بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله في كتابه الوابل الصيب الفصل الخامس والسبعون في جوامع من ادعية النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذات لا غنى للمرء عنها وفي الصحيحين من حديث انس بن مالك رضي الله عنه قال كنت اخدم النبي صلى الله عليه وسلم فكنت اسمع اسمعه ان يقول اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد فهذا الحديث هو من الاحاديث الجوامع في باب التعوذ وسيذكر المصنف رحمه الله تعالى بعده احاديث في التعوذ والتعود هو طلب العود الاستعاذة طلب العود وهي لجوء من شيء يخافه الانسان ويحذر من الى من يخلصه منه فالاستعاذة اعتصام والتجاء واستنصار وفرار الى الله سبحانه وتعالى بان يخلص العبد من شيء يخشاه ويخاف منه اما شيء موجود وواقع فيطلب من الله عز وجل بتعوذه ان يرفعه وان يبعده او شيء مفقود يخشى ان يقع وان يحصل فيتعوذ بالله سبحانه وتعالى ملتجئا اليه بان يعيذه من وقوع ذلك الشيء فالتعوذ في الجملة يرجع الى هذين الامرين اما تعوذ من شيء موجود يطلب العبد من الله عز وجل ان يرفعه او شيء مفقود يخشى من وقوعه فيطلب من الله عز وجل الا يقع فالتعود فرار الى الله عز وجل وعبادة لا تصرف الى غيره ومن صرف تعوذه الى غير الله عز وجل صرفه الى ذل وهوان ولم يزده من صرف تعوذه اليه الا رهقا ذلا وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم هم رهق فلا يحصل منفعة بل يهدم بذلك دينه والتعوذ هو من الدعاء التعوذ هو من الدعاء التعوذ دعاء ولهذا ترى في الاحاديث اللهم اني اعوذ بك فالتعود دعاء لكنه دعاء مخصوص بطلب الخلاص من مخوف ومرهوب وشيء يخشى منه الانسان فيطلب من الله عز وجل ان ان يعيذه امنا والمستعاذ به هو الله عز وجل والمستعاذ به هو الله لا معاذ الا الى الله عز وجل. ولا ملجأ الا اليه كلا لا وزر. الوزر هو المعاد والملجأ فلا ملجأ ولا وزر ولا منجى الا بالفرار الى الله ففروا الى الله ولهذا يجب على المسلم ان يحقق هذه العبودية العظيمة عبودية التعوذ فيكون في كل خوف وفي كل شيء يخشاه يلجأ الى الله عز وجل ويفر ويفر الى الله سبحانه وتعالى طالبا نجاته خلاصه مما يخشاه ويخافه والسنة النبوية جاءت بانواع كثيرة جدا مما يستعاذ منه يستعاذ منه جاءت السنة النبوية باشياء كثيرة جدا في مقامات فيها تفصيل وفي مقامات فيها اجمال والامام النسائي رحمه الله تعالى عقد في كتابه السنن كتابا عظيما جدا اسماه الاستعاذة باب كتاب الاستعاذة وساق فيه اه احاديث كثيرة جدا كلها في هذا الباب كلها في في هذا الباب وهو من احسن ما كتب وجمع في هذا الباب باب اه الاستعاذة وللامام ابن مفلح رحمه الله تعالى ايضا رسالة خاصة بالاستعاذة سماها الاستعاذة وهي مطبوعة وايظا نافعة جدا في في في هذا الباب قال وفي الصحيحين من حديث انس ابن مالك قال كنت اخدموا النبي عليه الصلاة والسلام لكنت اسمعه يكثر ان يقول تقدمته رضي الله عنه كنت اخدم النبي عليه الصلاة والسلام بين يدي هذا الامر الذي ذكره حتى ينبه السامع والمتلقي الى طول الملازمة الى طول الملازمة يعني مع الملازمة الطويلة عشر سنوات يخدم النبي عليه الصلاة والسلام وهو يسمعه مع هذه المدة الطويلة التي لازم فيها النبي عليه الصلاة والسلام وكان خادما لا سمع او يكثر من ذلك. يكثر من هذا الدعاء واذا علمت يا ايها المسلم اذا علمت ايها المسلم ان نبيك الكريم عليه الصلاة والسلام كان يكثر من هذا الدعاء كما اخبر بذلك انس رضي الله عنه فلتكثر منه تأسيا واقتداء بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام قال يكثر ان يقول اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وضلع الدين وغلبة الرجال. هذه هذه ثمانية امور كان يكثر نبينا عليه الصلاة والسلام من التعوذ بالله سبحانه وتعالى منها الاولان الهم والحزن الاولان الهم والحزن وكلاهما اي الهم والحزن الم يصيب النفس وكرب وشدة فاذا كان هذا الالم الذي اصاب النفس والشدة يتعلق بشيء يخافه في المستقبل سيتعلق بالمستقبل فهو الذي يسمى الهم هذا النوع من الالم والكرب يسمى هم اذا كان يتعلق شيء مستقبل واما اذا كان يتعلق بشيء ماضي وامور ماضية فهو الحزن فكل منهما الم يصيب النفس وشدة تصيب القلب لكن الهم يتعلق بالمستقبل والحزن يتعلق الماظي ثم قال والعجز والكسل والعجز والكسل وهذان معيقان للعبد عن العمل وعن الطاعة. وعن ايضا المصالح مصالح المرء فالعجز والكسل كل منهما معيق لكن العجز هو عدم القدرة على فعل الشيء الانسان العاجز هو الغير قادر على ان يفعل الشيء واما الكسول فعنده قدرة لكن ليس عنده ارادة ولا نشاط ولا همة ليفعل قادر على على فعل الشيء عنده قوة على فعله لكنه ليس عنده ارادة ليس عنده عزيمة بل هو مصاب بالفتور بالخمول بالتواني فكل من العجز والكسل معيق عن العمل عن الطاعة عن العبادة وسبحان الله لو فتش المفتش ونظر الناظر في احوال الناس يجد ان الحرمان الكثير من الخير والعبادة بل حتى من اداء فرائض الدين واجبات الاسلام ترجع اما لعجز او او لكسل ولهذا ما احوج الانسان ان يتعوذ بالله كثير من العجز والكسل لان العجز والكسل يعيقانه عن العمل عن الطاعة كم من الناس يفرط في طاعات عظيمة وعبادات جليلة واعمال صالحة ولم يثني على ذلك الا اما عجزه او كسله اذا العبد محتاج فعلا الى ان يكثر من التعوذ بالله سبحانه وتعالى من العجز ومن الكسل قالوا والبخل والجبن والبخل والجبن وهذان ايضا يتعلقان بامر واحد وهو البذل بذل الانسان من نفسه فاذا شح بالبذل ان كان هذا الشح يرجع الى المال لا لا يخرج من لا تنشط نفسه الانفاق في سبيل الله من المال الذي اتاه الله عز وجل اياه فهو البخيل والذي لا يعين اخاه ببدنه نصرة له ومعونة فهذا الجبان فكل منهما راجع الى هذا المعنى. ان كان يتعلق بالبدن فهو الجبن وان كان يتعلق بالمال فهو البخل وهما امران يتعوذ بالله سبحانه وتعالى منه ما يتعوذ بالله من البخل ومن يوقى شح نفسه فاولئك هم اه المفلحون يتعوذ بالله سبحانه وتعالى من الجبن الذي هو آآ ضعف الانسان اه وبرود عزيمته في البذل من نفسه في معونتي اخيه ونصرته قال وضلع الدين وغلبة الرجال وضلع الدين وغلبة الرجال ظلع الدين اي ثقل الدين. الدين له ثقل حتى ان النبي عليه الصلاة والسلام قال كما في مسند الامام احمد قال لا تخيفوا انفسكم بعد امنها قالوا وما ذاك يا رسول الله؟ قال الدين قال الدين فالدين امر مخيف وهم وارق وشدة وكرب عظيم ولا سيما مع مطالبة اهل المال والديانة لحقهم عند تأخر المدين في السداد قال ظلع الدين لان ثقل الدين على الانسان يجعله كالانسان الاظلع في مشيته من ثقل الحمل الذي الذي عليه فهذا شأن الدين قال ضلع الدين الدين ثقل ثقل وشدة والامر الثاني قال وغلبة الرجال اي تسلطهم غلبة الرجال تسلطهم على على المرء وتسلط الرجال على المرء تارة يكون بحق ومثاله ضلع الدين يتسلط عليه يطالب حقه يطالب حقه يتسلط عليه يشتد عليه يلح عليه يطالب بحقهم وتارة يكون بغير حق عدوانا وهذا يرجع اليه المعنى الثاني غلبة الرجال فالحاصل ان هذه ثمانية امور ثمانية امور يشرع للمسلم ان يكثر التعوذ بالله سبحانه وتعالى منها تأسيا بالنبي الكريم عليه الصلاة والسلام واقتداء به نعم قال رحمه الله وفي صحيح مسلم عن زيد بن ارقم رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اللهم اني اعوذ بك من العجز من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وعذاب القبر اللهم ات نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها. اللهم اني اعوذ بك من قلب لا يخشع ونفس لا تشبع وعلم لا لا ينفع ودعوة لا يستجاب لها قال وفي صحيح مسلم عن زيد ابن ارقم عن اه رضي الله عن عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يقول اللهم اني اعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل وهذه الاربعة تقدمت معنا في الحديث الذي قبله والهرم والهرم يعني ان يصل الى الانسان الى مرحلة في العمر يهرم تخور قواه ويذهب عقله وفكره ويصاب الخرف مثل ما جاء في الدعاء الاخر واعوذ بك من ان اردل ارذل العمر من ان اردي لارض العمر فالتعوذ بالله من من الهرم والتعوذ بالله سبحانه وتعالى من ان يردل ارذل العمر هما بمعنى واحد والمراد ان يبقى الانسان ممتعا بحواسه وفكره وعقله الى ان يتوفاه الله الى ان ان يتوفاه الله سبحانه وتعالى. يبقى بحواسه بقواه بعقله خاصة. لان كثير من الناس مع مع الهرم يصاب بخرف يصاب بخرف فهذه الدعوات مهمة جدا يدعو بها الانسان ويكثر من دعاء الله بها في قوته ونشاطه حتى ان متعه الله عز وجل بطول العمر لا يصاب ما يصاب به غير غيره من الناس من الخرف والرد الى ارذل الرد الى ارذل العمر قال وعذاب القبر اي واعوذ بك من عذاب القبر وعذاب القبر حق الناس يعذبون في قبورهم الا اهل الايمان والطاعة والعذاب الذي يكون في القبر يكون على الكفر وهو عذاب دائم مستمر النار يعرضون عليها غدوا وعشيا اي في قبورهم لقوله بعدها ويوم تقوم الساعة يردون الى اشد العذاب فقول النار يعرضون عليها غدوا وعشيا اي في القبور عذاب الكافر في قبره مستمر الى قيام الساعة وعذاب العصاة هذا نوع اخر في قبورهم هو بقدر الذنوب اما انهما لا يعذبان وما يعذبان في كبير قال اللهم اتي نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها اللهم ات نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها ات نفسي تقواها اي من علي بان تكون نفسي نفس بان تكون نفسي نفسا تقية لله سبحانه وتعالى متقية لله محققة لتقوى الله عز وجل واصل التقوى في النفس في القلب ولهذا كان عليه الصلاة والسلام يقول التقوى ها هنا التقوى ها هنا التقوى ها هنا ويشير الى صدره ثلاث مرات لان منبع التقوى واصلها وركيزتها القلب ولهذا في في هذا الحديث العظيم قال اللهم اتي نفسي تقواها اتي نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها زكها اي اي طهرها وابعدها عن الدنس وعنا السوء ورضيل الاعمال ووفقني لان تكون نفسي زكية مطيعة لله سبحانه وتعالى خاضعة له جل في علاه اللهم ات نفسي تقواها وزكها انت خير من زكاها انت خير من زكاه هذا تفويظ تفويظ الى الله عز وجل وانك لا تملك من تزكية نفسك شيء ولا حول ولا قوة لك الا بالله سبحانه وتعالى ولا يمكن ان تتزكى نفسك الا اذا زكاها الله بل الله يزكي من يشاء ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء فالله عز وجل هو الذي يزكي ولهذا يلجأ اليه هذا اللجوء العظيم. زكي انت خير من زكاها انت خير من زكاها فهذا تفويض الى الى الله سبحانه وتعالى ولجوء تام اليه جل في علاه انت وليها ومولاها وهذان اسمان لله عظيم جدا ان تتوسل الى الله بهما في هذا المقام العظيم الولي المولى اسمان لله عز وجل وهما يدلان على هذا المعنى وهو انه يتولى عبده المؤمن مثل ما جاء في القرآن وهو يتولى نعم الصالحين ان ان ولي الله الله الذي نزل الكتاب بالحق وهو يتولى الصالحين وهو يتولى الصالحين الولي الذي يتولى عبده توفيقا وتسديدا وحفظا ومعونة ونصرة انت وليها ومولاها اللهم اني اعوذ بك من قلب لا يخشع ونفس لا تشبع وعلم لا ينفع ودعوة لا يستجاب لها. هذا تعوذ من امور اربعة عظيم جدا ان يعنى المسلم دوما بالتعوذ بالله سبحانه وتعالى منها الامر الاول القلب الذي لا يخشع القلب الذي لا يخشع تمر عليه المواعظ والزواجر والقوارع وهو مستمر في لهوه وغيه والصدود واعراضه لا يخشع ولا ولا يتأثر بالزواجر والمواعظ والعبر والعظات لا تحرك فيه شيئا والقلب الذي لا يخشع هو صاحبه مضيع الطاعة والعبادة وايضا سادر في غيه واكبابه على الذنوب والمعاصي قال اعوذ بك من قلب لا يخشع ونفس لا تشبع ومعنى نفس لا تشبع يعني نفس لا هم لها الا الدنيا مكبة عليها ومنخرطة في جمعها وتحصيلها لا هم له الا الا الا هذه الدنيا نفسه مكبة على الدنيا منصرفة اليها حتى ان بعض الناس من شدة اكبابه على الدنيا ينادى في المساجد حي على الصلاة حي على الفلاح ثم بعد ذلك يقال قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة وهو في دنياه ما ما يذهب الى بيوت الله سبحانه وتعالى فهذا مصاب بنفس لا تشبع حتى ان بعضهم مع ما اعطاه الله من مال كثير لا يزال مكب على الدنيا وينادى الى الصلاة فلا يجيب ينادى الى الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح لا يجيب لانصراف قلبه الى الدنيا وكونه مصاب بنفس لا تشبع هذا الامر الثاني الثالث قال وعلم لا ينفع وهذا يتعوذ بالله سبحانه وتعالى منه لان العلم الذي يحصله المرأة الاصل في تحصيله ان ينتفع بالعلم ومقصود العلم العمل مقصود العلم العمل ولهذا يقول علي رضي الله عنه يهتف بالعلم العمل فان اجابه والا ارتحل لانه هو المقصود كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب فمقصود العلم العمل الطاعة العبادة التقرب الى الله سبحانه وتعالى لكن اذا كان الانسان يحصل علما يحفظ ويقرأ ويحظر دروسا ويستمع الى علم لكن لا يعمل هذا امر يتعوذ بالله منه لان العلم الذي لا يعمل به يصبح حجة على المرء كما قال النبي عليه الصلاة والسلام والقرآن حجة لك او عليك والمعنى عائد الى العمل ان عملت به صار حجة لك وان لم تعمل صار حجة عليك فيتعوذ بالله سبحانه وتعالى من علم لا ينفع وجدير بكل مسلم وطالب العلم على وجه الخصوص ان يكثر من التعوذ بالله سبحانه وتعالى من علم لا ينفع وانت عندما تتعوذ بالله من علم لا ينفع وانت تطلب العلم هذا ايضا يتضمن سؤال الله عز وجل ان ينفعك بما علمك وان يكون ما تتعلمه نافعا لك مقربا آآ الى الله سبحانه وتعالى. ولهذا جاء في الدعاء الاخر اللهم انفعنا بما علمتنا انفعني بما علمتني قال ودعوة لا يستجاب لها اي مردودة على صاحبها ودعوة لا يستجاب لها اي مردودة على صاحبها والدعاء مستجاب ولا ولا يرد كما قال الله عز وجل واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان الدعاء مستجاب لا يرد لكن قد تكون هناك موانع في الداعي قد تكون هناك موانع في الداعي تستوجب رد دعائه والنبي عليه الصلاة والسلام بين ذلك في هديه وسنته المأثورة صلوات الله وسلامه وبركاته عليه اعوذ بك من دعاء او دعوة لا يستجاب لها اي ترد على صاحبها لانها ليست اه متوافرة الشروط شروط اجابة الدعاء وليست سالمة من الموانع موانع رد الدعاء وعدم قبوله واهل العلم في هذا وغيره من من الدعاء يوصون ببذل الاسباب عندما تقول واسألك او اعوذ بك من دعوة لا يستجاب لها اجتهد ان تكون دعواتك مستجابة بالاتيان بشروط اجابة الدعاء وبالسلامة من موانع آآ اه قبوله واجابته وقد ذكر بعض الشراح معنى لطيفا في قوله ودعوة لا يستجاب لها قال وهذه الرابعة عائدة الى الثلاثة التي قبلها وهذه الرابعة عائدة الى الثلاث التي قبلها فالقلب الذي لا يخشع والنفس التي لا تشبع والعلم الذي لا ينفع اذا كان صاحب اذا كان المرء بهذه الحال فدعوته لا تسمع ولا يستجاب لها فدعوته لا تسمع ولا يستجاب لها نعم قال رحمه الله وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في صلاته اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر واعوذ بك من فتنة المسيح الدجال واعوذ بك من فتنة المحيا والممات اللهم اني اعوذ بك من المأثم والمغرم فقال له قائل ما اكثر ما تستعيذ من المغرم؟ قال ان الرجل اذا غرم اذا غرم حدث فكذب ووعد فاخلف قال رحمه الله تعالى وفي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في صلاته يعني في في اخر التشهد قبل ان يسلم قبل ان يسلم كان يدعو بهذا الدعاء وهذا الموطن في الصلاة الذي هو قبل السلام موطن عظيم جدا لاجابة الدعاء لانك بتوفيق من الله قمت بين يدي الله وقرأت ما تيسر من كتابه مبتدئا بفاتحة الكتاب اعظم سورة في القرآن ثم ركعت خاضعا لله معظما له جل في علاه ثم سجدت ذلا وخضوعا وانكسارا بين يدي الله عز وجل فبعد هذا القيام والركوع والسجود والذل بين يدي الله سبحانه وتعالى تختم هذه الصلاة بالتشهد ثم الصلاة على اه اه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ثم اصبحت في حال عظيمة جدا مهيأ فيها للدعاء والدعاء في هذا الموطن من ارجى مواطن اجابة الدعاء ولهذا ينبغي على المسلم ان يحرص على الدعاء قبل ان يسلم ثم ليتخير يقول عليه الصلاة والسلام من الدعاء ما شاء لان هذا موطن دعاء موطن دعاء موطن الحاح على الله سبحانه وتعالى بالدعاء ويلاحظ على بعض العوام عندما يصلي النافلة ينهي التشهد بسرعة ينهي التشهد بسرعة ثم بعد ان يسلم يمد يديه ويدعو وعنده فرصة قبل السلام عظيمة هي فرصة للدعاء يتحرى من الدعاء ما شاء فينهي التشهد بسرعة ثم يدعو والاصل ان يطمئن في تشهده وان يلح على الله سبحانه وتعالى في تمامه على الله بالدعاء ثم بعد ذلك يسلم قالت رضي الله عنها كان يدعو في صلاته اللهم اني اعوذ بك من عذاب القبر وعذاب القبر حق وكثيرا ما يأتي في دعوات النبي عليه الصلاة والسلام آآ التعوذ من عذاب القبر بل جاء عنه تعوذوا بالله من عذاب القبر فان عذاب القبر حق قال واعوذ بك من فتنة المسيح الدجال واعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وهذا التعوذ من هذه الفتنة يشرع ان يعنى به المسلم دبر كل صلاة قبل ان يسلم فرضها ونفلها يدعو بهذه الدعوة ان يعيذه من فتنة المسيح الدجال وهذه الفتنة فتنة المسيح الدجال هي اشد الفتن اشد الفتن وما من نبي بعثه الله سبحانه وتعالى الا وانذر امته من فتنة المسيح الدجين. جميع الانبياء كلهم كانوا ينذرون اممهم من فتنة المسيح الدجال وهي فتنة عظيمة جدا هي من اشد الفتن واعظمها ولهذا يجب على المسلم ان يكثر من التعوذ بالله سبحانه وتعالى من اه من هذه اه الفتنة واعوذ بك من فتنة المحيا والممات فتنة المحيا مفرد قول فتنة المحيا مفرد والمفرد اذا اضيف يفيد العموم والمراد الفتن التي تصيب الناس في حياتهم فيشمل انواع الفتن قد قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن ففتنة المحيا اي الفتن التي تصيب آآ الناس في حياتهم وفتنة الممات قيل المراد بها الفتنة التي تصيب الانسان عند الموت والشيطان حريص على صرف الانسان عند صرف الانسان عن طاعة الله سبحانه وتعالى حتى انه يحضره عند وفاته ليجعله يقول قولا او يفعل فعلا فيموت عليه والله ساخط لا يزال الشيطان اه بالانسان حتى عند مماته. ولهذا قيل فتنة الممات يعني الفتنة التي تصيب المرء عند الممات وسميت فتنة الممات لانها تقع عند الموت لانها تقع عند الموت ولهذا يروى عن الامام احمد انه في لحظاته الاخيرة سمع يقول لا بعد فسأله ابنه يقول اسمعك تقول لا بعد. قال الشيطان يقول فتني يا احمد وانا اقول لا بعد يعني حتى تخرج النفس ما يسلم الانسان منه فيلجأ الى الله ان يعيذه من من فتنة الممات وقيل المراد بفتنة الممات يعني ما يكون بعد الموت. فيتناول هذا الفتنة التي تكون في القبر يتناول الفتنة التي تكون في القبر قال واعوذ بك من فتنة المحيا والممات والناس يفتنون في قبورهم يأتيهم ملكان يقال لهما الفتانان لانهما يفتنان الناس اي يمتحنون يمتحنونهم في قبورهم قال اللهم اني اعوذ بك من المأثم والمغرن اعوذ بك من المأثم والمغرم المأثم اي المعصية والذنب والمغرم اي حقوق الناس ان ان اكون ان يكون في ذمة حقوق للناس من كان في ذمته حقوق للناس فهو غارم فكان عليه الصلاة والسلام يتعوذ من المأثم والمغرم المأثم فيما يتعلق بحقوق الله والمغرم فيما يتعلق بحقوق العباد المأثم فيما يتعلق بحقوق الله سبحانه وتعالى والمغرم فيما يتعلق بحقوق العباد فقالت تقول فقال له قائل ما اكثر ما تستعيذ من المغرم ما اكثر ما تستعيذ من المغرم هذا يدل ان الصحابة رضي الله عنهم يسمعونه كثير يتعوذ بالله من المأثم والمغرم قال عليه الصلاة والسلام ان الرجل اذا غرم حدث فكذب وعد فاخلف مر معنا قريبا التعوذ بالله من ظلع الدين ثقله والانسان اذا كان عليه دين وتأخر في السداد وطالت المدة وصار معسرا وليس عنده ما يسدد ثم يأتيه الديانة اصحاب المال ويطالبون ويلحون عليه بتسليم حقوقهم وربما هددوا وتوعدوا فقد يصل انسان الى هذه المرحلة التي اشار اليها النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الرجل اذا غرم حدث فكذب ووعد فاخلف حدث فكذب ووعد فاخلف حدث فكذب وقد يقول لمن اتاه والله ما عندي شيء ويكون عنده شيء يكون عنده شيء فيقول والله ما عندي شيء يكذب وقد يعد ولا يفي يقول امهلني شهر وبعد شهر اتيك في بيتك واسلم لك حقوقك كاملة ثم يأتي الشهر والشهران والثلاثة ويفر عن عنه ولا يحرص على ان يلقاه وربما ايضا في زماننا اذا اذا اتصل عليه في الهاتف لا يرد عليه واذا طرق بابه اه لا يرد عليه ولا يجيب فالحاصل ان ان الدين ارق وشدة وهم عظيم جدا وآآ كان النبي عليه الصلاة والسلام كان يتعوذ بالله من المغرم كما انه كما تقدم كان يتعوذ بالله من ضلع اه الدين والمرء اذا اضطر للدين واستدان وهو في نفسه عازم وصادق في عزيمته انه متى ما تيسرت له اموره ان يسدد ويعيد للناس حقوقهم اعانه الله سبحانه وتعالى ويسر له اه قضاء دينه وسداد ما عليه من حقوق وايضا ينبغي على من كان عليه دين ان يكثر من من دعاء الله سبحانه وتعالى وخاصة اه ما جاء في حديث علي اه اه رضي الله عنه في قصة المكاتب الذي جاء يشكو حاله فارشده ان يقول اللهم اكفني بحلالك عن حرامك واغنني بفظلك عن من سواك ونسأل الله عز وجل باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان يفرج هم المهمومين وان ينفس كرب المكروبين وان يقضي الدين عن المدينين وان يصلح لنا احوالنا اجمعين وان يهدينا اليه صراطا مستقيما وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا وللمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها اللهم انا نسألك الهدى والتقى والعفة والغنى سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه جزاكم الله خيرا