بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين ما بعد نواصل القراءة في المنظومة الميمية للشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى نعم بسم الله الرحمن الرحيم قال المصنف رحمه الله تعالى نبذة في وصية طالب العلم كان طالب العلم لا تبغي به بدلا فقد ظفرت ورب اللوح والقلم وا نبقى نقدس العلم واعرف قدر حرمته في القول والفعل والاداب فالتزمي. والاداب وقدس العلم واعرف قدر حرمته في القول والفعل والاداب فالتزمي واجهد بعزم قوي لا انفناء له لو يعلم المرء قدر العلم لم ينم والمصحف ابذله للطلاب محتسبا في السر والجهر والاستاذ فاحترمي ومرحبا قل لمن يأتيك يطلبه وفيه محفظ وصايا المصطفى بهم والنية تجعل لوجه الله خالصة. ان البناء بدون الاصل لم يقم ومن يكن ليقول الناس يطلبه اخسر بصفقته في موقف الندم ومن به يبتغي الدنيا فليس له يوم القيامة من حظ ولا قسم كفى به كان في شورى وهود كفى به من كان كذا في الاصل كفى به من كان كفى به من كان في شورى وهود وفي الاسراء موعظة للحاذق الفهم اياك واحذر مماراة السفيه به كذا مباهاة اهل العلم لا ترمي فان ابغض كل الخلق اجمعهم الى الاله انا في الخصم والعجب فاحذره ان العجب مجترف اعمال صاحبه في سيله العرم. نعم بدأ المصنف او الناظم رحمه الله تعالى بذكر هذه النبذة الطيبة المشتملة على جملة من الوصايا لطالب العلم قال نبذة في وصية طالب العلم وصية طالب العلم اي ما يوصى به طالب العلم من الاداب والاخلاق التي هي عنوان فلاحه وسعادته في طلبه للعلم واذا لم يكن طالب العلم متحليا بهذه الاخلاق الفاضلة والاداب الرفيعة لا ينال ثمرة العلم فالادب في طلب العلم عنوان الفلاح والسعادة ونيل الثمرات قال رحمه الله تعالى يا طالب العلم لا تبغي به بدلا فقد ظفرت ورب اللوح والقلم بدأ هذه النبذة الطيبة بهذا النداء اللطيف يا طالب العلم اياما اكرمك الله عز وجل ومن عليك باللحوق في هذا الراكب الطيب المبارك ويسر لك ان تكون من اهل العلم وطلابه فهو ينادي هذا النداء اللطيف يذكر ايضا بما يقتضيه دخول الانسان في هذا الباب المبارك طلب العلم قد مر عند الناظم فصل طويل في ذكر فظل العلم وفضل طلابه والمشتغلين به يا طالب العلم لا تبغي به بدلا لا تبغي به بدلا اي لا تبغي بالعلم بدلا اخر فالعلم افضل مطلوب واشرف امر تشغل فيه الانفاس وتمضى فيه الاوقات فانت في خير عظيم وفضل عميم فلا تبغي به بدلا والناظم رحمه الله تعالى يلمح هنا ان طالب العلم لابد ان يمر عليه في حياته الدنيا ما يشغله عن طلب العلم وما يصرفه عن تحصيله فالصوارف كثيرة والصواد عديدة ولهذا بدأ بالتنبيه على هذا الامر لا تبغي به بدنا اي استمر بطلب العلم وداوم على تحصيله وكلما جاءك صارف عنه فلا يثنيك فقد ظفرت ورب اللوح والقلم يعني ان مظيت صابرا محتسبا جادا مجتهدا في العلم وتحصيله فقد ظفرت اي فزت باعظم ربح واكبر غنيمة والارباح مضى ذكرها والفوائد مضى عدها عند الناظم رحمه الله تعالى فقد ظفرت ورب اللوح والقلم ورب اللوح والقلم يقسم بالله جل وعلا وخص اللوح والقلم بالاقسام بهما بالاقسام برب ربهما وخالقهما نصهما بالذكر لانهما زادوا طالب العلم ولا غنى لطالب العلم عن اللوح والقلم قال ورب اللوح والقلم وذكر ربوبية الله جل وعلا للوح والقلم هنا ايضا يتضمن استشعار المنة منة الله عليك بان يسر لك ان تمسك الاوراق والاقلام وتسطر فيها خير الكلام وخير الهدى فهذه منة الله عليك والا كم من الناس يحملون الاقلام ويحملون الاوراق ويكتبون بها الباطل ويكتبون بها الضلال ويكتبون بها الكفر ويكتبون بها الصد عن دين الله فاكرمك الله سبحانه وتعالى بان تمسك اللوح والقلم او الاوراق والقلم وتسطر الايات والاحاديث واقوال اهل العلم فهذه منة الله سبحانه وتعالى وفضله عليك قال وقدسوا العلم واعرف قدر حرمته التقديس التنزيه ومعنى قدس العلم اي نزه العلم عن كل ما لا يليق بالعلم وما لا يليق بطلابه والعلم له حرمة فاعرف حرمة العلم ولهذا ينبغي على طالب العلم ان يحترم العلم وان يحترم كتب العلم وان يحترم حملة العلم ولهذا جاء في الحديث ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويعرف لعالمنا حقه والعلم في ذاته له حرمة وهو محترم فيجب على طالب العلم ان يعرف للعلم حرمته وان يقدس العلم اي ان ينزهه عن كل ما يليق بمقامه الشريف ومنزلته المنيفة قال واعرف قدر حرمته في القول والفعل في القول والفعل اي ليكن تقديسك للعلم ومعرفتك بقدره في اقوالك وافعالك مشيرا بذلك الى ان الاداب التي تراعى في حق العلم منها اداب قولية ومنها اداب فعلية والسيأتي عند الناظم رحمه الله تعالى اشارة الى شيء من هذا قال والاداب فالتزمي الاداب مفعول به مقدم والاداب فالتزمي اي التزم الاداب والمراد بالاداب اي اداب طلب العلم وهذا باب عظيم كتب فيها اهل العلم كتابات نافعة افردوا بمصنفات مفيدة الاداب التي ينبغي على طالب العلم ان يتحلى بها قال والاداب فالتزمي ثم قال رحمه الله واجهد بعزم قوي لا انثناء له لو يعلم المرء قدر العلم لم ينم اجهد اي اجتهد وابذل جهدك في طلب العلم بعزم قوي بعزيمة قوية وفي الدعاء المأثور اللهم اني اسألك العزيمة على الرشد بعزم قوي احيانا يظهر للانسان فضل الشيء وتضعف عزيمته عن فعله فيحث رحمه الله تعالى على الجد والاجتهاد والعزيمة القوية بعزم قوي لا امثناء له اي لا يكون مع هذا العزم القوي والجد والاجتهاد ما يثنيه او يضعفه ويجعله يتوانى ويكسل ويفتر لا انفناء له لو يعلم المرء قدر العلم لم ينم لو ان المرء يعرف فعلا قدر العلم ومكانته واثاره وثماره عليه في الدنيا والاخرة لم ينم وليس المراد لم ينم اي مطلقا وانما لا ينام الا عن غلبة النوم عليه شدة احتياجه له لا انه ينام النوم المتواصل الطويل الذي يجلب له الفتور والكسل والخمول وضعف الذهن ولهذا كان العلم الذي هو شغل شاغل للسلف يقطع عليهم نومهم يقطع عليهم نومهم كلما استذكروا شيئا من مسائله جاء في ترجمة الامام البخاري رحمه الله انه كان يستيقظ في الليلة الواحدة اكثر من مرة فيوقد السراج ويكتب الفائدة تمر على خاطره ثم ينام وجاء نظير هذا المعنى عن غير واحد من السلف تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا قال والنصح فابذله للطلاب محتسبا في السر والجهر والاستاذ فاحترمي والنصح فابدله اي ابذل النصح للطلاب كن ناصحا لهم والنصح هو ارادة الخير للغير وان تحب له ما تحب لنفسك وكما ان الله عز وجل اكرمك بحظ من العلم ونصيب منه فاوصل هذا الخير الذي اكرمك الله به الى الاخرين لينتفعوا به كما انتفعت ولافيد منه كما استفدت ابذل قدمه للاخرين وليكن تقديمك له للاخرين بقالب طيب ووجه طليق ومعاملة حسنة ونصح وحب للخير ورحمة بالاخرين والنصح تبذله للطلاب اي لطلاب العلم محتسبا اي الاجر والثواب من الله سبحانه وتعالى في بذل العلم لطلابه تبذل العلم لطلاب العلم لا ترجو منهم شيئا وانما ترجو من الله وتحتسب ذلك ثوابا واجرا عند الله سبحانه وتعالى وتجعل ذلك من جملة قرباتك ومن طاعاتك التي تتقرب بها الى الله سبحانه وتعالى محتسبا في السر والجار اي ابذل لهما النصح سرا وجهرا سرا اي بينك وبين احاد الطلاب وافرادهم من مناصحة او بيان مسألة او التنبيه على خطأ او نحو ذلك مما يكون في السر اولى منه في العلن بالسر والجهر الجهر في الدروس العامة وفي الخطابة والمحاضرات والكلمات التي تشمل الجميع ابذل النصح في هذا وفي هذا في السر والجهر والاستاذ فاحترمي اي احترمي الاستاذ المعلم ومن اسس الافادة من المعلم احترامه والسنة جاءت بهذا كما تقدم معنا الحديث قال والاستاذ فاحترمي ثم قال رحمه الله تعالى ومرحبا قل لمن يأتيك يطلبه وفيه محفظ وصايا المصطفى بهم مرحبا بكم في هذا المكان مرات وكرات قال ومرحبا قل لمن يأتيك يطلبه وفيه محفظ وصايا المصطفى بهم اي عندما يمن الله جل وعلا عليك ويكرمك ببذل العلم وتقديمه لطلابه لتكن نفسك معهم طيبة ومعاملتك معهم لطيفة تتلقاهم بالبشر والحفاوة والترحيب لانهم تغربوا عن اوطانهم وتركوا ديارهم وتركوا كثيرا من مصالحهم رغبة في هذا العلم فهم جاءوا لامر شريف ولمقصد النبيل فامثال هؤلاء حقهم ان يتلقوا بالترحيب بالحفاوة بالاحترام بحسن المعاملة بالتودد يذكر في ترجمة بعض اهل العلم انه يقال كان حسن التودد كان حسن التودد فهذه المعاني العظيمة تزيد من همة الطالب الطلب وتقوي من رغبته فيه ولهذا اوصى النبي صلى الله عليه وسلم بان يتلقى طلاب العلم بالترحيب مرحبا وكان هذا من هديه لما كانت تأتيه الوفود لطلب العلم والاخذ عنه عليه الصلاة والسلام يتلقاهم بهذا. ولهذا ترى في السنة احاديث عديدة مشتملة على هذا لما جاءه وفد عبد القيس والحديث في الصحيحين قال مرحبا بالقوم غير خزايا ولا ندامة تلقاهم بهذه الكلمة وهكذا كان يتلقى عليه الصلاة والسلام من يأتيه ومرحبا هي كلمة ترحيب اي حللت هي مكان الرحب وبين اخوة يحبونك مرحبا ومرحبا قل لمن يأتيك يطلبه اذا اتاك طالب العلم يطلب العلم قل له مرحبا تنطهوا بهذه الكلمة وفيه محفظ وصايا المصطفى بهم اي كل ما اوصى به النبي صلى الله عليه وسلم في حق طالب العلم فاحفظ وصية النبي عليه الصلاة والسلام به والترحيب بطالب العلم وان يتلقى بهذه الكلمة الطيبة مرحبا ثبت فيه الحديث او ثبت الوصية به في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في الترمذي وابن ماجة من طريق ابي هارون العبدي قال كنا نأتي ابا سعيد فيقول مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الناس لكم تبع وان رجالا يأتونكم من اقطار الاراضين يتفقهون في الدين فاذا اتوكم فاستوصوا بهم خيرا وابو هارون العبدي ضعيف والحديث له طريق اخر عند الحاكم في المستدرك عن ابي نظرة عن ابي سعيد الخدري انه قال مرحبا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بكم وصححه الحاكم على شرط مسلم ووافقه الذهبي وقال العلائي في بغيت الملتمس اسناده لا بأس به وللحديث طرق اخرى ذكرها الالباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة برقم مئتين وثمانين هذه وصية ثابتة عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه بطالب العلم ولهذا قال الناظم رحمه الله احفظ وصايا المصطفى بهم وصايا المصطفى اي كما جاء في حديث ابي سعيد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بكم ماذا تفهمون من قوله كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصينا بكم ولم يحدد شيئا معينا يوصي اهل العلم به في حق طلابه هذا ماذا يفيد العموم مثل ما جاء في الرواية الاخرى خيرا فكل ما يستطيع الانسان من الخير القولي والفعلي يقدمه لطلاب العلم قال والنية تجعل لوجه الله خالصة اي اجعل نيتك خالصة لوجه الله وفي الحديث انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى والعلم او طلب العلم عبادة كما قال الامام الزهري رحمه الله ما عبد الله بمثل العلم والعبادة لا تقبل الا بالاخلاص شرط قبولها الاخلاص للمعبود سبحانه وتعالى ولهذا اوصى رحمه الله هنا بان يجعل طالب طالب العلم نيته في طلب العلم خالصة لله اي لا يبتغي بطلب العلم الا وجه الله سبحانه وتعالى لا السمعة ولا الرياء ولا ارادة الدنيا ولا غير ذلك من الاغراظ وانما يريد بطلبه للعلم وتحصيله له وجه الله سبحانه وتعالى والمراد بالنية الاخلاص اي لتكن نيتك خالصة لله جل وعلا والنية تجعل لوجه الله خالصة اي اجعل قصدك في الطلب وجه الله ان البناء بدون الاصل لم يقوم لا يقوم البناء الا على اصوله واعمدته والبيت لا يبتنى الا باعمدة ولا عماد اذا لم ترسى اوتادوا البناء لا يقوم الا على عماده والدين لا يقوم الا على اصله. واصله الاخلاص لله جل وعلا وابتغاء وجهه تبارك وتعالى ولهذا جاء عن الامام احمد رحمه الله انه قال الايماء انه قال العلم لا يعادله شيء اذا صلحت النية العلم لا يعادله شيء اذا صلحت النية فاذا كانت نية الانسان في طلبه صالحة وخالصة لا يبتغي به الا وجه الله سبحانه وتعالى ثم قال رحمه الله محذرا من بعض الامور التي تخرم النية الصالحة قال ومن يكن ليقول الناس يطلبه. اخسر بصفقته في موقف الندم اي من كان من طلاب العلم انما يطلب العلم لاجل ان يقول الناس عنه طالب علم فهذا صفقته خاسرة يوم القيامة صفقته خاسرة قد يحصل شيء من الدنيا قد يحصل شيئا من الدنيا لكن صفقته يوم القيامة خاسرة ومن يكن ليقول الناس يطلبهم اي من كان يطلب العلم لاجل ان يقول الناس عنه طالب علم او ليقال عالم او ليقال فقيه او ليقال الى اخره اخسر بصفقته اي قل ما اخسر صفقته وان من كان كذلك فصفقته خاسرة يأتي يوم القيامة ويحصل الناس الاجور على الجد والاجتهاد واما هو لا يحصل شيئا على جده واجتهاده لانه لم يطلب العلم لوجه الله والله سبحانه وتعالى لا يثيب على شيء من العمل الا اذا قصد به وجهه وتقر وتقرب به اليه سبحانه وتعالى ومن يكن ليقول الناس يطلبه جاء في صحيح مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان اول من تسعر بهم النار ثلاثة ان اول من تسعر بهم النار ثلاثة وذكر منهم رجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فاتي به فعرفه نعمه فعرفها قال فما عملت فيها قال تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن قال اي الله سبحانه كذبت ولكن تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار فسحب في على وجهه حتى القي في النار تعلم العلم ليقال عالم وقرأ القرآن ليقال قارئ او ليقال حافظ هذا هذا قصده وهذه بغيته وهذا طلبه وهذه نيته ولهذا قال الشيخ رحمة الله عليه اخسر بصفقته اخسر بصفقته يعني اجتهد في الحياة الدنيا حفظا وتعلما وتفقها مجالسة لاهل العلم وكتابة للعلم وبذل في ذلك جهودا كبيرة ثم يأتي يوم القيامة ويسحب الى النار ويكون من اول من تسعر بهم النار نسأل الله عز وجل لنا جميعا العافية والسلامة والنجاة من النار قال النووي رحمه الله فيه اي الحديث حديث ابي هريرة فيه دليل على تغليظ تحريم الرياء وشدة عقوبته وعلى الحث على وجوب الاخلاص في الاعمال كما قال الله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وفيه ان العمومات الواردة في فضل الجهاد انما هي لمن اراد الله تعالى بذلك مخلصا وكذلك الثناء على العلماء وعلى المنفقين في وجوه الخيرات كله محمول على من فعل ذلك لله تعالى مخلصا انتهى كلام النووي رحمه الله تعالى وقوله في تمام البيت في موقف الندم اي يوم القيامة حيث يندم اكثر الخلق ولا ينفع حينئذ ندم لا ينفع الندم عندما يدخل الانسان في قبره او يقف بين يدي ربه جل وعلا يوم القيامة ولا تنفع الاماني ولهذا من لطيف ما يذكر في هذا الباب ان الحسن البصري رحمه الله اراد ان يعظ رجلا مقصرا وقف به على القبور وقال له لو كنت مكان هؤلاء ماذا تتمنى قال اتمنى ان يعيدني الله مرة ثانية للحياة الدنيا اعمل صالحا غير الذي اعمله الان قال يا هذا انت فيما تتمناه انت الان في فيما تتمناه يعني انت الان في ميدان العمل فاعمل قبل ان يصبح هذا الامر امنية غير مجدية ثم قال رحمه الله تعالى ومن به يبتغي الدنيا فليس له يوم القيامة من حظ ولا قسم ومن به اي بالعلم يبتغي الدنيا ان يطلب الدنيا يطلب العلم للرئاسة للزعامة للمال للجاه للمناصب الى غير ذلك من كان ومن كان ومن به يبتغي الدنيا فليس له يوم القيامة من حظ ولا قسم اليس له يوم القيامة حظ ولا نصيب من ثواب الله سبحانه وتعالى واجره لاهل العلم وطلابه لانه كان يريد به الدنيا لانه كان يريد به الدنيا وسيسير الناظم رحمه الله الى بعض الادلة في هذا الباب فليس له يوم القيامة من حظ ولا قسمي اي ليس له يوم القيامة من حظ ولا نصيب لانه لم يطلب العلم للاخرة وانما طلبه للدنيا وقد جاء في الحديث عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه الا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرفا الجنة يوم القيامة لم يجد عرف الجنة يوم القيامة اي ريحها رواه ابو داوود وابن ماجة وصححه ابن حبان والحاكم ثم ذكر الناظم رحمه الله الادلة على ما قرره في هذا البيت ان من يبتغي بطلب العلم الدنيا ليس له يوم القيامة حظ ولا نصيب ما الدليل على ذلك قال كفى به من كان من كان تجعل بين قوسين كفى به من كان في شورى وهود وفي الاسراء ان يكفي دليلا على ما قرر في البيت السابق قوله تعالى من كان في هذه السور الثلاث في سورة الشورى وفي سورة هود وفي سورة الاسراء في سورة الشورى قال جل وعلا من كان يريد حرث الاخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرف الدنيا نؤته منها وما له في الاخرة من نصيب وفي سورة هود قال الله تعالى من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفي اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون والاية بعدها وفي سورة الاسراء قال جل وعلا من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا فهذه ثلاثة مواضع بالقرآن كلها صدرت بقوله من كان ولهذا قال الناظم هنا كفى به من كان اي كفى بهذا دليلا قول الله سبحانه وتعالى من كان في ثلاثة مواضع من القرآن كلها تبين ان من يبتغي بالعلم الدنيا فليس له يوم القيامة من حظ ولا قسم كفى به من كان في شورى وهود وفي الاسراء موعظة للحاذق الفاهمين اي فيها موعظة بليغة وما احوج طالب العلم ان يداوي نفسه بهذه الايات وان يعالج قلبه عندما يصاب بشيء من هذه الامراض بهذه الايات تأملها ويكررها ويعيد النظر فيها حتى يذهب الله عز وجل ما في قلبه من مرض قال رحمه الله اياك واحذر مماراة السفيه به كذا مباهاة اهل العلم لا تروم ويشير هنا الى ما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال من طلب العلم ليباهي به العلماء ويماري به السفهاء او ليصرف وجوه الناس اليه فهو في النار رواه جماعة من الصحابة كما في صحيح الترغيب والترهيب ولهذا قال الناظم اياك واحذر امارات السفيه به اي لا لا يكن من عملك ومن مسلكك في العلم وتحصيله ان تحصله وتطلبه من اجل مماراة السفهاء او من اجل مباهاة العلما او من اجل مباهاة العلما يتباهى علمه في مجال سهل العلم او يبرز نفسه او يظهر نفسه او ليقال هو اعرف من العالم الفلاني وادرى منه ونادى بعض المبتلين بهذا ربما انه يبحث مسألة من دقائق المسائل ويحرص على اتقانها ثم يثيرها في بعض المجالس ليس له هم في تدقيق هذه المسألة وبحثها والتوسع فيها الا ان يبرز من اجل المباهاة واخر يبحث في المسائل من اجل مماراة السفهاء والخصومات والجدل فهذا شأنه كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام من طلب العلم ليباهي به العلماء ويماري به السفهاء او ليصرف وجوه الناس اليه فهو في النار قال فان ابغض كل الخلق اجمعهم الى الاله الد الناس في في الخصم ابغض كل الخلق اجمعهم الى الاله اي الى الله سبحانه وتعالى الد الناس في الخصم كما في حديث عائشة رضي الله عنها المتفق على صحته ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان ابغض الرجال الى الله الالد الخصم ان ابغض الرجال الى الله الالد الخصم والالد مأخوذ قيل مأخوذ من لديد الوادي وهما جانبا لانه كلما او لدي الوادي وهما جانباه لانه كلما احتج او احتج عليه بحجة اخذ في جانب اخر وقيل مشتق من لديدي العنق وهما صفحتان والخصم المولع بالخصومة والماهر بها فمن كان بهذه الصفة صاحب لدد في الخصومة يتفنن وعنده مهارة يذهب بخصمه هنا وهناك همه ان يظهر ان يغلب ان يفهم خصمه فمن كان بهذه الصفة فهو ابغض الرجال الى الله سبحانه وتعالى وقد قال الله في القرآن في سورة البقرة ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو الد الخصام فهذا بغيظ الى الله جل وعلا ثم قال رحمه الله والعجب فاحذره ان العجب مجترف اعمال صاحبه في سيره العرمي هذا ايضا من الامور التي تخل بالنية قال والعجب فاحذره العجب رؤية النفس رؤية النفس والتعالي على الناس والترفع عليهم قال والعجب فاحذره والعجب خلق دميم لا يليق باحاد الناس من المسلمين. فكيف بطالب العلم الذي اكرمه الله سبحانه وتعالى بالعلم ومن عليه بالفهم والفقه وطالب العلم كلما كان مستشعرا منة الله عليه وتفضله عليه بالعلم وانه لولا فضل الله عليه ورحمته لما حصل من العلم شيئا ذهب عنه العجب وعمر قلبه بالاخلاص واذا ذهب عنه هذا المعنى واشتغل بنفسه وجدارتها وحذف نفسه وفهمه وذكائه الى اخره يصاب بالعجب ولهذا دواء العجب كما في القرآن ان تقول ما شاء الله لا قوة الا بالله ولولا اذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة الا بالله هذا دواء العجب دواء العجب ان تذكر نعمة الله عليك وان الامور كلها بمشيئته وانه لا قوة لك الا بالله سبحانه وتعالى وان الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. وانه سبحانه وتعالى المعطي المانع الخافظ الرافع القابض الباسط والامر كله بتدبيره ومنه وفضله جل وعلا فطالب العلم من الامور التي يجب عليه ان يحذر منها اشد الحذر العج والعجبى فاحذره ثم بين رحمة الله عليه خطورة العجب على الانسان الشديدة بقوله ان العجب مجترف اعمال صاحبه في سيله العرمي شبه رحمة الله عليه العجب بالسيل الجارف العرم الذي يدمر ما امامه العجب عندما يصاب به الانسان يجترف اعماله الصالحة في صينه العلم فلا يبقي منها شيئا. ولهذا عجب الانسان يعد من اخطر ما يكون على اعماله الصالحة وطاعاته اورد الحافظ المنذري كتابة الترغيب والترهيب تحت باب الترهيب من الدعوة في العلم والقرآن اورد من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يظهر الاسلام حتى تختلف التجار في البحر وحتى تخوضوا الخيل في سبيل الله ثم يظهر قوم يقرأون القرآن يقولون من اقرأ منا من اعلم منا؟ من افقه منا ثم قال لاصحابه هل في اولئك من خير هل في اولئك من خير قالوا الله ورسوله اعلم قال اولئك منكم اولئك منكم من هذه الامة واولئك هم وقود النار واولئك هم وقود النار قال المنذري رواه الطبراني في الاوسط والبزار باسناد لا بأس به وحسنه الالباني لغيره رحمه الله والعجب عندما يصاب به طالب العلم يجره الى الكبر والى التعالي على الناس والترفع على عباد الله والعلو في الارض وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر. رواه مسلم قال والعجب فاحذره ان العجب مجترف اعمال صاحبه في سيره العرم. نعم قال المصمم رحمه الله تعالى الهدى من موجب النقم وكل كسر الفتاة فالدين جابره والكسر في الدين صعب غير ملتئم دع عنك ما قاله العصري منتحلا وبالعتيق تمسك قد تعتصم ما العلم الا كتاب الله او اثر يجلو بنور هداه كل منبهم ما سمع المن سوى الوحي المبين وما منه استمد الى طوبى لمغتنم والكتم للعلم فاحذر انك والكتم والكتمة للعلم فاحذر ان كاتمه في لعنة الله والاقوام كلهم ومن عقوبته ام في الجحيم لجاما ليس كاللجم وصائن العلم عن من ليس يحمله ماذا بكتمان بل صون فلا تلم وانما الكتم منع العلم طالبه من مستحق له فافهم ولا تهم واتبع العلم بالاعمال وادعو الى سبيل ربك بالتبيان والحكم واصبر على لاحق من فتنة واذى فيه وفي الرسل ذكرى فاقتدح بهم لواحد بك يهديه الاله لذا خير غدا لك من حمر من النعم واسلك سواء الصراط المستقيم ولا تعدل وقل ربي الرحمن واستقم الكلام واضح ما يحتاج الى شرح الله من اجمل ما يكون ابين ما يكون انا اخشى اني اشرحه ثم اضعف يعني جماله وحلاوته وحسن بيانه قال رحمه الله تعالى وبالمهم المهم ابدأ لتدركه وقدم النص والاراء فاتهمني هذه وصية عظيمة جدا ما احوج طالب العلم المبتدئ بمعرفتها وكثيرا ما يتخبط المبتدئين بهذا الامر وربما تسبب لهم ذلك عدم المواصلة عدم المواصلة وعدم المضي في طلب العلم بينما اذا اخذ الامور مأخذا صحيحا واتى الامور من ابوابها الصحيحة ادرك باذن الله جل وعلا مع الايام ومع الوقت خيرا عظيما اما ان طلب العلم جملة فانه يحرم منه جملة لكن اذا تدرج واخذ الامور بالاناة وبالهدوء وبالصبر وبدأ بالمهم المهم فانه مع الايام ومع الوقت وان طال العمر يحصل باذن الله تبارك وتعالى خيرا عظيما ولهذا قال وبالمهم المهم ابدأ لتدركه تدرك العلم ولتحصل منه خيرا كثيرا تدرج في طلبه وهذي قاعدة مفيدة لطالب العلم وهي مستفادة من قوله وكتبنا له فيها وكتبنا له في الالواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وامر قومك يأخذوا باحسنها وقول الله جل وعلا الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه اولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب وفي هذا المعنى يقول الشاعر ما اكثر العلم وما اوسعه من ذا الذي يقدر ان يجمعه ان كنت لابد له طالبا محاولا فالتمس انفعه ولهذا فان طالب العلم ينبغي له ان يتدرج باخذ العلم لا ان يروم ان يأخذه جملة واحدة وان يحفظه في مرة واحدة او في جلسة او في جلسات قلائل بل يتدرج في مسائل العلم شيئا فشيئا حتى يحصل مع الايام مع الوقت يحصل منه خيرا كثيرا يقول الله عز وجل ما كان لبشر ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون نقل عن بعض السلف انه قال في معنى الرباني بما كونوا ربانيين قال الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره يربي الناس بصغار العلم قبل كباره. ذكره البخاري في صحيحه قال الحافظ في المقدمة مقدمة الفتح اي بالتدريج اي بالتدريج وهذا امر كما قلت يحتاج له المبتدأ حاجة شديدة. واذا وفق لعالم يتدرج به بطلب العلم يحصل باذن الله مع الايام خيرا كثيرا احيانا طالب علم الان استقام واهتدى ورغب في العلم ويأتي لبعض طلاب العلم ويقول له اه ماذا علي ان احفظ يقول اه اكتب ااخرج ورقة واكتب ويملى عليه كتب كثيرة قائمة بالكتب مثل هذا ما يصلح ان تملي عليه قائمة هذا تعطيه كتاب واحد فيه امهات الدين واصوله وقواعد الشريعة وتوصيه بحفظه وتكراره والصبر على حفظه حتى يكون كقاعدة له هو هو اتاك بدون قاعدة وبدون اساس حتى يكون قاعدة له ثم بعد ذلك يدخل شيئا فشيئا بالتدريج ولهذا احسن ما يوصى به المبتدئ الاربعين للنووي رحمه الله ولا تعطه غيرها. اذا قال لك اعطني كتب اخرى قل له يكفيك الاربعين كافية لك احفظ الاربعين وبعد حفظ الاربعين ان شاء الله ننظر في كتاب اخر لكن اتقن الاربعين ثم بعد ذلك يتدرج معه في الكتب بالتوحيد في العبادة وفي الاداب وفي التفسير والفقه وغير ذلك يتدرج معه بهذه الكتب شيئا فشيئا جاء عن الامام الزهري رحمة الله عليه انه قال من طلب العلم جملة فاته جملة وانما يدرك العلم حديث وحديثان وانما يدرك العلم حديث وحديثان يعني يمضي به بالتدريج شيئا فشيئا وهذا المعنى مستفاد من قول النبي عليه الصلاة والسلام احب الاعمال الى الله ادومها وان قل يعني تحفظ في اليوم حديث واحد وتستمر على هذا خير من ان تحفظ في يوم واحد مئة حديث وتقف فالشيء الذي يأتي بالتدريج وبالصبر وبالانات وبالاتقان هو الذي يكون له باذن الله عز وجل بالثمرة والعاقبة الطيبة يقول الشاعر اليوم شيء وغدا مثله من نخب العلم التي تلتقط يحصل المرء بها حكمة وانما السيل اجتماع النقط ثم قال الناظم رحمه الله وقدم النص والاراء فاتهمي وهذا فيه الحث على تقديم النص اي نصوص الوحيين كتاب الله والسنة رسوله صلوات الله وسلامه عليه على الاراء وان هذا هو الواجب على طالب العلم ان يقدم النص ان يقدم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم على الاراء ويتهم الرأي مثل ما قال عمر رضي الله عنه اتهموا الرأي في الدين اتهموا الرأي في الدين وعلي رضي الله عنه قال لو كان الدين بالرأي لكان ظاهر الخف لكان باطن الخف اولى بالمسح من ظاهره واثر علي في مسند احمد وقال عنها الحافظ في الفتح رجال اسناده ثقات وايضا جود اسناده ابن القيم رحمه الله في كتابه اعلام الموقعين في اوائل الكتاب وله كلام عظيم جدا وتقسيم جميل حول الرأي وما يتعلق به فليراجع اذا الواجب على طالب العلم ان يقدم النص كلام الله وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام وان يتهم الرأي في الدين والامر كما قيل اذا جاء الاثر بطل النظر واذا جاء نهر الله بطل نهر معقل ومن اراد الاعتبار في هذا الباب فلينظر الى قصة الصحابة رضي الله عنهم مع النبي عليه الصلاة والسلام يوم صلح الحديبية يقول سهل بن حنيف رضي الله عنه ايها الناس اتهموا انفسكم فانا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ولا نرى قتالا لقتالنا ولا نرى قتالا لقاتلنا. فجاء عمر بن الخطاب فقال يا رسول الله السنا على الحق وهم على الباطل فقال بلى فقال اليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال بلى قال فعلا ما نعطي الدنية في ديننا انرجع ولم يحكم الله بيننا وبينهم فقال يا ابن الخطاب اني رسول الله ولن يضيعني الله ابدا فانطلق عمر الى ابي بكر فقال له مثل ما قال للنبي صلى الله عليه وسلم وقال انه رسول الله ولن يضيعه الله ابدا فنزلت سورة الفتح فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمر الى اخرها فقال عمر يا رسول الله اوفتح هو قال نعم والحديث متفق عليه مطالب العلم واجبه تقديم النصوص وان يتهم الرأي في الدين يعني قد يرى في مسألة امر ويجد النص واضح بخلاف ما رأى فواجبه في في هذا ان يتهم رأيه وان يقدم كلام ربه وكلام رسوله عليه الصلاة والسلام يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلا ثم قال رحمه الله قدم وجوبا علوم الدين ان بها يبين نهج الهدى من موجب النقم قدم وجوبا علوم الدين عندما تشرع في الطلب والتحصين قدم علوم الدين على العلوم الدنيوية وخاصة ضروريات الدين وضروراته ولا ما لا يتم الواجب الا به فهذه كلها مقدمة وبها يبدأ قبل تعلم اي امر اخر قدم وجوبا اي ليس استحبابا وانما هذا واجب علوم الدين ان بها يبين نهج الهدى من موجب النقم اي ان علوم الدين هي التي يميز بها طالب العلم بين الحق والباطل والهدى والضلال والسنة والبدعة والطيب والخبيث ان بها يبين نهج الهدى من موجب النقم وكل كسر الفتى فالدين جابره والكسر في الدين صعب غير ملتئم. يقول انتبه يا طالب العلم كل كسر وكل مصيبة يصاب بها الانسان في غير الدين الدين يجبرها الدين يجبر باذن الله عز وجل كسر الانسان ايا كان مصابه كما يوضح ذلك قول النبي عليه الصلاة والسلام عجبا لامر المؤمن ان امره كله خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له وذلك لا يكون الا للمؤمن قال وكل كسر الفتى فالدين جابر والكسر في الدين صعب غير ملتئم اذا كان كسر الانسان والعياذ بالله في دينه هذا امر صعب جدا وهو غير ملئ الا اذا من الله عليه بالتوبة وهداه للاوبة والعودة قال وكل والكسر في الدين صعب غير ملتئم ويبين هنا ان المصائب متفاوتة وان اعظم المصيبة المصيبة في الدين وقد جاء في الدعاء المأثور عن نبينا عليه الصلاة والسلام ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا. رواه الترمذي وحسنه ومعنى قوله ولا تجعل مصيبتنا في ديننا اي لا تصبنا بما ينقص ديننا ويذهب ويذهبه من اعتقاد سيء او تقصير في الطاعة او فعل محرم وذلك لان المصيبة في الدين اعظم المصائب وليس عنها عوظ خلاف المصيبة في الدنيا كما قيل من كل شيء اذا ضيعته عوض وليس في الله ان ضيعت من عوظي ثم قال رحمه الله تعالى دع عنك ما قاله العصري منتحلا وبالعتيق تمسك قط واعتصم دع عنك ما قاله العصري منتهلا دع اي احذر وتجنب ما قاله العصر المراد بالعصر اي اهل العصر واهل الزمان والمراد ايضا بالعصر الذي ليس له ارتباط بعلوم السلف والا العالم من اهل العصر الذي هو متمسك بنهج السلف وماظ على جادتهم يحرص عليه وعلى الاخذ عنه التلقي منه دع عنك ما قاله العصري منتحلا وهنا قوله منتحلا تبين المراد يعني ينتحل ينتحل العلم وينتحل السنة وينتحل الاتباع وهو ليس كذلك وانما يدعي ذلك ادعاء قال وبالعتيق تمسك قط واعتصمي ان يكون دائما متمسكا بالعتيق جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه انه قال من كان مستنا فليستن بمن قد مات فان الحي لا تؤمن عليه الفتنة اولئك اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم كانوا افظل هذه الامة ابرها قلوبا واعمقها علما واقلها تكلفا اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم ولاقامة دينه فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم على اثرهم وتمسكوا بما استطعتم من اخلاقهم وسيرهم فانهم كانوا على الهدى المستقيم وجاء عنه ايضا انه قال عليكم بالعلم قبل ان يقبض وقبضه ان يذهب ان يذهب باصحابه عليكم بالعلم فان احدكم لا يدري متى يفتقر اليه او يفتقر الى ما عنده انكم ستجدون اقواما يزعمون انهم يدعونكم الى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم فعليكم بالعلم واياكم والتبدع واياكم والتنطع واياكم والتعمق وعليكم بالعتيق رواه الدارمي رحمه الله تعالى ثم قال ما العلم الا كتاب الله او اثر يجلو بنور هداه كل يجلو بنور هداه كل منبهم او يجلو بنور هداه كل منبهم ما العلم الا كتاب الله او اثر يجلو بنور هداه كل منبهم كل مفعول يجلو يجلو العلم بنور هداه كل منبهم ما العلم الا كتاب الله او اثر يجلو بنور هداه كل منبهل هنا يبين ما العلم حقيقة الذي ينبغي ان يقبل عليه الطالب ويسعى في تحصيله ولخصه في هذا البيت قال ما العلم الا كتاب الله او اثر يجلو بنور هداه كل منبهم جاء عن ابن عمر رضي الله عنهما انه قال العلم ثلاثة كتاب ناطق وسنة ماضية ولا ادري العلم ثلاثة كتاب ناطق وسنة ماضية ولا ادري رواه الديلمي وقواه الالباني في السلسلة الظعيفة وقد انشد بعضهم العلم قال الله قال رسوله قال الصحابة ليس خلف فيه ما العلم نصبك للخلاف سفاهة بين النصوص وبين رأي سفيه تلا ولا نصب الخلاف جهالة بين الرسول وبين رأي فقيه وقوله رحمه الله ما ثم علم سوى الوحي المبين وما منه استمد انا طوبى لمغتنمي ما ثم علم الا سوى الوحي المبين اي كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام وما منه استمد اي ما كان مستمدا من الوحي متلقا منه الا طوبى لمغتنم اين لمغتنم اوقاته في تحصيل هذا العلم المبارك والخير العظيم قال والكتم للعلم فاحذره والكتمة للعلم فاحذر ان كاتمه في لعنة الله والاقوام كلهم اي احذر ان تكتم العلم عن اهله والمحتاجين اليه والراغبين في تحصيله والكتمة للعلم فاحذر يعني احذر ان تكتم العلم احذر ان تكتم العلم ثم بين العقوبة ان كاتمه في لعنة الله والاقوام كلهم يشير الى قول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون هذا معنى قوله ان كاتمه في لعنة الله والاقوام الله يقول يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون وجاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه انه كان يقول ان الناس يقولون اكثر ابو هريرة ولولا ايتان في كتاب الله ما حدثت حديثا ثم يتلو هذه الاية ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون والاية التي تليها الا الذين تابوا واصلحوا وبينوا فاولئك اتوب عليهم وانا التواب الرحيم قال رحمه الله ومن عقوبته يعني كتم العلم ام في المآدي له من الجحيم لجاما ليس كاللجم من عقوبة كتم العلم ان الله عز وجل اعد لكاتم العلم يوم القيامة لجام لكن ليست اللجم المعروفة اللجم المعروفة تكون من الجلد ونحو ذلك. لكنه ليس كاللجم لجان من ايش من نار يشير الى ما رواه ابو داوود والترمذي وحسنه وصححه ابن حبان والحاكم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سئل عن علم فكتمه الجم يوم القيامة بلجام من نار وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من كتم علما الجمه الله يوم القيامة بلجام من نار رواه ابن حبان والحاكم فواجب من اكرمه الله سبحانه وتعالى بالعلم اذا سئل عنه ان يبينه وان لا يكتمه قال الله عز وجل واذ اخذ الله ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه ثم ذكر الشيخ رحمه الله احتراز في هذا الباب حتى لا يظن ان هذا داخل في كتمان العلم قال وصائن العلم عمن ليس يحمله ماذا بكتمان وصائم العلم عمن ليس يحمله ماذا بكتمان؟ هذا ليس كتمانا لا يعد كتمانا اذا ماذا يعد قال بل صون فلا تلومي اذا كان الغرض صيانة العلم اذا كان الغرض صيانة العلم يسأل فلا يجيب ليس من باب الكتمان وانما من باب صيانة العلم فمثل هذا لا يعد كتمانا له مثل لو كان من يسأل يسأل لا لا للفائدة او يصل للوقيعة او يسأل امور اخرى ومآرب ثم لا يجيبه العالم صيانة للعلم. ليس كتمانا له ليس مراده بذلك ان يكتم العلم وانما يصون العلم عن المماراة عن المباهاة عن السفه عن الوقيعة عن الغيبة عن الاغراظ الدنيئة فهذا لا يعد كتمانا للعلم وصائن العلم عمن ليس يحمله ماذا بكتمان بل صون فلا تلومي اي لا تلم العالم اذا صان العلم ولم يبينه لهذا الغرض ولهذا المقصد قال وانما الكتم منع العلم طالبه من مستحق له هذا القيد وانما الكتم للعلم متى يكون او متى يعد كتما؟ قال منع العلم طالبه من مستحق له اما غير المستحق قد مضى الاشارة الى امثلة لهؤلاء فلا يكون في حقهم منع العلم في حقهم كتمانا وانما الكتم منع العلم طالبه من مستحق له فافهم ولا تهب اي لا تقع في الوهم في هذا الباب وتخلط الامور وتجعل صيانة العلم نوعا من كتمان العلم ثم قال واتبع العلم بالاعمال وادعوا الى سبيل ربك بالتبيان والحكم اتبع العلم بالاعمال اي عليك بالعناية بالعمل وثمرة العلم العمل وهذا باب عظيم ومهم للغاية ومقصود العلم العمل قال علي يهتف بالعلم العمل فان اجابه والا ارتحل وللخطيب البغدادي رحمه الله كتاب عظيم في هذا الباب سماه اقتضاء العلم العمل اورد فيه نصوصا كثيرة من السنة واثارا عن السلف جدير بطالب العلم ان يقف عليه قال رحمه الله في كتابه اقتضاء العلم والعمل اني موصيك يا طالب العلم باخلاص النية في طلبه في طلبه اجهاد النفس على العمل بموجبه فان العلم شجرة والعمل ثمرة. وليس يعد عالما من لم يكن بعلمه عاملا فلا تأنس بالعلم ما دمت مستوحشا من العمل ولا تأنس بالعلم ما كنت مقصرا في العمل. ولكن اجمع بينهما وان قل نصيبك فالقليل من هذا مع القليل من هذا انجى في العاقبة اذا تفضل الله بالرحمة وتمم على عبده النعمة فاما المدافعة والاهمال وحب الهوين والاسترسال وايثار الخفظ والدعة والميل مع الراحة والسعة فان خواتم هذه الخصال ذميمة وعقباها كريهة وخيمة والعلم يراد للعمل كما العمل يراد للنجاة فاذا كان العمل قاصرا عن العلم كان العلم كلا على العالم. ونعوذ بالله من علم عاد كلا واورث ذلا وصار في رقبة صاحبه غلا وهل جامع كتب العلم الا كجامع الا كجامع الفضة والذهب وهل المنهوم بهما الا كالحريص الجشع عليهما وهل المغرم بحبهما الا ككانزهما وكما لا تنفع الاموال الا بانفاقها كذلك لا تنفع العلوم الا لمن عمل بها وراعى واجباتها يقول ما فائدة الذهب والفضة اذا كان يكنز الانسان ولا يستفيد منه ولا ينفقه والعلم ما فائدته اذا كان يجمعه الانسان ولا يعمل به ولا يبذله قال كذلك لا تنفع العلوم الا لمن عمل بها وراعى واجباتها فلينظر امرؤ لنفسه وليغتنم وقته فان الثواء قليل والرحيل قريب والطريق مخوف والاغترار غالب والخطر عظيم والناقد بصير والله تعالى بالمرصاد واليه المرجع والمعاد فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. انتهى كلامه رحمه الله وقد جاء في الحديث الصحيح في الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما افناه وعن علمه ما فعل به وعن ماله من اين اكتسبه وفيما انفقه وعن جسمه فيما ابلاه وجاءت نصوص كثيرة في الترهيب ممن لا يعمل بعلمه ومن يقول ما لا يفعل يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون وجاء في الصحيحين عن اسامة بن زيد رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق اقتابه في النار فيدور كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع اهل النار عليه فيقولون اي فلان ما شأنك اليس كنت تأمرون بالمعروف وتنهانا عن المنكر؟ قال كنت امركم بالمعروف ولا اتيه وانهاكم عن المنكر ولهذا كان من شأن السلف رحمهم الله عند سماعه للحديث المبادرة الى العمل به جاء عن سفيان الثوري انه قال ما بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط الا عملت به ولو مرة وقوله ولو مرة يقصد احاديث الفضائل والرغائب اما احاديث الفرائض والواجبات لا يكفي فيها الا المحافظة والمداومة وكان الامام احمد يقول ما كتبت حديثا الا وقد عملت به حتى مر بي ان النبي صلى الله عليه وسلم احتجم واعطى ابا طيبة دينارا فاعطيت الحجام دينارا حين احتجمت وقال عمرو ابن قيس الملائي اذا بلغك شيء من الخير فاعمل به ولو مرة تكن من اهله رواه ابو نعيم في الحلية ومعنى قوله ولو مرة المراد احاديث الفضائل ولهذا كان من شأن السلف رحمهم الله ان العلم يظهر عليهم في اخلاقهم في اعمالهم في ادابهم في معاملاتهم كما قال الحسن البصري رحمه الله كان الرجل اذا طلب العلم لم يلبث ان يرى ذلك في بصره وتخشعه ولسانه ويده وصلاته وصلته وزهده قال واتبع العلم بالاعمال الامر الاخر قال وادعوا الى سبيل ربك بالتبيان والحكم اي هذا العلم الذي اكرمك الله به ومن عليك به ابلغه الاخرين وادع الاخرين اليه كما قال جل وعلا ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن وقال جل وعلا قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة وقال جل وعلا ومن احسنوا قولا ممن دعا الى الله فحث على الدعوة الى سبيل الله جل وعلا بالتبيان والحكم وهذا فيه التنبيه الى ان الدعوة الى الله تكون بالتبيان والحكم اي بالعلم المبني على كتاب الله وسنة نبيه ويدل لذلك الاية ادعو الى الله على بصيرة اما من دعا بدون بصيرة فانما يفسد اكثر مما يصلح قال واصبر على لاحق من فتنة واذى يعني اصبر على ما يلحقك اثر الدعوة الى الله من فتنة واذى تحلى بالصبر وفي وفي الرسل ذكرا فاقتده بهم فاصبر كما صبر اولي العزم من الرسل لك اسوة في الرسل نالهم وهم خيار الخلق وافضل الناس نالهم من الاذى ما نالهم فصبروا فلك اسوة بهم فاقتدر بهم والذي يشتغل بالدعوة لابد ان يعرظ له شيء من الاذى والوان من الاذى من المدعوين كما حصل للانبياء والمرسلين فتلقوا ذلك عليهم السلام بالصبر وما لنا الا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما اذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون قد جاء في القرآن امر الله سبحانه وتعالى لنبيه بالصبر في مواضع قال فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل وقال واصبر وما صبرك الا بالله وقال واصبر على ما يقولون والايات في هذا المعنى كثيرة واذا لاحظنا الابيات هنا نجد انها رتب فيها الناظم ذكر امور اربعة الاول طلب العلم وتحصيله والامر الثاني العمل به والامر الثالث الدعوة اليه والامر الرابع الصبر على الاذى فيه وقد جمعت هذه الامور الاربعة في سورة العصر والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر وجعلها شيخ الاسلام محمد عبد الوهاب رحمه الله في رسالة بعنوان المسائل الاربعة وضعت في مقدمة الاصول الثلاثة له رحمه الله تعالى واستدل لها بسورة العصر وايضا اورد كلام الشافعي رحمه الله والامام البخاري ثم قال الناظم رحمه الله لواحد بك يهدي الاله لدى خير غدا لك من حمر من النعم مشيرا بهذا الى ما جاء في الصحيحين عن علي رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال فوالله لان يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم وجاء في صحيح مسلم عن ابي هريرة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من دعا الى هدى كان له من الاجر مثل اجور من تبعه لا ينقص ذلك من اجورهم شيئا ثم ختم هذه النبذة بقوله واسلك سواء الصراط المستقيم. ولا تعدل وقل ربي الرحمن واستقم اسلك سواء الصراط اي الزم صراط الله المستقيم ولا تعدل لا تمل عنه يمينا ولا شمالا وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه وفي سورة الفاتحة اهدنا الصراط المستقيم فيقول الناظم اسلك سواء الصراط المستقيم ولا تعدل وقل وقل ربي الرحمن واستقمي وهذه وصية النبي صلى الله عليه وسلم لسفيان ابن عبد الله الثقفي والحديث في الترمذي وغيره قال قلت يا رسول الله حدثني بامر اعتصم به قال قل قل امنت بالله ثم استقم. في رواية قل ربي الله ثم استقم فالشيخ لخص ذلك قل ربي الرحمن واستقمي. وهذه وصية جامعة جمعت الدين كله والخير اجمعه جمعت الدين عقيدة وسريعة فهذه نبذة طيبة مباركة بالوصية لطالب العلم وبعدها دخل الناظم رحمه الله في الوصية بكتاب الله عز وجل ونكتفي بهذا والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه