بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فيقول العلامة ابن القيم الجوزي رحمه الله في كتابه الوابل الصيب الفصل الرابع والسبعون في التسليم للقضاء والقدر بعد بذل الجهد في تعاطي ما امر به من الاسباب قال تعالى يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم اذا ظربوا في الارظ او غزا لو كانوا عندنا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم. والله يحيي ويميت والله ما تعملون بصير فنهى سبحانه عباده ان يتشبهوا بالقائلين لو كان كذا وكذا لما وقع قضاؤه بخلاف بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا الفصل عقده المصنف رحمه الله تعالى للتسليم للقضاء والقدر بعد بعد بذل الجهد في تعاطي ما امر به من الاسباب معلوم في ضوء ما دلت عليه الدلائل من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ان اتخاذ الاسباب المشروعة المأمور بها هو من تمام التوكل على الله ومن تمام الايمان بقدر الله سبحانه وتعالى لان الله عز وجل امر عباده ببذل الاسباب فيما ينالون به مصالحهم الدينية والدنيوية وان يسعوا وان ينفضوا عنهم غبار الكسل والتواني والفتور وان ينهضوا الى مصالحهم بهمة عالية ثم في الوقت نفسه الا يعتمد على شيء من الاسباب المبذولة بل يتوكل على الله سبحانه وتعالى فيبذل السبب ويتوكل على الله وهذا هو اصل الايمان بالقدر والتوكل على الله سبحانه وتعالى فانه يقوم على اصلين عظيمين واساسين متينين هما بذل السبب والاستعانة بالله بذل السبب والاستعانة بالله ومن عطل الاسباب ولم يفعلها معتمدا على القدر متوكلا على الله عز وجل ففعله تواكل وخذلان ومآله الى بضاعة وحرمان ومن فعلى الاسباب معتمدا عليها معطلا الايمان باقدار الله سبحانه وتعالى فهذا مخذول محروم لان المعونة من الله والتوفيق بيد الله والسداد في الامور امره الى الله سبحانه وتعالى ولهذا الاصل في المسلم ان يجمع بين الامرين ان يبذل السبب وفي الوقت نفسه يستعين بالرب بالله سبحانه وتعالى قال في التسليم للقضاء والقدر بعد بذل الجهد في تعاطي ما امر به من اسباب اذا بذل المرء اذا بذل المرء الاسباب الصحيحة وجد واجتهد ثم مع ذلك قدر الله عليه شيئا من الاقدار المؤلمة قدر عليه شيء من المصائب او نحو ذلك فلا يفتح على نفسه باب اللو لو اني فعلت كذا لو اني لم افعل كذا لافتح على نفسي هذا الباب فانه باب من ابواب الشيطان وانما عليه ان يسلم لاقدار الله سبحانه وتعالى وان يقول مباشرة قدر الله وما شاء فعل ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه قال علقمة هو المؤمن تصيبه المصيبة فيعلم انها من عند الله فيرضى ويسلم فاذا المسلم مطالب بان يبذل الاسباب ان ان يجتهد في ان تأتي الامور على احسن حال فاذا جاء امر على خلاف ذلك قدر الله عز وجل عليه باقدار مؤلمة او نحو ذلك فعليه ان يسلم لقدر الله سبحانه وتعالى ولا يقول لو اني فعلت او لو اني لم افعل فهذا باب من ابواب الشيطان اورد رحمه الله تعالى في صدر هذه الترجمة قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين قالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزا لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا. لو كانوا عندنا هذا هو باب اللو الذي هو من عمل الشيطان قال ابن القيم فنهى سبحانه عبادة ان يتشبهوا بالقائلين لو لان الله عز وجل في هذه الاية قال لا تكونوا كهؤلاء لا تكونوا كهؤلاء الذين من شأنهم انه اذا حصل شيء من الاقدار قالوا لو هذا من شأن الكفار ومن صفاتهم كما نعتهم الله سبحانه وتعالى بذلك ونهى عباده ان يفعلوا ذلك قال ابن القيم رحمه الله فنهى سبحانه عبادة ان يتشبهوا بالقائلين لو كان كذا وكذا لما وقع قضاءه بخلافه فهذا من قولهم ونهانا الله سبحانه وتعالى عن التشبه بهم اذا المسلم يفعل الاسباب ويأتي بها على وجهها المشروع الاسباب الدينية والاسباب الدنيوية واذا وقع القدر والقضاء وحصلت مصيبة او نحو ذلك لا يفتح على نفسه باب لو بل يعلم ان هذا قدر الله ان هذا قدر الله سبحانه وتعالى وان ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن وان المصائب باذنه ما اصاب من مصيبة الا باذن الله اي بقضائه تقديره سبحانه وتعالى. نعم وقال النبي صلى الله عليه وسلم واياك واللوا فان اللوا تفتح عمل الشيطان وقال ابو هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمنين من الضعيف وفي كل خير. احرص على ما ينفعك واستعن بالله. ولا تعجز. وان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح الشيطان رواه مسلم قال رحمه الله تعالى وقال النبي صلى الله عليه وسلم واياك ولوا واياك واللوا وخاصة في هذا المقام عندما يحصل للانسان مصيبة او يقدر عليه امر لا يفتح على نفسه باب اللوم لو انني ما مشيت مع هذا الطريق لو انني لم اسافر اليوم لو انني اخرت السفر الى غدا لو انني اطعت فلان فيما اشار علي لو لو هذه ما تنفع المرء بل هي من عمل الشيطان ليحزن الذين امنوا في فيما تقع فيه من مصائب بخلاف المؤمن بخلاف المؤمن اذا قدر الله عز وجل عليه قدر يعلم ان هذا قدر الله وان هذا هو الذي وان هذا هو الكائن في هذا الوقت لانه قضاء مبرم ان الله كتب مقادير الخلائق نعم قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة في الحديث الاخر قال اول ما خلق الله القلم قال له اكتب قال وما اكتب؟ قال اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة فجرى القلم في الحديث الاخر قال رفعت الاقلام وجفت الصحف فالذي قدره الله سبحانه وتعالى هو الذي يكون الذي قدره الله سبحانه وتعالى هو الذي يكون ولهذا يقولون كيف يعلم ان الامر مقدر اذا وقع اذا وقع عرفنا ان هذا شيء مقدر كيف اعلم ان الامر مقدر اذا وقع الامر فهو مقدر وقوعه فهو مقدر كل شيء بقدر يقول عليه الصلاة والسلام حتى العجز هو الكيس كل شيء بقدر حتى العجز والكيس فالمؤمن اذا اصابته مصيبة او نزلت به نازلة او نحو ذلك يقول قدر الله وما شاء فعل ويحذر من اللو اللو تفتح عليه باب من ابواب الشيطان فان اللوا تفتح عمل الشيطان قال وقال ابو هريرة رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ما دام ان الامام موجود هنا وهنا في كل خير وعد فيه ان الخيرية بالايمان وبحسب حظ المرء من الايمان والمؤمن القوي احب الى الله احب الى الله من المؤمن الضعيف وهذا فيه حث على القوة في الطاعة والايمان والعبادة والتقرب الى الله عز وجل فيه حث على ذلك لان هذا هذا الاحب الى الله رب العالمين سبحانه وتعالى قال احرص على ما ينفعك واستعن بالله احرص على ما ينفعك واستعن بالله في هاتين الكلمتين جماع الخير في هاتين الكلمتين جماع الخير قال المؤمن القوي احب الى الله من المؤمن الضعيف وهو في كل خير جماع الخير في هاتين الكلمتين احرص على ما ينفعك واستعن بالله احرص على ما ينفعك هذه دعوة الى بذل الاسباب ان يمشي يتحرك ينطلق يمضي الى مصالحه واعماله يبادر يسابق يسارع يبذل السبب بهمة وبنشاط وبعزيمة احرص على ما ينفعك. الامور النافعة في دينك وفي دنياك احرص على عليها ببذل الاسباب لتحصيلها ببذل الاسباب لتحصيلها ولا يبقى الانسان مكانه ويقول اه ان قدر ان اكون من اهل هذا الشأن اكون بذلت السبب او لم ابذل السبب. هذا شأن اهل التواني والكسل والحرمان والخذلان ولهذا قال عمر رضي الله عنه عن جماعة ذكروا له خرجوا بلا زاد وقالوا نحن المتوكلون. قال المتوكل الذي يظع بذره. ويتوكل على الله. يبذل السبب يضع بذره ويتوكل على الله سبحانه وتعالى وايضا في العلم وتحصيل العلم ينال العلم اذا بذل السبب لكن لو جلس مكانه وقال ان قدر الله ان اكون من كبار العلماء اكون ما يحتاج ان اتعب واحفظ واقرأ واكتب ما يحتاج ان كان الله قدر تمنيت ان تمسي فقيها مناظرا بغير عناء والجنون فنون وليس اكتساب المال دون مشقة تلقيتها فالعلم كيف يكون لابد فيهم بذل السبب لابد فيه من بذل السبب لا بد ان يبذل الاسباب النافعة التي ينال بها مصالحه الدينية والدنيوية ثم اذا بذل السبب لا يعتمد عليه اذا بذل السبب لا يعتمد على السبب بل يتوكل على الله واستعن بالله اطلب المعونة من الله اطلب البركة من الله اطلب السداد من الله يا معاذ اني احبك فلا تدعن دبر كل صلاة ان تقول اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك العلماء ذكروا فائدة ثمينة انتبهوا لها فائدة ثمينة جدا اذا دعوت الله سبحانه وتعالى بدعوة لا تقف عند الدعاء مثلا جاء في السنة ان تقول في الصباح الباكر بعد صلاة الفجر اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا. هذه ثلاث اسباب ثلاث هي جماع اهداف المسلم في يومه اذا قلت اللهم اني اسألك علما نافعا لا تجلس ابحث عن العلم اطلب العلم اسعى في طلب العلم ولهذا قال عليه الصلاة والسلام من اكملوا سلك من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا للجنة. من سلك وان الملائكة لتظع اجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع. سلك سار تحرك اجتهد فيبذل السبب فاذا دعوت الله اللهم اني اسألك علما نافعا لا تبقى مكانك اذهب وابحث عن العلم اطلب العلم حفظا قراءة مراجعة حضور درس سماع علم يبذل السبب فيهيئ الله سبحانه وتعالى له من اسباب التوفيق والعلم والخير احرص على ما ينفعك واستعن بالله لا يعتمد الانسان على الاسباب ولا ايظا يركن الى التوكل ويعطل الاسباب وفي قصة صاحب الناقة قال للنبي عليه الصلاة والسلام اعقلها واتوكل والا اطلقها واتوكل ما الطريق الصحيح اعقلها واتوكل او اطلقها. قال اعقلها وتوكل. اعقلها ده هو بذل السبب اعقلها هذا بذل السبب فيجمع الامر بين الامرين يبذل السبب يتوكل على الرب سبحانه وتعالى. احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وايضا تروى ولا تعجزن اياك والعجز اياك والعجز النبي عليه الصلاة والسلام كان كثيرا ما يأتي في دعواته اللهم اني اعوذ بك من العجز والكسل العجز والكسل يبقى الانسان في مكانه معطلا الاسباب متوانيا خمولا فاترا يعطل الاسباب الناس تغدو وتروح حتى الطير قال عليه الصلاة والسلام لو توكلتم على الله حق توكلي لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصا وتروح بطانا قال تغدو اي تبذل السبب فايضا العبد يبذل السبب يتحرك بهمة بنشاط واصدق الاسماء حارث وهمام فيتحرك بهمة ونشاط يدع عنه الكسل ويتعوذ بالله سبحانه وتعالى من الكسل ولا تعجزن وان اصابك شيء بذلت الاسباب الصحيحة سلكت المسالك الجيدة استشرت في الامر دخلت الامر بوضوح ومع هذا كله قدر عليك شيء قدر عليك امر الان مثلا قد يخرج الانسان في رحلة طاعة او رحلة عمر قد يصيبه مثلا حادث قد يصيب اشياء من المصائب لا يفتح على نفسه باب لو لو اخرت الرحلة قد ان فلان قال لي تمشي غدا او اشياء لا يفتح هذا الباب اصلا يقول فان وان اصابك شيء فلا تقل لان سبحان الله هذه الكلمة مباشرة تأتي عند المصيبة مباشرة تأتي لو هذه مباشرة تأتي عند المصيبة تأتي على لسان ويبدأ يتحدث عن في نفسه او مع الاخرين لو ولو فاذا ان اصابك شيء فلا تقل لو اني فعلت كذا كان كذا وكذا لا يقل لو اني فعلت ولا لو اني لم افعل. ولكن قل قدر الله وما شاء فعل وتروى ايضا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل كله صحيح قل قدر الله وما شاء الاو قل قدر الله وما شاء فعل مباشرة ايقن بان هذا الذي حصل امر كتبه الله سبحانه وتعالى ولا مناص عنه ولا مناصان واعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك لا مناص عنه لا مناص عنه واعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك ما اصابك لابد ان يصيبك لانه قدره الله سبحانه فلا بد ان يقع قال ولكن قل قدر الله ما شاء فعل. هذه الكلمة كلمة عظيمة جدا هي كلمة ايمان ويقين اه اقرار بقدر الله سبحانه وتعالى وان الامور باقداره سبحانه وتعالى قدر الله وما شاء فعل. قدر الله وما شاء فعل وسبحان الله تعطي هذه الكلمة صاحبها عندما يقول عن ايمان تعطيه سلوى تسلية في في في مصابه ويبقى مطمئنا غير جازع ولا متسخط ولا متبرم ولا معترظ قدر الله وما شاء فعل قدر الله وما شاء فعل يذكرون عن احد الرحالة من غير المسلمين كانوا يجوبون احيانا اه الديار بعضهم يتعرف على العادات والتقاليد و فمر ببادية واثناء مروره بهم جاءت رياح عاتية شديدة اقتلعت الخيام وتفرقت الماشية مثل هذا في بعض المناطق يهلك الانسان جزعا وتسخطا فتعجب يقول ما زادوا على قدر الله ما زادوا على قدر الله ونفوسهم مطمئنة. فكان في غاية العجب من حالهم في مثل هذا المصاب الشديد البيوت اقتلعها التي هي الخيام اقتلعتها الرياح القتها بعيدا والماشية تفرقت قال ما زادوا على قدر الله ما زادوا على قد او نفوسهم مطمئنة. الاخرون في مثل هذه الحالة نفوسهم ساخطة اشد السخط قد قال عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ظراء صبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن فالمؤمن شاكر في سرائه صابر في ضراءه فائز في الحالتين في السراء بثواب الشاكرين وفي الضراء ثواب الصابرين قال فان لو تفتح عمل الشيطان. قال فان لو تفتح عمل الشيطان هذا فيه ان الشيطان يحظر عند المصيبة بان الشيطان يحظر عند المصيبة ليحرف الانسان عن الايمان ليحرف الانسان عن الايمان بينما الواجب على المؤمن في مصيبته ان يفزع الى الايمان ينظر ماذا يطلب منه بموجب الايمان واليقين فيفعل ذلك ويقوله فيحظر الشيطان ليحرفه ليحرفه عن عن هذا الايمان ويفتح عليه هذا الباب لو ولو الى اخره فيحذر العبد من عمل الشيطان ويقول قدر الله وما شاء فعل ويعلم ان ما اصابه لم يكن ليخطئه وما اخطأه لم يكن ليصيبه قال رحمه الله وعن عوف بن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين فقال المقضي عليه لما ادبر حسبنا الله ونعم الوكيل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يلوم على العجز. ولكن عليك بالكيس فان غلبك امر فقل حسبي الله ونعم الوكيل فنهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول عند جريان القضاء ما يضره ولا ينفعه وامره ان يفعل من الاسباب ما لا غنى له عنه. فان اعجزه القضاء قال حسبي الله ونعم الوكيل. فاذا قال حسبي الله بعد تعاطي ما امر به من الاسباب قالها وهو محمود. فانتفع بالفعل والقول. وان واذا عجز وترك الاسباب وقالها قالها وهو ملوم بترك الاسباب التي اقتظتها حكمة الله عز وجل فلم تنفعه الكلمة نفع لمن فعل ما امر به هذا الكلام للامام ابن القيم رحمه الله تعالى كلام عظيم جدا ويحتاج ان يتأمله طالب العلم والمسلم جيدا وبناه على هذا الحديث وان كان الحديث في اه سنده مقال قال عن عوف ابن مالك رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين قضى بين رجلين والقضاء بين الرجلين يكون بما يسمع القاضي منهما وقد يكون احدهما الحن بالحجة من الاخر فيقضى له وقد يكون الحق ليس له لكن القاضي يقضي بما يسمع البينة قد يكون الانسان له الحق لكن ليس عنده بينة ومن ليس له الحق قد يكون الحق تحت يده في حلف لان البينة المدعي واليمين على من انكر فقد يحلف وهو ليس له قد يحصل هذا قد يحصل هذا فالمؤمن المسلم مطلوب في مصالحه ان يضبط اموره يضبط اموره باتقانها بيناتها شهودها الى غير ذلك تكون اموره مضبوطة فاذا قال بعد ذلك لو قدر عليه بان اخذ منه حقه قال حسبنا الله ونعم الوكيل تكون مناسبة تماما في هذا الموطن لكن ان يقول الانسان مع العجز والكسل ان يقول مع العجز ومع الكسل والتواني عدم ظبط اموره هذا محل اشكال قال عن عوف ابن مالك ان النبي صلى الله عليه وسلم قضى بين رجلين فقال المقضي عليه لما ادبر حسبنا الله ونعم الوكيل قال المقضي عليه لما ادبر حسبنا الله ونعم الوكيل. فقال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله يلوم على العجز ان الله يلوم على العجز ولكن عليك بالكيس الكيس هو الفطنة والنباهة والحذق وضبط الامور ولكن عليك بالكيس فاذا غلبك امر مع الكيس والفطنة وظبط الامور فقل حسبي الله ونعم الوكيل فقل حسبي الله ونعم الوكيل. اما ان يفرط الانسان ويضيع ويكون عاجزا مستصحبا العجز والكسل ثم اذا غلبه امر قال حسبي الله ونعم الوكيل قال له انت فرطت في ظبط امورك فرطت في ظبط امورك فرطت في في ظبط مصالحك. والله يلوم على العجز الانسان لابد ان يعتني باموره ويعتني بظبطها ولهذا يقول ابن القيم فنهى النبي صلى الله عليه وسلم ان يقول عند جريان القضاء ما يضر ولا ينفعه وامر وامره ان يفعل اسباب وامره ان يفعل الاسباب ما لا غنى عنه ان يقول عند جريان القضاء والقدر ما يضره وما لا ينفعه كما تقدم في الحديث الاول لو اني فعلت كذا لكان كذا وامره ان يفعل من اسباب ما لا غنى عنه. لان الله يلوم على العجز لابد من فعل آآ السبب فان اعجزه القضاء يعني مع بذله للسبب قال حسبي الله ونعم الوكيل ان عجزه القضاء يعني مع بذله بالسبب قال حسبي الله ونعم الوكيل. فاذا قال حسبي الله ونعم الوكيل بعد ما بعد تعاطي ما امر به من الاسباب قال هو هو محمود قال هو وهو محمود لانه قالها في موطنها الصحيح قال في موطنها الصحيح فانتفع بالفعل والقول انتفع بالفعل الذي هو بذل السبب وانتفع بالقول الذي هو حسبي الله ونعم الوكيل. انتفع بهذا وانتفع بهذا واذا عجز وترك الاسباب وقالها يعني قال حسبي الله ونعم الوكيل قالها وهو ملوم على ماذا نلوم على قولها او على ترك الاسباب نعم عن ترك الاسباب على التفريط عن العجز ملوم على ذلك. لانه كما تقدم في الحديث الذي قبل احرص على ما ينفعك لا تكن ثم قال ولا تعجزن فاذا ما لم الانسان الى العجز والكسل وترك بذل اسباب يلام على يلام على ذلك قال واذا عجز وترك الاسباب وقالها قالها وهو ملوم بترك الاسباب التي اقتضتها حكمة الله سبحانه وتعالى فلم تنفعه الكلمة نفعها لمن فعل ما امر به. انتبه للكلام ودقته فلم تنفعه الكلمة نفعها لمن فعل ما امر بها. الرجل الذي يبذل الاسباب يجتهد في تحصيلها ثم جاءت الامور على خلاف ما يريد وقالها يكون قالها في موطن بذل فيه السبب فتكون نافعة لها ينفعه باذن الله ما بذله من سبب وينفعه باذن الله قول هذه الكلمة اما من يقولها مع العجز والتواني اه الكسل والفتور فلم تنفعه الكلمة نفعها لمن فعل ما امر به نفعا لمن فعل ما امر به. مثله تماما ما اشرت اليه اولا يعني لو ان شخصا في الصباح الباكر قال اللهم اني اسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا صالحا ومباشرة بعد ما دعا وضع الوسادة ونام الى الظهر نوم عميق هذا هذا هذا هو الكسل هذا هو العجز هذا هو التواني اذا كنت في الصباح اللهم اني اسألك علما نافعا اتبع الدعاء ببذل السبب اذا قلت اللهم اني اسألك رزقا طيبا اتبع الدعاء ببذل السبب عملا صالحا اتبع الدعاء ببذل السبب تكون محمودا لان المسلم مطلوب منه ان يجمع بين الامرين ثم من جهة اخرى بعد بذل السبب النافع المفيد لو قدر انه حصل لك شيئا بخلاف ما تريد او بخلاف ما تحب قل قدر الله وما شاء فعل اعتدي عليك ونحو ذلك قل حسبي الله ونعم الوكيل قل حسبي الله ونعم الوكيل. هذه الكلمات كلمات الايمان اه كلمات عظيمة جدا وهي هداية اه القلوب كما قال الله يهدي قلبه وليعلم ان كلمة حسبي الله ونعم الوكيل يؤتى بها بين يدي المصالح التي يريد المرء ان يفعلها ولهذا شرع لنا في كل مرة نخرج فيها من البيت آآ ان ندعو بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله نطلب العون والمد من الله سبحانه وتعالى يشرع ان يؤتى بها بين يدي المصالح مصالح الانسان يقول حسبي الله ونعم الوكيل. ولهذا قال العلماء ان هذه الكلمة تقال في دفع البلاء كما انها تقال في جلب النعماء تقال في في دفع البلاء كما ان ايضا تقال في جلب النعماء حسبي الله ونعم الوكيل ولو انهم رضوا ما اتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله حسبنا الله سيؤتينا الله وتقال ايضا في في في دفع البلاء الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل جمع بين هذين المعنيين في اية واحدة في سورة الزمر قول الله سبحانه وتعالى قل ارأيتم ما تدعون من دون الله ان ارادني الله بضر هل هن كاشفات ضره او ارادني برحمة هل هن ممسكات رحمته؟ قل حسبي الله قل حسبي الله قل حسبي الله في دفع الظر وقلها في طلب الرحمة في المقامين قل حسبي الله في دفع الظر وقلها ايضا في طلب النعمة والرحمة والخير والبركة وهي كلمة عظيمة جدا كلمة عظيمة جدا ينبغي ان يعتني بها المسلم وان ينطقها بلفظها بلفظها كما جاءت في كلمة درجت على السنة كثير من الناس عندما يعتدى عليه او كذا يقول حسبي الله على فلان هذا غير صحيح لا لا اللفظ شرعي ولا المعنى اللغوي مستقيم حسبي الله على على فلان او حسبي الله عليه قل حسبي الله ونعم الوكيل انطقها بلفظها كما جاءت في المقامين مقام جلب النعماء وفي مقام دفع دفع الضر والبلاء نعم نكتفي بهذا نسأل الله الكريم رب العرش العظيم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين اللهم ات نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك من الخير كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم ونعوذ بك من الشر كله عاجله واجله ما علمنا منه وما لم نعلم. اللهم انا نسألك الجنة وما قرب اليها من قول او عمل ونعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل ونسألك من خير ما سألك منه عبدك ورسولك محمدا صلى الله عليه وسلم ونعوذ بك من شر ما استعاذك منه عبدك ورسولك محمد صلى الله عليه وسلم وان تجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه