرجل فلما ولى الرجل قال اللهم اطوي له البعد وهون عليه السفر وهذي دعوة للمسافر بظهر الغيب لانه ولى مشى فدعا له وهذا ايضا يستفاد منه مع الذي قبله ان المسافر يدعى له بحضرته ويدعى له بغيبته يدعى له بحضرته وانت تودعه تدعو له زودك الله التقوى غفر ذنبك يسر امرك تدعو له واذا مضى ايضا تدعو له بظهر الغيب هذا كله من هدي نبينا عليه الصلاة والسلام قال لما ولى الرجل يعني مضى قال اللهم اطوي له البعد هذه دعوة بظهر الغيب اللهم اطوي له البعد البعد اي بعد السفر وبعد السفر يرهق الانسان فيدعى له بان يطوي عنه بعد سفره. بان يطوي عنه بعد سفره يقرب له آآ البعيد ويهون فعليه سفره قال اللهم اطوي له البعد وهون عليه السفر. يعني اجعل السفر هينا والسفر قطعة من العذاب كما جاء عن نبينا عليه الصلاة والسلام فيدعى للمسافر بان يهون الله سبحانه وتعالى هذه السفرة. فلا يجد فيه عنتا ولا مشقة ولا اذى ولا نصبا ويجد في راحة وطمأنينة هذه كلها داخلة في معنى آآ تهوين آآ السفر قال اللهم اطله البعد البعد اي المسافة وهون عليه السفر فهذا كله مما يتعلق آآ هدي النبي عليه الصلاة والسلام في الاذكار التي تقال في اه السفر ثم عقد رحمه الله تعالى فصلا فيما يقال في ركوب الدابة والذكر عنده ولعلنا نؤجل هذا الى آآ لقاء آآ الغد باذن الله سبحانه وتعالى نسأل الله الكريم بمنه وآآ كرمه ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزودنا التقوى وان يغفر لنا ذنبنا وان ييسر لنا امرنا وان يصلح لنا شأننا كله وان يهدينا اليه صراطا مستقيما سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك. اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا واله وصحبه جزاكم الله خيرا