بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين. نعم بسم الله الرحمن الرحيم قال المصنف رحمه الله للشرع فانقد وسلم للقضاء ولا تخاصمن به كالملحد الخصم وبالمقادير كن عبدا لمالكه وعابدا مخلصا في شرعه القيم اياه فاعبد واياه استعن فبذا تصل اليه والا حرت في في الظلم وخذ بالاسباب واستوهب مسببها وثق به دونها تفلح ولم تضم بالشرع زن كل امر ما هممت به فان بدا صالحا اقدم ولا تجم اخلصه واصدق واصدق اصب واهضم فذي شرطت شرطت في صالح السعي او في طيب الكلم اخلصه لله واصدق عازما واصد صراطه واهضمن النفس تنهضم لا تعجبن به لا تعجبن نعم لا تعجبن به لا تعجبن انت به. لا تعجبن به لا تعجبن به يحبط ولا تره في جانب الذنب والتقصير والنعم وحيث كان من النهي اجتنبه وان زللت تب منه واستغفر مع الندم واوقف النفس عند الامر هل فعلت؟ والنهي هل نزعت عن موجب النقم فان زكت فاحمد المولى مطهرها ونعمة الله بالشكران فاستدمي وان عصت تعصها واعلم عداوتها وحذرنها ورود المورد الوخم وانظر مخاذي المسيئين التي اخذوا بها وحاذر ذنوبا من عقابهم. نعم يواصل الناظم الامام الشيخ حافظ حكمي رحمه الله تعالى بخاتمة هذا النظم التي جعلها بعنوان تحصيل ثمرات العلم النافعة واجتناب قطوفه الدانية اليانعة. حيث اخذ رحمه الله تعالى يعدد يعدد صفات اهل العلم الذين هم اهل لاجتناب ثمار العلم والفوز باثاره العظيمة قد مضى معنا جملة من هذه الاوصاف قال هنا رحمه الله للشرع فانقد للشرع فانقد اي انقد لشرع الله. كن منقادا لشرع الله كما قال الله سبحانه وتعالى فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما كما قال جل وعلا وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضى الله ورسوله امرا ان يكون لهم الخيرة من امرهم قال الامام الزهري رحمه الله من الله الرسالة وعلى الرسول البلاغ وعلينا التسليم هذا هو الواجب على المسلم ان يكون منقادا لشرع الله بامتثال اوامره سبحانه وتعالى واجتناب نواهيه وسلم للقضاء اي ان امور العباد كلها بيد الله يقضي فيهم بما يريد ويحكم بما يشاء لا راد لحكمه ولا معقب لقظائه ولا تخاصمن به ولا تخاصمن به اياك والخصومة وبه الضمير يعود على القضاء والقدر احذر منه الخصومة فيه وليكن شأنك في هذا الباب الايقان والايمان وعدم التردد واياك والخصومة ولا تخاصمن به كالملحد الخصم لان الخصومة في الامور الثابتة والاحكام البينة الواضحة في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم سبيل اهل الضلال وطريق اهل الباطل وقد جاء في الحديث في مسند الامام احمد والترمذي وغيرهما عن ابي امامة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه الا اوتوا الجدل ثم قرأ ما ضربوه لك الا جدلا بل هم قوم خصمون وقد جاء عن السلف الصالح رحمهم الله نقول عديدة في ذم الخصومة في الدين والتحذير منها ومن ذلكم قول الامام احمد رحمه الله جوابا عن من سأله في مسائل في الايمان قال بسم الله الرحمن الرحيم احسن الله الينا واليك في الامور كلها وسلمنا واياك من كل شر برحمته. اتاني كتابك تذكر ما تذكر من احتجاج من احتج من المرجئة واعلم رحمك الله ان الخصومة في الدين ليست من طريق اهل السنة وقال الامام ابو يوسف صاحب الامام ابي حنيفة رحمهما الله الخصومة في الدين بدعة ثم قال رحمه الله وبالمقادير كن عبدا لمالكه وعابدا مخلصا في شرعه القيمي بالمقادير اي بما قدره الله سبحانه وتعالى كن عبدا اي موقنا مؤمنا بان ما قدره الله عز وجل كائنا وان الامور كلها بقضاء الله وقدره وفي الحديث عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه او في الاثر في الحديث عن عبادة ابن الصامت رضي الله عنه انه قال لابني يا بني انك لن تجد طعم الايمان حتى تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ان اول ما خلق الله تعالى القلم فقال له اكتب فقال وماذا اكتب؟ قال اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة يا بني اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من مات على غير هذا فليس مني. رواه ابو داوود قوله وبالمقادير كن عبدا بمالكه وعابدا مخلصا ذكر شيئين عبدا وعابدا عبدا وعابدا عبدا هذه في باب الربوبية والقضاء والقدر كن عبدا لمالكه اي اقر بانك عبد ومعنى عبدي معبد مذلل لا خروج لك عن ما يقضيه الله فما شاءه الله كان وما لم يشأه لم يكن فكن عبدا لمالكه اقر بانك عبد اي معبد مذلل طوع تدبير الله جل وعلا وتسخيره وتصريفه وتدبيره كن عبدا قال وعابدا مخلصا هذا في باب توحيد العبادة كن عابدا اي قائما العبادة التي امر امرك الله سبحانه وتعالى بها قائما بهذه الوظيفة على وجه الاخلاص لله عابدا مخلصا عابدا اي لله مخلصا له الدين في شرعه القيمي عابدا له بالاخلاص في شرعه القيم اي الذي لا عوج فيه قال تعالى فادعوا الله مخلصين له الدين. قال تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين وقوله رحمه الله اياه فاعبد واياه استعن فبذا تصل اليه والا حرت في الظلم اي اجمع بين العبادة والاستعانة اياك نعبد واياك نستعين بدأ جل وعلا بالعبادة لانها الغاية ثم ذكر الاستعانة لانها الوسيلة اياك نعبد واياك نستعين والناظم رحمه الله اتى بهما على ترفيب الاية قال اياه فاعبد واياه استعن والعبادة هي الغاية والاستعانة هي الوسيلة العبادة تحقيق قول لا اله الا الله والاستعانة تحقيق لا حول ولا قوة الا بالله فلا يعبد الا الله ولا يستعان الا بالله اياه فاعبد واياه استعن فبذا تصل اليه تصل اليه وتفز برضاه وتنل جنته وتنجو من عقابه وناره بالعبادة والاستعانة وتقديم المعمول على العامل في الاية اياك نعبد واياك نستعين وفي النظم اياه فاعبد واياه استعن يفيد الحصى والمعنى نعبدك ولا نعبد غيرك ونستعين بك ولا نستعين بغيرك قال والا يعني ان لم تفعل ذلك حرت في الظلم ان لم تحقق هذين الامرين وتقم بهذين المطلبين تحرم تكون حائرا في الظلم اي في بحر الظلمات قال وخذ بالاسباب واستوهب مسببها وخذ بالاسباب اي باشر الاسباب وافعلها الاسباب التي هي القيام بالعبادة والطاعة التي امرت بها لتنل رضى الله عز وجل والاسباب التي تنال بها قرى معاشك ان طلب من الرزق وسعي في المباح خد بالاسباب ولكن لا تعتمد على الاسباب وانما استوهب مسببها اي اطلب منه ان يهبك وان يمن وان يمن عليه وان ينعم عليك استوهب مسببها اطلب الهبة من المسبب لا تعتمد عليها ولا تركن اليها والناس في هذا الباب ينقسمون الى اقسام ثلاثة الاول الذين جمعوا بين فعل الاسباب والتوكل على الله جل وعلا كما جاء في قول الناظم خذ الاسباب واستوعب مسببا جمعوا بين فعل السبب والاعتماد والتوكل على الله سبحانه وتعالى وحده والله عز وجل امر عباده بذلك وامرهم به رسوله عليه الصلاة والسلام وقد جاءت ايات واحاديث عديدة في الامر بالجمع بين الامرين الاسباب والتوكل على الله كقوله اياك نعبد واياك نستعين وقوله فاعبده وتوكل عليه وقوله عز وجل ان اريد الا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي الا بالله عليه توكلت وفي السنة قال عليه الصلاة والسلام احرص على ما ينفعك واستعن بالله وقال عليه الصلاة والسلام برجل سأله في شأن الناقة قال اعقلها وتوكل والنصوص في الباب كثيرة القسم الثاني من الناس من يترك الاسباب معتمدا على الله لا يفعل السبب معتمدا ومتوكلا على الله عز وجل وهذا خلاف ما امر الله عز وجل عباده به خلاف ما امر به رسوله عليه الصلاة والسلام وهذا مثله كمثل من قال ان شاء الله ان اكون عالما ساكون لكن لن اطلب العلم او ان شاء الله اكون ذا ذرية صالحة اكون لكن لا نتزوج. وهكذا والقسم الثالث من يفعل السبب ويعتمد عليه لا على الله وهذا نهايته الى الحرمان والعياذ بالله فاذا المطلوب من المسلم الجمع بين الامرين كما قال الناظم مسببها ونظيره قول الشيخ السعدي رحمه الله في منظومته في السير الى الله والدار الاخرة قال صحبوا التوكل في جميع امورهم مع بذل جهد في رظا قوله وثق به دونها ثق به اي بالله دونها اي الاسباب لا تكن ثقتك بالاسباب افعلها لكن لا تكن ثقتك بها وانما لتكن ثقتك بمسبب الاسباب رب العالمين سبحانه وتعالى تفلح اذا كان هذا نهجك تكن من الفالحين تفلح ولم ترمي اي انك لا لا تظلم ولا تهضم ثم قال رحمه الله بالشرع الزن كل امر ما هممت به فان بدا صالحا اقدم ولا تجني اي اذا اردت ان تقدم على عمل من الاعمال وهممت بفعل شيء فاول ما تبدأ تزن هذا الامر بالشرع تعرظه على الادلة والنصوص كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام فاذا كان قد دل عليه الشرع افعله وان كان خلاف الشرع ولا دليل عليه في شرع الله فاتركه هو الميزان بالشرع زن كل امر ما هممت به. فان بدا صالحا اقدم ولا تجن يعني ان بدا صالحا بعد ان وزنته بميزان الشرع اقدم ولا تتردد ولا تتوقف قوله ولا تجبي جاء في اللسان وجم يجم وجما ووجوما والوجوم السكوت على غيره والواجب الذي اشتد حزنه حتى امسك عن الكلام ولعل المعنى في قول الناظم ولا تجم اي اقدم وافعل ولا تقف وتسكت وتتوقف ثم قال رحمه الله اخلصه واصدق اصل واهضم فذي شرطت لصالح السعي او في طيب الكلم اخلصوا لله واصدق عازما واصل صراطه واهضمن النفس تنهضم ذكر في هذين البيتين امورا اربعة بالبيت الاول ذكرها وفي البيت الثاني شرحها وبينها الامور الاربعة هي الاخلاص والصدق والاصابة اصابة السنة وهظم النفس يقول هذه الامور الزمها وحافظ عليها فانها شرطت في صالح السعي وفي طيب الكلم يعني مطلوبة منك في اعمالك الصالحة ومطلوبة منك في اقوالك الطيبة. فكل عمل صالح تقوم به وكل قول طيب تقوله حافظ فيه على هذه الامور اربعة. ليكن خالصا ولتكن فيه صادقا. وليكن للسنة واثقا واهظم نفسك واهظم نفسك لا تعجب بحالك وبعملك وبسعيك قال فذي سرطت في صالح السعي او في طيب الكلم مطلوبة منك في اعمالك الصالحة وفي اقوالك الطيبة ثم شرح هذه الامور اربعة قال اخلصه لله اي اجعله خالصا لله والخالص الصافي النقي الذي لم يرد به الا وجه الله اخلصوا كما قال الله عز وجل مخلصين له الدين قال وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين واصدق عازما هذا الامر الثاني واصدق عازم الصدق توحيد الارادة والاخلاص توحيد المراد كما قال ابن القيم رحمه الله فلي واحد كن واحدا في واحد اعني سبيل الحقد والايمان فالاخلاص توحيد المراد يعني لا تريد بعملك الا الله والصدق توحيد الارادة بان تجمع قلبك وعزمك مثل ما قال الناظم واصدق عازم يقول ابن القيم رحمه الله في كتابه الفوائد ليس للعبد شيء انفع من صدقه ربه في جميع اموره مع صدق العزيمة صدقه ربه في جميع اموره مع صدق العزيمة فيصدق في عزمه وفي فعله. قال الله تعالى فاذا عزم الامر فلو صدقوا الله لكان خيرا لهم فسعادته في صدق العزيمة وصدق الفعل فصدق العزيمة جمعها وجزمها وعدم التردد فيها بل تكون عزيمة لا يشوبها تردد ولا تلوم فاذا صدقت عزيمته بقي عليه صدق الفعل وهو استفراغ الوسع وبذل الجهد فيه. والا يتخلف عنه بشيء من ظاهره وباطنه فعزيمة القصد تمنعه من ضعف الارادة والهمة وصدق الفعل يمنعه من الكسل والفتور ومن صدق الله في جميع اموره صنع الله له فوق ما يصنع لغيره وهذا الصدق معنى يلتئم من صحة الاخلاص وصدق التوكل فاصدق الناس من من صح اخلاصه وتوكله بنتها وقوله واصف صراطه واصل صراطه اي لتكن افعالك على الصواب قال الحسن رحمه الله بمعنى قوله تعالى ليبلوكم ايكم احسن عملا قال اخلصه واصوبه قيل يا ابا علي وما اخلصه واصوبه قال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل واذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا والخالص ما كان لله والصواب ما كان على السنة وقوله واهظمن النفس واهضمن النفس تنهظمي يعني لا تعجب بنفسك مهما تقدم من الاعمال والطاعات ومهما تحقق من الاخلاص والصدق وتبذل من العمل اهظم نفسك واتهمها بالتقصير فاذا فعلت ذلك انهضمت النفس والا والا فان الانسان يصاب بالعجب والغرور فتكون اعماله قليلة وهو مقصر فيها وفي الوقت نفسه يكون معجبا بنفسه. وبعمله لكن اذا هضم الانسان نفسه تنهضم يوضح ذلك رحمه الله بقوله لا تعجبن به يعني بعملك لا تعجبن به اي بعملك مهما قدمت من اعمال من صلاة من صيام من طلب للعلم من حفظ الى اخره لا تعجبن به ولعلكم تذكرون قول الناظم رحمه الله اياك والعجب. ان العجب اعمال صاحبه. في سيله العرن. العجب خطير جدا فيقول لا لا تعجبن به اي بعملك يحبط لان العجب يجترف الاعمال ويبطلها ويبطلها ويحبطها لا تعجبن به يحبط ولا ترى ولا تره في جانب الذنب والتقصير والنعم يعني لا تراه شيئا في جانب الدم اولا انت مذنب اذا كانت عندك هذه الاعمال انظر ايضا الى ذنوب عديدة تقع تقع فيها فاذا اعجبك عمل من الاعمال الصالحة التي قمت بها تذكر شيئا الى جنب هذا وقع منك وهو الذنوب هذا هذا واحد ثانيا تذكر انك مقصر حتى في هذا العمل الذي انت معجب فيه تذكر انك مقصر. مهما حاولت ان تكمل العمل لا تسلم منه التقصير والامر الثالث النعم نعم الله سبحانه وتعالى عليك لا تعد ولا تحصى فلا تره شيئا في جنب الذنب والتقصير والنعم لا ترى عملك شيئا بل ترى نفسك لا لا تزال مقصرا مفرطا يوضح ذلك ما جاء في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لن ينجي احدا منكم عمله لن ينجي احدا منكم عمله مهما كبر العمل وعظم؟ نعم مهما حسن العمل وتم؟ نعم. لن ينجي احدا منكم عمله قالوا ولا انت يا رسول الله قال ولا انا الا ان يتغمدني الله برحمته وعليه الصلاة والسلام اخشى الناس لله واكملهم عبودية له سبحانه وتعالى فاذا لماذا يعجب الانسان بعمله اذا تفكر بمثل هذه المعاني التي اشار اليها المصنف يذهب عنه العجب وينطرد باذن الله سبحانه وتعالى قال الله تعالى ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بايات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون الذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة هذي حال اهل الايمان قال قلوبهم وجلة ليست معجبة انهم الى ربهم راجعون اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون روى الترمذي في جامعه والامام احمد في مسنده عن عائشة رضي الله عنها قالت سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية فقلت اهم الذين يشربون الخمر ويزنون ويسبقون فقال لا يا ابنة الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ويخافون الا يتقبل منهم اولئك الذين يسارعون في الخيرات قال العلامة ابن القيم رحمه الله ومن تأمل احوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف. ونحن بين التقصير بل التفريط والامن ونحن بين التقصير بل ونحن بين التقصير بل التفريط والامن قارن الان يقول الصحابة التي الذي يتأمل حالهم يجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف ونحن بين التقصير بل التفريط والامن. يعني عمل العبد فيه مقصر ومفرط وفي الوقت نفسه امن واولئك اعمال مكملة وطاعات متممة وفي الوقت نفسه ماذا خائفون بهذا المعنى يقول الحسن البصري رحمه الله ان المؤمن جمع بين احسان وامن والمنافق جمع بين جاء ان المؤمن جمع بين احسان ومخافة وان المنافق جمع بين اساءة وامل قال ابن القيم ونحن جمعنا بين التقصير بل التفريط والامن فهذا الصديق يقول وددت اني شعرة في جنب عبد مؤمن ذكره احمد عنه وذكر عنه ايضا انه كان يمسك بلسان نفسه ويقول هذا الذي اوردني المواد ويبكي كثيرا ولما احتضر قال لعائشة يا بنية اني اصبت من مال المسلمين هذه العباءة وهذا انحلال وهذا وهذا العبد فاسرعي به الى ابن الخطاب. وقال والله لوددت اني كنت هذه الشجرة تؤكل وتعبد انتهى ما نقله ابن القيم وقال رحمه الله رضاء الاب بطاعته رظاء العبد بطاعته دليل على حسن ظنه بنفسه. وجهله بحقوق العبودية وعدم عمله بما يستحقه الرب جل جلاله ويليق ان يعامل به وحاصلوا ذلك ان جهله بنفسه وصفاتها وافاتها وعيوب عمله وجهله بربه وحقوقه وما ينبغي ان يعامل به يتولد منهما رضاه بطاعته واحسان ظنه بها ويتولد من ذلك العجب والكبر والافات. ما هو اكبر من الكبائر الظاهرة من الزنا وشرب الخمر والفرار من الزحف ونحوها فالرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقاتها وارباب العزائم والبصائر اشد ما يكونون استغفارا عقيد الطاعات لشهودهم تقصيرهم فيها وترك القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه. انتهى كلام ابن القيم الله من كتابه مدارج السالكين قال رحمه الله حيث كان من النهي اجتنبه وان زللت تب منه واستغفر مع الندم وحيث كان من النهي اجتنبه اذا كان الامر الذي امامك او تقبل عليك عليه نفسك من النهي اي مما نهى الله عنه تجتنب كما قال عليه الصلاة والسلام اجتنبوا السبع الموبقات في القرآن الذين يجتنبون كبائر الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش والفواحش الا اللمع ويقول ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم فاذا كان الامر منهي عنه اذا كان الامر منهيا عنه فاجتنبه ابتعد عنه وان زللت يعني انزلت بك القدم وفعلت الشيء الذي نهى الله عنه تب بادر الى التوبة والرجوع الى الله عز وجل تب منه والتوبة تكون بترك الشيء الذي نهى الله عنه والندم على فعله والعزم على عدم العودة اليه تب منه واستغفر اي قل استغفر الله واتوب اليه مع الندم اي كن نادما على مقارفتك لهذا الذنب الذي نهاك الله عنه واوقف النفس عند الامر هل فعلت والنهي اي وعند النهي هل نزعت عن موجب النقم هنا يتحدث رحمه الله عن محاسبة النفس يعني حاسب نفسك في باب الاوامر وباب النواهي في باب الاوامر اعرض الاوامر الواردة في في الكتاب والسنة اعرظها على نفسك هل فعلت هل فعلت هذه الاوامر او لم تفعل؟ هل هي فعلتها او هي مقصرة هذي محاسبة للنفس من الاوامر كذا ومن الاوامر كذا ومن الاوامر كذا هل فعلت النفس او لا ايضا اوقف النفس عند النهي. هل نزعت؟ هل هي تركته وابتعدت عنه هل نزعت عن موجب النقم الامور التي نهى الله عنه توجب النقم العقوبة والغضب والسخط من الله سبحانه وتعالى وهنا رحمه الله يدعو الى محاسبة النفس قال ابن القيم رحمه الله في اغاثة الله فان وذكر الامام احمد عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه انه قال حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا وزنوا انفسكم قبل ان توزنوا فانه اهون عليكم في الحساب غدا. ان تحاسبوا انفسكم اليوم وتزينوا للعرض الاكبر يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية وقال ميمون ابن مهران لا يكون العبد تقيا حتى يكون لنفسه اشد محاسبة من الشريك لشريكه ولهذا قيل النفس كالشريك الخوان ان لم تحاسبه ذهب بمالك النفس كالشريك الخوان ان لم تحاسبه ذهب بمالك وقال ابن القيم رحمه الله محاسبة النفس نوعان نوع قبل العمل ونوع بعده. فاما النوع الاول فهو ان يقف عند اول همه وارادته ولا بالعمل حتى يتبين له على تركه قال الحسن رحمه الله رحم الله عبدا وقف عند همه فان كان لله مضى وان كان لغيره تأخر واما المحاسبة بعد العمل فهو ثلاثة انواع. احدها محاسبتها على طاعة قصرت فيها من حق الله تعالى فلم توقعها على الوجه الذي ينبغي الثاني ان يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيرا له من فعله الثالث ان يحاسب نفسه على امر مباح او معتاد لما فعله؟ وهل اراد به الله والدار الاخرة؟ فيكون رابحا او اراد به الدنيا وعاجلها فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به ثم قال رحمه الله فان زكت اي نفسك والله جل وعلا يقول قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها فان زكاة فاحمد المولى. لان هذه منة الله عليك ووفظله سبحانه وتعالى ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من احد ابدا ولكن الله يزكي من يشاء فان زكت فاحمد المولى لانه سبحانه وتعالى اكرمك ومن عليك وتفظل فزكى لك نفسك في الدعاء المأثور اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها ولعل الشيخ رحمه الله اختار المولى هنا احمد المولى موافقة للدعاء. قال اه اه اللهم اتي نفوسنا تقواها زكها انت خير من زكاها انت وليها ومولاها فان زكت فاحمد المولى مطهرها اي الذي من عليها بالطهارة والزكاء والنقاء والصفاء احمد الله لان هذا قبره وانعامه فان زكت فاحمد المولى مطهرها ونعمة الله بالشكران فاستدم ونعمة الله بالشكران فاستدم اي استدم اه شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه. كن دائما شاكرا لله سبحانه وتعالى على نعمه. قال ربي اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي فالمراد بقوله استدم اي داوم اه الشكر داوم شكر الله سبحانه وتعالى على نعمه واعظم النعم الهداية الى الدين والتوفيق لزكاة القلب وصلاح النفس والاستقامة على طاعة الله وان عصت من هي النفس وان عصت يعني ان ابت نفسك الا العصيان ماذا عليك ان تفعل وان عصت؟ قال فاعصها ان عصت فاعصها ان ابت نفسك الا العصيان فانت ايضا ذئب لها الا العصيان لا تطعها لانها تهلكك ان النفس لامارة بالسوء. فان عصت نفسك وابت الا العصيان فاعصها لا تطعها لانك ان اطعتها اهلكت اهلكت وان عصت فاعصها واعلم عداوته واعلم عداوتها وحذرنها وحذراها ورود المورد الوخم حذرها كلها يا نفس ان اطعتك في هذا ليس امامنا الا النار. وسخط الجبار والعقوبة. يا نفس فحذرها حذرها من النقمة ومن السخط ومن العقوبة حتى تطاوع وتليه. وتجانب المعاصي وتستكين قال وحذرنها ورود المورد الوخي الله عز وجل يقول يا ايها الذين امنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله ولتنظر نفس وقوله الوخم جاء في اللسان الوخم بكسر الخاء والوخيم الثقيل من الرجال وقد تكون الوخامة في المعاني وقد تكون الوخامة في المعاني يقال هذا الامر وخيم العاقبة اي ثقيل رديء وعلى هذا في المعنى ظاهر في قوله ورود المورد الوخم اي المورد الثقيل الرديء والعاقبة السيئة قال وانظر مخازن المسيئين وانظر مخاذي المسيئين التي اخذوا بها وحاذر ذنوبا من عقابه يعني يعينك على صد النفس ومنعها عن الاثام والوقوع في الفواحش والمعاصي يعينك على ذلك ان تنظر الى مخازي المسيئين اي العقوب العواقب المخزية والنهايات المؤلمة التي رأى بها المسيئون فتعتبر والسعيد من اتعظ بغيره والشقي من اتعظ به غيره تنظر الى وانظر الى مخازن المسيئين التي اخذوا بها. يعني بسبب آآ المعاصي والاثام التي اقترفوها وحاذر ذنوبا من عقابهم وحاذر ذنوبا من عقابهم ان تجنب الذنوب التي تفضي بك الى اه العقوبة او نظير العقوبة التي عوقبوا بها والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله