بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم الهجرة الى الحبشة لما اشتد البلاء اذن الله سبحانه لهم في الهجرة الى ارض الحبشة. وهي في غربي مكة بين البلدين صحاري السودان والبحر الاخر من اليمن الى القزم فكان اول من خرج فارا بدينه الى الحبشة عثمان ابن عفان رضي الله عنه ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعه الناس. وقيل بل اول من هاجر الى ارض الحبشة ابو حاطب ابن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك. ثم خرج جعفر بن ابي طالب وجماعات رضي الله عنهم وارضاهم وهم فكانوا نيفا وثمانين رجلا. وقد ذكر محمد بن اسحاق في جملة من هاجر الى ارض الحبشة. ابا موسى عبدالله ابن قيس رضي الله عنه وما ادري ما حمله على هذا فان هذا امر ظاهر لا يخفى على من هو دونه في في هذا الشأن وقد انكر ذلك عليه الواقدي وغيره من اهل المغازي. وقالوا ان ابا موسى انما هاجر من اليمن الى الحبشة الى عند جعفر كما جاء ذلك مصرحا به في الصحيح من روايته رظي الله عنه فانحاز المهاجرون الى مملكة اصحمة النجاشي فاواهم واكرمهم فكانوا عنده امنين. فلما علمت قريش بذلك بعثت في اثمهم ابن ابي ربيعة وعمرو بن العاص بهدايا وتحف من بلادهم الى النجاشي. ليردهم عليهم فابى ذلك عليهم وتشفعوا اليه بالقواد من جنده. فلم يجبهم الى ما طلبوا. فوشوا اليه ان هؤلاء يقولون في عيسى قولا عظيما يقولون انه عبد. فاحضر المسلمون الى مجلسه. وزعيمهم جعفر بن ابي طالب رضي الله عنه فقال ما يقول هؤلاء انكم تقولون في عيسى فتلا عليه جعفر سورة كاف ها يا عين صاد فلما فرغ اخذ النجاشي عودا من الارض فقال ما زاد هذا على ما في التوراة ولا هذا العود. ثم قال اذهبوا فانتم سيوم بارض من سبكم غرم. وقال لعمرو وعبد الله والله لو اعطيتموني درا من ذهب يقول جبلا من ذهب ما سلمتهم اليكما ثم امر فردت عليهما هداياهما ورجعا مقبوحين بشر خيبة واسوأ فيها الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده رسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد ذكر هنا المؤلف رحمه والله تعالى الامام ابن كثير الهجرة الى الحبشة وتحت هذا الفصل ادمج رحمه الله تعالى في الذكر الهجرتين لان الهجرة الى الحبشة كانت مرتين هجرة اولى وهجرة ثانية وكانت الهجرة الاولى في شهر رجب من السنة الخامسة من مبعثه صلوات الله وسلامه عليه وسبب هذه الهجرة اشتداد اذى المشركين على المسلمين وازدياد نيلهم منهم واعتدائهم عليهم وايذاؤهم المتواصل بهم فاذن النبي عليه الصلاة والسلام لصحبه بالهجرة الى الحبشة واما هو صلى الله عليه وسلم فقد جعل الله له منعه بتوفيق الله سبحانه وتعالى ومنه ان جعل عمه ابا طالب مناصرا ومؤازرا له كما عرفنا ذلك وبقية الناس كانوا يتعرضون لهم بالاذى الشديد والنكال والعذاب فاذن عليه الصلاة والسلام لهم بالهجرة الى الحبشة تعيينا وقال لهم ان بها ملكا لا يظلم عنده احد اي انه معروف بالعدل مشهور به فعين عليه الصلاة والسلام لهم هذا البلد ليهاجروا اليه وهو بلد نصارى النجاشي وحاشيته واهل الحبشة في ذلك الوقت نصارى على دين النصرانية لكنه مع نصرانيته كان لا يظلم ولا يظلم عنده احد ولهذا اختار النبي عليه الصلاة والسلام للصحابة رضي الله عنهم ان يهاجروا الى هذا المكان تحديدا ان يذهبوا الى الحبشة وبينهم وبين الحبشة البحر فارشدهم الى الهجرة فهاجر بعض المسلمين الهجرة الاولى وكان عدد الرجال في الهجرة الاولى اثنا عشر رجلا واربع نسوة وكان منهم كما ذكر المصنف عثمان رضي الله عنه كان اول من هاجر هو وزوجه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر رحمه الله تعالى سبب هذه الهجرة فقال فلما اشتد البلاء اذن الله سبحانه لهم في الهجرة الى ارض الحبشة وهي في غرب مكة يعني تقع عن مكة الى جهة الغرب بين البلدين صحاري السودان والبحر الاخذ من اليمين الى القلزم. القزم البحر الاحمر والاصل القنزم بلد على ساحل البحر واطلق عليه بحر القلزم نسبة الى هذا البلد الذي على ساحله قال فكان اول من خرج فارا بدينه الى الحبشة عثمان بن عفان رضي الله عنه ومعه زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبهذا يكون رضي الله عنه اول مهاجر اول مهاجر في سبيل الله وهذه هجرة في سبيل الله يترك الانسان بيته ووطنه وبلده ومكان نشأته ومصالحه واعماله كل ذلكم يتركه لله وفرارا بدينه ومحافظة على دينه فكان اول من هاجر عثمان ومعه بنت النبي صلى الله عليه وسلم رظي الله عنها زوجه رظي الله عنه وارضاه وقد جاء في هذا حديث يرفع الى النبي عليه الصلاة والسلام واسناده غير ثابت رواه الطبراني في معجمه من حديث انس ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ان عثمان لاول من هاجر الى الله باهله بعد لوط عليه السلام لكن الحديث غير ثابت. اما هجرة عثمان رضي الله عنه. في اول من هاجر الى الحبشة فهو ثابت. وهاجر ومعه اهله زوجه رقية بنت رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وكان كذلك ممن هاجر وممن طاله وناله الاذى ابو بكر الصديق رضي الله عنه رفيق رسول الله صلى الله عليه وسلم واول من اسلم من الرجال فابو بكر اذن له النبي عليه الصلاة والسلام بالهجرة الى الحبشة وفعلا خرج رضي الله عنه وارضاه مهاجرا بسبب الاذى الذي ناله من المشركين واذن له النبي عليه الصلاة والسلام في الهجرة ولما بلغ رضي الله عنه برك الغماد الى جهة اليمن وهي خمس مراحل عن مكة لما بلغ ذلك الموضع لقي رجلا يقال له ابن الدغنة وكان له شوكة وله منعة وكان سيد القارة فسأل ابا بكر رضي الله عنه عن سبب خروجه فذكر له اشتداد اذى المشركين عليه وانه خرج مهاجرا فارا بدينه فقال كيف يخرج مثلك من مكة وانت تعين الضعيف وتكرم الضيف واخذ يذكر له صفاته ثم رجع به الى مكة واعلن انه في جواره وقبل المشركون ذلك واشترطوا عليه الا يعلن صلاته وان يصلي داخل بيته وقبل ذلك فصار يصلي داخل بيته زعما منهم حتى لا يفتن الناس حتى لا يفتن الناس بقراءته وتلاوته للقرآن وصلاته ثمان ابا بكر رظي الله عنه فيما بعد صار يصلي في موضع اتخذه مسجدا في فناء بيته وكان يقرأ القرآن بصوت مسموع فكانوا يتسللون النساء والصغار الى قرب بيته يسمعون تلاوته الجميلة لكلام الله سبحانه وتعالى. فخاف الناس مرة ثانية خاف المشركون على ابنائهم ان يتأثروا بتلاوة ابي بكر للقرآن وهم يدركون ان القرآن له تأثير عجيب لمن يسمعه تأثير عجيب للغاية لمن يسمع فكانوا يخافون من ان يسمع ابناؤهم او نسائهم القرآن لانه يؤثر جدا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون فكانوا يتواصون على عدم سماع القرآن ويحذرون صغارهم ونساءهم من سماع القرآن فلما فعل ذلك ابو بكر رضي الله عنه اشتكى المشركون الى ابن الدغنة الذي اجار ابي بكر رضي الله عنه وحضر اليه وذكر له شكوى المشركين منه فقال اما ان تترك هذا او ان ترد علي جواري. قال لا ارد عليك جوارك وانا في جوار الله عز وجل والذين هاجروا الهجرة الاولى كما عرفنا اثنا عشر رجلا وثمان نسوة منهم وفي مقدمهم عثمان بن عفان رضي الله عنه قال وتبعه الناس من المهاجرات الاول ليلى بنت ابي حتمة زوج عامر ابن ربيعة جاء في المعجم الكبير للطبراني قالت كان عمر ابن الخطاب من اشد الناس علينا في اسلامنا كان عمر ابن الخطاب من اشد الناس علينا في اسلامنا اشدهم علينا اي اذى في اسلامنا فلما تهيأنا للخروج الى ارض الحبشة جاءني عمر ابن الخطاب وانا على بعيري اريد ان اتوجه فقال اين يا ام عبد الله يعني الى اين هذا الذهاب فقالت اذيتمونا في ديننا فنذهب في ارض الله حيث لا نؤذى في عبادة الله قال صاحبكم الله قال صاحبكم الله كلمة جميلة جدا قال صاحبكم الله كان مؤذيا لهم لكن كأن هذا الكلام اثر فيه يعني يخرجون من مكة يؤذون في هذا البلد لا لشيء الا لانهم يعبدون الله ويطلبون بلدا فيه عبادة الله سبحانه وتعالى او يتمكنون فيه من عبادة الله بدون ان يطالهم او ينالهم اذى قال صاحبكم الله ثم ذهب اي عمر فجاءني زوجي عامر ابن ربيعة فاخبرته بما رأيت اخبرته بما رأيت حكت له قصتها مع عمر وقول عمر لها صاحبكم الله وهذه كلمة عجيبة من مثله في ذلك الوقت مع الاذى الذي كان ينالهم منه فقال ترجين ان يسلم؟ قال لها زوجها عامر ابن ربيعة ترجين ان يسلم يعني تأملين ان يسلم فقلت نعم قلت نعم يعني انا اؤمل وارجو بمثل هذا اللين الذي حصل منه ان يسلم فقال والله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب والله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب قال ذلك لما رآه من عمر من شدة اذى ولكن الهداية بيد رب العالمين الانسان لا يقنط قد يكون الانسان من اشد الناس عداوة لدين الله ويكرمه الله سبحانه وتعالى بالهداية ويشرح صدره للاسلام مع انه قبل ذلك عدو لدود لدينا له والى تاريخنا هذا يعني هناك اناس عرفوا بعداوة شديدة للاسلام ثم من الله سبحانه وتعالى عليهم بالهداية فتحولوا الى احسن حال وهذا ايضا يستفاد منه ان الدعوة الاسلامية مبذولة للجميع حتى من يعادي الاسلام ويحارب المسلمين الدعوة مبذولة له مبذولة للجميع ودين الله سبحانه وتعالى يسع كل احد فقال والله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب لماذا؟ لانه من شدة الاذى الذي رآه من عمر قال مثل هذه الكلمة لكن الله سبحانه وتعالى شرح صدر عمر بعد هذا هذه الحادثة ولعل هذه بدايات ومفاتيح للدخول في الهداية ثم شرح الله سبحانه وتعالى صدره للاسلام واعلنها مدوية في مكة ولعلها تأتي معنا قصة اسلامه رظي الله عنه العجيبة قال وقيل بل اول من هاجر الى ارض الحبشة ابو حاطب ابن عمر ابن عبد شمس ابن ود ابن نصر ابن مالك هائلة هنا انهى ما يتعلق الهجرة الاولى وعدد من هاجروا كما عرفنا اثنى عشر رجلا واربع نسوة وكانوا خرجوا من مكة متسللين دون ان يشعر بهم الناس خرجوا متسللين منهم الماشي ومنهم الراكب حتى وصلوا الى ساحل البحر وساعة وصولهم ساحل البحر كانت هناك سفينة لبعض التجار اقلتهم بنصف دينار الى الحبشة وخرجت قريش في طلبهم عند علمها بخروجهم خرجوا في طلبهم فلما وصلوا ساحل البحر لم يدركوهم لان الله هيأ لهم تلك السفينة ساعة وصولهم فركبوا وهاجروا الى الحبشة ثم وهم في الحبشة في هذه الهجرة الاولى حصل في مكة قصة تسببت في رجوع هؤلاء المهاجرين من الحبشة الى مكة الى الوطن الى ارضهم الى بلدهم الى اهلهم الى قرابتهم وهي ان النبي عليه الصلاة والسلام كان عند الكعبة ويقرأ سورة النجم والحديث في صحيح البخاري فلما بلغ السجدة سجد من حوله سجد من حوله وقد يكون سجودهم تأثرا في ذلك الوقت سماع تلك الايات فلما سجد والسجدة هي في اخر السورة في اخر اية في السورة فسجد وسجد من حوله الا رجل واحد رآهم سجود واستكبر ان يسجد فاخذ ترابا من الارض ورفعه على جبهته وقال انا تكفيني هذه. لم يسجد وانما اخذ ترابا من الارض ووضع عند عند جبهته وقال انا تكفيني هذه تعالما الناس واشيع اشاعة كاذبة وربما ايضا انها مغرظة ان اهل مكة اسلموا ووافقوا النبي عليه الصلاة والسلام على دينه وسرب هذا الخبر الى الناس في الحبشة ولما بلغهم فرحوا وليس لهم ما احب من مكة وبلدهم وقرابتهم فبلغهم ذلك فرجعوا فورا رجعوا فورا الى مكة ولما اقبلوا على مكة بلغهم ان الامر كما هو بل اشد وليس هناك فمنهم من دخل مكة واوذي ومنهم من رجع وفي هذه الاثناء حصلت الهجرة الثانية الى الحبشة قال ابن كثير ثم خرج جعفر وهذه الهجرة الثانية خرج جعفر ابن ابي طالب وجماعات رضي الله عنهم وارضاهم فكانوا نيفا وثمانين رجلا ولم يذكر النساء وكان عدد النساء ثمانية عشرة امرأة فكان عدد الرجال نيفا وثمانين اي اكثر من ثمانين واحد او اثنين او ثلاثة وثمانين رجلا وعدد النساء ثماني عشرة امرأة قال وقد ذكر محمد ابن اسحاق في جملة من هاجر الى ارض الحبشة ابا موسى الاشعري ابا موسى الاشعري لان ابا اسحاق سرد اسماء الذين هاجروا في كتابه آآ السيرة المعروفة السيرة النبوية سرد اسماء الذين هاجروا الى الحبشة وذكر منهم ابا موسى الاشعري عبد الله ابن قيس رضي الله عنه قال ابن كثير منتقدا ابن اسحاق قال وما ادري ما حمله على هذا وما ادري ما حمله على هذا. يعني ما الذي حمل بن اسحاق ان يعد ابا موسى الاشعري من الذين هاجروا من مكة الى الحبشة قال لا ادري ما الذي حمله على هذا فان هذا امر ظاهر لا يخفى على من هو دونه في هذا الشأن وقد انكر ذلك عليه الواقدي وغيره من اهل المغازي والواقدي من المؤرخين القدامى ومعروف في التاريخ ولكنه متهم في رواية الحديث بل ان الذهبي رحمه الله تعالى في كتابه الميزان قال استقر الاجماع على وهن الواقد. استقر الاجماع على وهن الواقد على ضعفه وعدم الاحتجاج بما يرويه وقالوا ان ابا موسى انما هاجر من اليمن الى الحبشة هاجرا من اليمن موطنه الى الحبشة ليست هجرته كما ذكر ابن اسحاق من مكة الى الحبشة وانما من اليمن الى الحبشة الى عند جعفر لانه لقي يعني جعفر في الحبشة وبقي معهم هناك كما جاء ذلك مصرحا به في الصحيح من روايته اي مو ابي موسى رضي الله عنه وقوله في الصحيح اي البخاري ومسلم والحديث في الصحيحين الحديث الذي يشير اليه ابن كثير رحمه الله في الصحيحين صحيحي البخاري ومسلم لكن روى ابن ابي شيبة في المصنف والبيهقي في دلائل النبوة وصحح اسناده عن ابي موسى الاشعري رضي الله عنه قال امرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان ننطلق مع جعفر ابن ابي طالب الى ارض الحبشة ثم ذكر الحديث وقال الحافظ ابن حجر فيفتح الباري روى احمد باسناد حسن عن ابن مسعود رضي الله عنه قال بعثنا النبي صلى الله عليه وسلم الى النجاشي نحن نحوا من ثمانين رجلا وذكر منهم ابا موسى الاشعري وذكر منهم ابا موسى الاشعري ثم ذكر الحافظ الاشكال ذكر الحافظ الاشكال ووجه الجمع بينه وبين ما جاء في الصحيحين صحيحي البخاري ومسلم ويمكن مطالعة ذلك في فتح الباري لابن حجر في المجلد الحادي عشر صفحة مئة وتسعة وثمانين. ينظر جمع ابن حجر رحمه الله بين الرواية التي في الصحيحين. وهذه الروايات التي تفيد ان ابا موسى هاجر مع من هاجر من مكة الى الحبشة. قال فانحاز المهاجرون الى مملكة اصحمة النجاشي الى مملكة اصحمة ويقال مصحمة وهي كلمة اه حبشية قيل معناها عطية عطية تعني معنى العطاء والسخاء والكرم قال وهذا اسمه اسمه اصحمة والنجاشي هذه تعدل كلمة ملك وتعدل ايضا كلمة قيصر عند الروم وهرقل عند الفرس فهي تعني ملك النجاشي تعني ملك يعني من كان في اه في ملكا او واليا على او حاكما على البلد يقال له النجاشي على كل ملك تطلق لقب على كل ملك واما اسمه اصحمة. وقيل ان معنى اصحمة اي عطية فانحاز المهاجرون الى مملكة اصحمة النجاشي فاواهم واكرمهم وكان له من اسمه نصيب اسمه اصحى ما بمعنى عطية يعني صاحب كرم وعطاء فاكرمهم واواهم فكانوا عنده امنين فكانوا عنده امنين ومر معنا قريبا ان النبي عليه الصلاة والسلام قال ان بها ملكا لا يظلم عنده احد وتحقق فعلا هذا الذي اخبر عنه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام فعاش الصحابة رضي الله عنهم اه عنده امنين ثمان هذا الامر لا شك انه يؤذي كفار قريش اذى شديدا لان الحبشة ليست ببعيدة عن مكة وليس بينها وبين مكة مسافة طويلة الا البحر ومسافة قصيرة من البر فليست ببعيدة فخاف المشركون ان يكون لهؤلاء قوة وشوكة ومكانة يحصل لهم منها ضرر فيما بعد فبدأوا يحتالون في طريقة يعيدون فيها هؤلاء المهاجرين الى مكة ليعودوا الى التعذيب والنكال والاذى في محاولات لفتنهم وردهم عن دينهم فاختطوا لهم خطة بان يرسلوا الى النجاشي بالتحف والهدايا تقدم له وتقدم للبطارقة الذين حوله ثم يطلب منه ان يأمر باعادة هؤلاء الى بلدهم هم اوفدوا اثنين من المشركين للقيام بهذه المهمة قال فلما علمت قريش بذلك بعثت في اثرهم عبدالله ابن ابي ربيعة وعمرو بن العاص وعمرو بن العاص بهدايا وتحف من بلاد من النجاشي وعمر كان معروف بالدهاء كان معروف بالدهاء من دهاة العرب معروف دهائه ولهذا اختاروه مع عبد الله بن ابي ربيعة ومعهم الهدايا والتحف من بلادهم الى النجاشي ليردهم عليهم وايضا اوصوه ان يذهبوا اولا الى من حول النجاشي من البطارقة فيقدم لهم الهدايا ثم يخبروهم بما جاءوا لاجله ويقولون لهم اننا سنطلب من النجاشي ان يعيدهم دون ان يستفصل معهم او ان يستدعيهم فيعرف ما هي عقائدهم وما وماذا ينتحلون؟ سنطلب من ان يعيدهم رأسا فايدونا على ذلك توافق هؤلاء وقالوا ابدا عند النجاشي نؤيدكم فجاء عمرو بن العاص وعبد الله بن ابي ربيعة الى النجاشي وقدم له التحف والهدايا وقبلها منه ثم عرظ عليه حاجته فقال البطارقة الذين حوله نعم يعني سلمهم ويعودون واهلهم ادرى بهم وهم يحملون دينا لسنا عليه وليس ايظا اهلهم عليه جاءوا بدين جديد فلا يحتاج ان يبقوا عندنا يعودون الى اهلهم اهلهم ادرى بهم فابى الا ان يحضرهم وان يستمع الى ماذا عندهم؟ وما هي العقائد التي يعتقدون والدين الذي يدينون به وفي ضوء ذلك ينظر قال هؤلاء في جواري ولا يمكن ان اتخلى عن الجوار حتى انظر اذا كان الذي عندهم فعلا باطل يمكن ان نأمر بخروجه فطلب ان يحظروا ان ان يحضروا عنده وهذا ما لا يريده عمرو ابن العاص ولا يريد ايضا كفار قريش فابى ذلك عليهم وتشفعوا اليه بالقواد من جنده فلم يجبهم الى ما طلبوا فوشوا اليه ان هؤلاء يقولون في عيسى قولا عظيما يقولون انه عبد قال يقولون لما ما استجاب لما لم يستجب النجاشي لهم في طلبهم قال انت ما تعرف ما ماذا يقول هؤلاء؟ هؤلاء يقولون في عيسى قولا عظيما. يقولون انه عبد من عباد الله لا يقولون مثلكم انه ابن الله فطلبهم مرة ثانية فاحضر المسلمون الى مجلسه وزعيمهم جعفر ابن ابي طالب عم النبي صلوات الله وسلامه عليه ورضي الله عن جعفر فقال ما يقول هؤلاء؟ انكم تقولون في عيسى ما الذي تقولونه في عيسى والصحابة لما استدعوا المرة الثانية من قبل النجاشي في هذه القضية تحديدا تشاوروا ماذا يقولون ماذا يقولون؟ فقالوا ابدا لا يعني لا نقول الا ما ندين الله به وما عرفناه من ديننا في عيسى لا نزيد على ذلك فتلا عليه جعفر سورة كافة يا عين صاد فلما فرغ جاء في الرواية انه قال آآ نقول انه عبد الله ورسوله وكلمة القاها الى مريم العذراء هذا الذي نقوله في عيسى فلما فرغ جعفر من كلامه اخذ النجاشي عودا من الارض فقال ما زاد هذا على ما في التوراة ولا هذا العود ما زاد على ما في التوراة ما زاد عليها ولا مثل هذا العود يعني مطابق لما جاء في التوراة فقال ما زاد هذا على ما في التوراة ولا هذا العود ثم قال اذهبوا فانتم سيوم بارظي سيوم كلمة حبشية بمعنى انتم امنون في ارضي لا احد يعتدي عليكم ولا احد ينالكم باي اذى من سبكم غرم او غرم من سبكم فضلا عن ان يؤذيكم او ان يعتدي عليكم من سبكم من تعرظ لكم بسب نغرمه وقال لعمرو وعبد الله والله لو اعطيتموني لانهم جاءوا بتحف وهدايا قال والله لو اعطيتموني درا من ذهب يعني جبل من ذهب هم جاءوا معهم بجلود كانت النجاشي يعجبه الجلود الاديم الذي من مكة فقال لو اعطيتوني درا من ذهب ما هو جلود واشياء اخرى؟ لا دبر يعني جبل كامل كله ذهب ما سلمتهم اليكما ثم امر فردت عليهم هداياهما ورجعا مقبوحين بشر خيبة واسوأها بشر خيبة واسوأها وسبحان الله وهذا يأتي معنا لعله لاحقا عمرو ابن العاص رضي الله عنه اسلامه كان على يد النجاشي اسلامه كان على يد النجاشي لانه بعد الاحزاب بعد معركة الاحزاب تكلم مع بعض قومه وقال ان امر هذا النبي بدأ يظهر وبدأ يكون له تمكن فما رأيكم لو نهاجر الى انحبس عند النجاشي ونبقى هناك فان ظهر عليه قومنا رجعنا اليهم وان ظهر ننظر امرنا هناك فذهب والتقى عمرو بالنجاشي فنصحه النجاشي في الاسلام وجاء في بعض الروايات قال تبايعني على ان تسلم فبايعه على الاسلام وكان يعني حتى قيل في ترجمة عمرو بن العاص ان اسلامه اول ما كان على يد النجاشي وهو الان يذهب متصدرا قريش لاعادة هؤلاء الضعفاء الذين عنده الى مكة ويحتال ويمكر حتى يعودوا الى مكة ليعذبوا ويشاء رب العالمين ان يسلم ويشاء رب العالمين ان يسلم عدو وعداوته شديدة للاسلام ومكره شديد بالمسلمين ويحتال ويدخل معارك ضد المسلمين ثم يشاء الله سبحانه وتعالى له ان يسلم ان يعظم اثره ايضا في نصرة الاسلام ومؤازرة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام قصة مجيء عمرو بن العاص الى النجاشي والحديث الذي دار بينهم هذه رواها الامام احمد رحمه الله تعالى في مسنده باسناد جيد وهي مليئة بالعبر والفوائد والعظات فنستمع الي الى الرواية كاملة اه من مسند الامام احمد رحمه الله تعالى نعم حديث الهجرة الى الحبشة بطوله روى الامام احمد في المسند حديث رقم الف سبع مئة واربعين باسناد حسن عن ام سلمة ابن ابي امية ابن المغيرة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم انها قالت لما نزلنا ارض الحبشة جاورنا بها خير جار النجاشي امنا على ديننا وعبدنا الله لا نؤذى ولا نسمع شيئا نكرهه فلما بلغ ذلك قريشا ائتمروا ان يبعثوا الى النجاشي فينا رجلين جلدين وان يهدوا للنجاشي هدايا مما يستطرف من متاع مكة وكان من اعجب ما يأتيه منها اليها الادم فجمعوا له ادما كثيرا ولم يتركوا من من بطارقته بطريقا الا اهدوا له هدية ثم بعثوا بذلك مع عبد الله بن ابي ربيعة بن المغيرة المخزومي وعمرو بن العاص بن وائل السهمي وامروه ما امرهم وقالوا لهما ادفعوا الى كل بطريق هديته. قبل ان تكلموا النجاشي فيهم. ثم قدموا للنجاشي هداياه ثم سلوه ان يسلمهم اليكم قبل ان يكلمهم قالت فخرج فقدما على النجاشي ونحن عنده بخير دار. وعند وعند خير جار. فلم يبق من بطارقته طريق الا دفع اليه هديته قبل ان يكلم النجاشي ثم قال لكل بطريق منهم انه قد صبا الى بلد الملك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينكم وجاؤوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا انتم وقد بعثنا الى الملك فيهم اشراف قومهم لنردهم اليهم. فاذا كلمنا الملك فيهم فتشيروا عليه بان الينا ولا يكلمهم فان قومهم اعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم. فقالوا لهما نعم ثم انهما قربا هداياهم الى النجاشي فقبلها منهما. ثم كلماه فقالا له ايها الملك انه قد صبى الى بلدك منا غلمان سفهاء فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك. وجاءوا بدين مبتدع لا نعرفه نحن ولا انت. وقد بعثنا اليك فيهم قومهم من ابائهم واعمامهم وعشائرهم لتردهم اليهم فهم اعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم واعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيهم. قالت ولم يكن شيء ابغض الى عبد الله ابن ابي ربيعة وعمرو ابن العاص من ان يسمع النجاشي كلامهم فقالت بطارقته حوله صدقوا ايها الملك قومهم اعلى بهم عينا واعلم بما عابوا عليهم فاسلمهم فليرداهم الى بلادهم وقومهم. قالت فغضب النجاشي ثم قال لاها الله ايم الله اذا لا اسلمهم اليهما ولا اكاد قوما جاوروني ولا اكاد قوما جاوروني ونزلوا بلادي واختاروني على من سواي حتى ادعوهم فاسألهم ماذا يقول هذان في امرهم فان كانوا كما يقولان اسلمتهم اليهما ورددتهم الى قومهم وان كانوا على غير ذلك منعتهم منهما واحسن جوارهم ما جاوروني. قالت ثم ارسل الى اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاهم فلما جاءهم رسوله اجتمعوا ثم قال بعضهم لبعض اتقولون للرجل اذا جئتموه؟ قالوا نقول والله ما علمنا وامرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم. كائن في ذلك ما هو كائن فلما جاءوه وقد دعا النجاشي اساقفته فنشروا مصاحفهم حوله سألهم فقال ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا في ديني ولا في دين احد من هذه الامم قالت فكان الذي كلمه جعفر ابن ابي طالب فقال له ايها الملك كنا قوما اهل جاهلية نعبد الاصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الارحام ونسيء الجوار يأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله الينا رسولا منا نعرف نسبه وصدقه وامانته وعفافه فدعانا الى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن واباؤنا من دونه من الحجارة والاوثان وامرنا بصدق الحديث واداء الامانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش وقول الزور واكل مال اليتيم وقذف المحصنة. وامرنا ان نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا امرنا بالصلاة والزكاة والصيام. قال فعدد عليه امور الاسلام فصدقناه وامنا به واتبعناه على ما جاء به. فعبدنا الله وحده فلم نشرك به شيئا وحرمنا ما حرم واحللنا ما احل لنا فعدا علينا قومنا فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا الى عبادة الاوثان من الله وان نستحل ما كنا نستحل من الخبائث. فلما قهرونا وظلمونا وشقوا علينا وحالوا بيننا وبين ديننا. خرجنا الى بلدك واخترناك على من سواك ورغبنا في جوارك ورجونا الا نظلم عندك ايها الملك قالت فقال له النجاشي هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ قالت فقال له جعفر نعم فقال له النجاشي فاقرأه علي. فقرأ عليه صدرا من كاف ها يا عين صاد. قالت فبكى والله النجاشي حتى اخذل وبكت اساقفته حتى اخذلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم. ثم قال النجاشي ان هذا والله والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة انطلقا فوالله لا اسلمهم اليكم ابدا ولا اكاد. قالت ام سلمة فلما خرجا من عنده قال عمرو بن العاص والله لانبئنهم غدا عيبهم عندهم ثم استأصل به خضراءهم. قالت فقال له عبد الله ابن ابي ربيعة انا اتقى الرجلين فينا لا تفعل فان لهم ارحاما وان كانوا قد خالفونا قال والله لاخبرنه انهم يزعمون ان عيسى ابن مريم عبد قال ثم غدا عليه الغد فقال له ايها الملك انهم يقولون في عيسى ابن مريم قولا عظيما فارسل اليهم فاسألهم عما يقولون فيه قالت فارسل اليهم يسألهم عنه قالت ولم ينزل بنا مثله فاجتمع القوم. فقال بعضهم لبعض ماذا تقولون في عيسى اذا سألكم عنه؟ قالوا نقول والله فيه ما قال الله وما جاء به نبينا كائنا في ذلك ما هو كائن. فلما دخلوا عليه قال لهم ما تقولون في عيسى ابن مريم فقال له جعفر ابن ابي طالب نقول فيه الذي جاء به نبينا هو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته الى مريم العذراء البتول قالت فضرب النجاشي يده الى الارض فاخذ منها عودا ثم قال ما عدا عيسى ابن مريم ما قلت هذا العود فتناخرت بطارقه حوله حين قال ما قال فقال وان نخرتم والله اذهبوا فانتم شيوم بارضي والسيوم الامنون من سبكم غرم ثم من سبكم غرم فما احب ان لي درا ذهبا واني اذيت رجلا منكم والدبر بلسان حبشت الجبل ردوا عليهما هداياهما. فلا حاجة لنا بها. فوالله ما اخذ الله مني الرشوة حين رد علي ملكي فاخذ الرشوة فيه وما اطاع الناس في فاطيعهم فيه. قالت فخرجا من عنده مقبوحين مردودا عليهما ما جاء به واقمنا عنده بخير دار مع خير جار. هذه قصة الصحابة رضي الله عنهم في مهاجرهم في الحبشة عند النجاشي لما بعث عمرو بن العاص وعبدالله بن ابي ربيعة للمحاولة مع النجاشي في اعادة هؤلاء الى مكة ولكنها محاولة باءت بالفشل وبقوا عند النجاشي في خير جوار والى هنا ينتهي الحديث فيما يتعلق بالهجرة الى الحبشة الهجرتين الاولى والثانية وبهذا القدر نكتفي هذا اليوم والله تعالى اعلم وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد واله وصحبه اجمعين