بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين نعم بسم الله الرحمن الرحيم قال المصنف رحمه الله خاتمة في تحصيل ثمرات العلم النافعة واجتناق قطوفه الدانية اليانعة وحاصل العلم ما املي الصفات له فاصغي سمعك واستنصت الى كلمي وذاك لا حفظك الفتيا باحرفها ولا بتسويدك الاوراق بالحمم ولا تصدر صدر الجمع محتبيا تمليه لم تفقه المعني بالكلم ولا العمامة اذ ترخى ذؤابتها تصنعا وخضاب الشيب وخضاب الشيب بالكتم ولا بقولك اعد البيت ولا العمامة اذ تؤخذ ابتها تصنعا وخضاب الشيب بالكتم. نعم ولا بقولك يعني دائبا ونعم كلا ولا حملك الاسفار كالبهم مسفرة حملك الاسفارا. نعم ولا بحمل شهادات مبهرجة بزخرف القول من نثر ومنتظم بل خشية الله في سر وفي علم فاعلم من هي العلم كل العلم فالتزمي بل تعرف الله ولتذكر تصرفه وما على علمه قد خط بالقلم وحقه اعرف وقم حقا بموجبه ومنهج ومنهج الحق فاسلك عنه غير عمي اشقى واسعد مختارا اضل هدى ادنى وابعد عدلا منه في القسم اوحى وارسل وصى امرا ونهى احل حرم شرعا كامل الحكم يحب الاحسان والعصيان يكرهه والبر يرضاه مع سخط لحرمهم بمقتضى دين في الدارين مضطرد لا ظلم يخشى ولا خير بمنهضم تعمل على وجل وادأب الى اجل واعزل عن الله سوء الظن والتهم. نعم هذه قاتمة هذه المنظومة عقد رحمه الله هذا الفصل قال خاتمة في تحصيل ثمرات العلم النافعة واجتناب قطوفه الدانية اليانعة لما بين رحمه الله فيما سبق فضل العلم وشرفه ومكانته وبين اصل العلم هو كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وحذر من العلوم الباطلة فعلم الكلام والتنجيم والكهانة وغير ذلك وحذر من الفتن اتى رحمه الله في تمام هذا النظم فعقد هذه الخاتمة ليبين من خلالها ثمار العلم النافعة وقطوفه الدانية اليانعة وايضا بين رحمه الله في صدر هذه الخاتمة ان تلك الثمار والقطوف والاثار لا تنالوا بمجرد الانتماء الى العلم فقط والاعتزاء اليه ولا تنال بمجرد تحصيله دون عمل به بل انما تنال لتحقيق خشية الله تبارك وتعالى والقيام بطاعته وفعل ما يقتضيه العلم من خضوع وذل وانكسار لله جل وعلا على ما سيأتي بيانه وتقريره في نظمه رحمه الله تعالى قال وحاصل العلم ما املي الصفات له فاصغي سمعك واستنصت الى كلمي صدر بهذا البيت نصحا للسامع وترغيبا للنفوس وتهيئة للقلوب لتحسن الاصغاء وتحسن الاستفادة قال وحاصل العلم ما املي الصفات له فاصغي سمعك واستنصت الى كلمي اي انه سيذكر كلام عظيم وتقرير مفيد يحتاج من طالب العلم الى ان يحسن في اصغاء السمع له وحسن الانصات ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد قال وذاك ما حفظك الفتيا باحرفها يعني حاصل العلم ليس هو مجرد حفظك الفتيا باحرفها ولا بتسويدك الاوراق بالحمم الحمم على وزن صورة الفحم يعني لا تسويدك الاوراق بالحبر ليس هذا هو مجرد العلم ان تمسك قلبا وتسمع ما يقال وتكتب ليس هذا مجرد العلم ولا ايظا ان تحفظ الفتيا كلام اهل العلم باحرفه ولا تصدر صدر الجمع محتبيا تمليه لم تفقه المعنية بالكلم. وليس ايضا العلم ان تكون لك الصدارة في المجالس وتجلس امام الناس والسامعين وتلقي وتملي عليهم ولا تصدر صدر الجمع محتبيا اي جالسا جلسة الاحتباء وهي معروفة تمليه اي تملي العلم على من عندك. لم تفقه المعني بالكلم يعني دون ان تقف انت على مقاصد الشرع وحقائق العلم ومعاني الالفاظ ودلالاتها ولا العمامة اذ ترخى ذئابتها تصنعا وليس العلم ان يصبح على رأس الانسان عمامة جميلة ولها دؤابة طويلة يتصنع بتزيين عمامته وتحسين مظهره ليكون صورته صورة جذابة للناس يتصنع ويتظاهر ولا العمامة اذ ترخي ذو اباء الترخى ذئابتها تصنعا والعمامة التي يضعها بعض ارباب الباطل واصحاب الطرق العمامة وحدها بهيئتها اظلت اقوام اخذوا كل من كل ما عنده بسبب عمامته عمامة على رأسه جذابة والعوام تأخذ قلوبهم تلك العمامة وكل ما قاله من من حرف قبلوه لا لشيء الا لان العمامة التي فوق رأسه جعلتهم ينقادون فبعضهم يضع العمامة بهيئة معينة تصنعا للناس حتى يعظم في النفوس وتكون له مكانة في القلوب فليس هذا هو العلم ليس هذا هو العلم ولا العمامة اذ ترخى ذئابتها تصنعا يعني يتصنع بانه عالم وانه فاضل وانه وخضاب السيل بالكتم غضاب السيف اي تغيير لون السيف الكتم والكتم لونه اسود قد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم الامر بتغيير الشيب وتجنيبه السواد قال ولا العمامة اذ ترخى ذئابتها تصنعا وخضب الشيب بالكتم ولا بقولك يعني دائبا ونعم كلا ولا حملك الاسفار كالبهم ايضا وليس العلم انت تتصدر بنعم او لا او نحو ذلك ولا بقولك يعني دائبا ونعم كلا ولا حمل كالاسفار كالبهم يعني تحمل الاوراق والكتب ولكن لا تفقه ما فيها تحمل الاوراق والكتب دون ان تفقه ما فيها ودون ان تعرف مضامينها فليس هذا هو العلم ولا بحمل شهادات مبهرجة ولا بحمل شهادات مبهرجة كان يقول انا عندي شهادة كذا ومنحت كذا ويزخرف الشهادة ويبروز الشهادة ويعلقها واذا دخل الداخل قال اذا اردت ان تعرفني انظر هذه الشهادات فليس هذا هو العلم ليس العلم مجرد شهادات تحمل مزخرفة ومنمقة ومجملة ولا بحمل شهادات مبهرجة بزخرف القول من نثر ومنتظم من نثر ومنتظم من شغف بعض الناس بالشهادات اصبح يشتريها ويعلقها في بيته ويعلقها وبعضهم يزور ويذهب بها الى مجتمعه او بلده ويزخرفها وهي مزورة او مشترات ويقول انا لقبي كذا ليس هذا هو العلم اذا ما هو العلم؟ قال ليس العلم كذا ولا كذا واذا ما هو العلم يأتيك الجواب قال بل خشية الله هذا هو العلم في سر وفي علن العلم خشية الله ورأس العلم خشية الله. في السر والعلن. فالغيب والشهادة كما قال الله سبحانه وتعالى انما يخشى الله من عباده العلماء فالعبد كلما كان بالله اعرف كان منه اخوف ولعبادته اطلب وعن معصيته ابعد بل خشية الله في سر وفي علن فاعلم هي العلم كل العلم فالتزم اعلم ذلك ان العلم كل العلم خشية الله وان رأس العلم خشية الله سبحانه وتعالى بل خشية الله في سر وفي علن فاعلم هي العلم كل العلم فالتزمي قال الله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء قال ابن رجب رحمه الله في رسالته ورثة الانبياء شرح فيها حديث ابي الدرداء فان العلماء فان الانبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وانما ورثوا العلم قال رحمه الله فالعلم النافع فالعلم النافع هو ما باشر القلب فالعلم النافع هو ما باشر القلب. فاوقر فيه معرفة الله معرفة الله وعظمته وخشيته واجلاله وتعظيمه ومحبته ومتى سكنت هذه الاشياء في القلب خشع فخشعت الجوارح كلها تبعا لخشوعه وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشى وهذا يدل على ان العلم الذي لا يوجب الخشوع للقلب فهو علم غير نافع قال وقال كثير من السلف ليس العلم كثرة الرواية ولكن العلم الخشية وقال بعضهم كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار بالله جهلا وبين رحمه الله كيف ان العلم يوجب الخشية وان فقده يستلزم فقد الخشية من ستة وجوه في رسالة له رحمه الله في تفسير قوله تعالى انما يخشى الله من عباده العلماء موجودة ضمن مجموع رسائله وهو مطبوع وهي في المجلد الثاني منه قال فلتعرف الله بدأ الان يبين العلم النافع المثمر للثمرات العظيمة. فلتعرف الله ولتذكر تصرفه وما على علمه قد خط بالقلم فلتعرف الله اي باسمائه الحسنى وصفاته العليا وافعاله الجليلة العظيمة وفي القرآن الكريم ايات كثيرة تدعو الى العلم بالله لتعلموا ان الله على كل شيء قدير. اعلموا ان الله ايات كثيرة فيها الدعوة الى العلم بالله ومعرفته سبحانه وتعالى فلتعرف الله ولتذكر تصرفه انه سبحانه وتعالى المتصرف في هذه في هذا الكون خفظا ورفعا قبظا وبسطا عطاءا ومنعا لا مانع لما اعطى ولا معطي لما منع ولا خافض لما رفع ولا رافع لما خفض ولا معز لمن اذل ولا مذل لمن اعز ولتذكر تصرفه وما على علمه قد خط بالقلم قوله على علمه اي علم الله سبحانه وتعالى المحيط بكل شيء الذي وسع كل شيء كما قال جل وعلا وسع ربي كل شيء علما. افلا تذكرون. افلا تتذكرون قال جل وعلا ولا يحيطون بشيء من علمه الا بما شاء وقوله قد خط بالقلم اي ان الله عز وجل علم الاشياء ازلا واحاط علمه علمه بكل شيء وخلق القلم وامره سبحانه وتعالى بان يكتب ما هو كائن الى يوم القيامة كما جاء في حديث عبادة ابن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اول ما خلق الله القلم فقال اكتب فقال ما اكتب؟ قال اكتب القدر وما كان وما هو كائن الى الابد رواه احمد وابو داوود والترمذي وقول الناظم رحمه الله وما على علمه قد خط بالقلم عقد الامام البخاري رحمه الله تعالى في كتابه الصحيح في كتاب القدر بابا قال فيه باب جف القلم على علم الله باب جف القلم على علم الله وهذا معنى قول الناظم وما على علمه قد خط بالقلم جف القلم على علم الله قال واضله الله على علم وقال ابو هريرة قال لي النبي صلى الله عليه وسلم جف القلم بما انت لا اقم ووصله في موضع اخر قال الحافظ رحمه الله في الفتح قوله باب بالتنوين جف القلم اي فرغت الكتابة اشارة الى ان الذي كتب في اللوح المحفوظ لا يتغير حكمه فهو كناية عن الفراغ من الكتابة لان الصحيفة حال كتابتها تكون رطبة او بعضها وكذلك القلم فاذا انتهت الكتابة جفت الكتابة والقلم وهذا لفظ حديث اخرجه احمد وصححه ابن حبان من طريق عبد الله ابن الديلمي عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان الله عز وجل خلق خلقه في ظلمة ثم القى عليهم من نوره اصابه من نوره يومئذ اهتدى ومن اخطأ ضل فلذلك اقول جف القلم على علم الله واخرجه احمد وابن حبان من طريق اخرى عن ابي الديلمي نحوه وفي اخره عن ابن الديلمي نحوه وفي اخره ان القائل فلذلك اقول هو عبد الله بن عمرو ولفظه قلت لعبدالله بن عمر بلغني انك تقول ان القلم قد جف. فذكر الحديث وقال في اخره فلذلك فاقول جف القلم بما هو كائن انتهى ثم قال الناظم رحمه الله وحقه اعرف وقم حقا بموجبه. وحقه عرف اي حق الله سبحانه وتعالى اعرف حقه على عباده وفي حديث معاذ بن جبل وفي الصحيحين ان النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا معاذ هل تدري ما حق الله على عباده قلت الله ورسوله اعلم. قال حق الله على عباده ان يعبدوه ولا يشركوا به شيئا متفق عليه ولهذا قال وحقه اعرف اي اعرف حق الله عليك وهو ان تعبد الله سبحانه وتعالى مخلصا له الدين وتفرده جل وعلا وحده بالعبادة ولا تجعل معه سبحانه وتعالى شريكا في شيء منها فلتعرف وحقه عرف وقم حقا بموجبه قم بما يستوجبه معرفتك بحق الله قم بذلك حق القيام وجاهد نفسك على تتميم ذلك وتكميله بان تخلص الدين كله لله وتسلم وجهك لله مطيعا مخلصا صادقا ذليلا خاضعا وحقه اعرف وقم حقا بموجبه ومنهج الحق فاسلك عنه غير عمي اي مع معرفتك بحق الله ومجاهدتك نفسك على القيام به الزم منهج الحق والمنهج الذي كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام باتباع سنته ولزوم نهجه والاقتداء بهديه والبعد عن المحدثات التي ما انزل الله بها من سلطان وعليه يكون الناظم جمع في هذا البيت بين الاخلاص والمتابعة الاخلاص للمعبود هو حق الله والمتابعة للرسول وهو حق حقه عليه الصلاة والسلام ان يتبع ويطاع ويمتثل امره صلوات الله وسلامه عليه ومنهج الحق اي المنهج الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم فاسلك عنه غير عمي اي لا تكن عميا اعمى عن الحق وعن الهدى الذي بعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم اشقى واسعد مختارا اظل هدى ادنى وابعد عدلا منه في القسم. او في القسم هذه كلها افعال الله فامن بها فان ايمانك بها من من علمك بالله ومعرفتك به اشقى واسعد اي ان الشقاوة والسعادة بيده فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى النبي عليه الصلاة والسلام تلا هذه الاية لما سئل هل نعمل فيما قدر وقضي او في امر مستأنف قال بل فيما قدر وقضي قالوا ففيما العمل؟ قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له فمن كان من اهل السعادة يسره الله لعمل اهل السعادة ومن كان من اهل الشقاوة يسره الله لعمل اهل الشقاوة ثم تلا هذه الاية اشقى واسعد اشقى واسعد مختارا اظل هدى اشقى واسعد مختارا اظل هدى اي ان الضلال والهداية بيده قال تعالى افمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فان الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات وابعد عدلا منه في القسم وابعد بعظ الخلق طردهم ولعنهم وابعدهم من رحمته سبحانه وتعالى عدلا منه فهو يثيب المطيع بفظله جل وعلا ويعاقب آآ الظالم المعتدي بعدله جل وعلا عدلا منه ولا يظلم ربك احدا الامام الشافعي رحمه الله له ابيات جمعت هذه المعاني يقول فيها ما شئت كان وان لم اشأ وما شئت ان لم تسأل لم يكن خلقت العباد على ما علمت وفي العلم يجري الفتى والمسن على ذمننت وهذا خذلت وهذا اعنت وذا لم تعن فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن قال اوحى وارسل وصى امرا ونهى احل حرم شرعا كامل الحكم ايضا امن بهذه الامور انه سبحانه وتعالى اوحى وان الوحي المنزل على الانبياء وحيه جل وعلا وتنزيله وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وارسل الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ولقد بعثنا في كل امة رسولا وما ارسلنا من قبلك من رسول وصى امرا ونهى من قوله وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه ذلكم وصاكم به وصى امرا ونهى يا امر جل وعلا وينهى يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي لا يأمر الا بما فيه الخير والفلاح والسعادة للناس في الدنيا والاخرة. ولا ينهى الا عن ما فيه الشر والضر على الناس في الدنيا والاخرة امرا ونهى احل حرم التحليل والتحريم له جل وعلا هو الذي يحل وهو الذي يحرم ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذبة هذا حلال وهذا حرام. لتفتروا على الله الكذب احل حرم شرعا كامل الحكم وشرع الله سبحانه وتعالى كله حكم فامن بذلك وامن ايضا انه سبحانه يحب الاحسان والعصيان يكرهه والبر يرضاه مع سخط لحرمهم يحب الاحسان ويحب جل وعلا المحسنين وهو معهم بتأييده وتوفيقه ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون يحب الاحسان والعصيان يكرهه اي يبغضه سبحانه وتعالى والبر يرضاه مع سخط لحرمهم قال الله تعالى ولكن الله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان. اولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة قوله رحمه الله لحرمهم حرم مصدر للفعل حرم حرم حرما وحراما فالحرم مصدر حرم قال مع سخط لحرمهم اي سخط لما حرمه عليهم ان فعلوا ذلك وارتكبوا ما نهاهم عنه فمن فعل المحرمات باء بسخط الله وغضبه سبحانه وتعالى قال بمقتضى ديني في الدارين مطردا لا ظلم يخشى ولا خير بمنهظم بمقتضى دين في الدارين مطردا لا ظلم يخشى ولا خيرا ولا خير بمنهظم اي بمقتضى ذلك انه سبحانه وتعالى امر ووصى ودعا الى فعل الطاعات والاحسان والعدل واحب ذلك من عباده ورضي عنهم بفعله ونهى عن الحرام وكرهه وسخطه وابغضه بمقتضى دين في الدارين مطردا في الدارين مطرد لا ظلم يخشى ولا خير بمنهظم اي من عمل بما امره الله سبحانه وتعالى به وما احبه جل وعلا ورضيه وتجنب ما يغضب الله ويسخط الله وما يكرهه سبحانه وتعالى من الافعال والاقوال لا يخشى ظلم في الدارين امر مطرد له في الدارين لا يخشى ظلم لا في الدنيا ولا في الاخرة ولا ايظا يخشى ان يهضم شيء من حقوقه فلا يخاف ظلما ولا هظما لا يخاف ظلما ولا هضما لا يخاف ظلما بان يحمل من الاوزار او الذنوب او الاثام ما لم يقترف ولا هضم لا يخاف ايضا ان يهضم شيء من حسناته او طاعاته فلا يزاد عليه سيئات لم يفعلها ولا ايظا يهضم حسنات فعلها فبمقتضى دين اي قيام العبد بفعل ما يحبه الله ويرضاه وتجنب العبد لما يسخطه ويكرهه ويأباه لا يخاف ظلم ولا هظلم لا يظلم بان يزاد لا لا يظلم بان يزاد او يحمل سيئات لم يفعلها ولا يهضم بان يا ينتقص من حسناته وطاعاته التي فعلها بمقتضى دين اي هذين في الدارين مطرد لا ظلم يخشى ولا خير بمنهظم. كما قال فلا يخاف ظلما ولا هظما فاعمل ايها العبد فاعمل على وجل وادأب الى اجل واعزل عن الله سوء الظن والتهم وصية عظيمة فاعمل على وجل واجل بالتحريك الخوف كما قال الله سبحانه وتعالى والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجل انهم الى ربهم راجعون. فانت اعمل على وجل والوجن هنا انك تعمل وتجتهد في تكميل اعمالك وتخاف الا تقبل منك كما جاء تفسير الاية بذلك فيما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. حيث سألته عائشة رضي الله عنها عن معنى الاية قالت هل هو الرجل يزني ويسرق ويقتل ويخاف ان يعذب؟ قال لا يا ابنة الصديق ولكنه الرجل يصلي ويصوم ويتصدق ويخاف الا يقبل فاعمل على وجل هذي واحدة. الثانية وادأب الى اجل ان استمر الدأب هو الاستمرار والمداومة على الطاعة وادأب الى اجل اي الى الموت المراد بالاجل اي الى ان يأتي اجلك والدأب كما بالقاموس قال دأب في عمله دأبا ودأبا ودؤوبا بالظم جد وتعب والمعنى وادأب اي جد واجتهد وواصل العمل الى اجل اي الى ان يأتي اجلك واعزل عن الله سوء الظن والتهم واعزل عن الله سوء الظن والتهم اي لا تظن بالله الا خيرا واحذر ان تظن به غير ذلك فالعبد المؤمن الصادق يعلم ان الله سبحانه وتعالى لا يظلم مثقال ذرة ولا يظلم الناس شيئا ويعلم انه سبحانه عند ظن عبده به ولهذا جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال يقول الله تعالى انا عند ظن عبدي فليظن بي ما شاء وجاء في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بثلاث يقول لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله هذه سمعها جابر من النبي صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بثلاثة لا يموتن احدكم الا وهو يحسن الظن بالله فهذه وصايا عظيمة ولها ايضا تتمة في الوصية بلزوم الشرع والايمان بالقضاء ولعلنا نكتفي بهذا هذه فائدة بعث بها احد الاخوة يقول قول المصنف بخرصهم يقول آآ ذكرت ان الخرس هو التخمين والظن ولكن الا تأتي بمعنى الكذب؟ قال ابن منظور في اللسان قرص يخرص بالظم خرصا وتخرص اي كذب ورجل خراس كذاب وفي التنزيل قتل الخراسون. قال الزجاج الكذابون اقرأ علينا البيت اللي في هذا قال رحمه الله فذا سعود وذا نحس وطلسمه كذا وناسبه ذا كم بخرصهم نعم هذا هو الصواب بخرصهم المراد بذلك بالكذب والدجل قال ايضا وقوله وخصهم ربنا قصرا قال ابن فارس في المقاييس ومنه الباء ومن الباب قصاراك ان تفعل كذا وكذا وقصرك كانه يراد ما اقتصرت عليه وحبست نفسك عليه وفي التاج القصر الحبس. وفي حديث الاسفلية ان معشر النساء محصورات مقصورات اي محبوسات ممنوعات ويقال قصرت نفسي على الشيء اذا حبستها عليه والزمتها اياه هذا مر معنا ان اه اه ان ان اهل العلم خصهم قصرا خصهم قصرا اي جعل هذا الامر من منته عليهم ومما خصهم به. وميزهم به عن بقية الناس. وهذا من فضله سبحانه وتعالى ومنه على اهل العلم خاصة والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله