بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن قيم الجوزية رحمه الله وغفر له في كتابه الوابل الصيب الفصل الخامس والسبعون في جوامع من ادعية النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذات لا غنى للمرء عنها قال وفي صحيحه ايضا عن انس قال رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حلقة ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد تشهد ودعا فقال في دعائي اللهم اني اسألك بان لك الحمد لا اله الا انت بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم قيوم فقال النبي صلى الله عليه وسلم لقد سألت باسمي الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا. وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد اولا قول المصنف رحمه الله تعالى وفي صحيحه ليس عائدا الى الترمذي الذي هو اقرب مذكور لان الترمذي يقال في جامعه او يقال في سننه ولا يقال في صحيحه لكنه عائد الى الذي قبله قال وفي صحيح الحاكم ايظا عن ابي هريرة ثم اشار بعد ذلك الى رواية في الترمذي ثم عاد الى الحاكم اه قائلا رحمه الله وفي صحيحه فقوله وفي صحيحه اي صحيح الحاكم رحمه الله تعالى المعروف بالمستدرك على الصحيحين عن انس رضي الله عنه قال كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حلقة وايضا هنا يلاحظ ادب الصحابة رضي الله عنهم في الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام والاخبار عنه فيعبرون بما فيه بما بما يفيد صحبتهم للنبي عليه الصلاة والسلام قال لا كنا مع النبي مثله قول كنا جلوسا عند النبي عليه الصلاة والسلام لا يقولون معنا ولا يقولون عند وانما يعبرون بهذا لان هذا من الادب من الادب العظيم الذي كان عليه الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم ورجل قائم يصلي فلما ركع وسجد التشهد ودعا اي دعا اه بعد التشهد وقبل السلام وهذا ايضا يستفاد من ان هذا الامر متقرر عند الصحابة رضي الله عنهم ان هذا الموطن اعني بعد التشهد وقبل السلام موطن تحري موطن تحر للدعاء وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام ثم ليتخير من الدعاء ما شاء فهو موطن عظيم اه ينبغي ان يتحرى فيه المسلم الدعاء في فرض في فرضه ونفله في صلاة الفريضة وصلاة النافلة بعد ان يتشهد ويأتي بالصلاة الابراهيمية يجتهد في الدعاء قبل ان يسلم لا يستعجل في السلام بل يجتهد في الدعاء لان هذا موطن عظيم جدا من مواطن اجابة الدعاء ومواطن تحري الدعاء فقال في دعائه اللهم اني اسألك بان لك الحمد لا اله الا انت بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام يا حي يا قيوم هذه توسلات جاء بها هذا الرجل بين يدي دعائه ليس هذا هو دعاؤه فقط وانما هذه التوسلات التي كانت بين يدي دعائه وذكر حاجته مطلوبه وهذه التوسلات آآ وصفها النبي عليه الصلاة والسلام بانها سؤال لله جل في علاه باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى فالرجل عقب هذه التوسلات سأل حاجتهم سأل مطلوبه لكن هذه توسلات بين يدي الدعاء ويستفاد من هذا ان من موجبات الدعاء من موجبات قبول الدعاء واجابته حسن توسل السائل بين يدي دعائه الى الله عز وجل واعظم ما يتوسل الى الله جل في علاه في الدعاء هو اسماء الله الحسنى وصفاته العليا فهي اعظم وسيلة اعظم وسيلة ولهذا قال الله جل وعلا ولله الاسماء الحسنى فادعوه بها قال فادعوه بها اي باسمائه وقال جل وعلا قل ادعو الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى فاسماء الله الحسنى هي اعظم وسيلة تكون بين يدي الدعاء اعظم وسيلة بين يدي الدعاء وفي هذه هذه الوسائل التي جاءت بين يدي دعاء هذا الداعي اتى على جملة من اسماء الله تبارك وتعالى هي من جوامع الاسماء من ذلكم على سبيل المثال الله قال ابن عباس رضي الله عنهما اي ذو الالوهية والعبودية على خلقه اجمعين ومعنى ذو الالوهية اي ذو الصفات الكاملة والنعوت العظيمة التي استحق بها ان يؤله وان يخضع له ويذل وذو العبودية اي ما يقتضيه هذا الاسم من عبودية وخضوع لله جل في علاه وذكر في هذه الوسائل الحي القيوم وهذان الاسمان اليهما ترجع جميع الاسماء والصفات فانها اما ذاتية فترجع الى الحي او فعلية فترجع الى القيوم كذلك ذو الجلال والاكرام ذو الجلال والاكرام تعود الى هذا الاسم وهذين الوصفين لله ذو الجلال وذو الاكرام تعود الى هذا جميع معاني صفات الله سبحانه وتعالى فالحاصل هذا الرجل الداعي المتوسل الى الله تبارك وتعالى توسل بوسائل عظيمة جدا بين يدي دعائه اللهم ومعناها يا الله اني اسألك بان لك الحمد وهذه وسيلة ايضا اسألك بان لك الحمد والحمد هو الثناء على الله عز وجل مع حبه والذل له حمدا على اسمائه الحسنى وصفاته العليا وحمدا على نعمه والائه التي لا تعد ولا تحصى فهو يتوسل الى الله بان الله سبحانه وتعالى له الحمد لكمال اسمائه وعظمة صفاته وجلال افعاله وعظمة وكثرة نعمه والائه سبحانه وتعالى ثم توسل الى الله عز وجل بوسيلة عظيمة جدا وهي كلمة التوحيد وهذه من اعظم الوسائل واجلها لا اله الا انت هذا توسل الى الله عز وجل بهذه الكلمة التي هي افظل الذكر واعلى شعب الايمان وخير آآ الوسائل بين يدي الدعاء ولهذا كان ولهذا قال النبي عليه الصلاة والسلام خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلته انا والنبيون من قبلي لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير فكان نبينا عليه الصلاة والسلام وكذلك الانبياء من قبله يكثرون في يوم عرفة يوم الدعاء من لا اله الا الله لان يوم عرفة سيد الايام ولا اله الا الله سيد الاذكار وافضل الاذكار واعظمها قال بديعة السماوات والارض اي اي خالقهما فاطرهما وموجدهما من العدم بديع السماوات والارض يا ذا الجلال والاكرام هذا توسل الى الله عز وجل بانه جل في علاه ذو الجلال والاكرام الجلال تعود اليه نعوت العظمة والكمال لله سبحانه وتعالى والاكرام تعود اليه آآ افعاله وانعامه تفضله سبحانه وتعالى ومننه على عبادة التي لا تعد ولا تحصى يا حي يا قيوم هذا توسل بهذين الاسمين العظيمين لله عز وجل واليهما كما قدمت ترجع جميع صفات الله عز وجل فهي اما ذاتية فتكون راجعة الى الحي او فعلية فهي راجعة الى اه القيوم فقال النبي عليه الصلاة والسلام لقد سألت باسمه الاعظم لقد سألت باسمه الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى هنا فائدة مهمة جدا لما قال النبي عليه الصلاة والسلام لقد سألت باسمه الاعظم هذا بحد ذاته فيه تنبيه على اهمية التوسل العظيم بين يدي الدعاء حتى يكون الدعاء مقبولا ولا يرد ولهذا قال سألت باسمه الاعظم الذي اذا اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى فهذا فيه تنبيه لكل سائل وكل داعي ان يحرص بين يدي دعائه على حسن التوسل الى الله تبارك وتعالى واعظم ما يتوسل به الى الله اسمائه الحسنى وهذا الدعاء العظيم فيه توسلات عظيمة آآ باسماء جليلة لله تبارك وتعالى وصف النبي عليه الصلاة والسلام مجموع ذلك بانه اه دعاء باسم الله الاعظم والعلماء لهم خلاف طويل جدا واقوال كثيرة في تعيين الاسم الاعظم في تعيين الاسم الاعظم من اسماء الله تبارك وتعالى الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى في خلاف طويل منهم من قال هو اسمه الله ومنهم من قال اه الحي القيوم ومنهم من قال ذو الجلال والاكرام وذكروا اقوال اقوال كثيرة جدا الذي نقطع به ونجزم ان من جاء بهذه الصيغة تامة كما وردت في هذا الحديث فقد دعا باسم الله الاعظم فقد دعا باسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به اعطى. قطعا من جاء بهذه الصيغة كما هي بلفظها الوارد في الحديث فهو قطعا قد دعا باسم الله الاعظم الذي دعي به اه اجاب واذا سئل به اعطى هذه فائدة الاخرى ان احرى موطن لهذه الدعوة هو هذا الموطن الذي جاء في في هذا الحديث وهو قبل السلام بعد التشهد وقبل السلام وللمسلم ان تدعو بها متى شاء في اخر الليل في صلاته او في غير صلاته يجعلها بين يدي حاجته فالحاصل ان هذه صيغة عظيمة جدا من كان يحفظها فليحافظ على كثرة آآ دعاء الله بها والتوسل اليه سبحانه وتعالى بها ومن لم يحفظها فليحفظها من اليوم لا يحرم نفسه من هذا الخير العظيم والفضل العميم والوسائل الجليلة التي نعتها النبي عليه الصلاة والسلام بان اسم الله الاعظم الذي اذا دعي به اجاب واذا سئل به فاعطى نعم قال رحمه الله وفي المسند وصحيح الحاكم ايضا عن شداد ابن اوس رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا شداد اذا رأيت الناس يكنزون الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات اللهم اني اسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد واسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك واسألك قلبا سليما ولسانا صادقا واسألك من خير ما تعلم واعوذ بك من من شر ما تعلم واستغفرك لما تعلم. انك انت علام الغيوب نعم هذا كنز عظيم جدا من كان يبحث عن الكنوز ونيلها وتحصيلها فهذا كنز عظيم في غاية الاهمية لتحصيل خير الدنيا والاخرة وبركات الدنيا والاخرة فهذا كنز عظيم جدا وانظر هذه البداية في هذا الحديث في بيان اهمية وعظم هذه الدعوة العظيمة قال النبي عليه الصلاة والسلام يا شداد اذا رأيت الناس يكنزون الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات قول فاكنز هؤلاء الكلمات فيه انها كنز ان هؤلاء الكلمات كنز ثمين لا يقارن بكنوز الدنيا وانفس ما في الدنيا من كنوزها ومما يكتنزه الناس الذهب والفضة فهو اثمن الكنوز عند الناس واغلاها كقوله اذا اكتنز الناس الذهب والفضة اي اذا اكتنزوا ما اكتنزوا منا اه متع الدنيا واموالها ذهبا او فضة وهو اعلى شيء او ما هو دون ذلك او ما هو دون ذلك فاكتنز هؤلاء الكلمات فاكتنز هؤلاء الكلمات فهذا فيه ان هؤلاء الكلمات كنز ثمين جدا كنز ثمين للغاية ينبغي على كل مسلم ان يكون هذا الكنز عنده وان يحافظ عليه ارأيتم كيف ان صاحب الدنيا اذا كان عنده فعلا كنز ثمين جدا كيف يحوطه ويرعاه ويحافظ عليه ويعتني به ولا اه آآ يجعل وسيلة او سببا لظياعه او فواته يعتني به العناية العظيمة فهذا كنز لما لما قال النبي عليه الصلاة والسلام اكتنز هؤلاء الكلمات اي اعتني بها كما يعتني صاحب الكنز بكنز او اعظم لان هي اعظم واجل وهي سبب للبركة في اه الحياة الدنيا والاخرة قال عليه الصلاة والسلام اللهم اني اسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد اللهم اني اسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد هاتان الكلمتان الثبات في الامر والعزيمة على الرشد عليهما مدار الدين عليهما مدار الدين لان الدين يحتاج من المتدين المتعبد المتقرب الى الله سبحانه وتعالى يحتاج الى عزيمة وثبات يحتاج الى عزيمة وثبات فعلى العزيمة والثبات مدار الدين كله اذا وجد في العبد العزيمة ووجد فيه الثبات وفق حفظ هذا الدين والمحافظة عليه باذن الله الى الممات فالعزيمة يكون بها فعل المأمور العزيمة يكون بها فعل المأمور كثير من الناس يعلم المأمور يقف عليه على ادلته لكن لا يفعله لانه ليس عنده عزيمة عزيمته فاترة باردة يعلم لكن لا يعمل والسبب عدم العزيمة. العزيمة هي اهم ما يكون حتى يكون المرء عاملا متحركا مبادرا مسابقا ما ينشط لهذا الا بعزيمة صادقة عزيمة صادقة تجعله يقبل يبادر ويسارع الى الطاعات والعبادات والقربات والامر الثاني الثبات الثبات على اه الحق بالا ينحرف ذات اليمين وذات الشمال مع كثرة الفتن والصوارف ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا تتنزل عليهم الملائكة لثباتهم مبشرة لهم بكل خير عند الممات فالحاصل ان مدار دين الله سبحانه وتعالى يرجع الى هذين الامرين آآ الثبات على الامر او في الامر والعزيمة على الرشد قول الثبات في الامر المراد بالامر الدين المراد بالامر الدين وقد قال عليه الصلاة والسلام من من عمل عملا ليس عليه نعم امرنا فهو رد امرنا اي ديننا فالامر هو الدين الثبات في الامر اي الثبات في الدين اللهم اني اسألك الثبات في الامر اي الثبات في هذا الدين وانت عندما تدعو الله بالثبات على الثبات في الامر يتضمن دعاؤك هذا السلامة من الفتن والسلامة من الصوارف والصواد والملهيات والشواغل لانها هي التي تخرج المرأة عن جادة الثبات هي التي تخرج المرء عن جادة الثبات على صراط الله المستقيم اسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد الرشد ضد الغيب الرشد هو الطاعة طاعة الله ولزوم عبادته والبعد عن معاصيه فالرشد ضد الغيب الرشد ضد ضد الغيب والراشد هو المطيع لله عز وجل المحافظ على على طاعته عز وجل وهذه الطاعة من اجل ان يحافظ عليها المرء يحتاج الى عزيمة عزيمة تكون معونة له باذن الله سبحانه وتعالى على المحافظة على الطاعة تلو الاخرى والعبادة تلو العبادة واذا لم يكن عند المرء عزيمة انتنى في الطريق واعوج يمينا وشمالا لكن العزيمة باذن الله يمضي بها قدما في معالي اه اه الامور ورفيعها اللهم اني اسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد والعزيمة على الرشد كما قدمت على هاتين الكلمتين مدار الدين كله مدار الدين كله واسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك. وهذا ايضا وحده من الجوامع فعلا هي كنوز اشتمل عليها هذا الدعاء العظيم اسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك شكر نعمتك ان اكون شاكرا لنعمائك بالقلب اعترافا وباللسان نطقا وحمدا وثناء وبالجوارح استعمالا للنعم في طاعة الله سبحانه وتعالى كما في الاية الكريمة اعملوا ال داوود شكرا لان لان استعمال النعمة في طاعة المنعم جل في علاه هو من شكر المنعم كما ان استعمال النعمة في معصية المنعم هو من كفران النعمة قال اسألك شكر نعمتك نعمتك كما هي القاعدة المعروفة المفرد اذا اضيف يفيد العموم فالمراد بقوله نعمتك اي نعمك التي لا تعد ولا تحصى يتناول كل نعمة انعم الله سبحانه وتعالى بها على عبده في صحته في بدنه في ماله في ولده في تجارته الى غير ذلك من نعم الله على عبده كله داخل تحت قوله نعمتك انظر جمعية الدعاة كيف اسألك شكر نعمتك تحت هذه الجملة يدخل اه اه سؤالك الله عز وجل ان يجعلك شاكرا لله على كل نعمة انعم بها عليك. في قديم او حديث او سر او علانية او خاصة او وعامة وحسن عبادتك اي واسألك حسن عبادتك ما قال واسألك عبادتك. قال وحسن عبادتك لان العبادة لا تكون مقبولة الا اذا اتصفت بالحسن ولا تكون متصفة بالحسن الا اذا كانت خالصة للمعبود موافقة لهدي الرسول عليه الصلاة والسلام ولهذا قال الفضيل ابن عياض رحمه الله في قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه احسن عملا قال اخلصه واصوبه. قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة روى هذا الاثر ابن ابن ابي الدنيا في كتابه النية والاخلاص. وايضا ابو نعيم في الحلية وهو اثر عظيم جدا في بيان بيان العمل الموصوف بالحسن حسن عبادتك معنى حسن عبادتك اي ان تكون العبادة خالصة للمعبود اه موافقة لسنة الرسول عليه الصلاة والسلام وعليه فانك اذا قلت في دعائك اللهم اني اسألك حسن عبادتك كانك قد دعوت الله ان يوفقك للاخلاص في عباداتك كلها وان يوفقك ايضا للمتابعة في عبادتك كلها وهذا ايضا يتضمن السلامة من الشرك والرياء والسمعة وكل خوارم النية ويتضمن ايضا السلامة من البدع والاهواء التي هي من موجبات رد العمل وعدم قبوله. هذا كله داخل تحت قولك وحسن عبادتك عبادتك ايظا مفرد مضاف فتفيد العموم اي كل عبادة اتعبد لك بها. ان توفقني فيها بان تكون خالصة لك موافقة لهدي نبيك الكريم عليه الصلاة والسلام ثم ايظا امر اخر هو من الكنوز الثمينة وجوامع الدعاء قال واسألك قلبا سليما ولسانا صادقا والقلب واللسان عليهما مدار الصلاح والفلاح في الدنيا والاخرة وكما قيل المرء باصراريه المرء ليس بجثمانه وجثته واعضائه المرء باصغريه واصغراه اللسان والقلب القلب واللسان واذا صلح القلب واللسان صلح اعمال العبد كلها اما صلاح القلب وكونه يترتب عليه صلاح العمل ففي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام لان في الجسد مضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله الا وهي القلب واما كون اللسان انه اذا صلح صلح به ايضا عمل المرء كله وجوارحه كلها ففي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام اذا اصبح ابن ادم فان الاعضاء كلها تكفر اللسان تقول اتق الله فينا فانما نحن بك فان استقمت استقمنا وان اعوججت اعوججنا اذا استقام اللسان استقام البدن كله فعلى هذين اعني القلب واللسان مدار الصلاح والفلاح ولهذا من اهم الدعاء الذي ينبغي ان يعتني به المسلم ان يسأل الله دوما ما يتعلق بصلاح قلبه وصلاح لسانه ومن احسن ما يدعى به في هذا الباب هذه الدعوة العظيمة قال اسألك قلبا سليما يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم اسألك قلبا سليما سليما من ماذا نعم لم يبين وعادة اذا حذف المتعلق يفيد العموم سليما من الشرك سليما من الرياء سليما من النفاق سليما من خوارم النية سليما من الاهواء سليما من الحقد سليما من الحسد كل هذه تدخل لان حذف المتعلق يفيد العموم اسألك قلبا سليما من ماذا من كل ما يطلب للقلب السلامة منه الشرك والرياء والنفاق والغل والحقد والحسد وغير ذلك من آآ الامور التي هي الدواء وامراظ للقلوب عافانا الله عز وجل اجمعين ونجانا ورزقنا القلب السليم. قال قلبا سليما قلبا سليما ولسانا صادقا ولسان صادقا صدق اللسان ان يكون كل ما يخرج من هذا اللسان مطابق لهذا القلب السليم. لانها مرتبطة قلبا سليما ولسانا صادقا فان يكون كل ما يخرج وكل ما يتلفظ به اللسان مطابقا لما في هذا القلب السليم ولهذا قيل اه اللسان اه اه الصدق الصدق مواطئة القلب باللسان الصدق في الايمان الصدق في التوحيد الصدق في العبادة هو ان يكون لسان المرء مواطئا قلبه. يعني مطابقا لما في القلب اما اذا كان ينطق بشيء والقلب ينطوي على شيء فهذا يسمى كذب اذا جاءك المنافقون قالوا نشهد انك لرسول الله. والله يعلم انك لرسول والله يشهد ان المنافقين لكاذبون كاذبون في ماذا في ان ما قالوه بالسنتهم اشهد ان محمدا رسول الله هذه الجملة ليست كذب بحد ذاتها لكن هم كاذبون في انما نطقوا به بالسنتهم ليس مطابقا لما في قلوبهم. فالصدق ان يكون اللسان مطابق للقلب ارأيتم اذا اصبح القلب سليما واللسان مطابقا له ماذا بقي نعم ماذا بقي العبد من الخير؟ اذا كان قلبه سليما ولسانه صادقا اللسان نقي آآ القلب نقي سليم ليس فيه آآ شيء من ادواء القلوب واللسان مطابق له واللسان مطابق له ماذا بقي للعبد من الخير جمع الخير كله ولهذا هذه هذه الدعوة تعد من الجوامع كل جملتين مما مر معنا وسيأتي كل جملتين تعد بحد ذاتها من جوامع الكلم من جوامع الكلم قال واسألك قلبا سليما ولسانا صادقا واسألك من خير ما تعلم واعوذ بك من شر ما تعلم. هذه ماذا ابقت هذه ماذا ابقت للعبد من سؤال الخير والتعوذ من الشر ما ابقت شيء من جوامع آآ الدعاء واعظمه في باب سؤال الله عز وجل الخير والتعوذ بالله من الشر اسألك من خير ما تعلم. والله سبحانه وتعالى اعطى احاط علما بالخير كله والخير بيده والفضل بيده سبحانه اسألك من خير ما تعلم. هذي اغنت عنا تفصيل واسع ومهما اطال المرء في التفصيل سيبقى قاصرا اغنت عن هذا كله اسألك من خير ما تعلم. والله سبحانه وتعالى احاط علمه بالخير كله بل الخير كله في يده جل في علاه الخير كله في يده جل في علاه واعوذ بك من شر ما تعلم واعوذ بك من شر ما تعلم. والله سبحانه وتعالى احاط علما بكل شيء وما من دابة الا هو اخذ بناصيتها فهذا فيه تعود والتجاء واعتصام بالله سبحانه وتعالى ان يعيده من الشرور كلها ما علم العبد منها وما لم يعلم ما علم العبد منها وما لم يعلم فاذا هذه ايضا بحد ذاتها جمعت للعبد الخير كله في باب سؤال الخير وباب التعوذ من الشر واستغفرك لما تعلم استغفرك لما تعلم هذه اتت على ذنوبك ايها العبد كلها احصاه الله ونسوه كم من الذنوب التي وقع فيها العبد ونسيها حتى انه يذكر بها ومع التذكير ايضا لا يذكر كثير من ذنوبه لكن الله سبحانه وتعالى احصاها على عبده والعبد ينسى الكثير ليس القليل ينسى العبد الكثير لكنه محصاة فقولك استغفرك لما تعلم شملت هذه الجملة ذنوبك كلها المتقدم والمتأخر السر العلانية والعمد والخطأ الجد والهزل كل اخطاءك وكل ذنوبك وكل تقصيراتك كلها داخلة تحت قولك واستغفرك لما تعلم وانت عندما تقول استغفرك لما تعلم هذا ايضا يتضمن وسيلة الى الله كأنك تقول يا ربي احط علما بكل اعمالي احط علما بكل اعمالي واعمالي انا كثير منها نسيتها لكنك احط علما بها يا الله فانا اتوسل اليك ان تغفر لي كل ذنوبي التي تعلمها وانا لا اعلمها والتي احطت بها علما وكثير منها لا اعلمه فهذا ايضا باب من ابواب التوسل الى الله. ولهذا قال بعده انك انت علام الغيوب وهذا توسل الى الله انك انت علام الغيوب يعني علمك محيط بكل شيء والغيوب اي بالنسبة لنا نحن معاشر العباد معاشر الناس اما الله سبحانه وتعالى فالغيب عنده شهادة والسر عنده علانية لا تخفى عليه خافية لكن بالنسبة لنا نعم هناك امور غيوم حتى في اه اه شؤوننا ومتعلقاتنا وما يخصنا في امور كثيرة اه مغيبة عن عن الانسان فيتوسل الى الله بعلمه المحيط علمه الشامل علمه سبحانه وتعالى الذي احاط بكل شيء. الحاصل ان هذا الدعاء يعد كنزا عظيما ثمينا للغاية واذا رأيت يا عبد الله الناس يكنزون الذهب والفضة اكتنز هذا الدعاء فان فيه خير آآ اه حالك ومآلك. خير حالك في الدنيا ومآلك في الاخرة حافظ عليه محافظة عظيمة واعتن بالفاظه وهي دعوة ثابتة عن نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله وفي الترمذي ان حصين بن المنذر الخزاعي رضي الله عنه قال له النبي صلى الله عليه وسلم كم تعبد الها قال سبعة ستة في الارض وواحد في السماء قال فمن تعد لرغبتك ورهبتك قال الذي في السماء قال اما لو اسلمت لعلمتك كلمتين تنفعانك فلما اسلم قال يا رسول الله علمني الكلمتين قال قل اللهم الهمني رشدي وقني شر نفسي حديث صحيح نعم وزاد الحاكم في صحيحه اللهم قني شر نفسي واعزم لي على على ارشد امري اللهم اغفر لي ما اسررت وما اعلنت وما اخطأت وما تعمدت ما علمت اما جهلت واسناده على شرط الصحيحين. نعم يؤجل كلام علي الى لقاء للغد باذن الله. نسأل الله الكريم ان ينفعنا اجمعين بما علمنا انا وان يزيدنا علما وتوفيقا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين. اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا ولولاة امرنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات انك انت الغفور الرحيم جزاكم الله خيرا