بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد نواصل القراءة في المنظومة الميمية في الوصايا والاداب العلمية نعم بسم الله الرحمن الرحيم. قال المصنف رحمه الله تعالى فيه التفاصيل للاحكام مع نبأ عما سيأتي وعماض من الامم فانظر قوارع ايات المعاد به وانظر لما لما قص عن عاد وعن ارم وانظر به شرح احكام الشريعة هل ترى بها من عويس غير منفصم؟ غيرك غير منفصم ام من صلاح ولم يهد الانام له ان باب هلك ولم يزجر ولم يلم بضم الهاء ام من صلاح ولم يهدي الانام له ام امباب ملك ولم يزجر ولم يلم ام كان يغني نقيرا عن هدايته جميع ما عند اهل الارض من نظم اخباره وعظة امثاله عبر وكله عجب سحقا لذي صمم لم تلبث الجن اصغت لتسمعه ام بادروا ندرا منهم لقومهم الله اكبر ما قد حاز من عبر ومن بيان واعجاز ومن حكم والله اكبر اذ اعيت بلاغته وحسن تركيبه للعرب والعجم كم ملحد رام ان يبدي معارضة فعاد بالذل والخسران والرغم هيهات بعدا لما لما راموا وما قصدوا وما تمنوا لقد باؤوا بذلهم طابت امانيهم شاهت وجوههم زاغت قلوبهم عن هدي القيم كم قد تحدى قريشا في القديم وهم اهل البلاغة بين الخلق كلهم بمثله وبعشر ثم واحدة فلم يروموه اذ الامر لم يرم الجن والانس لم يأتوا لو اجتمعوا بمثله ولو انضموا لمثلهم اما وكيف ورب العرش قائله سبحانه جل عن شبر له وسميه ما كان خنقا ولا فيضا تصوره نبينا لا ولا تعذير ذي نسمي بل قاله ربنا قولا وانزله وحيا على قلبه المستيقظ الفهم والله يشهد والاملاك شاهدة والرسل مع مؤمن العباد والعجم قال رحمه الله تعالى فيه التفاصيل للاحكام اي في القرآن الكريم تفاصيل احكام الشريعة وبيان الحلال والحرام وبيان الامر والنهي والواجب والحرام والمستحب والمكروه كل ذلكم بين تفصيلا في كتاب الله جل وعلا قال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا فقوله ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان؟ اي تفاصيل الشرائع والاحكام حتى جاء تبيانها بهذا الوحي الكريم والذكر الحكيم مع نبأ اي مع خبر النبأ هو الخبر عما سيأتي وعن ماض من الامم اي ان القرآن اضافة الى ما فيه من بيان للاحكام فان فيه انباء الاولين والاخرين وفيه قصص الاولين والماظين وايضا قصص من سيأتي من الامم مما اخبر به الله جل وعلا في كتابه مع نبأ عما سيأتي وعن ماض من الامم فانظر قوارع ايات الله اولا فيما يتعلق بالبيت الاول مر معنا بعض الايات فيما سبق فيها ان الكتاب فيه تفصيل كل شيء وفيه القصص والعبر كقوله لقد كان في قصصهم عبرة قوله وما كان هذا القرآن وان يفتر من دون الله ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين جاء في حديث عن علي رضي الله عنه في سنده ضعف قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الا انها ستكون فتنة فقلت ما المخرج منها يا رسول الله قال كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهذه الامور الثلاثة جمعها الشيخ هنا بقول فيه تفاصيل الاحكام مع نبأ عما سيأتي وعن ماض من الامم قال كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم وهو الفصل ليس بالهزل. من تركه من جبار قصمه الله ومن ابتغى الهدى في غيره اضله الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم هو الذي لا تزيغ به الاهواء ولا تنتبس به الالسنة ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه هو الذي لم تنته الجن اذ سمعته حتى قالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد من قال به صدق ومن عمل به اجر ومن حكم به عدل ومن دعا اليه هدي الى صراط مستقيم. رواه الترمذي وضعفه ويروى ايضا موقوفا على علي ومن حيث المعنى معناه الصحيح وما ذكر فيه كله حق لكنه لم يثبت عن نبينا صلوات الله وسلامه عليه قال فانظر قوارع ايات المعاد به اي انظر في القرآن قوارع ايات المعاد اي الايات التي تتحدث عن المعاد تفاصيل يوم القيامة وما في ذلك اليوم من اهوال وشدة وكرب انظرها مفصلة في كتاب الله عز وجل في ايات المعاد اي في الايات التي تتعلق بالمعاد والبعث والنشور والجزاء والعقاب والجنة يا رب وانظر ايضا لما قص عن عاد وعن ايران اي وانظر ايضا في القرآن قصص الامم العاتية كيف احل الله سبحانه وتعالى بهم انواع العقوبات وصنوف المثلات الم تر كيف فعل ربك بعاد ايران ذات العماد فهذا كله جاء مفصل في مواضع عديدة من كتاب الله سبحانه وتعالى قال وانظر به شرح احكام الشريعة وانظر به شرح احكام الشريعة قوله به اي فيه لان الباء وهي حرف جر تنوب عن فيه ولهذا امثلة في القرآن مثل قوله انك بالوادي المقدس اي في الواد فنبذناه بالعراء اي في العراء فتأتي الباء اه بدل في فقوله هنا وانظر به اي انظر فيه اي انظر في القرآن شرح احكام الشريعة تجدها مفصلة ومبينة على التمام والكمال وانظر به شرح احكام الشريعة هل ترى بها اي فيها من عويس غير منفصل تأمل يقول الشيخ رحمة الله عليه احكام الشريعة في القرآن المبينة في كتاب الله عز وجل هل ترى فيها من عويص والعويس الامر العسير العويس هو الامر العسير من العوص وضد الامكان واليسر وكلام عويص اي صعب وغيره منفصل اي غير منقطع والانفصام الانقطاع فالشيخ يقول رحمه الله تأمل احكام الشريعة الواردة في القرآن هل ترى فيها احكاما عويصة اي صعبة عسرة سواء في فهمها او في العمل بها وتطبيقها هل تجد شيئا من ذلك؟ الجواب لا من عويس غير منفصل ثم لو قدر ان شيئا منها اشكل على بعض الناس او على بعض الفهوم فهل فيها شيء من الاحكام يشكل بحيث لا ينفصم الامر ولا يستبين ام انها احكاما واضحة وامورا ميسرة وهديا بينا قويما هل ترى بها من عويس غير منفصم ام من صلاح ام هنا حرف عطف ام من صلاح ولم يهد الانام له امن صلاح معطوفة على هل ترى يعني هل ترى بها من عويس؟ ام هل ترى بها من صلاح ولم يهد الانام له يعني هل ترى شيئا فيه مصالح العباد ونفعهم وفيه سعادتهم في الدنيا والاخرة ولم تأتي به الشريعة ام من صلاح ولم يهد الانام له امباب هلكا باب معطوفة على صلاح ام من صلاح ولم يهد الانام له ام من باب هلك يعني هل عندما تتأمل في نصوص القرآن ونصوص الشرع هل ترى من صلاح لم يهدي الانام له وهل ترى من باب هلك ولم يزجر؟ ولم يلم اي لم يزجر الله عنه ولم يلم اي فاعلة ولم يزجر اي عن فعله ولم يلم اي فاعله هل هناك في احكام في القرآن شيء من الامور التي هلك على الانسان ولما يزجر الشرع عنه ولم يلم هلك جاء في القاموس هلك كضرب ومنع وعلم هلكا بالضمة وهلاكا والانام ايضا جاء في القاموس الانام الخلق او الجن والانس او جميع ما على وجه الارض والمراد بالانام هنا الجن والانس لانهم هم المعنيون بالخطاب في هدايات القرآن الكريم يقول شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان شمول الشريعة لكل خير وهدايتها لكل صلاح وفلاح ونهيها عن كل شر وباطل. كما في مجموع الفتاوى قال وقد امر الله الرسول بكل معروف ونهى عن كل منكر واحل كل كل طيب وحرم كل خبيث وثبت عنه في الصحيح وثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الصحيح انه قال ما بعث الله نبيا الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وينهاهم عن شر ما يعلمه رواه مسلم. عن عبد الله ابن عمرو وينبغي ان يعلم ان الاعمال الصالحة امر الله بها امر ايجاب او استحباب والاعمال الفاسدة نهى الله عنها والعمل اذا اشتمل على مصلحة ومفسدة فان الشارع حكيم فان غلبت مصلحته على مفسدته شرعه وان غلبت مفسدته على مصلحته لم يشرعه بل نهى عنه كما قال تعالى كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون وقال تعالى يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس واثمهما اكبر من نفعهما ولهذا حرمهم الله تعالى بعد ذلك وهكذا ما يراه الناس من الاعمال مقربا الى الله ولم يشرعه الله ورسوله فانه لابد ان يكون ظرره اعظم من نفعه والا فلو كان نفعه اعظم غالبا على ضرره لم يهمله الشارع فانه حكيم لا يهمل مصالح الدين ولا يفوت المؤمنين ما يقربهم الى رب العالمين عالمين انتهى كلامه وقال رحمه الله في موضع اخر الشريعة جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها والا فجميع المحرمات من الشرك والخمر والميسر والفواحش والظلم قد يحصل لصاحبه بعض منافع ومقاصد لكن لما كانت مفاسدها راجحة على مصالحها نهى الله ورسوله عنها كما ان كثيرا من الامور كالعبادات والجهاد وانفاق الاموال قد تكون مضرة لكن لما كانت مصلحته راجحة على مفسدته امر به الشارع. ينتهى كلامه رحمه الله قال الناظم ام كان يغني ايضا معطوف على ما سبق ام كان يغني نقيرا عن هدايته جميع ما عند اهل الارض من نغم اي ان هذا لا يكون لان شريعة الاسلام جاءت شاملة لكل خير دالة على كل صلاح وفلاح ولا يمكن ان يستغنى عن الشريعة بالنظم التي يخترعها الناس ويؤسسونها من بنات عقولهم ونسج افكارهم ام كان يغني نقيرا النقير هو النقطة التي تكون على نواة التمر فمعنى قول ام كان يغني نقيرا عن هدايته يعني هل يغني عن هداية القرآن ولو بمقدار نقطة يسيرة او قدر يسير جدا جميع ما عند اهل الارض من نظم الجواب لا لان شريعة الله سبحانه وتعالى جاءت شاملة لكل خير وفلاح وسعادة للناس في الدنيا والاخرة وهنا نسمع كلاما عظيم القدر جليل النفع كبير الفائدة للامام ابن القيم رحمة الله عليه في خواتيم كتابه اعلام الموقعين نعم بسم الله الرحمن الرحيم قال الامام ابن قيم للجوزية رحمه الله وهو عموم رسالته صلى الله عليه وسلم. وهذا الاصل قال ابن القيم. قال ابن القيم رحمه الله وهذا الاصل من اهم الاصول وانفعها وهو مبني على حرف واحد وهو عموم رسالته صلى الله عليه وسلم بالنسبة الى كل ما يحتاج اليه يحتاج اليه العباد في معارفهم وعلومهم اعمالهم وانه لم يحوج لم يحوج امته الى احد بعده. وانما حاجتهم لم يحوج لم يحوج امته الى احد بعده وانما حاجتهم الى من يبلغهم عنه ما جاء به فلرسالته عموما محفوظان لا اليهما تخصيص. انتبه لهذا الكلام جميل وعظيم. لشريعته عموما لا يتطرق اليهما تخصيص هذا كلام عظيم جدا نعم عموم بالنسبة الى المرسل اليهم عموم بالنسبة الى المرسل اليه فهو عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين ارسله الله للناس جميعا للثقلين معمول بالنسبة للمرسل اليهم. نعم وعموم بالنسبة الى كل ما يحتاج اليه من بعث اليه في اصول الدين وفروعه. وعموم من جهة ما بعث به فما بعث به عليه الصلاة والسلام شامل وجامع لكل خير ما ترك خيرا الا دل عليه ولا شرا الا حذر منه. نعم فرسالته كافية شافية عامة نعم لا لا تحوج الى سواها ولا يتم الايمان به الا باثبات عموم رسالته في هذا وهذا نعم في هذا وهذا يعني في المرسل اليهم وفي الرسالة ذاتها. نعم فلا يخرج احد من المكلفين عن رسالته ولا يخرج نوع من انواع الحق الذي تحتاج اليه الامة الامة في علومها واعمالها عما جاء به. لا يخرج احد من المكلفين الرسالة لا يجوز لاحد الخروج عن رسالته عليه الصلاة والسلام وايضا لا يخرج شيء من الخير عن عموم رسالته فهي حوت الخير كله نعم الرسول صلى الله عليه وسلم يبين كل شيء وقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في السماء الا ذكر للامة منه علما وعلمهم كل العناوين الجانبية هذي من محقق تترك نعم. وعلمهم كل شيء حتى اداب التخلي واداب الجماع والنوم والقيام والقرود. والاكل والشرب والركوب والنزول السفر والاقامة والصمت والكلام والعزة والخلطة والغنى والفقر والصحة والمرض وجميع احكام الحياة والموت. ووصف فلهم العرش والكرسي والملائكة والجن والجن والنار والجنة ويوم القيامة وما فيه حتى كأنه رأي عين وعرفهم معبودهم والههم اتم تعريف حتى كأنهم يرونه ويشاهدونه باوصاف كماله ونعوة جلاله وعرفهم الانبياء واممهم وما جرى لهم وما جرى عليهم معهم. حتى كانهم كانوا بينهم وعرفهم من طرق الخير والشر دقيقها وجليلها ما لم يعرفه نبي يعرفه نبي لامته قبله وعرفهم صلى الله عليه وسلم من احوال الموت وما يكون بعده في البرزخ وما يحصل فيهم من التنعيم والعذاب الروح والبدن ما لم يعرف به نبي غيره وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من ادلة التوحيد والنبوة والمعادي والرد على جميع فرق اهل الكفر والضلال ما ليس لمن عرفه حاجة من بعده اللهم الا الى من يبلغه اياه ويبينه ويوضح منه ما خفي عليهم وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من مكائد الحروب ولقاء العدو وطرق النصر والظفر ما لو علموه وعقلوه رعوه حق رعايته لم يقم لهم عدو ابدا وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من مكايد ابليس وطرقه التي يأتيهم منها وما يتحرزون به من كيده ومكره وما يدفعون به شره ما لا مزيد عليه وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من احوال نفوسهم واوصافها ودسائسها وكمائنها ما لا حاجة لهم معه الى سواه. وكذلك عرفهم صلى الله عليه وسلم من امور معايشهم ما لو علموه وعملوه لاستقامت لهم دنياهم اعظم استقامة وبالجملة فجاءهم بخير الدنيا والاخرة برمته ولم يحوجهم الله الى احد سواه فكيف يظن ان شريعته الكاملة التي ما طرق العالم شريعة اكمل منها ناقصة تحتاج الى سياسة خارجة عنها تكملها او الى قياس او حقيقة او معقول خارج عنها ومن ظن ذلك فهو كمن ظن ان بالناس حاجة الى رسول اخر بعده صلى الله عليه وسلم وسبب هذا كله كله خفاء ما جاء به على من ظن ذلك. وقلة نصيبه من الفهم الذي وفق الله اصحاب نبيه الذين اكتفوا بما جاء به. واستغنوا به عما سواه. وفتحوا به القلوب والبلاد. وقالوا هذا عهد نبينا الينا وهو عهدنا اليكم وقد كان عمر رضي الله تعالى عنه يمنع من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خشية ان يشتغل الناس به عن القرآن فكيف لو فكيف لو رأى اشتغال الناس بارائهم وزبد افكارهم وزبالة اذهانهم عن القرآن والحديث؟ فالله المستعان هذا كلام عظيم جدا وجدير بطالب العلم ان يتأمله مرات ينفعه الله سبحانه وتعالى به وهو في اخر اعلام الموقعين في المجلد الرابع صفحة ثلاث مئة وسبعة وستين ثلاث مئة وسبعة وسبعين ثم قال الناظم رحمه الله تعالى اخباره عظة اي اخبار القرآن عظة اي فيها عظة للمتعظ قال جل وعلا هذا بيان للناس وهدى وموعظة وموعظة للمتقين قال جل وعلا يا ايها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم فالقرآن اخباره عظة اين المتعظين ومن يطالع قصص القرآن يجد فيها العظة يجد فيها العظة والعبرة. لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الالباب امثاله عبر اين المعتبرين اولي الالباب وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون وكله عجب اي القرآن وكله عجب. هذه اللفظة ايضا جاءت في القرآن واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا ها ليس في هذا قرآنا عجبا وين هذي؟ ايوة في الجنة قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا قالوا انا سمعنا قرآنا عجبا. نعم في سورة الجن قرآنا عجبا وكله عجب وكله عجب سحقا لذي صمم سحقا بمعنى بعدا ولدي صمم اي من صمت اذانه عن سماع الهدى والحق الذي جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا قرآنا عجبا ولهذا الشيخ يقول كله عجب سحقا لذي صمم اي بعدا وهلاكا لذي صمم لم تلبث الجن اذ اصغت لتسمعه ام بادروا نذرا منهم لقومهم يذكر هنا رحمه الله قصة النفر من الجن الذين جاؤوا واكرمهم الله عز وجل وسمعوا القرآن من صوت النبي عليه الصلاة والسلام فاصغت اخذوا يوصون وما ان سمعوا هذا الذكر الحكيم والكلام العظيم الا وبادروا نذرا ولوا الى قومهم منذرين كما في قوله جل وعلا قل اوحي الي انه استمع نفر من الجن فقالوا انا سمعنا قرآنا عجبا يهدي الى الرشد والايات بعدها وقوله جل وعلا في سورة الاحقاف واذ صرفنا اليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا انصتوا فلما قضي ولوا الى قومهم منذرين هنا يقول الشيخ بادروا ام بادروا نذرا ولوا الى قومهم منذرين قالوا يا قومنا انا سمعنا كتابا انزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي الى الحق والى طريق مستقيم يا قومنا اجيبوا داعي الله وامنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب اليم والايات بعدها نعم هم سمعوا سمعوا من النبي عليه الصلاة والسلام ورأوه واخذوا عنه اكرمهم الله سبحانه وتعالى بذلك لكن اشخاصهم لا تعرف اشخاصهم لا تعرف اما اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام معروفين باشخاصهم واسمائهم قال رحمه الله تعالى الله اكبر ما قد حاز من عبر اي ما قد جمع القرآن من عبر تكبير الشيخ في هذا البيت والذي بعده تعظيم بكتاب الله التكبير يأتي للتعظيم استعظام الامر ويأتي الاستعظام وللتعجب ومر معنا نظير هذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لما بشرهم بانهم شطر اهل الجنة قالوا الله اكبر كبر الصحابة رضي الله عنهم قال الله اكبر ما قد حاز اي جمع من عبر اي من عظات عظات بالغات ومن بيان كما قال الله سبحانه وتعالى هذا بيان للناس اي دلالة ظاهرة تبين للناس الحق من الباطل والهدى من الضلال والكفر من الايمان ومن بيان واعجاز الاعجاز مأخوذ من العجز وهو نقيض القدرة مأخوذ من العجز وهو نقيض القدرة والمراد باعجاز القرآن اي اثبات القرآن عجز الخلق عن الاتيان بما تحداهم به وصيتي بيان ذلك عند الناظم رحمه الله تعالى والله اكبر اذ اعيت بلاغته اعيت اي اعجزت بلاغته اي فصاحته ويقال في تعريف البلاغة هي فصاحة الكلام مع مطابقته لمقتضى الحال دعيت بلاغته وحسن تركيبه للعرب والعجم وسيذكر الشيخ ايضا بما سيأتي المثال على ذلك ان بلاغة القرآن اعجزت احدا من ان يأتي بمثله او بسورة من مثله كما سيذكر ذلك الناظم رحمه الله قال كم كم ملحد رام ان يبدي معارضة كم للتكثير ملحد من الالحاد وهو الميل والملحد هو المائل عن الحق المدخل فيه ما ليس منه كم ملحد رامى اي طلب ان يبدي معارضة اي معارضة للقرآن يقال عارضته بمثل ما صنع عرضته بمثل ما صنع اذا اتيت اليه بمثل ما اتى اليك. هذي المعارضة ان تأتي اليه بمثل الذي اتى اليك كم الحدرام ان يبدي معارضة ما معنى معارضة القرآن ان يأتي بمثل مثل القرآن يعارظ القرآن ان يأتي بمثله ان تأتي قالوا في في معنى المعارضة ان تأتي اليه بمثل الذي اتى اليك. عارظه اي اتى اليه بمثل الذي اتى اليك كم ملحدا رام ان يبدي معارضة فعاد بالذل والخسران والرغم حاول عدد من الملحدين معارضة القرآن وكانت النتيجة ما هي؟ الذل والخسران والرغم والرغم هو الذل والصغار يقال رغم انفه رغما اذا ساخ في الرغام والرغام هو التراب ثم استعمل في الذل والعجز والصغار وفرغي رغم انفه ورغم انفه الشيخ يقول كم كم ملحد يعني كثير وقد اثبت التاريخ ان الذين حصلت منهم هذه المحاولة لم يخرجوا عن احدى نتيجته الذين حصلت منهم هذه المحاولة محاولة معارضة القرآن وان يأتوا بمثله اما ان يبوءوا بالخيبة واعلان العجز والافلاس وعدم القدرة يعني بعض الملاحدة حاول وكرر المحاولة ثم اعلن العجز قال لا يمكن واظرب على ذلك مثال والقسم الثاني اتى بشيء لم يعلن عجزه اتى بشيء لكنه اتى بصحافات وهو رائن وكلام سمج سقيم فكل من حاول لم يخرج عن هذين الامرين مثال الاول ما ذكره الشوكاني رحمه الله في تفسير اول اية من سورة المائدة في كتابه فتح القدير قال هذه الاية افتتح الله بها هذه السورة الى قوله ان الله يحكم ما يريد فيها من البلاغة ما تتقاصر عنده القوى البشرية مع شمولها لاحكام عدة منها الوفاء بالعقود ومنها تحليل بهيمة الانعام ومنها استثناء ما سيتلى مما لا يحل ومنها تحريم الصيد على المحرم ومنها اباحة الصيد لمن ليس بمحرم اية وجيزة لكن اشتملت على احكام عديدة عظيمة قال وقد حكى النقاش ان اصحاب الفيلسوف الكندي قالوا له ايها الحكيم اعمل لنا مثل هذا القرآن فقال نعم اعمل مثل بعضه فاحتجب اياما كثيرة ثم خرج فقال والله ما اقدر فقال والله ما اقدر ولا يطيق هذا احد اني فتحت المصحف فخرجت سورة المائدة فنظرت فاذا هو قد نطق بالوفاء ونهى عن النكث وحلل تحليلا عاما ثم استثنى بعد استثناء ثم اخبر عن قدرته وحكمته في سطرين ولا يقدر احد ان يأتي بهذا هذا مثال للاول الذي حاول واعلن عجزه واختاروا لهذه المحاولة رجل معروف عندهم بانه حكيم وفيلسوف واحتجب عنهم ايام ثم اخرج خرج يعلن عجزه وافلاسه مثال الثاني والثاني لها امثلة كثيرة نكتفي منها بواحد قصة مسيلمة الكذاب قال ابن كثير في تفسيره قد روينا عن عمرو بن العاص انه وفد على مسيلمة الكذاب قبل ان يسلم اي عمرو. فقال له مسيلمة ماذا انزل على صاحبكم بمكة في هذا الحين فقال له عمرو لقد انزل عليه سورة وجيزة بليغة فقال وما هي فقال والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ففكر ساعة اي مسيلمة ثم رفع رأسه فقال ولقد انزل علي مثلها ولقد انزل علي مثلها فقال له عمرو وما هو قال يا وبر يا وبر انما انت اذنان وصدر وسائرك حقر فقر ثم قال مسيلمة لعمرو كيف ترى يا عمر ايش رأيك كيف ترى الشخص اللي على ثقة الشخص الذي على ثقة بما عنده ما يقول ايش رأيك قال كيف ترى يا عمرو فقال له عمر والله انك لتعلم اني اعلم انك تكذب قال الناظم رحمه الله تعالى هيهات بعدا لما راموا وما قصدوا وما تمنوا لقد باؤوا بذلهم يعني هؤلاء الملاحدة الذين حاولوا وراموا واجتهدوا ان يأتوا بمثل القرآن او ان يعارظوا القرآن هيهات وبعدا لما رامو اي هذا مطلب لا عزيز المنال لا لا سبيل لنيله ومعنى هيهات هي اسم فعل ماض بمعنى بعد. هيهات بمعنى بعد هيهات بعدا لما راموا وما قصدوا وما تمنوا لقد باؤوا بذلهم خابت امانيه امانيهم شاهت وجوههم زارت قلوبهم عن هديه القيم قابت امانيهم اي باء بالخيبة والخسران والذل والحرمان شاهة وجوههم هذا دعاء عليهم دعاء على هؤلاء الملاحدة بان يشوه الله سبحانه وتعالى وجوههم ومعنى يشوهها ان يقبحها يقال رجل اشوه اي قبيح الوجه شاهت الوجوه تشوه شوها قبحت بمعنى قبحت قد جاء في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم رمى المشركين يوم حنين بكف من حصى وقال شاهت الوجوه. فهزمهم الله تعالى ثم قال رحمه الله كم قد تحدى قريشا في القديم كم قد تحدى قريشا في القديم وهم اهل البلاغة بين الخلق كلهم الله عز وجل تحدى قريش بالقرآن في مواضع عديدة سيأتي ذكرها وهم اهل بلاغة اهل فصاحة اهل لسان ومشهورين بذلك بين الخلق كان نتيجة ذلك العجز يقول الحافظ ابن كثير ويتحدث عن معجزات الانبياء قال وكذلك محمد صلى الله عليه وسلم بعث في زمن الفصحاء والبلغاء ونحارير الشعراء فاتاهم بكتاب من الله عز وجل لو اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثله او بعشر سور من مثله او بسورة من مثله لم يستطيعوا ابدا. ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وما ذاك الا لان كلام الرب عز وجل لا يشبه كلام الخلق ابدا قال كم قد تحدى قريشا في القديم وهم اهل البلاغة بين الخلق كلهم بمثله تحداهم بمثله ان يأتوا بمثله وبعشر اي بعشر سور من مثله ثم واحدة اي بسورة واحدة فلم يروموه اي لم يستطيعوا هذا الامر وانى لهم ذلك اذ اذ الامر اي اذ هذا ذا بمعنى هذا اذ الامر لم يرني. لا يستطيع احد ان يناله او ان يظفر به او يحصله قوله رحمه الله بمثله كما قال الله تعالى قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وقوله رحمه الله وبعشر كما قال الله تعالى ام يقولون افتراه قل فاتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين وقوله ثم واحدة كما في قوله جل وعلا وان كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله ان كنتم صادقين ويقول الله تعالى ام يقولون افتراه قل فاتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله ان كنتم صادقين قال رحمه الله الجن والانس لم يأتوا ولو لو اجتمعوا بمثله ولو انضم ولو انضموا لمثلهم هذا يشير فيه الى الاية المتقدمة قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. هذا معنى قوله ولو انضموا لمثلهما اي لو كان بعضهم لبعض ظهيرا الجن والانس لا يستطيعون ان يأتوا بمثلهم. ولو اجتمعوا ولا يستطيعون بمثله لو انضم ايضا لهم مثلهم وامثال امثالهم اننا هيهات ان وكيف ورب العرش قائله مر معنا قريبا قول ابن كثير رحمه الله وما ذاك الا لان كلام الرب عز وجل لا يشبه كلام الخلق ابدا ان وكيف ورب العرش قائله اي لا يمكن والفرق بين كلامه سبحانه وتعالى وكلام خلقه كالفرق بينه وبين خلقه سبحانه وتعالى انا وكيف ورب العرش قائلون سبحانه اي تنزه جل وعلا سبحانه جل عن شبه له وسمن ليست كمثله شيء هل تعلم له سم يا اي نظيرا ومماثلا ومشابها ما كان خلقا اي القرآن ما كان خلقا اي هو كلام الله سبحانه وتعالى ليس بمخلوق ولا فيظا تصوره نبينا اي وليس القرآن ايظا فيظ فاظ على قلب نبينا عليه الصلاة والسلام استنادا الى تصوره عليه الصلاة والسلام لاشياء بل هو وحي من الله سبحانه وتعالى قوله ما كان خلقا فيه رد على الجهمية ومن ومن هم على ساكنتهم وقوله ولا فيظا تصوره نبينا في رد على الفلاسف وقوله لا ولا تعبير ذي نسم رد على شاعرة والكلابية وغيرهم ممن قالوا ان القرآن عبارة عن كلام الله او حكاية لكلام الله ليس كلام الله وانما هو عبارة عنه فرد الشيخ رحمه الله على جميع هؤلاء بقوله ما كان خلقا ولا فيظا فصوره نبينا لا ولا تعبير ذي نسم كل هذا الكلام باطل بل قاله ربنا قولا وانزله كل ما قاله هؤلاء باطل والحق انه كلام ربنا تكلم به هو سبحانه وتعالى حقيقة وانزله وحيا وانه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الامين. على قلبك لتكون من المنذرين وقال تعالى تنزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين. فالقرآن بدأ من الله هو الذي تكلم به وسمعه منه جبريل ونزل به على النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. قاله ربنا قولا وانزله وحيا على قلبه اي قلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم المستيقظ الفهم المستيقظ لان عينه عليه الصلاة والسلام تنام وقلبه مستيقظ لا ينام الفهم اي الذي من الله عليه سبحانه وتعالى بتمام الفهم وكماله بل قاله ربنا قولا وانزله وحيا على قلبه المستيقظ الفاهم يقول ابن تيمية في العقيدة الوسطية ومن الايمان بالله وكتبه الايمان بان القرآن كلام الله منزل غير مخلوق بدأ واليه يعود وان الله تكلم به حقيقة وان هذا القرآن الذي انزله على محمد صلى الله عليه وسلم هو كلام الله حقيقة لا كلام غيره ولا يجوز الاطلاق اطلاق القول بانه حكاية عن كلام الله او عبارة بل اذا قرأه الناس او كتبوه في المصاحف لم يخرج بذلك عن ان يكون كلام الله تعالى حقيقة فان الكلام انما يضاف حقيقة الى من قاله مبتدأ لا الى من قاله مبلغا ومؤديا وهو كلام الله حروفه ومعانيه ليس كلام الله الحروف دون المعاني ولا المعاني دون الحروف ويطالع شرح هذه الجملة في شروحات بالواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله والناظم رحمه الله لخص هذه العقيدة في هذين البيتين قال ما كان خلقا ولا فيظا تصوره نبينا لا ولا تعبير ذي نسمي بل قاله ربنا قولا وانزله وحيا على قلبه المستيقظ الفهم والله يشهد والاملاك شاهدة والرسل مع مؤمن العربان والعجم كل هؤلاء يشهدون على ذلك او كلهم يشهدون بذلك اي ان القرآن كلام الله عز وجل انزله على قلب نبيه صلى الله عليه وسلم ولا يجحد ذلك الا صاحب زيغ وضلال ونهيا عن بالحق والهدى والله يشهد والاملاك شاهدة والرسل مع مؤمن العربان والعجم. ونحن جميعا نشهد بذلك ونسأل الله عز وجل ان يثبتنا جميعا على الحق والهدى وان يجنبنا سبل الزيغ والردى وان يصلح لنا جميعا ديننا الذي وعصمة امرنا وان يصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان يصلح لنا اخرتنا التي اليها معادنا وان يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر وان يغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات