الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال الشيخ عبد المحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى والشارح والسامعين في كتابه فضل المدينة واداب سكناها قال ثمان من الفضائل التي جاءت في شأن هذه المدينة المباركة ان النبي صلى الله عليه وسلم سماها طيبة وطاب بل انه ثبت في صحيح مسلم ان الله سماها طابا قال النبي صلى الله عليه وسلم ان الله سمى المدينة طابة وهذان اللفظان مشتقان من الطيب ويدلان على الطيب فهما لفظان طيبان اطلقا على بقعة طيبة الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد فلا يزال الحديث موصولا بذكر فضائل هذا البلد الطيب المدينة النبوية مدينة النبي صلوات الله وسلامه عليه وقد مر معنا ذكر بعض فضائل المدينة السياق موصول بذكر فضائل لهذا البلد المبارك فيما يؤثر في هذا الباب عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فمن فضائل المدينة ان النبي صلى الله عليه وسلم سماها طيبة وطابة وجاء في بعض الروايات في صحيح مسلم ان الله تعالى هو الذي سماها طابا قال عليه الصلاة والسلام ان الله سمى المدينة طابة وطيبة وطابة اسمان مشتقان من الطيب والطيب اصله الطهارة والنزاهة والنقاء فالمدينة اطلق عليها هذا الاسم طيبة وطابة لما في هذه البقعة من الطيب لما فيها من الطهارة والنقاء فهي بلد طيب بلد طاهر ومر معنا انه بلد مبارك دعا له النبي صلوات الله وسلامه عليه بالبركة فهذان الاسمان مشتقان من الطيب ويدلان على الطيب فهما لفظان طيبان اطلقا على بقعة طيبة اطلق على بقعة طيبة اي على المدينة وعرفنا ان معنى الطيب اي الطهارة والنقاء نعم ومن فضائلها ان الايمان يأرز اليها كما قال صلى الله عليه وسلم ان الايمان ليأرز الى المدينة كما تأرز الحية الى جحرها. رواه البخاري ومسلم ومعنى ذلك ان الايمان يتجه اليها ويكون فيها والمسلمون يأمونها ويقصدونها يدفعهم الى ذلك الايمان ومحبة هذه البقعة المباركة التي حرمها الله عز وجل من فضائل المدينة ان الايمان يأرز اليها ان الايمان يأرز اليها ومعنى يأرز ان يأوي الى المدينة ويتجه الى المدينة وشبه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله كما تأرز الحية الى جحرها كما تأرز الحية الى جحرها والحية تأوي الى جحرها وتنطوي فيه وتجتمع داخله منطوية مجتمعة داخل جحرها ونبينا عليه الصلاة والسلام يقول الايمان يأوي الى المدينة او يأرز الى المدينة كما تأرز الحية الى جحرها وهذا فيه ان الايمان يجتمع ويتجه الى المدينة وهي البلد الذي شع منه نور الايمان ووصل الى الافاق والى ارجاء المعمورة فنور الايمان انبثق وانتشر من هذا البلد المبارك واليه يأوي واليه يأوي فالايمان يأرز الى المدينة ان يأوي الى المدينة والمسلمون في كل مكان يعرفون لهذا البلد مكانته ويعرفون له منزلته ويعرفون انه هو البلد الذي وصل اليهم الايمان في ديارهم من جهته ومن هذه البقعة المباركة فالمدينة بلد الايمان الذي شاع منه الايمان وانتشر الى الافاق وهي البلد الذي يأوي اليه الايمان وهي البلد الذي يتجه اليه المؤمنون يستشعر من يأتي هذا البلد ويقدم اليه ان النبي عليه الصلاة والسلام درج هو اصحابه رضي الله عنهم وارضاهم على ثرى هذا البلد الطيب وتنقلوا في هذه البقعة الطيبة وعاش فيها عليه الصلاة والسلام اخر حياته الى ان توفاه الله عز وجل في هذه البقعة الطيبة فاختارها الله سبحانه وتعالى مهاجرا لرسوله عليه الصلاة والسلام واختارها سبحانه وتعالى مكانا يموت فيه صلوات الله وسلامه عليه واختارها مكانا يدفن فيه عليه الصلاة والسلام واختارها مكانا يبعث منه وقبره عليه الصلاة والسلام اول قبر ينشق فمنه من هذه البقعة يبعث سيد ولد ادم وخير خلق الله اجمعين. صلوات الله وسلامه عليه فالمسلم اذا زار هذا البلد يذكر النبي الكريم عليه الصلاة والسلام ويذكر قيامه بدين الله ودعوته الى دين الله ويذكر مقام اصحابه رضي الله عنهم معه نصرة للدين ومؤازرة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام يذكر تلك المآثر العظام والخلال العظيمة الجسام والجهود الكبيرة يذكر ذلك وذكر ذلك ذكر للايمان لان هؤلاء هم حملة الايمان والدعاة اليه وهم الذين قاموا بنشره بتوفيق من من الله سبحانه وتعالى ومد فالذي يأتي الى المدينة يأتي الى بلد شريفا فاضل طيب مطيب يعلم كل مسلم ان الايمان انتشر الى الدنيا من هذا البلد وها هو نبينا عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث يبين للامة ان الايمان يأرز الى المدينة اي كما انه انتشر منها فهو يأوي اليها ويرجع اليها ويجتمع فيها والمسلم كلما جاء الى البلد الى هذا البلد الطيب بنية طيبة وصدق مع الله سبحانه وتعالى كان في ذلك تجديدا لايمانه وتقوية لصلته بربه سبحانه وتعالى وكم سمعنا من اخبار عجيبة كان فيها مجيء المقصر الى هذا البلد نقطة تحول في حياته وفي هذا الباب قصص كثيرة منها ما نسمعه ومنها ما لا نعلم به لا يعلم به الا الله سبحانه وتعالى فالايمان يأرز الى المدينة يا رزق الى المدينة؟ وكم من انسان جاء الى هذه المدينة مقصرا ضعيف الايمان مفرطا في جنب الله ورجع منها شخصا اخر ورجع منها شخصا اخر يجلس فيها اياما قلائل ويحافظ في جلوسه على الجلوس في هذا المسجد المبارك الطيب والرباط بانتظار الصلاة الى الصلاة والاستفادة مما يلقى فيه من علم وبيان وخير ويرجع بحياة جديدة وحال اخرى غير التي كان عليها فالمدينة بلد عظيم الشأن جليل القدر علي المكانة شرفها الله سبحانه وتعالى وطيبها فهي مدينة طيبة مباركة يأرز اليها الايمان ومن يأتي الى المدينة ويكرمه الله سبحانه وتعالى بالمقدم اليها فليكن اهم ما يعنى تحقيقه ونيله وتحصيله في هذا البلد المبارك الايمان الذي علمنا من حديث نبينا عليه الصلاة والسلام انه يأرز الى المدينة ان يأوي اليها فيكون هم من قدم الى هذا البلد المبارك تحقيق الايمان وتتميمه نعم ومن فضائلها ما جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام انه وصفها بانها قرية تأكل القرى قال صلى الله عليه وسلم امرت بقرية تأكل القرى يعني امر بالهجرة الى هذه القرية التي تأكل القرى يقولون لها يثرب وهي المدينة رواه البخاري ومسلم فقوله عليه الصلاة والسلام تأكل القرى فسر بانها تنتصر عليها وتكون الغلبة لها على غيرها من القرى وفسر بانها تجلب اليها الغنائم التي تحصل في الجهاد في سبيل الله وتنتقل اليها وتنقل وتنقل اليها وكل من هذين الامرين قد وقع وحصل فحصل تغلب هذه المدينة على غيرها من المدن بان انطلق منها الهداة المصلحون والغزاة الفاتحون واخرجوا الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم. فدخل الناس في دين الله عز وجل وكل خير حصل لاهل الارض فانما خرج من هذه المدينة المباركة مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم. فكونها تأكل القرى يصدق على كون الانتصار لها على غيرها من مدن كما حصل ذلك في الصدر الاول ومع الرعيل الاول من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. والخلفاء الراشدين رضي الله عنهم وارضاهم وكذلك ايضا حصول الغنائم والاتيان بها اليها. وهذا ايضا قد حصل فان النبي صلى الله عليه وسلم اخبر عن انفاق كنوز كسرى وقيصر في سبيل الله عز وجل. وقد حصل ذلك فقد اوتي بها فقد اوتي بهذا الكنوز الى هذه المدينة المباركة. وقسمت على يد الفاروق رضي الله تعالى عنه وارضاه من فضائل المدينة ما جاء عن نبينا صلى الله عليه وسلم انه قال امرت بقرية تأكل القرى امرت بقرية تأكل القرى فهذا فيه ذكر فضيلة لهذه المدينة النبوية المباركة الطيبة انها قرية تأكل القرى وقد امر عليه الصلاة والسلام بالهجرة اليها وقد اودي في بلده ومكان نشأته مكة اذى عظيما صلوات الله وسلامه عليه واشتد الاذى به صلوات الله وسلامه عليه فامره الله سبحانه وتعالى ان يهاجر الى المدينة ان يهاجر الى المدينة. قال عليه الصلاة والسلام امرت بقرية تأكل القرى امرت بقرية تأكل القرى اي امرت بالهجرة الى قرية تأكل القرى وعليه الصلاة والسلام امر بالهجرة الى المدينة وصفت المدينة بانها تأكل القرى وفسر قوله عليه الصلاة والسلام في وصف المدينة تأكل القرى فسر بانها تنتصر على القرى القرى ويكون لها الغلبة والانتصار ومن المعلوم ان الغزاة الفاتحون والمجاهدون المخلصون الناصحون انطلقوا من هذه المدينة ونصرهم الله سبحانه وتعالى نصرا مؤزرا وتحقق من الجيوش التي انطلقت من هذه المدينة انتصارات وفتوحات عظيمة وانتشر دين الله عز وجل في ارجاء المعمورة وقيل في معنى انها تأكل القرى ان الخزائن والكنوز تجلب الى المدينة وتحظر الى المدينة وهذا ثمرة من ثمرات الانتصارات العظيمة والفتوحات العظيمة التي حققها المجاهدون الصادقون المخلصون الا القائمون بنصرة هذا الدين العظيم قال فقوله عليه الصلاة والسلام تأكل القرى فسر بانها تنتصر عليها وتكون الغلبة لها على غيرها من القرى وفسر بانها تجلب اليها الغنائم التي تحصل في الجهاد في سبيل الله وتنقل اليها والمعنى الثاني هو ثمرة للمعنى الاول المعنى الثاني هو ثمرة للمعنى الاول ولا يمنع ان يكون كلا المعنيين مراد لان احد المعنيين تمرة للاول فالمدينة تأكل القرى ان يكونوا اهلها الانتصار ويخرج منها المجاهدون ويحقق الله عز وجل لهم الانتصارات العظيمة وتجلب اليها الغنائم فهذا كله من معنى قوله عليه الصلاة والسلام آآ تأكل القرى وكل من هذين الامرين حصل كل من هذين الامرين حصل فمن المدينة انطلقت الجيوش المقاتلة في سبيل الله فنصرهم الله سبحانه وتعالى نصرا مؤزرا وكتب الاخبار والتاريخ مليئة بالشواهد والعبر في ذلك وايضا المدينة جلبت لها الكنوز والخزائن قد اخبر عليه الصلاة والسلام عن انفاق كنوز كسرى وقيصر في سبيل الله وتحقق ذلك وحصل واتي بها الى هذه المدينة المباركة الطيبة وقسمت على يد الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه اذا هذه فضيلة عظيمة لهذا البلد المبارك في قول نبينا عليه الصلاة والسلام امرت بقرية تأكل القرى نعم قال حفظه الله تعالى ومن فضائلها ان النبي صلى الله عليه وسلم حث على الصبر على لأوائها وجهدها وقال المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون قال ذلك في حق الذين فكروا في الانتقال من المدينة الى الاماكن التي فيها الرخاء وسعة الرزق. وكثرة المال فالنبي صلى الله عليه وسلم قال المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. لا يدعها احد رغبة لا يدعها. لا يدع لا يدعها احد رغبة عنها الا ابدل الله فيها من هو خير منه. ولا يثبت احد على لاوائها وجهدها الا اكنت له شفيعا او شهيدا يوم القيامة رواه مسلم وهذا يدلنا على فضل هذه المدينة وفظل الصبر على الشدة واللأوى والجهد والظنك اذا اذا والظنك اذا حصل لاحد فلا يكون ذلك دافعا له الى ان ينتقل منها الى غيرها. يبحث عن الرخاء وعن سعة الرزق بل يصبر على ما يحصل له فيها. وقد وعد بهذا الاجر العظيم والثواب الجزيل من الله سبحانه وتعالى وهذه فضيلة اخرى من فضائل المدينة ان النبي صلى الله عليه وسلم حث على الصبر على الاوائها وجهدها وقال المدينة خير لهم. لو كانوا يعلمون المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون وهذا فيه خيرية هذا البلد وفضله قال المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. وحث من اكرمه الله سبحانه وتعالى بالاقامة والسكنة في المدينة ان يصبر ان يصبر على لأوائها وجهدها ان يصبر على ما يلقاه في المدينة من شدة وما يلقاه في المدينة من ضنك وضيقي مثلا ذات اليد او اعتلال الصحة مثلا او التعب او الجهد او الحر الشديد او البرد الشديد او نحو ذلك فقوله صبر على لأوائها وجهدها يتناول ذلك كله يتناول كل ما يلقاه المسلم في هذا البلد من من جهد من شدة من ضنك من تعب من الم الى غير ذلك فهذا يتناول ذلك كله. قال حث على الصبر على لأوائها وجهدها وقال المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون قال ذلك في حق الذين فكروا في الانتقال من المدينة الى الاماكن التي فيها الرخاء وسعة الرزق وكثرة المال قد يكون الانسان اه ذات يده قليلة في المدينة. ويسمع عن بعظ المدن او بعظ المناطق ان التجارة الدنيوية فيها مربحة وان الكسب فيها كبير فيفكر في الانتقال في مثل هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون يصبر الانسان على قلة ذات اليد يصبر على ما يلقاه في المدينة من ضنك وجهد ومشقة يصبر على ذلك فهو خير له قال فالنبي صلى الله عليه وسلم قال المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون لا يدعها احد الرغبة عنها الا ابدلها الله فيها الا ابدل الله فيها من هو خير منه قال لا يدعها رغبة عنها رغبة عن المدينة اي زهدا فيها وعدم رغبة في البقاء فيها وسكناها وزهدا في خيراتها وفضائلها فمن خرج من المدينة راغبا عن المدينة زاهدا فيها ابدلها الله سبحانه وتعالى خيرا منه بان يقيظ الله سبحانه وتعالى للمدينة من يسكنها ويقيم فيها ممن هو خير من ذلك الزاهد الراغب عن المدينة ولا يثبت احد على لأوائها وجهدها الا كنت له شفيعا او شهيدا يوم القيامة الا كنت له شفيعا او شهيدا يوم القيامة وهذا فيه فظل الصبر على اللأواء والصبر على الشدة التي تلقى الانسان في المدينة يصبر على ذلك محتسبا اجرى ذلك عند الله وطامعا ان يكون هذا الصبر على الجهد والشدة واللأواء سببا لان يكون النبي عليه الصلاة والسلام شفيعا له يوم القيامة وهذا الحديث يأتي في جملة احاديث عظيمة توجه المسلم للطريقة الصحيحة والمسلك القويم الذي ينال به شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام خلافا المسالك المنحرفة التي يبحث اربابها عن شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم اما باتخاذه ندا مع الله يطلبون منه ما لا يطلب الا من الله او بالبدع والطرائق المحدثة التي ما انزل الله بها من سلطان يفعلون ذلك طلبا لشفاعته وشفاعته صلوات الله وسلامه عليه لا تنال الا بما شرع لا تنال بالاهواء والمحدثات والبدع وانما تنال شفاعته صلى الله عليه وسلم بما شرى فمن الناس من تدفعه رغبته في نيل شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام الى ارتكاب بدع وامور محدثة في دين الله قد قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد مردود على صاحبه غير مقبول منه ولهذا الواجب على الناصح لنفسه اذا اراد لنفسه شفاعة النبي عليه الصلاة والسلام ان يكون النبي صلى الله عليه وسلم شفيعا له وشهيدا يوم القيامة ان يطلب ذلك بالمسالك الشرعية والطرائق الصحيحة ابو هريرة رضي الله عنه سأل النبي عليه الصلاة والسلام سؤالا عظيما كبيرا جليلا رفيع القدر وهو في صحيح مسلم قال قلت يا رسول الله من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة من اسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة قال من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه من قال لا اله الا الله خالصا من قلبه فشفاعته عليه الصلاة والسلام تنال بالتوحيد والاخلاص لله والاقبال على الله سبحانه وتعالى بالعبادة قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم اسألك مرافقتك في الجنة قال اعني على نفسك بكثرة السجود فالشفاعته عليه الصلاة والسلام تنال بالتوحيد تنال بالعمل والجد والاجتهاد والصبر على طاعة الله مجاهدة النفس على عبادة الله سبحانه وتعالى بهذا تنال شفاعته. اما الامور المحدثة والاعمال المبتدعة فهذه ليست مما ينال به او تنال به شفاعة النبي صلوات الله وسلامه عليه لان العمل المحدث مردود على صاحبه غير مقبول منه نعم ومن فضائلها ان النبي قال وهذا يدلنا على فضل هذه المدينة وفضل الصبر على الشدة واللأواء والجهد والضنك اذا حصل لي احد فلا يكون ذلك دافعا له الى ان ينتقل منها الى غيرها. يعني ما قد يحصل للانسان من شدة او لاوى او اعتلال صحة او تغير الحال او نحو ذلك لا يكون دافعا له الى ان ينتقل منها الى غيرها يبحث عن الرخاء وعن سعة الرزق بل يصبر على ما يحصل له فيها وقد وعد بهذا الاجر العظيم والثواب الجزيل من الله تعالى الا وهو وان يكون النبي الكريم صلى الله عليه وسلم شفيعا وشهيدا له يوم القيامة ونسأل الله الكريم المنان المحسن الجواد سبحانه وتعالى ان يجعل النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه شفيعا لنا يوم نلقى الله عز وجل. نعم ومن فضائلها ان النبي عليه الصلاة والسلام بين عظم شأنها وخطورة الاحداث فيها عندما بين حرمتها قال المدينة حرم ما بين عير الى ثور من احدث فيها حدث او اوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا. رواه البخاري ومسلم من فضائل المدينة ان النبي عليه الصلاة والسلام بين خطورة الحدث في المدينة عظم شأن المدينة صلوات الله وسلامه عليه وبين خطورة الحدث في المدينة لان المدينة بلد محرم مر معنا ان النبي عليه الصلاة والسلام حرم المدينة كما حرم ابراهيم عليه السلام مكة المدينة بلد محرم بلد محرم حرمها النبي عليه الصلاة والسلام وعرفنا ان معنى اه ان النبي صلى الله عليه وسلم حرمها اي اظهر حرمتها والا فان التحريم لله عز وجل هو الذي يحرم والانبياء صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين مهمتهم البلاغ فالمدينة بلد محرم وهذا يبين لنا مكانة المدينة وفظلها وانها بلد حرام وبلد امن لا يصاد الصيد فيها الطير يكون قريبا من متناول ايدي الناس ولا يحل لهم ان يمدوا يدهم اليه لا بصيد ولا افزاع له يأمن الطير وايضا يأمن عموم الصيد ليس الطير فقط لا يقطع شجر المدينة وهذا فيه استبقاء لاكل الصيد فالصيد لا يفزع ولا يصاد وايضا اكله وهو الشجر لا يقطع بل يبقى للصيد فهي بلد امن بلد محرم بلد له مكانته وقدره ومنزلته يقول عليه الصلاة والسلام المدينة حرم ما بين عير الى ثور عير وثور جبلان احدهما جهة الجنوب والاخر جهة الشمال ما بين عير الى ثور من احدث فيها حدثا من احدث فيها حدثا او اوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا قيل في معنى لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا اي لا يقبله الله منه فريضة ولا نفلة لا يقبل الله منه عمل وهذا فيه خطورة الحدث في المدينة وانه موجب للعنة لعنة لعنة لعنة الله سبحانه ولعنة الملائكة ولعنة الناس اجمعين واللعن هو الطرد والابعاد من رحمة الله سبحانه وتعالى ولهذا من يقيم في المدينة او يكرمه الله سبحانه وتعالى بان يأوي الى او يزور المدينة عليه ان يذكر هذا الحديث وان يضعه نصب عينيه المدينة حرام ما بين عين الى ثور. من احدث فيها حدثا او اوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين من احدث حدثا او اوى محدثا هذا فيه خطورة الحدث في المدينة وايضا خطورة ايواء ونصرة المحدث خطورة ايواء ونصرة المحدث يؤويه وينصره ويعينه ويحميه في هذا خطورة بالغة وهي ان يبوء بلعنة الله سبحانه وتعالى والملائكة والناس اجمعين فهذا الحديث يدل من جهة على فضل المدينة ومكانتها العلية ومنزلتها الرفيعة ومن جهة اخرى يدل على خطورة الحدث في المدينة وخطورة ايواء المحدثين نعم ومن فضائلها ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من الدعاء لها بالبركة ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم اللهم بارك لنا في ثمرنا وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا مسلم من فضائل المدينة ان النبي عليه الصلاة والسلام دعا لها بالبركة والبركة تعني ثبات الخير وزيادته ونماء لان البركة تعني الزيادة والنماء وثبات الخير ودوامه واستمراره فدعا النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المدينة بالبركة قال اللهم بارك لنا في ثمرنا اي ثمر المدينة وبارك لنا في مدينتنا وبارك لنا في صاعنا وبارك لنا في مدنا فدعى عليه الصلاة والسلام بالبركة وخص المدينة بهذه الدعوة قال بارك لنا في مدينتنا بارك لنا في مدينتنا فدعا صلوات الله وسلامه عليه لهذه المدينة وقوله مدينتنا اي نحن معاشر المسلمين اهل الايمان وهذا فيه مكانة في المدينة والمنزلة التي ينبغي ان تكون اه عليها في نفوس اهل الايمان فهي مدينة الايمان ومدينة اهل الايمان واليها يأرز الايمان كما تقدم ومر معنا في حديث نبينا صلوات الله وسلامه عليه نعم ومن فضائلها انها لا يدخلها الطاعون ولا الدجال قال صلى الله عليه وسلم على انقاب المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال. رواه البخاري ومسلم. ثم ختم ذكر الاحاديث التي اوردها في فضائل المدينة بهذا الحديث العظيم ان المدينة من فضائلها انه لا يدخلها الطاعون ولا يدخلها الدجال اي الاعور الدجال الذي يخرج في اخر الزمان وخروجه علم من اعلام الساعة وامار من اماراتها الدجال لا يدخل المدينة والطاعون وهو وباء اه عظيم اه مهلك ايضا لا يدخل المدينة قال عليه الصلاة والسلام على انقاب المدينة ملائكة على ان قابل المدينة ملائكة لا يدخلها الطاعون ولا الدجال اي حرص الله المدينة فجعل على انقابها ملائكة فلا يدخلها الطاعون ولا يدخلها الدجال. نعم والاحاديث في فضل المدينة كثيرة جدا وهذا الذي ذكرت جملة منها مما في الصحيحين او احدهما اشار هنا الى ان المراد ليس الحصر والجمع وانما ذكر بعض الاحاديث اه الدالة على فضل المدينة واقتصر فيما ذكره من احاديث على ما جاء في الصحيحين صحيحي البخاري ومسلم او احدهما والمدينة ورد فيها آآ احاديث كثيرة جدا زيادة على ما ذكر هنا احاديث كثيرة جدا في فضل المدينة منها ما هو في الصحيحين ومنها ما هو في احدهما ومنها ما هو في السنن والمسانيد ورد فيها احاديث كثيرة جدا نعم ومن احسن ما الف في فضائل المدينة الكتاب الذي اعده الشيخ الدكتور صالح بن حامد الرفاعي لنيل درجة الدكتوراة في الجامعة الاسلامية بالمدينة بعنوان الاحاديث الواردة في فضل المدينة جمعا ودراسة واوصي طلبة العلم بالرجوع اليه والاستفادة منه هذا الكتاب اه الاحاديث الواردة في فضائل المدينة جمعا ودراسة ومن احسن الكتب التي الفت في هذا الباب واجمعها واوعبها واحسنها تحقيقا ودراسة وعناية بالاحاديث وتمييزا للصحيح من الضعيف بعد دراسة دقيقة وبحث عميق وهذه الرسالة اعدها آآ الشيخ الفاضل والعالم الفاضل صالح بن حامد الرفاعي حفظه الله تعالى واعدها تحت اشراف الوالد الشيخ عبد المحسن. فكان مشرفا عليه في اعداده لهذه الرسالة وهي رسالة قيمة ونافعة وينصى طلبة العلم بالرجوع اليها والاستفادة منها وقد اشير على المؤلف ان يطبع لها مختصرا في اه فظائل المدينة وفعل ذلك وطبع اه مختصر يناسب ان يكون بايدي المبتدئين والعوامل الاستفادة من الفوائد العظيمة النافعة التي اشتمل عليها اه اه المختصر وكتابه الاصل فظائل المدينة او الاحاديث الواردة فظائل المدينة كتاب متخصص يفيد منه طلاب العلم ونكتفي اليوم بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين