بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد نواصل القراءة بالمنظومة الميمية في الوصايا والاداب العلمية للشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى. نعم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين قال الشيخ حافظ رحمه الله تعالى في الفرائض والالة والتحذير من العلوم المبتدعة وبالفرائض نصف العلم فاعنى كما اوصى الاله وخير الرسل كلهم من فضلها ان تولى الله قسمتها وبالفرائض وبالفرائض نصف العلم فاعنى كما نصفي ومن فرائض نصف العلم فاعنك ما اوصى الاله وخير الرسل كلهم من فضلها ان تولى الله قسمتها ولم يكلها الى عرب ولا عجم يوصيكم الله ومن بعدها اتصلت وفي الكلالة اخرى فادنوا واغتنم وخذ اذا شئت ما قد تستعين به من الة تلفها حلا لمنبهم كالنحو والصرف والتجويد مع لغة يدرى بها حل ما يخفى من الكلم نعم قال الناظم رحمه الله تعالى فصل الفرائض والالة والتحذير من العلوم المبتدعة لما انهى رحمه الله تعالى الوصية بكتاب الله جل وعلا وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم عقد رحمه الله تعالى هذا الفصل لبيان او للحث على العناية بعلم الفرائض وعلوم الالة وللتحذير من العلوم المبتدعة التي من تعلمها افسدت عليه دنياه واخراه وبدأ اولا بالحث على تعلم علم الفرائض فقال رحمه الله وبالفرائض نصف العلم فاعني كما او فعل كما اي اعتني قوله وبالفرائض نصف العلم اولا الفرائض المراد به علم الفرائض ويسمى ايضا علم المواريث ويسمى كذلك علم التركات وهو علم باصول من فقه وحساب تعرف حق كل في التركة وهو من علوم الفقه ولا يخلو من ذكره كتاب فقهي لكن لاهمية لاهميته ومكانته العظيمة افرده عدد من اهل العلم بالتأليف وقوله نصف العلم مبني على حديث يروى في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه لا يصح خرجه ابن ماجة والحاكم وغيرهما عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا ابا هريرة تعلموا الفرائض وعلموها فانه نصف العلم وهو ينسى وهو اول شيء ينزع من امتي وفي سنده حفص ابن عمر ابن ابي العطاف قال البخاري منكر الحديث وقال الحافظ في التلخيص الحبير متروك وقوله رحمه الله تعالى فاعنى اي اعتني اي اجعل هذا العلم محل عنايتك وموضع اهتمامك كما اوصى الاله وخير الرسل كلهم اي بهذا العلم وصية الله عز وجل به معلومة في كتابه سبحانه وتعالى ووصية النبي صلى الله عليه وسلم به ايضا معلومة في احاديثه صلوات الله وسلامه وبركاته عليه وقوله رحمه الله من فضلها وقوله رحمه الله من فضلها اي الفرائض ان تولى الله قسمتها ولم يكلها الى عرب ولا عجمي من فضل هذا العلم وشرفه ومكانته العظيمة ان رب العالمين جل وعز تولى بنفسه سبحانه قسمتها فانزل في ذلك ايات تتلى في كتابه يأتي الاشارة اليها عند المصنف رحمه الله تعالى في البيت الذي يلي هذا البيت قال ولم يكلها الى عرب ولا عجمي لم يكل قسمة الفرائض الى احد من من الناس بل تولى ذلك جل وعلا بنفسه يوصيكم الله من بعدها اتصلت يوصيكم الله من بعدها اتصلت وفي الكلالة اخرى فادنوا واغتنمي. او يوصيكم الله ومن بعدها اتصلت وفي الكلالة اخرى فادنوا واغتنم هنا في هذا البيت يشير رحمه الله الى الايات القرآنية التي ورد فيها قسمة الفرائض فقوله يوصيكم الله يشير فيه الى قول الله تعالى في سورة النساء يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين فان كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك. وان كانت واحدة فلها النصف. ولابوين لكل واحد منهما السدس مما ترك. ان كان له ولد فان لم يكن له ولد وورثه ابواه فلامه الثلث فان كان له اخوة فلامه السدس من بعد وصية يوصي بها او دين. اباؤكم ابناؤكم لا تدرون ايهم اقرب لكم نفعا فريضة من الله ان الله كان عليما حكيما وقوله رحمه الله من بعدها اتصلت اي اي الاية التي تليها واتصلت بها ويقوله جل وعلا ولكم نصف ما ترك ازواجكم ان لم يكن لهن ولد فان كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها او دين ولهن الربع مما تركتم ان لم يكن لكم ولد فان كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد بعد وصية توصون بها او دين وان كان رجل يورث كلالة او امرأة وله اخ او اخت فلكل واحد منهما السدس فان كانوا اكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية بها او دين غير مضار. وصية من الله والله عليم حليم وقوله وفي الكلالة اخرى وفي الكلالة اخرى يشير به الى ما جاء في اخر سورة النساء اخر اية من سورة النساء وهي قول الله تعالى يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ان امرؤ هلك ليس له ولد وله اخت فلها نصف ما ترك وهو يرثها ان لم يكن لها ولد فان كانت اثنتين فلهما الثلثان مما ترك وان كانوا اخوة رجالا ونساء فللذكر مثل حظ الانثيين يبين الله لكم ان تضلوا والله بكم كل شيء عليم فهذه ثلاث ايات كريمات وردت في سورة النساء ايتان متصلتان واية منفصلة عنهما جاءت في اخر السورة وتمامها وقد اشتملت هذه الايات على احكام المواريث الاية الاولى من هذه الايات الثلاث في ميراث عمودي النسب اصول الميت وفروعه والاية الثانية بميراث الزوجين والاخوة لام والاية الثالثة في ميراث الاخوة الاشقاء والاخوة لاب وقوله رحمه الله وفي الكلالة المراد بالكلالة الميت يموت وليس له ولد صلب ولا ولد ابن ولا اب ولا جد فمن كان من الاموات كذلك يقال له الكلالة وقوله رحمه الله تدنو واغتنم ادنوا اي اقترب ومراده اقترب من هذه الايات وتدبر في المعاني والمضامين وتفقه واغتنم اي تفز باعظم غنيمة وقوله رحمه الله وخذ اذا شئت ما قد تستعين به من الة تلفها حلا لمنبهم كالنحو والصرف والتجويد مع لغة يدرى بها حل ما يخفى من الكلم هذان البيتان فيهما الحث على علوم الالة على علوم الالة والعلوم تقسم الى قسمين علوم الة وهي العلوم التي لا تقصد لذاتها وعلوم ليست علوم الة وهي العلوم المقصودة لذاتها فعلم الالة علم ليس مقصودا لذاته وانما هو علم خادم لغيره ولهذا سمي هذا العلم علم الالة او علوم الالة قال وخذ اذا شئت ما قد تستعين به من الة تلفها حلا لمنبهم هنا اشار الى علم الالة وايضا عرف به وايضا ذكر فائدته تعريفه بعلم الالة قال تستعينوا به تستعين به فهو علم خادم يعين على فهم آآ الكتاب والسنة فهو علم خادم ليس مقصودا لذاته وانما هو وانما هو مقصود لغيره او علم خادم خذ اذا شئت ما قد تستعين به من الة تلفها اي تجدها خلفها اي تجدها واصلها تنفاها لكن جزمت بجواب الامر وهو خذ تلفها حلا لمنبهم تلفها اي اي تجدها حلا لمنبهم اي لما اه اشكل عليك او اغلق عليك فهمه او لم تتبين المراد به تجد فيها حلا لذلك يقال ابهم الامر اي اشتبه فلم يدرى كيف يؤتى له هنا اشير الى فائدة قال الزبيدي في تاج العروس قال شيخنا ولعله يقصد ابن حجر قال والنحات يقولون في ابواب الحال التمييز المفسر لما انبهم لمن بهن ولم يسمع في كلام العرب انبهم بل الصواب استبهم وتوقفت مرة لاشتهاره في جميع مصنفات النحو امهاتها وشروحها ثم رأيت الراغب تعرظ له يعني قوله توقفت مرة اي في الجزم بان هذا خطأ ان يقال انباها لاشتهاره في جميع مصنفات النحو امهاتها وشروحها. قال ثم رأيت الراغب تعرظ له ونقله عن شيخه العلامة ابي الحسن علي بن سمعان الغرناطي وقال ان انبهم غير مسموع وان الصواب استبهم كما قلت ثم زاد لان ان بهم ان فعل وهو خاص بما فيه علاج وتأثير فلما رأيته حمدت الله لذلك وشكرته انتهى وقول الناظم رحمه الله كالنحو والصرف والتجويد هذه ذكرها على سبيل المثال لا على سبيل الحصر ذكرها على سبيل المثال لعلوم الالة التي ينبغي على طالب العلم ان يعنى بها لان فيها حلا لما استبهم عليه ولما اغلق عليه فهمه قال كالنحو المراد بالنحو هو العلم بالقواعد التي يعرف بها احكام اواخر الكلمات العربية في حال تركيبها من الاعراب والبناء وما يتبع ذلك وقوله والصرف المراد به العلم بالقواعد التي تعرف بها كيفية صياغة الابنية العربية واحوال هذه الابنية التي ليست اعرابا ولا بناء وعلم التجويد المراد به العلم الذي يعرف به اخراج كل اخراج كل حرف من مخرجه واعطاؤه حقه ومستحقه من الصفات نعم قال المصنف رحمه الله واحذر قوانين ارباب الكلام فما بها من العلم غير الشك والتهم قاموس فلسفة مفتاح زندقة كم من ملم به قد باء بالندم راموا بها عزل حكم الله واقترحوا للحق ردا وانقاذا لحكمهم يروك ان تزني الوحيين مجترئا عليهما بعقول المغفل العجم وان تحكمها في كل مشتجر اذ ليس في الوحي من حكم لمحتكم اما الكتاب فحرف عن مواضعه اذ ليس يعجزك التحريف للكلم كذا الاحاديث احاد وليس بها برهان حق ولا فصل لمختص وقد ابى الله الا نصر ما خذلوا وكسر ما نصروا منهم على رغم نعم ثم عقد رحمه الله تعالى او نظم هذه الابيات في التحذير من علم الكلام الباطل وقوانين المتكلمين الفاسدة فقال واحذر قوانين ارباب الكلام احذر اي كن على حذر يا طالب العلم قوانين ارباب الكلام والمراد بقوانين ارباب الكلام اي القواعد التي وظعها علماء الكلام بتحريف كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وردي ما يخالف اهواءهم مما جاء في كتاب الله وسنة نبيه صلوات الله وسلامه عليه والمراد بارباب الكلام اي علماء الكلام المشتغلين بهذا العلم الباطل وسيأتي بالاشارة الى المراد بعلم الكلام الباطل الذي ذمه السلف وحذروا منه اشد التحذير وسيأتي ايضا ذكر بعض النقول عن ائمة السلف في التحذير من هذا العلم الباطل قال واحذر قوانين ارباب الكلام فما بها من العلم غير الشك والتهم اي ان هذا العلم ليس فيه الا الشك ولا يجني من حصله من ورائه الا الشكوك والتهم والظنون الفاسدة والاوهام الكاسدة هذا الذي يجنيه لا لا يجني من ورائه اه علما نافعا تحقيقا مؤصلا بل يجني من ورائه اوهاما وشكوكا وظنونا ولهذا قال فما بها من العلم غير الشك والتهم هذا خلاصة ما يجنيه من اشتغل بهذا العلم وستأتي شهادة المشتغلين بهذا العلم انفسهم انهم لم يجنوا من هذا العلم الا الشك والتهم قاموس فلسفة مفتاح زندقة اي هذا العلم علم الكلام هو في حقيقة واقع امره قاموس فلسفة ومفتاح زندقة وهذا فيه اشارة الى فساد هذا العلم في مقدماته ونتائجه اما مقدماته فهو كما اشار الشيخ قاموس فلسفة صفو كلام وجمع جمل ترتيب الفاظ وحروف ونحو ذلك ونتائجه مفتاح زندقة. لا يفتح على صاحبه باب خير وانما يفتح عليه باب زندقة وظلال وسيأتي ايضا من كلام السلف ما يعبد ذلك ويشهد له قاموس فلسفة مفتاح زندقة. كم وهي للتكثير من ملم به قد باء بالندم اي كثير من الملمين بهذا العلم الذين توسعوا وتظلعوا في هذا العلم باءوا بالندم اي كانت نتيجتهم نتيجة الاوقات الطويلة التي اظاعوها في هذا العلم الندم والاسف على اوقات ظاعت وازمنة اه مضت عليهم في الاشتغال بهذا العلم الباطل وسيأتي ذكر بعض النقول عن هؤلاء الذين باؤوا بالندم اثر اشتغالهم بهذا العلم الباطل راموا به عزل حكم الله واقترحوا للحق ردا وانفاذا لحكمهم راموا اي قصدوا رام اي قصدوا به او بها راموا بها اي بالقوانين راموا بها اي الاشارة هنا الى القوانين التي وضعوها عزل حكم الله هذا هو المقصود يعني هي قوانين وكليات وضعت والمراد بوظعها عزل حكم الله اي تعطيل احكام الله سبحانه وتعالى ثم ماذا واقترحوا للحق ردا وانفاذا لحكمهم فهم راموا بها اي بهذه القوانين عزل حكم الله اي احكام الله سبحانه وتعالى واقترحوا للحق ردا اي ارادوا ايظا بها رد الحق. الثابت بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فهي علوم تؤدي الى تعطيل الاحكام الشرعية وتؤدي الى جحد الحقائق الثابتة في الكتاب والسنة وانفاذا لحكمه اي ايضا مما قصدوه بهذا العلم انفاذ حكمهما اي ما توصلوا اليه بالاراء الفاسدة والاوهام الباطلة يروك ان تزن الوحيين مجترئا عليهما بعقول المغفل العجم يروك اي يريدون منك او يريد منك ارباب الكلام حثهم وترغيبهم في هذا العلم ان تجترئ وتقيس نصوص الكتاب والسنة بالعقل وتحتكم الى تلك القوانين التي وضعوها يروك ان تزن ان تزن الوحيم مجترئا عليهما بعقول المغفل العجمي هذا الذي يريد منك هؤلاء في حقيقة الامر ان تجعل العقل ميزان للوحي وان تحاكم الوحيين الى العقل فما قبله العقل يقبل وما لم يقبله العقل يرد وهذا يعرف بقانون التأويل وهو قانون كلي عند ارباب الكلام الباطل يروك ان تزن الوحيين مجترئا عليهما اي متجرأا على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم بان تزنهما بالعقل قال بعقول المغفل العجل اي بعقول العقول المغفلة المليئة بالغفلة والجهل والضلال وقوله العجم لان اكثر هؤلاء من الاعاجم وفي مقدمتهم الجهم بن صفوان واضرابه ومن كانوا على شاكلته وان تحكمها في كل مشتجر يروك يريدون منك ان تزن الوحيين وايضا يريدون منك ان تحكمها اي تلك القوانين في كل مستجر قوله في كل مستجر اي في كل نزاع وخلاف وخصومة جاء في لسان العرب واستجر القوم وتشاجروا اي تنازعوا والمشاجرة المنازعة وفي التنزيل العزيز فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم اي فيما وقع بينهم من اختلاف وخصومات قال اذ ليس في الوحي من حكم لمحتكم هذا كلام هؤلاء يريدون منك ان تحتكم الى قوانينهم لانه بزعمهم ليس في الوحي من حكم لمحتكم اذا اين الحكم للمحتكم اذا اراد الناس الاحتكام اين يجدون ما به تحل الاشكالات وتفصل الخصومات اين يجدون ذلك على فهم هؤلاء بعلم الكلام الباطل اذ ليس في الوحي من حكم لمحتكم هو بهذا رحمه الله يبين حال هؤلاء الشنيعة وتقريراته وتقريراتهم الباطلة الفاسدة اما الكتاب هذه مقالة هؤلاء اما الكتاب فحرف عن مواضعه اذ ليس يعجزك التحريف للكلم هذي وصية هؤلاء يقولون بالنسبة للكتاب اي بالنسبة للقرآن الكريم عليك بالتحريف عليك بالتحريف اي اية تخالف العقل قل الظاهر ليس مراد وانما المراد كذا وكذا مما يتوصل اليه هؤلاء بالاهواء الباطلة يقول اذ ليس يعجزك التحريف للكلم يعني ليس امرا معضلا ولا صعبا فهو امر آآ ليس بالصعب امر ممكن اذ ليس يعجزك التحريف للكلم هذه الان وصيتهم بالنسبة للقرآن الكريم ولهم وصية اخرى بالنسبة للسنة. ما هي قال كذا الاحاديث احاد وليس بها برهان حق ولا فصل لمختصم حديث الاحاديث بالتحريف والاحاديث كيف تصنع بها قال تقول هي اخبار احاد واخبار الاحاد لا تقبل في الاعتقاد والقول بان اخبار الاحاد لا تقبل في الاعتقاد مقالة لم تعرف الا عن المعتزلة واي كتاب وجدت فيه هذه المقالة فهو متأثر بمقالة المعتزلة كذا الاحاديث احاد وليس بها برهان حق ولا فصل لمختصم اذا هاتان وصيتان لارباب الكلام بما يتعلق بالكتاب والسنة الكتاب يحرك والسنة يقال فيها اخبار احاد وخبر الاحاد لا يحتج به في الاعتقاد وقد جمع بين هاتين الوصيتين بشر بن غياث المريسي رأس المعتزلة في وصية له لاتباعه نقلها ابن القيم رحمه الله في كتابه الصواعق المرسلة قال اي بشر ليس شيء ابغض الى اقوالنا من القرآن والحديث فقابلوا نصوص القرآن بالتحريف وقابلوا نصوص السنة بالتكذيب قابل نصوص القرآن بالتحريف وقابلوا نصوص السنة بالتكذيب يقولوا هي خبر احاد وخبر الاحاد لا يحتج به في الاعتقاد هذه مقالة هؤلاء هذه مقالة هؤلاء قال رحمه الله وقد ابى الله الا نصر ما خذلوا وكسر ما نصروا منهم على رغم ابى الله الا ان يتم نوره ابى الله الا نصر ما خذلوا خذلوهم ماذا الكتاب والسنة فابى الله عز وجل النصر آآ الا لكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هو الذي ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله الا نصرا ما خذلوا وكسر ما نصروا كسرى اي ابطال وازهاق ما نصروا من الاراء الفاسدة والاوهام الكاسدة والظنون الباطلة والعقائد المنحرفة ابى الله عز وجل الا كسر ذلك وكسر ما نصروا منهم على رامي اي على الرغم منهم اي على الرغم منهم فابى الله سبحانه وتعالى الا ذلك هذه الابيات كما عرفنا جاءت في اه سياق ذم علم الكلام وابطال ما عليه المتكلمون والتحذير منه وبيان مقاصد هؤلاء بهذا العلم الفاسد الباطل هنا ابين علم الكلام الذي حذر منه السلف وذموه وبينوا خطورته وفساد نتائجه هو الخوض في العقيدة او في الدين عموما بالرأي المجرد الخوظ في الدين عموما بالرأي المجرد. والعقل المجرد اما كلام الانسان بالخير والفائدة في حدود الكتاب والسنة فهذا لا يذم ومن المعلوم ان العقل له حدود معينة ونطاق محدد لا يمكن تجاوز هذا الحد واذا جاوز هذا الحد وقع في الضلال وعندما يحاول الانسان ادراك ما وراء حدود عقله فانه يخطئ ويتكلف ما ليس له فعقل الانسان له نطاق معين ولم يؤتى من العلم الا قليلا. كما قال الله سبحانه وما اوتيتم من العلم الا قليلا قال ابن حمدان في كتابه المفتي والمستفتي وعلم الكلام المذموم هو اصول الدين اذا تكلم فيها بالمعقول المحض او المخالف للمنقول الصريح الصحيح وقال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله والسلف اذا ذموا اهل الكلام وقالوا علماء الكلام زنادقة وما ارتدى احد بالكلام فافلح فلم يريدوا به مطلق الكلام وانما هو حقيقة عرفية في من يتكلم في الدين بغير طريقة المرسلين فمراد السلف بالكلام المذموم هو كلام الجهمية الذين نفوا به الصفات وزعموا انهم يثبتون به حدوث العالم وهي طريقة الاعراف وذكر شيخ الاسلام ابن تيمية هنا للجهمية ليس لكون هذا الامر مختصا بهم وانما لكون هؤلاء ابرز من اشتهر بهذا العلم الباطل ومن الوجوه التي يعلم بها فساد علم الكلام وبطلانه اولا انه قول على الله بغير علم ومن اعظم المحرمات القول على الله بلا علم الثاني ان فيه تحريفا لكلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم وتكذيبا لهما الثالث انه ليس من الدين ولو كان من الدين لبينه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الرابع اشتماله على الباطل في مقدماته ونتائجه الخامس اشتماله على العقائد الباطلة والاراء المنحرفة والشكوك والظنون وفيما يلي اسوق بعظ النقول عن بعض علماء السلف رحمهم الله في ذم علم الكلام سئل الامام ابو حنيفة رحمه الله عما يقول الناس من الاعراض والاجسام فقال مقالات الفلاسفة وقال عليك بالاثر وطريقة السلف واياك وكل محدثة فانها بدعة وقال ايضا اتانا من خراسان ضيفان كلاهما ضالان الجهمية والمشبهة وقال ابو يوسف رحمه الله العلم بالكلام جهل والجهل بالكلام علم وقال ايضا رحمه الله من طلب العلم بالكلام تزندق وقال الامام مالك رحمه الله الكلام في الدين كله اكرهه ولم يزل اهل بلدنا يكرهونه ومراده الكلام بالدين اي بغير طريقة المرسلين وقال الامام الشافعي رحمه الله حكمي في اهل الكلام ان يظربوا بالجريد والنعال. ويطاف ويطاف بهم في الاسواق ويقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة واقبل على الكلام وقال ايضا ما جهل الناس ولا اختلفوا الا لتركهم لسان العرب وميلهم الى لسان الاستاليس وقال ايضا لقد اطلعت من اهل الكلام على شيء ما كنت اظنه ولان يبتلى العبد بكل ذنب ما خلا الشرك بالله خير له من ان يبتلى بالكلام وقال الامام احمد رحمه الله علماء الكلام زنادقة وما ارتدى احد بالكلام فافلح قال الامام ابن عبدالبر رحمه الله اجمع اهل الفقه والاثار من جميع اهل الامصار ان اهل الكلام اهل بدع وزيغ ولا يعدون عند الجميع في طبقات العلماء. وانما العلماء اهل الاثر والمتفقهة فيه قول الناظم رحمه الله فيما سبق فما بها من العلم غير الشك والتهم وعدت هناك بنقل بعض الشواهد عن ارباب علم الكلام وما الوا اليه في اخر المطاف من الشك وشهادتهم على انفسهم بانهم لم يبوء الا بالخيبة والشك ومن ذلكم قول الرازي نهاية اقدام العقول عقال وغاية سعي العالمين ضلال وارواحنا في وحشة من جسومنا وحاصل دنيانا اذى ووبال ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا سوى ان جمعنا فيه قيل وقالوا فكم قد رأينا من رجال ودولة فبادوا جميعا مسرعين وزالوا وكم من جبال قد علت شرفاتها رجال فزالوا والجبال جبال قال لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا ورأيت اقرب الطرق طريقة القرآن. ثم قال ومن جرب مثل تجربة عرف مثل معرفتي وقال وقال الشهرستاني مبينا انه لم يجد في الفلسفة وعلم الكلام الا الحيرة والشك قال لعمري لقد طوفت المعاهد كلها يقصد معاهد المتكلمين الدور التي اسست لنشر علم الكلام وبثه يقول لقد طوفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم ماذا وجد فلم ارى الا واضعا كف حائر على دقن او قارعا سن نادم يقول فكل هذه المعاهد التي مررت عليها وطفت بها لم اجد فيها الا احد شخصين اما شخص جالس حائر لم يصل من خلال هذا العلم الى يقين او شخص اخر نادم انه دخل في هذا العلم يقول لقد طفت المعاهد كلها وسيرت طرفي بين تلك المعالم فلم ارى الا واضعا كف حائر على ذقن او قارعا سن نادم قال الصنعاني رحمه الله معارظا هذين البيتين قال لعلك اهملت الطواف بمعهد الرسول ومن لاقاه من كل عالم فما حار من يهدى بهدي محمد ولست تراه قارعا سن نادم كلام عظيم جدا نعم قال رحمه الله كذا الكهانة والتنجيم انهما كفران قد عبثا بالناس من قدم اسنادها حزب ابليس اللعين كما متونها اكذب المنقول من كلمي ما للتراب وما للغيب يدركه ما للتصرف والمخلوق من عدم لو كانت الجن تدري الغيب ما لبثت دهرا تعالج اصنافا من الالم اما النجوم فزين للسما ورجوع من للشياطين طردا لاستماعهم كما بها يهتدي الساري لوجهته في البر والبحر حيث السير في الظلم والنيران بحسبان وذلك تقدير العزيز العليم المسبغ النعم فمن تأول فيها غير ذاك قفى ما ليس يعلمه فهو الكذوب سمي كالمقتفين لعباد الهياكل في عزو التصرف والتأثير للنجم والكاتبين نظاما في عبادتها عقدا وكيفا وتوقيتا لنسكهم فذا سعود وذا نحس وطلسمه كذا وناسبه ذا كم بخرصهم وهذه الابيات يحذر فيها رحمه الله ايظا من علوم باطلة اخرى الابيات التي مضت حذر فيها من علم الكلام الباطل وهنا بدأ يحذر من علوم اخرى تفسد على الناس عقائدهم واديانهم قال كذا اي كذا احذر الكهانة والتنجيم والكهانة المراد بها ادعاء علم الغيب كالاخبار مما سيقع في الارض والاصل فيها استراق الجن السمع من كلام الملائكة فتلقيه باذن الكاهن نقل في كتاب التوحيد عن البغوي انه قال الكهانة الكاهن هو الذي يخبر عن المغيبات في المستقبل وقيل الذي يخبر عما في الضمير وقد جاء في السنة احاديث التحذير من الكهانة منها ما ما رواه عمران ابن حصين رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس منا من تطير او تطير له او تكهن او تكهن له او سحر او سحر له ومن اتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم قال المنذري رواه البزار باسناد جيد وعن ابي هريرة هو الحسن رظي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من اتى كاهنا او عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه الامام احمد وابو داوود باسناد حسن وقوله رحمه الله والتنجيم المراد بالتنجيم كما قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله الاستدلال بالاحوال الفلكية على الحوادث الارظية استدلاله بالاحوال الفلكية على الحوادث الارظية ومما ورد في ذم ذلك ما رواه الامام احمد وابو داوود وابن ماجة عن ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد واسناده صحيح ومعنى قوله زاد ما زاد اي كلما زاد بعلم التنجيم زاد وقوعا في السحر والباطل قال كذا الكهانة والتنجيم انهما كفران اي الكهانة كفر والتنجيم كفر انهما كفران قد عبث بالناس من قبل يعني ليس هو علم جديد وانما هو من قديم وهو يعبث بالناس ويفسد عليهم عقائدهم واديانهم جاء في تيسير العز الحميد للشيخ سليمان بن عبد الله قال اعلم ان التنجيم على ثلاثة اقسام احدها ما هو كفر باجماع المسلمين وهو القول بان الموجودات السفلية مركبة على تأثير الكواكب والروحانيات وان الكواكب فاعلة مختارة وهذا كفر باجماع المسلمين الثاني الاستدلال على الحوادث الارظية بمسير الكواكب واجتماعها وافتراقها ونحو ذلك ويقول ان ذلك بتقدير الله ومشيئته. فلا ريب في تحريم ذلك واختلف المتأخرون في تكفير القائل بذلك الثالث تعلم منازل القمر لمعرفة مواقيت الصلاة ووقت بذر الحبوب والزرع وغرس الاشجار وغير ذلك فهذا ليس من الاستدلال بالنجوم على المحرم انما هو من علم الحساب والله خلق الشمس والقمر للحساب وهذا الذي رخص فيه الامام احمد واسحاق ولم يرخص فيه سفيان ابن عيينة وقوله في البيت الذي يلي هذا اسنادها حزب ابليس اللعين كما متونها اكذب المنقول من كلمة قوله اسنادها اي اسناد الكهانة حزب ابليس اللعين الان الكاهن سنده فيما يقوله من الكهانة ما يتلقاه من من الشياطين ومن الجن فقول اسنادها اي مصدر ومنبع هذه العلوم ومرجعها الاخذ عن الشياطين او الاخذ عن ابليس اللعين وجنوده ومتونها اي محتوى هذا العلم ومضمونه اكذب المنقول من كلمة خلاصة البيت ان ما يقوله الكهان سنده الشياطين ومتنه الكذب والباطل ثم قال رحمه الله ما للتراب وما للغيب يدركه ما للتصرف والمخلوق والمخلوق من عدمه يشير هنا رحمه الله الى وهائي وفساد ما عليه هؤلاء الكهنة والمنجمين ومن تأثر بهم يقول ما للتراب وما للغيب يعني اي صلة وارتباط بين التراب ومعرفة المغيبات ما للتراب وعلم الغيب اي صلة بين التراب وعلم الغيب ومن افعال الكهنة الخط في الارض يخطون خطوط في التراب ثم من خلال هذه الخطوط يقولون يحصل كذا او لا يحصل كذا او يموت فلان او الى اخره فيقول الشيخ ما للتراب وما للغيب يدركه ما للتصرف والمخلوق من عدم يبين رحمة الله عليه في في هذا البيت وهاء ما عليه هؤلاء وفساده وبطلانه ثم قال لو كانت الجن تدري الغيب ما لبثت دهرا تعالج اصنافا من الالم ايضا اخذ الغيب من الجن وبواسطة الجن يبين بطلان ذلك الشيخ رحمه الله بقوله لو كانت الجن تدري الغيب ما لبثت دهرا تعالج اصنافا من الالم وهو يشير هنا الى قوله فلما قضى قضينا عليه الموت ما دلهم على موته الا دابة الارض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين لان سليمان عليه السلام قبض ومات وهو متكئ على عصاه وكانت الجن تعمل بجد ونشاط يظنون حي ولما جاءت دابة الارض واكلت المنسأة التي هو متكئ عليها خر او سقط فادركت حينئذ الجن انهم منذ وقت كان ميتا ولم يعلموا فلما خر تبينت الجن ان لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين فالشيخ هنا يقول لو كانت الجن تدري الغيب ما لبثت دهرا تعالج اصنافا من الالم تتعب وتنصب كما في قوله ما لبثوا في العذاب المهين قال رحمه الله اما النجوم فزين للسماء اما النجوم فزين للسماء ورجوما للشياطين طردا لاستماعهم. كما بها يهتدي الساري. لوجهته في البر والبحر بحري حيث السير في الظلم يشير هنا الى فوائد النجوم وانها خلقت لثلاث فالاولى زين للسماء والثانية هجوما للشياطين فرضا لاستماعهم والثالثة يهتدى بها في السير في البر والبحر وقوله رجوما الاصل ان يكون مرفوعا لانه خبر لانه معطوف على زين اما النجوم فزين للسماء ورجوم فالاصل ان يكون مرفوعا لكن لعل الناظم ذكره على سبيل الحكاية والاقتباس من القرآن. ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها هجوما للشياطين وقوله اما النجوم فزين للسماء ورجوما للشياطين من ادلة ذلك قوله تعالى انا زينا السماء الدنيا بزينة كواكب وحفظا من كل شيطان مارد لا يستمعون الى الملأ الاعلى ويقذفون من كل جانب دحورا ولهم عذاب واصل الا من خطف الخطفة فاتبعه شهاب ثاقب وقال تعالى ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين وقوله كما يهتدى كما بها يهتدى الى اخره دليله قول الله تعالى وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر كذلك قوله تعالى وعلامات وبالنجم هم يهتدون قال الامام البخاري رحمه الله تعالى في صحيحه وقال قتادة ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح قال خلق هذه النجوم لثلاث جعلها زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها فمن تأول فيها بغير ذلك اخطأ واضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به رواه البخاري معلقا ووصله ابن جرير الطبري وابن ابي حاتم في تفسيرهما في تفسيريهما وزاد ابن ابي حاتم في اخره وان ناسا جهلة بامر الله قد احدثوا في هذه النجوم كهانة من اعرس بنجم كذا وكذا ومن سافر بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا ولا عمري ما من نجم الا يولد به الاحمر والاسود والطويل والقصير والحسن والذميم وما علم هذا النجم وهذه الدابة وهذا الطائر بشيء من الغيب وقضى الله انه لا يعلم من في السماوات والارض الغيب الا الله وما يشعرون ايانا يبعثون. ولا عمري لو ان احدا علم الغيب لعلمه ادم الذي خلقه الله بيده واسجد له ملائكته وعلمه اسماء كل شيء واسكنه الجنة يأكل فيها رغدا حيث شاء ونهي عن شجرة واحدة فلم يزل به البلاء حتى وقع بما نهي عنه ولو كان يعلم الغيب ولو كان يعلم الغيب لعلمته الجن. حين مات نبي الله سليمان صلى الله عليه وسلم فلبثت تعمل له حولا في اشد الهوان لبثت تعمل له حولا في اشد الهوان لا يشعرون بموته ما دلهم على موته الا دابة الارض انتهى وقوله رحمه الله والنيران بحسبان وذلك تقدير العزيز العليم المسبغ النعم يعني الشمس والقمر وهو من باب التغليب لان الذي يوصف بالنور هو القمر كما في قوله الم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا وفي قوله تعالى تبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا ويقال لهما ايضا القمران والناظم رحمه الله يشير في هذا البيت الى قول الله سبحانه والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم كذلك قوله تعالى والشمس والقمر بحسبان وقوله رحمه الله فمن تأول فيها غير ذاك قفى ما ليس يعلمه فهو الكذوب سمي قوله فمن تأول فيها غير ذاك اي من تأول في النجوم غير ما خلقت له وقد مر معنا انها خلقت لثلاثة امور زينة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بها ولم يذكر جل وعلا ان لها دخلا في ملكوت السماوات والارض او صلة بسعادة البشر وشقائهم فمن عدل عما ذكر الله من فوائدها الى الاستدلال بها على الغيب فقد قفى ما ليس له به علم كما قال قفى ما ليس يعلمه وقد مر معنا قول قتادة رحمه الله فمن تأول فيها بغير ذلك اخطأ واضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به قال الشيخ سليمان بن عبدالله في تيسير العز الحميد اخطأ اي حيث تكلم رجما بالغيب واضاع نصيبه اي حظه من عمره. لانه اشتغل بما لا فائدة فيه بل هو مضرة محضة وتكلف ما لا علم له به اي تعاطى شيئا لا يتصور علما لان اخبار السماء والامور المغيبة لا تعلم لا تعلم الا من طريق الكتاب والسنة وليس فيهما ازيد مما تقدم انتهى وقوله رحمه الله فهو الكذوب سمي اي سمه الكذوب والكذوب على وزن فعول وهو من صيغ المبالغة وقوله رحمه الله كالمقتفين لعباد الهياكل في عزو التصرف والتأثير للنجوم قوله كالمكتفين لعباد الهياكل اي ان المشتغلين بالتنجيم شأنهم كسان عباد الهياكل شأنهم كشأن عباد الهواء الهياكل الذين بعث فيهم ابراهيم الخليل عليه السلام وكانوا يعبدون النجوم والكواكب قال الله تعالى وكذلك نور ابراهيم ملكوت السماوات والارض وليكون من الموقنين فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما افل قال لا احب الافلين فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما افل قال لان لم يهدني ربي لاكونن من القوم الضالين فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا اكبر فلما افلت قال يا قوم اني بريء مما تشركون وابراهيم عليه السلام كان في هذا مناظر لقومه وقاصدا بذلك فساد عقائدهم وتعلقهم بالكواكب والنجوم والشمس والقمر ومبينا بطلانها وبطلان عبادتها والتعلق بها قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه بيان تلبيس الجهمية قال كانوا يتخذون الكواكب والشمس والقمر اربابا يدعونها من دون الله ويبنون لها لكن وقد صنفت في مثل مذهبهم كتب مثل كتاب السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم وغيره من الكتب وهذا فيه التأكيد لما قررها الناظم بقوله كالمقتثين لعباد الهياكل في عزو التصرف والتأثير للنجم لان هؤلاء واولئك يشتركون في التعلق بالنجوم واعتقاد التأثير فيها قال والكاتبين نظاما في عبادتها والكاتبين نظاما في عبادتها عقدا وكيفا وتوقيتا لنسكهم لنسقهم قوله والكاتبين نظاما في عبادتهم معطوف كالمقتفين معطوف على قوله كالمقتفين لعباد الهياكل لعباد لعباد الهياكل والكاتبين نظاما في عبادتهم نطوف على قوله لعباد الهياكل يعني المقتفين لعباد الهياكل وللكاتبين نظما في عبادتها اي النجوم عقدا وكيفا وتوقيتا لنسكهم قوله عقدا العقد بمعنى العهد والبيعة المعقودة والمعنى ان هؤلاء المنجمين وضعوا كتبا قرروا فيها نظما وقواعد تعاهدوا عليها في طريقة عبادتهم لهذه النجوم من حيث الكيف والتوقيت ويسمونها علوما ومعارف وهي من ابطل الباطل وقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال في اناس يكتبون ابا جاد وينظرون في النجوم قال ما ارى من فعل ذلك له عند الله من خلاق رواه ابن وهب في جامعه وعبد الرزاق في مصنفه باسناد صحيح وقوله رحمه الله فدى سعود وذا نحس وطلسمه كذا وناسبه ذا كم بخرصه منه يعني هذه اه الامور التي يتوصلون اليها بزعمهم في النظر في النجوم التعلق بها بزعمهم انهم يصلون الى معرفة الصعود والنحوس نحو ذلك قال ذا سعود سعود من سعد سعدا وسعودا والسعادة خلاف الشقاوة وقول وذا نحس النحس الامر المظلم وضد السعد وقد نحس ونحس كفرح وكرم فهو نحس وهو ضد السعد يقولون فذا سعود وذا نحس وطلسمه كذا طلسم واحد طلاسم طلسم واحد طلاسم ولم يذكره صاحب القاموس واستدركه صاحب تاج العروس فقال ومما يستدرك عليه طلسم الرجل كره وجهه وقطبه وكذلك طلمسا وطرمسا كما في اللسان وطلسم الرجل اطرق مثل طرسماء نقله الجوهري طرسماء استطرادا واهمله هنا والطلسم كسنطر وشدد شيخنا اللام وقال انه اعجمي. وعندي انه عربي اسم للسر المكتوم وقد كثر مال الصوفية في كلامهم فيقولون سر مطلسم وحجاب مطلسم وذاء مطلسم والجمع طلاسم الشاهد ان المراد آآ الطلسم الا الامور آآ الغير واضحة الامور الغير واضحة خفية الاسرار كلام يا يسمعه الانسان ولا يفهم منه شيء يسمعه ولا يفهم منه شيء ولا يستبين منه معنى يسمى طلاسم وقوله رحمه الله وطلسمه كذا وناسبه ذان اي ان هذا الامر يناسب هذا الطلسة ويتوافق معه ويتواءم كم بخرصهما؟ اي كم يقولون من مثل هذا الكلام؟ بالخرس والظن يقولون ذا سعود وذا نحس وهذا طلسمه كذا وهذا يناسبه كذا كل ذلك يقولونه بالخرس والظنون والاوهام والى هنا يكون رحمه الله انتهى من ذم ما يتعلق بالكهانة والتنجيم وما تعلق بهما ثم شرع في التحذير من اه المجلات الباطلة والهابطة والباطلة التي تشيع الفساد وتنشر الرذائل ونكتفي بهذا يمكن نراجع بعض الابيات التي سبقت البيت البيت الخامس عشر البيت الخامس عشر قال ومن صفات اولي الايمان نهمتهم في العلم حتى اللقاء غبط بذي النهم. جاء في بعض النسخ اغبط ويظهر ان كلا منهما صواب اغبط واغبط بذي النهم والبيت رقم تسعة واربعين وخصهم ربنا بصرا بخشيته وعقل امثاله في اصدق الكلم جاء في بعض النسخ قصرا وخصهم ربنا قصرا بخشيته وعقل امثاله المعنى في قوله قصرا اي ان هذا قصره عليه قصره عليهم ولعله هو الاقرب وخصهم ربنا قصرا اي قصر هذا الامر عليهم سيكون تأكيد لمعنى الذي قرره في قوله وخصهم البيت تسعة وستين البيت رقم تسعة وستين اه كفى به من كان كفى به من كان. الصواب كما جاء في بعض النسخ كفى بمن كان بدون الهاء كفى بمن كان في شورى وهودا الى اخره كفى بمن كان ويحسن ان يحسن ان تكتب الباء ومن كان تكون بين قوسين تكتب الباء وحدها بعدها من كان بين قوسين لان فيها اشارة الى من كان في ثلاث ايات من كان يريد العاجلة من كان يريد الحياة الدنيا الاحسن توضع بين قوسين من كان وباء حرف الباء يكون قبلها وحده والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبد الله ورسوله نبينا محمد ولقاؤنا في الغد باذن الله بعد صلاة الفجر