الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قال الشيخ عبدالمحسن بن حمد العباد البدر حفظه الله تعالى في كتابه فضل المدينة قال ومما ينبه عليه ان بعض من يقدم الى المدينة قد يوصيه بعض اهله او غيرهم ان يسلم ان يبلغ سلامه للرسول صلى الله عليه وسلم ولكونه لم يرد في السنة شيء يدل على ذلك فينبغي لمن طلب منه ذلك ان يقول للطالب اكثر من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم والملائكة تبلغ ذلك الى الرسول صلى الله عليه وسلم لقوله صلى الله عليه وسلم ان لله ملائكة سياحين يبلغوني على عن امتي السلام. وهو حديث صحيح رواه النسائي وغيره ولقوله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم وهو حديث صحيح رواه ابو داوود وغيره الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين واشهد واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد هذه مسألة كثيرا ما يرد السؤال عنها من زائري مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وهو ان عددا من الحجاج يحملهم قرابتهم وجيرانهم واهل بلدهم يحملونهم امانة ابلاغ السلام الى الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فهل هذا العمل الذي يفعله هؤلاء له اصل وله دليل من شرع الله تبارك وتعالى او انه عمل لا اصل له فهنا يبين المصنف حفظه الله تعالى هذه المسألة وان نقل السلام مع الزائرين من الحجاج والمعتمرين وزوار مسجد النبي عليه الصلاة والسلام نقل السلام معهم الى النبي صلى الله عليه وسلم لا دليل عليه لا دليل عليهم بل تكليف للزائر بامر قد يشق عليه كما شكى هذا الامر كثير من الزوار والمعتمرين وذلك ان بعض الزوار اذا علم اهل بلده انه متجه الى الى مكة والمدينة صار كل من يلقاه يحمله امانة ابلاغ السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعضهم يستحلفه بالله وبعضهم يأتمنه على ذلك لا تنسى بالاسم قل له فلان يسلم عليك فيأتي عدد من الزوار وهو متحرج من كثرة من طلب منه ان يبلغ السلام ولا يدري ماذا يصنع وربما تكون الاسماء التي معه قائمة طويلة جدا وعدد كبير من الاسماء وبعضهم يرى انه يضطر لذلك ان يقف عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ساعة طويلة حتى يفرغ من قراءة وذكر تلك الاسماء وبعضهم من شدة حرصه يكتب اسماء من طلبوا منه ابلاغ النبي عليه الصلاة والسلام سلاما في ورقة حتى لا ينسى فهذا العمل كله لا اصل له ولا اساس له وقد كفى في هذا الباب ملائكة الله كما اخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه النسائي ان لله ملائكة سياحين يبلغوني عن امتي السلام فالله عز وجل جعل في الارظ ملائكة يسيحون اي يتنقلون من مكان الى اخر قال يبلغوني عن امتي السلام بمعنى ان المسلم المصلي والمسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في اي مكان في الدنيا في اي ساعة من ليل او نهار الملائكة تبلغ لا يحتاج الامر الى ان ينتظر زائرا يسافر الى المدينة لينقل معه السلام الى رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بل على المسلم ان يكثر من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في اي ساعة من ليل او نهار في اي بلد من الدنيا ولو كان بعيدا فالملائكة تبلغ مثل ما قال احد السلف ما انت ومن بالاندلس الا سواء اي ان لله ملائكة تبلغ النبي عليه الصلاة والسلام عن امته السلام ولهذا الذي ينبغي على المسلم في اي مكان في الدنيا في اي ساعة من ليل او نهار ان يكثر من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم والملائكة تبلغ ومن يطلب منه ابلاغ السلام الى رسول الله عليه الصلاة والسلام عليه ان يخبر من طلب منه بهذا الحديث عليه ان يقول له يا اخي ان لله ملائكة يبلغون النبي صلى الله عليه وسلم عن امته السلام. لا تحتاج اليه ولا الى من الناس لله ملائكة يقومون بهذه المهمة ان لله ملائكة سياحين يبلغونني عن امتي السلام فلا يحتاج الامر ان تنتظر زائرا يذهب الى المدينة ثم تطلب منه ان يبلغ النبي عليه الصلاة والسلام ثم هذا الذي تطلب منه هل ينسى او يذكر هل يلتزم او لا يلتزم ربما تكثر عليه الاسماء ويتركها كلها لكثرتها فلا تحتاج انت الى هذا اصلا لا تحتاج الى هذا اصلا لان لله ملائكة يبلغون النبي عليه الصلاة والسلام عن امته السلام وايضا يدل على هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم يتكون من جمل ثلاث الشاهد منه الجملة الثالثة وهي قوله وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم حيث كنتم اي في اي مكان تكون في الدنيا تبلغ النبي عليه الصلاة والسلام صلاتك عليه صلى الله عليه وسلم بواسطة او من طريق الملائكة الذين مهمتهم انهم يسيحون في الارض ويبلغون النبي الكريم عليه الصلاة والسلام عن امته السلام وقوله في هذا الحديث لا تجعلوا بيوتكم قبورا لا تجعلوا بيوتكم قبورا اي لا تجعلوها مثل المقابر المقابر لا لا تشرع الصلاة فيها ولا يشرع ان تتخذ مكانا للعبادة والذكر ذكر الله سبحانه وتعالى لا يشرع ذلك ولا يشرع ان تكون مكانا للجلوس فيها لقراءة القرآن. لا يشرع ذلك فيقول عليه الصلاة والسلام لا تجعلوا بيوتكم قبورا اي لا لا تشبهوها بالقبور التي هي ليست مكانا للعبادة والصلاة والقراءة والذكر فلا تشبهوا بيوتكم بالمقابر لان البيت الذي لا يذكر اسم الله فيه ولا يتلى فيه كتابه هذا شبيه بالمقابر مثل ما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث قال مثل البيت الذي يذكر الله فيه ومثل البيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت وفي رواية للحديث قال مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت واذا اخذت مجموع الروايتين تبين لك فائدة وهي ان الشخص عندما يكون في بيته ذاكرا لربه سبحانه وتعالى فمثله مثل الاحياء مثل الحي في بيوت الاحياء مثله مثل الحي في بيوت الاحياء والشخص الذي لا يذكر الله سبحانه وتعالى في بيته مثله مثل الميت في المقابر مثله مثل الميت في المقابر فيكون بيته مقبرة له اشبه ما يكون بالمقبرة وايضا يكون صدره مقبرة لقلبه لان قلبه ميت في صدره لا يذكر الله سبحانه وتعالى فمثل قلبه في صدره مثل الموتى في القبور ومثله هو في بيته مثل اي الموتى في القبور هذا مستفاد من مجموع الروايتين مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت. والرواية الاخرى قال مثل البيت الذي لا يذكر الله فيه والبيت الذي مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت اذا مما ينبغي على المسلم ان يحرص عليه ان يجعل بيته عامرا بذكر الله يتلى فيه القرآن ويتنفل فيه مصليا لربه سبحانه وتعالى. وصلاة الرجل في بيته افضل الا المكتوبة ويتلى فيه كتاب الله ويذكر فيه سبحانه وتعالى عند دخوله بيته يدخل مسميا بسم الله وعند تناوله لطعامه يسمي وعند ما يأوي الى فراشه يسمي ويذكر الله تعالى وهو بين ذلك يذكر الله ويسبح ويقرأ كلام الله جل وعلا ويتنفل ما يتيسر له ويحث اهله وولده على ان يكون البيت بيت ذكر لله سبحانه وتعالى وليس بيت غفلة واعراض عن الله عز وجل. هذا معنى قوله لا تجعلوا بيوتكم قبورا لا تجعلوا بيوتكم قبورا اي لا تجعلوها شبيهة المقابر قال ولا تتخذوا قبري عيدا قال ولا تتخذوا قبر عيدا نهى هنا عليه الصلاة والسلام في هذه الجملة عن اتخاذ قبره صلى الله عليه وسلم عيدا والمراد بالعيد من هو ده المراد بالعيد اي من المعاودة وهي التكرار الذي يعود بعود الايام او بعود الاسابيع او بعود الشهور او بعود السنوات فالذي مثلا يقول سازور قبر النبي عليه الصلاة والسلام كل يوم يوم سبت بعد صلاة العشاء يكون بذلك اتخذه عيدا لان هذه معاودة بعود الاسبوع ولو قال مثلا في اول كل شهر سأزور قبر النبي صلى الله عليه وسلم اتخذه عيدا لان هذه معاودة بعود الشهر واذا قال في بداية كل سنة او في وسط كل سنة او نحو ذلك هذا كله من اتخاذ القبر قبره صلى الله عليه وسلم عيدا وقد نهى عن ذلك ولهذا زيارة قبره عليه الصلاة والسلام مشروعة واتخاذ قبره صلى الله عليه وسلم عيدا امر ممنوع منع من ذلك ونهى عنه صلوات الله وسلامه عليه ومعنى اتخاذ القبر عيدا ان يعاود معاودة بعود اليوم او بعود الاسبوع او بعود الشهر او بعود السنة مثل لو قال قائل كل يوم بعد صلاة العشاء اريد ان ازور قبر النبي عليه الصلاة والسلام يكون بذلك اتخذه عيدا يكون بذلك اتخذه عيدا لكن يزوره المسلم متى تيسر له ولا يخصص لذلك وقتا معيدا يعاوده بعود الايام او بعود الاسابيع او بعود الشهور او نحو ذلك وانما يزور قبر النبي عليه الصلاة والسلام متى تيسر له ذلك وتكون ويكون الغرض من الزيارة السلام على النبي صلى الله عليه وسلم والدعاء له صلى الله عليه وسلم وتذكر الاخرة كما عرفنا ذلك من مقصد الشريعة بمشروعية زيارة القبور. نعم قال حفظه الله تعالى ومما ينبغي ان يعلم انه لا تلازم بين الحج والعمرة وبين الزيارة فيمكن لمن جاء حاجا او معتمرا ان يعود الى بلده دون ان يأتي الى المدينة. ومن جاء الى المدينة من بلده يمكن ان يعود دون ان يحج او يعتمر ويمكن ان يجمع بين الحج والعمرة والزيارة في سفرة واحدة واما ما يروى من احاديث من احاديث في زيارة قبره صلى الله عليه وسلم مثل حديث من حج ولم يزرني فقد جفاني وحديث من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي وحديث من زار وزار ابي ابراهيم في عام واحد ظمنت له على الله الجنة وحديث من زار قبري وجبت له شفاعتي. فهذه الاحاديث واشباهها لا تقوم بها حجة. لانها موظوعة او ضعيفة جدا كما نبه على ذلك الحفاظ كالدار قطنين والعقيلي والبيهقي وابن تيمية وابن حجر رحمه الله تعالى. نعم قال ومما ينبغي ان يعلم انه لا تلازم بين الحج والعمرة وبين الزيارة اي زيارة مسجد النبي عليه الصلاة والسلام لا تلازم بين هذين العملين الحج والعمرة وزيارة مسجد النبي عليه الصلاة والسلام بمعنى انه لا يلزم من زار المسجد النبوي ان يحج او يعتمر ولا يلزم ايضا من زار المسجد الحرام معتمرا او حاجا ان يزور مسجد النبي عليه الصلاة والسلام هذا عمل صالح وهذا عمل صالح لكن لا تلازم بينهما اي لا يلزم من وجود احدهما الاتيان بالاخر هذا معنى التلازم لا يلزم من وجود احدهما ان يؤتى بالاخر فلو ان شخصا اعتمر ورجع الى بلده لا حرج عليه او حج ورجع الى بلده لا حرج عليه او زار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعتمر لم تتيسر له عمرة لا حرج عليه لان لا تلازم بين هذين العملين قال فيمكن لمن جاء حاجا او معتمرا ان يعود الى بلده دون ان يأتي الى المدينة ومن جاء الى المدينة من بلده يمكن ان يعود دون ان يحج او يعتمر ويمكن ان يجمع بين الحج والعمرة والزيارة في صفوة واحدة. وهذه اذا اجتمعت في سفرة واحدة فهو خير على خير وفظل ساقه الله اليه لكنه ليس لازما ليس لازما ولا يلام شخص حج واعتمر ورجع الى بلده ولم يتيسر له زيارة لمسجد النبي عليه الصلاة والسلام ولا يجوز ان يقال هذا من الجفاء وهذا من قلة الوفاء او نحو ذلك لا يجوز ان يقال ذلك. لان هذا الزام للناس بما لم يأتي الالزام به في الشرع ولا يحل للانسان ان يلزم بغير مستند او دليل شرعي يبني عليه الزامه واما ما يستدل به بعض العوام في في هذا الباب فهي احاديث لا تصح ولا تثبت ومنها الحديث الذي يشتهر في السنة بعض العوام ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من حج ولم يزرني فقد جفاني من حج ولم يزرني فقد جفاني. هذا الحديث لا اصل له ولا يحل ان ينسب الى النبي عليه الصلاة والسلام ولا يجوز ان يذكر الا على وجه بيان عدم صحته وعدم ثبوته اما ان يذكر بحيث يعتمد عليه ويبنى عليه فهذا لا يجوز لا يجوز وانما يذكر على وجه بيان عدم ثبوته عن النبي الكريم صلوات الله وسلامه عليه ونبه هنا على جملة من الاحاديث التي قد تشتهر على بعض الالسنة وهي غير صحيحة لا يصح نسبتها الى النبي عليه الصلاة والسلام مثل حديث من حج ولم يزرني فقد جفاني وحديث من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي وحديث من زارني وزار ابي ابراهيم في عام واحد ظمنت له على الله الجنة. وحديث من زار قبري وجبت له شفاعتي. هذه حديث غير صحيحة وغير ثابتة ولا يجوز لاحد ان يرويها او ينقلها او يقول قال صلى الله عليه وسلم مستدلا بهذا كله لا يجوز لانه غير صحيحة ولا يحل ان ينسب للنبي عليه الصلاة والسلام ما لم يصح عنه وقد جزم كبار الائمة الحفاظ اهل العلم والدراية بحديث النبي عليه الصلاة والسلام ان هذه الاحاديث ما بين ضعيف ضعيفا جدا وبين موظوع مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. واحاديث بهذا آآ هذه درجتها لا يحل ان تروى او تنسب الى النبي عليه الصلاة والسلام او تذكر الا على سبيل بيان عدم صحتها اما ان يأتي بها الانسان ليستدل فهذا لا يجوز لانها غير صحيحة وغير ثابتة عن النبي عليه الصلاة والسلام بل هي ما بين حديث موظوع او حديث ظعفه شديد نعم قال واما قول الله عز وجل ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما فلا دليل في الاية على قصد القبر عند ظلم النفس وطلب الاستغفار من النبي صلى الله عليه وسلم لان سياق الايات في المنافقين والمجيء اليه صلى الله عليه وسلم انما يكون في حياته. لان الصحابة الله عنهم وارضاهم ما كانوا يأتون الى قبره مستغفرين طالبين الاستغفار. ولهذا عدل عمر بن الخطاب رضي الله الى التوسل بدعاء العباس عندما اصابهم الجدب. وقال اللهم انا كنا اذا اجدبنا توسلنا بنبينا فتسقينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا. قال فيشقون اخرجه البخاري في صحيحه فلو كان التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد موته سائغا لما عدل عنه عمر رضي الله عنه الى التوسل بالعباس رضي الله عنه ويدل لذلك ايضا ما رواه البخاري في صحيحه كتاب المرظى عن عائشة رضي الله عنها انها قالت وا رأساه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان وانا حي فاستغفر لك وادعو لك. فقالت عائشة وثقلياه والله اني لاظنك تحب موتي الحديث. فلو كان يحصل منه الدعاء والاستغفار بعد موته صلى الله عليه وسلم لم يكن هناك فرق بين ان تموت قبله او يموت او يموت قبلها صلى الله عليه وسلم. نعم قال واما قول الله عز وجل ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله ما المراد بقوله سبحانه وتعالى جاؤوك هل المراد بجاؤوك اي حال حياته عليه الصلاة والسلام عندما كان بين ظهرين ظهرانيهم حيث نزلت الاية او المراد بذلك في حياته وايضا بعد مماته بعض الناس يفهم من الاية انها شاملة لهذا الامر في حياة النبي عليه الصلاة والسلام وبعد مماته وهذا من الغلط وسوء الفهم لكلام الله سبحانه وتعالى لان السياق هنا يتعلق بالمنافقين الذين كانوا في حياته كما يعلم قراءة ما قبل هذه الاية وما بعدها في السياق في المنافقين فيقول الله سبحانه وتعالى ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك اي جاؤوا الى النبي عليه الصلاة والسلام فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول وهو عليه الصلاة والسلام انما يستغفر للناس وقت حياته اما بعد مماته عليه الصلاة والسلام لا يستغفر لاحد لادلة كثيرة ادلة عامة في الباب وادلة خاصة تتعلق به صلى الله عليه وسلم في باب الاستغفار خاصة فهو عليه الصلاة والسلام بعد مماته لا يستغفر لاحد اولا لعموم قول الله سبحانه وتعالى اولا لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية او علم ينتفع به او ولد صالح يدعو له والاستغفار للغير ليس داخل في هذه الامور الثلاثة واما فيما يتعلق بالنبي عليه الصلاة والسلام خاصة وفيما يتعلق ايضا بموضوع الاستغفار فقد اورد المصنف الحديث الذي في صحيح البخاري حديث عائشة رضي الله عنها انها قالت وا رأساه تشتكي من رأسها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك لو كان وانا حي فاستغفر لك وادعو لك ذاك لو كان وانا حي فاستغفر لك وادعو لك فقالت عائشة واتكلياه والله اني لاظنك تحب موتي الشاهد من هذا الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم ذاك لو كان وانا حي فاستغفر لك وادعو لك وهذا يستفاد منه انه عليه الصلاة والسلام بعد موته لا يستغفر لاحد ولا يدعو لاحد والا فما معنى قوله لعائشة رضي الله عنها ان كان ذاك؟ وانا حي؟ استغفر لك وادعو لك اذا معنى ذلك انه بعد موته عليه الصلاة والسلام لا يستغفر لاحد ولا يدعو لاحد ولهذا الصحابة رضي الله عنهم لم ينقل عنهم بعد موته عليه الصلاة والسلام انهم كانوا يطلبون منه الدعاء او يطلبون منه الاستغفار لعلمهم بانه انقطع العمل وان الانسان اذا مات انقطع عمله فما كانوا يأتون اليه طالبين منه الدعاء بعد موته عليه الصلاة والسلام وما كانوا يأتون اليه بعد موته طالبين منه الاستغفار صلوات الله وسلامه عليه بل جاء عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه لما حصل القحط والجذب في زمانه انه قال اللهم انا كنا اذا اجدبنا اي اصاب ارظنا القحط توسلنا اليك بنبينا فتسقينا اي اي توسلنا اليك بدعائه. نطلب منه ان يدعو فيدعو ونسقى والان انا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا لماذا لم يتوسل عمر رظي الله عنه بدعاء النبي عليه الصلاة والسلام وتوسل بدعاء العباس لماذا عدل؟ لماذا توسل عمر بالعباس؟ ولم توسل بدعاء العباس ولم يتوسل بدعاء النبي ويجب ايها الاخوة ان نفهم ان قول عمر رضي الله عنه انا كنا نتوسل اليك بنبينا اي بدعائه وانا نتوسل اليك بعم نبينا اي بدعائه بدليل قوله رضي الله عنه في تمام السياق قم يا العباس فادعو الله لنا فقام ودعا فسقوا فقوله كنا نتوسل اليك بنبينا اي بدعائ نبينا وانا نتوسل اليك بعم نبينا اي بدعاء عم نبينا والسؤال الذي يطرح نفسه كما يقال هنا لماذا عدل عمر عن التوسل بدعاء النبي عليه الصلاة والسلام الى التوسل بدعاء العباس لماذا لان النبي عليه الصلاة والسلام بعد موته لا يدعو لاحد ولا يستغفر لاحد وقد قال في الحديث الصحيح في صحيح البخاري الذي مر معنا الان قال لعائشة ان كان ذاك وانا حي استغفرت لك ودعوت لك اي انه بعد موته لا يستغفر لاحد ولا يدعو لاحد ولهذا ما كانوا رظي الله عنهم وارظاهم يأتون الى قبره عليه الصلاة والسلام للطلب منه ان يستغفر لهم ولهذا لا يجوز ان يقصد الانسان قبر النبي عليه الصلاة والسلام ليطلب منه الدعاء او ليطلب منه الاستغفار لا يقف عند القبر ويقول يا رسول الله استغفر لي او يقول يا رسول الله ادعو الله لي لا يقول ذلك. وهذا امل لم يفعله الصحابة ولا دليل على مشروعية فعله بل بل الادلة دل على عدم صحة ذلك وعدم جوازه. والواجب على المسلم في هذا الباب وفي كل باب ان يكون وقافا مع الادلة ادلة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. اما من يستدلون بهذا العمل بالاية المتقدمة ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاؤوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول فهذه انما هي في حياته عليه الصلاة والسلام واما بعد مماته فانه صلى الله عليه وسلم لا يدعو لاحد ولا يستغفر لاحد وايضا قد يستدل بعض الناس في هذا الباب باحاديث لم تثبت مثل حديث يروى في هذا الباب ولا ولا يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام قال تعرض علي اعمال امتي وانا في قبري فاذا رأيت حسنها حمدت الله واذا رأيت سيئة استغفرت لكم هذا لم يثبت لم يثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام وقد بين اهل العلم بحديثه عدم صحته وعدم ثبوته عن النبي عليه الصلاة والسلام وبعض الناس يأتي في هذا الباب ويستدل اما باية يوردها على غير معناها وغير مقصودها او باحاديث لا تصح ولا تثبت عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه نعم قال حفظه الله تعالى وزيارة قبره صلى الله عليه وسلم دلت عليها الاحاديث الدالة على زيارة القبور. كقوله صلى الله عليه وسلم زوروا القبور فانها تذكركم الاخرة اخرجه مسلم في صحيحه لكن لا ينبغي اطالة الوقوف عند قبره صلى الله عليه وسلم. ولا الاكثار من الزيارة لما في ذلك من الافظاء الى الغلو. وقد حظ وقد خص وقد خص الله نبيه صلى الله عليه وسلم دون امته بان الملائكة تبلغ السلام اليه من كل مكان. لقوله صلى الله عليه وسلم ان لله ملائكة سياحين يبلغون عن امتي السلام ولقوله صلى الله عليه وسلم لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تتخذوا قبري عيدا وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم. فانه صلى الله عليه وسلم لما نهى عن اتخاذ قبره عيدا ارشد الى ما مقام ذلك بقوله وصلوا علي فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم اي بواسطة الملائكة. وذكر هنا حفظه الله وتعالى ان زيارة قبر النبي عليه الصلاة والسلام عمل مشروع عمل مشروع دلت عليه الادلة ولو لم يأتي في هذا الا قوله عليه الصلاة والسلام في عموم القبور الا فزوروها فقبر النبي عليه الصلاة والسلام زيارته مشروعة وهو من الامور التي دلت عليها الادلة وهو عمل مستحب ان يزور المسلم قبر النبي عليه الصلاة والسلام للسلام عليه اه تذكر الاخرة قال الا فزوروها فانها تذكركم الاخرة لكن لا ينبغي اطالة الوقوف عند قبره لا ينبغي اطالة الوقوف عند قبره لان غرض الزيارة يحصل الوقوف اليسير والقاء السلام وان وان يمضي الانسان مثل ما كان ابن عمر رضي الله عنه يأتي ويقف امام القبر فيقول السلام عليك يا رسول الله. السلام عليك يا ابا بكر. السلام عليك يا عمر وينصرف اما الوقوف والمكثى الطويل فهذا لا ينبغي ان يفعله من زار قبر النبي عليه الصلاة والسلام ولا الاكثار من الزيارة المعاودة والتكرار لان هذا يفضي الى الغلو قال وقد خص الله نبيه عليه الصلاة والسلام دون امته بان الملائكة تبلغ السلام اليه من كل مكان اي في اي بقعة من الدنيا وقد مر معنا حديثان في هذا الباب حديث ان لله ملائكة سياحين يبلغوني عن امتي السلام وحديثه صلوا عليه فان صلاتكم تبلغني حيث كنتم اي بواسطة الملائكة السياحين كما يدل لذلك الحديث الاول ومن اسباب الاطالة في الوقوف امام قبره تحميل السلام من اسباب الاطالة في الوقوف عند قبره عليه الصلاة والسلام تحميل السلام وابلاغ السلام فبعض الزوار يأتي ومعه مئة اسم او مئتين او اكثر فيقف وقوفا طويلا يسرد هذه الاسماء يسلم عليك فلان ويسلم عليك فلان تسلم عليك فلانة واولاده وفلان وعلان ويستمر يعدد اسماء طويلة مما اضطروا الى الوقوف الطويل وعرفنا فيما سبق ان هذا العمل لا يشرع وانا كفينا في هذا الباب بملائكة سياحين يبلغون النبي الكريم صلوات الله وسلامه وعليه عن امته السلام. ونكتفي بهذا القدر والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد اله وصحبه اجمعين احسن الله اليكم وبارك فيكم ونفعنا الله بما قلتم وغفر الله لنا ولكم وللمسلمين اجمعين هذا سائل يسأل عن حكم تكرار الذهاب الى مسجد قباء في كل اسبوع جاء في الحديث ان النبي عليه الصلاة والسلام يأتي مسجد قباء كل سبت وقيل في معنى كل سبت اي كل يوم يوم السبت وقيل ان المراد اي كل اسبوع فاتيان مسجد قباء كل اسبوع آآ دل عليه فعل النبي صلوات الله وسلامه عليه وفي الحديث ايضا ان من تطهر في بيته واتى مسجد قباء وصلى فيه كان كاجر عمرة نعم هذا يقول ما هي نصيحتكم لمن انشغل في الدرس بتصوير الشيخ وتصوير الحاضرين هذه المسألة تكلمت عليها غير مرة وان مثل هذا التصوير اضافة الى ما فيه من منكر ومخالفة فان فيه اضاعة وتفويتا للفائدة فالذي ينشغل بالتصوير يحرم نفسه من الفائدة التي ينبغي ان يحصلها عندما اكرمه الله سبحانه وتعالى بحضور الدرس وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه اشتغاله التصوير هو في الحقيقة شغل لنفسه عن الفائدة وقلت اكثر من مرة في هذا المكان ان صورة من يلقي الدرس ليس فيها فائدة صورة من يلقي الدرس ليس فيها فائدة لا لا ينتفع بصورة ملقي الدرس وانما الفائدة في كلام الله وكلام رسوله صلوات الله وسلامه عليه وكلام اهل العلم هذا الذي فيه الفائدة اما صورة الذي يلقي الدرس هذه لا تفيد الانسان ولو نظر اليها مئات المرات لا تفيده وانما الذي يفيد كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام هذا هو الذي يفيد الانسان وينفعه فاذا حضر الانسان مجالس العلم عليه ان ينتبه للكلام الذي يلقى لكلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام يحرص على فهمه وضبطه ليكون بذلك سعادته وفلاحه في دنياه واخراه. نعم جاءت اسئلة عن حكم قراءة القرآن جماعة بنغمة واحدة ويقصد بذلك قالوا ليس نية ذلك التعليم وانما يفعلون ذلك بعد صلاة المغرب من كل يوم. لا دليل على هذا العمل وقد قال عليه الصلاة والسلام من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد فالقراءة الجماعية بصوت واحد في البدء والانتهاء وكذلك الذكر الجماعي في التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير بصوت واحد كذلك التلبية الجماعية بصوت واحد يشترك فيه الجميع في البدء والانتهاء كل ذلكم لا اصل له وانما الانسان يقرأ القرآن بمفرده يسبح الله بمفرده يقرأ نشاطه يسبح نشاطه ولا يرتبط بجماعة ينتهي بانتهائها ويبتدأ بابتدائها فهذا عمل لا لا اصل له بل الصحابة رضي الله عنهم انكروا مثل هذا العمل. مثل ما جاء في سنن الدارمي عندما وقف عبدالله بن مسعود رضي الله عنه على جماعة كانوا في المسجد وعليهم رجل قائم وعندهم حصى اقول لهم سبحوا مئة فيسبحون اي بصوت واحد فيقول هللوا مئة فيهللون اي بصوت واحد فيقول كبروا مئة فيكبرون اي بصوت واحد فيقول احمدوا مئة فيحمدون اي بصوت واحد فوقف عليهم عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه وقال اما انكم جئتم ببدعة ظلما او فقتم اصحاب محمد علما فقالوا والله ما اردنا الا الخير فقال وهل كل من اراد الخير ادركه كثير من الناس يفعلون امورا يكونون ارادوا بها الخير لكن لا يدركون الخير لكونهم لم يوافق هدي النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. ونكتفي بهذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله طول نبينا محمد واله وصحبه اجمعين