الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم فهذا كتاب فظل المدينة واداب سكناها وزيارتها لفضيلة الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى قال بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله وخليله وخيرته من خلقه ارسله الله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا. فدل امته على كل خير وحذر وحذرها من كل شر. اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله واصحابه. ومن سلك سبيله واهتدى بهديه الى يوم الدين اما بعد فان مدينة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم طيبة الطيبة مهبط الوحي ومتنزل جبريل الامين على الرسول على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهي مأرز وهي مأرز الايمان وملتقى المهاجرين والانصار. وموطن الذين تبوأوا الدار والايمان. وهي العاصمة الاولى مسلمين فيها عقدت الوية الجهاد في سبيل الله. فانطلقت كتائب الحق لاخراج الناس من الظلمات الى النور ومنها شع النور فاشرقت الارض بنور الهداية. وهي دار هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. اليها هاجر وفي فيها عاش اخر حياته صلى الله عليه وسلم وبها مات وفيها وفيها قبر ومنها يبعث وقبره اول القبور انشقاقا عن صاحبه ولا يقطع بمكان قبر احد من الانبياء سوى مكان قبره صلى الله عليه وسلم. نعم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فهذه رسالة نافعة ومؤلف قيم في الكلام على فضل المدينة واداب زيارتها واداب سكناها وهذا الكتاب مع صغر حجمه جمع اهم ما في هذا الباب باب فضائل المدينة وباب الاداب المتعلقة بسكنى المدينة او زيارتها وقد كتب في فضائل المدينة كتابات كثيرة ومتعددة نفع الله سبحانه وتعالى بها وهذا المؤلف المختصر روعي فيه الاختصار والاقتصار على الصحيح الثابت عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه لان هذا الباب روي فيه احاديث كثيرة جدا لا تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم بل روي في هذا الباب احاديث موضوعة مكذوبة على النبي عليه الصلاة والسلام سواء في باب الفضائل او في باب الاداب وكم غرت تلك الاحاديث من جهال ظنوا انها من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وهي ليست من كلامه وفي هذا المؤلف الذي بين ايدينا جمع نافع فيما يتعلق بفظائل هذا البلد المبارك وخصائصه وميزاته وفيما يتعلق بالاداب التي ينبغي ان يكون عليها ساكنوا هذا البلد او زائره فهي رسالة يحتاج ان يقرأها كل من زار المدينة ويحتاج ان يقرأها كل من اكرمه الله سبحانه وتعالى بسكنى هذا البلد الطيب واحب ان انبه الاخوة ان هذا الكتاب يوزع مجانا بالكبائن التي حول المسجد النبوي وبامكان كل حاج ان يأخذ نسخة من هذا الكتاب بل انصح اخواني الحجاج بالمبادرة لاخذ نسخة منه والاستفادة من مضامينه النافعة ومحتوياته المفيدة في هذا الباب العظيم والمدينة بلد شرفه الله سبحانه وتعالى وخصه عز وجل بخصائص وميزات والله جل وعلا يخلق ما يشاء ويختار فهو عز وجل يختار من الازمنة ما شاء فجعل سبحانه وتعالى شهر رمظان خير الشهور وفظل العشر الاواخر من شهر رمظان وجعل جل وعلا ليلة القدر خيرا من الف شهر وجعل سبحانه وتعالى يوم عرفة خير يوم طلعت عليه الشمس وجعل العشر الاول من شهر ذي الحجة خير ايام او خير ايام العمل الصالح فهو سبحانه وتعالى يفضل من الازمنة والاوقات ما شاء ويفضل سبحانه وتعالى من الامكنة والبقاع ما شاء وقد فظل سبحانه وتعالى مكة والمدينة وشرفا قدرهما وحرمهما سبحانه وتعالى وسيأتي ان الذي اظهر حرمة مكة للناس ابراهيم الخليل عليه السلام والذي اظهر حرمة المدينة للناس نبينا محمد صلى الله عليه وسلم فهما بلدان شريفان فاضلان عظيمان محرمان ابراهيم عليه السلام حرم مكة ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم حرم المدينة وهو جل وعلا يفضل من الاشخاص من شاء سبحانه وتعالى فجعل عز وجل صفوة الناس وخيارهم انبيائه ورسله الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس وجعل خير الانبياء الرسل وخير الرسل اولي العزم منهم وهم خمسة وجعل خير اولي العزم محمدا صلى الله عليه وسلم فهو خير النبيين وسيد ولد ادم اجمعين. صلوات الله وسلامه عليه فهو جل وعلا يصطفي ما يشاء ويختار ومما اختاره سبحانه وتعالى بحكمته وعلمه سبحانه هذا البلد الفاضل المدينة النبوية طيبة الطيبة مأرز الايمان ومهبط الوحي فهي بلد شرفه الله واصطفاه واختاره سبحانه وتعالى وجعل له خصائص عظيمة وفضائل كريمة وفواضل جمة تدل على مكانة هذا البلد وعظيم شأنه ومن الجدير بكل مسلم ان يقف على هذه الفضائل ليزداد حبا لهذا البلد ومعرفة بقدره ومكانه وليكون ذلك ايضا عونا له على رعاية ادابه وحقوقه التي ينبغي ان يكون عليها من اكرمه الله عز وجل بزيارة هذا البلد او سكناه وقد بدأ المصنف بحمد الله عز وجل وحسن الثناء عليه جل وعلا بما هو اهله وبالصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم ثم قال فان مدينة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم طيبة الطيبة مهبط الوحي مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم هذا اسم من اسماء المدينة قالوا مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم او مدينة النبي صلى الله عليه وسلم او يقال المدينة النبوية كما يعبر عنها بهذا التعبير جماعة من العلماء المتقدمين فهي مدينة النبي عليه الصلاة والسلام لانها البلد الذي اختاره الله سبحانه وتعالى لنبيه صلوات الله وسلامه عليه وجعلها مهاجرا له وعاصمة لديار الايمان ومرزا للايمان ومهبطا للوحي ومتنزلا لجبريل على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا البلد العظيم المبارك قال فان مدينة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم طيبة الطيبة وسيأتي تسمية النبي صلى الله عليه وسلم لها بهذين الاسمين طيبة الطيبة وسيأتي ايضا الكلام على معنى ذلك قال مهبط الوحي اي هذه المدينة جعلها الله سبحانه وتعالى مهبطا للوحي لان الوحي كان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم في هذا البلد نزل عليه جملة من الوحي في مكة ثم نزل عليه جل الوحي واحكام الشريعة وتفاصيل الاسلام في هذا البلد المبارك فهو مهبط الوحي ومتنزل جبريل الامين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يتنزل بالوحي على نبينا صلوات الله وسلامه عليه في هذا البلد المبارك قد تنزل عليه بالوحي في هذا البلد مرات وكرات وكان تارة يأتيه على صورة اعرابي كل ما جاء في حديث جبريل المشهور حديث عمر قال بين نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد وفي تمام الحديث قال عليه الصلاة والسلام هذا جبريل اتاكم يعلمكم دينكم قال وهي مأرز الايمان ان يأرزوا اليها الايمان كما تأرز الحية الى جحرها اي تأوي اليه وتنضوي فيه فالايمان يأرز الى هذا البلد اي يأوي الى هذا البلد فالايمان انطلق من هذا البلد واليه يأوي اليه يأرز ان الايمان ليأرز الى المدينة كما تأرز الحية الى جحرها وسيأتي الحديث بذلك عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه الايمان شع نوره من هذا البلد ووصل الى اقاصي الدنيا منطلقا من هذا البلد والى هذا البلد المبارك يأوي ويأرز قال وملتقى المهاجرين والانصار وموطن الذين تبوأوا الدار والايمان قال الله عز وجل والذين تبوأوا الدار والايمان الدار المدينة والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة فهذا البلد ملتقى المهاجرين والانصار وفيه الف الله سبحانه وتعالى بين قلوب المهاجرين والانصار تأليفا لم يشهد له مثال ولكن الله الف بين قلوبهم وهو البلد الذي كان موطنا للانصار ومتبوءا لهم ولهذا قال وموطن الذين تبوأوا الدار والايمان اي تبوأوا المدينة سكنا لها واقامة فيها قبل مجيء النبي عليه الصلاة والسلام واختارهم الله سبحانه وتعالى انصارا لنبيه صلوات الله وسلاما وسلامه عليه فكان لهم هذا اللقب الشريف قد قال عليه الصلاة والسلام الناس دفاء الناس شعار والانصار دثار الناس شعار والانصار دثار فاختارهم الله جل وعلا واصطفاهم لنصرة نبيه الكريم صلوات الله وسلامه عليه وكانوا اهل هذا البلد وسكانه قبل مجيء النبي صلى الله عليه وسلم ولما قدم عليه الصلاة والسلام المدينة واصحابه معه اووه ونصروه وعزروه ووقروه ونصروا الدين الذي جاء به صلوات الله وسلامه عليه قال وهي العاصمة الاولى للمسلمين بين ذلك بقوله فيها عقدت الوية الجهاد في سبيل الله فانطلقت كتائب الحق لاخراج الناس من الظلمات الى النور ومنها شع النور اي نور الايمان لان الايمان نور وضياء قال الله عز وجل وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا فنور الايمان وضياء الوحي وسنا التوحيد شع من هذه البلاد المباركة والاراظي الطيبة قال فاشرقت الارض بنور الهداية فاشرقت الارظ بنور الهداية وهي دار هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم اليها هاجر لما اوذي صلى الله عليه وسلم في بلده مكة البلد الذي ولد فيه عليه الصلاة والسلام ونشأ لما اوذي في مكة اشد الاذى وناله فيها انواع الاذى اذن الله سبحانه وتعالى له بالخروج مهاجرا الى هذه البلد الطيبة المباركة المدينة النبوية وهي دار هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم اليها هاجر وفيها عاش اخر حياته صلى الله عليه وسلم وفيها عاش اخر حياته وحياته صلى الله عليه وسلم كانت ستين سنة ثلاثا وستين سنة هذه حياته صلى الله عليه وسلم منها اربعون قبل البعثة وثلاث عشرة سنة في مكة بعد البعثة فهذه ثلاثة وخمسون سنة في مكة وعشر سنوات في المدينة فاخر حياته وهي مدة عشر سنوات عاشها صلى الله عليه وسلم في المدينة قال وبها مات وفيها قبر فيها مات عليه الصلاة والسلام فهو صلى الله عليه وسلم مات في المدينة في بيته بحجرة عائشة الملاصق حجرة عائشة الملاصقة للمسجد بمسجد النبي عليه الصلاة والسلام وهي حجرة خارج المسجد ليست داخله فمات عليه الصلاة والسلام في حجرة عائشة قد ثبت عنه عليه الصلاة والسلام ان الانبياء يدفنون حيث ماتوا بناء على هذا الحديث دفن عليه الصلاة والسلام وقبر في حجرة عائشة لانه المكان الذي مات فيه والانبياء يدفنون حيث ماتوا وهو عليه الصلاة والسلام لم يدفن في المسجد وانما دفن في حجرة عائشة وهي خارج المسجد حجرة عائشة التي كانت تحيض فيها وكان يأتيها صلى الله عليه وسلم في تلك الحجرة فهي خارج المسجد وليست داخلة فهو عليه الصلاة والسلام لم يدفن داخل المسجد صلوات الله وسلامه عليه قال وبها مات وفيها قبر وهذه سنة الله سبحانه وتعالى في الناس اجمعين قال الله تعالى انك ميت وانهم ميتون هذه سنة الله ثم اماته فاقبره ثم اذا شاء انشره سنة الله عز وجل في ادم وذريته انهم يموتون ومن مات يقبر وقبر الانسان تكريم له قبر الانسان تكريم له ومنا هدى الله سبحانه وتعالى الناس اليها فاكرم الله عز وجل بني الانسان وميز عن غيره من سائر الحيوان انه يدفن تكريما له وتشريفا له ولو بقي الانسان بعد موته دون دفن يتعرض له يتعرض له امور كثيرة فالقبر نعمة هدى الله سبحانه وتعالى الناس اليها ولهذا ذكر ذكرها الله عز وجل في قوله ثم اماته فاقبره ثم اذا شاء انشره قال ومنها يبعث منها اي من المدينة يبعث صلوات الله وسلامه عليه وقبره اول القبور انشقاقا عن صاحبه وعليه الصلاة والسلام اول من ينشق عنه القبر واول من يبعث ويقوم صلوات الله وسلامه عليه لرب العالمين قال ولا يقطع بمكان قبر احد من الانبياء سوى مكان قبره صلى الله عليه وسلم لا يقطع لا يجزم بمكان قبر من الانبياء يعني لا يمكن ان يقال هذا هو قبر نبينا فلان جزما وقطعا هناك مواضع يظن دون جزم انها قبور او قبر لاحد الانبياء وفي مواضع يدعى ادعاء بدون اي مستند وبدون اي برهان انها قبر النبي فلان بدون اي برهان ولا مستند لكن ليس هناك مكان او قبر نبي يجزم بانه قبره الا قبر نبينا عليه الصلاة والسلام وسيأتي عند المصنف حفظه الله ورعاه ما يتعلق بالاداب المتعلقة بزيارة قبره صلوات الله وسلامه وبركاته عليه نعم قال حفظه الله تعالى وهذه المدينة المباركة شرفها الله وفضلها وجعلها خير البقاع بعد مكة ويدل لتفضيل لتفضيل مكة على المدينة قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لما اخرجه الكفار لما اخرجه الكفار منها واتجه الى المدينة مهاجرا قال مخاطبا مكة والله انك والله انك لخير لخير ارض الله واحب ارض الله الى الله ولولا اني اخرجت منك ما خرجت. رواه الترمذي وابن ماجه وهو حديث صحيح واما الحديث الذي ينسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا وقال اللهم انك اخرجتني من احب البلاد الي يعني مكة فاسكني في احب البلاد اليك يعني المدينة فهو حديث موضوع ومعناه غير مستقيم لانه يدل على ان الاحب الى الله غير الاحب الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا احب الى الرسول غير الاحب الى الله ومن المعلوم ان المحبة ان محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تابعة لمحبة الله سبحانه وتعالى ليس الاحب الى الله غير الاحب الى الرسول صلى الله عليه وسلم. ثم قال وهذا وهذه المدينة المباركة شرفها الله وفضلها المدينة المباركة سيأتي دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المدينة بالبركة شرفها الله وفضلها اي شرفها بفظائل وخصائص خص بها هذا البلد المبارك وسيأتي جملة منها من خلال الاحاديث الثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال وجعلها خير البقاع بعد مكة وجعلها خير البقاع بعد مكة اي ان البقاع في باب التفظيل افظلها مكة ثم المدينة فالمدينة خير البقاع بقاع الارض بعد مكة قال ويدل لتفضيل مكة على المدينة قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لما اخرجه الكفار منها اي من مكة واتجه الى المدينة مهاجرا قال مخاطبا مكة والله انك لخير ارض الله والله انك لخير ارض الله واحب ارض الله الى الله ولولا ان ولولا اني اخرجت منك ما اخرجت فهذا واضح في تفضيل مكة وانها خير البقاع وافضلها واحب البقاع الى الله سبحانه وتعالى وهو حديث صحيح ثابت ودلالته على تفضيل مكة ظاهرة قال والله انك اي مكة لخير ارض الله واحب ارض الله الى الله ولولا اني اخرجت منك ما اخرجت يقصد مكة يخاطب مكة قال واما الحديث الذي ينسب الى الرسول صلى الله عليه وسلم وهو ان النبي صلى الله عليه وسلم دعا وقال اللهم انك اخرجتني من احب البلاد الي يعني مكة فاسكني في احب البلاد اليك عن المدينة فاسكني في احب البلاد اليك عن المدينة. هذا الحديث لا يصح حديث موضوع مكذوب على الرسول عليه الصلاة والسلام وهو من الاحاديث المشتهرة على الالسنة خاصة السنة العوام مشتهر على السنتهم هذا الحديث وهو حديث مكذوب لا يجوز ولا يصح ان ينسب الى الرسول عليه الصلاة والسلام لا يجوز ان يقال قال النبي عليه الصلاة والسلام بل لا يذكر هذا الحديث الا على وجه بيان كذبه وانه حديث مكذوب على النبي صلى الله عليه وسلم لا يصح ان ينسب اليه اما ان يذكر ليستخرج او يستفاد منه فضيلة فلا يجوز لانه حديث مكذوب على النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ثم من جهة اخرى معناه غير مستقيم معنى الحديث غير صحيح لان الحديث يدل ان الاحب الى الله غير الاحب او ان الاحب الى النبي صلى الله عليه وسلم غير الاحب الى الله قال ااخرجتني من احب البلاد الي فاسكني في احب البلاد اليك مع ان محبة النبي عليه الصلاة والسلام تبع لمحبة الله فهو يحب ما يحبه الله ويبغض ما يبغضه الله وهذا اوثق عرى الايمان فمحبته عليه الصلاة والسلام تبع ولهذا فان معنى الحديث غير مستقيم قال ومعناه غير مستقيم لانه يدل على ان الاحب الى الله غير الاحب الى الرسول صلى الله عليه وسلم حديث يدل على ان مكة هي الاحب الى الرسول عليه الصلاة والسلام والمدينة هي الاحب الى الله سبحانه وتعالى قال والاحب الى الرسول غير الاحب الى الله ومن المعلوم ان محبة الرسول صلى الله عليه وسلم تابعة لمحبة الله سبحانه وتعالى ليس الاحب الى الله غير الاحب الى الرسول صلى الله عليه وسلم فاجتمع في هذا الحديث امران الاول انه كذب والامر الثاني ان معناه غير صحيح وامر ثالث وهو انه مخالف للاحاديث الصحيحة ومنها الحديث الذي مر معنا في رأس هذه الصفحة واعلاها نعم وقد رأيت كتابة هذه الرسالة بفضل هذه المدينة المباركة وبيان اداب سكناها وزيارتها فاذكر فيها جملة من فضائلها ثم جملة من اداب سكناها ثم جملة من اداب زيارتها اصل هذه الرسالة محاضرة علمية القاها الوالد حفظه الله تعالى هنا في المدينة ونفع الله سبحانه وتعالى بتلك المحاضرة صوتيا ومن خلال الاشرطة تداولها الناس وطلاب العلم واستفادوا منها اشير عليه ان تكون في كتاب في رسالة بايدي الناس تطبع ويستفاد منها فيسر الله عز وجل خروج هذه الرسالة النافعة المفيدة في فضل المدينة واداب سكناها نعم فمن فضائل هذه المدينة المباركة ان الله تعالى جعلها حرما امنا كما جعل مكة حرما امنا قد جاء عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم انه قال ان ابراهيم حرم مكة واني حرمت المدينة رواه مسلم والمقصود من هذا التحريم المضاف الى محمد صلى الله عليه وسلم والى ابراهيم صلى الله عليه وسلم هو اظهار التحريم والا فان التحريم من الله عز وجل وهو الذي جعل هذا حرما وجعل هذا حرما واختص الله عز وجل هاتين البلدتين بهذه الصفة التي هي الحرمة دون سائر البلاد ولم يأتي دليل ثابت يدل على تحريم شيء غير مكة والمدينة وما شاء على السنة كثير على السنة كثير من الناس من ان المسجد الاقصى ثالث الحرمين هو من الخطأ الشائع لانه ليس هناك للحرمين ثالث ولكن التعبير الصحيح ان يقال ثالث المسجدين اي المشرفين المعظمين والنبي صلى الله عليه وسلم جاء عنه ما يدل على فضل هذه المساجد ثلاثة. وعلى قصدها للصلاة فيها حيث قال عليه الصلاة والسلام لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد المسجد الحرام المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الاقصى رواه البخاري ومسلم ثمان المقصود بالحرم في مكة والمدينة ما تحيط به الحدود ما تحيط به الحدود لكل منها هذا هو الحرم. وما شاع من اطلاق الحرم على المسجد النبوي فقط فهو من الخطأ الشائع لانه ليس هو الحرم وحده بل المدينة كلها حرم ما بين عين الى ثور وما بين لابتيها. وقد قال عليه الصلاة والسلام المدينة ما بين عير الى ثور رواه البخاري ومسلم وقال صلى الله عليه وسلم اني حرمت ما بين لابتي المدينة ان يقطع عظاه ان يقطع عظاها عظاه او يقتل صيدها رواه مسلم ومن المعلوم ان المدينة قد اتسعت في هذا الزمان. حتى خرج جزء منها عن الحرم. ولهذا لا يقال ان كل المباني الموجودة في المدينة من الحرم ولكن ما كان داخل حدود الحرم منها فهو حرام وما كان خارج حدود الحرم فانه يطلق عليه انه من المدينة. ولكن لا يقال انه من الحرم وقد جاء عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في بيان حدود حرم المدينة ان الحرم ما بين ما بين اللابتين او ما بين الحرتين او ما بين الجبلين او ما بين عير الى ثور ولا تنافي ولا اضطراب بين هذه الالفاظ فان الاصغر داخل في الاكبر فما بين اللابتين حرم وما بين الحرتين حرم وما بين عين الى ثور من حرم واذا اشتبه الامر في شيء يحتمل ان يكون من الحرم ويحتمل اه واذا اشتبه الامر في شيء يحتمل ان يكون من الحرم ويحتمل ان يكون من غيره فان هذا امثل ما يقال فيه انه من الامور المشتبهات والامور المشتبهات بين النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الطريقة التي تسلك فيها وهي ان يحتاط فيها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان ابن بشير رضي الله عنه المتفق على صحته فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام بدأ يسوق المصنف الفضائل فضائل المدينة التي شرفها شرفها الله سبحانه وتعالى بها فذكر من هذه الفضائل ان الله عز وجل جعل المدينة حرما امنا كما جعل مكة حرما امنا ويدل لذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام وهو في صحيح مسلم قال ان ابراهيم حرم مكة واني حرمت المدينة ان ابراهيم حرم مكة واني حرمت المدينة اي كما حرم ابراهيم مكة والمراد بتحريم ابراهيم عليه السلام لمكة وتحريم نبينا صلى الله عليه وسلم للمدينة اظهار الحرمة اما التحريم نفسه فلله رب العالمين هو الذي يحل ويحرم ويسرع ما يشاء ويحكم ما يريد والانبياء مهمتهم البلاغ وما على الرسول الا البلاغ فقوله ان ابراهيم حرم مكة اي اظهر حرمة مكة وبين ذلك للناس وابلغه للناس واني حرمت المدينة المراد بذلك اظهار الحرمة اي المراد بذلك اظهار الحرمة والا الذي حرم المدينة وحرم مكة هو الله سبحانه وتعالى رب العالمين الذي له الحكم يشرع ما يشاء ويقضي سبحانه وتعالى بما يريد قال واختص الله عز وجل هاتين البلدتين بهذه الصفة التي هي الحرمة الحرمة امر خاص بمكة والمدينة وليس هناك بقعة في الدنيا محرمة مثل التحريم الذي خص الله سبحانه وتعالى به مكة والمدينة فالمدينة ومكة لهما خصوصية حرمهما الله عز وجل اي جعل لها حرمة خاصة دون سائر البلاد قال ولم يأتي دليل ثابت يدل على تحريم شيء غير مكة والمدينة في اي مكان في الدنيا لم يأت شيء يدل على تحريم غير مكة والمدينة وفي السنة كثير من الناس يقولون عن المسجد الاقصى يقولون ثالث الحرمين ثالث الحرمين والمراد بذلك ومراد بذلك انه حرم ثالث انه حرم ثالث وانه مكان محرم وهذا لا دليل عليه لان التحريم لم يأتي الا لمكة والمدينة ابراهيم عليه السلام اظهر حرمة مكة ونبينا عليه الصلاة والسلام اظهر حرمة المدينة ولم يأتي دليل في باب التحريم لاي بقعة من البقاع غير الحرمين مكة والمدينة بين الحرمين مكة والمدينة المسجد الاقصى لا يقال له حرم لا يقال له حرم لان التحريم انما خص به مكة والمدينة لكن التعبير الصحيح ان يقال ثالث المسجدين المسجد الاقصى ثالث المسجدين اي ان المساجد التي فضلها الله سبحانه وتعالى على سائر المساجد وجعل لها خصوصية وفظيلة خاصة ثلاثة وهي المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الاقصى المسجد الحرام الصلاة فيه بمئة الف صلاة والمسجد النبوي الصلاة فيه بالف صلاة في مسجدي هذا خير من الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام والمسجد الاقصى الصلاة فيه بمئتين وخمسين صلاة فهذه فضائل خصت بها هذه المساجد المسجد الحرام مئة الف والنبوي الف والاقصى مئتين وخمسين وهذه اه هذا التفظيل لله سبحانه وتعالى هذا التفظيل لله سبحانه وتعالى فظل هذه المساجد الثلاثة فضل هذه المساجد الثلاثة جاء في الحديث عنه صلوات الله وسلامه عليه انه قال لا تشد الرحال الا الى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الاقصى فخصها صلوات الله وسلامه عليه بهذه الفظيلة قال ثمان المقصود بالحرم في مكة والمدينة ما تحيط به الحدود لكل منهما ما تحيط به الحدود لكل منهما هذا هو الحرم وما شاء من اطلاق الحرم على المسجد النبوي فقط فهو من الخطأ السائع بعض الناس اذا اراد الذهاب الى المسجد النبوي يقول اذهب الى الحرم الحرم ليس المسجد فقط الحرم المدينة كلها الحرم ليس المسجد فقط فليس ليست الحرمة خاصة بالمسجد فقط بل هي شاملة للمدينة ولهذا بعض الناس يقول اريد ان اذهب الى الحرم وهو في الحرم يكون في المدينة ويقول اي قال اين تذهب؟ يقول اذهب الى الحرم يقال انت الان في الحرم لان المدينة كلها حرم فبعض الناس يكون في المدينة ويقول انا اريد ان اذهب الى الحرم اذا اين انت هل انت في الحل انت في حرم انت في حرم المدينة بلد حرام فليست الحرمة خاصة بالمسجد. ولهذا من الخطأ الشائع ان يطلق الحرم على المسجد لان الحرمة تشمل المدينة ولا تختص بالمسجد ولا تختص بالمسجد قال بل المدينة كلها حرام ما بين عير الى ثور ما بين لابتيها وقد قال عليه الصلاة والسلام المدينة حرم لم يقل المسجد النبوي حرم قال المدينة حرم فالمدينة بما فيها المسجد كلها حرام حرمها الله سبحانه وتعالى في الحديث الاخر قال اني حرمت ما بين لابتي المدينة ان يقطع عظاهها او يقتل صيدها والعظة الشجر قال ومن المعلوم ان المدينة قد اتسعت في هذا الزمان حتى خرج جزء منها عن الحرم خرج جزء من المدينة من مباني المدينة ومساكنها خارج حدود الحرم فماذا يقال عن المساكن التي بنيت خارج حدود الحرم هل هي من المدينة او لا جواب من المدينة لان المدينة اسم يشمل ليشمل المدينة ويشمل كل ما آآ ما زاد وتوسع من هذا البلد لكن الحرمة تشمل تلك المساكن الجواب لا لان الحرمة محددة ما بين عير الى ثور ما بين لابتي المدينة فلو اتسعت المباني تكون خارج الحرم لكنها يشملها اسم المدينة وتكون من المدينة لكنها ليست من الحرم لان الحرم محدد ما بين عينا وثور من الجنوب والشمال وما بين اللابتين من الشرق والغرب لها حدود المدينة ولهذا لا يقال ان كل المباني الموجودة في المدينة من الحرم لا يقال كل المباني الموجودة في المدينة من الحرم لماذا؟ لان المباني التي خارج الحدود ليست من الحرم ولكن ما كان داخل حدود الحرم منها فهو حرم وما كان وما كان خارج حدود الحرم فانه يطلق عليه انه من المدينة ولكن لا يقال انه من الحرام. يطلق عليه انه من المدينة ولكن لا يقال انه من الحرم لان حدود الحرم معينة ومحددة بتحديد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قال وقد جاء عن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في بيان حدود حرم المدينة ان الحرم ما بين اللابتين او ما بين الحارتين او ما بين الجبلين او ما بين عير الى ثور ولا تنافي ولا اضطراب بين هذه الالفاظ فان الاصغر داخل في الاكبر فما بين اللابتين حرم وما بين الحرتين حرم وما بين عير الى ثور حرام ثم نبه على مسألة وهي اذا اشتبه على الانسان مكان اشتبه عليه مثلا بيته لا يدري هل هو من الحرم او من خارج الحرم فكيف يتعامل مع هذا المشتبه قال امثل ما يقال فيه انه من الامور المشتبهات والامور المشتبهات بين النبي الكريم عليه الصلاة والسلام الطريقة التي تسلك فيها وهي ان يحتاط فيها كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث النعمان ابن بشير صلى الله عليه وسلم المتفق المتفق على صحته فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام مثلا وجد الانسان شجرة او وجد صيدا في مكان اشتبه عليه لم يتبين هل هو من الحرم اوليس من الحرم كيف يتعامل مع ذلك الشجر هل يقطعه وذلك الصيد؟ هل يصطاده يتعامل معه في ضوء الحديث قال فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام كالراعي لاحظ تتمة الحديث لها صلة بموضوعنا كالراعي يرعى حول الحمى يوشك ان يرتع فيه الاوان لكل ملك حمى الاوان حمى الله محارمه ونكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم للمسلمين اجمعين حتى لا يلتبس عند الناس الحرم من الفضل فضل المسجد المسجد النبوي له فضائل خاصة به والمدينة عموما لها حرمتها ومكانتها لكن الفضائل التي جاءت في المسجد تختص بالمسجد نفسه مثل قوله عليه الصلاة والسلام صلاة في مسجدي هذا خير من الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام. هذه فضيلة خاصة بالمسجد النبوي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وليست شاملة للمدينة فليست الصلاة في اي مكان في المدينة بالف وانما الصلاة في المسجد خاصة بالف لانه صلى الله عليه وسلم قال صلاة في مسجدي هذا والزيادة لها حكم المزيد مسجده عليه الصلاة والسلام في زمانه كان اصغر من هذا بكثير لكن الزيادة تشمل آآ الحكم يشمل الزيادة كل ما اتسع المسجد النبوي شملته هذه الفظيلة ان الصلاة فيه بالف وهذه فضيلة خاصة بالمسجد النبوي وليست شاملة للمدينة نعم احسن الله اليكم هذا السائل يقول قل شيخنا نعلم ان الفضل ان افضل الرسل محمد صلى الله عليه وسلم ولكن الذي يشكل علي الاحاديث الواردة في سنن ابي داود كتاب السنة قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تفضلوا او لا تفضلوني على احد من الرسل فما هو التوجيه آآ الامر واضح في ان نبينا عليه الصلاة والسلام خير النبيين وافضل ولد ادم اجمعين. صلوات الله وسلامه عليه قد قال في ذلك صلى الله عليه وسلم قولا بينا واضحا ظاهرا انا سيد ولد ادم انا سيد ولدي ادم والسيادة تعني التقدم والرفعة والاولوية والافضلية وعليه الصلاة والسلام طير النبيين وافضل ولد ادم اجمعين صلوات الله وسلامه عليه ولا يشكل على هذا قوله عليه الصلاة والسلام لا تفضلوني على احد من النبيين او لا تفضلوني على يونس ابن متى او نحو ذلك مما جاء من الاحاديث عنه صلوات الله وسلامه عليه لان هذه الاحاديث محمولة عند اهل العلم على التفظيل الذي يكون على وجه التفرقة لا نفرق بين احد من رسله وعلى وجه آآ الحمية والتفريق ونحو ذلك من المعاني اما من حيث الاصل فنبينا عليه الصلاة والسلام افضل ولد ادم اجمعين لكن اذا كان انسان يريد ان يثير مسألة المفاضلة وتفظيلا نبينا عليه الصلاة والسلام لغرض اخر وايثارات ونحو ذلك فهذا يمنع وهو الذي يتناوله نهي النبي صلوات الله وسلامه عليه. نعم احسن الله اليكم هذا السائل يقول هل يجوز للعبد ان يحب المدينة اكثر من حبه لمكة باب المحبة تبع لمحبة الله سبحانه وتعالى ولهذا مر معنا ان محبة نبينا صلى الله عليه وسلم تابعة لمحبة الله وعرفنا ان احب البقاع الى الله مكة ثم المدينة احب البقاع مكة لانه مر معنا في الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم اقسم بالله والله انك احب البقاع الى الله فمكة هي احب البقاع الى الله ثم يليها في في في ذلك المدينة النبوية والمحبة محبة المسلم تابعة وفي الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام وهو في السنن اللهم اني اسألك حبك وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربني الى حبك فمحبة المسلم للاشخاص وللاشياء وللاعمال تابعة محبة بالله سبحانه وتعالى نعم والله اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين