بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فيقول العلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله في كتابه الوابل الصيب الفصل الخامس والسبعون في جوامع من ادعية النبي صلى الله عليه وسلم وتعوذات لا غنى للمرء عنها قال وفي مسند الامام احمد وصحيح الحاكم ايضا عن عمار ابن ياسر رضي الله عنه انه صلى صلاة اوجز فيها فقيل له في ذلك فقال لقد دعوت الله فيها بدعوات سمعتهن من من رسول الله صلى الله عليه وسلم. اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق احييني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني ما علمت الوفاة خيرا لي. اللهم واسألك خشيتك في الغيب والشهادة واسألك كلمة الحق في الغضب والرضا واسألك القصد في الفقر والغنى. واسألك نعيما لا ينفد واسألك قرة عين لا تنقطع. واسألك الرضا بعد القضاء. واسألك برد العيش بعد الموت واسألك لذة النظر الى وجهك واسألك الشوق الى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة. اللهم زينا بزينة الايمان واجعلنا هداة مهتدين بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا الى انفسنا طرفة عين اما بعد هذا الحديث حديث عمار ابن ياسر رضي الله عنه في ذكر هذا الدعاء العظيم الذي سمع النبي صلى الله عليه وسلم يدعو به في صلاته يعد من الدعوات الجوامع العظيمة التي اشتملت على كوامل الدعاء وجوامعه مما فيه فلاح المرء وسعادته في دنياه واخراه وقد اخبر عمار رظي الله عنه في هذا الحديث انه دعا الله عز وجل في صلاته بدعوات سمعهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا نستفيد منه حرص الصحابة رضي الله عنهم وارظاهم على التلقي عن النبي الكريم عليه الصلاة والسلام العناية بدعواته المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم التي جمعت خير الدنيا والاخرة فان النبي عليه الصلاة والسلام اعطي جوامع الكلم في دعواته وكل حديثه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه قال في هذا الحديث الراوي قال الراوي لهذا الحديث ان عمارا صلى واوجز في صلاته واوجز في صلاته فقالوا له قد اوجزت فقال اما اني مع ذلك قد دعوت بهذه الدعوات وهذا نستفيد منه ان من دعا بهذه الدعوات في صلاته لا يعتبر هذا من الاطالة او التطويل في الصلاة وموطن هذا الدعاء هو بعد التشهد وقبيل السلام ولا بأس ان يأتي المرء بهذه الدعوات بين وقت واخر في دعواته المطلقة في دعواته المطلقة ولعله لهذا اورده ابن القيم رحمه الله تعالى في هذا الموطن لعله لاجل ذلك اورده ابن القيم رحمه الله في هذا الموطن مع ان حق هذا الحديث ان يكون في موطنه الذي هو اه الدعاء في الصلاة الدعاء في الصلاة لكنه اورده هنا لعله اراد بذلك التنبيه الى انه لا بأس ان يأتي به المرء في دعواته المطلقة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بهن اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق هذا توسل الى الله جل في علاه بصفتين عظيمتين لله جل وعلا الاولى علم الله عز وجل الشامل المحيط الذي وسع كل شيء ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما قال بعلمك الغيب بعلمك الغيب اي ما غاب عنا واما الله عز وجل فالغيب عنده شهادة والسر عنده علانية لا تخفى عليه خافية بعلمك الغيب اي بعلمك الذي احاط بكل شيء من ذلكم هذه الامور المغيبة عن الناس لا يعلمونها يجهلونها منها ما يتعلق الماظي ومنها ما يتعلق بالمستقبل فالله عز وجل احاط بكل شيء علما ثم الوسيلة الثانية قال وبقدرتك وقدرتك على الخلق اي وتوسل بك يا الله بقدرتك على الخلق والله عز وجل على كل شيء قدير لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء والخلق كلهم طوع تدبيره وتسخيره عز وجل مشيئتهم فيه نافذة وقدرته سبحانه وتعالى شاملة ولا يعجزه جل وعلا شيء في الارض ولا في السماء ثم ذكر بعد هاتين الوسيلتين المطلوب قال احيني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني ما علمت الوفاة خيرا لي وهذا فيه جهل العبد بالعواقب والمآلات حتى فيما يتعلق بحياته هو لا يدري هل الخير في ان يطول عمره او ان الخير ان تعجل وفاته لا يدري ما الخير له في ذلك ولهذا جاء في الحديث الصحيح في صحيح البخاري ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يتمنين احد احدكم الموت لضر مسه فاما محسن فيزداد واما مسيء فيستعتب وهذا فيه ان عواقب الامور ومآلاتها لا يدري المرء ولهذا نهى ان يتمنى المرء الموت لضر مسه لانه اما ان يكون محسنا في العمل فلعل في بقائه زيادة في الخير والعمل الصالح واما ان يكون مسيئا في العمل فلعل بقاؤه يكون سببا لرجوعه وتوبته وانابة الى الله فلا يتمنى الموت لضر مسه وانما يفوض امره اه الى الله عز وجل ويكله اليه جل في علاه احييني ما علمت الحياة خيرا لي وتوفني ما علمت الوفاة خيرا لي وهذا كما قدمت فيه جهل المرء بعواقب اه الامور ومآلاتها ولهذا مر معنا قريبا دعاء عظيم جدا في هذا الباب اللهم احسن عاقبتنا في الامور كلها واجرنا من خزي الدنيا وعذاب الاخرة قال اللهم واسألك خشيتك في الغيب والشهادة اسألك خشيتك في الغيب والشهادة في الغيب اي عندما اكون في خلوة بيني وبين نفسي لا يطلع علي احد من الخلق لا يطلع علي احد من الخلق وفي الشهادة اي عندما يكون بين الناس وبحضرتهم قد يجد المرء من نفسه خشية عندما يكون بين الناس ولا سيما عندما يكون بين اهل الخشية وفي مجالس الخشية ثم اذا خلا بنفسي ذهبت عنه ودخله امور وامور خلاف خشية الله سبحانه وتعالى ولهذا الشأن كل الشأن فيمن يخشى الله سبحانه وتعالى بالغيب كما يخشاه سبحانه وتعالى بالشهادة الذين يخشون ربهم بالغيب قال واسألك كلمة الحق في الغضب والرضا كلمة الحق في في الرضا سهلة على كثير من الناس ويسيرة لكن الشأن في كلمة الحق في الغضب حال غضب الانسان وهذا محك لا ينجح فيه كثير من الناس لان كثير من لان كثيرا من الناس حال غضبه يقول خلاف الحق وخلاف العدل لسيطرة الغضب عليه الغضب قد يسيطر على المرء ويسيره الى اقوال واعمال لا يحبها من نفسه ولا يرضاها ولهذا اذا وفق العبد الى ان يقول كلمة الحق في حال غضبه كما يقولها في حال رضاه فهذا من كمال خلق المرء وكمال ادبه قال واسألك القصد في الفقر والغنى والقصد هو التوسط والاعتدال والذين اذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما. هذا هو القصد القصد ان يكون معتدلا في بذله وانفاقه بين التقطير على النفس والاهل وبين الاسراف التبذير والمبذرون اخوان الشياطين فيحذر من هذا ومن هذا والمرء له في في هذا الباب حالتان اما ان يكون فقيرا او يكون غنيا وكل منا فالغني مطلوب منه ان يكون متوسطا في نفقته في حدود المال الذي عنده لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما اتاه الله فكل منهما مطلوب منه اه الامران في حدود ما عنده في حدود ما اتاه الله سبحانه وتعالى فلا يقتر لا يقتر ولا يسرف بل يكون قواما وسطا بين هذا وهذا واسألك نعيما لا ينفد اي نعيما دائما مستمرا ليس له نفاد وهذا نعيم الاخرة ما عندكم ينفد وما عند الله باق نعيم الاخرة نعيم باق مستمر لا نفاد له اما نعيم الدنيا مهما اوتي الانسان من اموالها خيراتها وملذاتها فانها فانية الدنيا ثانية وما عليها فان قال واسألك قرة عين لا تنقطع قرة عين لا تنقطع وهذا فيه ان ما تقر به عين المرء على نوعين نوع من قطع غير غير مستمر ونوع لا ينقطع ونوع لا لا لا ينقطع وانظر هذا الذي لا ينقطع الذي هو دائم مستمر في قول النبي صلى الله عليه وسلم وجعلت قرة عيني نعم في الصلاة من جعلت قرة عينه في الصلاة في طاعة الله قرت عينه بذلك فهذا لا ينقطع خيره باق على صاحبه مستمر في دنياه واخراه في دنياه واخراه واسألك قرة عين لا تنقطع اي اسألك شيئا امرا تقر به عيني قرارا مستمرا دائما والا كثير من الاشياء تجد المرء تقر عينه بها ويفرح ويسعد ثم تزول هذه ويزول ما حصل بها من قرة عين قال واسألك الرضا بعد القضاء اسألك الرضا بعد القضاء الرظا بعد القظا اي بعد الامر الذي قدره الله على العبد من مصيبة ونحو ذلك اسألك الرضا بعد القضاء اما قبل قبل القضاء الرضا قبل القضاء يعد ماذا يعد عزم من من الامر. عزم من المرء الرضا قبل القضاء يعد عزما من الامر على الرضا بعد القضاء لكن المحك متى اذا وقع المقظي المقدر فهذا هو المحك ولهذا قد اه مثلا يسمع الانسان ويقرأ كثيرا عن الرضا وفضله وثوابه وانه مقام عظيم من مقامات الدين ثم يعزم من نفسه ان يكون كذلك اذا حصلت له مصيبة ثم اذا وجدت المصيبة وجد انه خلاف ذلك وان قوة صدمتها علي اذهبت عنه هذا المعنى الذي كان عازما عليه في اول امره ولهذا قال في هذه الدعوة العظيمة واسألك الرضا بعد القضاء واسألك الرضا بعد القضاء واسألك برد العيش بعد الموت وهذا هو اللذة الحقيقية هو الهنائة الحقيقية ان يجد المرء برد العيش بعد الموت من اول ما يدرج في قبره من اول ما يدرج في قبره تذهب عنه آآ اه منغصات الدنيا والمكدرات الكثيرة حتى مع حصول النعم التي اه يحصلها المرء في في دنياه فاذا ادرج القبر على ايمان وطاعة وحسن عمل وخاتمة طيبة فان برد العيش يبدأ معه من قبره فيكون قبره روضة من رياض الجنة واسألك لذة النظر الى وجهك واسألك الشوق الى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة جمع في هاتين الدعوتين خير ما في الدنيا وخير ما في الاخرة خير ما في الدنيا الشوق الى لقاء الله الشوق الصادق وهذا الشوق الصادق الى لقاء الله عز وجل يدفع العبد دفعا الى الاعمال الصالحة التي تقربه الى الله كما قال الله عز وجل في اخر اية من سورة الكهف فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا فالشوق الصادق الى لقاء الله اذا قام في قلب العبد بحق وصدق دفعه الى حسن العمل وحسن التقرب الى الى الله عز وجل والبعد عن الشرك كله صغيره وكبيره فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا واعظم نعيم الاخرة لذة النظر الى وجه الله الكريم سبحانه وتعالى فهذا اعظم نعيم يناله اهل اهل الجنة في الجنة ولهذا جاء في الصحيح الذي في صحيح مسلم في الحديث الصحيح الذي في صحيح مسلم اه حديث تميم آآ رظي الله عنه ان النبي عليه الصلاة والسلام قال اذا دخل اهل الجنة الجنة قال الله عز وجل اتريدون شيئا ازيدكم فيقولون الم تبيض وجوهنا الم تدخلنا الجنة الم تنجنا من النار قال في كشف الحجاب فما اعطوا شيئا انتبه لهذه الكلمة فما اعطوا شيئا يعني من النعيم احب اليهم من النظر الى وجه وجه الله سبحانه ما اعطوا شيئا وتفكر وانت تقرأ ما اعطوا شيئا نعيم الجنة وعظم هذا النعيم وما فيها من صنوف الملذات مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر انظر في الدنيا الان بعظ النعيم الذي في الدنيا عندما يفاجأ به المرء ويراه لاول مرة كيف ينبهر به وتشد نفسه اليه فكيف بنعيم الجنة فكيف بنعيم الجنة قال ما اعطوا شيئا يعني على انواع النعيم الذي نالوه في الجنة وصنوفه ما اعطوا شيئا احب اليهم من النظر الى وجه الله فهذا يدل على ان افضل نعيم في الاخرة هو النظر الى اه وجه الله الكريم وثمة فائدة هنا جدير التنبيه اليها وهي ان النبي عليه الصلاة والسلام كان يدعو بهذه الدعوات في صلاته قبل ان يسلم قبل ان يسلم وهذا فيه تنبيه الى امر مهم جدا الا وهو الصلة بين الصلاة والرؤية الصلة بين الصلاة والرؤيا هي صلة عظيمة بين الصلاة والرؤيا فاهل الصلاة المحافظون عليها تمام المحافظة هم اهل الرؤية ولهذا في الحديث العظيم الذي في الصحيحين الذي قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته بهذا الكلام الى هذا الحد من الحديث تشوقت النفوس لهذا الامر العظيم قال فان استطعتم الا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وصلاة قبل غروبها فافعلوا معنى ذلك اذا غلب الانسان على هذه الصلوات المكتوبة ماذا يكون شأنه قال الله عز وجل وجوه يومئذ ناضرة الى ربها ناظرة تنظر اليه بابصارها ووجوه يومئذ باسرة تظن ان يفعل بها فاقرة كلا اذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن انه الفراق والتفت والتفت الساق بالساق الى ربك يومئذ المساق ما السبب الذي من ورائه حصل هذا الذي ذكر قال فلا صدق ولا صلى ولصلى اذا اهل الوجوه الناظرة الوجوه الناضرة التي تنظر الى الله سبحانه وتعالى من هم هم اهل الصلاة فان استطعتم الا تغلبوا فالغليبة على الصلاة حرمان في الدنيا وحرمان في الاخرة. نسأل الله عز وجل آآ العافية لنا اجمعين قال واسألك الشوق الى لقائك من غير ضراء مضرة ولا فتنة مظلة يعني شوقا بحتا شوقا بحثا الى لقائك من غير هذه الاشياء من غير ضراء مضرة ولا فتنة مظلة ولهذا قد قد يتمنى المرأة الموت ومرة معنى النهي عن ذلك خوفا من الفتن المهلكة فيتمنى الموت خلاصا منها او قد يتمنى الموت لضراء شديدة نزلت به امراض اتعاب شدائد وكربات فيتمنى الموت يريد الخلاص من اه من هذه الشدائد فنبه بهذا الحديث ان حال هذا السائل انه يريد لقاء الله عز وجل شوقا بحثا الى لقاء الله سبحانه وتعالى من غير ضراء مضرة ولا فتنة مظلة ثم ختم هذا الدعاء بهذه الخاتمة العظيمة قال اللهم زينا بزينة الايمان اللهم زينا بزينة الايمان قد قال الله عز وجل في سورة الحجرات ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم. وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان. اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم. فضلا من الله ونعمة فتزين القلب والبدن بالايمان هذا منة الله وفضله جل في علاه على من شاء من عباده. ولهذا حري بالعبد ان يكثر من هذا الدعاء. اللهم زينا بزينة الايمان وزينة الايمان هي الزينة الحقيقية التي غفل عنها اكثر الخلق تجد بعض الناس يقف امام ذكورا واناثا يقف امام المرآة يحرص على جمال زينته وهيئته آآ الظاهرة هو ليس في قلبه من هذه الزينة حبة خردل ليس في قلبه من هذه الزينة الحقيقية زينة الايمان حبة خردل فمن وفقه الله عز وجل لهذه الزينة زينة الايمان وفق وفق فقد وفق لتمام الزينة وكمالها واجعلنا هداة مهتدين واجعلنا هداة مهتدين. مهتدين اي في انفسنا استقامة وطاعة وعبادة وثباتا على الحق والهدى وهداة اي لغيرنا. بالدعوة الى الحق والنصح للخلق فيكون بذلك جمع بين اه صلاحي في نفسي وعمله على اصلاح الاخرين وجمع بينهما في السورة العظيمة الموجزة البليغة سورة العصر والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات هذا هداة هذا مهتدين وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر هذا في معنى قوله هنا هداة نعم قال رحمه الله وفي صحيح الحاكم ايضا عن ابن مسعود رضي الله عنه قال كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اني اسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والسلامة من كل اثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة والنجاة من النار ثم اورد هذه الدعوة في اه من حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال كان من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم انا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك وهذه الجملة من هذا الحديث اه تقدمت في آآ في حديث شداد ابن اوس المتقدم وهو في الحاكم والمسند عن شداد عن شداد ابن اوس قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا رأيت الناس يكنزون الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات اللهم اني اسألك الثبات في الامر والعزيمة على الرشد واسألك موجبات رحمتك وعزاء مغفرتك. فان هذه اللفظة ثابتة في هذا الحديث في بعض مصادره نسألك موجبات رحمتك اي ان توفقني لما اه ان توفقني لعمل الاسباب والاعمال التي تنال بها رحمة الله سبحانه وتعالى وعزائم مغفرتك ايوفقني اه عزائم الامور التي تنال بها مغفرة الله عز وجل والسلامة من كل اثم والغنيمة من كل بر والفوز بالجنة النجاة من النار وهذا تقدم معناه في الحديث الذي مر قريبا حديث ام المؤمنين عائشة ان آآ النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم اني اسألك الجنة ومن قرب اليها من قول او عمل واعوذ بك من النار وما قرب اليها من قول او عمل واما الحديث الذي بين ايدينا حديث ابن مسعود فهو ظعيف الاسناد في في سند رجل متروك نعم وفيه ايضا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو اللهم احفظني بالاسلام قائما واحفظني بالاسلام قاعدا واحفظني بالاسلام راقدا ولا تشمت بي عدوا حاسدا. اللهم اني اسألك من كل خير خزائنه بيدك واعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك ثم اورد هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه صلى الله عليه وسلم انه كان يدعو اللهم احفظني بالاسلام قائما واحفظني بالاسلام قاعدا واحفظني بالاسلام راقدا هذا فيه ان الاسلام والعناية به والمحافظة عليه هو موجب حفظ العبد في احواله كلها موجب حفظ العبد في احواله كلها قائما وقاعدا وراقدا حالا مسافرا نائما مستيقظا جالسا او متحركا في كل احواله موجب حفظه هو الاسلام. وكلما آآ عظمت المحافظة على الاسلام عظم النصيب والحظ من الحفظ ويوضح هذا المعنى ما جاء في الحديث الاخر قال احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك. احفظ الله اي بالمحافظة على الاسلام على دين الله على طاعة الله سبحانه وتعالى. فالاسلام هو موجب حفظ العبد في كل احواله قائما وقاعدا وراقدا ولا تشمت بي عدوا حاسدا اي جنبني آآ من الامور والاعمال والخصال ما يكون سببا لشماتة الاعداء والحساد اللهم اني اسألك من كل خير خزائنه بيدك واعوذ بك من كل شر خزائنه بيدك وهذا فيه ان الامور كلها بيد الله الامور كلها بيد الله وان الله سبحانه وتعالى يقضي بما يشاء ويحكم اه بما يريد لا راد لقظائه ولا معقب لحكمه نعم. قال رحمه الله وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من قلب الا بين اصبعين من اصابع الرحمن ان شاء اقامه وان شاء زغوا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك والميزان بيد الرحمن عز وجل يرفع واقواما ويخفض اخرين الى يوم القيامة حديث صحيح رواه الامام احمد والحاكم في صحيحه ثم اورد رحمه الله تعالى هذا الحديث عن النواس ابن سمعان اه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما من قلب الا بين اصبعين او اصبعين من اصابع الرحمن ان شاء اقامه وان شاء ازاغه ان شاء اقامه وان شاء ازاقه اي ان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء ولا يجوز لمسلم يعظم الله سبحانه وتعالى ان يخوض في هذا الحديث بالتأويلات المستكرة المعروفة عند اهل البدع واهل الكلام بل لا يفعل كما فعل الصحابة ومن اتبعهم باحسان يمر الحديث كما جاء ويؤمن به كما ورد عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال بين اصبعين من اصابع الرحمن ان شاء اقامه وان شاء ازاغه ان شاء اقامه اي على الطاعة وان شاء زاغه اي حرفه عن سواء السبيل فقلوب العباد بين يدي الله واذ كان الامر كذلك فان من الدعوات العظيمة في هذا الباب التي ينبغي ان تعظم عناية النبي صلى الله عليه وسلم ان تعظم عناية المرء بها هذه الدعوة المأثورة عن نبينا عليه الصلاة والسلام آآ انه كان يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. وجاء في حديث ام سلمة ان انها سألته عن سبب اكثاره من هذه الدعوة سألته عن سبب اكثاره من هذه الدعوة فاجاب بما تقدم قال ان قلوب العباد بين اصبعين من اصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء لهذا ينبغي على العبد وخاصة في مثل هذا الزمان الذي تكثر فيه الفتن فتن الشهوات وفتن الشبهات ان يكثر من من دعاء الله سبحانه وتعالى ان يثبته على الدين وان يثبته على الحق والهدى يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك والميزان بيد الرحمن يرفع اقواما ويخفض اخرين الى يوم القيامة. يعز ويذل ويخفض ويرفع يقبض ويبسط جل في علاه. نعم. قال وفي صحيح الحاكم ايضا عن ابن عمر رضي الله عنهما انه لم يكن يجلس مجلسا كان عنده احد او لم يكن الا قال اللهم اغفر لي ما قدمت وما اخرت وما اسررت وما اعلنت وما ما اسرفت وما انت اعلم بي مني. اللهم ارزقني من طاعتك ما تحول به. بيني وبين معصيتك. وارزقني من خشيتك ما تبلغني به رحمتك. وارزقني من اليقين ما تهون به. علي مصائب الدنيا. وبارك لي في سمعي وبصري واجعلهما الوارث مني. اللهم اجعل ثأري على من ظلمني. وانصرني على من عاداني. ولا تجعل يا اكبر همي ولا مبلغ علمي. اللهم لا تسلط علي من لا يرحمني. فسئل عنهن ابن عمر رضي الله عنه فقال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختم بهن مجلسه ثم ختم رحمه الله تعالى بهذا بهذا الحديث والختم به في في هذا الباب باب الدعاء في تمام المناسبة وجميل الموافقة والحديث كما تعلمون تقدم عند المصنف رحمه الله تعالى ومضى شرحه هناك لكنه اورده رحمه الله هنا ليكون آآ خاتمة آآ هذا الكتاب وايضا خاتمة مجالس هذا الكتاب عندما يقرأ في مجالس ويستفيد من الناس فيكون آآ خاتمة مجالسهم هذه الدعوة العظيمة التي آآ آآ قل ان يقوم عليه الصلاة والسلام من مجلس الا دعا بهذه الدعوات العظيمات والكلام على معانيها تقدم نعم والحمد لله رب العالمين حمدا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وكما ينبغي لكرم وجهه ذي جلاله ملء سماواته وملء ارضه وملء ما بينهما وملء ما شاء من شيء بعد. حمدا لا ينقطع ولا ولا يفنى عدد ما حمده الحامدون وعدد ما غفل عن ذكره الغافلون وصلى الله على خاتم انبيائه ورسله وخيرته من بريته وامينه على وحيه وسفيره بينه وبين عباده فاتح ابواب الهدى ومخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد الذي بعثه للايمان مناديا والى الصراط المستقيم هاديا والى جنات النعيم داعيا وبكل معروف امرا وعن كل منكر ناهي فاحيا به القلوب بعد مماتها وانارها به بعد ظلماتها. والف بينها بعد شتاتها فدعا الى الله عز وجل على بصيرة من ربه بالحكمة والموعظة الحسنة. وجاهد في الله تعالى حق جهادي حتى عبد الله وحده لا شريك له وسارت دعوته سيرة الشمس في الاقطار وبلغ دينه الذي ارتضاه لعباده ما بلغ الليل والنهار. وصلى الله عز وجل وملائكته. وجميع خلقه عليه كما عرف بالله تعالى ودعا اليه وسلم تسليما. صلى الله وسلم عليه نسأل الله الكريم رب العرش العظيم باسمائه الحسنى وصفاته العليا ان ينفعنا اجمعين بما علمنا وان يجعل ما تعلمناه وافدناه من خلال فهذا الكتاب والمجالس التي كانت في آآ قراءته والوقوف على مضامينه العظيمة حجة لنا اجمعين لا حجة علينا وان يصلح لنا شأننا كله والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين وان نسأل الله عز وجل ان ان يجزي الامام ابن القيم رحمه الله تعالى خير الجزاء على هذا هذه الفوائد العظيمة في كتابه هذا وفي غيره من كتبه النافعة المباركة وان يجزي علمائنا الاولين منهم والاخرين خير الجزاء وان يصلح قلوبنا وان يسدد السنتنا وان يهدينا اليه صراطا مستقيما والا يكلنا الى انفسنا طرفة عين انه تبارك وتعالى سميع الدعاء وهو اهل الرجاء وحسبنا ونعم الوكيل وانبه الى انه اعتبارا من الغد باذن الله نعود الى آآ كتاب معارج آآ القبول لنكمل من حيث اه وقفنا اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معاصيك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك. ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا. اللهم متعنا باسماعنا ابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثأرنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد واله وصحبه