بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد يقول الحافظ وابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه الفصول في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فصل وكان مما صنع الله لانصاره من الاوس والخزرج انهم كانوا يسمعون من حلفائهم من يهود المدينة ان نبيا مبعوثا في هذا الزمن ويتوعدونهم به اذا حاربوهم ويقولون انا سنقتلكم معه قتل عاد وارم وكان الانصار يحجون البيت كما كانت العرب تحجه واما اليهود فلا فلما رأى الانصار رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس الى الله تعالى ورأوا امارات الصدق عليه قالوا هذا والله الذي توعدكم يهود به فلا يسبقنكم اليه الحمد لله رب العالمين واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى اله واصحابه اجمعين اما بعد هذا الفصل ويليه فصول ذكرها الامام ابن كثير رحمه الله تعالى تتعلق هجرة النبي عليه الصلاة والسلام للمدينة والبدايات التي كانت بين يدي هذه الهجرة من اتيان اناس من المدينة وموافقتهم على مناصرة الرسول عليه الصلاة والسلام ومؤازرته صلوات الله وسلامه عليه وقد مر معنا انه صلوات الله وسلامه عليه كان يعرض نفسه على الوفود في المواسم ويقول صلوات الله وسلامه عليه من ينصرني حتى ابلغ رسالة ربي فكان يعرض نفسه صلى الله عليه وسلم على الوفود حتى اكرم الله سبحانه وتعالى الاوس والخزرج في مدينة النبي عليه الصلاة والسلام بالموافقة على ذلك ومبايعة النبي صلى الله عليه وسلم بمؤازرته ومناصرته صلوات الله وسلامه عليه مما ترتب على ذلك فيما بعد كما سيأتي معنا هجرته عليه الصلاة والسلام الى المدينة وبقاؤه فيها الى ان توفي فيها صلوات الله وسلامه عليه فكانت مهاجرة النبي عليه الصلاة والسلام ومنطلق الدعوة ومأرز الايمان كما صح بذلكم الحديث عن رسول الله صلوات الله وسلامه عليه قال ابن كثير رحمه الله فصل وكان مما صنع الله لانصاره وكان مما صنع الله لانصاره من الاوس والخزرج لانصاره اي الرسول صلوات الله وسلامه عليه وهذا الاسم لم يكن اسما للانصار في الجاهلية قبل الاسلام وقبل اللقاء بالرسول عليه الصلاة والسلام وانما هو اسم اكتسبوه ومن الله سبحانه وتعالى عليهم به بل سماهم الله تعالى به في القرآن في مواضع كثيرة بعد ان ناصروا النبي عليه الصلاة والسلام وازروه صلى الله عليه وسلم والانصار جمع ناصر مثل الاشهاد جمع شاهد من النصرة وهي المؤازرة والمعاونة والمعاضدة وهو ما قام به الانصار حيث انهم نصروا الرسول عليه الصلاة والسلام ونصروا الدين الذي جاء به صلى الله عليه وسلم فسماهم الله تبارك وتعالى بهذا الاسم المبارك في مواضع عديدة من كتابه جل وعلا وقد جاء في صحيح البخاري عن غيلان ابن جرير قال قلت لانس ابن مالك رضي الله عنه ارأيت اسم الانصار ارأيت اسم الانصار كنتم تسمون به ام سماكم الله تبارك وتعالى به؟ كنتم تسمون به يعني في الجاهلية قبل الاسلام ام سماكم الله تبارك وتعالى به؟ فقال رضي الله عنه بل سمانا الله عز وجل به. بل سمانا الله عز وجل به فهذا اسم اكتسبه الاوس والخزرج بعد ان اكرمهم الله سبحانه وتعالى ومن عليهم بمناصرة ومؤازرة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام قول المؤلف رحمه الله من الاوس والخزرج من الاوس والخزرج قبيلتان الاوس والخزرج قبيلتان والاوس اسم رجل والخزرج اخوه فهما اخوان الاوس والخزرج اخوان اه عرف بكل منهما قبيلة تنسب الى كل منهما فهناك قبيلة يقال لها قبيلة الاوس نسبة لاحد هذين الاخوين وقبيلة اخرى يقال لها الخزرج نسبة لهذا الاخ الاخر والاوس والخزرج هذان الاخوان هما ابنة حارثة ابن ثعلبة من بني قحطان. من بني قحطان وامهما ام الاوس و الخزرج يقال لها قيلة بنت عمرو. ولهذا يقال للاوس والخزرج في بعض المصادر بنو قيلة بنو قيلة نسبة لامهما قيله بنتي عمرو يقال بنو قيل ويأتي ذكرهما في اه اه في في كتب السير وكتب الاخبار بهذا اللقب يقال بنو قيلة اي الاوس والخزرج نسبة امهما والاوس هذه كلمة عربية معناها الاعطاء معناها الاعطاء وايضا من معانيها التعويض او العوظ والخزرج ايضا كلمة عربية ومعناها الريح الباردة. ومعناها الريح الباردة قال من الاوصي والخزرج انهم كانوا يسمعون من حلفائهم من يهود المدينة لانه كان مع الاوس والخزرج في المدينة يهود واليهود كما هو معلوم اهل الكتاب ينتسبون الى التوراة الكتاب الذي انزل الى موسى عليه السلام مع انهم حرفوا وبدلوا وغيروا والخزرج لم يكونوا اهل كتاب وانما كانوا مشركين مثل كفار قريش كانوا مشركين يعبدون الاصنام والاوثان مثل كفار قريش وكانوا يشتركون مع كفار قريش في اعمال كثيرة منها ما اشار اليه الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى انهم البيت لكن القبائل التي كانت تحج البيت سواء ممن هم من سكان مكة او من الافاقيين الذين يقدمون على مكة من الانحاء كانوا يحجون مهلين بالشرك بالله والتنديد ولكل قبيلة من من القبائل تهليل تلبية خاصة كل قبيلة من القبائل لها تلبية خاصة لكنهم يتفقون على الشرك وكل قبيلة في تهليلها تنص على معبودها او الصنم الذي اتخذته من دون الله فيقدمون على مكة يلبون بالشرك بالله ويقول قائلهم في تلبيته لبيك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك يقصدون معبوداتهم التي كانوا يعبدونها من دون الله سبحانه وتعالى حتى اكرم الله آآ الناس فجاء الله بالاسلام على يد محمد عليه الصلاة والسلام فابطل الشرك والتنديد واهل عليه الصلاة والسلام والمسلمون من بعده بالاخلاص والتوحيد لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك. وهي كلمات اخلاص وتوحيد لله تبارك وتعالى قال انهم اي الاوس والخزرج كانوا يسمعون من حلفائهم من يهود المدينة ان نبيا مبعوثا في هذا الزمان وهذا يقوله اليهود مما يجدونه في التوراة من مبشرات بالنبي عليه الصلاة والسلام ذكرا له صلوات الله وسلامه عليه فكانوا يذكرون للاوس والخزرج ان نبيا شارف بعث في هذا الزمان وقرب بعثه فكانوا يذكرون ذلك للاوس والخزرج وكانت بينهم اه عداوات كانت اليهود يقولون لهم ان نبيا سيبعث ويتوعدون الاوس والخزرج اذا بعث انهم يحاربونهم مع هذا النبي. انهم يحاربونهم مع هذا النبي ويتوعدونهم به اذا حاربوهم اذا حاربوهم يتوعدونهم به يقولون هذا الزمان اظل مبعث نبي وسنقتلكم معه قتلى ارم وقتلى عاد قال ويقولون انا سنقتلكم يعني اليهود يقتلون الاوس والخزرج معه اي مع النبي اذا بعث قتل عاد وارم في رم ذات العماد التي جاء ذكرهم في القرآن الكريم والذين اهلكهم الله سبحانه وتعالى بالواد كان الانصار يحجون البيت كما كانت العرب تحجه كانوا يحجون البيت لكن حجهم للبيت بالشرك وليس بالتوحيد شأنهم شأن القبائل كلها في ذلك الوقت التي تقدم من الجهات المختلفة يهلون البيت قادمين اليه ملبين بالشرك بالله سبحانه وتعالى. قال واما اليهود فلا واما اليهود فلا اي لا يحجون بيت الله تبارك وتعالى ولا يرون حج بيته الحرام قال فلما رأى الانصار رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس الى الله تعالى ورأوا امارات الصدق عليه قالوا هذا والله الذي توعدكم يهود به فلا يسبقن فلا يسبقنكم او يسبقنكم اليه اي لا يكونون السابقين اه الى هذا النبي قبلكم فكونوا السابقين اليه قبل اليهود فكان ذلك باب خير لهم وتوفيق من الله سبحانه وتعالى فحصلت بدايات سيتحدث عنها ابن كثير رحمه الله وهذه البدايات هي عبارة عن اناس كانوا يقدمون المدينة فبعضهم سمع النبي عليه الصلاة والسلام والتقى به وسمع دعوته وتلا عليه النبي عليه الصلاة والسلام من القرآن فلم يرد ما جاء به عليه الصلاة والسلام واستحسن كلامه واستجوده لكنه لم يعلن القبول لم يعلن القبول ثم بعد ذلك ايضا جاء اخرون وسمعوا بدعوة النبي عليه الصلاة والسلام فقبلوا الدعوة ورجعوا الى المدينة دعاة وبدأ الاسلام يدخل بيوت المدينة بيتا بيتا وبدأت الدعوة تنتشر ثم حصلت فيما بعد البيعة الاولى ثم حصلت البيعة الثانية ثم من بعد ذلك حصلت الهجرة المباركة هجرة النبي عليه الصلاة والسلام الى المدينة مما سيأتي تفاصيل ذلك اه باختصار عند ابن كثير رحمه الله تعالى نعم حديث سويد بن الصامت وكان سويد بن الصامت اخو بني عمرو بن عوف من الاوس قد قدم مكة فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يبعد ولم يجب ثم انصرف الى المدينة فقتل في بعض حروبهم وكان سويد هذا ابنة خالة عبدالمطلب بدأ ابن كثير رحمه الله يذكر بعض البدايات فذكر اولا يعني بعض البدايات التي حصلت آآ من الوفود الذين قدموا الى مكة وعرض عليهم النبي عليه الصلاة والسلام الدعوة فلم يعارضوه بالتكذيب وانما استحسنوا كلامه واستجودوه ولم يعلنوا قبولا ولم يعلنوا ايضا ممانعة وتكذيبا فذكر منهم سويد بن الصامت ذكر منهم سويد بن الصامت قال وكان سويد ابن الصامت اخو بني عمر ابن عوف من من قبيلة الاوس من سكان المدينة قدم مكة فدعاه الرسول عليه الصلاة والسلام. والنبي عليه الصلاة والسلام ماضي على طريقته يتلقى الوفود. كل ما سمع احد قدم الى مكة ذهب اليه وعرض عليه الصلاة والسلام عليه آآ دعوته فلما عرظ على النبي عليه الصلاة والسلام لما عرظ عليه النبي عليه الصلاة والسلام دعوته كان ايضا هو في حديثه مع النبي عليه الصلاة والسلام ذكر له بعض الحكم ذكر سويد بن الصامت للنبي عليه الصلاة والسلام بعض الحكم التي يحفظها مما ينسب الى لقمان الحكيم مما ينسى بلا لقمان الحكيم كلمات اه من من الحكم كان يحفظها سويد فذكرها للنبي عليه الصلاة والسلام واستمع النبي صلى الله عليه وسلم لتلك الحكم التي يذكرها سويد ثم قال له عليه الصلاة والسلام ان هذا القول حسن ان هذا القول حسن وعندي لك احسن منه وعندي لك احسن منه فبدأ عليه الصلاة والسلام يعرض عليه الاسلام ويتلو صلوات الله وسلامه عليه من القرآن. فقال سويد ابن الصامت للنبي عليه الصلاة السلام ان هذا القول حسن. ان هذا القول حسن. يعني هذا الامر الذي عرظه النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا القول الحسن. ولهذا ابن كثير يقول هنا فلم يبعد ولم يوجب فلم يبعد يعني لم يقل هذا كذب او هذا مثلا مثل ما كان الوفود يقولون للنبي عليه الصلاة والسلام ولما ولم ايظا يوجب لم يعلن الاستجابة للنبي صلى الله عليه وسلم ثم انصرف الى المدينة يعني انصرف على هذه الحال دون تكذيب ودون ايضا اعلان اجابة للنبي صلوات الله وسلامه عليه قال فقتل في بعض حروبهم قتل في بعض حروبهم اي الحروب التي كانت تنسب في المدينة بين الاوس والخزرج وبينهم وبين اليهود وكان سويد هذا ابن خالة عبدالمطلب الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في كتابه الاصابة في تمييز الصحابة وكما هو معلوم لدى طلبة العلم الحافظ قسم الكتاب الى اربعة اقسام فذكر في القسم الرابع من الاصابة اه السويد ابن الصامت هذا ذكره في القسم الرابع وقال ذكره ابن شاهين وقال يشك في اسلامه وقال يشك في اسلامه. قال الحافظ ابن حجر ذكره بعضهم معتمدا على ما روى ابن اسحاق عن عاصم ابن عمر عن اشياخ من قومه قالوا قدم سويد ابن الصامت معتمرا فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الاسلام فلم يبعد وقال ان هذا القول حسن ثم انصرف فقتل ثم انصرف فقتل فكان رجال من قومه يقولون ان لنراه مسلما انا لنراه او لنراه مسلما اي نظنه مسلما قال الحافظ ابن حجر فان صح ما قالوا فان صح ما قالوا لم يعذ في الصحابة فان صح ما قالوا لم يعد في الصحابة لانه لم يلقى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به لانه حين لقي النبي عليه الصلاة والسلام لم يعلن الاسلام والاستجابة والقبول لما جاء به النبي عليه الصلاة والسلام وانما اكتفى بقوله ان هذا القول لحسن. الخلاصة ان هذه من البدايات والمقدمات فيما يتعلق بامر المدينة وقبول اهلها لمناصرة النبي الكريم عليه الصلاة والسلام فهذه قصة سويد ابن الصامت ثم يتبعه ايظا بقصة اخرى نظيره ومقاربة لهذه القصة وهي قال رحمه الله تعالى اسلام اياس ابن اسلام اياس ابن معاذ وقصة ابي الحيسر ثم قدم مكة ابو الحيثر انس بن رافع في فتية من قومه من بني عبد الاشهل يطلبون الحلف فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الاسلام فقال اياس بن معاذ منهم وكان شابا حدثا يا قوم هذا والله خير مما جئنا له فضربه ابو الحيسر وانتهره فسكت ثم لم يتم لهم الحلف فانصرفوا الى بلادهم الى المدينة. فيقال ان اياس ابن معاذ مات مسلما ثم ذكر رحمه الله تعالى هنا قصة اسلام اياس ابن معاذ وقصة ابي الحيسر قال ثم قدم مكة ابو الحيسر ابو الحيسر هذا من الاوس والاوس والخزرج كان بينهم في المدينة مناوشات وهذا الكلام قبل المبعث بقرابة الخمس سنوات كان بينهم وايظا اه قبل ذلك كان بينهم مناوشات حتى قامت بينهم الحرب التي تعرف بيوم بعاث وبعاث منطقة قريبة اه او مكان قريب من اه المدينة فقامت مقتلة عظيمة بين الاوس والخزرج وهذا قبل قبل عفوا الهجرة قبل الهجرة وليس المبعث قبل الهجرة هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة بخمس في سنوات آآ قال ثم قدم مكة ابو الحيسر انس ابن رافع في فتية من قومه من قومه اي من الاوس من بني عبد الاشهل يطلبون الحلف يعني التحالف مع كفار قريش على قومهم من الخزرج وكان الخزرج اكثر عددا منهم. وكان الخزرج اكثر عددا منهم. فذهب ابو الحيصر ومعه فتية. من قومه منهم اياس بن معاذ الى قريش في مكة يطلبون منهم التحالف معهم ضد آآ الخزرج فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الاسلام على عادته صلوات الله وسلامه عليه في تلقي الوفود فلما سمع بمقدم هؤلاء الفتية عرظ عليهم صلوات الله وسلامه عليه الدعوة الى دين الله صلى الله عليه وسلم. وكان مما قال لهم عليه الصلاة والسلام هل لكم في خير مما جئتم به هل لكم في خير مما جئتم به اي من طلب التحالف مع المشركين ضد الخزرج؟ هل لكم في امر هو خير من هذا الذي جئتم لاجله فعرظ عليه الصلاة والسلام آآ عليهم آآ الدعوة فقال اياس بن معاذ وكان شابا حدثا وكان شابا حدثا اعجب كلام النبي عليه الصلاة والسلام ودعوته الى الاسلام وكان شابا حدثا فقال يا قوم هذا والله خير مما جئنا له هذا يا قوم الله خير مما جئنا له. هذه دعوة الى دين الله والتوحيد والاخلاص ونبذ الشرك اعجبته الدعوة التي يدعو اليها صلوات الله وسلامه وبركاته عليه فضربه ابو الحيسر ابو الحيسر هو كان القائم عليهم او المسؤول عنهم او المقدم فيهم فضربه ابو الحيسر وانتهره يقال انه اخذ حفنة من تراب وظربها في في وجه قياس ابن معاذ ونهره وزجر فسكت فسكت ثم لم يتم لهم الحلف الحلف الذي جاءوا لاجله او التحالف مع كفار قريش ضد الخزرج لم يتم يعني هذا الامر الذي جاءوا له لاجله لم يتم فانصرفوا الى بلادهم فانصرفوا الى بلادهم اي الى المدينة. فيقال ان ياس بن معاذ مات مسلما. يقال ان اياس بن معاذ مات مسلما لما رجعوا الى الا المدينة كانت على اثر الرجوع وقعت بعاث وهذا في السنة الخامسة آآ قبل هجرة النبي عليه الصلاة والسلام يعني قبل الهجرة بخمس سنوات وقعت بين الخزرج والاوس الوقعة المعروفة بوقعة بعاث نسبة الى بلد اه قريب من اه المدينة جدا وحصلت مقتلة عظيمة وقتل فيها كثير من اه رؤسائهم واعيانهم اه كبارهم جاء في صحيح البخاري عن ام المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله وهذي من التقديمات التي جاءت قبل الهجرة حتى يصلح امر المدينة ويتهيأ لمبعث النبي عليه الصلاة والسلام. كان فيها كبراء وزعماء واناس ربما يكون عندهم انفة من ان يكون النبي عليه الصلاة والسلام متوليا الامر وينضمون تحته يا يكونون تبعا له هذا امر ربما يكون عند كثير منهم من الصعوبة بمكان تقول عائشة كما في صحيح البخاري كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد افترق ملأهم اي الاوس والخزرج وجرحت آآ ونعم ملأهم وجرحت سرواتهم اي خيارهم ونعم وقتل سرواتهم اي خيارهم وجرحوا فقد اه فقدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم في دخولهم الاسلام في دخولهم الاسلام. يعني معركة او يوم فالذي حصل في هذه المقتلة وحصل فيهم من اثخن كثير منهم بالجراح وقتل سرواتهم اي خيارهم وكبارهم ومقدموهم فاصبحوا في في في مثل هذه الحال مهيئين لما جاء النبي عليه الصلاة والسلام ليكونوا منضوين جميعا اه تحته صلوات الله وسلامه عليه فتقول عائشة رضي الله عنها كان يوم بعاث يوما قدمه الله لرسوله صلى الله عليه وسلم فجاء للمدينة وهم على هذه الحال مدخنين بالجراح رؤساؤهم وكبارهم من الاوس والخزرج قتلوا او قتل كثير منهم في ذلك اليوم وكثير منهم مثخم الجراح فجاء النبي عليه الصلاة والسلام اه اه الى المدينة وهم على فهذه الحال. اه اياس بن معاذ رجع الى المدينة على اثر سماعه لدعوة النبي عليه الصلاة والسلام وقتل في ذلك اليوم يوم بعاث ويقال اه انه مات مسلما والحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى ترجمة لاياس ابن معاذ في القسم الاول من الاصابة وقال قال ابن السكن وابن حبان له صحبة وذكره البخاري من المهاجرين الاولين. ذكره نعم. ذكره البخاري في تاريخه الاوسط في من مات على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين الاولين والانصار ثم ذكر قصته مع ابي الحيسر عن ابن اسحاق عن محمود آآ ابن لبيد وتمامها فكانت وقعة معاث بين الاوس والخزرج ثم انه لم يلبث اياس بن معاذ ان هلك قال محمود ابن لبيد فاخبرني من حضر من قومه انهم لم يزالوا يسمعونه يهلل الله ويكبره ويحمده ويسبحه. قال ابن حجر رواه عن ابن اسحاق وهو من صحيح حديثه وهو من صحيح حديثه فالاقرب والله تعالى اعلم ان اياس بن معاذ بن معاذ مات على الاسلام لكن سويد ابن الصامت واياس بن معاذ سواء ثبت اسلامهما او لم يثبت لم ينقل لهما دعوة في المدينة لم ينقل لهما دعوة ونشاط دعوي في المدينة فان كان اسلم فهذا امر آآ اه كسبا من لقائهما للنبي عليه الصلاة والسلام لكن لم ينقل نشاط لهما في المدينة نشاط دعوي بخلاف اه من جاء بعدهم وهم الستة نفر من الخزرج الذين سيذكر قصتهم ابن كثير الان لما جاءوا ولقوا النبي عليه الصلاة والسلام وسمعوا دعوته واعلنوا القبول رجعوا الى المدينة دعاة الى الله ثم زاد آآ عدد المسلمين وفي العام القابل لما جاءوا الى مكة حصلت البيعة الاولى ثم حصلت البيعة الثانية مما سيأتي تفصيله عند ابن كثير مما ترتب عليه بدايات مثمرة وعظيمة في مدينة آآ النبي عليه الصلاة والسلام نعم قال رحمه الله تعالى فصل بيعة العقبة الاولى ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عند العقبة في الموسم ستة نفرا من الانصار كلهم من الخزرج وهم ابو امامة اسعد ابن زرارة ابن عدس وعوف ابن الحارث ابن رفاعة وهو ابن عفراء ورافع ابن مالك ابن العجلان وقطبة ابن عامر ابن حديدة وعقبة ابن عامر ابن النابي وجابر ابن عبد الله ابن رئاب فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الاسلام فاسلموا مبادرة الى الخير ثم رجعوا الى المدينة فدعوا الى الاسلام ففشل الاسلام فيها حتى لم تبقى دار الا وقد دخلها الاسلام فلما كان العام المقبل نعم قال رحمه الله تعالى فصل بيعة العقبة الاولى بيعة العقبة الاولى والعقبة نسبة الى العقبة التي تضاف الى الجمرة. يقال جمرة العقبة فكانت البيعة عندها كانت البيعة الاولى وكذلك البيعة الثانية عند العقبة التي تنسب الى الجمرة يقال جمرة العقبة يقال جمرة العقبة البيئة تنسب الى العقبة لانها تمت في المرة الاولى وفي المرة الثانية عند العقبة فيقال بيعة العقبة الاولى وبيعة العقبة الثانية قال رحمه الله ثم ان رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي عند العقبة في الموسم ستة نفر من الانصار كلهم هم من الخزرج ستة نفر من الانصار كلهم من الخزرج اه مر معنا اه سويد ابن الصامت وياس بن معاذ وهما من الاوس وهنا ستة نفر من الخزرج قدموا اه لمكة في موسم اه اه في في موسم الحج فلقيهم النبي عليه الصلاة والسلام آآ ودعاهم الى الاسلام ذكر ابن كثير اسماءهم وهم اسعد بن زرارة وعوف بن الحارث رافع بن مالك وقطبة بن عامر وعقبة بن عامر جابر بن عبد الله فهؤلاء الستة من آآ من الخزرج لقوا النبي عند العقبة فشرح لهم عليه الصلاة والسلام الاسلام ودعاهم اليه فاسلموا اسلموا اعلنوا للنبي عليه الصلاة والسلام اسلاما وقبولهم للدين واستجابوا فاسلموا مبادرة الى الخير وهذي من كرامة الله سبحانه وتعالى ومنه على هؤلاء النفر الستة وكانوا مفتاح خير لامر عظيم كان في المدينة. هؤلاء الستة كانوا مفتاح خير عظيم لامر رضي الله عنهم وارضاهم قال قال فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الى الاسلام فاسلموا مبادرة الى الخير ثم رجعوا الى المدينة فدعوا الى الاسلام فدعوا الى الاسلام هؤلاء الستة الاخيار رضي الله عنهم وارضاهم قبلوا الدعوة من النبي عليه الصلاة والسلام وجاؤوا الى المدينة دعاة فدعوا الى الاسلام ففشى الاسلام في المدينة. بدأ الاسلام يدخل على ايدي هؤلاء الستة في المدينة حتى لم تبقى دار الا وقد دخلها الاسلام حتى لم تبقى دار الا وقد دخلها الاسلام وهذا من البركة العظيمة والخير العظيم الذي ساقه الله سبحانه وتعالى على ايدي لهؤلاء النفر الستة رضي الله عنهم وارضاهم آآ ثم بعد ذلك ذكر العامل المقبل والبيعة التي حصلت بعض اهل العلم في كتب السير يعدون البيعات ثلاث يعدون البيعات ثلاث بيعات العقبة ثلاث بيعات هذه يعني لهؤلاء النفر اه الستة ثم البيعة الثانية التي يتحدث عنها ابن كثير بقوله فلما كان العام المقبل جاء منهم اثنى عشر رجلا والبيعة الثالثة الاتية عند ابن كثير اه بعنوان بيعة العقبة الثانية فبعض اهل العلم يعد البيعات ثلاث لكن هؤلاء النفر اه الستة لم ينقل انه تمت مبايعة وانما استجابوا للنبي عليه الصلاة والسلام وقبلوا الدعوة وذهبوا الى المدينة دعاة الى الله سبحانه وتعالى. فبعض اهل العلم يعتبر البيعات ثلاث الاولى هؤلاء الستة والثانية الاتية عند ابن كثير والثالثة الاتية عنده اه بقوله بيعة العقبة الثانية ومن اهل العلم وهو الاغلب والله اعلم في كتب السير يجعلون يجعلونها يجعلونها بيعتين بيعة اولى وبيعة ثانية نعم فلما كان العام المقبل جاء منهم اثنا عشر رجلا الستة الاول خلا جابر بن عبدالله بن رئاب ومعهم معاذ ابن الحارث ابن رفاعة اخو عوف المتقدم. وذكوان ابن عبد قيس ابن خلدة. وقد وقد اقام ذكوانها هذا بمكة حتى هاجر الى المدينة فيقال انهم مهاجري انصاري وعبادة ابن الصامت ابن قيس وابو عبدالرحمن يزيد ابن ثعلبة فهؤلاء عشرة من الخزرج واثنان من الاوس وهما ابو الهيثم مالك ابن التيهان وعويم ابن ساعدة فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كبيعة النساء ولم يكن امر بالقتال بعد فلما انصرفوا الى المدينة بعث معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن ام مكتوم ومصعب بن عمير يعلمان من اسلم منهم القرآن ويدعوان الى الله عز وجل فنزلا على ابي امامة اسعد ابن زرارة وكان مصعب بن عمير يؤمهم وقد جمع بهم يوما باربعين نفسا فاسلم على يديهما بشر كثير منهم اسيد بن الحضير وسعد بن معاذ واسلم باسلامهما يومئذ جميع بني عبدالاشهل الرجال والنساء الا الاصيرم وهو عمرو ابن ثابت ابن وقش فانه تأخر اسلامه الى يوم احد فاسلم يومئذ وقاتل فقتل قبل ان يسجد لله سجدة فاخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم فقال عمل قليلا واجر كثيرا. ذكر هنا الحافظ ابن كثير اه رحمه الله تعالى بيعة العقبة الاولى بيعة العقبة الاولى قال فلما كان العام المقبل فلما كان العام المقبل وهذا العام هو العام الحادي عشر من مبعثه عليه الصلاة والسلام هذا هو العام الحادي عشر من مبعثه عليه الصلاة والسلام اي قبل الهجرة بثلاث اه سنوات فلما كان العام المقبل آآ جاء منهم اثنا عشر رجلا الستة الاول الستة الاول خلا جابر ابن عبد الله ابن رئاب ومعهم معاذ ابن الحارث ابن رفاعة اخو عوف المتقدم عوف بن الحارث بن رفاعة وذكوان ابن عبد قيس ابن خلدة وقد اقام ذكوان هذا بمكة حتى هاجر الى المدينة اقام ذكوان في مكة حتى هاجر الى المدينة ولهذا يقال انهم مهاجري انصاري مهاجري انصارنا انه اقام في مكة الى ان جاء وقت الهجرة وهاجر مع من هاجر لهذا الاعتبار يقال له مهاجري وباعتبار انه من اهل المدينة الذين بايعوا النبي عليه الصلاة والسلام على النصرة والمؤازرة يقال له انصاري عبادة ابن الصامت وابو عبدالرحمن يزيد ابن ثعلبة فهؤلاء عشرة من الخزرج قال واثنان من الاوس وهما ابو الهيثم مالك ابن التيهان وعوين ابن ساعدة فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كبيعة النساء ولم يكن امر بالقتال بعد لاحظ الان بدأ الالتحام والوئام بين الخزرج والاوس والائتلاف واجتماع القلوب على دين الله سبحانه وتعالى وبدأت تلك العداوات تذوب حتى اذهبها الله سبحانه وتعالى تماما فاجتمعت قلوبهم على دين الله سبحانه وتعالى بعد ان كانوا اه متقاتلين متناحرين بينهم عداوة وبين بينهم حرب وبينهم مقتلة شديدة لكن كل هذه طفأت وانتهت بفظل الله سبحانه وتعالى ومنه فهذه بدايات اه اه عشرة من الخزرج واثنان من الاوس فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كبيعة النساء اذا جاءت كالمؤمنات يبايعنك على الا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن اولادهن ولا يأتينك البهتان يفترينه بين ايديهن وارجلهن ولا يعصينك في معروف فبايعهن فهي بيعة على عدم الشرك عدم الفواحش والمحرمات مبايعة على على ذلك فبايعوا النبي عليه الصلاة والسلام قال كبيعة النساء كبيعة النساء ولم يكن امر بالقتال بعد. ولم يكن امرا بالقتال بعد. وانما بايعوا النبي عليه الصلاة والسلام على السمع والطاعة والائتمار والبعد عن الشرك والبعد عن الفواحش الاثام. قال فلما انصرفوا الى المدينة بعث معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو ابن ام مكتوم ومصعب بن عمير يعلمان من اسلم منهم القرآن يعلمان من اسلم منهم القرآن ويدعوان الى الله عز وجل فنزل اي مصعب وعمرو على ابي امامة اسعد ابن زرارة وكان مصعب اه ابن عمير يؤمهم وكان مصعب ابن عمير يؤمهم في الصلاة وقد جمع بهم يوما باربعين نفسا جمع بهم اي صلى بهم صلاة الجمعة جمع بهم اي صلى بهم صلاة الجمعة يوما باربعين نفسا. قال فاسلم على يديهما بشر كثير منهم اسيد بن الحضير وسعد بن معاذ واسلم باسلامهما يومئذ جميع بني عبد الاشهل لان اسيد ابن الحظير وسعد ابن معاذ كل منهما كان سيدا في قومه وله مكانة فلما اسلما اسلم باسلامهما جميع بني عبد الاشهل الرجال والنساء قال الا اصيرم وهو عمرو ابن ثابت وابن وقش فانه تأخر اسلامه الى يوم احد تأخر اسلامه الى يوم احد فاسلم يومئذ فاسلم يومئذ واحد هو الجبل الذي يقع شمال المدينة ووقعت عنده المعركة المشهورة بين المسلمين وكفار قريش. فهو في ذلك اليوم اسلم في ذلك اليوم اسلم في مجيء الكفار كفار قريش الى المدينة وحصول تلك الوقعة فاسلم ودخل المعركة اسلم ودخل المعركة آآ قال فاسلم يومئذ وقاتل فقتل قبل ان يسجد لله سجدة قبل ان يسجد لله سجدة. فاخبر عنه النبي عليه الصلاة والسلام فقال عمل قليلا واجر كثيرا عمل قليلا واجر كثيرا لان حظه من الاسلام هي لحظة آآ لحظة يسيرة جدا في اخر حياته لحظة يسيرة جدا في اخر حياته اعلن الاسلام ودخل في الدين ودخل المعركة وقتل فحظه من الاسلام الشهادتين دخول في الاسلام ودخول المعركة ولم يتهيأ له ان يسجد لله سجدة ان يسجد لله سجدة فقال النبي عليه الصلاة والسلام عمل قليلا واجر كثيرا نظير هذه القصة قصة ايظا رجل اخر ذكرها ابن كثير اه رحمه الله تعالى في كتابه التفسير ذكرها رحمه الله تعالى في كتابه التفسير عند قوله تعالى في سورة الانعام الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم اولئك لهم الامن وهم مهتدون فذكر آآ خبرا جود اسناده عن ابن عباس ان رجلا فقدم على بعيره الى النبي عليه الصلاة والسلام يبحث عنه حتى لقيه حتى لقي النبي عليه الصلاة والسلام وكان الرجل على البعير والنبي صلى الله عليه وسلم واقف على قدميه فجاء وطلب من النبي صلى الله عليه وسلم ان يعلمه الاسلام ان يعلمه الاسلام فقال له تشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت الحرام والرجل كان على البعير راكب فقال اقررت قال اقررت بعد ان قال هذه الكلمة ساخت قدم بعيره في حفرة جرذان فمال وسقط سقط على عنقه ومات من حيلة سقط ومات من حينه يعني ليس له في الاسلام الا اقررت ليس له في الاسلام الا اقررت فقال النبي عليه الصلاة والسلام اذا اردتم ان تروا من عمل قليلا واجر كثيرا مثل هذه الكلمة عمل قليلا واجر كثيرا فهذا منه وجاء في بعض الروايات انه قال اذا اردتم ان تروا الذين امنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم فهذا منهم فهذا منهم وجاء ايضا في بعض الروايات انه عليه الصلاة والسلام قال آآ قوموا الى صاحبكم وقال رأيت الملائكة تدس الفاكهة او الطعام في فيه لعله كان جائعا فمات على الاسلام وليس له حظ من الاسلام الا اقررت والعبرة بالخواتيم والعبرة بالخواتيم. وهذا يستفيد منه العاقل فائدة عظيمة. وهي ان يجتهد في الاحسان فيما بقي ان يجتهد فالاحسان فيما بقي الانسان اذا نظر تاريخه في حياته وايامه الماضية ويتأمل في عمره من الناس من بلغ الخمسين الستين السبعين ربما الثمانين ينظر في حياته ربما يجد انها مرت في تفريط كثير وبقي عليه القليل ويلقى الله سبحانه وتعالى ويحاسبه على اعماله وعلى ما قدم في في هذه الحياة فالعاقل يحسن فيما بقي يسأل الله عز وجل ان يغفر له ما قد مضى ويجتهد في الاحسان فيما بقي وما يدري الانسان قد قد يقوم في قلبه همة عالية في ان يحسن فيما بقي صادقا بذلك مع الله مجتهدا ويكون الذي بقي يوم او يكون الذي بقي يومان او اقل او اكثر فتكون له تلك الخاتمة العظيمة المباركة ومما يذكر في هذا الباب ان الحسن البصري رحمه الله تعالى لقي رجلا فقال له كم تبلغ من العمر قال ابلغ ستين سنة قال اوما علمت انك في طريق وقد اوشكت ان تبلغ نهايته قال الرجل انا لله وانا اليه راجعون قال اوتعرف تفسيره قال الرجل وما تفسيره قال انا لله اي انا لله عبد وانا اليه راجعون اي انا لله راجع فاذا علمت انك لله عبد وانك اليه راجع فاعلم انه سائلك واذا علمت انه سائلك فاعد للمسألة جوابا قال الرجل وما الحيلة قال الحيلة يسيرة قال وما هي؟ قال احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى احسن فيما بقي يغفر لك ما قد مضى فانك ان اسأت فيما بقي اخذت فيما بقي وفيما مضى ولهذا العاقل ينتبه لنفسه يقبل على ربه سبحانه وتعالى ويتوب الى الله سبحانه وتعالى مما مضى ويجتهد في الاحسان فيما بقي اللهم تب علينا اجمعين ووفقنا لصالح الاعمال وسديد الاقوال واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير والموت راحة لنا من كل شر. نعم قال رحمه الله تعالى بيعة العقبة الثانية وكثر الاسلام بالمدينة وظهر ثم رجع مصعب بن عمير الى مكة ووافى الموسم ذلك العام خلق كثير من الانصار من المسلمين والمشركين وزعيم القوم البراء بن معرور رضي الله عنه فلما كانت ليلة العقبة الثلث الاول منها تسلل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم خفية من قومهم ومن كفار مكة على ان يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم وابنائهم واجرهم فكان اول من بايعه ليلة اذن البراء بن معرور وكانت له اليد البيضاء اذ اكد العقد وبادر اليه وحضر العباس عم رسول الله صلى الله عليه وسلم موثقا مؤكدا للبيعة مع انه كان بعده على دين قومه واختار رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم تلك الليلة اثني عشر نقيبا وهم اسعد بن زرارة ابن عجس وسعد بن الربيع بن عمرو وعبدالله بن رواحة بن امرئ القيس ورافع بن مالك بن العجلان والبراء بن معرور بن صخر بن خنساء وعبدالله بن عمرو بن حرام وهو والد جابر. وكان قد اسلم تلك الليلة رضي الله عنه. وسعد بن عبادة بن ابن والمنذر بن عمرو بن خنيص وعبادة بن الصامت فهؤلاء تسعة من الخزرج ومن الاوس ثلاثة وهم اسيد بن الحضير بن سماك وسعد بن خثيم وسعد بن خيثمة بن الحارث ورفاعة بن عبدالمنذر بن الزبير وقيل ابو الهيثم ابن التيهان مكانة ثم الناس بعدهم والمرأتان هما ام عمارة نسيبة بنت كعب بن عمرو التي قتل مسيل مسيلمة ابنها حبيب ابن زيد ابن عاصم ابن بكعب واسماء بنت عمرو بن عدي بن نابي فلما تمت هذه البيعة استأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ان يميلوا على اهل العقبة فلم يأذن لهم في ذلك بل اذن للمسلمين بعدها من اهل مكة في الهجرة الى المدينة فبادر الناس الى ذلك فكان اول من خرج الى المدينة من اهل مكة ابو سلمة ابن عبد الاسد هو وامرأته ام سلمة فاحتبست دونه ومنعت سنة من اللحاق به وحيل بينها وبين ولدها ثم خرجت بعد السنة بولدها الى المدينة وشيعها عثمان ابن ابي طلحة ويقال ان ابا سلمة هاجر قبل العقبة الاخيرة فالله اعلم ثم خرج الناس ارسالا يتبع بعضهم بعضا ذكر الامام بن كثير رحمه الله تعالى هنا البيعة الثانية بيعة العقبة الثانية وهي في العام الثاني عشر للبعثة اي قبل الهجرة بسنتين واشار في مقدمة ذلك ان الاسلام كثر في المدينة وظهر في اه ما يتعلق بالبيعة الثانية هناك تفاصيل لكن لم يبقى معنا وقت يكفي للكلام على ذلك فيؤجل الى لقاء كالغد باذن الله سبحانه وتعالى. احب ان انبه الى اه ما كنت اشرت اليه سابقا وهو المسابقة العلمية في شرح آآ الارجوزة المائية لا ابن ابي العز الحنفي رحمه الله واحث الاخوة الكرام من طلاب العلم على المشاركة ففي ذلك فائدة عظيمة لك وفرصة تطلع على كتب السيرة وتستفيد منها الفوائد العظيمة فاحث الاخوة من طلاب العلم كل على قدر استطاعته ان ان يشارك واحب ايضا ان اشير الى انني وفرت نسخة خطية للمنظومة وهي موجودة في الان في قسم المخطوطات في المسجد النبوي فمن كان له آآ همة ورغبة في المشاركة في هذه المسابقة يمكن ان يستفيد من النسخة اه الخطية وهناك ايضا محاولة اه لحصول للحصول على نسخة خطية اخرى باذن الله عز وجل. مر معنا في درس سابق اشارة الى حديث يتعلق بالصلاة وفي المسند وغيره باسناد جيد ان الصلاة ذكرت عند النبي صلى الله عليه وسلم يوما فقال من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة يوم القيامة وحشر مع قارون وفرعون وهامان وابي ابن خلف فمر معنا الحديث سابقا وكانني والله اعلم قلت امية بن خلف وامية بن خلف وابي بن خلف اخوان وكلاهما من الاعداء الالداء للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. لكن لفظ الحديث ابي آآ ابن خلف وهو عدو اللدود آآ للنبي عليه الصلاة والسلام وللاسلام والمسلمين ويقال ان النبي عليه الصلاة والسلام قتله بيده في معركة بدر ولعل هذا يأتي معنا اه لاحقا ان شاء الله عز وجل ايظا بعظ الاخوة يسأل آآ مر معنا بالامس البلد التي قدم منها الجن آآ مسلمين آآ وسمعوا الى النبي عليه الصلاة والسلام نصيبين هل هي نون مفتوحة او مضمومة والصواب انها نون مفتوحة كما هو مثبت عندكم في آآ المنظومة وهذا الذي نص عليه اهل العلم في معاجم البلدان بالنون اه بموحدة آآ فوقية مفتوحة فالصواب انها نصيبين بفتح النون ايضا سبق ان مر معنا فيما سبق في صفحة ستة عشر آآ وذهب النبي صلى الله عليه وسلم مرارا ليتردى من رؤوس الجبال آآ ذكرت عند ايراد هذا الحديث ان الامام البخاري رواه هكذا رواه اه بلاغا وليس متصلا بهذا اللفظ. فكأن بعظ الاخوة سمع اه كلمة اه رواه رواه البخاري. وما بعدها لم يسمعوا اه فات عليه سمعه لكنني نصصت على ذلك. رواه البخاري اه بلاغا ليس متصلا ومن المعلوم ان البلاغات من اقسام الضعيف البلاغات من اقسام الضعيف آآ كونه جاء في صحيح البخاري بلاغا لا يلزم منه آآ ان يكون ثابتا والبلاغات من اه اقسام الضعيف وهو رواه البخاري عن الزهري بلاغا يبلغ به اه فليس متصلا ليس متصلا فقوله وذهب مرارا ليتردى من رؤوس الجبال هذا لم يثبت باسناد متصل لم يثبت باسناد متصل وهذا امر سبق ان بينته لكن آآ ربما احد الاخوة ارسل ورقة استشكل ذلك آآ نعتذر له بعدم سماعه نعتذر للاخ الكريم الذي ارسل الورقة بعدم سماعه لما ذكرت الحديث فيما سبق اشرت الى هذا المعنى واسأل الله عز وجل للجميع التوفيق والسداد والعلم النافع والعمل الصالح وان يهدينا جميعا سواء السبيل اللهم انا نسألك علما نافعا وايمانا دائما وهديا قيما ونسألك ان تصلح لنا ديننا الذي هو عصمة امرنا وان تصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وان تصلح لنا اخرتنا التي فيها معادنا وان تجعل الحياة زيادة لنا في كل خير وموت راحة لنا من كل شر وان تغفر لنا ولوالدينا ولمشايخنا والمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات والله اعلم وصلى الله وسلم على رسول الله. نعم جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بعلمكم. فضيلة الشيخ يقول السائل في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم للطفيل ابن عمرو الدوسي ان يجعل الله له نورا فقال له يا رسول الله اخشى ان يقولوا هذا مثله ما انا كلمة مثلى الحديث سبق ان مر معنا وسيأتي اه عند ابن كثير لاحقا اولا القصة وربما لم يتسنى ان اشير الى ذلك القصة اسنادها ضعيف القصة اسنادها ضعيف في اسنادها كلام لكن معنى قوله آآ آآ اخشى ان يقولوا مثلى المثلى التغيير في الخلقة تغيير في الخلقة المثلى هي التغيير في الخلقة. تغيير الانسان عن خلقته فقال لما يعني اصبح يعني يشع النور من وجهه او من عينيه قال اخشى يعني اذا رأى الناس ان يكونوا مثلى يعني اه خلقته قد تغيرت نزل النور الى العصا التي كانت في يده فكان اذا مشى في طريق مظلم اضاءت له لكن اسناد هذا الخبر اه فيه كلام وسيأتي معنا عند ابن كثير آآ في اواخر الكتاب تقريبا ان شاء الله نعم جزاكم الله خيرا. يقول السائل ماذا نقول في اخر تكبيرة من صلاة الجنازة آآ التكبيرة الاولى آآ تقرأ الفاتحة والثانية يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم وبعد التكبيرة الثالثة يدعى للميت وبعد التكبيرة الرابعة يقال اللهم لا تحرمنا اجرا ولا تفتنا بعده ثم يكون السلام. نعم يقول السائل هل يجوز اعطاء هدية للكافر النصراني يجوز اذا كان المراد التألف اذا كان المراد التألف وفي كتاب الادب المفرد الامام البخاري عقد آآ بابا رحمه الله بعنوان باب الهدية للمشرك وساق باسناد جيد عن ابن عمر رضي الله عنهما انه ذبح شاة فقال اعطوا جاري فلان. قالوا اليهودي؟ قال نعم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يزال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه الجار او الكافر يهوديا كان او نصرانيا اعطاؤه الهدية تأليفا لقلبه لا بأس بذلك وهذا من الاسباب والروافد المعينة على اه اه دعوة هؤلاء الى هذا الدين العظيم. نعم يقول السائل اعطيت ابي ثلاثة الاف ومظت شهور اطلبه ويقول ليس لدي مال ماذا افعل مع العلم انه ظر بي باخذه؟ الجواب انت ومالك لابيك نعم يقول السائل معتمر من الاردن يسأل عن جمع صلاة الجمعة مع العصر الجمعة العصر لا يجمع مع الجمعة وهذا بينه اهل العلم لا يصح ان تجمع صلاة العصر مع الجمعة فاذا صليت الجمعة وانت مسافر تصلي صلاة العصر في وقتها ولا يصح جمعها مع اه صلاة الجمعة لكن اذا كان مسافرا ولم يصلي الجمعة وانما صلاها ظهرا في جمع العصر مع الظهر لكن ان تهيأ له وصلاها جمعة فلا يجوز له ان يجمع معها صلاة العصر نعم جزاكم الله خيرا يقول السائل في الحديث السابق عند ابن كثير هل رأيت ربك؟ ربك؟ قال نور انا اراه؟ قال يحتج به الخوارج في عدم رؤية الله تعالى يوم القيامة نرجو التوضيح والتوجيه. لا حجة لهم في هذا الحديث وانما الحديث قصار امره نفي الرؤيا في الدنيا نفي الرؤيا في الدنيا وقد قال عليه الصلاة والسلام اعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموت اعلموا انكم لن تروا ربكم حتى تموتوا فالرؤية في الدنيا هي المنفية ولم تحصل لاحد حتى لنبينا عليه الصلاة والسلام وانما هي يوم القيامة يكرم الله سبحانه وتعالى بها اهل الايمان كما صح اه في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام انكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر وهي ثابتة ايضا في القرآن وجوه يومئذ اه ناظرة اي حسنة بهية الى ربها ناظرة اي تنظر الى الله سبحانه وتعالى بابصارها. ونسأل الله عز وجل لنا اجمعين ان انا بلذة النظر الى وجهه الكريم والشوق الى لقائه في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة وصلى الله وسلم على رسول الله