بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد نواصل القراءة في المنظومة الميمية في الوصايا والاداب العلمية للشيخ حافظ ابن احمد حكمي رحمه الله تعالى وقد وصلنا الى الوصية بكتاب الله عز وجل تفضل بسم الله الرحمن الرحيم قال المصنف رحمه الله تعالى الوصية بكتاب الله عز وجل وبالتدبر والترتيل فاتل كتاب الله لا سيما في عندس الظلم حكم براهينه واعمل بمحكمه حلا وحظرا وما قد حده اقم واطلب معانيه بالنقل الصريح ولا تخض برأيك واحذر بطش منتقم كما علمت بمحض النقل منه فقل وكل وكل الى الله معنى كل منبه ثم المراء في كفر فاحذرنه فاحذر منه ولا يستهينك اقوام بزيغهم وعن مناهيهكن يا صاحب منزجرا والامر منه بلا ترداد فالتزمي. والامر وعن مناهيكن يا صاحب منزجرا والامر منه بلا ترداد فالتزمي وما تشابه فوض للاله ولا تخض فخوضك في موجب النقم ولا تطع قول ذي زيغ يزخرفه من كل مبتدع في الدين متهم حيران ضلان الحق المبين فلا ينفك منحرفا معوجا معوجا لم يقم هو الكتاب الذي من قام يقرأه كانما خاطب الرحمن بالكلم هو الصراط هو الحبل المتين هو الميزان والعروة الوثقى لمعتصم هو البيان هو الذكر الحكيم هو التفصيل فاقنع به في كل منبهم هو البصائر والذكرى لمدكر هو المواعظ والبشرى لغير عمي هو المنزل نورا بينا وهدى وهو الشفاء لما في القلب من سقم لكنه لاولي الايمان اذ عملوا بما اتى فيه من علم ومن حكم اما على من تولى عنه فهو عمل لكونه عن هداه المستنير عمي. عمي بكونه عن هداه المستنير عميق فمن يقمه يكن يوم الميعاد له خير الايمان الى الفردوس والنعم كما يسوق اولي الاعراض عنه الى دار المقامع والانكان والالم. نعم قال الناظم رحمه الله تعالى الوصية بكتاب الله عز وجل تحت هذا العنوان سقى رحمه الله تعالى جملة من الابيات بين فيها مكانة كتاب الله عز وجل وعظيم شأنه وعلو منزلته ومكانة تدبر القرآن ومعرفة احكامه والعمل بمحكمه والايمان بمتشابهه وذكر ايضا فضائل كثيرة لتلاوة القرآن وتدبر القرآن الى غير ذلك من المعاني العظيمة التي تتعلق بموضوع الوصية بكتاب الله جل وعلا وبدأ ذلك بقوله وبالتدبر والترتيل فتل كتاب الله لا سيما في حندس الضلل وبالتدبر والترتيل فاتلوا كتاب الله الجار والمجرور المتقدم متعلق بقوله فاتلوا كتاب الله اي اتلوا كتاب الله بالتدبر اي لا يكن لا تكن تلاوتك للقرآن هدا دون تدبر وتأمل ودون ترتيل بل لتكن تلاوتك لكتاب الله عز وجل بالتدبر والله جل وعلا امر بتدبر كتابه في مواضع من القرآن قال جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ام على قلوب اقفالها وقال جل وعلا افلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا قال جل وعلا افلم يتدبروا القول وقال جل وعلا كتاب انزلناه اليك مبارك ليدبروا اياته وليتذكر اولوا الالباب فهذه ايات فيها الحث على تدبر كتاب الله جل وعلا والتدبر يكون بالتأمل بالمعاني. تفكر في الدلالات وعقل مراد الله سبحانه وتعالى بحيث يكون حظ العبد من القرآن التلاوة للحروف والفهم للمعاني والدلالات لان يكون حظه منه مجرد اقامة حروف القرآن ولهذا روى عبد الرزاق في مصنفه عن الحسن البصري رحمه الله قال في تفسير قوله تعالى كتاب انزلناه اليك مباركا مبارك ليدبروا اياته قال وما تدبر اياته الا اتباعه او اتباعه بعمله والله والله ما هو بحفظ حروفه واضاعة حدوده والله ما هو بحفظ حروفه واضاعة حدوده حتى ان احدهم ليقول والله لقد قرأت القرآن كله وما اسقط منه حرفا واحدا وقد اسقطه كله ما ترى له في القرآن من خلق ولا عمل وحتى ان احدهم ليقول والله اني لاقرأ السورة في نفس واحد والله ما هؤلاء بالقراء ولا العلماء ولا الحكماء ولا الورعة ومتى كان القراء يقولون مثل هذا لا كسر الله في المسلمين من هؤلاء انتهى كلامه رحمه الله تعالى وقوله رحمه الله والترتيل بالتدبر والترتيل الترتيل هي القراءة بتمهل ورتل القرآن ترتيلا ان يقرأه على تمهل فانه يكون عونا للقارئ على فهمه وتدبره طرق بين من يقرأ السورة وهو يريد ان يعقل خطاب الله سبحانه وتعالى له فيها وبين من يقرأها وهو يريد فقط ان ينتهي منها وان يفرغ من قراءتها وبدء الناظم رحمه الله الوصية بكتاب الله عز وجل بالحث على تلاوة القرآن بالتدبر والترتيل موافق الايات الكثيرة بكتاب الله عز وجل والاحاديث العديدة في سنة النبي صلوات الله وسلامه عليه في الحث على العناية بالقرآن قراءة وترتيلا وتدبرا قال الله جل وعلا واتل ما اوحي اليك من كتاب ربك قال جل وعلا الذين اتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته اولئك يؤمنون به وقال جل وعلا ليسوا سواء من اهل الكتاب امة قائمة يتلون ايات الله اناء الليل وهم يسجدون وقال جل وعلا ان الذين يتلون كتاب الله واقاموا الصلاة وانفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور والايات في هذا المعنى كثيرة وجاء في السنة احاديث عديدة في الحث على قراءة القرآن وتلاوته وترتيله وتدبره وفضل ذلك منها قوله عليه الصلاة والسلام مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الاترجة ريحها طيب وطعمها طيب. متفق عليه قوله عليه الصلاة والسلام للصحابة ايكم يحب ان يغدو كل يوم الى بطحان او الى العقيق فيأتي منه بناقتين كوماوين والكوماء الناقة العظيمة السنام بغير اثم ولا قطيعة رحم فقالوا يا رسول الله نحب ذلك قال افلا يغدوا احدكم الى المسجد فيعلم او يقرأ ايتين من كتاب الله عز وجل خير له من ناقتين وثلاث خير له من ثلاث واربع خير له من اربع ومن اعدادهن من الابل رواه مسلم وهذا الحديث يذكرنا نوعا ما بقصة ابي هريرة رضي الله عن التي تقدمت معنا قريبا وقوله صلى الله عليه وسلم ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده رواه مسلم من حديث ابي هريرة وقوله صلى الله عليه وسلم من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر امثالها لا اقول الف لام ميم حرف ولكن الف حرف ولام حرف وميم حرف رواه الترمذي من حديث ابن مسعود وصححه وقول الناظم رحمه الله لا سيما في هندس الظلم لا سيما اي خاصة في هذا الوقت كندس الظلم والهندس بالكسر الليلة المظلم في حمدة الظلم اي في الليل المظلم وفي ظلمة الليل يقول النووي رحمه الله في كتابه التبيان في اداب حملة القرآن فصل في الاوقات المختارة للقراءة اعلم ان افضل القراءة ما كان في الصلاة واما القراءة في غير الصلاة فافضلها قراءة الليل والنصف الاخير من الليل افضل من النصف الاول ثم قال رحمه الله تعالى حكم براهينه واعمل بمحكمه حلا وحظرا وما قد حده اقم حكم براهينه براهين القرآن اي حججه وبيناته ومعنى حكم براهينه اي حكم القرآن واحتكم الى القرآن وليكن المعول عندك على كتاب الله جل وعلا حكم براهينه فيما تأتي وتذر في جميع شؤونك واعمل بمحكمه مراد بالمحكم اي البين الدلالة منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات قال واعمل بمحكمه حلا وحظرا اي في الحلال وفي الحرام اعمل بمحكمه حلا وحظرا اي في الحلال والحرام لان الحظر المنع فكن عاملا بمحكم القرآن في الحلال والحرام في الحظر والمنع او في الاباحة والمنع وما قد حده اقم اي اقم حدود القرآن لا تكن اقامة القرآن للحروف فقط بل اقم حروفه واقم ايضا حدوده بالائتمار بما في القرآن والانتهاء عما نهى عنه واطلب معانيه بالنقل الصريح ولا تخض برأيك اطلب معانيه بالنقل الصريح وهذا ما يسمى عند اهل العلم تفسير القرآن بالقرآن وتفسير القرآن باحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام واطلب معانيه بالنقل الصريح يعني ابحث عن معاني القرآن ودلالاته بالنقل الصريح والقرآن يفسر بعضه بعضا والسنة سارحة للقرآن ومفسرة له وهذه طريقة اهل العلم في تفسير القرآن يفسرون القرآن بالقرآن ويفسرون القرآن بالاحاديث الصحاح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويفسرون القرآن بالمنقول عن الصحابة رضي الله عنهم الذين شهدوا التنزيل واكرمهم الله عز وجل بالتلقي والاخذ مباشرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبالاخذ عمن اتبعهم باحسان من ائمة السلف قال واطلب معانيه بالنقل الصريح ولا تخض برأيك ولا تأخذ برأيك لا تجعل او لا تعمل رأيك المجرد في كتاب الله عز وجل ولا تقل فيه بالرأي لا تقل فيه بالرأي وانما ليكن قولك في كتاب الله عز وجل مبني على النقل الصريح وحذر رحمه الله من الخوظ في القرآن بالرأي اشد التحذير قال احذر بطشة بطش منتقم اي احذر بطش الله عز وجل وعقوبته من ان تقول في كتابه سبحانه وتعالى بغير علم قال الله جل وعلا قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله ما لا تعلمون. فقال تعالى ولا تقفوا ما ليس لك به علم وقال تعالى الم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب الا يقولوا على الله الا الحق ولهذا كان الصحابة ومن اتبعهم باحسان تمام الورع وكماله من الخوض في كتاب الله عز وجل بالرأي المجرد او بالظنون ولهذا روى ابن ابي شيبة في المصنف عن ابي بكر الصديق رضي الله عنه انه سئل عن قوله تعالى وفاكهة وابا فقال اي ارض تقلني واي سماء تظلني ان قلت في كتاب الله ما لا اعلم والنقول عنهم بهذا المعنى كثيرة قال رحمه الله فما علمت بمحض النقل منه فقل فما علمت بمحو النقل منه فقل اي ما اتضح لك معناه وبان لك مقصوده ومراده بالنقل اي باعتمادك في ذلك على النقل وتعويدك عليه فقله قل المعنى كذا وكذا استنادا الى ماذا الى النقل الذي ابان لك المراد ووضح لك المقصود وهذه طريقة اهل العلم فيما يشتبه عليهم من اية القرآن يردون المشتبه الى المحكم يردون الايات المشتبهة الى الايات المحكمات. والله امر بذلك منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات وصف المحكمات بانهن ام الكتاب ولهذا الاصل ان يعاد المتشابه الى المحكم فيزول ما فيه من تشابه فاذا علمت بمحض النقل منه فقل يعني اذا علمت بالمعنى اتضح لك المعنى بمحض النقل اي بالنقل الخالص فقل اي قل المعنى كذا وكذا استنادا لكذا من النقل الذي اتضح لك المعنى من خلافه وكل الى الله معنى كل منبهم اي الذي يكون معناه منبهما عليك اي خفيا وغير واضح ومشتبه فكل معناه الى الله اي فوض معناه الى الله. قل الله اعلم بمعناه قل الله اعلم بمعناه كل الى الله معنى كل منبهم اي فوظ معاني الايات المنبهمة اي التي خفي عليك معناها واشتبه عليك المراد بها ولم يتضح لك المقصود حاولت تنظر في المعنى من خلال النقل الصريح فلم يتضح فمثل هذا قل الله اعلم جاء في الصحيحين عن مسروق قال كنا عند عبد الله بن مسعود جلوسا وهو مضطجع بيننا فاتاه رجل فقال يا ابا عبد الرحمن ان قاصا اي احد القصاص عند ابواب كندة يقص ويزعم ان اية الدخان تجيء فتأخذ بانفاس الكفار ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام فقال عبدالله فقال عبدالله وجلس وهو غضبان يا ايها الناس اتقوا الله من علم منكم شيئا فليقل بما يعلم ومن لا ومن لم يعلم فليقل الله اعلم فانه اعلم لاحدكم ان يقول لما لا يعلم الله اعلم فانه اعلم لاحدكم ان يقول لما لا يعلم الله اعلم فان الله عز وجل قال لنبيه قل ما اسألكم عليه من اجر وما انا من المتكلفين وقد مر معنا قريبا قول ابن عمر رضي الله عنهما العلم ثلاثة كتاب ناطق وسنة ماضية ولا ادري قال رحمه الله تعالى ثم ثم المراء فيه كفر فاحذرنه ولا يستهوينك اقوام بزيغهم ثم المراء فيه كفر. المراء فيه اي في القرآن والمراد بالمراء اي الجدال والخصومة المفظية الى الشك والتكذيب واعتقاد الباطل المراء فيه كفر فاحذرنه اي كن من ذلك على حذر واياك ان تقع في شيء من المراء في كتاب الله عز وجل وذكر رحمه الله انه كفر اي بالله عز وجل وبكتابه ويشير الى ما رواه الامام احمد وابو داوود وصححه ابن حبان عن ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نزل القرآن على سبعة احرف المراء في القرآن كفر ثلاث مرات. اي يكررها عليه الصلاة والسلام ثلاث مرات فما عرفتم منه فاعملوا وما جهلتم منه فردوه الى عالمه وقوله عليه الصلاة والسلام وما جهلتم منه فردوه الى عالمه فيه شاهد لقول الناظم رحمه الله قريبا وكل الى الله معنى كل منبهم واسناد الحديث صحيح وابو داوود لفظه جاء مختصرا وروى ابو داوود الطيالس عن ابن عمر ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا لا تجادلوا في القرآن فان جدالا فيه كفر وصحح اسناده الالباني في السلسلة الصحيحة قال ولا يستهوينك اقوام بزيغهم احيانا بل كثيرا ما يعمل اهل الزيغ على فتن الناس تزيين تزيين ما عندهم من زيغ وزخرفة ما عندهم من قول فيفتنون ضعاف الايمان وقليل العلم ولهذا حذر من ان يفتن العبد بما عند هؤلاء قال لا يستهينك اقوام بزيغهم ثم قال وعن مناهيه كن يا صاحي منزجرا وعن مناهيه اي عن مناهي القرآن يا صاحي اي يا صاحبي منزجرا اي كافا وممتنعا وعن مناهيه كن يا صاحي منزجرا والامر منه بلا ترداد فالتزمي اي بلا تردد التزم اي افعل ذلك وحافظ عليه ولازمه والامر منه بلا ترداد فالتزم والامر مفعول فالتزم فجمع في هذا البيت بين الحث على فعل الاوامر وترك النواهي قال ابن مسعود رضي الله عنه اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فانه اما خير تؤمر به او شر تنهى عنه بهذه المناسبة اذكر اه شابا صغيرا درسته قبل قرابة عشرين سنة في المرحلة المتوسطة لما كان في المرحلة المتوسطة في الثانية المتوسط وكان حافظا لكتاب الله جل وعلا فاجأني يوم باوراق تقرب من الثلاث مئة ورقة مكتوب عليها لا الاوامر والنواهي في القرآن فقال لي هذه اشياء جمعتها وبود ان تطلع عليها. في ثانية متوسط فقلت له آآ ما زلت صغير الان على التأليف انتظر الان تعلم قال لا انا لا لا اؤلف ولكن الله عز وجل اكرمني بحفظ القرآن ويمر علي في القرآن اوامر كثيرة ونواهي كثيرة الله يخاطبني بها فاردت ان اعقل عن عن الله عز وجل ما يأمرني به وما ينهاني عنه فكل ما يمر علي امر في القرآن واقيده واجمع الايات التي تشتمل على هذا الامر او عددا منها ثم ارجع الى تفسير ابن كثير وتفسير ابن سعدي وانقل المعنى حتى اجتمع له ملزمة كبيرة جدا في فقه الاوامر والنواهي في كتاب الله جل وعلا قال رحمه الله وما تشابه فوض للاله ولا تخض فخوضك فيه موجب النقم هنا يبين المنهج الشديد فيما تشابه من اي القرآن والله عز وجل قال واخر متشابهات منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فالقرآن فيه ايات متشابهات والتشابه هنا يقابل المحكم والمحكم عرفنا معناه اي الواضح المعنى الظاهر الدلالة والمتشابه اي الذي يشتبه المعنى فيه. ولا تظهر الدلالة وهذا التشابه هو في الحقيقة تشابه نسبي وليس مطلق لانه ليس في القرآن ايات لا يفهم معناها مطلقا الله خاطبنا بكلام عربي مبين ليس فيه ايات متشابهة تشابها مطلقا ان يخفى معناها على كل احد ولا يفهمها اي احد لا يوجد في القرآن يقول مجاهد عرضت القرآن على ابن عباس اية اية اقفه عند كل اية اسأله عن معناها اقفوا عند كل اية اسأله عن معناها القرآن ليس فيه ما هو متشابه تشابها مطلقا فما تشابه اي عليك فوظ للاله اي كل معناه الى الله عز وجل فوظ للاله اي كل معناه الى الله ولا تخف لا تخض في المتشابه المراد بلا تأخذ في المتشابه اي بفكرك القاصر ورأيك الضعيف ولا تخض فخوضك فيه موجب النقم اي العقوبة من الله سبحانه وتعالى فاحذر من اه الخوض بالمتشابه اي بمجرد الرأي الفكر القاصر وهذا المنهج الذي اشار اليه رحمه الله هنا واشار اليه قبل قليل بقوله واعمل بمحكمه مستمد من قوله تعالى هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب قد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال التفسير على اربعة انحاء فتفسير لا يعذر احد في فهمه اي واضح لكل احد وتفسير تعرفه العرب من لغاتها وتفسير يعلمه الراسخون في العلم وتفسير لا يعلمه الا الله تفسير لا يعلمه الا الله التفسير الذي يعلمه الراسخون تفسير المتشابه منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم فالراسخون في العلم يعلمون المتشابه اي الذي يخفى معناه على كثير من الناس بما اتاهم الله عز وجل من بصيرة وفهم لكلام الله سبحانه وتعالى ورد للمتشابه منه الى المحكم والتفسير الذي لا يعلمه الا الله تفسير الذي لا يعلمه الا الله هو حقيقة حقائق صفات الله عز وجل وحقائق اليوم الاخر وغير ذلك مما ذكر لنا في كتاب الله عز وجل وذكر لنا في سنة نبيه عليه الصلاة والسلام وعرفنا معناه ودلالته اما كنا هو حقيقته فالله اعلم به قال ابن عباس رضي الله عنهما ليس في الجنة مما في الدنيا الا الاسماء فنعقل المعاني ونفهم الدلالات لكن الكنه والحقيقة الله سبحانه وتعالى اعلم به قال ولا تطع قول ذي زيغ يزخرفه من كل مبتدع في الدين متهم حيران ظل عن الحق المبين فلا ينفك منحرفا معوجا لم يقم هذا هذان البيتان يحذر رحمه الله تعالى فيهما من سبيل اهل الاهواء وطريق الهالكين واهل الزيغ والضلال ويحذر طالب العلم من الاصغاء اليهم والسماع قال ولا تطع قول ذي زيغ يزخرفه ومن عادة اهل الزير كما تقدم زخرفة ما عندهم من باطل قال الله تعالى ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا وجاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قال ابتلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الاية هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولو الالباب. قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاذا رأيت الذين يتبعون ما تشابه منه فاولئك الذين سمى الله فاحذروهم وقوله من كل مبتدع في الدين متهم اي احذر صاحب الزيغ من اهل البدع والاهواء ممن هو متهم في دينه فسادا في العقيدة او انحلال في الفكر قال حيران ضل عن الحق المبين يصف حال هؤلاء الزائغين المبتدعة المتهمين في الدين قال حيران ضل عن الحق المبين وما اكثر ما تستولي الحيرة على اهل الباطل فلا ينفك منحرفا معوجا ان يكونوا بهذه الحال دائما وابدا منحرفا عن صراط الله المستقيم معوجا عن الجادة السوية لم يقم اي لم يستقم على صراط الله جل وعلا بل ينحرف عنه يمينا وشمالا ثم ساق ايات الابيات في فضل كتاب الله عز وجل وبيان عظم شأنه قال هو الكتاب الذي من قام يقرأه كانما خاطب الرحمن بالكلمين هو الكتاب اي القرآن الذي من قام يقرأه اي من قام يتلو القرآن ويرتله كانما اي فكانما خاطب الرحمن بالكلمين كأنما خاطب الرحمن اي كان الذي خاطبه هو الرحمن كانه سمع كلام الله من الله سبحانه وتعالى كانه سمع كلام الله من الله يقرأ كلام الله ويرتل كلام الله ويتدبر كلام الله كانما خاطب الرحمن بالكلم هو الصراط هو الحبل المتين هو الميزان والعروة الوثقى لمعتصم هو الصراط وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه هو الصراط اي الصراط المستقيم الذي يفضي بصاحبه الى جنات النعيم وهو الحبل المتين الذي من تمسك به واعتصم به نجا وهدي الى صراط مستقيم قال تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا وهو الميزان اي الذي عليه المعول واليه الاحتكام فان تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول والرد الى الله الرد لكتابه والرد الى الرسول صلى الله عليه وسلم الرد الى سنته وهو العروة الوثقى بما قال جل وعلا فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والعروة الوثقى لمعتصم واعتصموا بحبل الله فمن اراد لنفسه خير معتصم وخير متمسك فليتمسك بكتاب الله جل وعلا فهو الصراط المستقيم والحبل المتين والميزان القويم والعروة الوثقى قال هو البيان هو الذكر الحكيم هو التفصيل فاقنع به في كل منبهم هو البيان البيان الايضاح قال تعالى هذا بيان للناس هو الذكر الحكيم قال تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون وقال ذلك نتلوه عليك من الايات والذكر الحكيم هو التفصيل قال جل وعلا وما كان هذا القرآن ان يفترى من دون الله. ولكن تصديقا الذي بين يديه هو تفصيل الكتاب وقال جل وعلا لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون فاقنع به في كل منبهم اي كل امر خفي عليك فاقنع بما جاءك في كتاب الله عز وجل من كشف لمن بهم وخفي عليك من المعاني هو البصائر والذكرى لمدكر هو المواعظ والبشرى لغير عمي هو البصائر كما قال الله عز وجل هذا بصائر للناس وهدى ورحمة لقوم يوقنون والذكرى لمدكر كما قال جل وعلا ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب قال جل وعلا ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر هو المواعظ كما قال جل وعلا هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين وقال جل وعلا يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين وقال جل وعلا وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين وقوله والبشرى لغير عمي قال جل وعلا قل من كان عدوا لجبريل فانه نزله على قلبك باذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين وقال جل وعلا ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة وهذا كتاب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا وبشرى للمحسنين وقوله لغير عمي اي لغير عمي عن الحق لانه لا ينتفع من بصائر القرآن وما فيه من الذكرى والمواعظ وما فيه من البشارات فمن كان عن الحق عمي فانه لا ينتفع من ذلك ولا يستفيد وقوله هو المنزل نورا بينا وهدى وهو الشفاء لما في القلب من سقم هو المنزل نورا بينا وصف القرآن بانه نور مبين اي نور بين واضح كما قال الله عز وجل يا ايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نورا مبينا قال جل وعلا وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وقوله وهدى قال تعالى ان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم قال جل وعلا ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين وقوله وهو الشفاء لما في القلب من سقم اي انه شفاء لامراض القلوب قال جل وعلا يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور هدى ورحمة للمؤمنين ثم قال لكنه لاولي الايمان اذ عملوا اي ان القرآن شفاء اللي اولي الايمان اذ عملوا بما اتى فيه من علم ومن حكم وهذا فيه التنبيه ان الاستشفاء بالقرآن وتحصيل بركات القرآن وخيراته لا يناله كل احد وانما يناله اولو الايمان الذين عملوا بالقرآن فهؤلاء الذين يفوزون آآ بركات القرآن وخيراته وما فيه من الشفاء ولهذا قال الله عز وجل وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين الا خسارا وقال قل هو للذين امنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى اولئك ينادون من مكان بعيد قال لكنه لاولي الايمان اذ عملوا بما اتى فيه من علم ومن حكم. اي فازوا ذلك لكونهم امنوا وعملوا بما في القرآن من العلم وما فيه من الحكم اما على من تولى عنه فهو عمى اما على من تولى عنه فهو عمى يشير الى قوله والذين لا يؤمنون في اذانهم وقر وهو عليهم عمى لكونه عن هداه المستنير عميم انهم كانوا قوما عميل لكونه عن هداه المستنير اي عن الحق البين الواضح عمي فلم يبصر ما في القرآن من حق وهدى فهذا لا يستفيد ولا ينتفع بما جاء في كتاب الله عز وجل من شفاء وخير وبركة ثم قال رحمه الله فمن يقمه يكن يوم المعاد له خير الامام الى الفردوس والنعم كما يسوق اولي الاعراض عنه الى دار المقامع والانكال والالم من يقمه ان يقيم القرآن علما وعملا يكن يوم المعاد له خير الامام الى الفردوس يكون له اماما الى الجنة وقائدا الى الجنة فيرفعه الله سبحانه وتعالى بالقرآن ويكون القرآن قائدا له لدخول جنات النعيم هذا في حق من يقيم القرآن فمن يقمه يكن يوم المعاد له خير الامام الى الفردوس اي الى جنات الفردوس والنعم اي والنعيم المقيم في جنات النعيم كما يسوق اولي الاعراب عنه الى دار المقامع اي الى النار كما يسوق اولي الاعراض عنه الى دار المقامع والانكال والالم قال تعالى من اعرض عنه فانه يحمل يوم القيامة وزرا قال تعالى ومن اعرض عن ذكري فان له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة اعمى وقال تعالى ومن اظلم ممن ذكر بايات ربه ثم اعرض عنها انا من المجرمين منتقمون وقد جاء في اثر عن ابن مسعود رضي الله عنه وفي سنده كلام قال ان هذا القرآن شافع مشفع من اتبعه قاده الى الجنة ومن تركه او اعرض عنه زج في قفاه الى النار ويروى بمعناه عن ابي موسى رضي الله عنه قال رحمه الله وقد وقد اتى النص في الطولين اي البقرة وال عمران انهما اي ان هاتين السورتين ظل لتاليهما في موقف الغمم الغمم من الغمة او ضبطها على الاصح الغمم في موقف الغمم من الغمة وهي الشدة والكرب لتاليهما في موقف الغمم من الغمة وهي الشدة والكرب سورة البقرة وال عمران جاء في النص كما قال الناظم اتى النص جاء في النص انهما اي يوم القيامة تكونان لتاليهما ظلة تكونان لتاليهما ظلة في موقف الغمم اي في الموقف يوم القيامة حيث يكون الكرم والشدة والغمة ويشير الى ما في صحيح مسلم عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يؤتى بالقرآن يوم القيامة واهله الذين كانوا يعملون به تقدمه سورة البقرة وال عمران وظرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة امثال ما نسيتهن ما نسيتهن بعد قال كانهما غمامتان او ظلمتان سوداوان بينهما سرق اي ظياء ونور او كأنهما حزقان الحزب الجماعة من طير صواف صواف اي باسطات اجنحتها في الطيران تحاجان عن صاحبهما ثم قال رحمه الله وانه في غد يأتي لصاحبه اي القرآن مبشرا وحجيجا عنه ان يقم اي ان يقم بالقرآن الكريم علما وعملا والملك والخلد يعطيه ويلبسه تاج الوقار الاله الحق ذو الكرم يقال اقرأ ورتل وارق في غرف الجنات كي تنتهي للمنزل النعيم وحلتان من الفردوس قد كسيت لوالديه لها الاكوان لم تقم قال اي الابوان بماذا كسيناها؟ فقيل بما اقرأتما ابنكما فاشكر لذي النعم هذه الابيات يشير فيها الناظم رحمه الله الى ما رواه الامام احمد عن بريدة ابن الحصيب انه قال كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول تعلموا سورة البقرة فان اخذها بركة وتركها حسرة ولا يستطيعها البطلة قال ثم مكث ساعة ثم قال تعلموا سورة البقرة وال عمران فانهما الزهراوان يضلان صاحبهما يوم القيامة كانهما غمامتان او غيايتان او فرقان من طير صواف وان القرآن يلقى صاحبه يوم القيامة حين ينشق عنه قبره كالرجل الشاحب فيقول له هل تعرفني فيقول ما اعرفك فيقول له هل تعرفني؟ فيقول ما اعرفك ويقول انا صاحبك القرآن الذي اظمأتك في الهواجر واسهرت ليلك وان كل تاجر من وراء من وراء تجارته وانك اليوم من وراء كل تجارة فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ويكسى والداه حلتين لا يقوم لهما اهل الدنيا ولهذا قال الناظم قد كسيت لوالديه لاهل الاكوان لم تقم وحلتان من الفردوس قد كسيت لوالديه لها الاكوان لم تقم قال لا يقوم لهما اهل الدنيا فيقولان بما كوسينا هذا فيقال باخذ ولدكما القرآن ثم يقال له اقرأ واصعد في درجة الجنة وفي النظم قال يقال اقرأ ورتل وارق في غرف الجنات ثم يقال له اقرأ واصعد في درجة في درجة الجنة وغرفها فهو في صعود ما دام يقرأ هذا كان ما دام يقرأ هدا كان او ترتيلا وحسن اسناده البغوي في شرح السنة وابن كثير في تفسير سورة البقرة وفي سنده مقال لكن له شاهد من حديث ابي امامة واخر من حديث ابي هريرة ولذلك ذكره الالباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة برقم الفين وثمانمائة وتسعة وعشرين فهذه الابيات الخمسة نظم رحمه الله تعالى فيها ما جاء في هذا الحديث ثم قال كفى وحسبك بالقرآن معجزة دامت لدينا دوما غير منصرم لم يعتره لم يعترف قط تبديل ولا غير لم يعترف قط تبديل ولا غير وجل في كثرة الترداد عن سأمي او لم يعترف قط تبديل ولا غير وجل في كثرة الترداد عن سأمي يقول كفى وحسبك وهي بمعنى كفى بالقرآن معجزة. اي يكفيك معجزة كتاب الله عز وجل واعظم معجزة وهي معجزة دائمة مستمرة قال دامت لدينا دوما غير منصرم اي غير منقطع يقول ابن القيم رحمه الله في اغاثة اللهفان واذا كان هذا شأن معجزات هذين الرسولين يعني موسى وعيسى عليهما السلام مع بعد العهد وتشتت شمل امتيهما في الارض وانقطاع معجزتيهما. فما الظن بنبوة من معجزة معجزاته واياته تزيد على الالف والعهد بها قريب وناقلوها اصدق الخلق وابرهم ونقلها ثابت بالتواتر قرنا بعد قرن واعظمها معجزة كتاب باق غض طري لم يتغير ولم يتبدل منه شيء بل كانه منزل الان. وهو القرآن العظيم وما اخبر به يقع كل وقت على الوجه الذي اخبر به كانه كانه يشاهده عيانا وقوله لم يعترف قط تبديل ولا غير غيار اي تغيير قال الله عز وجل انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه التبيان في اقسام القرآن فالله سبحانه حفظه من الزيادة والنقصان والتبديل وحفظ معانيه من التحريف كما حفظ الفاظه من التبديل واقام له من يحفظ حروفه من الزيادة والنقصان ومعانيه من التحريف والتغيير وقوله وجل في كثرة الترداد عن سأم اي ان تالي القرآن لا يسأم ولا يمل السام هو الملالة السآمة هي الملل الذي يقرأ القرآن ويكرر تلاوة القرآن لا يمل فلا يمل بكثرة ترداده للقرآن. هذا معنى وجل في كثرة الترداد عن سأمي اي ان من يتلو القرآن ويردد تلاوة القرآن الكريم لا يسأم ولا يمل وقد جاء في المستدرك للحاكم وفي غيره عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ان هذا القرآن مأدبة الله تقبلوا مأدبته ما استطعتم ان هذا القرآن حبل الله والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه لا يزيغ فيستعتب ولا يعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد وهذا هو الشاهد الحديث ظعفه الالباني رحمه الله في ظعيف الترغيب وقوله ولا يخلق من كثرة الرد سيأتي معناه قريبا عن علي رضي الله عنه وقوله مهيمنا عربيا غير ذي عوج مصدقا جاء في التنزيل في القدم مهيمنا اي له الهيمنة على الكتب التي جاءت قبله كما قال الله سبحانه وتعالى وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه قال ابن كثير رحمه الله قوله تعالى ومهيمنا عليه قال سفيان الثوري وغيره عن ابي اسحاق عن التميمي عن ابن عباس اي مؤتمنا عليه معنى مهيمنا قال اي مؤتمنا عليه وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس المهيمن الامين قال القرآن امين على كل كتاب قبله ورواه عن عكرمة وسعيد بن جبير ومجاهد ومحمد بن كعب وعطية والحسن وقتادة وعطاء الخرساني والسدي وابن زيد وابن زيد ونعم نحو ذلك وقال ابن جرير القرآن امين على الكتب المتقدمة قبله فما وافقه منها فهو حق وما خالفه منها فهو باطل وعن الوالد عن ابن عباس ومهيمنا اي شهيدا وكذا قال مجاهد وقتادة والسدي وقال العوفي عن ابن عباس ومهيمنا اي حاكما على ما قبله من الكتب هذه كلها ذكرها ابن كثير رحمه الله ثم قال وهذه الاقوال كلها متقاربة المعنى فان اسم المهيمن يتضمن هذا كله فهو امين وشاهد وحاكم على كل كتاب قبله جعل الله هذا الكتاب العظيم الذي انزله اخر الكتب وخاتمها اشملها واعظمها واكملها حيث جمع فيه محاسن ما قبله وزاده من الكمالات ما ليس في غيره. فلهذا جعله شاهدا وامينا وحاكما عليها كلها انتهى كلام ابن كثير رحمه الله قال مهيمنا عربيا غير ذي عوج اي كما قال الله سبحانه وتعالى قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون قال تعالى انا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون وقال تعالى الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا مصدقا جاء في التنزيل في القدم اي مصدقا الذي جاء في التنزيل في القدم هو مصدق لما بين يديه من الكتاب وقوله في القدم القدم هنا نسبي وليس قدما مطلقا فقوله في القدم اي بالنسبة للقرآن مصدقا جاء في التنزيل اي مصدقا الذي جاء في التنزيل في القدم. كما قال تعالى وامنوا بما انزلتم مصدقا لما معكم وقال تعالى واذا قيل لهم امنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما انزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقا لما معهم وقوله رحمه الله فيه التفاصيل للاحكام مع نبأ وصلنا ما وقفت عنده ولا تعديناك طيب اقرأ من حيث سامحني ها تصبرون ولا مرهقين والله اعلم وصلى الله وسلم على رسوله