بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه الوابل الصيب الفصل الاربعون في ذكر الطعام والشراب قال وعن معاذ رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اكل او شرب فقال الحمد لله الذي اطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه. قال الترمذي حديث حسن بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فان المصنف رحمه الله تعالى انهى هذا الفصل المتعلق باذكار الطعام والشراب بما يستحب ان يأتي به المسلم عند فراغه من الطعام من حمد لله سبحانه وتعالى وقد ورد في ذلك صيغ كثيرة ثبتت عن نبينا صلى الله عليه وسلم اورد رحمه الله جملة منها اذا قال المسلم عقب الطعام الحمد لله اكتفى بهذه الجملة اصاب بذلك اصل السنة الذي هو الحمد وقد تقدم معنا قول النبي صلى الله عليه وسلم ان الله ليرضى عن عبده ان يأكل الاكل فيحمده فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها فاذا قال الحمد لله مكتفيا بهذه الكلمة يصيب اصل السنة الذي هو الحمد بعد الفراغ من الطعام واذا جاء بهذه الصيغ ونوع بينها مرة ومرة فان هذا اكمل بلا شك اكمل في التأسي بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام في هذه السنن وهذه الالفاظ وهذه الصيغ للحمد على اثر الفراغ من الطعام. اورد رحمه الله حديث معاذ رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اكل او شرب فقال الحمد لله الذي اطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه هذه صيغة عظيمة جدا والثواب الذي يترتب عليها ليس بالهين. غفر له ما تقدم من ذنبه اذا حمد الله عز وجل بهذا الحمد فاز بهذا الثواب العظيم الذي وغفران الذنوب لما تقدم من ذنبه اذا قال الحمد لله الذي اطعمني هذا الطعام هذا الطعام اي الذي وضع بين يديه وطعم منه حتى اخذ منه حاجته ورزقني ورزقنيهم اي تفظل به علي وامنا به علي ولولا فضله سبحانه وتعالى لما تيسر لي هذا الطعام فهذا فيه استشعار لعظيم النعمة وجزيل المن من الله سبحانه وتعالى على عبده بهذا الرزق وهذه النعمة وهذا الفضل قال ورزقني من غير حول مني ولا قوة وهذا فيه البراءة من الحول والقوة سبحان الله كثير من الناس عند الفراغ من الطعام لا يتحدث او لا يأتي بهذه البراءة من الحول والقوة بل يتحدث عن براعته عن قوته عن مهارته اما بالحديث عن نفسه وكيف اتقن صنع الطعام واجاده او بالحديث عن كيفية حصوله عليه وجهده في تحصيله او نحو ذلك فاذا فرغوا من الطعام يقول هذا تعبت علي وهذا فعلت كذا وفعلت كذا. بينما الاصل ان يحمد الله سبحانه وتعالى ان يسند النعمة الى المنعم والمتفضل. لا يتحدث على اثرها عن الاسباب وانما يحمد المسبب والمتفضل والمنعم جل في علاه الحمد لله الذي اطعمني هذا ورزقني من غير حول مني ولا قوة من غير حول مني ولا قوة هذا براءة من الحول والقوة وهذا معنى لا حول ولا قوة الا الا بالله هي كلمة براءة براءة من الحول والقوة يبرأ المرء من حول نفسه وقوتها ويفوض الامور اه الى الله سبحانه وتعالى الحاصل انها كلمة عظيمة جدا وحمد عظيم يشرع المسلم ان يأتي به على اثر الطعام او على اثر الشراب اذا شرب ماء حتى لو اخذت كأسا من ماء زمزم وشربته ثم حمدت بهذا الحمد فزت بهذا الثواب غفر له ما تقدم من ذنبه نعم قال رحمه الله وعن ابي سعيد رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا فرغ من طعامي قال الحمد لله الذي اطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين رواه ابو داوود وابو داوود والترمذي. نعم هذا حديث ورد فيه هذه الصيغة من صيغ الحمد ان النبي عليه الصلاة والسلام كان اذا فرغ من طعامه قال الحمد لله الذي اطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين الحمد لله الذي اطعمنا اي هذا الطعام وسقانا هذا السقاء وجعلنا مسلمين اي من علينا باعظم منة وهي الهداية الى الاسلام الى هذا الدين العظيم. لكن الحديث اسناده ضعيف نعم وذكر النسائي عن رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يسمع النبي صلى الله عليه وسلم اذا قرب اليه طعامه يقول بسم الله واذا فرغ من طعامه قال اللهم اطعمت وسقيت واغنيت واقنيت وهديت واجتبيت فلك الحمد على ما اعطيت ثم اورد هذا الحديث وفيه ان النبي عليه الصلاة والسلام اذا قرب اليه الطعام يقول بسم الله وقد تقدم معنا التسمية في اول الطعام وانه اول ما يبدأ آآ طعامه يبدأ بالتسمية بسم الله والبافي بسم الله باء الاستعانة ومعنى قول بسم الله اي بسم الله اكل متبركا ومتيمنا بذكر اسم الله تبارك وتعالى طالبا مده وعونه وبركته جل في علاه والتسمية في اول الطعام بركة عظيمة جدا في الطعام وفي الوقت نفسه مانع من ان ان يشارك الشيطان المرء في طعامه ان لم يسم شاركه شاء المرء ام ابى فاذا سمى في اول الطعام اغلق الطريق على الشيطان ان يضع يده في الطعام والا بدون التسمية فانه سيشارك ومطلوب من كل المجتمعين على الطعام ان يسمي كل واحد منهم واذا ترك احد منهم التسمية استباح الشيطان الطعام من خلاله فيحرص كل مسلم عند تناوله الطعام قل الطعام او كثر ان يبدأ البسملة اذا قرب اليه الطعام يقول بسم الله يقول بسم الله واذا فرغ من طعامه قال اللهم اطعمت وسقيت اللهم اطعمت وسقيت اي هذا فضلك ومنك تفظلت علينا الطعام وتفضلت علينا بالشراب فهذا فظلك ومنك اطعمت وسقيت واغنيت واقنيت اغنيت اي بما يسرت لعبدك من الرزق واقنيت اي ارضيته بما رزقته وفي سورة النجم وانه هو اغنى واقنى اغنى اي من على العبد الرزق والطعام والغذاء ونحو ذلك اغناه اعطاه ما يغنيه واقنى اي ارضاه بما اعطاه لان من الناس من يكون عنده الغنى ولا يكون عنده الرضا ولا يكون عنده الرضا فاذا من الله سبحانه وتعالى على عبده بالغنى والرضا الغنى والرضا بما اعطاه فهذا من تمام النعمة وعظيم الفضل قال واغنيت واقنيت وهديت واجتبيت هديت من تشاء الى صراطك المستقيم الهداية منة الله سبحانه وتعالى على على من يشاء قال والله يدعو نعم الى دار السلام ويهدي من يشاء الى صراط مستقيم الهداية ليست لكل احد الدعوة لكل احد الدعوة لكل احد والله يدعو الى دار السلام لكل احد الدعوة لكن الهداية منة الله عز وجل لمن يشاء ولهذا قال ويهدي من يشاء ويهدي من يشاء فالهداية منة الله سبحانه وتعالى وفضله جل في علاه على من يشاء من عباده وهديت واجتبيت ومعنا اجتبيت اي اصطفيت فالله سبحانه وتعالى يجتبي يجتبي منا للعباد من يجتبي فتعظم اه درجتهم عند الله وتعلو مكانتهم ويكونون من اصفياء الله واوليائه المقربين تعلو مكانتهم لاجتباء الله سبحانه وتعالى واصطفائه لهم فالحاصل ان هذه الصيغة مأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام من الصيغ التي يشرع ان يقولها عقب طعامه قال فلك الحمد على ما اعطيت فلك الحمد على ما اعطيت وقوله على ما اعطيت عائد الى كل ما سبق الى كل ما سبق اي ما اعطيت من طعاما وسقاء وغنى واغنيت واقنيت والى غير ذلك مما تقدم نعم قال وفي صحيح البخاري عن ابي امامة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا رفع مائدته قال الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا ثم ختم رحمه الله تعالى بهذه الصيغة وهي في صحيح البخاري عن ابي امامة ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا رفع مائدته يعني فرغ من الطعام رفع مائدته اي فرغ من الطعام انتهى من الطعام وبالانتهاء من الطعام ترفع المائدة ترفع المائدة فكان اذا رفع مائدته قال الحمد لله كثيرا طيبا مباركا فيه هذا حمد اتبع بصفات عظيمة للحمد حمد اتبع بصفات عظيمة للحمد الصفة الاولى الكثرة الصيغة الاولى الكثرة حمد ليس بالقليل بل حمد كثير هذه صفة حمد بالكثرة وفيه استشعار عظيم منة الله سبحانه وتعالى على عبده بما يسر له من خير وفضل ومن الحمد لله كثيرا الصفة الثانية الطيب الصفة الثانية للحمد الطيب حمدا كثيرا طيبا والطيب هو الصفاء والنقاء والحسن حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه وهذه الصفة الثالثة مباركا فيه والبركة تعني ان ماء والزيادة وكثرة الخير ودوامه واستمراره الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه الرابعة غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ربنا اولا مستغنى عنه ربنا آآ هنا لاهل العلم اقوال على ماذا يعود الضمير في غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه. غير مكفي هل هو الطعام غير مكفي هل هو الطعام او غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنا هو المنعم المتفضل سبحانه وتعالى غير مكفي ولا مودع هل الظمير عائد الى المنعم بهذا الطعام المتفضل او هو عائد الى الحمد غير مكفي اي الحمد فلاهل العلم في ذلك اقوال في على ماذا يعود قال غير مكفي ولا مودع ولا مستغنى عنه ولا مستغنى عنه. واذا كان الضمير يعود على المنعم المتفضل ففي معنى غنى الله عن العباد وانه الكافي سبحانه وتعالى وانه يطعم ولا يطعم في هذه المعاني واذا كان عائدا على الطعام نفسه ففيه استشعار المنة منة الله سبحانه وتعالى هذا الطعام وانه فضل الله وان العبد لا غنى عن فضل الله عليه منه واحسانه جل وعلا وان كان عائدا على الحمد فالمعنى واضح ان الحمد هذا يثبت عليه العبد ويكون مداوما ولا يستغني عن ان يكون حامدا لربه شاكرا لنعمائه سبحانه وتعالى. نعم قال رحمه الله الفصل الحادي والاربعون في ذكر الضيف اذا نزل بقوم قال او عن عبدالله بن بسر قال نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابي فقربنا اليه طعاما ثم اتي بشراب فقال ابي ادعو الله تعالى لنا. فقال اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم. رواه مسلم قال رحمه الله تعالى في ذكر الضيف اذا نزل بقوم نزل بقوم اي ضيفا فاكرموه قدموا له طعاما قدموا له شرابا فما الذي يحسن ان يكافئهم به من الدعاء ما الذي يحسن ان يكافئهم به من الدعاء بماذا يدعو لهم؟ والسنة ايضا جاءت في هذا بصيغ جاءت في في هذا الباب بصيغ عظيمة مأثورة عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام منها هذه الصيغة التي جاءت في هذا الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام نزل صلى الله عليه وسلم على بسر والد عبدالله فقال قربنا اليه طعاما قربنا اليه طعاما ثم اه اه اوتي بالشراب فقال ابي ادعو الله لنا. فقال ابي ادعو الله لنا. فقال اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم استفيد من هذا الحديث انه يشرع للمرء اذا كان في ضيافة احد اخوانه ان يدعو بهذه الدعوة ان يدعو بهذه الدعوة اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم وهذه الدعوة كما هو ظاهر تتناول يعني اه من قدم الطعام ومن صنع الطعام ومن قرب الطعام ومعلوم ان ضيافة الضيف واكرامه يتعاون عليها اهل البيت منهم من يصنعه ومنهم من يقربه ومنهم من يحتفي بالضيف والى اخره فهذه دعوة تتناول هؤلاء تتناول هؤلاء كلهم. قال اللهم اغفر لهم اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم دعاء بالبركة والرحمة والمغفرة نعم وعن انس ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء الى سعد بن عبادة فجاء بخبز وبزيت فاكل ثم قال ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم افطر عندكم الصائمون واكل طعامكم الابرار وصلت عليكم الملائكة رواه ابو داوود ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث حديث انس ان النبي صلى الله عليه وسلم جاء الى سعد ابن عبادة جاء الى سعد ابن عبادة رضي الله عنه وارضاه فجاء بخبز وزيت جاء بخبز وزيت هذه الضيافة خبز وزيت قدم ذلك للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم وهذا فيه الحال التي كانوا عليها من قلة ذات اليد بل بل بل مر عليهم في بعض الوقت آآ فاق شديدة وقلة ذات يد يعني لعل مما يصور ذلك قصة المقداد ابن الاسود وهي في صحيح مسلم له قصة عجيبة جدا يقول اتيت المدينة انا وصاحبان لي وقد ذهبت اسماعنا وابصارنا. اي من شدة الجوع وقد ذهبت اسماعنا وابصارنا فعرظنا انفسنا على رسول الله صلى الله عليه على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما منهم من قبلنا او ضيفنا ما عندهم شيء يقول فما منهم عرظوا انفسهم وهم اهل كرم واهل ايثار لكن ما عنده شي ما في بيته شي يقول فعرظنا انفسنا على اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما منهم من اه قبلنا والسبب واضح ما هناك شيء والا هم اهل كرم ويؤثرون على انفسهم اهل ايثار لكن ما عندهم شي يقول فعرظنا انفسنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاخذنا الى داره اخذنا الى داره فاذا عنده ثلاث اعنز قال تحلب هذه العنز وتقسم على اربعة حليبها وهو قليل يقسم على اربعة هم ثلاثة اللي كل واحد منهم قسم وللنبي صلى الله عليه وسلم قسم اذا رجع في الليل يشرب نصيبه فمضوا على ذلك يقول المقداد شربت وصاحبي كل نصيبا وتركنا نصيب النبي صلى الله عليه وسلم في وعائه فجاني الشيطان وقال لي ان النبي صلى الله عليه وسلم بعد العشاء يمر الانصار ويجد عندهم تحف يتحفونه بشيء بطعام وليس هم بحاجة الى هذا الحليب لو شربته ولم يزل بي حتى شربته حتى شربته يقول فلما وقع الحليب في بطني من شرب وانتهى الامر جاء الشيطان ويأسني قال لي الان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجد حليبه نصيبه قسمه لا يجد في رفع يديه الى السماء ويدعو على من فعل ذلك بدعوة يهلك في دنياه واخراه فبقيت على فراشي خائفا ومعي لحاف ان غطيت وجهي بدت قدمي وان غطيت قدماي بدا وجهي. ويقولون الخائف يحب ان يغطي جسمه كاملا فبقيت على هذه الحال فجاء النبي عليه الصلاة والسلام ومر القدح ورفعه ليشرب واذا ما فيه شيء فرفع يديه الى السماء عليه الصلاة والسلام قلت الان اهلك يدعو علي فقال النبي عليه الصلاة والسلام اللهم اطعم من اطعمنا واسق من سقانا اللهم اطعم من اطعمنا واسقي من سقانا يقول قمت من فراشي مسرعا اريد ان اكون اول من يفوز بهذه الدعوة تقدم له طعاما وافوز بهذه الدعوة دعوة من يقدم له طعام فاخذت مدية سكين وذهبت الى الاعنز يريد ان يذبح واحدة منهم وهي ليست له لكنه يعني يريد ان يفوز بهذه الدعوة وبعد ذلك ينظر في الامر يقول فجئت الى الاعنز لاختار منها فاخترت منها واحدة. يعني ليذبحها ويقدمها طعاما النبي عليه الصلاة والسلام اذا هي حافل وهذي من ايات النبوة اذا هي حافل واذا هن حفل اي ملأى بالحليب مع انها حلبت انتهى الحليب الذي فيها فاذا هي حافل فذهبت وجئت باكبر وعاء لال محمد وحلبت حتى على الزبد يعني في الوعاء حليب فاتيت بها الى النبي عليه الصلاة والسلام وقدمته له فقلت اشرب فقال شربت انت وصاحباك شربت انت وصاحباك فما اردت ان اخبره بما صنعت؟ قلت اشرب فشرب ثم ما الدليل؟ فقلت اشرب فشرب ثم مده فقلت اشرب حتى علمت انه ارتوى عليه الصلاة والسلام قال فشربت بعده ثم ضحكت حتى سقطت على قفاي من الضحك قال لي هذه من سوءاتك المقداد والحديث في صحيح مسلم قال هذه من سوءاتك يا المقداد فقمت اخبرت بما صنعت لكن هو ضحك يعني ضحك فرح ضحك غبطة ضحك ما تدري ماذا تقول لكنه يعني كان في هم عظيم وجاءه فرج عظيم جدا اخبرته بما صنعت قال لي اه شرب صاحباك انظر اهتمامه عليه الصلاة والسلام فقلت يا رسول الله ان شربت انا وانت لا يهمني بعد ذلك احد شرب او لم يشرب فالحاصل ان ذكرت القصة هذه لانها تصور حال كانوا عليها في وقت من اوقاتهم قلة ذات اليد والا يأتي الى المدينة هؤلاء وقد ذهبت كما وصف اسماعهم وابصارهم ويعرضون انفسهم على الصحابة فما منهم من يجيب والسبب قلة ذات قلة ذات يدهم قال ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم افطر عندكم الصائمون واكل طعامكم الابرار وصلت عليكم الملائكة وهذه دعوات عظيمة تقال لمن قدم الطعام سواء للصائم او لغير الصائم هو لا يخص من قدم طعاما للصائم لان بعضهم لما يرى فيه افطر عندكم الصائمون يظنه خاص اذا كان قدم الطعام للصائم. والصحيح انه عام سواء كان الذي قدم لهم الطعام صيام او غير ذلك فانهم يدعون بهذه الدعوة افطر عندكم الصائمون وهذه دعوة لمن قدم الطعام بان يفطر عنده الصائمون يعني اهل الصيام اهل العبادة والتقرب الى الله سبحانه وتعالى واكل طعامكم الابرار من عباد الله عز وجل الاتقياء الصالحين وصلت عليكم الملائكة اي دعت لكم الملائكة المغفرة والرحمة ونحو ذلك نعم قال وعن جابر رضي الله عنه قال صنع ابو الهيثم ابن التيهان للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما فدعا النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه فلما فرغوا قالوا اثيبوا اخاكم قال يا رسول الله وما اثابته قال ان الرجل اذا دخل بيته فاكل طعامه وشرب شرابه فدعوا له فذلك اثابته. رواه ابو داوود ثم نعم اورد رحمه الله او ختم رحمه الله تعالى بهذا الحديث حديث جابر ان آآ قال قال جابر صنع ابو الهيثم ابن التيهان للنبي صلى الله عليه وسلم طعاما فدعا النبي صلى الله عليه وسلم آآ فدعا النبي صلى الله عليه وسلم وآآ اصحابه فلما فرغوا قال اثيبوا اخاكم اثيبوا اخاكم اي ادعوا له الدعوة لصاحبة اه الطعام بعد الفراغ من الطعام مرت السنة بها ثابتة في الاحاديث المتقدمة قالوا يا رسول الله وما اثابة الرجل فقالوا وما اثابته؟ قال ان الرجل اذا دخل بيته فاكل طعامه وشرب شرابه فدعوا له فذلك اثابته لكي اثابته. المعنى واضح المعنى واضح لكن الحديث غير ثابت والا المعنى الذي سيق في الحديث وهو الدعاء لمن قدم الطعام وان هذا من اثابته اي شكره على اه احسانه وما قدمه من الطعام بان يدعى له والسنة جاءت بانواع من الادعية كما تقدم معنا في الاحاديث الصحيحة الثابتة المعنى واضح لكنه لكن الحديث غير ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم لانه يرويه يزيد الدالان عن رجل عن جابر. يزيد هذا كثير الخطأ. والرجل هذا مبهم فالاسناد غير ثابت عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام لكن المعنى الذي جاء في الحديث معنى واضح لا اشكال فيه معنى واضح وهو ان المرء اذا قدم له طعام يثيب صاحب الطعام بالدعاء له يثيبه معنى يثيب ان يجازيه يجازيه يكافئه والمكافأة تكون بالدعاء له والدعاء جاءت السنة انواع من الادعية العظيمة المأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم لو كان المرء لا يحفظ شي منها ما ما يترك الدعاء له حتى لو يقول جزاك الله خيرا اكرمك الله احسن الله اليك او نحو ذلك لكنه يثيب صاحب الطعام وان حفظ هذه الدعوات وجاء بها لا شك انها ابلغ واتم واعظم اه في اه موافقة ما كان عليه الاتيان بالالفاظ الثابتة المأثورة عن صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله الا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه